دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
كتب عنه الشاعر والدبلوماسي محمد المكي إبراهيم ..
رجل شريف سيء الحظ لم نكن نتوقع أن يصدر كتاب السفير والوكيل الأسبق لوزارة الخارجية السودانية بهذا الحجم (720 صفحة من القطع المتوسط) وبهذا الشمول (مغطيا كل المواقع التي خدم فيها خارج السودان حتى تلك التي كان فيها على درجة السكرتير أو أكثر بقليل) ولكن ذلك ليس مستكثرا على فاروق عبد الرحمن الذي تميز منذ سنوات دراسته بالميل الشديد إلى الاستيثاق من معلوماته والدفاع عن آرائه بذاكرة حديدية مدعومة بمذكرات تفصيلية ومراجعات سنوية أو عقدية ومأثور لدى أصدقائه أن تصلهم منه صور فوتوغرافية أو كارت بوستال يشير إلى جلسة أو زيارة قاموا بها أو قام بها إليهم قبل عشر أو عشرين سنة على سبيل تجديد الذكرى واستعادتها من براثن النسيان. ولا يبدو أن مرور السنين قد أخذ من ذاكرته ألقها القديم بل على العكس زادها قوة وتأكيدا. وأجد لزاما علي في مفتتح القول أن أعتذر عن توهمي أن الدبلوماسي لا ينهض لجلائل الاعمال الا اذا كان كبير الرتبة والمقام وأن الرتب الصغرى ليس أمامها مجال للإنجاز باعتبارها قاصرة على مساعدة السفير في أداء المهام الموكلة اليه فليس ذلك الفرض صحيحا في كل الأحوال ومثالنا على ذلك ما روى المؤلف عن الأدوار الهامة التي أتيح له أن يلعبها وهو سكرتير أول قائم بالأعمال في بعض سفاراتنا بالخارج وذلك دور مطلوب مرغوب في ناشئة السلك من ذوي العزيمة والنظر السديد متى وجدوا أنفسهم في مقام المسئولية كما فعل المؤلف في عديد من المواقف التي عاشها. ولا شك ان تلك الصفات التي تجلت في المؤلف في بداية تدرجه الوظيفي هي التي شفعت له حين آن الأوان ليكون وكيلا لوزارة الخارجية بعد انتهاء الحقبة النميرية ليكون سندا وعضدا لوزير خارجية الانتفاضة الزميل العزيز إبراهيم طه ايوب.
عرض وليس بتقييم
يستطيع قارئ هذا الكتاب أو متصفحه ان يلمح الزمالة والصداقة التي تربطني بالمؤلف فقد شرفني بإيراد اسمي في عدة مواضع من سفره النفيس وتلك علاقة لا أتبرأ منها حفاظا على المصداقية وتظاهرا بالتجرد والحياد في الأحكام بل على العكس أريد إثباتها بل أريد أيضا ان اضيف اليها كوننا أقرباء وأبناء مدينة واحدة وزملاء دراسة في باريس على مدى عامين من عمرنا الراشد ولن يضير شيء من ذلك بحيادي نحو هذا الكتاب إذ انني لست بصدد تقييمه وانما بصدد عرضه على القراء تاركا لهم مطلق الحرية في الحكم والتقييم وكل ما أحاوله هنا هو إجمال محتوى الكتاب لمن لم يقرأه ليحدد على ضوء ذلك هل يفتش عنه ليقرأه أو يقتنيه أم أنه لا رغبة له فيه. وفي اعتقادي أن هذا الكتاب هو قصة حياة رجل شريف سيء الحظ، فمثل كل أبناء جيله ولد وعاش في الزمن الخطأ وعاصر الناس الخطأ وتلقى منهم المعاملة الخطأ. فقد عشنا الجزء الأكبر من حياتنا تحت نير الأنظمة الشمولية (6 لعبود و16 للنميري و26 للإسلاميين) والجملة 48 عاما تحت أنظمة لا تقدر الناس بأي معيار سوى معيار الولاء فمن معهم هو المواطن الصالح ومن ليس معهم فهو ابن الستين المستحق للضرب والاذلال. والمؤلف لم يكن معهم ولكنه أيضا لم يكن ضدهم الا أن ذلك لم يفيده ولم يثبت براءته لان القاعدة المتبعة لدى تلك الأنظمة تقول: من ليس معنا فانه ضدنا وهكذا وجد المؤلف نفسه مطرودا من وظيفته وموضعا لمعاملة استثنائية القسوة من وزير خارجية ذلك الزمان الذي اختصه بالملاحقة الشخصية ليتأكد من خروجه من السكن الحكومي وحرمانه من الاتصال الهاتفي من تلفون الدار واسوأ من ذلك حرمانه من مرتب الشهرين الأخيرين من خدمته كسفير يوشك أن يغادر الرغد النسبي لوظيفة السفير إلى مجهول اسمه العطالة وانعدام الوظيفة.
يذكرني تشدد ذلك الوزير في القسوة على زملائه بما يعتبر حكمة عبرية استقاها اليهود من تاريخهم المرير اذ وجدوا أن أقسى الولاة عليهم هم الولاة القادمين من صفوف اليهود أنفسهم فالوزير المقصود كان واحدا منا وقد سبقنا إلى الخدمة بعقد كامل ولكنه كان عدوا لكل موهبة من كل نوع فاذا كنت كاتبا أو ساخرا أو ضاحكا فانت عدوه الشخصي وإذا كنت معروضا في قفص ليتفرج الناس على حمرة مؤخرتك فالويل لك منه لأنه سيدمرك تدميرا ويبدد شملك تبديدا ولا سبيل للاستطراد في ِشأنه فقد اسبل الموت عليه حصانته التي تأمرنا ان نذكر محاسن موتانا ونغض الطرف عن إساءاتهم وكما اضنانا حيا فقد اضنانا بعد موته ونحن نفتش ونبحث ونتقصى ونواصل الليل بالنهار لنجد له حسنة من الحسنات أو فضيلة من الفضائل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
محاولات تتلوها محاولات
لم يبك السفير فاروق على اللبن المسكوب فقد شمر عن ساعد الجد وبدأ اتصالاته بكل منظمة تؤهله خبرته للانضمام اليها وكل الاشخاص والمعارف الذين يمكن ان يساعدوه في الحصول على وظيفة لدى احدى تلك المنظمات وكان سجله عامرا بالإخوان والزملاء والمعارف من السودانيين والعرب والأوروبيين ولكن حظا عاثرا كان يعترض سبيله في كل محاولة ما بين الطناش والاقزام الذين يحتلون المناصب ويخافون ان يأتي القادم الجديد فيكشف جهلهم وعدم اهليتهم للمناصب التي احتلوها في غفلة الزمان. وفي تلك الاحوال لا يجديك شيئا ان تقبل بأقل المعروض فان ذلك سيؤلب عليك عديمي الموهبة أكثر فأكثر لأن قبولك بالرتبة الأدنى سيجعل المفارقة أكثر وضوحا وسيقول المشرف عليكما: “كيف جاز لهذا الدعي ان يأتي أعلى في الرتبة من هذا الفلان الجديد.؟” واذا استمرأ البحث فانه واجد ان ذلك الدعي التحق بالمنظمة وهو في رتبة السكرتير بينما هذا الجديد كان وكيلا لوزارة بحالها. وربما كان ذلك الخوف من المقارنة والمضاهاة هو السر وراء سوء الطالع الذي رافق مساعي المؤلف للالتحاق بالموقع الذي يستحق. وتلقى ذلك النحس دفعة اضافية من نبل اخلاق الفاروق وتمسكه بالمثل العليا واعتبارات الكرامة والشهامة والامانة. وقد خلا كتابه من ذكر وقائع اخرى لم يشأ ان يتعرض لها بالذكر فقد فوجيء بالخليجيين يسنون قانونا يمنع استخدام الموظف الاجنبي اذا بلغ أو تجاوز سن الستين وكان يذكر باحتقار شديد أولئك الاكبر منا سنا وقد قاموا بتزوير اعمارهم ليصبحوا أصغر منا حتى يتسنى لهم الاستمرار في خدمة الخليجيين بعد سن التقاعد وغالبية أولئك من النوع الذي كان يفتري على الناس بما لديه من البيوت المستأجرة والاراضي التي اشتراها رخيصة وصار الآن يطلب فيها الملايين. كل أولئك النفر من فقراء الروح الذين لا يتورعون عن شيء في سبيل اكتساب المال واكتنازه ولكن الفاروق صرح لمخدميه الخليجيين بعمره الحقيقي فمنحوه بضعة سنوات من الخدمة الإضافية نزل بعدها عند ارادة المعاش.
كلنا ذلك الرجل
كل هذه العذابات عشناها فصلا فصلا ويطرب صديقي العزيز كمال الجزولي حين فوجيء أن المنظمات الدولية تجانبت عنا ذات اليمين وذات اليسار وانني سعدت بالعمل مترجما عند الامم المتحدة بعد ان كنت فيها مندوبا لبلادي أحقق مع وحدة الترجمة لو انها حرفت كلامي عن مواضعه أو أخطأت أدني خطأ في نقله للغات العالم ولكن تلك هي الايام وتلك أفاعيلها في الرجال. وفي غمرة كل المتاعب التي عاشها لم ينس الفاروق أن يرشحني للسفير القطري بواشنطن لأكون له مستشارا بعد أن أضناه تعالم اخوته واخوتنا العرب. وكان السفير الكبيسي رجلا بمعنى الكلمة فسعدنا معا بأيام ضاحكة ونجاحات مؤكدة حتى جرى نقله من واشنطون فزهدت روحي من كل خير في الدبلوماسية والدبلوماسيين وتوجهت إلى أقصى الغرب الامريكي بعيدا عن رحمة تلك الفئات.
عدا تلك المنغصات التي لابد ان يلاقيها الرجل الشريف متى استهانت به أمته أو بالأحرى استهانت بنفسها في شخصه- عدا ذلك فان الكتاب مليء بالقصص الرائعة والمواقف الضاحكة والقفشات الجميلة وفيه فصول كاملة في الغناء والموسيقى وأخبار الرياضة الدولية ممثلة بالأولمبيادات التي شهدها المؤلف والمباريات الدولية التي وقف على أمرها وكلها أشياء أغرم بها المؤلف اشد الغرام وانفق في سبيلها الوف الدولارات وطوى من أجلها الوف الاميال والفراسخ. ولا زال همه ان يضيف المزيد إلى الاقطار الثمانين التي زارها أو اقام فيها في مختلف ارجاء هذا العالم الفسيح.
اعتقد ان هذا الكتاب قراءة اجبارية لكل دبلوماسي لغناه بالمعلومات عن دول العالم وأنظمته وفيه عبرة كبرى لمن يريد ان يعتبر ويفتح عينيه واذنيه على تقلبات الزمان وتنكر الدنيا لأكابر الرجال فيتسلح بالعزم والصبر على مكاره الزمان وان يأخذ نفسه بالحزم في كل الامور وان يزرب نفسه بالرجال والاصدقاء نزولا عند المثل السوداني الذي ينصحنا ان نزرب انفسنا بالرجال بدلا من تزريبها بالشوك. وأفضل من ذلك ان نتعاهد على حماية الموظفين بالخدمة المدنية من مكايد الانقلابيين وما هم قادرون عليه من اعمال البطش القاسية ضد زملاء كان يمكن ان يكونوا معهم في صفوف الجيوش وهو خيار لا صعوبة فيه كما يعلم العسكريون وغير العسكريين والصعوبة كلها ان تسهر وتفقأ عينيك في دراسة الاقتصاد أو القانون ليأتي زملاؤك من الكلية الحربية ويحولوا حياتك إلى جحيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
و كتب عنه شوقي بدري ... في الراكوبة
..هذا عنوان سفر ضخم مكون من 718 صفحة، من القطع الكبير. مؤلف الكتاب هو الدبلوماسي السفير ووكيل وزارة الخارجية السوداني. ,,الابيضاوي ,, نسبة الي مدينة الابيض صرة السودان، وقد ولدت فيها انا. فاروق عبد الرحمن أحمد عيسى رجل يفتخر الانسان بالتعرف عليه. انه يمثل السوداني الكبير. يمتلئ بقيم السودان والحكمة والمعرفة والتواضع. لا تنقصه الشجاعة. يقول رأيه بوضوح. ولا يجامل في الحق.
هذا الكتاب لا تصح قراءته، يجب أن يذاكر باستمرار. هذا السفر القيم يجب أن يكون في يد الجميع، مثل ذكريات أغبش للأستاذ عبد الله رجب العصامي صاحب ورئيس تحرير جريدة الصراحة وتاريخ حياتي لبابكر بدري وقطار العمر لمحمد خير البدوي الاعلامي في الاذاعة البريطاني وآخرين. لكم أتوق لقراءة مذكرات الغالي السفير علي حمد ابراهيم التي اتمنى أن ينشرها. أشكر الله كثيرا لأن الظروف قد جمعتني بفاروق وزوجته السيدة الفاضلة ماجدة ابو سمرة. لنصف سنة وأنا لا أفارق هذا الكتاب ولم أرتو منه، وان كنت قد تعلمت الكثير. فالرجل مغامر من الطراز الأول وهو بحق السندباد السوداني. لقد طاف بثمانين دولة في خمسة قارات. وأول سفراته كانت في 1962 وهو لا يزال طالبا في جامعة الخرطوم. ووصل الي القطب الشمالي في شمال السويد مع معسكرات الشباب للعمل التطوعي. كان يسافر وهو لا يملك إلا ملاليم بالمقارنة ببقية المسافرين.
هذا الرجل العلامة وصاحب الكاريزما تخلصت منه الانقاذ كما تخلصت من كل جميل ومحترم في السودان. وبينما قطر تتلقفه كما تلقفت الطيب صالح وصلاح أحمد ابراهيم، كان إسماعيل عثمان شحادين وكرتي ,, سيخ واسمنتي ,, يتنكرون في زي وزراء خارجية.
الكتاب مشحون بالمعلومات. وأنا أقرأ الكتاب كنت أقول لنفسي هذا الكتاب عبارة عن فتة بدون رز وكسرة ورغيف، فقط لحم شهي جيد الطهي. فته لحم. من ألطف الأشياء ذكر والدته طيب الله ثراها وهي تحاول كأم رؤوم أن تخفف عن الملك فهد والملك عبد الله مرارة الغربة بصنع اللقيمات والشاي باللبن، عندما كانا تلميذين في بخت الرضا. وكان ذلك أقصى ما تستطيع تقديمه لهما من الأطعمة الشهية في سودان الامس. وبينما كان زوجها وآخرين يتكفلون بإطعام عقلهما بالعلم. سأحاول أن أعطي كبسولات من الكتاب. وقد لا تعجب صراحة فاروق البعض. ولكن هذه هي الحقيقة. ففاروق لم ينضم الى أي حزب أو تنظيم. كان سودانيا أمينا معتدلا. تمتع بكثير من الانضباط والمعقولية. . في موتمر لندن في 2010، كان فاروق من افتتح المؤتمر بسبب احترام الجميع ومعقوليته. وكان ذلك أول لقاء لنا وأخبرني بأنه سيأتي الي السويد في 2012. وانتشيت لأن السودانيين في العادة لا يعرفون ماذا سيفعلون غدا. والسبب أنه كان يريد أن يعيد ذكريات رحلته الأولى للسويد قبل نصف قرن. وفرغت نفسي كل صيف 2012. وعرفت من الأخ أبوبكر السفير الجديد للسويد عندما حضر لمؤتمر القرن الافريقي أن فاروق سيحضر في 2013. وعندما حضر فاروق مع زوجته، كنت أمر بأسوأ فترات حياتي. ولكن بالرغم من ذلك قضينا وقتا معقولا. وأدهشني فاروق بذاكرته وتعرفه علي أماكن في الدنمارك والسويد بعد نصف قرن من الزمان. كما استمتع بجسم متماسك وأناقة.
من الاشياء التي أصر عليها فاروق هي مقابلته لابن الأبيض الدكتور عبد الرحمن عبد الحميد عثمان. وعبد الرحمن طيب الله ثراه هو من قلت عنه وكتبت، أن البعض يحسبونه من أصدقائي ولكن أنا أعتبر نفسي من أصدقاء عبد الرحمن. ولكن عبد الرحمن في آخر أيامه سيطر عليه بعض العرب ومنهم إسلاميون. وأدخلوه في مشاكل مالية واجتماعية. وانتهي بهم الأمر في أيام مرضه بحيازة منزله والعيادة وحتى سيارته وأثاث منزله. والسنة الماضية. بعد أن انتهى عبد الرحمن في منزل العجزة، إتصل بي أحد العرب واتهمني بسرقة موبايل عبد الرحمن عندما أخذته وهو على الكرسي المتحرك لفستفال جامعة لند. وكان يستفسر عن سبب اتصالي بعبد الرحمن. وهو صديق عبد الرحمن ولم يسمع بي. سأعود لعبد الرحمن طيب الله ثراه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
إقتباس (.. وعندما ذهبت الي المدرسة الثانوية بعد ذلك وجدت نفسي أرفض الانضمام للجبهة الديمقراطية " الحزب الشيوعي بشكل او بآخر" وبعد أن جاءني الأخ عبد الرحمن عبد الحميد وهو " أبيضاوي" كحالي لكن لم تكن لي معه صداقة أو سابق معرفة ل " يجندني" في تنظيمهم اليساري. قال لي ... هل تريد ان تذهب للأخوان المسلمين أم مع ناس الكيتي كولا أو الفلوترز السابحون غير هدى أو مع الرأسمالية القذرة وعملائها.. ولم أكن أفهم تلك الكلمات. قلت له أنني مستقل من الطرفين. حاول الرجل وحاول ثانية دون فائدة. كان عبد الرحمن الذي يسبقني بعام واحد من الطلاب المحبوبين في خور طقت كما كان حارسا للمرمي في كرة القدم بالمدرسة الشئ الذي أكسبه شعبية ومكانة علاوة علي ما يتمتع به اليساريون عادة من رصيد في مفردات في اللغة العربية والانجليزية تمكنهم من أن يسكتوك إذا جادلتهم. مرت السنون وأنا في حالي أما الأخ عبد الرحمن فقد صار طبيبا ورجل أعمال في الدنمارك والسويد إي في ذلك الغرب الرأسمالي القذر. بعد سنوات طويلة التقيته في مدينة مالمو صيف 2013 وكنت برفقة الأخ شوقي بدري..) نهاية الاقتباس.
ذهبنا الي عبد الرحمن في فلته في منتجع هيلفيكن. وتلك بلدة مع اسكانير وفالستبرو يمثلون أبعد نقطة في جنوب السويد ومقصدا لأثرياء السويد. وعبد الرحمن تعرض للهجوم والتجريح من الشيوعيين. ولعبد الرحمن غلطاته أولها عناده المشهود. وهو قد حاول تجنيدي للحزب الشيوعي وفشل. ولكن كسبت صداقته في براغ واحترامي للشيوعيين والفكر الاشتراكي.
اذا كان البعض يعتقد أنني أعرف بعض المعلومات، أو أنني أكتب بطريقة صادمة فدونكم هذا السفر. فستحصلون على معلومات هائلة. وستصدمون أكثر ولكن بأسلوب حضاري راقي . اليكم بفاتحة شهية.
" ...إنتهت زيارة الصادق المهدي لمصر حسب تقديري علي أحسن حال .. وكان ذلك رأي الكثيرين وعلي رأسهم الزميل السفير الأمين عبد اللطيف إذ أنه الأقدر بحكم موقعه على تقييم الزيارة. وانتهى التوتر القائم بين الطرفين بسبب ميثاق التكامل واتفاقية الدفاع المشترك وأيضا بسبب وجود نميري في مصر إذ سكت الصادق عن موضوع إعادته ومحاكمته في السودان وهكذا عادت المياه لمجاريها بين البلدين، فأخذا يعملان على التقارب والتعاون في كثير من المجالات.
بعد اقل من عام وأنا سفير في بروكسل جاء فاروق أبو عيسى وفجر أمامنا قنبلة ونحن في سهرة لطيفة في منزل ممثل حركة التحرير الفلسطينية بحضور الاستاذ أحمد الخواجة رئيس اتحاد المحامين العرب وكذلك السفير المصري في بروكسل فوزي الابراشي. قال فاروق إن مصر قد كرهت الصادق وتريد أن تتخلص منه اليوم قبل الغد. كانت تلك مفاجأة كبيرة لي ومحزنة أيضا ..." نهاية اقتباس.
الصادق كان يعرف بالانقلاب المصري فلقد خططت مصر لأغلب الانقلابات في السودان. وربما هذا هو ما دفع الصادق الى أحضان الكيزان. ولهذا رحبت مصر بالانقلاب. منتظرين شنو ؟؟ تحصلوا على هذا الكنز.
سأنقل نتف من هذا الكتاب المهم جدا، وقد يكون الأهم في الفترة الاخيرة.
التحية ع. س. شوقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
السفير جمال محمد إبراهيم، كتب بتاريخ 4 يونيو على موقع سودانايل بعنوان " سفير ضد التمكين "
أقرب إلى القلب (1) كتاب "السودان وسنوات التيه: نصف قرن لم يكتمل".. من إصدارات جزيرة الورد – القاهرة، هو الكتاب هو الأول للسفير فاروق عبدالرحمن عيسى، وكيل وزارة خارجية الانتفاضة عام 1985. نظرت لأعرف سنة الإصدار فما كانت واضحة، وبدون رقم ايداع أو رقم تسجيل دولي : (ردمك)، لكن سنفترض من السياق أن يكون تاريخ الإصدار في 2014. لكني عجبت كيف فات على السفير فاروق أن يُصدر كتابه بدون رقم تسجيل دولي يحفظ حقوقه كمؤلف ، في زمان التواصل المباح بلا قيود ولا حواجز..؟
سيتعب صديقنا د. مصطفى الصاوي المتخصّص في كتب السيرة الذاتية والمذكرات، في تصنيف ذلك الكتاب، فقد سمّى السفير فاروق كتابته : مذكرات، ثم ذكريات، وأيضاً مشاهدات، وفيها استرجاع لأحداث عاش تفاصيلها، وتضمّنت فوق ذلك خواطر عن أشخاص وأماكن، فلن تكون مهمّة صديقي الصاوي يسيرة هذه المرّة. .
يُحدّث الكتاب (720 صفحة من القطع الكبير) عن مسيرة دبلوماسي بدأ مهنته، لا قافزاً من فوق جدارٍ، ولا متسللاً عبر نوافذ التمكين تسللَ الرجل الخفي الذي ابتدعه خيال هـ. ج. ويلز، لكنه ولج "سكرتير ثالث" إلى وزارة الخارجية السودانية، بعد تخرجه من جامعة الخرطوم، أواسط ستينات القرن الماضي، وتدرّج فيها حتى بلغ درجة السفير، ثم اختير وكيلاً لتلك الوزارة في الحكومة التي شُكلت في أعقاب سقوط نظام جعفر نميري في انتفاضة أبريل 1985. كان وكيلاً لوزارة الخارجية في تلك الحقبة التي سعت فيها البلاد لاستعادة أنفاسها بعد طول عناء، كما سعت خلالها الدبلوماسية السودانية لاسترجاع بعض ما تساقط من حسن أدائها، ومن صيتها عربياً وأفريقياً.
(2) بدءاً بالفصل الأول من الكتاب، وحتى الفصل 17 (من جملة سبعةٍ وعشرين فصلا)، انتهت بالصفحة 365، يورد السفير فاروق قصة نشأته وتعليمه وجولاته في السودان مع والده المعلم، فتحتل القولد عنده مكانة أثيرة، ولا تقل عنها "بخت الرضا"، أو ثانوية "خورطقت" أو جامعة الخرطوم. لفاروق نشاط متعدّد، لاشك أكسب شخصيته ذلك البريق الذي لا تخطؤه عين. لقد ظلّ إبان دراسته الجامعية، مستقلاً وعلى مسافة واحدة من جميع التيارات السائدة في قيادة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وقتذاك.. نشط في الجمعيات الطلابية الطوعية، وشملت جولاته فيها، بلداناً أوروبية عديدة، فصقل شخصيته وقدراته في الاحتكاك والتكيّف مع ثقافات الآخر، فكأنه أعدّ نفسه تطلعاً للعمل دبلوماسياً في الخارج.
إلتحق فاروق بوزارة الخارجية في عام 1965، بعد اختبارات تحريرية ومقابلات شخصية كثيفة، وذلك دأب الوزارة في تعيين منسوبيها، ولم يكن للمحسوبية أو "للعوائل"، من مكانٍ أو اعتبار، فيما أشاع بعض "سفراء التمكين" هذه الأيام. عمل فاروق في عدد من سفارات السودان بالخارج، واغتنى تجربة وخبرة .. مسيرة لا تكاد تختلف عن مسيرة عدد من السفراء والدبلوماسيين الذين حذقوا المهنة ممن زاملوه في تلك الحقبة، إلا بذلك البريق الذي حدثتك عنه. .
تناول السفير فاروق عبدالرحمن في كتابه تجربته المريرة بعد الفصل للصالح العام، (وهو يفضل كلمة "الطرد" ، نأياً عن ذلك التزويق اللفظي الذي يجمّل فعلاً شائناً!) من الخدمة الدبلوماسية.. وذلك في الفصول من 18 إلى 23، وهو ما يصل إلى مائة وخمس وخمسين صفحة. لكنك لن تملّ كتابة السفير فاروق، ولا أسلوبه الممتع في سرد تجاربه الغنية في جانب، ومظلومياته ومعاناته في جانب آخر.
تجنّب الكاتب السفير أسلوب السرد "الكرونولوجي" الرتيب، من يومٍ ليوم ومن سنةٍ لسنة، ومن سفارةٍ للسفارة التي تليها، بل آثر طرح مذكراته عابراً من موضوعٍ إلى موضوع، ومتردّداً بين محطات عمله الدبلوماسية بما تمليه عليه الموضوعات وليس توالي السنوات، وما صادف خلالها من شخصيات وما شهد من وقائع وأحداث. ذلك أسلوب أضفى على كتابه عنصر تشويقٍ وجاذبية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
(3) كان لوزارة الخارجية، ومنذ تأسيسها أول عام الاستقلال، أسلوب راسخ وتقليد متبعٌ، تنظّم وفقه جولات لناشئة الدبلوماسيين للتمرّس على العمل في مختلف الإدارات. أذكر أني قد مررتُ مروراً عابراً - وأنا سكرتير ثاني - على إدارة شؤؤن غرب أوروبا (في الطابق الذي يعلو المكتب الوزاري التنفيذي (مكتب وزير الخارجية) من عمارة جلاتلي، قبل أن ينجح فاروق نفسه، وبعد أن صار وكيلاً للوزارة في زمان لاحق، من إجلاء وزارة الخارجية من تلك البناية التي لم تكن تعجبه، فانتقلت الوزارة في عهده وكيلاً، إلى المبنى ذي الميادين الواسعة والأشجار المتنوعة الفارهة. . مباني الإتحاد الإشتراكي المحلول، وذلك في حدود عام 1986. .
حين قدمتُ للعمل في إدارة شؤؤن غرب أوروبا في وزارة الخارجية في تلك الفترة الباكرة، كان فاروق عبدالرحمن نائباً لمدير الإدارة، وأنا دبلوماسي مغمور مع بضعة دبلوماسيين آخرين، نتحسّس خطانا في الوزارة. ظللتُ أتهيّب ذلك الدبلوماسي الأنيق الذي أجالسه في مكتبه، فأحدّث نفسي سِرارا : ترى هل سأترسّم خطى رجلٍ مثله. . ؟
كنت أطالع خطه الأنيق على المذكرات الداخلية وملفات الإدارة، فأعجب وأسأل نفسي: ترى هل سأستطيع يوماَ أن أجاري ذلك القلم السيال، وهل ستكون ملاحظاتي بذات عمق ملاحظاته على ما يعرض عليه من مذكرات. .؟
(4) كنت أرى فاروقاً ذلك الدبلوماسي الفطن، الأنيق بحلته الأفريكانية البهية، فيرحل خيالي بعيداً، متمنياً أن يتحقق حلماً من أحلامي، بأن أكون مثله ذات يوم، إذ كان دبلوماسياً جديراً بالاحتذاء من كل ناحية. غير أن مكوثي في تلك الإدارة لم يطل، فانتقلتُ أنا، أو ربما انتقل هو إلى سفارة خارجية، فلم يتح لي أن أتصل بفاروق بما يعرفني إليه أكثر، كأحد الذين أخذت عنهم طرفاً من خبايا المهنة وخفاياها. على قصر المدة التي التقيته فيها، ما برح الرجل ذاكرتي، لحضوره القوي، ولرقة حاشيته، ولروحه السمحة. .
ما التقينا إلا بعد أن صار وكيلاً للوزارة ، وجاء إلى الصين الشعبية في زيارة رسمية، مرافقاً للفريق توفيق خليل عضو المجلس العسكري الحاكم آنذاك. كنتُ حينها في بكين، أشغل وظيفة السكرتير الأول، مع سفيرٍ "ود بلد" لكنه مسكون بهواجس وأوهام جمّة أزعجتنا. إذ برغم ما بذلنا من جهدٍ لاسترضائه بأداءٍ لا نخذله بعده- ومعي أيضاً زميلي المستشار ماريو أنطون، عليه الرحمة والمغفرة، وصديقي الوزير المفوض نائب السفير بشير محمد الحسن- فقد أسرته شكوكه، فلم نكن "ننزل له من زور"، كما يقولون. . ! كثرت علينا المضايقات وتفاقمت. شكوت حالي بعيداً عن الأسماع، للوكيل الزائر السفير فاروق، وقد استشعر بؤس حالنا، وما نحن فيه من عنتٍ مع سفيرٍ فشلنا في استرضائه من أيّ وجه. بعد أن استمع الوكيل فاروق لقصتي، فإنه طلب منّي أن ابعث إليه ببرقية لأذكّره بالموضوع الذي حدثته فيه. وما أن فعلت، إلا وقد وصلني بأول حقيبة دبلوماسية، إخطار بالنقل من بكين إلى سفارة السودان في الرياض. كنت موقناً أن رجلا في مثل فطنة فاروق وفي نبل خلقه، لن يخذلني، برغم مشاغله الجمّة. . (5) لقد سمعت وقرأت بعض قصص من أزاحتهم سياسات التمكين بعد يونيو 89’ ومن أذاقتهم سياط الانقاذ، وبانت على ظهورهم آثارٌ لا تغيب عن العين، لكن رواية السفير النبيل فاروق عبد الرحمن، حملت قدراً من الصدقية، ومن الشفافية، بما يكاد يراها من يقرأها من غير أهل المهنة الدبلوماسية فيحسبها رواية بناها الخيال، وزاد عليها صاحبها بعض البهار، ليزيد مائدته المكتوبة جاذبية وابهارا. ليس ذلك بحق، إذ ليس الفاروق بروائي قصّاص، ولا هو ممن طوّف بهم خيال الكتابة، وإن كنت أشهد أن ملكاته في الكتابة هي ملكة من أمسك بأطراف اللغة، معانيها ومضامينها. إني لأشهد- وإن لا أملك حق النقد أو التقييم لمن سعيت يوماً للاقتداء به- أنه يمتلك من حسن التعبير ما يؤهله كاتباً مجيداً، له أن يلقي من على كتفه بعض تواضعه، ليرسل لنا من حبر قلمه، تلك الكتابة الإبداعية التي نتعلم منها صدق العبارة ورصانة المعنى، وجودة القصّ وتبيان الحقيقة، مجرّدة بأسلس لغة وأرقَّ عبارة. لقد حوت كتابته مرافعة قوية افتضحت سياسات "التمكين" الجائرة، التي غيبت الخبرات ودفنت الكفاءات . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
((6
تعتبر الفصول الأخيرة من الكتاب، وقد شكلت نصف صفحاته، شهادة صادقة لتجربة قاسية للغاية، لسفيرٍ يعدّ من بين أفضل سفراء وزارة الخارجية، وتدرّج في وظائفها دبلوماسياً ثمّ سفيراً مفوّهاً مقتدراً، حتى اختاره وزير الخارجية بعد انتفاضة أبريل1985، السفير "الزميل" ابراهيم طه أيوب، وكيلاً للوزارة، وقد شغل ذلك المنصب لعامين كاملين، أبلى خلالهما البلاء الحسن. لك أن تسال: كيف إذاً ظلّ لأكثر من عقدين بعد ذلك، طريداً وقد أضاعه وطنه. . ؟
تحدثك سيرته أنه بعد انتهاء التكليف، عاد سفيراً وسط زملائه، وابتعث سفيراً للسودان في بلجيكا. أما بعد انطواء صفحة الديمقراطية الثالثة في 30 يونيو 1989 ، فقد كان السفير فاروق من بين أول من جرى "طردهم" من وزارة الخارجية، وهو في سفارته يمثل بلاده في بروكسل. الطرد من الوظيفة في الخارج، له أثر مركّب ومضاعف عند فاروق. جال بعدها وصال، طريداً من بلدٍ إلى بلد، ومن عاصمة إلى عاصمة ، وقد آثر أن يسمّىي ضربه في تلك البريّة بعيداً عن وطنه، طرقاً لسبل كسب العيش في مختلف بقاع العالم، مستعيراً عنوان كتاب الجغرافيا لصبية المدارس في الخمسينات من القرن الماضي. .
قدّم الرجل شهادة صادقة وقصّة مؤثرة لمطرود من خدمة بلاده، تلاحقه عيون راصدة، وهو يطرق أبواب الرزق شرقاً وغربا، فتوصد دونه، لسؤ الطالع في أحايين، ولكن في أغلب الأحوال، بفعل فاعلٍ ممانع، وباستهدافٍ متعمّد، من بعض مَن حملوا عليه، بمبرّر وربما بغير مبرّر، فكان خروجه مطروداً، قد انطوى على قدرٍ من التشفي والغدر، ممّن كان عوناً لهم ذات يوم، فأساؤوا إليه. جعلوا منه قيصراً لخنجر "بروتوس" ومشايعيه. أما المذكرة الضافية التي وردتْ في آخر صفحات الكتاب، والتي سمّاها "تقرير عن مذبحة الخدمة المدنية"، فهي أقوى وأصدق مرافعة عن بؤس سياسة "التمكين" التي استهدفت حق الإنسان في كسب عيشه بكرامة، بل سلبت حقه في الحياة جميعها، وستأتي ساعة تكون فيها المراجعة والمحاسبة واجبة. . . (7) جمعتنا الأيام بعد سنين طوال في لندن، وقد عملت فيها بين عام 2000 وعام 2004، وكنت في خواتيم أيامي، نائباً لرئيس البعثة هناك. أما فاروق فقد جاءها ليلقي رحاله في رحلته الثانية إلى لندن للإقامة فيها وطناً مؤقتاً. هذه المرّة جاءها، ليس كدبلوماسيٍ يدير سفارة بلاده فيها، ولكن كمستشار سياسي في سفارة دولة قطر هناك، لبضعة سنوات، ووزارة خارجية قطر في وفاء نادر، قد حفظت للسودانيين سهمهم في تأسيسها.
رأيتُ أثر الأيام وقد بانت على ملامحه، كما توهّمتُ أول وهلة، ولكن أدركت الآن، وبعد اطلاعي على كتابه، أنها بسبب "رحلات كسب العيش" المهدرة بين شتى العواصم، وأيضاً لسبب يمتّ لخذلان عظيم، لعب فيه من ترصّدوه وهو في سنوات تيههِ تلك، دوراً بالغ القسوة، على رجلٍ ملك القدرات، فناشته سهام الغدر وانقلابات المِجن. قرأت فصول كتابه، فعرفت الكثير. كسبَ بياض قلبه برغم سواد قلوب مطارديه، وراصدي خطواته من أبالسة الإنس، يكيدون له الكيد الأعظم فما انكسرتْ قناته، ولا انحني يوماً لعواصف جارحة، وإن اهتزت لها الرواسي، وارتجّت إزائها القلوب الضعيفة، إلا قلب فاروق. . رجلٌ مثل فاروق لا تهزّه العواصف، لا بحزمها ولا بعزمها على النيل منه، وقد ثبّتَ قلبه على احتمال الضيم، وعلى مقارعة الظالمين، من أجل وطنٍ بذل العمر في محبته والولاء له، وإن أبعدوه عن حياضه .
(8) لم أبقَ طويلاً في لندن لأنعم بصحبة رجلٍ تمنيت يوماً أن أترسّم خطاه وأكون مثله، إذ سرعان ما لاحقوني بالنقل إلى رئاسة الوزارة، ولم يتذكّروا أني قضيتُ نحو سبعة أعوامٍ في ديوان الوزارة في الخرطوم، قبل مجيئي إلى لندن! أما السفير فاروق فقد تابعت أخباره، وعلمتُ بزواجه الثاني في لندن وسعدت له، بمثل سعادتي بكتاب مسيرته الذي أتحفنا بنسخته السفيران العزيزان الفاتح عبدالله يوسف وصلاح محمد علي، فلهُ ولهما محبتي وتقديري وكثير امتناني. إن الحياة تمضي بنا، بين محطات تُشبعنا حزنا، ومحطات أخرى تعيد إلينا باقات الفرح ونسمات التفاؤل، ويقيني أن من بين أكثر المؤمنين بما كتبتُ هنا، سيكون السفير المُشعّ صدقاً ونبلا فاروق عبدالرحمن عيسى. .
الخرطوم – أول يونيو 2015
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
لقد شوقتنا لقراءة هذا الكتاب..ولا سيما وان مؤلفه كان وكيلا لوزارة الخارجية ولكن السؤال هو اين نتحصل على الكتاب..فهل موجود في المكتبات في الخرطوم او انه نشر خارج السودان ولا يوجد الا في دول اخرى... وحيث ان المؤلف كان سفيرا وكان وكيلا لوزارة الخارجية..فلا شك باننا موعودون بمعلومات ثرة عن اسىرار وخفايا الدبلوماسية السودانية..ولا سيما وان هذه الوزارة تواجه اتهامات عجيدة بل يصفها البعض بانها تقارب حد الفشل في الممارسة الدبلوماسية لان السفراء الاكفاء والمؤهلين قلة وان معظمهم انضموا لها قافزين فوق الجدار او متسللين عبر نوافذ التمكين وليس عبر التنافس الشريف واولوية الكفاءة والمؤهل العلمي..وذلك وضع الولاء في الاولوية وتاخير الكفاءة للوراء.. ودمت بالف خير وصحة وعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: Basamat Alsheikh)
|
هل من سبيل الى هذا السفر الجميل لسعادة السفير ووكيل وزارة الخارجية الأسبق والسفير الصارم والأنيق مظهرا وجوهرا فاروق عبدالرحمن؟ سأستشير امازون وقوقل للحصول على نسختى ... كتابات زملائنا فى المهنة تهيج شجون ايام مضت وذو الشوق القديم وإن تعزى **** مشوق حين يلقى العاشقينا على الأقل نلتقى بزملاء المهنة عبر ذكرياتهم...
الى فاروق حبى وودى..
نورالدين منان واشنطن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أقلام مميزة تكتب عن مؤلف السفير فاروق عبد� (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
و كتب شوقي بدري أيضا.. في السودان يقولون ,, الما شفتو في بيت ابوك بيخلعك ,,. الشيك يقولون . تصو دوما نيفجيش اذ توهو سا ازبلازنيش ,, وتعني نفس الشئ . حكام العالم الثالث وحتي بعض حكام اوربا ، بالغواا في الترف وتعظيم الذات خاصة في الدول الشيوعية .
وفي متابعتنا لكتاب ، السودان وسنوات التيه للسوداني الرائع السفير فاروق عبد الرحمن نجد توثيقا لاصابة بعض المساكين بجنون العظمة . وفاروق كان في فترة وكيلا لوزارة الخارجية .
اقتباس بعد عشرة سنوات من انقلاب مايو 69 تغير نميري كثيرا واصبح يتذوق مباهج السلطة فانتهي بذلك عهد ,, الشعبطة ,, علي عربات القطارات كما في ايام ,, الشرعية الثورية ,, الاولي عندما كان يتسلق السطح ويخاطب الجماهير ويلهبها بالشعارات النارية . الآن نحن في قطار فاخر مكون من تسعة عربات ، صالونان اثنان للرئيس وواحد لنائب الرئيس الرشيد الطاهر بكر ورابع لوزير النقل مصطفي عثمان الشهير بمصطفي جيش ثم عربة بوفيه ... مطعم واخري مطبخ كامل ثم ثلاثة عربات نوم لبقية المرافقين من امثالي .
رغم مخاطبتنا للقصر اكثر من مرة بضرورة تخصيص مكان لائق بالوفد الايطالي الا اننا قوبلنا بقدر من عدم الاكتراث يصل الي درجةالازدراء لوزارتنا التي بسبب ضعف وجبن كبارها في مواجهة القصر او جهاز الامن آثرت السلامة وتركت المسئولية علي كاهلي دون سبب فالامر قبل كل شئ تدبير مراسمي وتشريفاتي . احالوني في القصر عندما ذكرتهم بضرورة ايلاء الاهمية الكافية للضيوف ببحث الامر مع المسئول عن القطار الرئاسي وعندما قابلته وجدته انتفخ اهمية وكنت قد عرفته مرة سابقة ونحن عائدون من المغرب عام 1972 شخصا بسيطا ولم يكن وقتها يعرف شيئا . ثم ذهبنا لمكتب كبير الامناء لحسم الامر فقالوا لي ببساطة علي الوفد الايطالي ان يسافر بعربات النوم فانفجرت في وجههم قلت لهم ,, الا تخجلون هؤلاء الناس شيدوا الكبري وهم الذين مولوه بقرضين كبيرين .. وقد كان القرض التكميلي اكبر من القرض... ثم ان هذا الرجل, الاول هو اكبر زائر ايطالي وهو نائب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع وتريدونه يسافر مثل الافندية من امثالنا والمرافقين الصغار في عربة النوم التي هي في هذا القطار تعادل درجة ثالثة في قطار ركاب عادي ,, . اضفت لماذا لا تعطوه الصالون الآخر المخصص للرئيس فكنت كمن نطق كفرا . الصالون الثاني كما قالوا يكون شاغرا طوال الرحلة له وحده كبديل للاول الذي يشغله الرئيس وحرمه .
قلت لهم انني غير مستعد للاساءة لعلاقات الصداقة والتعاون مع دولة هامة لها دور معلوم في التنمية .. وكنت قد سمعت نميري عند افتتاح كبري بحري الجديد ,, كبري القوات المسلحة ,, الذي شيدته نفس الشركة الايطالية وقبل ذلك شيدت كوبري شمبات ,, انه يريد لهؤلاء الناس ان يبقوا في السودان ,, علي طول ,, وتشييد الكباري علي كل انهار البلاد . قررت التحدث لوزير النقل والمواصلات مصطفي جيش ولم استطع مقابلته الا ونحن في محطة القطار مساء اليوم الذي تحرك فيه القطار . قال لي ... انه لا يتدخل في تكوين القطار الرئاسي او تخصيص عرباته .
امام انسداد كل الفرص ذهبت لوزيرنا الرشيد الطاهر وشرحت له فداحة الوضع فقال لي ماذا تري اجبت .. ان لم تستطع انت اقناع اهل القصر او نميري باعطائنا الصالون الثاني للوفد الايطالي فعلي الاقل اعطنا انت نصف صالونك فوافق الرجل فورا ان يتقاسم عربته مع الوزير الايطالي وتنفسنا الصعداء وليس كلها
نهاية اقتباس . النميري صار امبراطورا بمعني الكلمة خاصة في آخر ايامه . ولقد سيطر عليه تماما الدكتور بهاء الدين ادريس العالم الجامعي ، والذي اتي بطريقة غامضة وكأنه نبت شيطاني وليس له شلة او اصدقاء , مقطوع من شجرة وحتي وهو في سجن كوبر . و عزل النميري من اصدقاءة وزملائه لدرجة انه منع مامون عوض ابو زيد من مقابلة نميري . بالرغم من ان مامون رحمة الله عليه هو من نفذ الانقلاب وهو الذي اتي بنميري . فنميري كان المرشح الرابع . الاول كان مدرسهم في الكلية الحربية مزمل غندور وقالوا عنه ذكي وصاحب طموح . والثاني كان احمد شريف الحبيب ولكنه لم يكن من الشلة . الثالث كان عثمان حسين شقيق حسن حسين الذي اعدمة النميري في انقلاب 1975 . ولكن عثمان حسيين كان قد فقد ساقة عندما تحرك مدفع بالخطأ في ليبيا وهرس ساقه . وكانوا يريدون شابا ممتلئا قوة وفتوة . وقرروا اختيار نميري لانهم حسبوا انه غبي يمكن السيطرة عليه . وقام مامون بشتم بهاء الدين . وانتهي به الامر في الامارات تحت كفالة صديقه ولي عهد الامارات الشيخ خليفة ، الحاكم الحالي للامارات الآن. وعندما رجع الي السودان دبرت له كشة في قعدة واعتقل واهين . وهو الذي كان وزيرا للداخلية رحمة الله عليه .
مصطفي عثمان او مصطفي جيش اشتهر بانضباطه العسكري الشديد مثل عشرات الظباط المميزين . منهم محمد عبد القادر عمر الصادق وبابكر عبد المجيد علي طه والفريق ابو كدوك وآخرين . لكن الجندية والسياسة ضدان . وقام مصطفي جيش بكثير من القرارات الرعناء احدها انه تعهد بتنظيف الميناء في بورسودان . وبيعت كل المتخلفات في مزاد علني. ولكن كثير من الآليات والمعدات التي تخص الدولة ، وهي جزء من مشاريع التنمية المهمة ذهبت الي تجار بتراب الفلوسي . وبدأت الدولة في البحت عنها عند التجارالذين طالبوا باسعار مضاعفة . مشكلة مصطفي انه لم يقدر مكر التجار ومعرفتهم باسرار اللعبة ، ووقع ابو حريرة في فخاخهم .
الرشسد الطاهر بكر شارك باسم الاخوان المسلمين في انقلاب علي حامد وعبد البديع . وكان الانقلاب لحمة راس . اشترك فيه شقيق عبد الخالق الملازم ثاني محمد محجوب عثمان وكان قد مضي علي تخرجه سنة واحدة . والانقلاب كان في 1959 .
الرشيد الطاهر كان يجلس خارج السلك الشائك ، وقيادة الجيش كانت تعلم بالانقلاب . والذي اعتقل الرشيد هو اللواء عوض عبد الرحمن صغير . وكان الرشيد يجلس في سيارة جيب صغيرة مسجلة باسم الاستاذ الصادق عبد الله عبد الماجد وارجعت السيارة للاستاذ بعد فترة طويلة . وكان يستعملها عندما كان مدرسا في مدرسة الاحفاد .
الرشيد تحول الي شاهد ملك واوقع بالمشاركين . ولاول مرة يحكم علي ظباط بالاعدام . وطالب الحزب الشيوعي المعتقلين بعدم التعرض للرشيد ، بل لقد اشركوه في برنامجهم الغذائي والترفيهي والثقافي . والسبب ان ابن عمه هو الشيوعي الصلب خليل . وخليل مات بداء الصدر وكان يسكن في منزل الحزب في حي البوستة الذي يستاجرونه من والد ظابط البوليس قرشي فارس ، وانتقل للسكن مع البطل جعفر ابو جبل في بيت المال والذي كان يمارضه في ظروف الحكومة العسكرية الاولي . ومات خليل بداء الصدر ودهس لوري تراب بلا فرامل البطل جعفر شقيق اول سكرتير للوطني الاتحادي حسن ابو جبل ، الا انه ابعد بشبهة احتضانه لافكار يسارية . ولقد اطلق ابراهيم زكريا سكرتير عام النقابات العالمي وزوجته الاخت فاطمة النعيم اسم خليل علي ابنهم الوحيد المولود في براغ رحمة الله عليه.
من الغرائب وما سمعته من الدكتور محمد محجوب طيب الله ثراه وآخرين ، انهم فرحوا بوجود ,, حسن ,, وهو من اولاد امدرمان ومن اسرة دينية معروفة الا انه كانت تدور حوله شبهة المثلية . وكان يجيد الطبخ وكان يطبخ لهم طعاما رائعا .وكان يقضي عقوبة جنائية عبارة عن 6 اشهر . ا لا ان الرشيد كان يرفض ان يأكل ذلك الطعام لان من يطبخه.... واضطر المعتقلون للرجوع للطبخ الذي لم يكن يجيدونه . واعجب لمن خطط لسرقة السلطة وسفك الدماء وخان زملاءه واوردهم الردي ،ويرفض الاكل من يد من يتهم بالمثلية وتنظيمه يغص بهم .
اقتباس اصبحت اذهب الي القصر الجمهوري مرافقا لبعض الوفود الاوربية فكنت بذالك احضر بعض الاجتماعات وان علي مقربة لنميري . في الذاكرة هو مجئ وفد فرنسي بينما الفرنسيون الاربعة بيننا في شبه دائرة وكان نميري في منتهي الاستجمام مرتديا بدلة انيقة ,, بيجاء ,, اللون ويدخن سيجارا كوبيا فاخرا الي ان سقط الرماد الكثيف علي فخذه فاسرع الوزير كمن لدغته عقرب وانحشر فعليا بيني وبين نميري فازاح بيده كل الرماد امام اندهاش بل صعقة الفرنجة الذين صمتوا وصمتنا كلنا عن الكلام المباح الي ان عاد الوزير الي مكانه قرب الباب الذي كان يوصده بنفسه بعد خروج المصورين ومقدمي الضيافة من الشاي والقهوة . احد اعضاء الوفد الزائر كان بيني وبينه سابق معرفة من ايام عمله كدبلوماسي في الخرطزم قبل استقالته وتفرقه للعمل السياسي ضمن الحزب الديقولي لم يفوت الفرصة ونحن نودعهم خارج مكتب نميري ان قال لي وهو يبتسم معلقا ,, عندكم حاجات عجيبة ,,
نهاية اقتباس
فاروق درس اللغة الفرنسيىة وتدرب علي العمل الدبلوماسي في فرنسا وكان هذا اجراء طبيعي وقتها . الوزير المقصود هنا هو الدكتور بهاء الدين ادريس . وهو الذي استحوذ علي النميري بالكامل . وكان يتحمل اسائات النميري وتقلب مزاجة . وفي احدي المرات قذف النميري بالاوراق في وجهة امام الناس فالتقطها . وسال ، في اي حاج تانية يا سيادة الرئيس ؟ وفي احدي المرات سأل الاخ كمال سينا اكبر ظرفاء امدرمان وصديق وجار نميري عن بعض الفلوس . فاعتذر نميري بعدم توفر اي فلوس عنده . فاشار سينة لبهاء الدين وقال له ,, ما تشوف باب الله ,,. والعم باب الله كان المرافق الدائم للسيد عبد الرحمن وهو الذي يحمل شنطة الفلوس والاوراق . والسيد عبد الرحمن اشتهر بالعطاء .
نميري الذي اتي من بيوت الجالوص مثل الجميع ، صار يصر علي تدخين السجار الكوبي الفاخر . بعد ان كان يتقاسم كيس الصعوط مع محقر والآخرين . بل يتواضع ويطلب سفة من جندي عادي . وقال في التلفزيون في آ خر ايام حكمه عندما بدا يعيش في ترف , وظهر الثراء علي زوجته . وتندر الناس ببذخها ،فقال . ليه ما تلبس هي مرة نجار ؟ ووالد النميري كان مراسلة او ساعي . وهذا شيئ يفتخر به . لماذ يحقر النجار وهذه مهنة الرسل .
اقتباس
كنا نقف خلف نميري في المطار الي ان وصل الضيف ثم رافقناة الي القصر وتبادل الكلمات القصيرة والهدايا ,, واذكر ان جيسكارد ,, رئيس فرنسا واحد كبار سياسي العالم... شوقي ,, اهدي نميري سرجا منقوش عليه الحروف الاولي من اسمه جعفر محمد نميري لانه كما قال علم ان نميري يحب ركوب الخيل وممارسة رياضة البولو . اتفقنا ان يقوم الاخ الدكتور نور الدين ساتي بقراءة الترجمة للكلمة الطويلة التي سيلقيها نميري . وتم الاتفاق مع اهل المراسم . ووضعنا الفواصل في كلمة الرئيس حتي يتوقف ويواصل بعد ان يكون نور الدين الذي كان يجلس خلف الرئيس مباشرة قد القي علي مسامع ضيوفنا النص الفرنسي . ولكن نميري لم يترك لنور الدين فرصة فقد بدا القراءة ولم يتوقف اطلاقا وكنت اري الحيرة في وجوه الضيوف فحاولت الاشارة لنور الدين بان يمئ للرئيس بالتوقف ليقرا ما عنده . ولكن هيهات فقد داس النميري علي البنزين . ثم بعد ذلك تحدث الرئيس الفرنسي تاركا المجال كل دقيقتين للمترجم ,, واقول بلا مبالغة ان لنا نحن السودانيين جمالا في النطق .. في الفرنسية كما في الانجليزية .. بتفوق علي الفرانكفونيين الاصلاء من شاكلة الاخوة في شمال افريقيا ولبنان والانجلوفونيين من هنود ونيجيريين او من المصريين ولا تسألني عن بشاعة نطق الامريكان والانجليز للغة الفرنسية .
نهاية الاقتباس .
مثل هذا التصرف الارعن كان يحدث كثيرا من نميري . ولا يستطيع اي بشر ان يحاسبه . ولم تكن التقارير الحقيقية تصلة لان من حوله يخشونه ولا يريدون اغضابة . اذكر انه عندما كان ضيفا علي حكومة تشيكوسلوفاكية في 1970 ان ذهب الي شقة الزعيم العمالي قاسم امين بالقرب من مسكن الطلاب كومنسكيه براغ رقم 6 . والشقة صغيرة جدا. وبعد ان افرط في الشرب قرر ان يقضي الليل مع قاسم امين . وكان في امكانه ان يسير عن طريق شارع نيرودوفا ويصل الي القصر الجمهوري الفاخر الذي كان قصر الملك قديما ويعتبر مع قصر شامبرون في فينا من التحف المعمارية من الطراز القوطي والباروك. وكان في امكانه ببساطة ان يصل الي منزل السفير مصطفي مدني ابشر في شارع اولابوراتورذي 24 والذي هو فلة فاخرة كانت يوما مسكنا للنازي ايخمان الذي كان حاكم براغ العسكري في ايام الحرب . ولكن نميري اصر علي ان يخلق مشكلة دبلوماسية وامنية غير مسبوقة . لماذا ؟؟ السبب ان من لم يتعود علي السلطة بطريقة متدرجة يصيبه الجنون . بالرجوع للاخ نور الدين ساتي ، هذا البشر فلتة من فلتات الزمان . كنت اسكن في فندق لاك تشاد في انجمينا عندما اتي الاخ نور الدينيدون سابق معرفة لتقريعي واخذي من الهوتيل ومعي الاخ الفاتح ابسم ، وكنا نبحث عن الصمغ العربي في 1987 بعد ان صار حكرا في السودان علي رجال احد الاحزاب . وخيرني بين السكن معة او في منزل اختي عديلة محمد بدري وزوجها رجل الامم المتحدة نجيب خليفة محجوب،ولم يكونا موجودين : والمنزل خال . ولقد عرف بوجودي من الوزير حسين كوتي الذي كنت اعرف شقيقه الدبلوماسي عباس كوتي من الخرطوم الرحمة للجميع : وكنت احس بترابط السودانيين . وكنت اري السودانيين مع اختلاف مشاربهم يجتمعون علي مائدته . امثال نور الدين يحس الانسان امامهم بالضئالة .والشاديون شعب رائع يكنون لتا اجمل المشاعر وهم بحق اخوتنا .
اقتباس
كان من ابرز العابرين الرئيس جعفر نميري مع وفد كبير من الوزراء والمرافقين . انزلناهم في فندق سافوي وهو احد ثلاثة فنادق توصي وزارة الخارجية البريطانية بانزال كبار الضيوف . وقال لي .. لا اريد اي برنامج عاوز ارتاح ولم يستقبل ولو لبضع دقائق ممثل الملكة اليبزابيث وآخر لوزير الخارجية سوي الشقيقين عثمان وابراهيم الطيب رجلي الاعمال في نايجيريا ولندن وكانا يعلما بموعد وصوله ومكان نزوله مع اننا تكتمنا علي الامر . ثم قريبته صفية صالح عيسي وزوجها ابوبكر عباس وولدهما الصغير رافقته في السيارة الرسمية طراز ديملر وكان معنا منصور خالد والياور محجوب خير السيد . علق النميري علي السيارة بانها تعبانة ووسخانة .
نهاية اقتباس
كان من الاجدي مقابلة مندوب الملكة او مندوب وزير الخارجية لدقائق . ثم التفرغ للمجاملات الشخصية . هذه الاشياءلا تكسب الاحترام . والجيوش من المرافقين اكسبتنا عدم احترام الاوربيين . عندما نظمنا مظاهرة في سنة 1995 في كوبنهاجن ضد الانقاذ في ضمن المظاهرة الضخمة بمناسبة الموتمر العالمي . كان الصحفيون والآخرون يبدون استغرابهم ان البشير حضر مصحوبا بخمسين شخصا وسكنوا في اغلي الهوتيلات . ورؤساء الدول العظمي حضروا كأفراد فقط وبعض المساعدين .
اقتباس
كنت والاخ الدكتور محمد يوسف ابوحريرة عضو البرلمان ,, وزير التجارة ,, ووزير التجارة الشهير في ,, 1986 عائدين من جيبوتي الي السودان مرورا باديس اببا ووجدنا انفسنا نشارك زوجة الرئيس الاثيوبي منقستو هايلي مريم نفس الرحلة الجوية من مدينة دير داوا الي اديس اببا . وكان معنا من من جيبوتي عدد من نواب البرلمان الاوربي وكذلك بعض الوزراء الافارقة اعضاء ما يعرف بالمجلس البرلماني المشترك لدول اتفاقية لومي ,, بين افريقيا ودول الكاريبي ودول الباسفيك من جانب وبين الاتحاد الاوربي من جانب آخر ,, كل هؤلاء كانوا شهودا علي شئ مذهل . طائرة تجارية مدنية طراز بوينج 737 شبه جديدة تابعة للخطوط الجوية الاثيوبية . يدخلها ,,60 ,, عسكريا بملابسهم الرسمية حاملين معهم اسلحة بارزة للعيان بعضها مضاد للدبابات ويجلسون وسط الطائرة بعد ان جلسنا نحن ركاب الدرجة السياحية في المقاعد الخلفية وكنا قد استغربنا لذلك عندما تحركت الطائرة من جيبوتي وهي شبه فارغة لماذا اصر قائد الطائرة ومعاونوه علي اجلاسنا في الصفوف الخلفية ونحن قلة . كما ان بعضنا كان اصلا من ركاب الدرجة الاولي كوزير التجارة الموزمبيقي الذي كان يجلس بجواري ويتبادل معي الحيرة فيما كان يجري . وركب نحو عشرة مرافقين آخرين يرتدون بدلة ماو الصينية الزرقاء اللون بعضهم كان في الدرجة الاولي وبعضهم في المقاعد الامامية في الدرجة السياحية ,, اي كنا نراهم بسهولة ونحصي عددهم . ونري من الشباك سيارة مرسيدس فخمة تقف تحت الطائرة تقريبا وتنزل منها سيدة اثيوبية في ملابس تقليدية تعتلي السلم مباشرة لتنطلق الطائرة فور ذلك . وبعد نصف ساعة هبطنا في اديس اببا فكانت التوجيهات لكل الركاب ان ابقوا جالسين في اماكنكم . وشاهدنا ثانية من الشباك سيارة فخمة اخري تقترب من سلم الطائرة بينما اسرع الجنود الستون فور خروجهم من الطائرة يقفزون فوق عربات الاسكاوت العسكرية المكشوفة التي احاطت بالمرسيدس السوداء وانطلقوا الي خارج المطار ثم سمح لنا بالنزول . تلك كانت زوجة منقستو هايلي مريم الهارب من العدالة واللاجئ حاليا في زمبابوي باموال الشعب الاثيوبي المسكين بعد ان ارسل الي المحرقة مئات الآلاف منهم في حربه الخاسرة مع اريتريا . في ذات الوقت صيف ,, 1988 ,, كان رئيسنا احمد الميرغني يمشي آمنا في هولندة علي قدميه دون حراسة .
وانا اتحدث عن التواضع لا يمكنني ان انسي مواقف معينة تبين الفرق بين من هو اصيل وما هو مفتعل اشاهد عدد من رؤساء بل ملوك العالم الثالث يتبخترون في ازياء غالية الثمن يحيط بهم الحرس والخدم يكاد يمنعون عنهم ملامسة الهواء دعك عن الاحتكاك بمواطنيهم من بني البشر ,, الذين كانوا هم من اوسط او ادني طبقاتهم الي ان استولوا يوما علي السلطة وفرضوا انفسهم حكاما ,, بينما الملوك الاوربيبن ورؤساء الدول الديمقراطية الكبري خدام لشعوبهم لا يتعالون عليهم ابدا .
الملك بدوان وزوجته الملكة فابيولا وكذلك بقية افراد العائلة المالكة يختلطون بضيوفهم ويبتسمون في وجوههم ويتبادلون معهم الحديث الودي وكثيرا ما يقدم الملك بنفسه طبق الحلوي او الكعك لاولئك الذين ربما كان قد احتك كتفه باحدهم في تلك القاعة المذدحمة او اصطدمت قدمه بقدمه . .. المقصود ملك وملكة بلجيكيا ...
شوقي الرئيس الفرنس فرانسوا متران زار بانقي لمدة يوم واحد . وكنا في استقباله في المطار ثم حضرنا حفل العشاء الراقص الذي اقامه له الجنرال كولنقا رئيس الجمهورية ,, افريقيا الوسطي ... شوقي ,, الذي القي كلمة ترحيب . عندما صعد للمتصة كان محاطا بثلاث من حراسه ومعاونيه احدهم يحمل الكلمة المكتوبة والثاني يحمل النظارة الطبية والثالث يصب له كوبا من الماء كل بضع دقائق وعندما يكمل الجنرال قراءة صفحة من كلمته يناولها للماسك يالملف او يسرع صاحبنا هذا فيتسلمها . وعندما حان الدور علي الرئيس الرئيس متران الذي كان اكبر سنا بشكل واضح مقارنة مع الجنرال لم يفعل اكثر من ان صعد المنصة وحده واخرج من جيبه ورقته ومن جيبه الآخر النظارة والقي كلمته وعاد وحده لمكانه . كنت منذ سنين عددا مستاء من حب الظهور لدي الحكام الافارقة والعرب ايضا وادعاءهم الاهمية . ففي ايامي في كنشاسا ,, 69 الي 71 ,, واقترابي كثيرا من الرئيس موبوتو كنت ابذل مجهودا ان اسيطر علي نفسي فلا اتجاوز الادب البلوماسي . اما في نيويورك ونحن جالسون حتي الساعات الاولي من الفجر في مداولات مجلس الامن الدولي ايام انفجار حرب 1973 والسودان وقتها العضو العربي الوحيد بالمجلس كنت اكاد ان انفجر من الغيظ وانا اري احد معاوني وزير الخارجية المصري احمد حسن الزيات يتقدم كل بضع دقائق ليس ليصب الماء في كأس الوزير الذي كان يقرأ كلمة مكتوبة من مقعده المخصص له في طرف الدائرة التي تضم الاعضاء الخمسة عشر بالاضافة للامين العام وانما ليشعل له السيجارة ذات المبسم ايضا ويعود ليجلس خلفه مع حشد من اعضاء الوفد المصري بينما المندوب الاسرائيلي يوسف تكواه الجالس بجوار الوزير المصري يحمل غليونه ,و كدوسه ,و في يد واوراقه في يده الاخري عندما يؤذن له بالحديث ويرتفع صوته دون حوجة لمشجعين او هتافة يحيطون به.,, عندما كان الوزير مشغولا بالسجارو والمبسم كان المصريون يموتون في الجبهة وقد يحتاجون لجرعة ماء . والوزير لا يستطيع التوقف من التدخين . والعالم يحبس انفاسه .... شوقي .
كنت في زيارتي الاولي والثانية للسويد عام 1962 وعام 1963 ومروري ايضا بكل من كوبنهاجن والنرويج عرفت كيف ان ملوكهم ورؤساء حكوماتهم يمشون في الاسواق او يركبون الدراجات الهوائية دون خوف او وجل وسط مواطنيهم . في وقت لاحق وحتي اللحظة لا زلت اتابع اخبار الملك كارل قوستاف فعلمت كيف انقذ شابة سويدية من الموت بأن حملهاعلي كتفه وكان يمشي مع كلبه ليلا والثلج يتصاقط بكثافة في احدي الليالي واسرع بها الي حيث تم اسعافها . مرة اخري قرأت انه اقر بخطئه بتجاوز السرعة القانونية وهو يقود سيارته في مطار كوبنهاجن المجاورة لبلاده وقدم اعتذاره كانت بداية اعجابي بالملك عندما جاء الي لندن رفقة زوجته عام 1976 وهبطا ضمن الركاب ووقفا في صف الجوازات والجمارك قبا ان يستقلا سيارة تاكسي للمدينة ... كل الصحف الانجليزية ابرزت الخبر بالصور . وكنت وقتها اقوم بتصريف الاعمال في السفارة السودانية هناك واعاني ما اعاني من تبرم المسئولين السودانيين الزائرين للندن وادعائهم المعاناة في المطار عند الوصول كنت ابرز لهم تلك القصاصات عن الملك والملكة لاسكتهم بها .
نهاية اقتباس . ملكة السويد تتكلم 7 لغات وهي برازيلية من اصول المانية . تعرفت بالملك عندما كانت مضيفة لكبار الزوار في الاولمبياد في ميونخ . وفرح بها السويديون والي الآن يقولون انها اضفت كثيرا للقصر بشخصيتها العظيمة .
في الاولمبياد الشتوية في امريكا لم يسمح احد الحرس الامريكان للملك بالدخول. لانه عندما ساله عن اسمه اعطاه اسمه وقال له انا ملك السويد.وضحك الحارس الكاوبوي وقال له ... والسيدة التي معك لا بد ان تكون الملكة . والامريكي كان يتوقع ان الملك يحمل صولجانا والملكة تلبس تاجا , وكاد الملك ان ينصرف بادب الي ان تدخل من يعرف اكثر .
قالوا دخلو جحا الجنة قال دخلو حماري . اتت رسالة للاخ فاروق لتضمين اسم الخاشقجي في طاقم السفارة السودانية المسموح لهم بدخول المطار في لندن . ورفض فاروق . وخجلت الخارجية السودانية . الخاشقجي كان يتصرف في السودان كما يريد وهو الذي جمع النميري مع السفاح شارون . وكان ترحيل الفلاشا بالاجر المعلوم .
في آخر ايامي في براغ ارتبطت بصداقة رائعة مع بعض الاثيوبين. احدهم اخي الحبيب اببا كيبريت . وهو من طبقة النبلاء . وكان يحمل كثيرا من الافكار التي يحملها بعض اهل الوسط السوداني ... عبيد .... واحرار . وعندما تفارقنا تغيرت افكارة كثيرا . وشقيقه كان سفير اثيوبيا في الصين .
عندما اتيت الي السويد التصقت بكل الافارقة خاصة المجموعة الاثيوبية . وعلي عكس مجموعة براغ كانوا جميعا من الماركسيين بالرغم من انهم من اكبر العوائل . والاخ اتنافوا الذي لا يزال يسكن في السويد كان ابن احد كبار رجال القصر . وعرف في لند بالرئيس ماوتسي تونق لانه كان يحفظ اغلب خطب ماو وافكارة . الاخوة دانيل ادماسي وشقيقة يراس ادماسي كانا المحركين للنشاط السياس وان كان الاخ تدلا هو الاكثر ظهورا . ومعهم بعض الاثيوبيين المسلمين احدهم عبد الرحمن . وكان تشوما يدرس الموسيقي . وقام دانيال ادماسي بترجمة نشيد الانترناشونال الي اللغة الامهرية . وتكفل تسوما بالموسيقي والتوزيع . وشارك الجميع في الغناء خاصة الغالي زودو بصوته الجميل . وكان الوحيد الذي يتمتع بامتلاء في الجسم وروعة في الروح .
ورجع الجميع الي اثيوبيا وكان عددهم كبيرا وتقدمهم الرجل الجنتلمان اببا هايلي الذي كان يسكن في الغرفة 69 المواجهة لغرفتي 65. وكان هادئا ارتبط بسويدية واقترب بها . ولم يكن يشاركنا لعب كرة السله وكرة القدم وكثير من الحفلات والصخب . وكان الجميع في حالة نشوة لبناء البلد وبعضهم يؤمن بحق الارتريين في حكم بلدهم .
وكما قام روسبير سفاح الثورة الفرنسية قام منقستو بتصفية الكثير من من حسبوا او كانوا من الطبقة العليا . وكان زودو صاحب الجسم الممتلئ وقلب طفل برئ من الذين اعدموا وكذالك عبد الرحمن وكثير من من كانوا معنا . ولم يشفع لهم انتماءهم الماركسي . ونجا اببا هايلي لانه كان يحمل جوازا سويديا الا انه قضي سنين عديدة في السجن وكانت زوجته تتصل برئيس الوزراء بالما وكل المنظمات.واطلق سرحة . عندما خرج يراس ادماسي حضر لزيارتي وكان يحكي لي عن المذابح . وتفسيره ان منقستو كان مدفوعا بحقد قديم . فهو يعرف ان المجتمع الاثيوبي القديم كان نظاما اقطاعيا شمل العبيد والاقنان . ورفض انتماء اثيوبيا الي عصبة الامم لان نصف السكان كانوا من الرقيق . واليوم 20 في المئة من سكان موريتانيا يعتبرون عبيدا ، ويفرقون .
منقستو اتي تحت راية الشيوعية وصار اسوأ من الامبراطور . والذين التفوا حوله ارادو ان يكونوا النبلاء الجدد . وكلمة باريا كانت تطارد منقستو وتهني عبد . واستالين كان اكثر بطشا من القيصر . وعاش هو والشيوعيين في بذخ اذهل حتي الالمان الذين تحالفوا معهم في بداية الحرب . كانوا يصدمون بالبذخ الذي يحيط به الشيوعيين انفسهم . ,, والماشفتو في بيت ابوك بيخلعك ,,. وعندنا مثال في السودان .
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
|