ظلت العلاقات السودانية الامريكية طوال فترة الانقاذ متردية بسبب توجهات الانقاذ وما اعقب ذلك من وضع امريكا للسودان في قائمة الدول الراعية للارهاب في عام 1993 وما تبع ذلك من اجراءات امريكية في ظل نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي وبزوغ فترة الهيمنة الامريكية علي النظام الدولي الجديد وتصنيف السودان ضمن مجموعة الدول المارقة وصولا الي قصف مصنع الشفاء واذداد هذا التوتر في ظل صعود نجم المحافظين الجدد وسيطرتهم علي السياسة الخارجية الامريكية في عهد بوش الابن
والان مع بدايات فترة اوباما وسيطرة فريق الواقعيين الجدد بزعامة منظر العلاقات الدولية ومهندسها الاشهر علي مستوي امريكا وهو زيجينو بريجنسكي الذي يعد من ابرز مستشاري الرئيس اوباما حاليا ومع ورود اشارات وتلميحات من اوباما وفريق ادارته نحو تغيير سياسة امريكا الخارجية هل ستتحسن العلاقات السودانية الامريكية ام ستبقي متوترة وفقا للخط البياني المتصاعد لهذا التوتر ام سوف تكون هنالك حلول اخري وفقا للمساومات المعروفة في عالم العلاقات الدولية
04-13-2009, 08:28 PM
عمر صديق
عمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776
نشر بصحيفة المستقلة يوم الاثنين 13/4/2009 ________________________________________________________________ محددات السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة بين الأمل و التغيير في السودان
د. خالد حسين محمد * رئيس مجلس ادارة المستقلة واستاذ القانون الدولي
استهل الرئيس الأمريكي سياسته الخارجية بتعيين ثلاث مبعوثين خاصين إلى ثلاث مناطق في العالم. جورج ميتشل إلى منطقة الشرق الأوسط وريتشارد هولبروك إلى أفغانستان وسكوت غرايشن إلى السودان. لم يكن الاختيار عشوائياً فقد كانت عوامل خبرة الرجل ونوعية النزاع في المنطقة وما تريده الإدارة هي العوامل التي حددت اختيار الرجل. والتي تجمع بينها جميعاً أن الإدارة الأمريكية الجديدة ترفض طريقة التعامل السابقة وتريد التغيير في التعامل وتريد نجاحاً وانتصاراً يضاف إلى طموحات الرجل الأول في الإدارة الأمريكية التي لا تحدها حدود. على هذه الخلفية جاء المبعوث الأمريكي للسودان. فماهو المتوقع حدوثه ؟ وكيف يتعاطى المبعوث الجديد مع ملف السودان ؟ ومن ثم ماهو المطلوب فعله ؟. للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها لابد من معرفة العوامل التي تحدد السياسة الخارجية الأمريكية وعليه يمكن أن تحدد طريقة التعامل مع الإدارة الجديدة ومن ثم المبعوث الأمريكي ومن هذه العوامل:ـ أولاً: الموقف الأمريكي الدولي: تعيش الآن الولايات المتحدة على المستوى الدولي أسوأ فترة في تاريخها السياسي القصير الذي نتج عن سياسة طائشة خرقاء أدارها الرئيس السابق بوش في فترتي إدارته التي استمرت ثمان سنوات. فهي عسكرياً تعيش مرارة هزائم عسكرية أحدثتها قوات غير متكافئة معها عسكرياً، هزيمة في العراق وهزيمة في أفغانستان وهزيمة في لبنان 2006م وأهداف لم تتحقق في غزة. ومن ناحية اقتصادية فهي تعيش أسوء فترة اقتصادية في تاريخها ربما تصل إلى مرحلة الانهيار الكامل في فترة زمنية غير بعيدة رغم التداوي والجراحة المؤلمة التي يقوم بها فريق أوباما الاقتصادي. وعلى المستوى السياسي تعيش فترة من الكراهية على مستوى العالم لم تشهدها دولة أخرى. هذه الكراهية مع الهزائم العسكرية وعدم القدرة الاقتصادية أدت إلى تمرد عالمي للخروج على بيت الطاعة الأمريكي. هذا التمرد قاده في وقت باكر شافيز في فنزويلا فاصطفت جموع أمريكا الجنوبية. وقاده أحمدي نجاد في إيران فكانت من خلفه سوريا وحزب الله وحماس. ثم كانت الإنتباهة من كل دول العالم حتى أصبحت روسيا والصين هما من يقودان هذا التمرد والدعوة لسياسة عالمية جديدة معلنين انتهاء حالة القطبية الأحادية. هذه الخلفية للوضع الأمريكي الدولي مهمة للتعاطي مع الولايات المتحدة فما عادت أمريكا هي القادرة على الفعل وما عادت الوحيدة على المستوى الدولي ولا تستطيع أن تتصرف إذا أرادت منفردة خارج المنظومة الدولية. ثانياً: أفكار أوباما: تولى الإدارة الأمريكية الرئيس أوباما وهو يختلف شكلاً ومضموناً عن سابقه بوش وعن سلفه من الرؤساء الأمريكان. فالرجل أستاذ جامعي يتمتع بذكاء غير عادي، ذو طموح غير محدود، ويريد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه واختار ذلك من خلال قيادة أمة تريد أن تكون إمبراطورية وتريد أن تقود العالم. ولفهم سياسة الإدارة الجديدة الخارجية لابد من الوقوف عند بعض أفكار الرجل والتي قد تعين على فهم سياسته الخارجية ومنها كثير من المبادئ التي وردت في كتابه (جرأة الأمل) تصلح وتساعد في قراءة السياسة الخارجية الأمريكية منها: • (إن التصدي لمشكلات الفقر في العالم والدول الفاشلة أمر حيوي لمصالح أمتنا وليس مسألة إحسان وصدقة). • وهو يرى أن الحرب على العراق كانت (خطيئة باهظة التكاليف) كما يصف الغزو بأنه (غزو أمريكي أخرق ومتهور وطائش انتهك سيادة بلد إسلامي فحفز بدوره عمليات غزو واسعة اعتمدت على الشعور الديني والكراهية الوطنية). • كما يرفض أوباما سياسة العزلة لأنه يرى (أننا إذا أردنا أن نجعل أمريكا أكثر أماناً وأمناً علينا ان نساعد في جعل العالم أكثر أماناً وأمناً). • يؤيد أوباما اللجوء إلى العمل العسكري الأحادي لمواجهة التهديدات الوشيكة وكذلك الضربات الاستباقية ولكن (من الأفضل أن تكون أهدافنا مشروعة وأخلاقية). ومع ذلك يفضل أوباما التصرف بأسلوب جماعي لا آحادي عند استخدام القوة. • كما يدعو إلى تعليق (تقليص مجالات انعدام الأمن والفقر والعنف في شتى أنحاء العالم وإعطاء مزيد من الشعوب الحق في المشاركة في النظام الذي خدمنا جديداً). • لا تبدو سياسة أوباما تجاه الدول المارقة واضحة وإن كان يأمل في وضع سياسة أمريكية تتعامل بايجابية مع الأحزاب الإسلامية التي تؤمن بتداول السلطة والديمقراطية في المنطقة بدل الأحزاب السلطوية الفاقدة للشعبية والمدعومة من أمريكا. ثالثاً: فريق إدارته الخارجية: لقد اختار أوباما حملته الانتخابية فريق عمل ومستشارين للإدارة الخارجية والتي خبرته فيها محدودة. ومن معرفة فريق العمل وتوجهاته يمكن معرفة كيفية التعامل مع هذه الإدارة. إن قائمة فريق أوباما للسياسة الخارجية ضمت وجوهاً عملت سابقاً في إدارة الرئيس كلينتون، وكانت من الوجوه التي عرفت بتصادمها مع سياسات كلينتون آنذاك وسجلت في أوقات لاحقة نزاهة سياسية لافته. ويضم هذا الفريق بريجينسكي الذي كان مستشاراً للأمن القومي الأمريكي، الذي يعد من أبرز المدافعين عن سياسة الحوار والتفاوض المباشر مع إيران وسوريا وحزب الله. ومن العناوين التي تضم أفكار أوباما وبريجنيسكي (ضرورة التفاوض مع الأعداء لا الأصدقاء). ومن فريقه أيضاً سوزان رايس والتي عملت مستشارة لدى المرشح السابق للانتخابات الأمريكية جون كيري وكانت قد اقترحت تعيين جيمي كارتر وجيمس بيكر وسيطين للإشراف على المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وتم وصفها إزاء ذلك بأنها أشرس أعداء إسرائيل. وهناك اسم آخر من فريق أوباما هو سامنتا باور الأمريكية المختصة في حقوق الإنسان من جامعة هارفارد وتدعو إلى مراجعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. هذا الفريق الذي يسمى (بالواقعيين الجدد) الذي يتمتع بنفوذ قوي ومؤشر على تعاظم نفوذ هذا التيار في أوساط السياسة الخارجية الأمريكية في رد فعل واضح على فشل سياسات المحافظين الجدد. رابعاً: بداية التطبيق: غالباً ما يختلف الأفكار والتنظير عن الواقع، ولكن عندما بدأ أوباما إنفاذ سياسته الخارجية يعكس المبدأ أن الرجل فعلاً جاد ما يعتقده مكانته رسالته الشهيرة لإيران في أعياد النيروز وكان مبعوثيه إلى سوريا وكانت زيارة هيلاري كلينتون للصين وكانت زيارة جون كيري منافس بوش على الرئاسة في فترته الأخيرة إلى غزة، كل هذه الزيارات والإشارات بغض النظر عما دار فيها ولكنها تشير إلى صفحة جديدة للعلاقات الخارجية الأمريكية قد بدأت وأفضل تعبير عن ذلك ما قاله نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن: (لقد حان وقت الضغط على زر إعادة التشغيل مع روسيا) وقد قدمت هيلاري كلينتون لنظيرها الروسي لافروف هدية عبارة عن زر إعادة تشغيل أحمر اللون، ضغطا عليه معاً وهما يبتسمان أمام عدسات الكاميرات. إن الاستخدام الدبلوماسي لعبارة زر إعادة التشغيل يعبر بصورة قوية عن الفكرة الأساسية لاستخدام هذه العبارة الفنية في عالم الدبلوماسية. إذا أن الضغط على زر إعادة التشغيل يعني إغلاق جميع النوافذ ثم ينطفئ الجهاز لثوان لتظهر أمام المستخدم شاشة نظيفة فارغة تماماً كي يستخدمها كما يشاء. فيعني في الاستخدام الدبلوماسي لإدارة أوباما إطفاء جميع النوافذ السابقة التي قام بحفظها بوش ثم فتح شاشة نظيفة تبدأ من جديد لبناء سياسة جديدة تنبذ كل الماضي وهي في حاجة لاستخدام (مفتاح) (دليت) حيث تعني هذه السياسة فتح صفحة جديدة في العلاقات السياسية الخارجية. وهي بصورة واضحة ترمي لتجاوز الماضي واختفائه من ساحة العلاقات الجديدة مع العالم. خامساً: رحلة أوباما الخارجية الأولى: كانت الرحلة الأخيرة التي قام بها أوباما خارج الولايات المتحدة والتي انتهت بتركيا تشير إلى وجود نوع من الفكر الراديكالي الجديد في واشنطن وذلك بعد الأخطاء الكارثية التي وقعت في زمن إدارتي بوش، كما أنها تثير في ذات الوقت آمالاً كبيرة. ربما أكبر من اللازم في المنطقة العربية عامة وفي السودان خاصة. كما تمثل هذه الزيارة انقلاباً على سياسة رعاة البقر التي أشرف عليها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وإقدام أوباما على تلك الخطوة في هذا التوقيت بالذات أي بعد ثلاثة أشهر من توليه الرئاسة الأمريكية، وعلى الرغم من الأزمة الطاحنة الخانقة والتي تحظى بالأولوية لديه ولدى الشعب الأمريكي. يعني أن أوباما أراد أن يقدم الخطوط العريضة لسياسته الخارجية منها أنه جاء ليشارك لا ليملي ويصدر التعليمات والأوامر وأن ذلك بمثابة الإعلان عن التخلي عن سياسة تغيير الأنظمة وانتهاء سياسة الجزرة والعصا. هذه الرحلة التي بدأت بأوروبا والتي تشهد فيها أوروبا لأول مرة رئيس أمريكا بهذا الاتقاد الذهني والتواضع والمباشرة في طرح الأفكار، على الرغم من مظاهرة الأبهة والعظمة الأمريكية التي صاحبته، وكان يكرر دائماً أنه جاء ليستمع ويتشاور لا ليملي تعليمات. ثم كانت الإشارة والرسالة التي من خلال الانحناءة التي صاحبت مصافحته للمك عبد الله في قمة العشرين، والتي لم يفعلها رئيس أمريكي قبله. ثم كانت الرسالة الثانية من خلال زيارته لتركيا ومخاطبته للعالم الإسلامي ومن خلال حلقة النقاش التي أدارها مع الطلاب الأتراك في جامعة أنقرا، ومن خلال زيارته لمسجد أياصوفيا. من كل ذلك إشارات توضح الأقوال والأفعال متفقة وأن عهداً جديداً بدأ في السياسة الأمريكية يختلف بصورة جذرية عن سياسة سابقه بوش وربما عن كل سابقيه من رؤساء الولايات المتحدة. هذه السياسة تأتي من خلفية الرجل الفكرية وطموحه غير المحدود. لقد ثبتت الانتخابات الأمريكية الأخيرة التي جاءت بأوباما استبعاد خيار الحرب وأضحى رفضها الأصل في مداولات الجمهور والإعلام السياسي وأصبح الطرف الذي يبدي فيه اندفاعاً نحو الرد العسكري محل اتهام ومحاسبة واشتغال بالتعقيب والنفي في ساحة الجمهوريين فضلاً عن الديمقراطيين. فضلاً عن قدرتها المتراجعة للقيام بمثل هذه الأعمال سواء عسكرياً نتيجة الضحايا الذين فاق عددهم (4000) في حرب العراق وهو ما لا تتحمله أمريكا. أو ماديا وهو انعكاس للأزمة المالية الطاحنة التي تعيشها أمريكا. من حق الرئيس أوباما أن يدعو إلى إقامة علاقة جيدة بين بلاده وبقية دو العالم خاصة أنه خلف رئيساً مبغوضاً على نطاق العالم. وسيتعين على أوباما اتخاذ قرارات صعبة بشأن الأنظمة التي تعارض السياسات الأمريكية. ذلك أن هذه البلدان لا تعارض أمريكا لمجرد كراهية بوش وإنما لأسباب أعمق بكثير. وأن التفاوض لا يعني وحده حلاً للمشكلة، بل عليه أن يدرك أن كثرة التفاوض سوف يكشف عن خلاف عميق في المواقف في بعض الأحيان بدلاً من حلها للتقارب المأمول. سادساً: السياسة الخارجية تجاه السودان: في ضوء هذه المحددات يجب أن تكون النظرة للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يتعلق بالسودان. فبعيداً عن التفاؤل والتشاؤم ولكن من خلال النظرة الموضوعية والبرجماتية يمكن أن نصل إلى طريقة معقولة تكون فيها مصلحة السودان. فأمريكا في وضع عسكري واقتصادي وسياسي غير ساند. أمريكا تتمتع برئيس جديد يتمتع بعقل متفتح أثبتت أفعاله صدى أقواله. وإذا كانت هذه الإدارة تؤمن بقاعدة ضغط زر التشغيل فهي كذلك تؤمن به في السودان. وإذا كانت الإدارة الأمريكية القديمة هدفها إسقاط نظام الخرطوم فما عاد هذا الأمر أحد أهداف سياسة أوباما على الرغم من اللوبي الضاغط في هذا الاتجاه وتأثير المنظمات، إلا أن تأثير هذه المنظمات على الأقل في الوقت الراهن غير منتج فلا توجد انتخابات على الأبواب. ومما يؤكد أن هذه الإدارة الجديدة سياستها متسقة في كل العالم وأنها يمكن أن تتعامل مع الأنظمة الإسلامية التي تؤمن بالديمقراطية إرسال هذا المبعوث إلى السودان في وقت صادف صدور قرار الجنائية بالقبض على الرئيس، وطرد السودان للمنظمات الغربية، إلا أن هذا المبعوث عندما أتى للسودان لم يكن شاغله أياً من الموضوعين بل أن الإدارة أرسلت رسالة قبله بأنها غير معنية بالمحكمة الجنائية. إن التعامل مع الولايات المتحدة لن يكون سهلاً فقد ظلمت الإدارة السابقة هذا البلد كثيراً وأدخلت مفهوماً في التعامل في داخل الدول لم يكن مألوفاً، فهي تتعامل مع طرف في الحكومة وتعاقب طرف آخر وتتعامل مع جزء من شعب السودان دون الطرف الآخر، هذه الإدارة هي التي أشعلت حرب دارفور وهي التي دعمت المتمردين بالقرارات منها أو عبر الأمم المتحدة التي أرسلت إشارات سالبة حالت دون حل أزمة دارفور، وهي التي دفعت دول أخرى لمد الحركات المتمردة بالسلاح. كل هذا الإرث خلفته إدارة أمريكية غير مسئولة. ولكن نحن الآن أمام إدارة أخرى تعمل بنظرية ضغط زر التشغيل وربما مفتاح (دليت). ولكن ما يضر قضيتنا هو إفرازات الإدارة السابقة ومنها أنها خلقت لسانين للتعبير عن السودان. وأخشى ما أخشاه هو هذا الخطاب المزدوج هو الذي يضر بقضية السودان. وخير مثال لذلك زيارة وفد الحركة الأخير بقيادة وزير الخارجية والذي تحدث كما زعم بصفته الحزبية. إن الأمل والتغيير في تعامل الإدارة الجديدة قائم والنجاح أكبر من الفشل فقط مطلوب منا قراءة هذه المتغيرات جيداً. والسيطرة على تحركات وتصريحات بعض قادة الحركة الشعبية غير المسئولة والتي لا تفكر في مصلحة الوطن بقدر تفكيرها في المكاسب الخاصة.
04-14-2009, 04:35 AM
Deng
Deng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52687
Quote: كيف يمكن لنظام رئيسه مطلوب القبض عليه ولنظام يقوم بقتل وبتشريد الدارفورين وفي نفس الوقت يريد أن يحسن علاقاته؟
يا دينق يا اخوي بصراحة كدة النظام البتتحدث عنه ده انت جوه والله بره منه ؟ وبعدين النظام الامريكي زاتو مش قتل وشرد الملايين في العراق وافغانستان البحميه يعمل علاقات مع نظام قاتل متله شنو ؟
04-14-2009, 04:42 PM
عمر صديق
عمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776
Quote: يا دينق يا اخوي بصراحة كدة النظام البتتحدث عنه ده انت جوه والله بره منه ؟ وبعدين النظام الامريكي زاتو مش قتل وشرد الملايين في العراق وافغانستان البحميه يعمل علاقات مع نظام قاتل متله شنو ؟
الاخ عمر التاج
تحياتي
دينق وغيره كثر وبرغم ان احزابهم مشتركة في حكومة الوحدة الوطنية تجدهم بمناسبة وغير مناسبة يمثلون دور المعارض للحكومة
فهم في مرحلة او منزلة بين المنزلتين
04-14-2009, 04:20 PM
عمر صديق
عمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776
عمود مراصد يوم14/4 ______________________________________________________________ الواقعيون الجدد هذا المصطلح قرأته يوم أمس في هذه الصحيفة في مقال للدكتور خالد حسين رئيس مجلس الادارة تحدث فيه عن محددات السياسة الخارجية الأمريكية بين الأصل والتغيير في السودان، ورغم أن هذا المصطلح يمثل اشتقاقاً من نظرية الواقعية الجديدة التي طوّرها عالم السياسة الأمريكي (ن . ن . والتز) والتي تعتبر تطوراً طبيعياً للنظرية الواقعية في العلاقات الدولية والتي تعتمد على مفهومي القوة والمصلحة القومية، ونجد أن المدرسة الواقعية والتي من أشهر روادها هانزمورغانتو عالم السياسة الأمريكي مبينة على أن الدول لا بد أن تعيش في حالة من الصراع وترى أن حيازة القوة هي هدف مناسب وحتمي لان السياسة الدولية في نظرها تمثل صراعاً من أجل القوة وربما كان من تأثيرات والتز وأعوانه هو تطور النظرية لاستيعاب المنظمات عابرة القومية مع الدول الفاعلة في السياسة الدولية وأصبحت الواقعية الجديدة تتوجه نحو الخصائص البنيوية للنظام العالمي ولعل هذه النقطة الجوهرية للواقعية الجديدة هي التي جعلت د. خالد حسين يشير إلى أن محددات السياسة الخارجية الامريكية الجديدة تتمثل في الموقف الأمريكي الدولي وأفكار أوباما وتعريف ادارته وبداية تطبيق هذه السياسة الجديدة المبنية على شعار أوباما (التغيير)، ولذلك استشهد دكتور خالد بأن فريق الواقعيين الجدد والذي يمثله كل من زيجنيو برجينسكي أشهر مستشار للأمن القومي في أمريكا وأحد أبرز منظري العلاقات الدولية وكذلك كل من جون كيري وسوزان رايس وغيرهم ورغم هذا التفاؤل المبني على تحليل علمي رصين وكذلك ما صرح به المبعوث الأمريكي من أنه جاء ليسمع ويدرس ولكننى أرى أن أهداف أمريكا تظل استعمارية وامبريالية بالدرجة الاولى وربما يكمن الفرق بين الواقعيين الجدد والمحافظين الجدد في تغيير الوسائل ولكن تظل الأهداف ثابتة.
04-15-2009, 02:37 PM
عمر صديق
عمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776
روسيا ترحب بسياسة مفتوحة يمارسها الرئيس الامريكي إزاء العالم الاسلامي 11.04.2009 آخر تحديث [14:26] AFP PHOTO / FABRICE COFFRINI
ألقى سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي خطابا في اجتماع لمجلس السياسة الخارجية والدفاعية عقد يوم 11 في ضواحي موسكو. واعلن ان روسيا ترحب بسياسة مفتوحة يمارسها الرئيس الامريكي باراك أوباما إزاء العالم الاسلامي والعربي واستعداده للتعاون معه وقال لافروف: " ان التقدم في التعاون مع العالم الاسلامي والعربي يبعث على التفاؤل فيما يتعلق بحل القضايا التي تخرج عن إطار التسويتين الفلسطينية والاسرائيلية والشرق اوسطية. ولاحظ لافروف قائلا: " ان انخفاض الطلب الغربي على الدعاية المضادة للاسلام يعد أمرا جيدا".
ويرى لافروف انه من المستحيل العودة الى تقسيم الساحة السوفيتية السابقة الى مناطق نفوذ لروسيا والغرب. واعرب لافروف عن قناعته بانه لا يمكن العودة الى مناطق نفوذ ودعا شركاء روسيا كلهم الى انتهاج سياسة شفافة واوضح قائلا: " اننا لا نطلب شيئا الا ممارسة السياسة الشفافة على ساحة رابطة الدول المستقلة".
وقال لافروف معلقا على العلاقات الروسية الامريكية ان موسكو تبدي تفاؤلا حذرا ازاء تطور العلاقات مع الادارة الامريكية الجديدة. واضاف لافروف قائلا: " اننا نعبر عن ارتياحنا بحالة علاقاتنا مع الادارة الجديدة. ومما يجدر الذكر ان روسيا لا تتعلق بقرارات قد تتخذها ادارة اوباما في اشهر قريبة. وبحسب قول لافروف لا بد ان تمر فترة لاستعادة الثقة المتبادلة ، لكن الطرفين يسيران في اتجاه صائب، وأكد لافروف لدى ذلك قائلا: " لا يمكن ان نسمح لانفسنا بان يفشل انطلاق علاقاتنا مع الولايات المتحدة".
واعلن وزير الخارجية الروسي ان مجلس " روسيا – الناتو" كان من شأنه ان يغدو بنية رئيسية للتعاون على الساحة الاوراطلسية شريطة الا يضمن أحد أمنه على حساب الغير. واضاف لافروف قائلا: " كان من شأن مجلس " روسيا – الناتو" ان يتحول الى بنية رئيسية للافرع الثلاثة للحضارة الاوروبية على الساحة الاوراطلسية اذا ابدى كل من المشاركين فيه بالاضافة الى الاتحاد الاوروبية ارادة سياسية ملائمة. ومن اجل ان يستطيع المجلس اداء بعثته يتعين علينا الاتفاق على مراعاة الشروط التي وضعت في اساس هذا المجلس.
وأعاد لافروف الى الاذهان ان هذه الشروط تتلخص في ان كل دولة تسترشد بمبدأ اساسي مفاده عدم ضمان أمنها على حساب الغير.
وأعلن وزير الخارجية الروسي ان روسيا لا تعارض عملية تحويل منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى "منظمة مظلة". ولكن ليس بشكلها الحالي. وأوضح لافروف قائلا: " ان مقترحاتنا بهذا الشأن لا تلقى دعما لدى الشركاء الذين لا يطرحون بدورهم اية مقترحات بديلة". ومضى الوزير الروسي قائلا: " ان الغرب يعتقد ان منظمة الامن والتعاون في اوروبا بشكلها الحالي تعد "مقياسا ذهبيا". ولكن رد الفعل على اقتراحاتنا يدل على ان احدا لا يرضى بالوضع الامني على الساحة الساحة الاوراطلسية. الامر الذي يستوجب اجراء اصلاحات".
هذا ويرى لافروف ان الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وكييف فيما يتعلق بتحديث منظومة نقل الغاز الاوكرانية تعارض كل الاتفاقيات التي عقدت سابقا بين موسكو وبروكسل. وأضاف لافروف ان هذه المشكلة ليست وحيدة في العلاقات بين موسكو وبروكسل. ثمة مشاكل تخص تطور الشراكة مع الاتحاد الاوروبي.
نشر بالمستقلة يوم 20/4 ____________________________
محددات السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة بين الأمل و التغيير في السودان (2ـ2)
د. خالد حسين محمد *
ذكرنا في المقال السابق أن هناك مجموعة من العوامل يجب أخذها بعين الاعتبار لقراءة اتجاه السياسة الخارجية ومن ثم كيفية التعامل معها. ومن تلك العوامل الوضع السياسي لأمريكا في المجتمع الدولي. وذكرنا أن وضع أمريكا في المجتمع الدولي تغير كثيراً ففي المجال العسكري هزائم في العراق وأفغانستان ولبنان. وفي الجانب الاقتصادي أزمة مالية حادة تبلغ قيمتها (8) تريليون دولار. ونتاج ذلك وضع سياسي في اتجاه سقوط الإمبراطورية الأمريكية نتيجة فشل كل المشاريع التي كانت تتبناها الإدارة السابقة، فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير وازدياد ما يسمى بمحور الشر، والمتمردين على السياسة الأمريكية. ونتاج ذلك بروز الصين وروسيا بقوة كأقطاب جديدة وفاعلة بدأت تمارس هذا الدور بفعالية على المستوى الدولي. وقد استوعب أوباما هذه المتغيرات الناتجة من السياسة الخرقاء لبوش والمحافظين الجدد التي بدأت أمريكا تدفع ثمنها على يدي أوباما. والعامل الآخر الذي يؤثر في السياسة الخارجية الأمريكية هي المجموعة المسئولة عن حلف السياسة الخارجية والذين اختارهم أوباما من مجموعة الخبراء الذين عملوا مع كلينتون ولكن كانت آراءهم لا تتوافق مع سياسة كلينتون. هذه المجموعة بقيادة بريجينسكي والتي تتبنى سياسة واقعية وتؤمن بالحوار مع الأعداء قبل الأصدقاء. وتعتمد الدبلوماسية والحوار منهجاً لإدارة الأزمات والصراعات والعلاقات بين الدول. إضافة لذلك آراء أوباما الأستاذ الجامعي والحامل لدرجة الدكتوراه بالإضافة لخلفيته العرقية. هذه العوامل جعلت أوباما ينتهج سياسة التغيير والتي يقتنع بها كل معاونيه والتي لخصها نائب الرئيس بايدن في عبارة (ضغط زر إعادة التشغيل) والتي تعني بالمفهوم الدبلوماسي مسح كل الماضي والكتابة في شاشة نظيفة وفتح نوافذ جديدة للعمل. على هذه العوامل بدأ أوباما سياسته الخارجية فعلاً لا قولاً وذلك من خلال قمة العشرين وزيارته لتركيا ورسائله الغزلية إلى إيران في عيد النيروز بالإضافة إلى مبعوثيه إلى سوريا والصين وروسيا. على هذه الخلفية كانت المحددات للسياسة الخارجية الأمريكية والتي بدأ أوباما تنفيذها من ضمنها السودان. بالإضافة إلى هذه المحددات العالمية العامة هناك عوامل تؤثر على التعاطي مع قضية السودان. من ذلك خلفية التعامل مع السودان. معلوم أن الديمقراطيين هم أكثر تطرفاً للتعامل مع السودان. وذلك من وجود اليساريين في هذا الحزب بالإضافة لقاعدة السود العريضة والذين يتعاطون بصورة غير محدودة مع قضية دارفور. وقد لعبت في ذلك قوى الضغط وخاصة اليهودية منها ومحاولتها لجعل قضية دارفور قضية داخلية. جرب الديمقراطيين كل وسائل الضغط على السودان نتيجة لتأثير اللوبيات ابتداءاً من محاربة السودان بجيرانه مروراً بالعقوبات الاقتصادية وانتهاءاً بضرب مصنع الشفاء. فهل مازالت تلك الأفكار والممارسات توجه بوصلة الحزب الديمقراطي ؟ معلوم أن الحملة الانتخابية التي أدراها أوباما بكفاءة داخل الحزب الديمقراطي منافساً لهيلاري كلينتون والتي تمثل الوجه التقليدي للحزب الديمقراطي أدت إلى قلب كثير من المفاهيم داخل الحزب الديمقراطي وان كل قوى التشدد في الحزب الديمقراطي كانت في جناح هيلاري كلينتون، ففوز أوباما داخل الحزب الديمقراطي كان يعني هزيمة لكل الأفكار التقليدية في داخل الحزب الديمقراطي. حتى صارت أفكار الواقعيون الجدد والذين كانوا في صف أوباما هم الذين يواجهون السياسة الخارجية الأمريكية بصورة عامة وتجاه السودان بصورة خاصة. وهذا يفسر لنا بصورة واضحة اختلاف اللهجة والطريقة التي تعامل بها غرايسن المبعوث الرئاسي الأمريكي للسودان وجو التفاؤل الذي أشاعه لدى المسئولين السودانيين وعامة الشعب السوداني. وتطابق مع هذه الصورة زيارة جون كيري رئيس لجنة السياسة الخارجية في الكونغرس الأمريكي ومنافس بوش في فترة رئاسته الثانية، والذي كانت تصريحاته تعبر عن السياسة الجديدة تجاه السودان، وكان من أهم تصريحاته حث الحركات المتمردة للانخراط في الحوار السلمي. كذلك ظهر بصورة واضحة أن أوباما وفريقه يهتمون بالجانب الإنساني في قضية دارفور وأن مسألة تغير نظام الحكم بالسودان لم يعد من أهدافهم. وأن أفكار أوباما وفريقه الذي يرى إمكانية التعامل مع الأنظمة الإسلامية شريطة أن تحترم هذه الأنظمة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. هذا يفسر لنا كذلك التغيير في اللهجة للتعامل مع السودان. بالتأكيد ان لمجموعات الضغط تأثيرها الكبير وخاصة منظمة ما يسمى إنقاذ دارفور وأنها حققت مكاسب كبيرة في عهد الإدارة السابقة لا يمكن التنازل عنها بسهولة. خاصة وأن هذه المنظمات ذات ارتباط وثيق باللوبي اليهودي والذي يستخدم قضية دارفور كمظلة لتغيير النظام. وذلك يفسر كمية الانتقاد الكبيرة التي وجهت إلى غرايسن نتيجة تصريحاته بالسودان. بالتأكيد أن لهذه المنظمات واللوبيات تأثير كبير وخاصة أثناء فترات الانتخابات وقربها. ومما يقلل من هذا التأثير أنه ليس هناك انتخابات قريبة في أمريكا فأوباما في بداية فترته الرئاسية وان الانتخابات النصفية للكونغرس مازالت بعيدة لذلك أجد أن هناك فرصة كبيرة للدبلوماسية السودانية لتصحيح كثير من المعلومات المغلوطة التي وصلت أو قد تصل لأوباما وفريقه. وان أوباما وفريقه ذوي ذهنية متفتحة لقبول مثل هذه المعلومات. هناك عامل آخر داخلي ومهم ومؤثر على العلاقة الأمريكية وهو علاقة الحركة الشعبية بأمريكا والتي حققت مكاسب كبيرة في عهد بوش. وقد كانت إدارة بوش تستخدمها كأحد أدوات تفكيك النظام في السودان. بالتأكيد فإن الحركة الشعبية سوف تعمل جاهدة للمحافظة على هذه المكاسب ولعل تصريحات دينق ألور وزير خارجية السودان تسير في هذا الاتجاه. لذلك ينبغي على الحكومة السودانية جهد كبير لتبذله مع الحركة الشعبية وأن تكون المعلومات والتعامل مع أمريكا تحكمه مصلحة السودان أولاً وأخيراً. من العوامل التي تؤثر في السياسة الخارجية الأمريكية بصورة عامة وعلى السودان بصورة خاصة شخصية أوباما وطموح أوباما. فبالتأكيد أن أوباما يطمح ويسعى لفترة رئاسية ثانية له ولحزبه. ولتحقيق ذلك يبدو أن تأثير العامل الخارجي ضعيف. فمعظم الشعب الأمريكي لا يهتم بالشأن الخارجي كثيراً، فلا يهمه إلا ماهو داخلي، مثل المعاش والضرائب والإجهاض والخلايا الجذعية وحق المثليين وغيرها من المسائل الداخلية، فبالتأكيد في مثل هذه القضايا هي التي سوف يكون عليها التركيز من أوباما وحزبه وخاصة الأزمة المالية الخانقة التي خلفها له سلفه بوش، فأمريكا مهددة بالانهيار الاقتصادي، هناك ملايين فقدوا وظائفهم، هناك ملايين فقدوا التأمين الصحي تماماً، هذه المسائل التي سوف ينشغل بها الشعب الأمريكي وينشغل بها أوباما وحزبه للفوز بفترة رئاسية ثانية. لأوباما طموح شخصي بأن يكون واحد من القادة الأمريكان العظام والآباء المؤسسين غدوته ومن أؤلئك إبراهام لنكولن وروزفلت وجون كنيدي، هؤلاء دخلوا التاريخ الأمريكي لمنجزاتهم الداخلية الكبيرة للشعب الأمريكي وكذلك كانت لهم انجازاتهم على المستوى الدولي. لم يكن هؤلاء بالقادة العاديين وكذلك يريد أوباما أن يكون. فعلى المستوى الداخلي مجال نجاحه هو حل الأزمة المالية أما على المستوى الدولي فخياراته محدودة. فالقوة العسكرية الأمريكية كانت إحدى وسائل النجاح للقادة السابقين على المستوى الدولي، سواءاً كان باستخدامها أو التهديد بها. لا تستطيع أمريكا أوباما أن ترسل جندي واحد للخارج، كما أنها لا تستطيع أن تشعل حرباً أخرى فهي تبحث الآن للخروج من الورطات التي أدخلها فيها بوش سواءاً كان في العراق أو في أفغانستان. لذلك ليس أمام أوباما ليسجل انجازاً تاريخياً على مستوى العالم إلا المساهمة والنجاح في حل الصراعات التي تأخذ زخماً عالمياً أمامه فرص نجاح في منطقتين، حل القضية الفلسطينية وحل مشكلة دارفور. بالنسبة للمشكلة الفلسطينية بتعقيداتها مع وجود حكومة إسرائيلية متطرفة بقيادة نتنياهو وليبرمان فإن فرص النجاح فيها ضئيلة. لذلك لم يبق أمام أوباما إلا النجاح في حل مشكلة دارفور. ولعل هذا يفسر لنا تعيين غرايسن مبعوثاً السودان وقدوم كيري بعد أقل من أسبوع بعد رجوع غرايسن ففي تقديري ستشهد الفترة القادمة انفتاح أمريكي كبير ووفود كثيرة للمساهمة في حل مشكلة دارفور. هناك عامل آخر مهم في تأثيره على العلاقات السودانية ـ الأمريكية وهو الخلفية العرقية لأوباما. وانتماؤه لإفريقيا. فالتأكيد أن هذه الخلفية سوف تؤثر على تعامل أوباما مع إفريقيا وبالتالي مع السودان. بالتأكيد ان المعلومات التي لدى أوباما هو الحرب بين العرب والأفارقة في السودان. وسوف يكون انحياز أوباما للأفارقة. وتأتي هنا أهمية تصحيح هذا المفهوم لأوباما وهذا يقع على عاتق الدبلوماسية السودانية. وفي تقديري تصحيح هذا المفهوم سهل ولا يحتاج إلى كبير عناء. فبالإضافة إلى توصيله للمعلومات الصحيحة فالزيارات والشخصيات التي تقابل أوباما مهمة. فكما لم يستطع كولن باول أن يفرق بين الزرقة والعرب في دارفور فكذلك الأمر بالنسبة لأوباما. هناك كلام كثير يدور حول حكم المؤسسات في أمريكا وان ليس للرئيس تأثير كبير في توجيهه السياسة الأمريكية على الرغم من السلطات التي يتمتع بها. ولكن إطلاق هذا الأمر ليس صحيحاً. فللرئيس تأثيره على السياسات بل قد يصل الأمر في هذه المؤسسات أن تعد من التقارير والدراسات ما يدعم وجهة نظر الرئيس. فكما هناك النفاق ومسح الجوخ وتنابلة السلطان في دول العالم الثالث ففي أمريكا أشد وأكثر من ذلك بكثير، فقد رأينا كيف زورت التقارير الاستخبارية لبوش لتدعم وجهة نظره لغزو العراق، ورأينا كيف زورت معلومات اليورانيوم وشحنها من النيجر، ورأينا كولن باول يخاطب كل العالم من خلال مجلس الأمن لكي يبرر ويبرهن صحة قرار الرئيس بغزو العراق حتى لو كان ذلك خارج مجلس الأمن. فللرئيس تأثير في صنع السياسات ووضعها ولآرائه دور كبير واعتقد أن لأوباما ذكاء وطموح مما يجعل مؤسسات الولايات المتحدة سواءاً كان في الخارجية أو البنتاغون أو الـC.I.A ستعمل على تنفيذ سياسات أوباما. وعليه وبناءاً على ما ذكرناه سابقاً فإن هناك فرصة تلوح لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ترجمت هذه الفرص من خلال المبعوثين الذين زارا السودان. ولابد من الفهم أنه لا توجد منح في السياسة الدولية. فهناك مصالح متبادلة وهناك أخذ وعطاء. ولذلك لابد من معرفة المطلوبات الأمريكية ومعرفة ما يمكن أن يقدم وما لا يمكن تقديمه. ولعل ذلك سيكون موضوعنا القادم .
04-21-2009, 05:56 PM
عمر صديق
عمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776
Quote: وهذا يفسر لنا بصورة واضحة اختلاف اللهجة والطريقة التي تعامل بها غرايسن المبعوث الرئاسي الأمريكي للسودان وجو التفاؤل الذي أشاعه لدى المسئولين السودانيين وعامة الشعب السوداني. وتطابق مع هذه الصورة زيارة جون كيري رئيس لجنة السياسة الخارجية في الكونغرس الأمريكي ومنافس بوش في فترة رئاسته الثانية، والذي كانت تصريحاته تعبر عن السياسة الجديدة تجاه السودان، وكان من أهم تصريحاته حث الحركات المتمردة للانخراط في الحوار السلمي. كذلك ظهر بصورة واضحة أن أوباما وفريقه يهتمون بالجانب الإنساني في قضية دارفور وأن مسألة تغير نظام الحكم بالسودان لم يعد من أهدافهم. وأن أفكار أوباما وفريقه الذي يرى إمكانية التعامل مع الأنظمة الإسلامية شريطة أن تحترم هذه الأنظمة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. هذا يفسر لنا كذلك التغيير في اللهجة للتعامل مع السودان. بالتأكيد ان لمجموعات الضغط تأثيرها الكبير وخاصة منظمة ما يسمى إنقاذ دارفور وأنها حققت مكاسب كبيرة في عهد الإدارة السابقة لا يمكن التنازل عنها بسهولة. خاصة وأن هذه المنظمات ذات ارتباط وثيق باللوبي اليهودي والذي يستخدم قضية دارفور كمظلة لتغيير النظام. وذلك يفسر كمية الانتقاد الكبيرة التي وجهت إلى غرايسن نتيجة تصريحاته بالسودان. بالتأكيد أن لهذه المنظمات واللوبيات تأثير كبير وخاصة أثناء فترات الانتخابات وقربها. ومما يقلل من هذا التأثير أنه ليس هناك انتخابات قريبة في أمريكا فأوباما في بداية فترته الرئاسية وان الانتخابات النصفية للكونغرس مازالت بعيدة لذلك أجد أن هناك فرصة كبيرة للدبلوماسية السودانية لتصحيح كثير من المعلومات المغلوطة التي وصلت أو قد تصل لأوباما وفريقه. وان أوباما وفريقه ذوي ذهنية متفتحة لقبول مثل هذه المعلومات. هناك عامل آخر داخلي ومهم ومؤثر على العلاقة الأمريكية وهو علاقة الحركة الشعبية بأمريكا والتي حققت مكاسب كبيرة في عهد بوش. وقد كانت إدارة بوش تستخدمها كأحد أدوات تفكيك النظام في السودان. بالتأكيد فإن الحركة الشعبية سوف تعمل جاهدة للمحافظة على هذه المكاسب ولعل تصريحات دينق ألور وزير خارجية السودان تسير في هذا الاتجاه. لذلك ينبغي على الحكومة السودانية جهد كبير لتبذله مع الحركة الشعبية وأن تكون المعلومات والتعامل مع أمريكا تحكمه مصلحة السودان أولاً وأخيراً.
هل يمكن ان تكون زيارة المبعوث الامريكي وجون كيري وعلاقة الحركة الشعبية بامريكا من عاومل تحسن العلاقات بين البلدين ام لا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة