داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 11:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2015, 11:06 AM

نزار يوسف محمد
<aنزار يوسف محمد
تاريخ التسجيل: 05-12-2011
مجموع المشاركات: 4744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر

    10:06 AM Apr, 18 2015
    سودانيز اون لاين
    نزار يوسف محمد-Oxford - UK
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر
    محمد جلال أحمد هاشم
    لاهاي ـــ هولندا
    13 أبريل 2015م
    جاء في الأخبار اليوم أنّ ابناً للأخوين الصديقين مها الجزولي وراشد سيد أحمد (بالمملكة البريطانية) قد قُتل بالعراق، بينما هناك أخ شقيق له قد انضمّ لداعش بسوريا. بدءاً أحرّ التعازي لمها وراشد ولكلا الأسرتين الكبيرتين ثم لجميع الجاليات السودانية التي ولجت باب الهجرة إلى الغرب وهي كمن دخل الصحراء وهو لا يملك من زاد سوى جرعة عابرة اجترعها وهو يزمع الخروج إلى وجهةٍ غير معلومٍ مدى سفرِها. لقد دخل السودانيون إلى جحيم الهجرة إلى دول الغرب وهم غير مجهّزين البتّة لمواجهة ما ينتظرهم هنا. فقد جاؤوا أول أمرهم في غالبهم الأعمّ وهم فرادى في مقتبل العمر ريثما يتزوجون أو وهم حديثي عهد بالزواج، لهم طفل أو طفلين. وقد عاشوا في غالبهم الأعمّ منذ لحظاتهم الأولى في زهو ووهم أنهم قد تخلصوا من حجيم سودانهم وأنهم الآن قد أصبحوا يرفلون في نعيم الحياة الغربية، فضلاً عن الزهو بأن أطفالهم قد أصبحوا يتحدثون اللغات الغربية التي لا يقدرون هم عليها بنفس الطلاقة، طلاقة من نشأ عليها وما شابه ذلك من أوهام لا يمكن أن تتلبّس إلا ذوي الأحلام العصافيرية.
    وهكذا بُذرت البذور الأولى لمجتمع مأزوم ومنفصم تتجاذبه رياح عاتيات في خضمّ أعاصير الحضارات. مجتمع ينكفئ فيه الأبوان على قنوات أراب سات ونايل سات بالأسفل بينما ينكفئ فيه الأطفال بالأعلى على قنوات البلد الذي نشأوا فيه وهم قد يعيشون وهم طفولتهم الذي سيدفعون ثمنه غالياً عندما يكبرون، ألا وهو وهم أنهم فعلاً ينتمون للهوية الغربية والثقافة الغربية ثم للبلد الغربي الذي وجدوا أنفسهم فيه. فالأبوان يتحدثان مع الأطفال في أحسن الأحوال بالعربية بينما الأطفال يردّون باللغة الغربية التي نشأوا عليها. ولكن نفس هؤلاء الأطفال سوف يكتشفون مجموعة التناقضات التي تنتظرهم عندما يشبون عن الطوق. فهم قد نشأوا متحوصلين داخل حوصلات ثقافية غربية صغيرة بينما يتظاهرون للأبوين أنهم ينتمون إلى الثقافات التي صدر منها الوالدان وهي خدعة لم تنطلِ على الوالدين ولو عاشا بموجب تصديقها. لم ينخدع الوالدان لسبب بسيط وهي أنهما هما اللذان صنعا تلك الكذبة وظلا يعيشان عليها بوصفها سيجارة بنقو نفسية تجعلهما يحتملان حقيقة ما يعيشانه، أي حقيقة افتراق الخط الثقافي بينهما من ناحية وبين أطفالهما من ناحية أخرى. فالسودان والثقافة السودانية وكل ما من شأنه أن يمتّ بصلة لمجتمع الوالدين الحقيقيين بالنسبة لهؤلاء الأطفال ليس سوى تركة أبوية ثقيلة عليهم تحملها حباً للواليدن ريثما يتحرران منها في يومٍ قريب. فلأكثرهم ليس السودان سوى شيء هربت منه أسرهم هرب السليم من الأجرب. ثم هناك سيجارة بنقو أخرى تقوم الجالية في مجملها بممارسة تدخينها جماعياً، ألا وهي ما يسمى المدرسة العربية يوم السبت. وهي أشبه بواجب أضعف الإيمان، أي كما لو أنهم "خلاص" قد قاموا بالواجب وبالتالي قد أعفوا أنفسهم من مسئولية "التغريب" الممنهج الذي ورّطوا فلذات أكبادهم فيه. كل هذا داخل مجتمع مأزوم أصلاً في هويته ومنفصم ما بين عروبته وأفريقيته. ولا غروا أن ظلت الجاليات السودانية في الغرب تعيش في هامش الجاليات العربية في كل شيء تأكيداً لهامشية السودان للمركز العربي الكبير. فهو مجتمع هارب من حجيم الدولة الإسلامية، بينما هو أشد مراقبةً لنفسه من حيث التطبيق الذاتي لنفس أحكام الشريعة التي هربوا منها. فالرجال والنساء الذين يشربون الخمر لا يفعلون ذلك إلا سراً، كما لو كانوا يتخفون من بوليس الآداب والكشّة ومحاكم النظام العام. هذا يحدث في قلب العواصم الأوربية. والبنات الشابات اللائي جئن إلى أوربا وهم يعيشون وهم أنهم بصدد أن يعيشوا حياةً متحررة من ربقة وقيود التقاليد الصارمة التي كانت تكبلهم في المجتمع السوداني، فأقاموا علاقات من رصفائهم الشبّان السودانيين على غرار الحياة الغربية المنفتحة، اكتشفوا أنه قد تم تصنيفهم على أنهم عواهر ومن ثم ظلوا يدفعون ثمناً باهظاً دفع بهم إما إلى التسليم بأنهم فعلاً هكذا، أو انزووا بعيداً من الحياة العامة، كافرين بمجتمعهم المهجري الصغير وبمجتمعهم الكبير في الوطن المهجور. وهكذا انتهى الأمر بهذه الجاليات السودانية المهجورة فيما يتعلق بكبارها دون صغارها إلى أن تصبح أكثر محافظةً وتقليديةً من المجتمع الذي صدروا منه أول أمرهم.
    ولكن كلّ هذا ليس سوى نُذُر العاصفة، فعين العاصفة تنتظر في الواقع أطفالهم ما إن يشبّوا عن الطوق. أولاً ينشأ هؤلاء الشبّان والشّابات وهم على وعي تام بحالة الخواء الفكري والحضاري والثقافي التي تعيش فيها أسرهم ممثلة في الوالدين، كما ينشأون وهم على وعي تام بحالة االزيف التي انطوت عليها حياتُهم من حيث التظاهر والتمثيل لأسرهم بأنهم فعلاً نفس الأطفال المهذّبين والممؤدّبين ثمّ البريئين في حالة البنات. لكن الصدمة الكبرى التي تنتظر هؤلاء الأطفال حالما يكبرون هو أن المجتمع والثقافة التي نشأوا وهم يعتقدون اعتقاداً جازماً لا يخالجه الشكّ أنهم ينتمون إليه وهم منه وهو منهم بمثل علاقة التفاحة وقشرتها، ليس سوى وهم كبييييييير. فهذا المجتمع لا يقبلهم وهم في حقيقة أمرهم يعيشون وهماً انزرع فيهم بموجب براءة (تُقرأ: جهالة) الطفولة وأنه عليهم الآن واجب أن يستيقظوا من هذا الوهم. عندها وعندها فقط تشرع الغالبية العظمى من هؤلاء الضحايا الأبرياء الذي يّذبحون على النطع، نطع داعش الحضارة الغربية، في تدشين رحلة خاسرة بكل المعايير، ألا وهي رحلة الرُّجعى والعودة إلى هويّتهم الحقّة، ولكن هيهات! عادةً ما تبدأ أولى الخطى في رحلة العودة الخائبة هذه بطلب زيارة إلى السودان. وهذه ستكون بداية اكتشافات وخيبات أمل أخرى، إذ إنّ الراجح أنهم يكتشفون انبتات الجذور لدرجة تجعلهم غرباء في وطن الوالدين بأكثر من غربتهم في وطنهم الغربي الذي نبذهم، وهو الوطن الذي يملكون جميع مفاتيحه الاجتماعية والثقافية والفكرية واللغوية، لكنه يرفضهم. فهم في الوطن الأمّ لوالديهم مقبولون، نعم، لكنهم لا يملكون مفاتيحه ويعيشون فيه كما يعيش الضيف الغريب. وفي سبيل أن يمتلكون هذه المفاتيح مطلوب منهم أن يعيشوا فيها لفترة كافية لتفكيك شفرته ومن ثمّ امتلاك مفاتيحه الثقافية والفكرية والاجتماعية. وأولى هذه العقبات صعوبة الانتقال من المستوى الحضاري والتقني السياسي في الغرب والعيش في الوضع المتدني لبلد أفريقي يعتبر أحد أفقر وأفسد بلدان العالم اقتصادياً وسياسياً. ثم هناك عقبة اللغة، دع عنك عقبة القيم الثقافية وتناقضاتها. أوليس هذا هو نفسه المجتمع صاحب تلك القيم البالية التي تحلموها في والديهم بإحسان ريثما يكبرون؟ فكيف يتسنى لهم التصالح مع هذ؟ هيهات! وهكذا يدخلون في رحلة رُجعى خائبة أخرى إلى الوطن الذي ما يقبلهم.
    ولكن لا بد من صنعا ولو طال السفر! لا بد من خلاص! ولكن كيف الخلاص؟ وأين هو؟ آااااه! إنه الله!
    هنا يتجه هؤلاء الشباب إلى الله ـــ بمباركة الوالدين وفرحتهما الكبيرة غالباً. فالوالدان في غالب الأحوال قد ظلا طيلة حياة أطفالهما يعكسان للأطفال أن الإسلام والعروبة جزء أصيل لا يتجزأ من مكونات الثقافة السودانية التي ليست سوى إسلامية عربية في جوهرها. أرأيتم لماذا ابتعدت مجتمعات أهلنا من جنوب السودان واعتزلت الجاليات السودانية الشمالية بدول المهجر لسنوات قبل بروز الدعوة للانفصال! ذلك لتكريس الجاليات السودانية من تقليديتها وعلى رأسها تكريس تهميشها بوصفهم أفارقة مستعربين إزاء العرب العاربة، وأول هذا التكريس الاستغراق في تكريس التقليدية القائمة على الأيديولوجيا الإسلاموعروبية التي تتدثر خارجياً بدثار العروبة والإسلام. لقد فعلت هذه الجاليات هذا باتحادييهم وحزب أمتهم وبعثييهم ومستقلينهم وشيوعيينهم وناصريينهم، أي بصرف النظر عن العباءات الفكرية الخارجية، ايميناً كانوا أم يساراً أم وسطاً. فهنا في الغربة لا تبقى غير المواقع الأيديولوجية الحقيقية. فهل بعد هذا يمكن أن نسمي هذا المجتمع بأنه معارض لنظام الإنقاذ؟ إنهم جميعاً أكثر إنقاذيةً من التنظيم الذي دشّن نظام الإنقاذ، ذلك لأنهم طبقوا الإنقاذ في خاصة أنفسهم انصياعاً منهم لحقيقة انتمائهم الأيديولوجي الإسلاموعروبي وهم ليس في الغرب فقط، بل وهم في حالة الوهم التي جعلتهم يظنون أنهم إنما خرجوا من وطنهم رفضاً ومحاربةً لنظام الإنقاذ، فإذا بهم في خاتمة أمرهم يبيضون فلا يفرخون غير دواعش، اي نفس نسخة الإنقاذ لكن بصدق شدييييد. إذ ليس هناك اختلاف فقهي بين الإنقاذ وداعش إلا في كون الداعشيين أكثر صدقاً مع أنفسهم من أهيل الإنقاذ.
    بالعودة إلى شباب المهاجر في بحثهم الخائب عن الله، سنجد أنهم أول ما يبحثون عن الله يبحثون عنه في الجامع بدلاً من أن يبحثوا عنه في أنفسهم أولاً، فالله أقرب إليهم من حبل الوريد. هذا بجانب أن الله قلما يتواجد في المساجد هذه الأيام لغربة المساجد نفسها عن الله. فالمسجد بدون الله ليست سوى جدران. فماذا يجدون داخل هذه المساجد؟ إنهم يجدون الإرهابي، والإرهابي ليس انتحارياً بالمرة. إنه "نفساني" خبير بالنفوس الضائعة التي يتبدى ضياعُها أول ما يتبدى في نظراتها الحيرى التي تفتش عن الله كما لو كانت تفتش عن إبرة داخل كومة من القش، هذا بينما الله موجود في كلّ مكان وأول هذه الأماكن في داخل نفوسهم لو أنهم دخلوا إلى باحة الإيمان على أنه حالة من حالات البحث عن الكمال وليس مجرد قشة واهية يتعلق بها الغريق.
    علينا أن نفرّق بين الإرهابي من جهة وبين الانتحاري من جهة وبين إمام الكراهية الذي يبث الكراهية ضد الغرب وطريقة حياة الغرب. أولا، كما قلنا، الارهابي ليس انتحاريّاً، كما هو ليس نفسه إمام الكراهية. إمام الكراهية لا علاقة له ببث الكراهية لأنه لا يُنتجها، بل هو نفسُه ناتج لها. بمعنى آخر، عدم امتلاك المجتمعات الغربية لبرنامجثقافي اجتماعي عبره يمكن تأسيس أرضية واقعية وقوية لتكامل المسلمين الوافدين الذين ينالون جنسية البلدان الغربية بما من شأنه ألاّ يجعلهم يغتربون عن ثقافات
    هم ومعتفدهم بنفس الدرجة التي من شأنها أن يجعلهم قادرين على التعايش بطريقة بناءة في المجتمعات الغربية ــ عدم امتلاك هذه المجتمعات الغربية لبرنامج تقبلي accommodation programme هو الذي يخلق الكراهية وسط المسلمين الذين يعيشون في هذه المجتمعات الغربية.
    بالنسبة لأئمة المساجد في الغرب يبقى أمامهم الخيار في أن يقل عدد المصلّين خلفهم إذا ما التزموا الحياد إزاء هذه القضية، أو خيار امتلاء صفوف المصلين خلفهم إذا استجابوا لهذه الظاهرة العامرة بالكراهية ومن ثمّ شرعوا في تدبيج خطب الكراهية استجابةً وليس حثّاً لها. وبالطبع، تعكس خطب الكراهية فقر الفكر والفقه السنّي بنفس الدرجة التي ظهرت بها جماعة داعش من حيث حوشيّتها ومفارقتها لروح العصر كما لو نزلوا علينا من السماء، بما يجعل المرء يصرغ متسائلاً (باقتباس كلمات الطيب صالح)، "من أين جاء هؤلاء"؟ ولنلاحظ كيف تتسق العبارة في كلا حالتي الإنقاذ في السودان وداعش حيثما وُجدوا. فالأهدى أن يظهر فقه سنى جديد من شأنه أن يجعل المنتمين إليه يتواءمون مع روح العصر وهو شيء وإن لاحت بوادره إلاّ أنّ شمسه لم تتنفّس بعد. ولنا في هذا رفد وإن يكن بمثابة جهد المقلّ إلاّ أنّه ما أتاحه لنا المولى من فهم وعمل.
    عليه، الإرهابي لا يُظهر نفسه إلا لضحاياه الذي يفترض فيهم أن يكونوا قد أصبحوا ذات نفسية انتحارية قبل وصولهم إلى الجامع بمثلما ينتهي إليه أمر الكثير من الأشخاص الذي يعجزون عن أن يتواءموا مع متطلبتات الحياة، أكان هذا في المجتمعات الغربية (على كثرتهم) أو أي مجتمع آخر. يكمن دور الإرهابي في إعلاء sublimation الحالة النفسية الانتحارية لدى الشاب (أو الشابة) التي تلجأ إلى المسجد بحثاً عن الله بطريقة مرَضَية تجعل من الله شيئاً أشبه بالشخص المتعيّن زماناً ومكاناً، وهذا بالضبط ما ينتظره الإرهابي، إذ إنه، بوصفه نفسانيّاً ضليعاً بنفوس ذوي النزعات الانتحارية، يعرف تماماً كيف يتقمص حالة الله المستأنس هذا، فيبدأ في نفخ هذه النفس المريضة إعلاءً لدوافعها الانتحارية بحيث يشفي غليلها أولاً في الانتقام، ذلك بإلحاق أكبر قدر من الأذى بالآخرين ــ أي آخرين إطلاقاً ثم بالآخرين تحديداً وفقما تُتيحه الظروف الراهنة من استقطابات. ثم ثانياً أن يكون في الانتحار ما يكفّر تأنيب الضمير بحكم أن هذا الانتحار فيه، أولاً، حياة أخرى أكثر استدامةً وأكثر ثواباً، ثانياً، لما في هذا الانتحار من مرضاةٍ لله (تُقرأ: للإرهابي المتوشّح بثوب الله المتسأنس).
    بخصوص الحكومات الغربية، فإنها اشدّ سوءاً من الإرهابي. فهي أولاً تعرف أنها هي المسئولة عن تحويل هؤلاء الشباب إلى انتحاريين، بمثلما تعلم أن الإرهابي شيء وإمام الكراهية شيء آخر بمثلما أن الانتحاري شيء آخر. لكنها تتعمّد الجمع بينهم جميعاً بما يجعلها تعقّد الأمور بحيث لا تقع يدُها على الإرهابي المنزوي دائماً بينما تقع يدُها دائماً على إمام الكراهية بتحميله مسئولية خلق الكراهية بوصف هذه الكراهية هي المسئولة عن خلق الحالة الانتحارية. لماذا؟ أولاً لأنها أقوى من جميع حالات الإرهاب التي يمكن أن تأتيها من قبل المجتمعات المسلمة. فقد جربت أوربا الإرهاب باسم الدين والهوس الديني. وفي هذا تقف حالة الهوس الديني الإسلامي كما لو كانت إحدى لعب الأطفال إذا ما قيست بما مرت به أوربا. فنفس أوربا التي أشاحت بوجهها اشمئزازاً من حرق الطيار الأردني كانت وإلى وقت قريب تستفرد بجائزة أكبر محارق حية لحرق المعارضين سياسياً ودينياً وعرقياً بينما الناس يتحلقون وهم يباركون هذه المحارق. ثم كانت آخر المخازي بمحارق النازية لليهود التي حصدت الملايين قبل ما يقل عن قرن من الزمان بعقود. فالأيديولوجيا المركزية الأوربية لا تعبأ لمصلحة مسلميها بأكثر مما تعبأ لتنميطهم جميعاً في قالب الإنسان صاحب العقيدة غير الحضارية التي لا تنتمي لهذا العصر. وهذا شيء له علاقة بعدائها للسامية التي سامت بحراها وبمحارقها يهود أوربا. ولنلاحظ أن المسلمين والعرب لا علاقة لهم بعداء السامية. لقد اضطهدت أوربا اليهود بأيديولوجيا عداء السامية إلى أن بلغت الغاية في هذا بحرقهم جماعياً خلال الحكم النازي في ألمانيا. وقد بلغ عداء السامية قمته في حرق اليهود عبر عدة مراحل بدأت بطردهم من دولة إلى أخرى في أوربا ثم بتحجيم إقامتهم في القيتوهات المعروفة إلى أن بلغت الغاية بأن عمدت أوربا إلى التخلص منهم نهائياً بحرقهم. في هذا جاءت النازية بوصفها (ربما في كل صورها) تعبيراً ختامياً للمركزية الأوربية بصورة عامة وتتويجاً لحملة عداء السامية تحديداً. ولكن اليهود صمدوا برغم كل هذا، فما كان من أوربا إلاّ أن أعادت تكتيكاتها دون أن تتخلى عن عدائها للسامية. وقد تمثّل كلّ هذا فيما أسميتُه "عداء السامية المحدثة" Neo-Anti Semitism، حيث تمّ إبدال العرب والمسلمين باليهود، بل أكثر من ذلك تمّ فيها استخدام قطاع كبير من اليهود كأدة لممارسة عادء السامية المحدثة، وليس ما يحدث بفلسطين سوى عداء السامية المحدثة يمارسه الآن من مورس عليهم عداء السامية القديمة. ولهذا نرى أغلب من ينضمّون إلى حركات الهوس الديني الإسلامي السنّي ممّن وُلد في الغرب أو عاش طفولته وكبر عن الطوق بوصفه ينتمي للدولة الغربية المعنيّة. وهذا ما تتحمّله الدول الغربية بنفس الدرجة التي يتحمل فيها المسلمون السنّة المسئولية كونهم تركوا دينهم نهباً لفقه قديم وبالي ولا يصلح لهذا العصر في أغلب وجوهه.
    هذا جانب من المشكلة ربما ليس كثير التعقيد. لكن الجانب الأكثر تعقيداً هو أن أي ظاهرة عندما تدوم ممارستها لفترة قد تحقق استقلاليتها. وهذا ما أخشى أن يكون عليه حال داعش. فقد تنامى الهوس الديني السنّي وبلغ درجة من التماسك ربما دفعته إلى أن يستقلّ عن عوامل وطرق تشكّله الأولى. فاليوم تبدو داعش كما لو كانت غير محتاجة لنفس آليّة إفراز الانتحاريّين التي شرحتُها أعلاه. فقد أصبح هناك جنس genre للشباب الذي يعيشون حالة ضياع ويريدون أن يتمرّدوا على واقعهم بطريقة لا تغيره بل بطريقة من شأنها التنفيس عن كوامن الحقد والكراهية التي تُعتمل في دواخلهم. هذا دون أن ننفي استمراراية نفس العوامل أعلاه في إفراز المهووسين والانتحاريين. الآن فلتنظروا معي إلى أتون هذه المعركة التي دخلت في الجاليات السودانية التي هربت من جحيم الإنقاذ ليس لتقع في هذا الجحيم فحسب، بل لينتهي بها أمرُها وهي لا تنتمي لشيء في عمق فقهها الذي تدين به كما تدين لداعش. نعم، كثيرون يقولون إنّ ما تقوم به داعش ممّا تشمئزّ منه النفوس وتأباه الفطرة، مثل جزّ الرؤوس، والتعذيب والحرق إلخ. لكن علينا أن نتذكر أن جزّ الرؤوس ظل يمارس في ظلّ الإسلام منذ عهد الرسول إلى يومنا هذا وليست السعودية ببعيدة وكثير من المهاجرين إلى أوربا قد جاؤوا منها ليزعموا بأنهم أنما هربوا من قهر الإنقاذ واضطهادهم. فمن يأبى جزّ الرؤوس عليه أن يكون شجاعاً فيرفضه في كتاريخ منذ عهد الرسول ثم يرفضه كحالة راهنة في السعودية. ثمّ هناك الحرق وقد حكم به أبو بكر وبعده علي بن أبي طالب إلى إعدام عبدالله بن المقفع حرقاً بالنار وبعد كثير من الأمثلة؛ فمن يرفضه في داعش عليه أن يرفضه في صدوره التاريخي عند خليفة رسوال الله أبي بكر الصديق ثم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. ثمّ هناك التعذيب وجاء في الأثر أن النبي محمّد أمر الزبير بن العوّام بتعذيب كنانة بن الربيع، كبير يهود بني النّضير، حتى يعترف بمكان كنوزه، ثم تمّ قتله بعد ذلك. فمن يرفض التّعذيب الآن في سبيل الحصول على اعترافات، عليه أن يرفض هذا في تاريخيته عندما تمت بأمر النبي محمد، ذلك حتى لا تبقى سنّةً يتأسّاها الناس. وللعلم، كانت حادثة التعذيب المنسوبة للنبي محمد إحدى الحجج التي تحجج بها بعض زبانية التعذيب في بيوت الأشباح أوائل حكم الإنقاذ.
    إذن، نرى من جميع هذا أن قدوم السودانيين لدول الغرب الذي بدأ بحجكم الإنقاذ قد جرى في ظل غيبوبة فكرية ماحقة من قبل هؤلاء المهاجرين الذي فروا كحُمرٍ مستنفرة لتقع في حضن الاسد (القسورة) بمجيئها للغرب. وكلنا يعلم أن مجئيها الذي كان المفترض فيه أن خطوة في سبيل الدفع للتخلص من نظام الإنقاذ الإسلامي قد انطوى على تناقض خطير وماحق. فهي في غالبها الأعم إنما استثمرت مجيء حكم الإنقاذ كيما تنال رخصة الإقامة الدائمة بالغرب ولاحقاً نيل جنسية البلاد التي وفدوا إليها بالغرب. وهذا يكشف جانب من جوانب التناقض في بنية هذه الجاليات الهشة هشاشة الصفوة السودانية بإجمال. إن عدم قدرة هؤلاء في رسم نوع المستقبل الذي يريدونه ورضاءهم بأن يعيشوا في هامش المجتمعات الغربية من جانب وهامش المجتمعات العربية بالغرب من جهة أخرى يكشف عن عجزهم الماحق في أن يبنوا مستقبلاً يُعتدُّ به. وما هو المستقبل إن لم يكن يتمثّل فيما سينتهي إليه الجيل الثاني ــ أي نفس هذا الجيل الذي تتجه بوصلتُه الآن نحو معسكرات داعش. إنه مجتمع هش لا يملك من أمر نفسه رشدا؛ فهو مجتمع ليست لديه أندية رياضية أو اجتماعية أو سياسية؛ كما ليست له مكتبات تعرض فيها إنتاجها الفكري ليس لأنها ليس لديها إنتاج فكري (وهي فعلاً ليس لها إنتاج فكري) بل لأنها عاجزة في الأساس عن الإتيان بخطوة كهذي. ثم هي مجتمعات تتمتع بأنها دون باقي المجتمعات الأخرى (ربما على مستوى العالم) التي تملك أطعمة شعبية، هذا بينما لا تملك مطعماً واحداً حيث تمثّل غالبية في عواصم بعينها ... وإلخ هذه القصة التي تحكي عن خيبة السودانيين عندما عجزوا عن أن يستلهموا مكامن الحضارة الضاربة في القدم انكفاءً منهم على تقليديتهم العرجاء التي لا أصالة فيها، أكانوا بالداخل أم بالخارج. هذا هو السودان القديم بكل سوءاته وخيباته. واليوم نحن في المرحلة بين المرحلتين؛ فلا نحن قد بنينا سوداننا الجديد ولا نحن قد تخلصنا من سوداننا القديم. وفي هذا لدينا حديث بسطنا محاجّاته في بعض كتيبات اختططناها ولا نزال عليها عاكفين وعلى الله القصد. ولا أختم إلا بقولي: قلبي على وطني!
                  

04-18-2015, 12:17 PM

عمر دهب
<aعمر دهب
تاريخ التسجيل: 10-19-2014
مجموع المشاركات: 2010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: نزار يوسف محمد)

    الاخ نزار
    شكرا لايرادك هذا التحليل المنطقى المخيف ، وربنا يستر على وليداتنا وابناء احبابنا اينما كانوا
    يبدو ان الانقاذ لم تفتك بمن هم فى الداخل فقط ، ولكن امتد اثرها ليكوى جيلا لم يكن فى متناول يدها
    الحقيقة اخافنى هذه التحليل الذى شعرت بانه صادق وممتلى بصدق المعايشه والتجربه
    يبدو جليا ان ما سنراه من الانقاذ يفوق ماعايشناه.
    تسلم يانزار ويسلم كاتب هذا الموضوع
                  

04-18-2015, 08:23 PM

Dr Salah Al Bander
<aDr Salah Al Bander
تاريخ التسجيل: 11-17-2006
مجموع المشاركات: 3070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: عمر دهب)


    الشكر ليك الرفيق نزار ...
    والشكر موصول أيضا للدكتور محمد جلال هاشم لمجهوده في فك شفرة الظاهرة...
    ولكن في تقديري هنالك ابعاد أخرى للموضوع لا أدري لماذا تجنبها التحليل...
    هنالك بعد موضوعي وذاتي للظاهرة ... وفي الحالتين نحتاج لوقفة للنفاذ إلى عمق الظاهرة ...
    ...
    ....
    أنا شخصياً اجتاز مرحلة "سكوت انتقالي" ... وسأكتب وجهة نظري من خلال متابعتي للظاهرة منذ فترة طويلة...
    ....
    ...
                  

04-22-2015, 09:45 AM

نزار يوسف محمد
<aنزار يوسف محمد
تاريخ التسجيل: 05-12-2011
مجموع المشاركات: 4744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: Dr Salah Al Bander)

    سلامات د. صلاح
    بالفعل نحتاج إلى دراسة أعمق للظاهرة.
                  

04-21-2015, 11:26 PM

نزار يوسف محمد
<aنزار يوسف محمد
تاريخ التسجيل: 05-12-2011
مجموع المشاركات: 4744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: عمر دهب)

    سلامات الأخ عمر دهب
    لعل خلاصة الأزمة فى آخر المقال
    Quote: فهو مجتمع ليست لديه أندية رياضية أو اجتماعية أو سياسية؛ كما ليست له مكتبات تعرض فيها إنتاجها الفكري
    ليس لأنها ليس لديها إنتاج فكري (وهي فعلاً ليس لها إنتاج فكري) بل لأنها عاجزة في الأساس عن الإتيان بخطوة كهذي. ثم
    هي مجتمعات تتمتع بأنها دون باقي المجتمعات الأخرى (ربما على مستوى العالم) التي تملك أطعمة شعبية، هذا بينما لا تملك
    مطعماً واحداً حيث تمثّل غالبية في عواصم بعينها ... وإلخ هذه القصة التي تحكي عن خيبة السودانيين عندما عجزوا عن أن
    يستلهموا مكامن الحضارة الضاربة في القدم انكفاءً منهم على تقليديتهم العرجاء التي لا أصالة فيها، أكانوا بالداخل أم بالخارج.
    هذا هو السودان القديم بكل سوءاته وخيباته. واليوم نحن في المرحلة بين المرحلتين؛ فلا نحن قد بنينا سوداننا الجديد ولا نحن قد
    تخلصنا من سوداننا القديم.
                  

04-22-2015, 06:22 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: نزار يوسف محمد)

    شكرا الرفيق نزار وصباح الخيرات
    والتحيةعبرك للارو العظيم الرفيع د .محمد جلال هاشم له القومة والتجلة .
                  

04-24-2015, 07:53 AM

نزار يوسف محمد
<aنزار يوسف محمد
تاريخ التسجيل: 05-12-2011
مجموع المشاركات: 4744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: فقيرى جاويش طه)

    مرحب بالرفيق فقيرى جاوش
    غدا السبت نتشرف بدكتور محمد جلال فى أوكسفورد .
                  

04-22-2015, 06:22 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: نزار يوسف محمد)

    شكرا الرفيق نزار وصباح الخيرات
    والتحيةعبرك للارو العظيم الرفيع د .محمد جلال هاشم له القومة والتجلة .
                  

04-24-2015, 06:27 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: نزار يوسف محمد)

    تحياتى لك و لضيوفك الكرام استاذ نزار يوسف ، و شكراً لك على فتح هذه النّافذة التى كشفت وجه الحقائق فى مأساة شعبنا التى ما فتئ يحملها على صدره الجريح اينما سارت به الحياة .
    تعازى من القلب للاستاذ راشد سيد احمد و الاستاذة مها الجزولى و اتمنّي أن يعود باقي الابناء الى أسرهم سالمين و قد وقفوا على الحقائق بأنفسهم ، فليس مَن سمع كمن رأى .
    سأحاول أن أوجز نقاطى في مداخلة لاحقة ، فقط احببت أن أورد ملاحظة سريعة و هى انّي لم اتمكّن من قراءة الموضوع كاملاً و إن كنت قد قرأت ثلاثة ارباعه تقريباً ، فوضع كل الموضوع بمداخلة واحدة هكذا - يجعل من العسير اكماله في قراءة واحدة متواصلة ، فلذا ارجو المعذرة لأنّي سأحاول التّعليق على بعض الجزئيّات التى قرأتها و دون محاولة تناول ما لم أقرأ .
                  

04-24-2015, 07:12 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: نزار يوسف محمد)

    يمكننى أن أوافق على ما قاله استاذنا الدكتور محمد جلال هاشم فيما يخص قضيّة الهويّة السودانية و عيش الكثير من سودانيي المهجر على هامش الهوية العربية فيما يتعلّق بمشاهدة الفضائيات العربية و التى لم تضع المواطن السودانى ضمن حساباتها الاوليّة التى تطلّبتها مجهودات اعداد برامج تلك الفضائيّات ، أو من خلال اعتماد السودانيين على الشراء من المحلّات العربيّة كما ظلّ يؤكّد على ذلك الاستاذ الدكتور محمد جلال في العديد من ندواته التى تابعتها من خلال الانترنت .

    (عدل بواسطة وليد زمبركس on 04-24-2015, 07:14 AM)

                  

04-24-2015, 07:35 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: وليد زمبركس)

    اعتقد أن المجتمعات الغربيّة لم تلفظ بنات و ابناء السودانيين الذين نشأوا فيها لأن الكثير من أولئك الشباب قد نالوا شهادات عليا و التحق بعضهم بوظائف ممتازة ، و لا يوجد تمييز ضدّهم بسبب سودانيتهم أو بسبب دينهم بشكل مؤسّسي ممنهج حتى يضعهم في مواجهة مع تلك المجتمعات التى ينتمون إليها ثقافياً و وجدانياً اكثر ممّا ينتمون الى السودان .
    أمّا ما يطفو على السطح من عنصريّة قد تبدو احياناً من مواطنى بعض الدّول الغربيّة فهو أمر عام يواجه جميع المهاجرين سودانيين و غير سودانيين و خاصة المهاجرون من القارة الافريقيّة .
                  

04-24-2015, 07:38 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: وليد زمبركس)

    في أحيان كثيرة احس بأن السودانيين يبالغون عند وصف عنصريّة الغربين ضد ابناء السودان الذين نشأوا و تربّوا في تلك الدّول ، اعتقد أن المهاجرين السودانيين مرّوا بتجارب صعبة في سنوات هجرتهم الاولي و قد كانت تلك التجارب بسبب حاجزى اللغة و الثقافة و هما حاجزان يستحيل تجاوزهما دون اصطدام الشخص ببعض السّخريّة و الاستخفاف من بعض مواطنى الدّول الغربيّة - خاصة و أنّ اغلب المهاجرين الاوائل فى بداية هجرتهم يعملون في اعمال هامشيّة أو يتنقّلون بالمواصلات العامّة ممّا يضعهم عرضة للتعامل مع كل اصناف البشر في تلك المجتمعات و خاصة الطبقات غير المتعلّمة أو حتى الخارجة على القانون ، فمن غير المنصف أن يجعل الشخص جزء من تجربته الحياتية مقياس يحكم به على كل تجربته مع الهجرة و بالتالى ميزان يزن به فكر و ثقافة و اخلاق و قوانين تلك الدول و الشعوب .
                  

04-24-2015, 07:41 AM

وليد زمبركس

تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: داعش وأبناء وبنات السودانيين بالمهاجر (Re: وليد زمبركس)

    الافتراض القائل بأنّ ابناء السودانيين بالدول الغربيّة يواجهون نفس المصاعب التى واجهها آباؤهم - انّما هو افتراض أقلّ ما يمكن أن أقول فيه أنّه افتراض غير دقيق لأن الابناء لا تعوقهم الثقافة و لا اللغة مِن الانسجام مع تلك المجتمعات و بالتالى فهم اكثر انسجاماً مع المجتمع و اكثر معرفة لحقوقهم و اكثر مقدرة للمنافسة فى سوق العمل و التفوّق في الجامعات و تلك ميزات تحميهم من الوقوع في دوّامة الاحباط أو الاحساس بالعُزلة في المجتمع الغربي الذي هو مجتمعهم الذي نشأوا فيه و بالتالى كل ما فيه فهو مقبول لديهم أو على أقل تقدير يمكنهم أن يجدوا له تبرير . فلذا لا شئ يدفعهم لكراهيّة ذلك المجتمع و عدائه لدرجة الانتحار لأجل إلحاق الضرر به . إذن تلك رؤية لا أوافق عليها - بل و أراها لا يمكن أن تكون سبب اساسي للالتحاق بداعش و مثيلاتها من تنظيمات الارهابيين .
    اذا كانت هذه الرؤية صحيحة فلماذا لم ينضم إلى داعش ابناء الاثيوبيين المسلمين ؟ علماً بأنهم يواجهون نفس ظروف ابناء السودانيين في مجتمعات المهجر .
    إذن علينا أن نفحص اسباب أخري .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de