دبلوماسية التخاطب.. فن لا يجيده الكثيرون!!

Quote: دبلوماسية التخاطب.. فن لا يجيده الكثيرون!! يعتقد كثير من الناس أن الدبلوماسي أو الدبلوماسية تعني السفراء ورجال السلك الدبلوماسي في الدولة.. إلاّ أنها وحسب تعريفها تعني الشخص الذكي الراقي الذي يتصف باسلوب حوار جميل يستطيع من خلاله الخروج من الأزمات بسرعة وسهولة تامة.. كما انه عبر دبلوماسيته يجد الحل الجذري للمشكلات التي يقع فيها.. وصفات الشخص الدبلوماسي كما حددها (هارولد نيكسون) هي المصداقية والرقة والهدوء والصبر والتواضع والاخلاق الطيبة. كل هذه الصفات يفتقدها الناس في مجتمعنا السوداني الذي تنعدم عنده لغة الحوار والدبلوماسية في التخاطب مع الغير لذلك نجد كثيراً من جلسات (الأنس) تنفض بسبب مشكلة أثارتها «كلمة» كانت ليست في محلها كما يقولون.. فإلى أي مدى يستطيع الناس بأعمارهم المختلفة وخاصة الشباب منهم استخدام الدبلوماسية في التخاطب؟ وهنا تقول (نهال تاج السر) طالبة جامعية إنها عاشت وسط أسرة لا تعرف هذه الأساليب الجميلة ولذلك من الطبيعي أنها تفتقد لهذه الصفة، وقالت دبلوماسية التخاطب في النهاية تربية من الأسرة والمدرسة فاذا (جلت) من الأسرة تجدها في (المدرسة)، ولكن مدارسنا هنا حتى الأساتذة في حاجة الى تعلم الدبلوماسية لذلك نادر جداً أن تجد شخصاً يجيد الدبلوماسية في التخاطب ويكون اكتسبها بمجهوده الخاص.. أما (عاطف عباس) فقال إنه يجيد استخدام اساليب التخاطب خاصة عندما يكون في خلاف مع أخوانه فإنه يستخدم الاساليب الدبلوماسية للمصالحة معهم وأيضاً يلجأ إلى الاساليب الجميلة عندما يريد شيئاً من والده وقال إن التخاطب بدبلوماسية مخرج من المشاكل ومن كل (مأزق). بينما يقول (محمد) عندما تتخاطب باسلوب دبلوماسي مباشرة يتهمك كل من هم حولك بأنك (طالع في الكفر) لانك تخاطبهم بكلمات (حلوة) تلطف الأجواء وتجعلها هادئة وخالية من غبار الاساليب الأخرى التي يتخاطب بها معظم الناس في مجتمعنا فنضطر الى مجاراتهم وترك الأسلوب الدبلوماسي، وقال يرى الكثيرون أن دبلوماسية التخاطب طرقاً ملتوية يستخدمها الفرد للوصول إلى أهدافه دون ان يشعر الطرف الآخر بها، لذلك نفضل ترك الأسلوب الدبلوماسي حتى لا نكون ضمن المتهمين بالسير في الطرق الملتوية بسبب اننا نتخاطب بدبلوماسية. التخاطب بدبلوماسية من الصفات الجميلة التي يجب ان يتحلى بها الناس.. هكذا بدأت الباحثة الاجتماعية دولت حسن حديثها وقالت: دبلوماسية التخاطب يستخدمها البعض لتجنب المشاكل والحرج، حيث يضطر الفرد إلى اختيار المصطلحات الجميلة واحياناً يدخل بعض الكلمات الانجليزية لينمق حديثه، ولكن قد تكون دبلوماسية التخاطب شيئاً صعباً، حيث تجعل الشخص ينتقي الكلمات ويتحدث بحذر مخافة ان يصرح ببعض الكلمات التي قد توقعه في مشاكل هو في غنى عنها.. وقالت: هناك من يعتقد ان دبلوماسية التخاطب اسلوب يستخدمه البعض لاقناع الناس للحصول على معلومات معينة أو هي اختيار (الونسات) الجيدة لمشاركة الجالسين في الحديث. وأضافت (دولت) انني اتفق مع الذين يقولون إن دبلوماسية التخاطب هي نوع من (البرستيج)، حيث يتظاهر البعض بأنه من طبقة راقية وإنه يجيد التحدث بأسلوب راقٍ.. ولكن في اعتقادي يجب ان يتحدث كل الناس بدبلوماسية وهي ليست محصورة على مجتمع أو طبقة معينة، بل يمكن ان يكتسبها الفرد ويتعامل بها في مجتمعه فهي (جميلة) لا يخسر الانسان إذا استخدمها في حياته.