أحزاب بلا جماهير !! أعلن مجلس شئون الاحزاب عن اكتمال اجراءات تسجيل (75) حزبا سياسيا سودانيا ، وهو عدد قابل للزيادة بالطبع عندما تطرأ فكرة جديدة لدي كل ثلاثة أو أربعة أفراد وبالتاكيد فانهم لن يجدوا صعوبة كبيرة في حشد الاسماء المطلوبة لتسجيل الحزب ، كما أن عدد الاحزاب سيتضاعف بسبب الانشقاقات والانشطارات التي حدثت في الاحزاب والجماعات السياسية أو تلك المرشحة للانشقاق .. وبذلك فاننا علي موعد مع انقلاب جديد (لا فرق ان كان سياسيا أو عسكريا) لانه عندما تصطدم طموحات (بعض) أحزاب (الفكة) بفشلها المتوقع عند الاحتكام الي الانتخابات الديمقراطية فانها لن تتردد من اللجوء الي (مغامرة) دون النظر الي عواقبها. وخلال الفترة التي أعقبت انتفاضة ابريل 1985 م تم الاعلان عن تأسيس أحزاب تجاوزت الرقم المئوي (مثل جراد الخريف) اتخذت كل الاسماء حتي (حزب البهجة) فأصبح الامر مدعاة للسخرية اكثر من أن يكون ممارسة ديمقراطية ينتظر الشعب السوداني نتائجها ... واليوم يكاد التاريخ يعيد نفسه بعد الاعلان عن تسجيل (75) حزبا (حتي الآن) .. لكن الجديد اليوم أن الاحزاب الكبيرة تعاني من انقسامات حادة تسببت فيها الصراعات القبلية والجهوية والطموحات الشخصية داخل تلك الاحزاب التي لا يمكن الاشارة اليها الا بأسماء أشخاص قادوا الانقسامات في احزاب كبري مثل الامة والاتحادي وحتي الحركة الشعبية (الوافد) الجديد للساحة السياسية شهد انشقاقا ، واذا اضفنا الي ذلك (حيرة) بعض الاسلاميين بين (المؤتمرين) فان الدائرة تكون قد اكتملت . لذلك يمكن القول دون تحفظ أن (بعض) الاحزاب التي تم تسجيلها هذه المرة ليست الا مجرد (لافتات) دون قواعد جماهيرية أو انصار ، وبالتالي فانها سترتمي بسهولة في أحضان (التحالفات) وتبيع للأحزاب الكبيرة (الوهم) حتي تجد لها مكانا في أي تشكيلة حكومية جديدة ، و(بعض) الاحزاب وهي تكمل اجراءات تسجيلها أمام مجلس شئون الاحزاب فانها ترسل الاشارات للأحزاب الكبيرة عبر (ما يعرف) بالبرنامج لخطوبة ود هذا الحزب أو ذاك ... ويستطيع أي مراقب الآن أن يحدد تحالف (هذه اللافتة) مع الحزب المحدد دون عناء ، ولولا شيء من (الحياء) لأعلن بعض قادة احزاب (الفكة) منذ اليوم برنامج تحالفاتهم ، المؤسف ان بعض قادة الاحزاب الكبيرة والمؤسسة يصدقون (اسطوانة) التحالفات التي تطلقها أحزاب (الفكة) فتجدهم يجارون تلك التصريحات بتصريحات أخري أكثر ترحيباً !! لا نقول هذه الكلمات اعتراضا علي ديمقراطية ينادي بها الجميع ، ولكننا نخشي من سوء استخدامها والآثار التي تترتب علي ذلك والتي سيدفع الوطن ثمنها غاليا كما سبق أن فعل خلال الحقب المتلاحقة منذ الاستقلال .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة