|
الانتخابات تطرق الأبواب
|
08:58 AM Apr, 13 2015 سودانيز اون لاين درديري كباشي- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
ظهرت صور كثيرة منتشرة في المواقع والواتساب وغيره لسودانيين علقوا لوحات على أبواب بيوتهم تعبر عن مقاطعتهم للانتخابات .. وتناشد القائمين على أمرها والمرشحين بصفة خاصة ألا يزعجونهم بطرق الأبواب . نعرف زمان كان من يطرق الأبواب هم ثلاثة فئات . هذا طبعا فضلا عن الضيوف والجيران وأولي القربى وأصحاب البيت أنفسهم .. كان هؤلاء الثلاثة هم قارئ عدادات الكهرباء وسيد اللبن والشحاذين .. عدادات الكهرباء تحولت الى جمرة خبيثة فأصبح لزاما على آل البيت قراءتها بأنفسهم وأسعافها بكرت شحن جديد قبل أن تقطع عليهم وتغرقهم في الظلام .أما أسياد اللبن فتركوا طرق الأبواب بعد أن تحول اللبن نفسه الى من أستطاع اليه سبيلا فهو أصبح يباع في البقالات مثل باقي أغراض البيت وعلى قول المصريين ( يا تلحأ يا ما تلحأش ).. وكذلك الشحاذون تركوا طرق الأبواب يأسا فباتوا يعرفون أن الناس فايتاهم بالصبر .. فلاجدوى من طرق أبواب المنازل طالما الجمع الكريم متوفر في الشوارع يلهث خلف لقمة العيش. حتى أسباب طرق الأبواب الأخرى بدأت تتلاشى بالتدريج .. خفت زيارات الأقارب راح زمن الضيوف والزيارات العفوية الجميلة التي شبه بها الرائع بشرى الفاضل عيون محبوبته على لسان الراحل مصطفى سيد أحمد ( سمحة زي ما تقول ضيوفا دقو بابي .... فرحي بيهم سال ملا حتى الكبابي). الكل أصبح مشغولا بنفسه وحول ذويه لا وقت للمجاملات والزيارات الا في الملمات .. أذا أصبح التغيير الوحيد والغريب هو عندما تطرق ألانتخابات الأبواب .. لماذا ألم تكفي كل هذه الإعلانات والهيلمانة وهيمنة وسائل الإعلام .. منذ أربعة أشهر المسؤولون وبإصرار غريب يصرون على أن الانتخابات قائمة وفي موعدها لن تؤجل مهما كانت الأسباب .. أذا ما الداعي لطرق الأبواب .. حتى ألاطفال الصغار باتوا يعرفون أن هناك أنتخابات قائمة وبدأت اليوم . فقط مع التذكير أن هذا الوضع في هذه المرة أختلف تماما ..أصبحت كل الجوالات بها كاميرات .. وظهرت آفة العصر برنامج الواتساب .. الذي حول كل الناس الى مراسلين أعلاميين .. الصورة خلال اليومين ستنتشر وتنشر الواقع فقط ..ألارقام ذات ألاصفار ستصدقها أو تكذبها صور حقيقية منقولة من مواقع الحدث .. غير قابلة للتزييف أو التغيير .
|
|
|
|
|
|