تركيبة الشعب السوداني..هل هي مفهومة ؟؟؟

Quote: بالتأكيد اتفق معك، لكنني مفعم بالإيمان في أن ما يحدث في السطح من ظواهر لم ولن يكسر نوافذ الأمل في أن الخير رابض في هذه الأمة ما بقيت، وهذه سحابة صيف وستزول بإذن الله. ولا بد أنك تتفق معي أنه رغم كل هذه الضجة السطحية والبراقة فما زال معظم الغبش محافظين على أصالتهم رغم قسوة الإختبار وشدة المحن وهناك جيل جديد قوي، عظيم ومتماسك يخرج من بين الأنقاض، فالنار تصقل المعدن الأصيل ... فيذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس. أهم حاجة ما نفقد الأمل والرجاء ونعمل من أجل المحافظة على الأخلاق والتغيير للأفضل. وهذا قصدي: أن يفهم الخيرين بعضهم البعض ويتفقوا ضمنياً على أن هذا الذي يحدث على السطح لا يمثل إلا نفسه الذاهبة مع ظلامياتها عند أول شعاع لفجر الحقيقة.

Quote: أصبت كبد الحقيقة أخي أشرف، العقدين الأخيرين شهدا انهيارا هائلا في التركيبة الدينية والروحية والأخلاقية والاجتماعية للشعب السوداني تحت وطأة الانهيار الاقتصادي، لكن وللعجب حتى مجاعة سنة ستة وما تلاها من ضائقة لم تهدم أخلاق الشعب السوداني فسمعنا بمن قيدوا أنفسهم واهلهم بالسلاسل وماتوا جوعا في بيوتهم لكي لا يضطرهم الجوع لفعل ما يخالف عقيدتهم، ولازال المغنين يرددون أغنية "الأحيا سنن البرامكة" التي تشيد بمن اشتهر بالكرم في تلك الأيام العصيبة، أما ما نواجهه الآن فبدأ بتدمير الدين والروح والأخلاق، فأصبحنا نسمع بما تشيب به الرؤوس من مصائب من خيانة إخوة لإخوانهم من أجل حطام الدنيا الفاني. سبق لي أن كتب مقالا عن هذا الموضوع نشر في سودانايل قبل نحو تسعة سنوات تحن عنوان "الانهيار الكبير " على ما أذكر.

Quote: الاخ العزيز/ أشرف سلام تركيبة الشعب السوداني هي غريبة ان جاز اللفظ للتميز عن غيرها من تركيبات الشعوب.. هذا ان تحدثنا بروح الماضي الجميل الذي يتغنى به الغريب قبل القريب.. في العقدين الاخيرين ظهرت متغيرات في الجانب السياسي تبعها تغيير في أنماط وتركيبة الانسان السوداني الفرد , الاسرة والمجتمع.. التغيير السياسي العقدي يجر خلفه تغييرات في شتى المجالات.. ولكنها لا تقتلع كل شئ من الجذور.. وهو الامل الذي سعدت بذكره عند الاخ الود الطيب.. التغيير السياسي شمله تغيير في العلاقات الاقتصادية من الوظيفة الحكومية الى بنيان الشركة اصبح كل مقرون بالواجهة السياسية وبالتالي التحول والتغير في الدخول وسعة الانفاق.. فاختل التوازن الذي كان مرتبطا بالوظيفة.. وخلقت الفجوة التي تحتاج الى مجهود يجيد التعامل مع قوة النفوذ السياسي الطاغي والذي بدوره نزل من منظمات المجتمع المعروفة الى كيانات الاسر والافراد.. هذا المجهود هو لغز التعامل مع الواقع الجديد الذي لا يحتاج لغير بطاقة الولاء السياسي.. فتنتج المفارقات بين ممن هو كفئ وجدير ويفوقه من هو يجيد فلسفة الولاء والتغني بالشعارات.. ونتيجة لهذه المفارقة فقد وقع الظلم ووقع الغبن واختل معيار العلاقات بين الافراد ثم بين الاسر وكيانات المجتمع الاكبر.. وبين هذه المسافة وتلك كان السلوك والممارسة يتطوعان لخدمة الطرف القوي وتصبح هي الحكم في العلاقات المجتمعية.. فمن يكسب بغير جهد يختلق الكذب ليبرر عائداته, وهو سيد القوم ويحتاج من يخدمه أن يكذب ليرضيه.. وهكذا تتوزع صكوك الاخلاق الجديدة في المجتمع.. وهي تأكل من الموروث.. الجدلية القائمة في نهاية كل من له بداية تبقى هي الامل الاوحد للعودة الى ماضينا الجميل.. الاخوة/ أشرف والود الطيب..لقد سعدت بتحاوركما المتميز.. والبوست راقي جدا..

Quote: نعم يا صديقي - موضوعك هام جداً - وفي الحقيقة الخيرين والصالحين يفهمون بعضهم البعض وبينهم لغة السيماء والطمأنينة والراحة النفسية والمحبة من النظرة الأولى أو ما يسمونه بالهالة الخيرة وبين الخيرين في السودان موعدين بإذن الله الأول يوم الخلاص - يوم أن يخرجوا في الشارع ويقول الكبار منهم (لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة) ليأخذوا بها بطاقة خلاص الضمير إلى الموعد الآخر عند ملك جبار.

(عدل بواسطة Elawad Eltayeb on 06-01-2011, 08:14 AM)
(عدل بواسطة Elawad Eltayeb on 06-01-2011, 08:24 AM)

Quote: الشكر ليك أنت على هذا البوست الرائع. وما نحن هنا إلاّ من أجل الذكرى التي تنفع المؤمنين ودايماً خلينا متذكرين قاعدة التغيير الإلهي وهي الآية الكريمة (كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) والآية الكريمة (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) وسقف الآمال والتطلعات هو - (لو تعلق قلب أحدكم بالثريا لنالها) فالتغيير في الواقع يبدأ من الداخل وفق إرادتنا (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) وبالتصميم والعمل... وليس وفق مقدرتنا (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) لذلك أضعف الإيمان يكفي ليضعك في مصاف الثوار..... ولا يعجزنك المحبطين والرماديين فعدو ظاهر يحمل سيخة خير من صديق متخفي يحمل قلماً خنجرا يسمم الأفكار ويغدر بإرادة التغيير، يميع الأشياء ويغتال الأمل. ولا يغرنك اللصوص الذين يريدون أن يسود مبدأ اللصوصية كمعيار للبطولة ليضعهم على المنصات، فهي منصات هوائية سرعان ما تنهار على رؤوسهم هم وغلمانهم. فيكفي أن السياسة تمنحنا حق الاختلاف، فالمؤرخ الأكاديمي كرين برينتن الذي قام بتشريح كل ثورات العالم الكبرى قال أن الثورة هي (حمى) ترتفع بسبب شكوى شعب ما حتى لا يعود الناس يتحملون تلك الحمى، وأهم شروطها هي التوترات الاجتماعية والسياسية بسبب (التدهور التدريجي لقيم المجتمع) وما أظن في حمى أشد من هذه الحمى التي جعلتنا نشتكي لله,,,, لكن الفوضى التي أمامنا لديها قاعدة للتغير... يقول جيمس غليك في كتابه نظرية الفوضى - علم اللامتوقع؛ (إن رفة جناحي فراشة في الهند قد تحدث فيضانات في نهر الأمازون)... فلن نحتقر شيئا من المعروف في سبيل دعم قيم التغيير، وسنحفظ كل جميل يصب في هذا الاتجاه. وطالما نحن متفوقين بالحق ومتميزين به فسنقدم لأعدائنا حبلاً كافياً لكي يشنقوا أنفسهم بأنفسهم.

Quote: الشكر لك يا صديقي الحبيب والحمد لله مقلب القلوب وأرجو أن يثبتنا على المحبة لنحمل معاً عبء الفراشة ونشكر الله ليزيدنا غضباً جميلاً للحق والعدل ولا يجعلنا مع الشياطين الخرس ويفتح لنا مسامات التسامح مع النفس - لنحول غضبنا إلى طاقة إيجابية - نغير بها العالم من حولنا ليفوق أحلامنا الجميلة في الخير وشيل قلمك يا صديقي وقفل منافذ الشر وفتح مسامات الخير في العالم من حولك حتى تتنفس محبة وذكرا طيبا ولك مني المحبة والسلام