المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عمر صديق(عمر صديق)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-30-2009, 03:08 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر

    في اعدادها القادمة
                  

03-30-2009, 03:27 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    مفاجأة
    المستقلة تنشر
    كتاب يحكي قصة الاتجاه الاسلامي والاتحاد العام للطلاب السودانيين بمصر يحتوي


    علي ادق التفاصيل للتنظيمات الطلابية السودانية بمصر

    كيف ادار الاتجاه الاسلامي الصراع مع التنظيمات الاخري


    من هم ابرز قادة التنظيمات الطلابية في فترة الثمانينات


    كل ذلك تجدونه في اعدادنا القادمة انشاء الله
                  

03-30-2009, 03:29 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    في ربيع العمر كنا
    ( ذكريات الدراسة بمصر)

    كتاب من تاليف




    دكتور صديق محمد مصطفي












    المؤلف في سطور:

    مواليد منطقة المسيكتاب جنوب ريفي شندي 01/01/1959م
    بكالاريوس الطب والجراحة جامعة الإسكندرية 1984م
    ماجستير الطب النووي جامعة لندن 1991م
    دكتوراة الأشعة التشخيصية جامعة الخرطوم 1999م
    الأستاذ المساعد بكلية الطب والعلوم الصحية جامعة أم درمان الإسلامية
    رئيس قسم الاشعة التشخيصية بالرعاية الصحية مؤسسة حمد الطبية 2003 -2008
    مدير عام المركز القومي للعلاج بالاشعة والطب النووي حاليا
    حائز على نوط الجدارة من (الطبقة الأولى)

    (عدل بواسطة عمر صديق on 03-30-2009, 03:30 PM)

                  

03-30-2009, 09:43 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    دكتور صديق تي ودكتور عصام فليني ودكتور احمد عثمان رزق ودكتور خالد هباني ودكتور كمال حنفي ودكتور ابراهيم يوسف هباني والاستاذ محمد ابراهيم نقد ودكتور عبد المنعم حمدتو وابو بكر عبد الرازق وعادل شبين واحمد هارون


    كانو من اشهر القيادات الطلابية في مصر في عقد الثمانينات
                  

03-31-2009, 07:59 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    الاخوة الاعزاء

    نبدأ بنشر كتاب ذكريات الدراسة بمصر


    والذي كتبه دكتور صديق محمد مصطفي في فترة عمله بالدوحة حيث كان يشغل مدير قسم الاشعة التشخيصية بالرعاية الصحية الاولية بمؤسسة حمد الطبية في الفترة من 2003 الي 2008 وبعدها عاد ليواصل عمله بالسودان
    ---------------------------------------------------------------------------------------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تصــــدير

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ناصر الحق بالحق والهادي إلي صراط مستقيم سيدنا محمد الذي يستسقي الغمام بوجه وعلى آله وصحبة الطيبين الذين بذكرهم يشرف الكون وتطيب الأوقات وتسعد فهذه الوريقات كتبت في ذكرى أيام مشرقات من أيام الطلب بمصر المحروسة وقد جمعت بيننا الظروف ونفر كريم من أصدقاء الضحك القديم بدوحة الخير فصرنا نجتر تلك الذكريات فانبعثت الهمة بعد عون الله وتوفيقه لتحويل تلك المسامرة إلى الأوراق علها تنداح في الكون وتصلنا بمن تفرق من أحبابنا وتعرف تلك الفترة إلى الذين لم يعيشونها معنا وتدخلنا إلى قلوب أجيال آتية قد يكون لها بمصر مقام. كان اجتماع الأخوة بالدوحة بتقدير وتوفيق الأخ/ الدكتور عصام الدين محمد عبد الباقي والأخ/ الدكتور/ طارق علي الحسن والأخ الوزير المفوض بالخارجية عوض حسين والأستاذ/ حسن سيد أحمد وكان معنا على هاتف القلوب الأخ / الدكتور أحمد رزق والأخ/ الدكتور/ على عبد الرحمن والأخ/ المستشار عبد الله أحمد عثمان بسفارة السودان بالأردن والأخ/ الوزير المفوض والقائم بأعمال سفارة السودان ببغداد الأخ/ ميرغني أبكر الطيب والأخ/ الدكتور حقار خميس والأخ/ جمعة سهل وغيرهم كثر ..... كان جهدنا أن نوثق ما استطعنا لتلك الأيام ونذكر إخواننا في الاتجاهات الأخري دون الإساءة إلى أحد ونلتمس العتبى من الذين أغفلنا شخوصهم أو مواقفهم فإنهم كثر ونرجو أن يكون هذا العمل فاتحاً لشهية آخرين للتنقيب في تلك الفترة الثرة من أعمارنا وقد أتينا على ذكر الأحداث في السودان الذي نعيشه دائماً في خيالنا وعقولنا وعلى ذكر الأحداث التي دارت في تلك الفترة بمصر الوطن الثاني الذي كنا نعيشه واقعا معتمدين التوصيف دون الدخول في التحليل والتعميم فأنه لا ينسجم وأغراض هذا البحث فهو ذكريات وليس مذكرات . وإليك أخي القارئ الكريم نتوجه بالشكر سائلين الله أن تجد في هذا الكتاب لطيفة معرفية أو طرفة وملحة تعيد لك بعض الذكريات أو تفصيلا غير مملا عن كيف تعمل الاتجاهات والتنظيمات وقد يزيل هذا الكتاب بعض اللبس عن الاتجاه الإسلامي وعمله الداخلى فقد عهدنا أن نزيح اللثام عن كيفية العمل الداخلي والتنظيم حتى ينجلي بعض الغبار. وكلمة أخيرة أيها القارئ الكريم فإن تصنيفنا للأشخاص كان قائما بتلك الفترة وقد تبدل الحال بالكثيرين ونعتذر للذين لم يكن تصنيفنا لهم دقيقاً فهو ما كان في علمنا وتوصيفنا نحن لهم والله أسأل أن يجعل هذا العمل مشمولاً بالقبول وفي ميزان الحسنات إنه ولى ذلك وعلية الثكلان وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين .
    د. صديق محمد مصطفي
    الدوحة في 28/04/2005
                  

04-01-2009, 01:21 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    في خواتيم عام 1978 تحرك الفتي القادم من قرية المسيكتاب جنوب ريفي شندي في رحلته الي مصر بغرض الدراسة وها هو يصور بقلمه تفاصيل تلك الرحلة




    (1)


    الوقت الأحد فجرا والطريق عبر أشجار الليمون وأنفاس السحر تعطر المكان في درة حفها النيل واحتواها البر ..... وصوت المؤذن (ود الفيه) ينداح في الفضاء إندياح أمواج النيل ... جزيرة توتي حيث كنت أقيم مع أخي حامد استعدادا للهجرة إلى مصر طلبا للعلم ... كنت أسير بين أخوتي عبد الله , حامد وعبد القادر بأرجل متجمدة وبال شارد بعيد نحو المجهول وكان عبد الله كعادته يكره الصمت ويحب التواصل ودائما يقول لك لا اسكت الله لك حسا ... فقال لي ماذا تنوي أن تشتري حين تصل إلى مصر استعدادا للدراسة فقلت له لا بد لي من شراء "نعلات" فقال يجب أن تقول "حذاء" استعدادا لتطوير لغة التخاطب الجديد ولكنه استدرك قول الله لموسى " فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى " وتوالى الكلام بيننا ليبدد الصمت القاتل والوداع الحزين ورفدنا البنطون إلى الخرطوم مع المزارعين الذين يحملون الخضروات والليمون فجرا إلى سوق الخرطوم ونحن في طريقنا راجلين إلى محطة السكة حديد. قال حامد وصيته الأخيرة "يجب أن تكون رجلا ضرس وسدرك مفكك وما تكون هُوَيِّن إذا دعاك أحد إلى الأكل تتصمصم وترفض ... ولازم تبقي عشرة على قروشك" ولما وصلت إلى محطة القطار وودعت أخواني وأجهش ثلاثتهم بالبكاء كنت قد وصلت مرحلة من الحزن تعدت مرحلة البكاء ودخلت مرحلة انحباس الدمع والنظرة بشرود.

    (عدل بواسطة عمر صديق on 04-01-2009, 01:24 PM)

                  

04-01-2009, 02:15 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)





    السفير السوداني في الدوحة يكرم د/ صديق بمناسبة عودته للسودان





    د/صديق يلقي كلمته في فندق شيزان بالدوحة




    د/ صديق يتوسط مودعيه
                  

04-01-2009, 02:18 PM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: Faisal Al Zubeir)

    حفل وداع صديق حضره اطباء وصيادلة،زملاء المهنة،ورئيس الجالية السودانية عبد المنعم ابوتفه،والطيف السياسي السوداني من اقصى اليمين الى اقصى اليسار والمؤتمران.
                  

04-05-2009, 10:07 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: Faisal Al Zubeir)

    الاخ فيصل الزبير
    تحياتي


    وشكرا لك علي انزال الصور والمشاركة
                  

04-05-2009, 01:01 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (2)

    قطار حلفا وهو يغادر المحطة وركاب الدرجة الثالثة يلوحون بأيديهم وأبتعد إخواني عني شيئا فشيئا جال بالخاطر.


    وتلفتت عيني فمذ بعدت
    عني الطلول تلفت القلب

    ورحت في حالة الفراق والوجد قطعها من يجلس بجانبي وهو من أبناء الغرب بسؤاله إن كنت طالبا فأجبت بنعم وعلمت منه أنه زار مصر مرات عديدة وهو يعمل في تجارة العدة أو تجارة الشنطة بين مصر والسودان وكانت رابحة ورائجة في ذلك الوقت فقد أعادني هوينا إلي من حولي وما هي إلا برهة من الزمان ويدخل القطار إلى محطة الجيلي ويحيط به الباعة إحاطة السوار بالمعصم أو يطوقونه تطويق الشرطة للمظاهرات الطلابية وهم يحملون المساويك والطعمية( وجنى الجداد) .. أو البيض المسلوق والموز الذي تشتهر به المنطقة .. منظر مألوف لدي .... ولكنني رميت ببصري بعيدا عن(0المولد) الذي قام حول القطار نحو مدرستنا الجيلي الثانوية العليا التي ترقد بعيدا وسط الأشجار بين مدينة الجيلي التي تحتضن النهر ومحطة السكة الحديد التي تلامس خط الصحراء وعادت إلي نفسي ذكريات حبيبة .. الأصدقاء .. بشير حسن يوسف .. خليل عبد الله .. حضارة .. عز الدين محمد الأمين .. أولاد الدبيبة .. أولاد واوسي .. أولاد أبودليق .. أولاد الشهيناب .. أولاد قري .. كانت داخلية الجيلي تعج بأبناء السودان من أرياف الخرطوم فقد كانت الداخلية الوحيدة المتبقية وحتى من جنوب السودان كان مانتونج .. ودينق .. كانوا يقيمون معنا بالداخلية ويجيدون لعب الكرة الطائرة والسلة ونادراً ما يأتون إلى ميادين كرة القدم ... كانت جمعية اللغة الإنجليزية وأستاذنا مبارك يحيي وكانت الرياضيات وأستاذنا عبد الله جبرة وكانت الكيمياء وأستاذنا طه ..( طهيوم )وكانت اللغة العربية وأستاذنا الكباشي وعكاشة وكانت الفنون وأستاذنا فرح وكانت الرياضيات والأساتذة معتصم وعز الدين. كان شراب الشاي بعد المغرب في قهوة السيكو وكانت فريقنا الأول لكرة القدم المشارك في الدورة المدرسية ووقوفنا معه بملعب البلدية الذي يقوم عليه حالياً فندق قصر الصداقة .. وأذكر أننا عندما انهزمنا من مدرسة المؤتمر كنا نهتف الجيلي علم .. الجيلي أخلاق .. عشت مع ذكرياتي لم أبرح مكاني وتحرك القطار ببطء شديد وتدريجيا ازدادت سرعته .. الرويان .. جبل جاري المحطة التي يمتد معك الجبل مسافة طويلة وكأنه يجري معك ويقع خلفها على النيل أهلى ... الوالدة لم تستطع الحضور لوداعي فهي لا تقوي على ذلك وكانت تبكي مرارا وتستودعني الله الذي لا تضيع ودائعه وأنا أبادلها لوعة ولهفة ولكننا

    نستر الدمع في الجيوب حياءً
    وبنا ما بنا من الأشواق



    لكنها التربية التي تجعلك تكبت مشاعرك وإياك أن تبدي جزعاً أوفرقاً ...
    ودبانقا .. شندي .. ودخل القطار عطبرة مدينة الحديد والنار كقطار الشوق الذي يحرك عجلاته مسرعاً ليحمل المحبوب إلى أحبائه وأحياناً يفرق الخلان .. والقطار في ذلك الزمان كان مسرحاً ثقافياً متجولاً وكان حياً يمتلئ بالحياة والقصص والأخبار .. فقطار الغرب وقصته مع محمد المكي إبراهيم مشهورة .. ومن بف نفسك يا القطار لزنقار كذلك ومن النافذة للأديب اللامع العلامة عبد الله الطيب ... والأغاني التي تمجد القطار لجلبه للأحباب وتلك التي تدعو علية " القطر الشالك انت يتفرتق حتَّة حتَّة " وفي عطبرة المدهشة مكثنا كثيرا فعندها يتم تغيير القطار ... وكان جعفر المواطن يدعو داخل المحطة إلى الصلاة وكيفيتها وأركانها بطريقة مبسطة وسلسلة وهو داعية شعبي جال معظم بقاع السودان وجبال النوبة ينشر الإسلام بطريقته الخاصة ... وكانت رئاسة السكة حديد بعطبرة فهي مقر العمال الذين كانت لهم في تاريخ السودان صولات وجولات ... كانت مدينة العجلات بحق ... تحرك القطار متجها إلى أبو حمد بلد الرباطاب وفي ذلك الوقت لم تنشر ملحهم وطرفهم بهذه الطريقة الجارية الآن وابتدأت الرحلة الحقيقية بعد أبو حمد حين واجهنا صحراء العتمور حيث يفترق خط السكة حديد عن مجري نهر النيل لأن النهر يميل ملقياً بالتحية على أرض الشايقية في كريمة فيردون التحية بالطنبور والعاطفة الجياشة والإبداع المدهش . دخلنا في النمر من واحد إلى عشرة فليس هنالك من حياة إلا عمال السكة حديد .. كان القطار بطيئا ويقف أحيانا فننزل منة ونجلس على الأرض فترة ثم يصفر القطار ونركب من جديد وكان بعض الناس يسطحون على القطار ولكنني لم أحاول ذلك ... وفي هذه المسافة الطويلة قابلت أحد الطلاب من مدرسة الجيلي وقد كان مقبولا بزراعة الزقازيق .. عمر خير الله , فاستبشرت به خيراً رقم أن معرفتي به لم تكن وثيقة فهو قد درس معنا السنة الأخيرة فقط لكنه أخبرني بأن القطار ملئ بالطلاب الذين يقصدون مصر للدراسة لأول مرة لأن الوقت تأخر جداً والطلاب الذين يدرسون بمصر قد غادروا منذ فترة .. وأخيراً بعد عناء ومشقة وتراب ورهق بانت لنا حلفا القديمة .. لم تكن شيئاً يذكر ... دكاكين بسيطة متفرقة ومباني من الطين عبارة عن لكوندات ومسافة بعيدة إلى النهر حيث تطل السفن والميناء أجرنا عناقريب من تلك اللكوندة وكنا ننام في الهواء الطلق وحولنا أمتعتنا شنط بعضها حديد وبعضها من النوع الذي تظهر علية آثار النعمة ... المستورد من الخليج .... وبعض الكراتين التي تحوي الأمواس والمعجون والشاي والكركدي والتسالي الذي كان يحمله المسافرون ويبيعونه في مصر فقد كانت تلك الأشياء مربحة وحتى العملة السودانية فقد كان الجنيه السوداني يباع بجنيه وربع مصري !!! كانت وجبة العشاء من أجود أنواع السمك الذي يصاد من بحيرة النوبة وهي أسماك المياه العذبة أضف إلى ذلك فن الطهي الذي أتقنه النوبيون وعلموه الناس علاوة على الثمن الزهيد ... أشرقت شمس يوم جديد وحملنا أمتعتنا على أكتافنا وتوجهنا إلى الميناء وقد كانت هنالك عربات قديمة متهالكة تحمل أمتعة المسافرين إلى الميناء ولكننا فضلنا أن نوفر ذلك الريال الذي يدفع لهذا المشوار.
    هنالك مكتب معزول للجوازات وكانت الإجراءات للطلاب فيه مبسطة للغاية . وضع ختمه على الجواز ميناء وادي حلفا شوهد عند الخروج والتاريخ مكتوب باللغة الإنجليزية 24نوفمبر 1978 .... وكان هنالك مكتب للجمارك يفتش الطلاب بكل سهولة ولكنه يقف مع التجار وكان يهتم أن لا يهرب أحد العملة السودانية من فئة الجنيه المشهور المرسوم على أحد طرفيه الجمل وعلى الآخر صورة بنك السودان وما يزال بعضه يحمل توقيع مأمون بحيري محافظ بنك السودان .
    وأذكر أنني كنت أحمل كتاب موسم الهجرة إلى الشمال لطيب صالح أقرأه للمرة الثانية فأخذه ضابط الجمارك وأصبح يقلب صفحاته وهو يعتقد أنني أخفي فيه بعض العملة وينظر إلى عيني ويقول لي هل تعيرني هذا الكتاب فقلت له بحزم شديد آسف لأنني أريد أن أقطع به هذه الرحلة الشبيهه برحلة مصطفي سعيد بطل الروايه فضحك وسلمه لي وصرفني ولم أكن بعد أعرف أنه يمكن بيع الجنيه السوداني.
                  

04-05-2009, 06:22 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (3)



    تكاملنا في الباخرة وكانت واحة الرحلة ... ففرشنا الملايات والبطاطين وأخذنا حماماً منعشاً وأنهمك البعض في لعب الكتشينة هذه اللعبة كانت منتشرة بين الشباب يعرفونها جميعاً ويتعارفون عليها وينصهرون ويتناسون آلامهم, لعبة أربعة عشر كانت سيدة الموقف وللأسف لا أجيدها وقد حاول العديد من أصدقائي تعليمي لها لكنني لم أكن حريفاً فيها وكنت عموماً لا أجد متعة ولا سلوى في لعب الورق لذلك انصرفت إلى موسم الهجرة إلى الشمال أقرأه قراءة ذوق وأعيش شخصية مصطفي سعيد أخذ نفس الرحلة وكان وحيداً وقابل مسز روبنسون بالقاهرة فربما قابلتنا تلك المرأة وضمتنا إليها وخففت عنا وعثاء السفر ولما فرغت من قراءتي للكتاب كتبت " أنني أسافر وحدي وأنظر في النجوم فلا مصر بلغت ولا وطني الذي تركته خلفي .. وليس هنالك من مؤنس في مثل هذه الظروف أحسن من عالم الطيب صالح الروائي .. فالقرية فيه تمدك بالأصالة والجذالة والطموح فيه لا يتناهى والتماهي بين الراوي ومصطفي سعيد وتداخل الأدوار بين الجد والحفيد وعوالم لندن ودومة ود حامد وعرس الزين صور ومشاهد وخيال لا تستطيع الفصل بين الحقيقة والشريعة فيه ... فالشيخ الحنين والزين وبت محجوب والنعمة بت محمود وسعيد البوم أو سعيد عشى البايتات كلها شخصيات حية ومقنعة وتمثل تنوع الحياة وامتدادها والنيل هو شريانها ومدارها الذي تدور علية وحوله .... كانت الرحلة عصراً وليلاً وضحى آخر وشارفنا ميناء أسوان حين أوقفت الباخرة وسط المياه ووصلت إلينا زوارق الأخوة من مصر فدخلوا وجالوا خلال السفينة وكان معهم عمال الصحة فرشوا كل السفينة وبما فيها أمتعتنا وبضائعنا برزاز رشاش ذي رائحة نفاذة أستحست جهاز المناعة لدى البعض فراح في سعال وعطس شديد واستعذبه البعض فصار يتنفسه بعشق وكيف وتلك مفارقات البشر وقبولهم للأشياء واستعذابهم لها وعذابهم بها وما يزالون مختلفين ولذلك خلقهم .. وفي الحقيقة استطاعت السلطات المصرية أن تكافح الملاريا وتستأصلها من مصر نهائياً بعد أن كانت مرضاً فتاكاً وتمتد مكافحتها حتى أبوسمبل داخل الحدود السودانية وتعتبر بمصر من الأمراض الخطيرة التي تحجزك بمستشفي الحميات .. وهي ذات الملاريا التي يرضعها أطفالنا مع الحليب وهم ينشدون مع المتنبي

    وزائرتي كان بها حياءً
    فليس تزور إلا في الظلام

    بسطت لها المطارف والحشايا
    فعافتها وباتت في عظامي


    وصلنا أسوان وكانت الإجراءات والدخول إلى مصر ميسراً جداً عبارة عن ختم على الجواز ميناء أسوان وصول 26/11/1978.
                  

04-06-2009, 10:47 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (4)

    ووجدنا أنفسنا في السوق وكل المحلات تنبعث منها الأغاني السودانية وردي .. بالله يا الطير المهاجر حمد الريح ... يا حليل الراحو من دار الأهل بدون أهل خلو الريح تنوح فوق النخل .. وود اليمني حتى الطيف رحل خلاني ما طيب لي خاطر .. اقيف كدي استناني لا تقول لي بمشي وجيك باكر.... امكن ما ألم فيك تاني من عارف المصاير .. أم كلثوم ورائعة الهادي آدم أغداً ألقاك .. عبد الحليم حافظ .. لو أني أعلم أن البحر عميق جداً ما أبحرت .. لو أني أعلم خاتمتي ما كنت بدأت وليست البداية والخاتمة لأحد إنما هي للفرد الصمد والشيخ عبد الباسط عبد الصمد يرتل ويرجع ويردد في آيات القرآن .. والسميعة يصيحون .. الله الله ويطلبون المزيد .. بعنا بسرعة وبدون مفاصلة ما معنا من الشاي والأمواس والمعجون والتسالي وكان زبوني أحد أفراد الجيش المصري .. كان صعيدياً شهماً لم يقمطني حقي فنقدني بالعملة المصرية وكانت المرة الأولي التي أمسكها فيها وقد عرفنا لاحقاً أنه عندما يعطيك أي أحد عملة مصرية يجب أن تقلبها على جانبيها فربما كانت مغشوشة ... وبعد ذلك توجهنا إلى محطة القطار فركبنا وكان بجانبي زميلي بالثانوية وكان يصر عليّ أن أواصل رحلتي إلى القاهرة وبعدها أعود إلى أسيوط لكنني كنت مصمما على المخاطرة والنزول بأسيوط فسألت الكمساري عن ميعاد وصول القطار إلى أسيوط فقال لي الساعة الثالثة والنصف وخمس دقائق ليلاً ... وأسيوط واحدة من محافظات الصعيد التي تبدأ بأسوان وتليها قنا وسوهاج ثم أسيوط والمينيا وبني سويف والجيزة .... وأذكر أنه عندما أعلن عن إذاعة البعثات المصرية كنت أحتضن جهاز الراديو ومعي أخي عبد القادر ونحن بجزيرة توتي وأصبح المذيع يردد الطلبة المقبولين بكلية الطب جامعة القاهرة .. الطلبة المقبولين بكلية الطب جامعة الإسكندرية ... وصرت أفقد الأمل شيئا فشيئا لأنني لم أكن أنوي الذهاب إلى مصر إلا لدراسة الطب فقط وفجاءة قال الطلبة المقبولين بكلية الطب جامعة أسيوط ... صديق محمد مصطفى فدقّ قلبي بعنف شديد ولم أكمل بقية الطلاب وأول ما فعلته بحثت عن الأطلس لأجد مكان أسيوط فأدركت أنها في الصعيد فاستبشرت خيراً لأن هنالك العديد من الصعايدة الذين كانوا يزرعون مع أخوتي وكانوا أهل مروءة وكرم وخاصة عمنا أبو العطا وبعد ذلك قصدت أم ضبان حيث أخي عبد الله والذي كان يعمل بالشرطة هنالك ويراجع حفظ القرآن الكريم بالمسجد فقد كان في باكر صباه بهذه الخلوة العتيقة وذهبنا لزيارة الخليفة يوسف نسأله الدعاء والفاتحة فسأل أخي كم مدة الدراسة فقال له ست سنوات فاستكثرها ولكنه شرفنا بدعائه وكأنه يقول الأمر أعجل من هذا. كان القبول الرسمي للبعثات المصرية حوالي الثلاثة آلاف ... وكان هنالك قبول خاص بالسيد محمد عثمان الميرغني يقبل عن طريقه بعض المريدين وكانت هنالك منح خاصة تقدمها مصر للطلاب الجنوبيين ... وكان كل التعليم العالي بالسودان يقبل حوالي الألف وثمانمائة طالب فقط وكانت كلية الطب جامعة الخرطوم تقبل مائة وثمانيين طالب للدفعة .... لذلك انتشر الطلاب السودانيون في بلاد أوربا الشرقية وروسيا وباكستان والهند إضافة إلى السواد الأعظم الذي ينحدر مع النيل شمالاً في رحلة طبعية إلى مصر ... هذا غير الطلاب الذين يذهبون ويمتحنون الشهادة الأزهرية ويدخلون كليات جامعة الأزهر المختلفة والمنتشرة في كل مدن مصر .. إضافة إلى الطلاب الذين يدرسون بالمعاهد الخاصة ولا سيما معاهد الكمبيوتر التي كانت منتشرة وكانت موضة العصر ...
    رمح قطار الصعيد مسرعاً في اتجاه معاكس لقطر حريد القط في رائعة الأبنودي حين غادر ذلك العامل إلى السد ليعمل في بنائه والسد العالي مفخرة ومعجزة تماماً كما الأهرامات ... فقد غير الوجه القبلي لمصر ومسح الوجه الشمالي للسودان حين أغرق حلفا ... وكان أحد أبناؤها يبحث عن وطن تحت الأمواج .. فلم يجده ولما بحث عنه في الذاكرة الشعبية اعتلى مآذنه وغرد مع القمري فوق نخل الفريق وهتف مع الأهل حلفا دغيم ولا لبنان .. استدبر القطار أسوان ومرّ عليها واستقبل قنا وكان الليل يرخي سدوله. وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
    فقلت له لما تمطى بصلبه
    وأردف إعجازاً وناء بكلكل

    ألا أيها الليل الطويل ألا انجلى
    بصبح وما الإصباح منك بأمثل
                  

04-06-2009, 10:57 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    شكراً الأخ عمر ولك عاطر الود

    د. صديق
    تحياتي

    تسجيل حضور ومتابعة
    مستمتعين بالسرد الشهي

    (عدل بواسطة اسامة الكاشف on 04-06-2009, 10:59 AM)

                  

04-06-2009, 03:31 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: اسامة الكاشف)

    الاخ اسامة الكاشف

    تحياتي



    وشكرا للمروروالمتابعة


    وفعلا سرد دكتور صديق يعيدنا الي ذكريات حلوة قضيناها وخطي كتبت علينا ومشيناها
                  

04-07-2009, 11:53 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)



                  

04-07-2009, 04:01 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    عمود مراصد ليوم الثلاثاء 7ابريل 2009

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ الأستاذ عمر صديق صاحب عمود "مراصد" المحترم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نتلهف شوقأ لمطالعة حلقات اخينا دكتور صديق "تي" الذي بشرتنا به عبر صحيفة المستقلة السباقة لفعل المفاجاءات في عمودك المقروء مراصد ، وقد عودتونا علي ربط الماضي بالحاضر ونظرتها الموضوعيه التفائلة بالمستقبل ونقل الاحداث التاريخية المهمه فب حياتنا لنبني بلدأ زاهرأ زاخرأ بسواعد بنية ان شاء الله.
    اسمح لي اخي عمر ان استعير عمودك اليوم لاطل علي قراءك الاعزاء وكلنا نتشوق لاعادة ذاك الماضي الذي تولي ولا نقول : كان صرحا من خيال فهوي ولكنه حقيقة رسخ في الاذهان وبقي في القلوب وانطبع في الوجدان ونحن في ريعان شبابنا وبعيدين عن ديارنا واهلينا وكنا كمثل الجسد الواحد عندما جمعت بيننا الاخوه في الله والوطن .
    كان الكيان الذي ربط طلاب السودان بمصر من اكبر الاتحادات الطلابية في ثمانينات القرن الماضي حيث يقارب طلابه العشرين الف طالبأ في الجامعات والمعاهد المصرية عندما كان عدد طلاب الجامعات السودانية مجتمعد لا يتجاوز السته الف طالبأ ، هؤلاء الطلاب كانوا يمثلون كل الوان الطيف القبلي والجهوي والسياسي والحزبي وعلي راسهم الحركة الاسلامية ممثله في الاتجاه الاسلامي الذي احتكر مقاعد المجلس الستيني والتحادات الفرعية بمصر لسنوات طويلة ومتتالية وكان منافسا شرسا لتنظيمات الطلاب الحزبية الاخري التي تتوحد جميعها في قائمه واحده ضد الاتجاه الاسلامي في الانتخابات السنوية لاتحاد وهي الاتحادي والامة والشيوعي والناصري والمستقلين والبعثي وكانت الغلبة دائما للاتجاه الاسلامي وبفارق كبير من الاصوات تفوق الالاف لان طلاب الحركة الاسلامية كانوا قدر التحدي ولهم درايه وخبرة كبيرة في ادارة الصراع السياسي والحزبي في ذلك الزمن الجميل.
    من المشاريع المهمه التي كان يتصدي لها الاتحاد استقبال الطلاب الجدد " البرالمه" وكان يمثل المرتع الخصب لتجنيدهم في صفوف الحركة لانر النقلة السريعة لهؤلاء الطلاب تضعهم اما اختبار حقيقي واختيار صعب وهم قادمون من مجتمع متمدن ومحافط عكس المجتمع المصري المنفتح والمتحرر وفية كل سبل الاغراءات وسهوله الانحراف والانجراف وراء الملذات وكان هذا سببا مهما في التفاف الطلاب حول الاتجاه الاسلامي المدافع عن قيم واخلاق السودانيين المستمدة من عقيدتة ثم مشروع بيوت الطالبات السودانيات وكان يمثل تحديا كبيراوهما عظيما للمحافظه علي مكانهتن وتفرغهن للدراسة واحترام رغبتهن وتقدير موقفهن بعد ان هاجرن خارج السودان وكانت الاسر والاهل تطمئن علي بناتها طالما الاتجاه الاسلامي هو المئول عنهن وبمثابة ولي الامر فلا خوف يتسرب لها ولا وجل وكن محل الثقة وقدرها .
    ابضا من المشاريع الهامه للاتحاد التسفير الجماعي عند العوده في الاجازة الصيفية للوطن ، ثم النشاط السياسي في موسم الانتخابات واركان النقاش بدار الاتحاد في منشية البكري ، ثم اصدارة لصحيفة المشاهد الشهيرة التي يحررها الطلاب بالمشاركة مع المستشارية الثقافية بالقاهرة في عهد المرحوم الاستاذ محمد سعيد معروف والسفير السيد محمد حسن سوارالدهب ومساعد المستشار الاستاذ بشير عبد الرحمن ، ثم لموسم الثقافي السنوي الذي يشرفه كبار رجالات الحركة الاسلامية من السودان وخارجة .
    تلك ايام مضت مرحا لن ننساها ااتمني ان يعيدنا اليها دكتور صديق عبر صفحات المستقلة خاصة وان اغلب الخريجين من مصر هم الان في سدة كثير من المواقع وفي شتي المجالات ويقومون بدورهم علي اكمل وجه وقد تخرجوا من مدرسة الحركة الطلابية الاسلامية السودانية فاصبحوا من يشار اليهم بالبنان ، ونزكر منهم علي سبيل المثال لان حصرهم من المحال : ففي الاعلام الاساتذة عمر صديق وراشد عبد الرحيم وحمزه عوض الله ونادر السيوفي ، وفي القانون الاخوة حمدي حسب الرسول واحمد هارون ومصطفي داوود ومحمد العاجب وابوبكر عبد الرازق ، وفي الادارة : الاخوة: عوض الخير وعبد القادر امام وعبد القادر بوكو " ابو رايات" وفي الجيش الاخوة : ابراهيم يونس والنصاري وعلي بندق وبابكر امبوشة " شفاه الله" ومن ابناء كسلا العصامين : عثمان احمد طه وعثمان ابو قناية وعثما محمد محمد خير وعثمان الشايقي ، والاخوة زاهر الطيب حمد وحسين محمد سعيد ومحمد محمد نور والقائمة تطول وتطول وكلمه في ذاكرتنا باذن الله، اخي عمر : لماذا لا يكون هنالك تواصل بيننا وكيان يجمعنا مثل رابطة او جمعية او اتحاد ؟ مع صادق امنيانتنا لهم جميعا بالصحه والعافية وان يجتمعوا علي قلب رجل واحد من اجل الدين والوطن بحول الله .
    اخوك في الله
    عبد الرحمن موسي المكي
    كسلا المربعات 0914251159
    " خريج حقوق عين شمس"
    الشكر للاخ عبد الرحمن موسي مكي احد قيادات الاتحاد العام للطلاب السودانيين وزميل الدراسة بجامعة عين شمس علي هذه الكلمات الزاهية التي جاءت بمناسبة كتاب .د صديق الذي تنشرة الصحيفة علي حلقات
                  

04-08-2009, 09:32 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    في عام 1982 سافرت الي مصر بعد ان تم قبولي سلكت ذات الطريق الي مصر وتحركنا بالقطار من محطة الخرطوم وكانت المحطات حتي شندي معروفة ومألوفة لنا وكانت معرفتي شمالا تنتهي في البجراوية التي ذهبنا لها في رحلة جمعية اللغة الانجليزية بشندي الاهلية وكنا من معتادي السطوح رغم اننا نحمل تصاريح سفر حكومية وفي وادي حلفا وجدنامندوبي مشروع السفر الجماعي للاتحاد العام للطلاب السودانيين ومرة اخري قابلونا في اسوان وعند وصولنا الي قاهرة المعز وجدناهم بلافتاتهم مرحبين بنا ولقد اعدو لنا شقق للاستقبال
                  

04-08-2009, 01:53 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (5)

    والصعايدة ينزلون ويركبون وهم ملتفون في ثيابهم وعصيهم الغليظة يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى لم ينشغل صاحبنا بسؤال أحد غير أن ينظر إلى ساعته ولما حان الوقت الذي حدده الكمساري حتى لاحت لناظره لافتة كبيرة كتب عليها أسيوط ...فإحتقب صاحبنا شنطته ولم يجد من يقول له وداعا فقد كان الجميع يقطون في نوم عميق وترجل عن القطار متوكلاً على الحي القيوم ... وما انفلت القطار حتى أبصر مجموعة من الطلاب السودانيين قد خلفهم القطار فتحرك نحوهم يلملم أطرافه وينطوي على نفسه يتقي البرد فاقترب منهم وسلم عليهم مرت لحظة وبعدها اقترح أحدهم أن نتحرك نحو مقهى المحطة الذي يظل يعمل لمدة أربعة وعشرين ساعة على مدار العام فوضعنا أمتعتنا وتعارفنا سريعاً الاسم والكلية فقط الطاهر مسلم – الهندسة – عبد الباسط التربية ... صاحبنا كلية الطب وآخر سربت الذاكرة اسمه ولكنه كان في كلية الهندسة .. الطاهر مسلم بحركته وحيويته انتزع قيادة المجموعة وأشار أن يبقي أحدنا يحرس الأمتعة وينطلق الباقون للبحث عن فندق وكان صاحبنا قد أخذ كرسيه وإستمتل لحراسة الأمتعة كعادته في المهلة وطولت البال واختفي الجميع وعادوا فحملنا أمتعتنا بعد أن استيقظ صاحب الفندق وحجزنا غرفة واحدة وضعنا فيها أمتعتنا وغفونا قليلاً حتى صاح مسلم هيّا بنا نذهب ونبحث عن الجامعة . كانت الجامعة في اتجاه الشمال وعلى مسافة معقولة من المحطة .. كان الصباح مشرق ودبت الحياة في المدينة والناس يسرعون في اتجاهات عديدة وكان مسلم لا يسأل إلا رجال المرور ليدلوننا على الوجهة السليمة ولما اقتربنا من حرم الجامعة مرت بنا طالبة مصرية تحمل البالطو الأبيض فسألها الطاهر عن الجامعة فقالت بسرعة (الأديمة أم الجديدة) فبهت الطاهر وسألته أي كلية تريد فقال لها الهندسة فقالت الجامعة الجديدة ووجهتنا ناحيتها وكان الطاهر متابع للمسلسلات المصرية ويستطيع أن يتخاطب لكنه فشل في امتحان الأديمة تعني القديمة وهم يقلبون القاف ألفا إلا في القاهرة فإنهم يملئون صدورهم وينحتون حلوقهم ويخرجونها بقوة شديدة وتأكيد .
    ذهبنا إلى كلية الهندسة مباني رائعة حديثة وأرض وافرة تساوي قرية بكاملها ومجموعات كبيرة من الطلاب والطالبات وهم يحملون مساطرهم T Rulers وكلما سألنا أحداُ قادنا إلى العمق حتى وصلنا إلى شئون الطلاب وباكرنا الموظفة بأجسام نحيلة وبشرة سمراء وعيون عليها وعثاء السفر دون كآبة المنظر وتحدث الناطق الرسمي فردت علية بحزم أوراقكم لم تأت من الوافدين مفردة جديدة وها نحن قد أصبحنا وافدين فامتقع وجه الطاهر وقال طالما لم يرسلوا أوراقنا فلماذا وزعونا وشاطره زميله الآخر وبدءا يفكران في العودة فقال صاحبنا دعونا نذهب لباقي الكليات وفي طريقنا إلى كلية الطب قابلنا أحد الطلاب السودانيين وكان مسرعاً فاستوقفه صاحبنا وسلم عليه وبسرعة علم أننا برالمة دايشين وكان يطلق علينا الأطباق الطائرة فترك دراسته ورجع معنا وأخبرنا أن مسألة الأوراق ووصولها ليست هي الأولوية الآن وأن ذلك أمر يحدث في كل الأعوام فطيب خاطرنا ورجع معنا إلى الفندق الذي كان بجانب المحطة وأخذنا أمتعتنا ونزلنا بفندق النهر في وسط المدينة الذي صار مقراً للطلاب الجدد .. سكنت أنا وزميلي عبد الباسط في غرفة .. وتلوت بعضاً من الآي ورحت في نوم عميق ولما حان العصر انتبهت فإذا بزائر لي في الغرفة رحمة الله من كلية العلوم ومن قرية الصفر ريفي شندي .. لم يجد عناءً في الوصول إلى قلبي لا سيما وقد رأي خدي تزينه أو تشينه شلوخ حرف ال T معلوم لديه .. ولم نأخذ طويلاً حتى عرف قريتنا المسيكتاب جنوب .. شلال السبلوقة .. وسألني أن كنت لا أمانع أن أسكن مع أحد الطلاب وهو من منطقة حجر الطير, عبد الناصر عبد الواحد كلية الهندسة .. وخرج مني ليتعرف على بقة الطلاب كان طيباً وبشوشاً وشهماً .. ولم يكن ينتمي لأي اتجاه .. وبعد فترة وجيزة حضر إلي الأخ عبد الناصر فرحب بي معهم فوافقت على الفور واتفقنا على أن انتقل إليهم في الغد ...رجع أصحابي ووجدوني أنهيت صلاتي وبدأت أتلو القرآن وتلك هي اللحظات التي تستطيع فيها القرآن حين إنبهام السبل فلا مناص غير التفويض . كان أصحابي مرهقين طيلة يومهم ولما أخبرتهم أنني تدبرت أمري عجبوا لذلك وهم قد ربطوا كفاحهم سوياً وأجروا لهم شقة .. أما أنا فقد قادني رحمة الله في اليوم التالي إلى مكان سكني الجديد ولما دخلنا العمارة أتجه صاحبي إلى أسفل وأخذت أنا السلم إلى الأعلى فقال لي أرجع فإنهم يسكنون في الأسفل وعجبت ولما دخلت وجدتهم يتوسطون باحة الشقة وقادني إلي غرفتي المشتركة مع أحد أبناء الشرق عبد القادر عبد الجبار بكلية العلوم وفجأة أري أقدام تتحرك من خلال الشباك أه تلك أقدام المارة وأنا أسكن في بدروم لوكس كما يقول صاحبها .. خفف عني الأخوة صدمة السكن بأنسهم ومجدتهم وبسرعة انسجمت معهم وكان عليّ أن أتوزع مع محمد .. وهو من أبناء دنقلا وأنا لا أعرف فنّ الطبخ وكان عليّ الذهاب إلى السوق وغسيل العدة وعمل الشاي .. عمل كثير لكنه مقدور عليه .. وبسرعة شديدة ذهبنا إلى الكلية البديعة وقابلت الطلاب المقبولين معي في نفس العام وكنا من اكبر الدفع التي تهبط أسيوط (جلال محمد عبد الله – عثمان عبد الملك – عادل جعفر – فوزي فؤاد عباس – البشير حمد البشير – مأمون سيد أحمد العوض .. وآخرين) عادل جعفر وصل بالطائرة وعندما ذكر لأحد المصريين بجواره في الطائرة أنه مقبول بجامعة أسيوط قال له (أمال حدفوك كدة ليه) كان الموظف في القاهرة أو الوجه البحري حين ينقل إلى الصعيد يعتبر ذلك مصيبة كبرى .
                  

04-08-2009, 04:12 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (5)

    والصعايدة ينزلون ويركبون وهم ملتفون في ثيابهم وعصيهم الغليظة يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى لم ينشغل صاحبنا بسؤال أحد غير أن ينظر إلى ساعته ولما حان الوقت الذي حدده الكمساري حتى لاحت لناظره لافتة كبيرة كتب عليها أسيوط ...فإحتقب صاحبنا شنطته ولم يجد من يقول له وداعا فقد كان الجميع يقطون في نوم عميق وترجل عن القطار متوكلاً على الحي القيوم ... وما انفلت القطار حتى أبصر مجموعة من الطلاب السودانيين قد خلفهم القطار فتحرك نحوهم يلملم أطرافه وينطوي على نفسه يتقي البرد فاقترب منهم وسلم عليهم مرت لحظة وبعدها اقترح أحدهم أن نتحرك نحو مقهى المحطة الذي يظل يعمل لمدة أربعة وعشرين ساعة على مدار العام فوضعنا أمتعتنا وتعارفنا سريعاً الاسم والكلية فقط الطاهر مسلم – الهندسة – عبد الباسط التربية ... صاحبنا كلية الطب وآخر سربت الذاكرة اسمه ولكنه كان في كلية الهندسة .. الطاهر مسلم بحركته وحيويته انتزع قيادة المجموعة وأشار أن يبقي أحدنا يحرس الأمتعة وينطلق الباقون للبحث عن فندق وكان صاحبنا قد أخذ كرسيه وإستمتل لحراسة الأمتعة كعادته في المهلة وطولت البال واختفي الجميع وعادوا فحملنا أمتعتنا بعد أن استيقظ صاحب الفندق وحجزنا غرفة واحدة وضعنا فيها أمتعتنا وغفونا قليلاً حتى صاح مسلم هيّا بنا نذهب ونبحث عن الجامعة . كانت الجامعة في اتجاه الشمال وعلى مسافة معقولة من المحطة .. كان الصباح مشرق ودبت الحياة في المدينة والناس يسرعون في اتجاهات عديدة وكان مسلم لا يسأل إلا رجال المرور ليدلوننا على الوجهة السليمة ولما اقتربنا من حرم الجامعة مرت بنا طالبة مصرية تحمل البالطو الأبيض فسألها الطاهر عن الجامعة فقالت بسرعة (الأديمة أم الجديدة) فبهت الطاهر وسألته أي كلية تريد فقال لها الهندسة فقالت الجامعة الجديدة ووجهتنا ناحيتها وكان الطاهر متابع للمسلسلات المصرية ويستطيع أن يتخاطب لكنه فشل في امتحان الأديمة تعني القديمة وهم يقلبون القاف ألفا إلا في القاهرة فإنهم يملئون صدورهم وينحتون حلوقهم ويخرجونها بقوة شديدة وتأكيد .
    ذهبنا إلى كلية الهندسة مباني رائعة حديثة وأرض وافرة تساوي قرية بكاملها ومجموعات كبيرة من الطلاب والطالبات وهم يحملون مساطرهم T Rulers وكلما سألنا أحداُ قادنا إلى العمق حتى وصلنا إلى شئون الطلاب وباكرنا الموظفة بأجسام نحيلة وبشرة سمراء وعيون عليها وعثاء السفر دون كآبة المنظر وتحدث الناطق الرسمي فردت علية بحزم أوراقكم لم تأت من الوافدين مفردة جديدة وها نحن قد أصبحنا وافدين فامتقع وجه الطاهر وقال طالما لم يرسلوا أوراقنا فلماذا وزعونا وشاطره زميله الآخر وبدءا يفكران في العودة فقال صاحبنا دعونا نذهب لباقي الكليات وفي طريقنا إلى كلية الطب قابلنا أحد الطلاب السودانيين وكان مسرعاً فاستوقفه صاحبنا وسلم عليه وبسرعة علم أننا برالمة دايشين وكان يطلق علينا الأطباق الطائرة فترك دراسته ورجع معنا وأخبرنا أن مسألة الأوراق ووصولها ليست هي الأولوية الآن وأن ذلك أمر يحدث في كل الأعوام فطيب خاطرنا ورجع معنا إلى الفندق الذي كان بجانب المحطة وأخذنا أمتعتنا ونزلنا بفندق النهر في وسط المدينة الذي صار مقراً للطلاب الجدد .. سكنت أنا وزميلي عبد الباسط في غرفة .. وتلوت بعضاً من الآي ورحت في نوم عميق ولما حان العصر انتبهت فإذا بزائر لي في الغرفة رحمة الله من كلية العلوم ومن قرية الصفر ريفي شندي .. لم يجد عناءً في الوصول إلى قلبي لا سيما وقد رأي خدي تزينه أو تشينه شلوخ حرف ال T معلوم لديه .. ولم نأخذ طويلاً حتى عرف قريتنا المسيكتاب جنوب .. شلال السبلوقة .. وسألني أن كنت لا أمانع أن أسكن مع أحد الطلاب وهو من منطقة حجر الطير, عبد الناصر عبد الواحد كلية الهندسة .. وخرج مني ليتعرف على بقة الطلاب كان طيباً وبشوشاً وشهماً .. ولم يكن ينتمي لأي اتجاه .. وبعد فترة وجيزة حضر إلي الأخ عبد الناصر فرحب بي معهم فوافقت على الفور واتفقنا على أن انتقل إليهم في الغد ...رجع أصحابي ووجدوني أنهيت صلاتي وبدأت أتلو القرآن وتلك هي اللحظات التي تستطيع فيها القرآن حين إنبهام السبل فلا مناص غير التفويض . كان أصحابي مرهقين طيلة يومهم ولما أخبرتهم أنني تدبرت أمري عجبوا لذلك وهم قد ربطوا كفاحهم سوياً وأجروا لهم شقة .. أما أنا فقد قادني رحمة الله في اليوم التالي إلى مكان سكني الجديد ولما دخلنا العمارة أتجه صاحبي إلى أسفل وأخذت أنا السلم إلى الأعلى فقال لي أرجع فإنهم يسكنون في الأسفل وعجبت ولما دخلت وجدتهم يتوسطون باحة الشقة وقادني إلي غرفتي المشتركة مع أحد أبناء الشرق عبد القادر عبد الجبار بكلية العلوم وفجأة أري أقدام تتحرك من خلال الشباك أه تلك أقدام المارة وأنا أسكن في بدروم لوكس كما يقول صاحبها .. خفف عني الأخوة صدمة السكن بأنسهم ومجدتهم وبسرعة انسجمت معهم وكان عليّ أن أتوزع مع محمد .. وهو من أبناء دنقلا وأنا لا أعرف فنّ الطبخ وكان عليّ الذهاب إلى السوق وغسيل العدة وعمل الشاي .. عمل كثير لكنه مقدور عليه .. وبسرعة شديدة ذهبنا إلى الكلية البديعة وقابلت الطلاب المقبولين معي في نفس العام وكنا من اكبر الدفع التي تهبط أسيوط (جلال محمد عبد الله – عثمان عبد الملك – عادل جعفر – فوزي فؤاد عباس – البشير حمد البشير – مأمون سيد أحمد العوض .. وآخرين) عادل جعفر وصل بالطائرة وعندما ذكر لأحد المصريين بجواره في الطائرة أنه مقبول بجامعة أسيوط قال له (أمال حدفوك كدة ليه) كان الموظف في القاهرة أو الوجه البحري حين ينقل إلى الصعيد يعتبر ذلك مصيبة كبرى .
                  

04-09-2009, 11:01 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)
                  

04-11-2009, 09:22 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (7)


    كان أول المحتفلين بالطلاب الجدد هي الجبهة الديمقراطية وقد كان لها نشاطات واسعة وحضور كثيف وفي تلك الليلة خاطب الاحتفال ود النور من كلية العلوم وقد كان زعيم الجبهة الديمقراطية وكان من كلية الطب عادل مصطفى ومن كلية الهندسة عادل بلاش وابتدأ الاحتفال عادياً من ترحيب وشرح للوضع في أسيوط ولما بدأ في تجنيدنا لصالحة تدخل الجيلاني وحصلت مشادة كلامية وقال له هؤلاء الطلاب الجدد (مابيعرفوش) التفصيلات التنظيمية فأول مرة نسمع سوداني ينطق ما بيعرفوش وعلمنا لاحقاً أنهما في كلية واحدة وأنهما على طرفي نقيض .. وأذكر أن أحد البرالمة معنا مجد الدين وكان بكلية التربية من أبناء مدني .. سألته مسئولية شئون الطلاب قائلة أنت ما فتشتش عن أوراقك هناك .. فأجابها أنا فتشتش عن أوراقي هناك .. فضحكت منه وعلمنا لاحقاً أن تش لا تأتي إلا بعد النفي فقط وقد انخرط زميلنا البشير حمد البشير سريعاً في التحدث بلغة الصعايدة وقاومنا كثيراً وكنا نحاول أن ندعهم يسمعون مفرداتنا لكنهم كانوا يصرون على أن نتكلم مثلهم وفي آخر الأمر لم يكن هنالك من ذلك بد.
                  

04-12-2009, 11:05 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)


    (8)


    بعد احتفال الجبهة الديمقراطية بالطلاب الجدد نشطت بقية الاتجاهات من تلمس أفكارنا ومحاولة ضمنا إليها وبينما أنا في شقتي اللوكس طرق الباب زائر ودخل وسلم وعرفني بنفسه يوسف حيان من كلية البيطرة وكان لي دفتر أضعه على منضدتي وكان لكل طالب في حجرته مكتب يذاكر عليه فلم تكن المكتبات تتسع ولم يكن سكن الطلبة قريب منها. كان عنوان ذلك الدفتر " لحظات من اللاوعي الأدبي " أسجل فيه خواطري .. فقال لي إن شاء الله نجعلها وعيَّ أدبي .. وأخذ معي في الحديث محاولاً الدخول في موضوعه فكان لقاء الجبهة الديمقراطية بالطلاب الجدد فسألته وأين أعضاء الاتجاه الإسلامي فوقع له الحديث في جرح كما يقولون وقال لي لقد جئتك بهذا الخصوص واتفقنا على أن نلتقي مرة أخري.
    وبعد خروجه مرَّ بخاطري شريط من الذكريات خليل عبد الله محمد علي بمدرسة الجيلي الثانوية الذي كان يدور بالداخليات ويطرق الأبواب والشبابيك لإيقاظنا لصلاة الفجر وصداقته الحميمة لي ومن خلاله قرأت رسائل الإمام حسن البنا ومجمل فكر الأخوان المسلمين وتدرجنا إلى معالم سيد قطب وانتهيت بكتاب الإيمان وآثره في حياة الإنسان الدكتور حسن الترابي الذي كتبه بنفس السجن ولغة عربية رفيعة تتوشح بغلالة صوفية تبين وتختفي وأودعه كل أفكاره التي أبانها وفصلها لاحقاً كتباً وعملاً .. كنت في تلك الفترة أنهي الجزء الرابع من أحياء علوم الدين ربع المنجيات للأمام أبو حامد الغزالي فقد قسم كتابه الجامع ذلك إلى قسم العبادات والمعاملات والمهلكات والمنجيات وقد كانت مكتبة شقيقي عبد الله تعج بكتب الصوفية ودواوين الشعر ومجلة الوعي الإسلامي التي تصدر في الكويت وقد كانت بعض المقولات الصوفية الرائجة في التنويه بالكتب "بيع اللحية واشتري الاحيا" "بيع الإبكار واشتري الأذكار" إشارة إلى كتاب الأذكار للنووي أو "الماعندو خليل علمه قليل" إشارة إلى كتاب مختصر خليل في الفقه المالكي.
                  

04-12-2009, 04:58 PM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    عمر يا ود صديق ...


    هكذا الاضافات فى هذا المنبــر ...


    متابعين مسيرة لنــا فيها قليل من زمن فى الاسكندرية فى بيروت العربية لم تكتمل نهاياتها ..


    الـــسرد القصصــى ينقل القارى الى مصر الثمانينيات ( الانفتاح الاقتصادى / كامب ديفيد / النزوع نحو المواجهة مع

    السلطة الحاكمة فى مصــر / ..)


    لكم السبق فى انزال كل الكتاب فى المنبــر ...


    نحو مزيد من التوثيق لتلك الفترة ...


    .........
    البوســـت مفتــول


                  

04-12-2009, 07:40 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    الاخ بدر الدين
    تحياتي


    شكرا علي المرور والتعليق


    وفعلا فترة الثمانينات في مصر تمثل حقبة هامة للعمل الطلابي السوداني في مصر ونهدف من نشر الكتاب الي توضيح الصورة الحقيقية لتلك الفترة
                  

04-13-2009, 04:27 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (9)

    كنا في السنة الثالثة الثانوية حين قام طلاب الاتجاه الإسلامي بقطع النور عن محاضرة للاتحاد الاشتراكي حينها وكانت النتيجة إيقاف الطالب خليل عبد الله وتحويله إلى مدرسة الخرطوم القديمة فليست هذه المرة الأولى فقد رفد من المدرسة الثانوية العامة بمنطقة سنار وقد زرناه بجامعة الخرطوم وكان يسكن مع بعض طلاب الاتجاه الإسلامي بالجامعة "البركس" وكنا في غاية التأثر لفراقه ... وأذكر أنه كان يصلي إماماً فلما نقل كُلُفِتُ بالصلاة بالجماعة في ذلك البرش المعهود وكان الأخوان يعلمون أنني لم أنضم إليهم بعد .. وكانت البروش والمساجد هي الأماكن المحببة والمفضلة لتجنيد طلاب الثانويات وقتها ... ومع آخر العام قررت أن التحق بهم متى ما دخلت الجامعة فقد كونت حصيلة لا بأس بها عنهم خاصة وأنه في تلك الفترة كانت الفكرة الجمهورية تغزو المدارس والجامعات ونظرت في كتب الأستاذ محمود محمد طه ولم أجد فيها ما يستهويني فقد كانت الدعاية ضدها كثيفة جداً ومصطلحاتها الصوفية لم تكن غريبة عليّ ولذلك لم أجد ما يشدني إليها وقد التحق بها من مدرستنا في أول عام جامعي لهم الأخ عصام الدين حاج الطاهر . زراعة الخرطوم من منطقة العسيلات والأخ النذير محي الدين كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم من منطقة المعيلق.
    أما الشيوعية فلم تكن مما تناسبني أصلاً فلم أقف عندها بالقدر الكافي. ولم تكن الفكرة السلفية قد أخذت طريقها إلى المدارس العليا أو الجامعات بعد ..
    لم يمضي وقت طويل حتى اجتمعنا مجموعة من طلاب الاتجاه الإسلامي .. يوسف حيان, الرشيد عثمان حمزة, هاشم الحبر, حمزة السراج, وآخرين وفي مرة لاحقة وقع الاختيار عليَّ لأتولى مهام العمل خلفاً ليوسف حيان الذي كان مشهوراً بتمسكه الشديد ومساكنته للجماعات الإسلامية وهو يشبههم إلى حد بعيد .. بياض وجه واستدارة لحية وساعة باليمين وعجلة مشهورة كانت وسيلتنا الوحيدة للقيام بكل المهام .. كان يميل إلى القصر وكنت أميل إلى الطول ومنظرنا مترادفين على العجلة لا يخلو من طرافة إلى حد كبير بالتقاليد الصعيدية التي آثرت على تفكير الجماعات الإسلامية التي كانت في أوج مجدها بعد أن فتح لها الرئيس محمد أنور السادات الباب على مصراعيه لتقاوم التيار اليساري الذي كان يناصب السادات العداء وسم الرئيس السادات نفسه بالرئيس المؤمن أو سمته الصحافة في تلك الأيام وسمَّي أيضاً "بكبير العيلة"..واختار الشيخ محمد متولي الشعراوي وزيراً للأوقاف. كانت رموز الجماعات الإسلامية من الجامعات وأعضائها الذين يتكاثرون يوماً بعد يوم تسيطر على مسرح الأحداث داخل الجامعة وخارجها .. كان الأخ/ ناجح إبراهيم الذي لقب بخميني الصعيد الطالب في السنة الأخيرة بكلية الطب وهو أمير الجماعة الإسلامية بأسيوط علم وفي رأسه نار يقيم الندوات ويلقي المواعظ ويؤم الناس في ميدان الجامعة في صلاة العيد وأحياناً تقام الصلاة في الشوارع الرئيسة في المدينة حين يغرق الأمن المصري الميادين بالمياه طيلة العيد .. كان ناجح خطيباً مفوهاً وكان متفوقاً في دراسته الجامعية وكان حوله شباب مندفع بقوة شديدة في نشر الدعوة وإقامة الصلوات وكانوا يبذلون جهدهم في إحياء السنة الشريفة وتحفيظ الأحاديث والقرآن وقد سيطروا على المسرح الطلابي وذلك بنسخ وتصوير الكتب العلمية وتوزيعها على الطلاب بل وعمل مجموعات تقوية ودروس أكاديمية داخل المساجد لتقوية الطلاب المسلمين لمنافسة الطلاب المسيحيين الذين كانت الكنائس أيضاً تقيم لهم الدروس فقد كان التحدي الأكاديمي للطلاب المصريين هو الهاجس الأهم لذلك فطنت الجماعات الإسلامية لذلك ودخلت من هذا المنبر بالإضافة إلى أن طلاب الصعيد ملتزمون بأخلاق الدين من قراهم وبمصر فطرة دينية عالية جداً وكان السكن بالمدن الجامعية يتطلب تقدير ممتاز أو جيد جداً على الأقل لذلك كانت المنافسه محتدمة للحفاظ على هذا الامتياز .
                  

04-14-2009, 04:30 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (10)
    وبعد أن قويت شوكة الجماعات الإسلامية قاموا بفصل الطلاب عن الطالبات في مدرجات الجامعة ومحيطها بصورة قوية ولا تخلو من الدراميتيكية ... فقد كان يدخل أحدهم قبل الأساتذة ويلقي خطبة عصماء مدعمة بالآيات والأحاديث التي تسند رؤيتهم ويطلب من الطلاب أن يأخذوا الجانب الأيمن من المدرج ومن الطالبات الجانب الأيسر من المدرج وكان معه حوالي الأربعة من الأخوة مستديري القوام طويل اللحى يتحركون وسط المدرج ولا يستطيع أحد أن يقول لا فمن لم تردعه الآيات نظر إلى العضلات وأخذ مكانه المفترض ... وهنالك حقيقة لابد من إدراجها أنه كان في الغالب الأعم كثير من الطلاب مفصولين بفطرتهم ولكن أقليات كانت على خطوط التماس وهي معنية بهذا التدخل .. لم تتدخل إدارة الجامعة ويبدو أنهم ينسقون معها في هذا الشأن ثم امتد سلطانهم إلى الحرم الجامعي ومنعوا الاختلاط داخله بتاتاً فكان الطلاب والطالبات يأتون سوياً وعند دخولهم البوابة يأخذ كل واحد منهم ناحية أخرى .
    كان بجامعة أسيوط العديد من الطلاب من جنوب السودان وكان بعضهم يقيم علاقات زمالة مع بعض الطالبات المصريات فتم توجيههم من قبل الجماعات الإسلامية بالتزام ما تطلبه الجماعة لكن "محمد رومان" الطالب بكلية الهندسة لم يلتزم بذلك لذلك تعرض له بعض طلاب الجماعات الإسلامية بصورة غليظة فأرهبوه .. وكادت تلك الحادثة أن تحدث أثراً سياسياً سالباً ولكن تمَّ احتوائها بكل حكمة وتم نقل كل الطلاب من جنوب السودان إلى جامعة طنطا وشمل النقل الطلاب المسلمين أيضاً كالطالب قاسم برنابة كاسينقا بكلية الطب وكان ممن تم نقلهم الطالب "دانيال بكلية العلوم والطالب سرفيس بكلية الطب إضافة إلى الطالب محمد رومان بكلية الهندسة وأتموا دراستهم في الوجه البحري الذي كان يتقابل ويتقاطع مع الوجه القبلي في كثير من أوجه الحياة والعادات والتقاليد.
    أكملنا السنة الأولى بمشقة شديدة بعد حضورنا لموسم العنب "أي الملاحق" وقد كان ذلك بركة علينا فقد تمكن صاحبنا وزميله البشير حمد البشير من التقديم للمدينة الجامعية وقابلنا مسئولها "الحاج عادل" وقلنا له أننا طلاب سودانيون ونرجو إلحاقنا بالمدينة الجامعية ودون أن يتردد وقَّع على قبولنا بالمدينة الجامعية وما هي إلا لحظات حتى أخذنا غرفتنا النظيفة في الطابق الثاني بالمدينة الجامعية التي لا تبعد عن الكلية إلا بعض خطوات وارتفعنا عن "البدروم اللوكس" تمت معاملتنا معاملة الطلاب المصريين تماماً والمدينة الجامعية حتى بالنسبة للطلاب المصريين لا يتم القبول فيها إلا بإجراءات صعبة جداً بعد إجراء بحث اجتماعي أو أبناء الشهداء وما أكثرهم في مصر فالحروب التي دخلتها مصر منذ العام 1948 والعام 1956 وحرب اليمن العام 1976 وحرب العاشر من رمضان أو حرب أكتوبر العام 1973 خلفت العديد من أبناء الشهداء والإحصاء في مصر دقيق ومتقدم وكذلك أبناء المحافظات الأقل نمواً كأبناء البحر الأحمر والقرى النائية لذلك حصلنا على امتياز يغبطنا علية حتى الطلاب المصريين كانت العلاقات بين مصر والسودان في أبهى تلاحمها فقد هبطنا مصر بعد اتفاقية التكامل وعفينا من شروط الإقامة وتحديدها وعفينا من الرسوم الدراسية الجامعية وكانت المعاملة من الطلاب والأساتذة والمجتمع المصري في غاية السهولة ولا أخفى عليكم أننا من العام الأول لم ننسجم تماماً مع الخطاب وطول المخاطبة وبعض القفشات المصرية لكن مع الزمن صادقنا العديد من الطلاب المصريين ووجدنا أهل الصعيد لا تختلف عاداتهم وطبائعهم كثيراً عن السودانيين وأذكر أننا بالمدينة الجامعية كان جارنا أسعد ياسين حسين من محافظة قنا أختلط بنا وأصبح كواحد من السودانيين .. كان لطيف المعشر وفي مرة من المرات افتقدناه في صلاة العشاء وقال لنا "الليلة عملت حبة فسق صغيرة" فقلنا له ماذا أتيت ضحك وقال ذهبت وحضرت "أما حبة فلم يا جدع" وقد كانت السينما في عرف الجماعات الإسلامية مكروهة على أقل تقدير ... كان برنامجنا في المدينة
                  

04-15-2009, 12:41 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    في فترة نهاية السبعينات وبداية الثمانينات صعد نجم الجماعات الاسلامية في مصر وبرزت الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد كتيارات اسلامية متشددة منافسة لجماعة الاخوان المسلمين المحافظة وكانت اسيوط معقل للجماعات الاسلامية
                  

04-16-2009, 10:56 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    في اواخر عام 1992 وبعد اعلان نتائج البعثات المصرية وقبولي في جامعة عين شمس كلية التجارة وكان الوالد عليه رحمة الله حينها يعمل في السعودية وكان لدينا في المنزل (قطيع صغير من الضأن) فاخذت منه ثلاث نعجات ويممت شطر سوق حجر العسل(سوق ود بليلو) وبعتها بمبلغ ثلاثمائة جنيه سوداني وسافرت للخرطوم ولاستخراج الشهادة السودانية وتوثيقها وكذلك استخراج بطاقة وادي النيل التي كان السفر لمصر يتم بها بدلا من الجواز وطلبو مني الذهاب الي الخدمة العسكرية الالزامية للتسجيل واستخراج اذن سفر للدراسة ففعلت بعد ان اخذت خطابا من ادارة العلاقات الثقافية تفيد بقبولي للدراسة بمصر وبعد تجهيز الاوراق سافرت عن طريق السكة حديد وبعد ان اشتريت امواس الحلاقة والمعجون وشساي زهرة الشمس والتسالي واذكر انني حوات مائة جنيه سوداني عن طريق شيك مصرفي وكانت تساوي 50 جنيه مصري واشتريت تسالي ب10 جنيهات وبعته في اسوان ب50 جنيه مصري وسلكت ذات الرحلة حتي القاهرة وفي باب الحديد(محطة سكك حديد مصر جوار ميدان رمسيس) وجدنا لافتات مكتوب عليها مشروع استقبال الطلاب الجدد تتبع للاتحاد العام للطلاب السودانيين بمصر ومن هنالك تم ترحيلنا الي شقق اعدت خصيصا لاستقبال البرالمة
                  

04-16-2009, 06:31 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    في البداية نزلنا في شقة وسط البلد خصصت لطلاب جامعة عين شمس وبمساعدة مناديب الاتحاد وصلنا مجموعة الي الجامعة وبعد ذلك استاجرنا شقة في حدائق القبة بمبلغ مائة وعشرون جنيها في الشهر وكنا ستة من طلاب عين شمس ( نعادل قيمة الاعانة الشهرية التي كنا نصرفها من السفارة السودانية بالقاهرة اذ تساوي عشرين جنيها لكل طالب) وكان الشير الشهري للميز حوالي عشرة جنيهات
                  

04-19-2009, 11:35 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    ايام قلائل كنا في انتظار وصول اوراقنا من الادارة العامة للطلاب الوافدين ليتسني لنا التسجيل في كلياتنا
                  

04-21-2009, 06:05 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (11)
    ... كان برنامجنا في المدينة الجامعية ممتلئ بالمحاضرات والكتيبات الدينية ... وإحياء السنة القوليه للرسول (ص) فتجد مكتوب في كل مكان دعاء الخروج من المنزل دعاء الدخول إلى المسجد .. دعاء الطعام وهكذا ويحرص الجميع على العمل بذلك .. كانت المحاضرات يلقيها قيادات الجماعات الإسلامية .. الشيخ / ناجح إبراهيم, عاصم عبد الماجد/ كلية الهندسة, محمد بشارى/ كلية الطب, كرم زهدي كان يأتي من المينا وبمعاشرتنا لهم استطعنا أن تميز بين أعضاء الجماعات الإسلامية والأخوان المسلمين فقد كانوا أكثر هدوءاً واتزاناً وكانوا ألين في النقاش وأخذ الأمور وكان بينهم تداخل شديد جداً أذكر مرة استضاف الأخوان المسلمين الطالب عبد المنعم أبو الفتاح من طب القاهرة فتكلم كلاماً رصيناً وقوياً وكان ذلك في بداية الخصام بين الجماعات الإسلامية والرئيس السادات بعد أحداث عظيمة مرت بمصر والعالم من زيارة الرئيس السادات للقدس وقيام الثورة الإيرانية ... كان عبد المنعم أبو الفتوح يتحدث عن الرئيس السادات ويقول "الجدع" وهي كلمة يمكن أن تكون للتندر أو الإعزاز وبعد فترة من تلك المحاضرة كان هنالك لقاء بين الرئيس السادات والقيادات الطلابية فتلكم عبد المنعم أبو الفتوح وقد كان رئيساً لاتحاد الطلاب ضد بطانة الرئيس السادات فقال له "أوقف عندك أنت بتكلم رئيس مصر" فقال له أبو الفتوح بكل جرأة "ما هو أنا واقف يا فندم" كانت المسيرات من الصعيد تخرج بصورة مستمرة متجاوبة مع الثورة الإيرانية وكانت أخبارها التي تنقلها الشاشات العالمية ورحلة الإمام الخميني الشهيرة من باريس والطائرة التي أقلته وقد صليَّ داخل الطائرة وراح في نوم عميق داخل طائرته ومراسم استقباله والإعداد الهائلة التي لم تخرج من قبل لاستقبال أحد وسقوط الشاه ومروره بمصر وقد كانت شعارات المظاهرات قاسية "يا فرعون هذا العصر... مش عاوزين الشاه في مصر" "مصر بلد المسلمين مش مأوى للسفاحين"
    وفي تلك الفترة تفاعلنا مع الثورة الإيرانية وقرأنا لرموزها "الأمام الخميني ... المدرسي .. وعلى شريعتي وكتابه النباهة والإستحمار والذي يتقابل مع مصطلحات مالك بن نبي من قابلية الاستعمار وغيرها .. ومقولته الشهيرة "من لم يكن حاضراً في عصره شاهداً على اصطراع الحق والباطل فيه لا يهم أن كان في محراب الصلاة يصلى أو في مجالس الخمر يسكر" وكذلك بعض هتافات الإيرانيين "الله واحد خميني قائد" وبهشت زهراء عاشت إيران خضراء" وبعض الأشعار الثورية
    يا راحلون إلى الشهادة لا وداع سترجعون * فالجرح يرفض أن يخون سترجعون
    عنواننا من منحنى نهر الحسين * بشارع الشهداء في أعلا الجنان سترجعون
    وقد كان لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم حينها قصب السبق في التهنئة بانتصار الثورة الإيرانية ولكننا أدركنا بعد حين أن الثورات لا تعدى ولا تصدر ولكنها تعتمل في النفوس فتنفجر.
    وفي تلك الآونة فاجأ الرئيس السادات والعالم والمصريين بزيارة القدس وتوقيعه اتفاق كامب ديفيد مع مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل حينها بحضور الرئيس الأمريكي جيمى كارتر وكانت من أكبر المتغيرات في الصراع العربي الإسرائيلي بعد حرب أكتوبر 1973 وكانت هذه الأحداث هي الزناد الذي أطلق الشرارة في علاقة الجماعات الإسلامية بمصر بالرئيس السادات وأيضاً العلاقات العربية بمصر إذ تم انتقال الجامعة العربية إلى تونس واصبح الشاذلي القليبي أول أمين عام للجامعة العربية من خارج مصر وقطعت كل الدول العربية علاقاتها بمصر ما عدا السودان وسلطنة عمان ... وأذكر في تلك الأحيان أن جامع النفق بأسيوط كان يصلي فيه الشيخ عمر عبد الرحمن ولم يكن ذائع الصيت بعد ويؤمه عدد كبير من الجماعات الإسلامية وفي مرة من المرات كانوا ينوون الخروج في مظاهرة فتمت محاصرتهم داخل المسجد حتى الفجر وتم القبض على العديد منهم وكان بينهم الأخ حمزة السراج من كلية البيطرة وهو من عائلة "السراريج" المشهورة وشكله لا يتميز كثيراً عن أبناء الصعيد ولما أبرز هويته تم إطلاق سراحه ..
    وفي تلك الأيام كان الشيخ الشعراوي قد قدَّم استقالته من الحكومة وجاء إلى أسيوط محاضراً فأقيم سرادق كبيرة جداً بميدان الجامعة وكانت المحاضرة قمة في الإمتاع وعند فتح باب المداخلات سأله طالب عن ما تناقلته الصحافة من أن الشيخ الشعراوي قال "أن السادات لا يسأل عما يفعل" فانفعل الشيخ الشعراوي وقال له لا استغفر الله مما قلت أنا ولكنني استغفر الله مم فهمت أنت" وراح يبرر موقفه لغة واعتباراً ولكنه لم يقنع بعض الحاضرين الذين يريدون من الجميع تبني وجهة نظرهم .
    كانت الجماعات الإسلامية حاضرة بكثافة لكن مصر متعددة المشارب والرؤى والأفكار فقد كان اليسار موجوداً لكن صوته خافت وقد كان الأخوان المسلمين أكثر حضوراً في النقابات وفي جامعات الوجه البحري. وكانت مجلة الدعوة التي يرأس تحريرها الشيخ عمر التلمساني المرشد العام الأخوان المسلمين ويكتب فيها الشيخ مصطفى مشهور وغيرهم كانت تنتقد بشدة سياسات الحكومة.

    (عدل بواسطة عمر صديق on 04-23-2009, 01:08 PM)

                  

05-05-2009, 07:46 PM

ناذر محمد الخليفة
<aناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

                  

04-20-2009, 07:04 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    ارجو ان انوه ان نص الكتاب سيكون مرقما وبالخط السميك وما عداه من مشاركات او تعليقات مني سوف ترد بالخط الرفيع وليس بالضرورة ان يتزامن النشر بالصحيفة مع ما يرد في البوست
                  

04-23-2009, 01:39 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (12)

    تكون مكتبنا للاتجاه الإسلامي وأذكر أن أول بيان دشنا به عملنا نسخناه بالكربون وقد شاركنا زميلي البشير حمد البشير بخطه الجميل رقم أنه لم يكن ملتزم معنا حرفياً لكنه كان مثالاً للأخلاق الحميدة والمحبة للجميع. وبعد ذلك أعاد يوسف حيان علاقته بصاحب مطبعة في مكان منزوي وصرنا نطبع عنده بياناتنا ... أصبحت أعدادنا تتزايد وحضر إلينا من القاهرة الأخوة "محمد حسن الكلس ومصدق حسن" وكان مسئول الاتجاه الإسلامي لكل مصر الأخ خليفة عبد الرحمن بكلية طب الأزهر وقد زارنا لاحقا بأسيوط وتعرف علينا في إطار جولة قادته إلى كل مدن الجمهورية لربط أعضاء الاتجاه الإسلامي بالمركز .. وتم تكوين المكتب في كل الجامعات وتكون مجلس الشورى برئاسة الأخ/ إبراهيم عبد الصادق وقد كان مبعوثاً لنيل درجة الدكتوراه في الحقوق .. وكان الاجتماع يستمر ثلاثة أيام وبصعوبة شديدة نكمل أجندة الاجتماع إذ أن النقاش يأخذ وقتاً طويلاً جداً وقد خلف الأخ خليفة عبد الرحمن في قيادة الاتجاه الإسلامي الأخ عبد القيوم سليمان من كلية الطب جامعة عين شمس فأكمل بناء الهياكل وربط أعضاء الاتجاه الإسلامي في كل المدن ...
    وأذكر أن تلك الأيام تزامنت مع قيام الاتحاد العام للطلاب السودانيين بمصر فقد كان قبل ذلك روابط طلابية في مختلف الجامعات وكان هنالك اتحادان طلابيان في الإسكندرية والزقازيق فتم الاتفاق على اتحاد عام يضم كل الجامعات وأذكر أن المستشار الثقافي حينها كان الأستاذ محمد سعيد معروف فقد كان عضواً بنقابة المعلمين ومن المؤمنين بأهمية العمل النقابي في مساعدة المسئول في أداء دوره وقد وجد في طلاب الاتجاه الإسلامي بعض الذين درسهم بمدرسة بحري الحكومية كالطالب عثمان ميرغني الحسين وقد كانت الدورة الأولى التي فاز فيها الاتجاه الإسلامي برئاسة الطالب عبد السلام محمد علي تجارة عين شمس "عام 78/1979م" السكرتير العام عثمان ميرغني الحسين, السكرتير الثقافي أحمد البشير عبد الله السكرتير الاجتماعي عوض حسين, مبارك حاج البشير سكرتير رياضي نائب رئيس الاتحاد محي الدين تلب, وقد قامت هذه الدورة بأعباء التأسيس وإنجاز دستور الاتحاد العام وإطلاق العديد من البرامج الطموحة .. كان رئيس الاتحاد الأخ عبد السلام محمد علي من أبناء قرية ود السيد ريفي رفاعة كان شخصية متميزة .. طلق الوجه سمح الحديث قاد حركة توحيد الطلاب السودانيين بحنكة سياسية وورع شديد فقد كان لا يخطو خطوة دون استشارة المجلس ومكتب التنظيم وقد تخرج بتقدير جيد.

    وتوالت دورات الاتجاه الإسلامي:

    دورة الأخ/أحمد البشير عبد الله / كلية الهندسة
    دورة الأخ/ عثمان ميرغني الحسين كلية هندسة شبرا
    دورة الأخ/ السماني أحمد العوض / هندسة القاهرة
    دورة الأخ/ نادر السيوفي / زراعة القاهرة
    دورة الأخ/السمؤل خلف الله القريش/لغات وترجمة الأزهر
    دورة الأخ/ محمد عبد العزيز / هندسة القاهرة
    دورة الأخ/ عبد القادر إمام / هندسة القاهرة

    وسوف أعود لاحقاً للتفصيل في أمر الاتحاد العام للطلاب السودانيين.
                  

04-26-2009, 11:32 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (13)

    كانت السنة الإعدادية في كلية الطب من اصعب السنوات الدراسية إذ فقدنا فيها ثلاثة من الإخوه السودانيين لم يستطيعوا توفيق أوضاعهم والتأقلم مع طريقة الدراسة والامتحانات بمصر فهنالك اختلافات كبيرة بين طريفة التدريس والمنهج وفلسفة الامتحانات فامتحانات السودان كانت تقوم على فكرة فهم السؤال نصف الاجابه ويكون امتحان الذكاء واحداًُ من أهم الأسس ويقوم الطالب بفهم المادة بعمومياتها وبعد ذلك يعبر بما يروق له أما في مصر فالأسئلة مباشرة ولكنها تحتاج إلى إجابات محددة ومحفوظة وكثيرة جداً كانت الجامعات على كثرتها تبتعث الأساتذة إلى الخارج لينهلوا من العلوم التربوية الحديثة ويعودوا بعد ذلك ليرقوا جامعاتهم بخبرات كبيرة وكان بعض الأساتذة ممن عادوا نهائياً من دول الغرب خصوصاً بعد الانفتاح الذي بدأه الرئيس السادات وجو الحريات الذي بدأ يلوح في الأفق وفوق ذلك كان أساتذة الجامعات يستمتعون بوضع مريح وكان أمنية أوائل الدفع الحصول على درجات ممتازة في كل السنوات حتى يتمكنوا من المنافسة لأخذهم مساعدي تدريس لأن فرص التوظيف والتحضير مضمونة وأساتذة الجامعات أعلى السلم الوظيفي في مصر وهي الطريقة إلى العيش المضمون وبناء الأسرة وتعليم الأبناء وللحضارة العريقة والمدنية المتأصلة في مصر فقد ثبتت أعراف الأسر وتنافسها في تعليم الأبناء وخطورة امتحان الشهادة الثانوية لأنها المدخل للتعليم الجامعي وكان التفاخر بالأبناء الذين يحرزون مجاميع عالية. وقد كانت مصر تتحول إلى معسكر مقفول أيام الثانوية فيمنع فتح الراديو بأصوات مرتفعة وتوقف المسارح وتقل الأفلام ذات البعد الجماهيري في السينمات ويجند خطباء المساجد أنفسهم لدغدغة مشاعر الأباء وذلك بالدعاء مطولاً لأبنائنا الممتحنين وكان اهتمام الأسر بأبنائهم عظيماً جداً أذكر أننا في فترة الملاحق نزلنا بفندق النهر كالعادة وكان أحد الطلاب المصريين لديه ملحق فحضرت معه أمه وأبيه وحجزا غرفة مقابلة لغرفته التي حجزاها له وحده وصارا يقومان بخدمته من ليمون وقهوة وشاي ونحوه وفي الصباح تودعه أمه قائلة "راجع الامتحان كويس .. وعندما تنتهي ترجع على طول ما تكلمش حد" ويرد حاضر يا ماما .. فأتعجب واشكر لوالديه هذا الاهتمام وهذه المتابعة والشيء بالشيء يذكر أذكر أنني في سنة "الانترميديت" أي السنة الفاصلة بين المواد الأساسية والمواد الإكلينيكية أرسل لي صديقي أسعد ياسين حسين خطاباً رفيعاً .. يخبرني فيه بأن لي كما له أيضاً ملاحق في مادتي الكيمياء الحيوية والتشريح وختم الرسالة بأن السجن للجدعان, وأخبرت الوالدة أن لي ملاحق وعليَّ الرجوع فوراً إلى مصر لأدائها .. فهمت الوالدة أن ذلك دليل أهمية طالما استدعوني بخطاب خاص واخبروني بالملاحق ونشرت الخبر في القرية "ولدي ما إن وصلني حتى اخبروه بأن له ملاحق ورجع من فوره" وتلقيت الإعجاب والثناء على تلك الملاحق اللعينة ! وقد كان بعض الطلاب يخفون على ذويهم أخبارهم الأكاديمية مطلقاً وفي حين يظن ذووهم أنهم على وشك التخرج فإنهم ما يزالون في السنة الثانية أو نحوها وقد كان في كل مدينة من مدن مصر ذلك النوع من الطلاب الذين يقال لهم العمد وقد كان أحدهم من الذين حضروا مع بزوغ فجر أكتوبر وعاصروا كل الحقب وهم بمصر وكان على رأسهم "السيد المحافظ".
                  

04-28-2009, 08:33 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (14)
    أنتظم أمر الاتجاه الإسلامي والاتجاهات الأخرى وصارت المنافسة الطلابية على أشدها وفي أسيوط أذكر أن آخر رابطة طلابية تكونت كان التنافس بين الطلاب المستقلين وطلاب الاتجاه الإسلامي شديداً وأذكر أن أحد البيانات النارية المتبادلة بيان كتبه قاسم برنابة "ابن الجنوب المسلم" وكان آنذاك مع المستقلين بلغة عربية رصينة وآيات قرآنية استهلها "يخادعون الله ورسوله وما يخادعون إلا أنفسهم" وكانت القراءات المعهودة لأهل السودان وما يخدعون إلا أنفسهم .. كان ذلك البيان ملئ بالشعر والأدب وقد رشحه لملاحقة الاتجاه الإسلامي له ومتابعته حتى أصبح من أعمدة الاتجاه الإسلامي بطنطا التي تحول إليها تضامناً مع بني جلدته حين قامت المشكلة بجامعة أسيوط .. وكان أيضاً من أعمدة الاتجاه الإسلامي بطنطا الأخ/ موسى المك كور ابن مك الشلك وقد كان متديناً وفصيحاً في لغته العربية مع بنيه ممشوقة وقسامة تشتهر بها قبيلته وكانت البسمة لا تفارق وجهه.
    كانت المنافسة على رئاسة الرابطة بين محمد نور الدين عن المستقلين ومعتصم ميرغني زاكي الدين عن الاتجاه الإسلامي وكلاهما كان في كلية الزراعة ويتمتعان بقبول واحترام من القاعدة الطلابية ورجحت كفت الأخ/ معتصم ميرغني بثلاث أصوات فقط وقد كان حتى ذلك الوقت يتم الترشيح لرئيس الرابطة منفرداً ثم على المجلس وبعد ذلك بدأ عهداً جديداً وذلك بإجازة دستور الاتحاد العام وصار التصويت يتم على قائمة كاملة واللجنة المنتخبة تنتخب رئيسها وذلك الاتحاد الجديد بدأ باستئجار دار جديدة بشارع النميس بأسيوط كانت واسعة ومريحة وكانت بالقرب من نادي الشباب المسيحيين (لواي) الذي يتميز بقاعات وميادين فسيحة. وكانت إدارات النادي متسامحة جداً وتعطينا مرافق النادي مجاناً وأحياناً بأجور رمزية تماماً كما تعامل المسيحيين ولم نشعر يوماً حيالهم بأي نظرة عدائية عكس التنافس القائم بينهم وبين الجماعات الإسلامية أو بعضها . وأذكر هنا زملائنا بكلية الطب بيتر أخنوخ ووليم آخنوخ وكانا من أبناء بورتسودان وكانت كنيستهم بالسودان تراسلهم باستمرار وتطلعهم على الأخبار .. فقد أقمنا في ذلك النادي كل جمعياتنا العمومية ونشاطاتنا الرياضية وندواتنا التي كانت ضمن الأسبوع الثقافي الاتحاد العام للطلاب السودانيين بعد تكوينه وأذكر أننا استهللنا نشاطاتنا باستضافة فرقة الفاضل سعيد المسرحية وكان المسئول الثقافي للاتحاد الأخ/ حمزة السراج وكان عليه متابعة الفرقة والسهر على راحتها وقد أعد لهم إقامة مريحة وأدوا عرضهم الأول وأبدعوا وفي اليوم التالي يبدو أن أحد أفراد الفرقة سأل عن شئ لا يروق للأخ/ حمزة السراج فأقام الدنيا ولم يقعدها وهو من التديَّن الذي لا يقبل المفاصلة وطالت المشكلة أعضاء الاتحاد العام لماذا يرسلون لنا أمثال هذه الفرق ولاحقاً لم تنعم أسيوط بالممثلين والفنانين الذين يأتون ضمن برامج الاتحاد العام وإنما يرسل إليها المحاضرون فقط وأذكر أننا كنا نستقبل في أحد الأسابيع الأستاذ حسن مكي وقد حجزنا النادي وحشدنا الطلاب وكانت المحاضرة بعنوان "تاريخ الحركة الطلابية" فلما تأخر في الوصول صرفنا الطلاب وقررنا أن تقوم الندوة مساء الغد وعندما حضر الأستاذ حسن مكي وعلم بالموقف غضب وقال نحن نأتي إلى منطقتكم البعيدة هذه وأنتم لا تصبرون ساعة واحدة انتظاراً وأصر على الرجوع في اليوم التالي لأن برنامجه لا يسمح بذلك .. فانتشرنا في كل أسيوط راجلين وأصحاب عجلات وحشدنا القدر المعقول في دار الاتحاد وقامت الندوة وأذكر أن الاتحاد العام قد وزع كتيباً صغيراً بمفهوم الندوة وكانت تؤرخ للحركة الطلابية بجامعة الخرطوم فقط.
                  

04-29-2009, 12:34 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (15)


    وقد ساعد الاتجاه الإسلامي في الانتشار الظرف الخاص بمصر فقد كانت الجماعات الإسلامية تملأ الساحة وتسد الأفق ببرامجها الثقافية الدعوية مما شكل لنا برنامج ثقافي مفتوح ... وكان لمشاركة الحركة الإسلامية بعد المصالحة الوطنية في السلطة بقيادة الرئيس جعفر محمد نميري ودخولها الاتحاد الاشتراكي سنداً وحماية ولو غير منظورة من الجهات المصرية فانتشرت عضوية الاتجاه الإسلامي وتحركت بصورة فاعلة في كل الجمعيات والروابط الطلابية واذكر أن الروابط كانت تقوم باسم الكليات وأننا في كلية الطب جامعة أسيوط كانت رابطتنا تسمى "توتي" وكان رئيسها الأخ/ حسني أحمد عبد الله من سكان عطبرة وكان نصفه سودانياً والنصف الآخر من اليمن .. وهو نتاج حقبة تاريخية كان السودان قبلة للتجار من اليمن الشقيق وكان من أعمدة الرابطة الأخ/ صلاح كرجويل الذي كان صديقاً للجميع .. كان لاعباً وحكماً مؤهلاً في دوري عطبرة .. وكان يلبس ساعته باليمين ولكنه ليس منتمياً لأي جهة ولا حتى المستقلين فقد كان يلتقي عنده الجميع .. وكان الأخ / عادل قريش وشقيقته فايزة من أبناء الجالية السودانية ..
    وفي مصر جاليات سودانية عريقة وكانت أعدادهم كبيرة لذلك عمد الاتجاه الإسلامي إلى العمل وسطهم وبحكم نشأتهم الدينية المحافظة فقد كانوا الأقرب للاتجاه الإسلامي ولو على سبيل التصويت في الانتخابات وكانت أيضاً الأخت محاسن بيلو من أوائل طالبات الاتجاه الإسلامي بأسيوط.
    واذكر في تلك الفترة أن الطلاب بأسيوط قد فجعوا باعتقال قيادات الجبهة الديمقراطية وكان منهم عادل مصطفى بكلية الطب وعادل بلاش بكلية الهندسة وفيصل علي الخضر بكلية التربية وعماد النور بكلية العلوم وآخرين ويبدو أن ذلك الاعتقال طال كل المدن المصرية ولكنهم بحمد الله أفرج عنهم وعادوا الىكلياتهم دون أن يبعدوا وأكملوا دراستهم ولم يبدلوا نهجهم ولم يتزحزحوا عن طريقهم في ذلك الوقت.
    كان الاتجاه الإسلامي في خارج السودان ينمو بصورة كبيرة وذلك بعد أن تولى الدكتور التجاني أبو جديري أمانة العلاقات الخارجية بالحركة الإسلامية بالسودان فقد كان عائداً لتوه من أمريكا بعد أن طرده نظام جعفر نميري في بدايته من كلية البيطرة وقد كانوا يقولون أنه يجند للحركة الإسلامية كل من يلتقي به حتى كاد أن يجند بقر البيطرة .. وبعد عودته أطلق مع آخرين مشروع منظمة الدعوة الإسلامية التي تعمل بوسائل علمية حديثة تماثل العمل الكنسي المحكوم بدراسات ووسائل ضبط وطرق حديثة في الوصول إلى المحتاجين والدعوة بالسلوك قبل الدعوة بالكلمة .. أما في مجال العلاقات الخارجية فقد أعطى الطلاب بمصر أولوية خاصة وميزانية مفتوحة لمضاعفة أعدادهم وقد تشاور معهم في عمل لائحة جامعة بأفكار مستنيرة تستوعب أكبر عدد من الطلاب ونشاطاتهم .. وقد أصبح هنالك معسكراً سنوياً بالخرطوم في الإجازة لطلاب الاتجاه الإسلامي بمصر تحضره القيادات ومن يليها وكان نجمة الساطع الدكتور حسن عبد الله الترابي وأذكر في معسكر ذلك العام والذي كان بمنطقة شمبات حضر الدكتور حسن الترابي إلى المعسكر فأشاع جواً من الفرح بين الحضور وقدمه الطالب عبد الله أحمد عثمان من القاهرة وكان متحدثاً لبقاً استعد لذلك التقديم بكل ما أوتي من حصافة ولغة .. وكان المتحدث يأسر القلوب ويمارس بعضاً من التنويم المغناطيسي فقد تمرس على مخاطبة الطلاب وملامسة عقولهم بخبرة عملية كبيرة وتجارب من الشرق والغرب واحترافية عالية في الخطاب فأخذ الجميع جرعة عالية في الحديث عن مستقبل الحركة الإسلامية وأنها إن شاء الله إلى صعود وتلك ميزة الرجل أنه دائماً يعيش في المستقبل ولا يكثر الوقوف مع الماضي والحاضر مهما كانت الأوحال التي يخوض فيها .. وقد فند في عجالة الآراء التي ما زالت ترى أن دخولنا إلى الاتجاه الإسلامي السودانية والأخوان المسلمين بمصر دون الخوض في تفاصيل الاختلافات. كان مركزاً على تصويب النظر إلى المستقبل دون الالتفات إلى أشواك الاتحاد الاشتراكي حينها أو الانشغال بماضي ثورة مايو وسجونها وتشريدها ومقاتلتها وتقديم الشهداء في حربها وقد كان لطلاب مصر نصيب في ذلك كعبد الإله خوجلي الذي كان يدرس الطب بالقاهرة . وقد الحق بطلاب مصر الطلاب السودانيين بالخارج من السعودية وباكستان وغيرها وقد ظل هذا المؤتمر الجامع يعقد سنوياً لتقويم الأداء وتجويده وسن اللوائح الناسبة لمقابلة الاحتياجات المتجددة وقد تطورت الفكرة بعد ازدياد عدد الطالبات بالاتجاه الإسلامي إلى إقامة معسكر منفصل للطالبات واذكر أننا اتصلنا بالأخ/ سليم علي أحمد لاستعمال عمارته الجديدة التي لم يكن قد سكنها بعد بحي الصبابي ... وزرناه في منزله بأم درمان ورحب بنا بكل أريحية وعرفناه بأننا من طلاب مصر وكان الأخ/ عبد المنعم حمدتو يعرفه جيداً وفي الحقيقة الأخ/ عبد المنعم حمدتو كان يعرف مجموعة كبيراً جداً من الأخوان القياديين ويبدو أن الأعداد لم تكن كبيرة جداً...وعرضنا على الأخ/ سليم الأمر فلم يزد على أنه قال إذا كانت تصلح لهذا العمل فلا مانع عندي وقد قام المعسكر رقم الصعوبات الجمة في ذلك الوقت من إحضار الطالبات والمحاضرين دون أن تلفت انتباه رجال الأمن الذين كانت لهم احترافية عالية جداً وتلقوا تدريبات مكثفة داخل وخارج البلاد. وصارت الإجازات مواسم كبيرة يرفد بها طلاب مصر العمل الثقافي بالسودان وذلك بقيام معارض الكتب السنوية التي ساهمت فيها العديد من دور النشر بمصر وكانت تقام بميدان أبو جنزير وكانت تصاحبها ندوات قوية كانت إحداها الندوة التي حمل فيها الدكتور الترابي على نظام الرئيس نميري رقم مشاركتنا له وأذكر أنها أحدثت جدلاً داخل الحركة الاسلامية وكانت بعض قيادات الحركة ترى أننا لم نصل إلى حد المفاصلة فلماذا يستعجل الدكتور الترابي وينتقد النظام ومن عجيب الصدف أن ذلك النقد اللاذع استعملناه للدفاع عن مواقفنا إضافة إلى سجن الرئيس جعفر نميري لقيادات الحركة الإسلامية في آخر عهده ورب ضارة نافعة .
    عدنا إلى الدراسة وبمجرد عودة بعض أعضاء مكتبنا بأسيوط طلب الأخ / حمزة السراج اجتماع للمكتب لتنويره لبعض التطورات الهامة بالسودان وتم الاجتماع وكان أن فجر قنبلة انشقاق الحركة الإسلامية بالسودان وأطنب في الدفوع الفقهية والتفنيد اللاذع لآراء الدكتور الترابي وكان على رأسها حديث الذبابة والذي نقل فيه أن الترابي قال أنه يأخذ برأي الطبيب الكافر ولا يأخذ بهذا الحديث والذي فحواه إذا وقع الذباب بإناء أحدكم فليقسمه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء وبعد ذلك تطرق إلى مدى مشروعية الدخول مع نظام الرئيس جعفر نميري والاتحاد الاشتراكي وعرَّج إلى علاقة الحركة الإسلامية بتنظيم الأخوان المسلمين في مصر وتشعب الحوار ... وفي الحقيقة عندما كنا بالسودان لم نسمع بكل ما قاله الأخ/ حمزة ويبدو أن الموضوع قد تفاقم فعلاً بالسودان ولكنه لم يجد أذناً صاغية عندنا وقلنا له سوف نتصل بإخواننا بالقاهرة لنأخذ رأياً جماعياً وفعلاً سافرت ليلاً بالقشاش إلى القاهرة لأقف على حقيقة الأمر فوجدت أن الموضوع لا يجد الاهتمام الكافي أو لعله لم يصل إليهم في القاهرة بعد . ولم يمضي وقت طويل حتى زارنا بأسيوط الأخ/ عبد الله أحمد يوسف خريج بيطرة الخرطوم وعمل لقاءً بنا مجتمعين وقد احتد النقاش معه وقال بالحرف أننا مهما اختلفنا فقهياً فنحن أخوة ويبدو أن الأخوة في القاهرة انتبهوا للموقف فجمعوا مادة ثرة حول الموضوع وبعض الردود الفقهية ولأول مرة دخل مصلح علم الحديث في النقاش وانتبهنا لأحاديث الآحاد ومدى حجيتها .. ودخل الفقه بقوة وكان علينا أن نلحق بالركب فاشترينا الباعث الحثيث في شرح مصلح الحديث وأصول الفقه لعبد الوهاب خلاف وكتاب آخر لأبي زهرة بنفس العنوان وانتشرت الفكرة القادمة من الخرطوم وشملت بعض الطلاب بطنطا والإسكندرية وشبين إضافة إلى أسيوط ولما تصاعد خلافنا أرسل إلينا الأخوة بالقاهرة الأخ/ آدم سيد التقلاوي من شبين الكوم وكان حاسر الرأس يلبس ساعته باليمين وجلباب تماماً كجلباب الجماعات الإسلامية يساعده لونه في ذلك فأخذ قطار الصعيد ونزل بأسيوط وقابل أحد المستقلين الذي استضافه وقاده إلينا وقابل الأخ/ حمزة السراج وأبلغه قرار المكتب بالقاهرة بالمفاصلة واستحفظه أسرارنا التي معه وسره الذي معنا محفوظ وكانت الجلسة مقتضبة وسافر بعدها التقلاوي مباشرة إلى القاهرة وظلت علاقتنا بالأخ/ حمزة السراج جيدة من الناحية الاجتماعية إلا أنه لم يعد عضواً معنا بالحركة الإسلامية
                  

04-29-2009, 04:33 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (16)

    وتبلورت حركتهم وأصبحوا تنظيماً له قواعد قليلة ولكنهم من خيرة الأخوة المتميزين بالالتزام الصادق بالأحكام الفقهية والذين لا يميلون في الغالب إلى النواحي السياسية وقد أطلق عليهم اسم "الحبرتجيه" نسبة للأخ/ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم الذي يبدو أنه كان مسئولاً لذلك التنظيم .... وظل الأخ/ حمزة السراج بأسيوط حتى تخرجه في كلية البيطرة على صداقته للأخوة في الاتجاه الإسلامي دون الالتزام معهم .. فقد كان رجلاً خلوقاً ومتحدثاً لبقاً وقد حضر إلى مصر لاحقاً الأخ/ مطرف صديق وقد كان بالسنة النهائية بكلية الطب بجامعة الخرطوم وزارنا بأسيوط شارحاً أبعاد الخلاف ومدافعاً بحرارة عن آراء الدكتور الترابي وقد زاد مجيئه الأخوة ثباتاً على ثبات وقد ازدادت أعداد طلاب الاتجاه الإسلامي وأذكر من القيادات التي لحقت باسيوط الأخوة عثمان الأمين أبو قناية والأخ/ عبد الرحمن بشر , والأخ/ بلال عثمان , والأخ غانم عثمان , وأذكر أنه يتميز بشنطة يحملها ليلاً ونهاراً كعصى موسى وعندما سألناه ماذا يحمل بداخلها قال أنه تعود على حملها منذ الثانوية وصارت جزءاً مكملاً من هندامه .. والأخ/ عثمان محمد علي والأخ/ كمال زمقان من أبناء حلفا الجديدة كان صادقاً في توجهه وكان شعلة من النشاط .. والأخ/ سر الختم نقد بكلية الهندسة وهو من المؤسسين بأسيوط كان يجيد الخطوط والفنون وخاصة فن الصمت والكلام بقدر الحاجة.
    كانت نهاية العام الثالث بأسيوط تعادل نهاية "الأنترميديت" أن السنة الأول كانت تعادل السنة الإعدادية وأذكر أنني بعد نهاية امتحانات الملاحقة اتفقت مع الأخ/ أسعد ياسين حسين على زيارة أهله بقنا وكانت صداقتنا قد توطدت وصار صديقاً لكل السودانيين وصلت محطة القطار بأسيوط باكراً ومحطة القطار هي الرئة التي تتنفس بها مدن الصعيد خاصة ومدن مصر جميعها وسلك حديد مصر عتيقة النشأة متطورة مع الزمان محافظة على المواعيد وأخلاقيات المهنة وتخدم كل فئات المجتمع فهنالك القطار المجري وهذا النوع من القطارات درجة أولى ولا يقف إلا في رئاسة المحافظات وهو نظيف وسريع ولكن سعر التذكرة فيه مرتفع نسبياً .. يليه في الأهمية القطار المفتخر وهو أيضاً سريع ولكنه يقف بالإضافة إلى رئاسة المحافظات في المدن الكبيرة ولكنه يتجاوز الكفور والنجوع .. أما النوع الثالث والأخير فهو القطار الشعبي المسمى بالقشاش وهذا القطار سريع جداً وكل عرباته درجة ثالثة ولكنه يقف في كل الكفور والنجوع والركوب فيه متعة لا تضاهى فهو يحمل الصعايدة بقفافهم المليئة بالأكل في تزاورهم بين القرى وأحياناً البط الحي والأسرة جميعها تذهب من منطقة إلى أخرى وتسمع الجلبة والضجة والضوضاء في الصعود والنزول ..وأحياناً يطلق عليه الوابور ولعل منه الأغنية الشعبية "ياوابور الساعة اطناعشر يا الرايحه عا الصعيد.. أنا قلبي معاك مسافر والشوق عليّ يزيد" ولطالما "قشينا" أي ركبنا القشاش إلى القاهرة فقد كانت التذكرة بجنية وخمسه ساق "قرش" وهذه التسعيرة ثابتة لفترة طويلة والأسعار في مصر تتصف بالثبات وحتى ذلك الوقت كان القرش "الصاغ" ما زال في الخدمة فالجرنال أو الصحيفة كانت بقرشين ونصف و"الحاجة الساقعة" أي المشروب البارد من بيبسي وكولا وسفن أب بقرشين ونصف .. ووجبة الفول بكل ملحقاتها بخمس قروش وفي مطاعم مصر العيش أو الخبز ليس بالحساب .. يضع أمامك في الطاولة مجموعة كبيرة من العيش البلدي "الجينز" وفي الحقيقة اعتدال الطقس في مصر والطبخ الشهي يجعل الإنسان يجاري أهل مصر في الأكل بشهية مفتوحة وبكميات كبيرة وبإقبال وطقوس حمد وشكر لله الرزاق الكريم ..
    كان القشاش يأخذنا ليلاً من أسيوط ونصبح في القاهرة ونذهب للسفارة السودانية ونقضي حاجاتنا وفي المساء نعود لنصبح في أسيوط وكان هذا البرنامج مريح للطلاب وفي نفس الوقت غير مكلف كركوب المجرى أو المفتخر وترتبط كل مدن الصعيد بالقاهرة بشبكة باصات مكيفة ومريحة وأيضاً تكاسي بالنفر "طرحة" وهي في الغالب الأعم من ماركة البيجو الفرنسية وهي رحلة ممتعة من النكات والمسافرين الذين يلتقون ولأول مرة تبدأ الرحلة بالصلاة على النبي المختار وشريط تلاوة من القرآن الكريم من الشيخ / محمد صديق المنشاوي ثم بعد ذلك شريط أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ ويبدأ "التعفير" أي التدخين وكان السجائر المحلي السوبر كيلو باترة بثمن زهيد لذلك يصر عليك الجميع لتدخن معهم ويستغربون من شاب لا يدخن.
    أخذت قطار المفتخر إلى قنا وقد ممرنا بالسوهاج ونحن متجهون جنوباً ونزلت بمدينة قنا لأول مرة . نفس الوجوه ونفس المباني والحنطور الذي يمر وسط الشوارع والمرأة الصعيدية تجوب الشوارع متلفحه بالعباءة السوداء ونادراً ما تصادفك امرأة تلبس الموضة إلا بالقرب من الجامعات أو المكاتب الحكومية.
                  

04-30-2009, 09:03 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (17)
    ذهبت إلى موقف "التكسي بالنفر" وهي كالحافلات عندنا في السودان وسألت عن السيارة التي تذهب إلى .."المحروسة" أو اسمها القديم "البلاص" وركبت فيها وسألت من يجلس بجانبي للتأكد من أن وجهتي صحيحة وامتلأت السيارة وصار الناس يتكلمون وللحقيقة بالرغم من أنني لي مدة في مصر لم أفهم موضوع الحديث لأنه بلغة صعيديه قحة ... حروف مليئة وكلمات تخرج كالطلقات وإسراع وجر للكلمات أحياناً واخذ الناس يصعدون وينزلون على طول الطريق .. مجموعة كبيرة من القرى التي تحيط نفسها بالمزارع وتدفن جسدها وسط الأشجار والغيط المصري المشهور كل الأسرة داخل المزرعة والترع التي تشرب منها الجاموسة والجاموسة تكاد تكون مقدسة فمنها الحليب وبها تحرث الأرض وتسقى أحياناً ومن روثها توقد النار ..أو تسمد الأرض فهي حيوان منتج وصديق للجميع والأطفال يتحلقون حول جاموستهم بعشق وشقف ومن أوتي قطعة أرض يزرعها وجاموسة تدر على عياله فقد حيزت له الدنيا ولا سيما لو اكتمل "ببارودة" يحضر بها الأفراح ويحتقبها في سفراته ويأخذ بها ثأره إن دعت الضرورة و"التار" أو الثأر أمر شائع في الصعيد وهو لا يرتبط بالقاتل فقط وإنما يرتبط بكل عشيرته وبالناجحين منهم فقط .. وأذكر أن أحد الطلاب بكلية الطب بجامعة أسيوط كان عليه ثأر وكان يحمل مسدسا دائماً وفي يوم من الأيام تسلل إليه أحد أفراد العشيرة الأخرى وهدده قائلاً "يا واد ما تخلص تخلينا نخلص عليك" أي أسرع لتنهي دراستك وتتخرج طبيباً وتكون مهماً وعندها سوف نقتلك ونأخذ بثأرنا لنفجع فيك قومك .. ولمهنة الطب بريق وأي بريق بمصر وأذكر أننا كنا نعرف أنفسنا بكل فخر أننا طلاب بكلية الطب البشري وتقولها باللغة الإنجليزية "Medical Students " لأن الطبيب في مصر حينها في أعلى سلم الكادر الوظيفي والأهمية المجتمعية ولمصر تاريخ قديم وحافل في تدريس الطب ولها علماء كبار لهم مساهمات وعمليات تدرس عالمياً كالدكتور حساب وعمليته المشهورة في استئصال البنكرياس .. وهنالك أساتذة لهم كتب ومراجع كالرخاوي في التشريح ونور الدين الكبير ونور الدين الصغير وهذه كتب تشريح ألفها الدكتور نور الدين وهما كتابان واحد بتوسع والآخر باختصار فيبدأ الطالب بالكتاب الكبير وعندما تقترب الامتحانات يدرس في الكتاب المختصر.
    وقفت السيارة بالمحروسة ونزل مرافقي وبعد عبورنا لجدول صغير انحرفنا ناحية اليمين ووجدنا أنفسنا في داخل الكفر أو الحلة .. بيوت طينية مبنية من طابق واحد وأحياناً من طابقين وتحيط بها الزرايب للمواشي وطرق ضيقة متعرجة تتخللها وفي وسطها يقوم المسجد وهو مبني من الطوب على نفس الطراز الموجود بالسودان ودائماً المساجد في القرى تكون في وسطها كأنها محور الارتكاز .. ويبدو أن المساجد في مصر والسودان متوحدة في الطراز والبناء. فجامع فاروق بالخرطوم أو الجامع الكبير هما نسختان لجامع عمر مكرم بالقاهرة أو أي جامع آخر .. وبالقرب من الجامع هنالك بيت كبير من الطوب تحيط به الأشجار ويبدو أنه مقلق منذ مدة طويلة وحواليه مباني من الطين وزينت واجهاتها بالطوب تحيط بها "دكة" أي جدار سميك من الطين مطلي في أعلاه بالأسمنت يتخذ للجلوس ويطل على ساحة لا يفصلها عن ذلك البيت المقفل إلا بعض أمتار وأشار لي إلى الباب وقال لي هذا بيت "العمدي" فنظرت إليه باستغراب ورد قائلاً هذا بيت زميلك أسعد فتركني وانصرف وطرقت الباب ولم يكل متني ففتحت لي صبية لم تتجاوز العاشرة وحدقت في وجهي مبهوته .. إنسان أسمر البشرة طويل .. ملتحي .. وعلى خديه علامات بجانبين ويتهندم بالبنطال والقميص وتبدو نظراته غير عدائية فكتمت ضحكة وانتظرت مني أن انطق وتود لو تكون بلغة مفهومة لديها فسألتها عن أسعد وحينها آتى صوت من الداخل "يا بت يا سناء مين حداك" فرجعت مسرعة وأخبرته أن أحداً يسأل عن أسعد .. فجاء العمدة مسرعاً عمدة بحق وحقيقة أهلاً .. يا مرحباً تفضل .. أهلاً يا مرحبا ... تفضل هكذا أخذني إلى تلك الدكة وأحضرت لنا سناء مساند لنجلس عليها وفي لمحة بصر جاء الشاي الأسود المكرر وليس عليه سكر وأصر العمدة تفضل .. يا مرحب تفضل أشرب وأرسل في ذلك الوقت إلى أسعد الذي عاد مسرعاً وسلم عليَّ وأخذ مني كباية الشاي وهو يضحك "هروك أولاد الايه" واحضر لي ماءً وعرفني على والده واخبره بأنني من السودان فرد الوالد "أجدع ناس" وتركنا العمدة ودخل بيته وعلمت أنني أصاحب أبن عمدة البلد كلها .. كان أسبوعاً حافلاً فقد احتفي بي أهل الصعيد كعادتهم وأظن أنني السوداني الوحيد الذي يتوغل في هذه النجوع فكان كرمهم الفياض وبشرهم المستمر المتدفق عامراً. كنا في الأمسيات نجلس على الدكة ويشاركنا العمدة بروحه الشابة وضحكاته المجلجلة والطرفة والملحة والنكتة لدي الأخوة في مصر شيء طبعي يجري في دمائهم في تلك المجالس للشباب في سننا أبو هلال والطايع ووليم .. ووليم هذا كان فاكهة المجلس وأكثر من يشادد عم العمدة مخاطباً إياه "آبا العمدة وعند سماعك الاسم تظن أنه مسيحي لكنه مسلم سمته أمه كذلك لأن أبناءها يموتون ومثل هذه العادة موجودة في بعض قري السودان .. تعرفت على أسرة أسعد فوالدته كانت امرأة فاضلة وقد كبر أولادها وكان أصغرهم أسعد وتخرجت بناتها من الجامعات وتنازلت عن عم العمدة لامرأته الجديدة التي تجاورها في السكن وبناته الصغار لكن حسه لم ينقطع عن الدار ... أخته الكبرى درية استضافتنا بمنزلها بمدينة قنا وكانت فرصة سانحة أن نزور الشيخ عبد الرحيم القناوي فالضريح أيضاً يماثل طريقة الأضرحة المنتشرة عندنا في السودان والذين يقصدونه للزيارة من الفلاحين على قلتهم يماثلون أهلنا في القرى وله ساحة كبيرة علمت أنها تمتلئ عن آخرها في أيام المولد والأعياد وحوليته رضوان الله عليه. كانت الموائد مليئة باللحم من فراخ وأرانب وطبيخ ذو نكهة مميزة وإصرار على الضيف أن يأكل مها امتلأت بطنه تماماً كما يفعل أهلنا في القرى وكنا نظن أن الكرم قد حط رحاله بالسودان ولكنه ضرب أطنابه بصعيد مصر ويماثل هؤلاء أهلنا حتى في لون بشرتهم التي تحرقها الشمس وتجعلها تميل إلى الحمرة والاصفرار في جلابيبهم المميزة وشالاتهم الكبيرة و(البارودة) أي البندقية التي لا تفارق الكتف كعصاة أهل البادية عندنا .. نظم لنا الشباب رحلة إلى الأقصر فأخذنا "السيارات بالنفر" وحملنا عليها عجلات وهي لا تبعد كثيراً عن قنا في عمق الصعيد وتجولنا في وادي الملوك والبر الشرقي والبر الغربي ومتحف الضوء والصوت .. وكانت الحضارة في أبهى معانيها والعراقة في اجمل صورها ... عندما نزلنا في وادي الملوك إلى أحد المقابر كان طلاؤها جديدا ًوكان الرسام قد وضع ريشته قبل أن ندخل إلى المكان فوقفت مبهوتاً ولا شعورياً مددت يدي لأتأكد أن هذا الطلاء قد جف فعلاً وتفصلني عن الرسام ألاف السنين .. وكان إبداع حضارة النيل القديمة .. وتجولنا في المعابد والقصور وكان هنالك العديد من السياح الأجانب ومعهم المرشدين يقصون عليهم قصص الحضارة بشتى لغات العالم .. كانت الأقصر مدهشة والمدهش فيها استعداد الملوك للبعث والقيام مرة أخرى وإذا كانت هذه مقابرهم فكيف كانت منابرهم ويبدو أن اهتمامهم بالآخرة كان أكبر من اهتمامهم بالعاجلة وإلا لما درست الدور وبقيت القبور والدهر لا يبقى على شئ ولله البقاء والخلود. رجعت من المحروسة وأنا أحمل ذكرى أهلها وعمدتها الذي بقي خالداً في نفس عشيرته بعد أن غير الرئيس جمال عبد الناصر نظام العمودية والباشوات وبقي ذلك البناء الذي يتوسط القرية وهو محكمة ناظر الخط والد العمدة الرجل المرح الذي يمازح الشباب ويعيش وسطهم وقد قال له وليم مازحاً .. ما رأيك يابا العمدة نزوج لهذا الضيف أحد بناتنا فقال العمدة جاداً "إذا كان بقعد حدانا ما عندي مانع" ودعت المحروسة وأنا أحمل ذكرى طيبة لأهل هذه القرية.
                  

04-30-2009, 07:44 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (18)

    وعدت إلى أسيوط وقد ظهرت النتيجة واتصلت بأسعد تلفونياً أخبره بنجاحنا والعمدة من أوائل الناس الذين تمتعوا بالخدمة التلفونية وأذكر ان رقم التلفون 34 إن لم تخني الذاكرة طبعاً بعد مفتاح المدينة .. وكل القرى في مصر تتمتع بالكهرباء المنتجة من السد العالي .. كان ظهور النتيجة مريحاً جداً فقد تخلصت من الهيكل العظمي الذي اشتريته من أحد العمال بالمشرحة وقد كان مشهوراً ببيع الهياكل العظمية وقد حملته معي في الإجازة إلى القرية فكان مدعاة للزيارة والتفرج على عظام "البني آدم" وأذكر أن ابن أختي لأبي عبد الحفيظ الشيخ العوض وهو في نفس الوقت ابن خالي واكرم به من تشابك اسر قد انتهز فرصة غيابي ووضع الهيكل العظمي على الأرض ووضع كل أجزاءه في مواقعها فصار إنساناً ضخماً طويل الأصابع ولم انتبه لذلك لأنني كنت أدرس كل عظمة لوحدها فالجمجمة من أكثر أعضاء الجسم تعقيداً في التشريح وكذلك أجزاء المفاصل وما يتصل بها من عضلات . ومنذ دراسة الهيكل العظمي صرت أحياناً أجرد البشر وانظر إليهم كهياكل عظمية وجماجم متحركة في الأسواق والطرقات والقطارات لا يميزها لون ولا جنس ولا تتمايز إلا بالطول والقصر . المهم كرتونة الهيكل العظمي مرت على جمارك حلفا ذهاباً وإياباً ولم ينتبه لها أحد وقد تبرعت به لأحد أفراد الدفعة التي تلتنا .. وأذكر أننا أول عهدنا بالمشرحة كنا نتأذى من رائحة "الفورمالين" التي تغمر فيه الجثث .. وكان من سؤ حظنا أن أول جثة نشرحها كانت لفتاة بارزة النهدين وقد تحولا إلى أكياس بلاستيكية ذات لون أصفر يشبه الصديد بعد أن تجمدت المادة الدهنية المكونة لها فتعجبت إلى ماذا يصير ما يشتهي فكانت عبرة بالغة وهذه العبر تحس بها في أول الأمر لكننا أصبحنا لاحقاً ندخل أيدينا في حوض التخدير ونصطاد يداً لميت أو رجلاً أو صدراً أو حوضاً وهكذا لندرس أجزاءها كان الطلاب المتفوقون في مادة التشريح يعينون Dissectors أو مشرحين ويأتي مساعد التدريس ليكمل الشرح ... كانت الأعداد كبيرة جداً ولكننا أحياناً نغتنم الفرصة ونتفق مع عامل المشرحة "عم زكريا" ليخرج لنا يد أو رجل وباللغة الإنجليزية Lower limb, Upper Limb, أي طرف علوي وطرف سفلي ... ساوت اللغة الإنجليزية وفرقت اللغة العربية بين اليد والرجل .. أو ما نريد مذاكرته في غير الوقت المحدد لنا .. وكان معنا كتاب الرخاوي في التشريح وهو كتاب تعدت شهرته مصر إلى السودان وكان طلاب جامعة الخرطوم يطلبونه للمساعدة في دراسة التشريح وقد كان المرجع الإنجليزي كننقهام معقداً ويصعب استخلاص المواد منه بسهولة ولكنه في الحقيقة أشمل وأكثر تفصيلاً . في تلك السنة زارني شقيقي عبد الماجد وهو يكبرني مباشرة وقد كان صنو نفسي في أيام الطفولة .. كانت العلاقات السودانية المصرية في أحسن أحوالها وما كان عليه إلا أن يقطع تذكرة ذهاب وإياب بالخطوط المصرية بمبلغ ثمانية وعشرون جنيهاً سودانياً وينزل بمطار القاهرة ويأخذ تأشيرة الدخول بالمطار وقد وصلنا بأسيوط مستقلاً قطار المجري ولم يجد عناءً في الوصول إلينا بالمدينة الجامعية والمعروف في كل مصر دقة العناوين وتسمية الشوارع وترقيم البنايات .. لا تحتاج إلى وصف المكان بشجرة النيم أو بالطاحونة أو البقالة فالعنوان يكفي ليصل إليك الزائر مباشرة دون عناء .. أمضى معنا اسبوعاً طيبا ً لقي فيه حفاوة بالغة من الطلاب السودانيين وخاصة الأخ البشير حمد البشير الذي كان يشاطرني السكن في غرفة واحدة بالمدينة الجامعية ... وكانت والدته تتحفنا برسائلها في شكل شعر ومنه "سلام ليك ولى المعاك قاعدين .. وما معناه اكلو زين واتغطوًا بالبطاطين" كان من أبناء الكرو ولكنه ولد وتربى بشندي. أخذنا البيجو إلى القاهرة وقد كان أخي عبد الماجد يمتهن السواقة وله عربة خاصة تجارية ومكتوب عليها "البريدو" فأصبح يعرف بها .. كانت العربات والحافلات في ذلك الوقت عبارة عن لوحات متحركة فيها الكثير من الحكم والشعر .. "يالحاق بعيد" ومن لا يحب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر "شكشاكة يا مطر الخريف لطفك يا لطيف" "الزارعنا غير الله اللجي يقلعنا" "هجام فريق أم زين" "الهبرو ملو" "الدكتورة" "الأستاذ" "الدكشنري" "سكاي لاب" وما لايعد ولا يحصى من الكلمات والحكم.
                  

05-02-2009, 12:22 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (19)

    كان الأخ عبد الماجد مبهوراً من حرافة سائقي البيجو فهم يتبادلون السجاير بينهم والعربات تسير بسرعة كبيرة جداً وينبهون بعضهم بطرق مختلفة .وقد نزلنا في مطعم في الطريق وطلبنا بعض الأكل ولكن اللحم لم يطب لنا فلم نأكل منه شيئاً ولما ذهب عبد الماجد ليدفع الحساب أخبر الجرسون صاحب المطعم أن السودانيين لم يأكلوا اللحم فخصمه فقال له عبد الماجد لماذا لما تأخذ حسابه ونحن قد طلبناه فرد قائلاً تريد أن تذهب إلى السودان وتقول أن أهل مصر يأخذون أكثر من حقهم فلفت ذلك الموقف انتباهه.. وفي الحقيقة أهل مصر يحبونها جداً ويحافظون على سمعتها ويرون أنها أعظم بلاد الدنيا "مصر أم الدنيا" ولا تجد مصرياً يسئ إلى بلده مهما كانت الظروف وكأنهم يتمثلون قول القائل :

    بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
    وقومي وإن ضنوا عليّ كرام

    تصبح المدارس ونشيدها المصحوب بالموسيقى "بحبك يا مصر يا أم البلاد .. ونيلك يا مصر .." فمصر والنيل مقدسان أبداً ولذلك قال فرعون مفاخراً "أليس ليّ ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"
    بتنا ليلتنا بفنادق العتبة وكانت تعج بالسودانيين وقد قامت لهم أسواق في مداخل الفنادق يبيعون فيها الشاي والكركدي والمعجون والأمواس .. ويتبضعون الملابس والحلل والأواني وتعلموا ركوب القشاش حتى أسوان ومن ثمّ البواخر إلى وادي حلفا.
    وعندما أخبرنا موظف الاستقبال أننا ذاهبون إلى المطار فجراً قال لنا سوف أحضر لكم سيارة وفعلاً أتانا فجراً وأقلنا إلى المطار وسأله عبد الماجد لماذا تساهر حتى توصلنا فقال له نخن هنا لابد أن نعمل في عدة وظائف فأنا موظف بالنهار وأغطي وردية مسائية في استقبال الفندق وإذا وجدت زبائن أوصلهم إلى المطار .. وفي تلك الأيام كان برنامج السوداني العودة من ا لعمل .. والخروج في العصر إلى الساحات الرياضية وفي العشاء الذهاب إلى الأندية لآن المرتب يكفي كل الاحتياجات وفي مصر بدأ الانفتاح وابتدأ معه ارتفاع الأسعار وقلَّت أسهم الوظائف تدريجياً... ودعت شقيقتي في المطار وسترت دمعتين فرتا من عيني رقم تجلدي وانصرفت إلى أسيوط بعد التذود بمبلغ كبير من المال فاض على المقربين من الأخوة وتلك عادة كانت متبعة وسط الطلاب السودانيين بمصر أي أن البساط أحمدي وفلسفة الأشاعرة كانت مطبقة بدقة بينهم .
                  

05-02-2009, 05:51 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (20)
    أسيوط في تلك الفترة كانت تموج بصعود للحركات الإسلامية كثيف وبتحرك لقيادتها من مرحلة التثقيف ونشر الوعي الإسلامي بين الطلاب إلى مغازلة الحكومات والتدخل في القضايا العالمية وإبراز الرأي المخالف للحكومة في مسألة الثورة الإيرانية وزيارة الرئيس السادات للقدس وبدأت المظاهرات العنيفة والاعتقالات المتكررة ولحضورنا لبعض الأنشطة الثقافية للجماعات الإسلامية أصبحنا هدفاً للاهتمامات الأمنية المصرية وأذكر أنه تمّ استدعائي إلى مديرية الأمن بأسيوط وقد استقبلني أحد الضباط بطريقة مهذبة وأخذ يستجوبني عن بعد .. سألني عن الدكتور حسن الترابي ورأيه في أن مصر تريد أن تعطي مياه النيل لإسرائيل فقلت له لا أعرف رايه ولكن من هو الدكتور حسن الترابي؟ فطوّل باله عليّ وقال لي أزيدك معرفة هو مساعد رئيس الجمهورية جعفر النميري وهو عضو في الاتحاد الاشتراكي .. فقلت له ولكن مصر لا تريد أن تعطي الماء إلى إسرائيل وهي تريد أن تروي سيناء وقد كانت في تلك الآونة تروج فكرة مشروع ترعة تصل إلى سناء وكانت الجماعات الإسلامية تروج أنها سوف تسقي بها إسرائيل انتهت المقابلة وكانت الرسالة أنت بأعيننا ... وخرجت سالماً وما كل مرة بتسلم الجرة .
    أسيوط مدينة قديمة تقع في قلب مصر ولعل اسمها يعني باللغة النوبية الماء القليل وأسوان تعني الماء الكثير .. وينتهي عندها درب الأربعين المشهور الذي يربط غرب السودان بمصر ... وهي عاصمة الصعيد وغالبية سكانها من المسلمين ولكن هنالك أعداد كبيرة من المسيحيين ولا يتميز هؤلاء عن بعضهم .. فنفس الجلاليب الفضفاضة ونفس البارودة على الكتف ونفس اللغة ويبدو أن التعايش بينهم ضارب بجذوره في القدم على الرغم من المشادات التي بدأت تظهر في ذلك الوقت الجامعة القديمة من الناحية الشمالية من المدينة وبها كليات التجارة والحقوق والآداب ويفصلها جسر صغير عن بقية المدينة .. وعلى بعد كيلومترات منها تقع قرية بني مرة وهي مكان مولد الرئيس جمال عبد الناصر .. قريته كبقية قرى الصعيد لا تتميز بشيء أبداً .. أما الناحية الجنوبية ففيها محطة السكة حديد ووسط المدينة والجامعة الجديدة وبها كليات الطب والهندسة و البيطرة والعلوم فهي تقع على مساحة كبيرة ومبنية على أحدث طراز من الجامعات الحديثة وتغيب وسط أشجار كثيفة مزروعة بعناية .. والمعامل فيها مجهزة على أجود طراز . ومصر تراعي التنمية المتوازنة للأقاليم بصورة دقيقة فالجامعات في المينا وأسيوط وسوهاج والزقازيق وشبين الكوم وطنطا لا تقل عن جامعة القاهرة وعين شمس والإسكندرية من حيت الإمكانات والتمويل والأساتذة ... هنالك أساتذة يدرسون في كل جامعات مصر يساعدهم في ذلك انضباط المواصلات والقطارات وثبات المنهج الدراسي فجدول المحاضرات والامتحانات والكورسات ثابت في جميع جامعات مصر وذلك للاستقرار الدراسي والسياسي الراسخ .. فليس هنالك قفل للجامعة مهما كانت المظاهرات والاضطرابات الطلابية وهي ليست بالكثيرة لكنها تحدث فالعملية التعليمية مقدسة وتجد حماية من أولياء الأمور والأساتذة والطلاب .... أذكر أن أحد الأساتذة كان يدرسنا مادة الأنسجة "Histology " وهو يحسنا على المذاكرة والاجتهاد قائلاً "أنتم لازم تعرفون أن السنة الدراسية للطالب بتطلع من عين أبوه" أي أن أولياء أموركم يتعبون جداً حتى يوفروا لكم العام الدراسي لذلك يجب أن تجتهدوا وتنجحوا وللحقيقة الطالب المصري مجتهد أيَّما اجتهاد كان أمرا معتاد أن يجلس الطالب على الكرسي من السادسة مساءاً وحتى السادسة صباحاً وليس له معين غير الشاي الأسود بقليل من السكر والمذاكرة المستمرة ويقولون أن فلان "موس" ما يقطع تلك المذكرة إلا صلاة الفجر وبعدها مباشرة يأتي بائع الفول وهو يصيح "فول ,, فول ,, لوز,, لوز,,," أي الفول يشبه تماماً اللوز .. والفول المصري وتقنيته مشهورة وبعض الطلاب يتندر ويقول "مصر هبة الفول" بدلاً عن المقولة المشهورة "مصر هبة النيل" يتناولون إفطارهم باكراً ويغسلون وجوههم و رءوسهم ويذهبون رأساً إلى المحاضرات وقد حاولنا نخن الطلاب السودانيون مجاراتهم ولكن دون جدوى لا في "التمويس" ولا في تبكير الإفطار وبعد ذلك وبحمد الله في كثير من الأحيان وفي كثير من الكليات يكون أول الدفعة طالب سوداني.. طيلة السنوات الثلاث الأولى كنت أراسل أخوتي بجامعة الخرطوم الذين كانوا معي بالجيلي الثانوية العليا وخاصة صديقي الحميم بشير حين يوسف من أبناء أم ضواً بان بكلية الزراعة وخليل عبد الله محمد على بكلية الزراعة وعز الدين محمد الأمين من أبناء قلعة ود مالك ريفي الجيلي بكلية المعمار... كانت مراسلات للتواصل أنقل إليهم المشهد عندنا مبصر وينقلون لي المشهد عندهم بجامعة الخرطوم وكنا شقوفين إلى سماع أخبار جامعة الخرطوم وهي الرائدة للعمل الطلابي وكنا نفرح بانتصار الاتجاه الإسلامي في الجامعة لأننا نستبشر بذلك ونظنه فأل حسن وأننا سوف ننجح في انتخابات الاتحاد العام بمصر لأن مزاج الطلاب السودانيين واحد سواء كانوا بالخارج أو الداخل وذلك للاتصالات المكثفة بين الطلاب العلمية والثقافية والاجتماعية والأهم في الموضوع أن الإنسان عندما ينهي مرحلة ويدخل مرحلة جديدة يحاول دائماً أن يبقى معه بعض الشخوص الذين إعتادهم حتى ينفطم عنهم شيئاً فشيئاً ويمسك بالمرحلة الجديدة وشخوصها وتلك المرحلة من شباب العمر وربيعه كانت من الصفاء والنقاء بدرجة تجل عن الوصف وأذكر أنه حين حدث اغتيال الطالب الغالي عبد الحكم بكلية الزراعة جامعة الخرطوم وهو من الاتجاه الإسلامي أحدث ذلك أثراً كبيراً في القاعدة الطلابية مبصر وقد أرسل لي الأخ خليل عبد الله خطاباً مفصلاً عن تلك الأحداث المؤسفة وأنها واحدة من الشوائب التي تعتري الحركة الطلابية ويجب تنقيتها من مثل تلك الأحداث..
    تصاعدت الخلافات بين الجماعة الإسلامية بأسيوط والأمن المصري بصورة حادة وكانت المهرجانات الخطابية التي كان يخاطبها الأستاذ محمد حبيب بكلية العلوم إضافة إلى قيادات الجماعات الإسلامية وأذكر في واحدة من المهرجانات كان الهتافات "فكو ّ لينا أخونا محمود .. وروحم قاتلتم في اليهود ... وكان الأستاذ محمد حبيب يفند قول وزير الداخلية بقوله أن الجماعات الإسلامية ضربت الأمن المركزي بقنابل المولوتوف قائلاً "ضربناهم بالليمون فإذا به يصير مولوتوفاً" في تلك الأجواء المشحونة بالاضطرابات وقبل بداية العام الدراسي الجديد وجد بعض الطلاب المصريين والسودانيين أنه يمكن التحويل إلى جامعة الإسكندرية وسرت الأخبار بسرعة شديدة فسافرت مع مجموعة من الطلاب إلى الإسكندرية وقدمنا أوراقنا ولفرحتنا تم قبول أوراقنا وطلب منا إحضار إفادات من جامعتنا تفيد بنجاحنا وأوراقنا التعليمية الموجودة لديهم ولم يكن لديهم أي مانع في ذلك وتم الانتقال بكل سهولة وقد انتقل معي إلى جامعة الإسكندرية الأخوة/ أسعد ياسين حسين, جلال محمد عبد الله, عادل جعفر, عثمان عبد الملك ومأمون سيد أحمد العوض وتركنا من دفعتنا بأسيوط صديقي البشير حمد البشير وساتر محمد عباس وكانت لها صديقة حميمة بكلية التربية "مزاهر" تسكنان سوياً وتتواجدان سوياً في أي مكان وقد امتدت صداقتهما حتى بعد التخرج .حقبت أمتعتي على عجل وودعت أخوتي في الاتجاه الإسلامي ولم يتكامل عددهم بعد لكنني قد وعدتهم بأن أكون على اتصال دائم معهم وقد اشتد عودهم وكثر عددهم وسيطروا على قيادة الطلاب.
                  

05-03-2009, 01:54 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (21)

    الإسكندرية منارة المتوسط
    الإسكندرية عروس البحر ودرة المتوسط
    تحتضن البحر وتلف ضلوعها علية في حنو دوح الشاعر

    نزلنا دوحه فحنا علينا حنو المرضعات على الفطيم

    يعطيها البحر المتوسط نفساً رائقاً وروحاً راقية ما برحت تستقبل الزوار وتودعهم في وداعة منذ أن بناها الإسكندر الأكبر وعرفت به .. مرّت عبرها هجرات وغزاة وعبرها خرجوا ولكنها دائماً كحالة الموانئ في وداع واستقبال .... وهذا القدوم الكثيف إليها جعل أهلها خليط من الوداعة والجمال والطيبة البادية في اللغة والمظهر والهندام كانت منارة الإسكندرية القديمة من أحد عجائب الدنيا السبع التي منها أهرامات الجيزة وحدائق بابل المعلقة ولكن البحر أكل المنارة وتحولت شعاراً للمدينة ولجامعتها التي تعد من أقدم الجامعات في العالم والعالم العربي وهي الثانية بعد جامعة فؤاد أو القاهرة تقع تماماً على شاطئ المتوسط وعلى مقربة منها يقع فرع النيل "دمياط" الذي يصب في البحر على استحياء وخجل وقد أنهكه المسير وتاه في قنوات الدلتا والصعيد وفتّ عضده وفتوته السد العالي فتراه يصب في البحر مستأنساً ومتكاسلاً ومقلاً غيره في بحر الجبل أو النيل الأزرق عند خزان الروصيرص في الخريف حين يقتلع الأشجار ويأتي في فتوة وشباب وكذلك المسافات والزمن تفت في عضد الإنسان ويسكن متحركه وتهدأ ثورته .. لكن يكثر عطاؤه وثمره .. وبذلك تكون الإسكندرية في حيز الدلتا وتحيط بها المزارع ويمكن الوصول إليها كسائر مدن مصر أما عن طريق القطار بكل درجاته أو بالباصات المكيفة السريعة "سوبرجيت" أو التاكسي فضلاً عن طريق البحر .. وهنالك طريقان يوصلان إلى القاهرة الطرق الزراعي الذي يمر بوسط الدلتا أو الطريق الصحراوي الذي يمر عبر وادي النطرون مباشرة إلى الإسكندرية. وللإسكندرية أحياء مشهورة وقديمة وتاريخية كالعصافرة ..وزيزينيا .. والأزاريطة وكامب شيزار وسيدي بشر وسيدي جابر ومحطة الرمل والإبراهيمية والشاطبي والمنتزه وأبو قير والمعمورة ومحطة السكة حديد.و محرم بيك
    وصلت إلى الإسكندرية وقد وجدت بعض الزملاء من كلية الزراعة الذين حوَّلوا من أسيوط قد استأجروا شقة وينقصهم واحداً فرحبوا بي مشكورين وأذكر منهم الأخ/ معتصم التقلاوي والأخ/ على محمد. ولم أجد كثير عناء في الوصول إلى الأخوة في الاتجاه الإسلامي فقد التقيت في مجلس الشورى بالقاهرة بالأخوين أحمد عبد اللطيف كدو وأحمد عثمان رزق وكانا من قيادات الاتجاه الإسلامي بالإسكندرية وقد ربطت بينهما صداقة عميقة جداً وبسرعة تعرفت إلى مجموع الأخوة بالإسكندرية وهذه ميزة طيبة فما تصل إلى مكان وتعرف نفسك أو يعرفك أحد الأخوة حتى تفتح لك القلوب وتعامل معاملة العضو من الجسد من الإخاء والمحبة كما يقول الشهيد حسن البنا معرفاً طريقة الأخوان المسلمين فهي تتصف بالرباط الوثيق والحب العميق ..
                  

05-03-2009, 07:51 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (22)
    وكان هنالك احتفال أقامه اتحاد طلاب الإسكندرية بمناسبة استقبال الطلاب الذين حولوا إلى الإسكندرية في ذلك العام من الجامعات الأخرى وكان اغلبهم من اسيوط والزقازيق وكان رئيس الاتحاد في ذلك العام الأخ/ عبد الله حسين فكي من أبناء شرق السودان بكلية الطب وكان عليَّ أن القي كلمة الطلاب المحتفى بهم فاستنجدت ببعض أبيات الشعر وخبرات الجمعية الأدبية والمحاورات وأركان النقاش وكان فيها من شعر أحمد شوقي :
    يا نائح الطلح أتراب عوادينا
    نشجى لواديك أم ناسى لوادينا

    ماذا نقول غير أن يداً قصت جناحك جالتً في حواشينا
    لو استطعنا لخضنا البحر نار وغى والأرض غسلينا

    سعياً إلى مصر نقضي حق ذاكرنا
    فيها إذ نسي الواشي وسالينا


    أو قول الآخر:

    مصر السماء الِدفء مصر المشبع
    مصر التي ما راع ساكنها بريح زعزع

    فانتزعت الكلمة بعض التصفيق وأذكر أن أحد الأخوة الفلسطينيين كان معجباً بالكلمة وأخذها مني ..
    وفي اليوم التالي تشرفت باستدعاء من مديرية الأمن بورقة مكتوبة يطلب مني الحضور لمقابلة العقيد سيد بمديرية الأمن 30 شارع الفراعنة تمام الساعة الثامنة مساء ولا أدري أكان ذلك نتيجة مخاطبتي للحفل أم أن أوراقي من أسيوط وصلت قبل أوراق الجامعة وأذكر في ذلك اليوم كانت هنالك ندوة بدار اتحاد الطلاب وكنت انوي حضورها فأخبرت الأخ/ عبد الله حسين فكي / رئيس الاتحاد بذلك الاستدعاء وأخبرني أن ذلك أمر عادي وربما للتعارف فقلت له إذا تأخرت لابد لك من الحضور إلى هنالك والسؤال عني فأزاح مخاوفي وكان مطمئناً فذهبت ولما اقتربت من المكان كلما سألت واحداً من المارة عن 30شارع الفراعنة إلا وبحلق في وجهي قائلاً "وأنت عامل إيه يا ابني" وصلت الاستقبال وأبرزت أمر الاستدعاء وقادني المسئول إلى الطابق التالي وهنالك كراسي خارج أحد المكاتب أجلسني عليها ودخل المكتب وخرج ,أخبرني بأن أنتظر ... كانت تلك من أقسى اللحظات تماماً كانتظارك الدخول إلى امتحان الشفوي وأشق .. كان الجميع في زي مدني ومجموعات كبيرة من الطلاب العرب والجماعات الإسلامية يدخلون إلى مكاتب مختلفة ويخرجون وفجأة نده أسمي ودخلت سلم عليَّ وعرفني باسمه العقيد سيد .. وبأنه مسئول عن الطلاب السودانيين وقال لي نريد أن نتعرف عليك .. اسمك وعدد إخوانك وأسمائهم وعملهم .. وكان لا يكتب ما أقول ويبدو أن هنالك جهاز تسجيل مفتوح وقال لي إذا قابلتك أي مشكلة نحن حاضرون .. وسألني هل تنوي أن تنزل في الاتحاد للدورة القادمة فقلت له لا أظن ذلك لأنني جديد الآن ولا أحمد يعرفني فابتسم ابتسامة خفيفة وودعني ولم يتطرق إلى أي أسئلة سياسية أو فكرية ... وأظنها كانت زيارة للتعارف ولكي أعرف أن الأمن موجود وحاضر والحقيقة أن وجود الأمن في مصر لا يحتاج إلى بيان أو دليل .... غادرت المكان وقليل من ازدياد ضربات القلب والاضطراب ورجعت إلى دار الاتحاد وواصلت الندوة وانغمست في حياة الإسكندرية الطلابية التي كانت من أمتع أيام الحياة.
                  

05-04-2009, 12:05 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (23)


    طوينا صفحة جامعة أسيوط وفتحنا صفحة جامعة الإسكندرية والتي رأينا فيها تأثير المكان على النفس البشرية وكأنك انتقلت من عالم إلى عالم آخر فالحياة في الإسكندرية هادئة هدوء البحر الذي كنا نجاوره في السكن ونتمشى على جانبه كل مغرب إلى مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل لنؤدي صلاة المغرب في جو روحاني مهيب ونرجع أدراجنا لنشتري بعض "السوداني " أو الذرة "العيش ريف" المنجض على الجمر ونستريح بعض الوقت لنتأمل البحر ثم نرجع للمذاكرة وقراءة الكتب الثقافية فبعد أن كنا نقرأ لابن القيم وبعض رسائل ابن تيميه التي يرى أعضاء الجماعات الإسلامية أنها مفيدة انتقلنا إلى كتب الدكتور يوسف القرضاوي .. الحلال والحرام وكتب مالك بن نبي ... مشكلات الحضارة كالظاهرة القرآنية .. ومجلة المسلم المعاصر التي كان يرأس تحريرها فتحي عثمان وكانت بها مواضيع شيقة وجادة وعلى خلفية أحداث الانشقاق السابقة درسنا كتب الدكتور الترابي بتعمق كالمرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع والذي عرف برسالة المرأة وبالرقم من صغر حجم الكتاب إلا أنه أحدث نقلة كبيرة في عمل المرأة وفي نظرة الإسلاميين للمرأة وكتاب حوار الفن والدين وتجديد أصول الفقه الإسلامي وبعض الرسائل المحررة والتي كانت متبادلة بين الشيخ عبد البديع صقر والشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة السعودية والدكتور حسن الترابي والتي زعم فيها عبد البديع صقر أنه ظهر في السودان رجل يسمى حسن الترابي التف حوله بعض الشباب وهو يقول بزواج المسلمة من الكتابي .. وكنا نستمتع برد الدكتور حسن الترابي حين يقول أنني كنت في ندوة نظمها اتحاد الطلآب المسلمين بأمريكا وقد سئلت عن المرأة تدخل الإسلام حديثاً وزوجها ما زال على ملته فقد رأيت أن من يقول ذلك أجادله ولا أقاتله وقلت أن أصل الإيمان مقدّم على ما سواه وذكرت بعض الحوادث التي حدثت في السنة ولكن هذه الآراء تخطفها صقر وطار بها إليكم كانت رسالة محررة ودخل ضمنها الرد على حديث الذبابة الذي أحدث جدلاً كبيراً وما زال صداه يتردد من حين لآخر .. والغريب في الأمر أن اتحاد العلماء المسلمين بأوربا قد رأي نفس رأي الترابي في مسألة إسلام المرأة وزوجها ما يزال على ملته وذلك بعد ثلاثين عاماً .
    وفي تلك الأيام استمتعنا بحضور دروس الشيخ المحلاوى التي كان يلقيها وخطبه بجامع القائد إبراهيم بمحطة الرمل .. وتطورت دراستنا حتى وصلت إلى طوق الحمامة في الألفة والآلاف لابن حزم الأندلسي وكان كتابه ذلك مما ينسجم مع روح المرحلة الشبابية وأنفاس الإسكندرية الحالمة وذلك لتأثير الأندلس على ذلك الشيخ الوقور فهو قد حوى في كتابه كل مظاهر الحب والمراسلات والأعراض التي مر بها العاشق وقد ناقش هذه المسألة باستفاضة كانت تمثل طوق النجاة لكثير من الشباب الذين يعبرون بصورة طبيعية وقد كانت جراءة ابن حزم ملاذا لكثير من الناس ولكن لم يكرر التجربة في الكتابة في هذا الموضوع الحساس أحد غيره ومثل هذه المواضيع تحتاج إلى مناقشة ووضوح وبيان للناشئة المسلمة.
                  

05-04-2009, 07:59 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (24)

    كانت دار اتحاد الطلاب السودانيين تعج بالنشاطات من كل لون .. ندوات .. محاضرات .. وليال شعرية كانت جماعة أمواج البحر التي تضم مجموعة من الشعراء المجددين .. عبد القادر سعد .. شمو... وغيرهم وكان صدى الشاعر ود المأمور ما زال حياً وقصيدته سوزان يتردد صداها وتتناقله الأجيال بعد أن تخرج من كلية الزراعة وكان من مقاطعها:

    شفت النيل وقت في الدلتا حبى يميل
    دى بس سوزان

    سوزي العزة والجبروت
    وسوزي الملكة حتشبسوت

    وكانت سوزان فتاة خليط من الإسكندرية وأثينا وأعجب بها الشاعر فخلدها في رائعته التي سكنت الإسكندرية بعد أن غادر الشاعر. كانت قيادات الاتجاه الإسلامي بالإسكندرية ناضجة ومتمكنة من مفاصل العمل الطلابي والاجتماعي: فالأخ أحمد عبد اللطيف كدو بوقاره ولحيته المستديرة وبسمته التي لا تفارق وجهه .. كان من الرجال الذين إذا رأيتهم ذكروك بالله وبثوا في نفسك الطمأنينة .. كان ودوداُ ولطيفاُ مع الجميع وكان يمثل الأب الروحي لكل الطلاب بالإسكندرية التقيته أول مرة بمجلس الشورى بالقاهرة كان هادئاً ووفاقياً وكان مرحباً بكل الآراء التي تطرح ولم ترتفع له يد أو صوت في أي مسألة مهما كان رايه غير ذلك .. عندما سكنت بالإسكندرية كان أول زائر لشقتنا ويبدو أنه كان يتعرف على الطلاب الذين حولوا من مناطق أخرى فقد كان مسئول الاتجاه الإسلامي في تلك الدورة وقد ظل يواصل عطاءه في مجالات عديدة وأذكر أنه كان ممثل اتحاد الطلاب الدائم في الأشياء الاجتماعية وخاصة عندما يأتي خبر وفاة لأحد الطلاب فإن الاتحاد يستلم البرقية ويقطع تذكرة ذهاب وعودة للطالب وينتدب احمد كدو ليبلغه الخبر .. وكان يبدأ بالأحاديث الدينية وشيئاً فشيئاً ينقل الخبر إلى صاحبه في صورة سلسه ويقف معه ويودعه حتى محطة القطار كى يلحق بموعد طائرته المحجوزة له سلفاً .. كان بعض الطلاب يتهيبون دخلته عليهم أحياناً مخافة أن ينعى لهم أحداً ولكنه كان يبتسم كعادته ويوزع محبته على الجميع .. حتى أعضاء الجبهة الديمقراطية كانوا يكنون له الاحترام ومما يذكر أنه كانت هنالك مشادة بدار السودان بالإسكندرية وكان بعض كوادر الاتجاه الإسلامي يحملون على أحد كوادر الجبهة الديمقراطية فما كان منه إلا أن احتمى بكدو فحماه في أريحية نادرة . ومن مناشطه المختلفة فقد كان ثقة بين الأخوة في مصر وكانت هنالك بعض الجمعيات المهتمة بالتزويج وقد كان كدو واسطة للكثير من السودانيين الذين يرغبون في الزواج من الإسكندرية. وقد تمت على يديه العديد من هذه الزيجات فقد كان ثقة عند الجميع ... كان كدو وجها مشرفاً لدى كل الطلاب العرب وأذكر أنه في مرة من المرات طلب الأخوة طلاب الكويت مراقبين من اتحاد الطلاب السودانيين ليراقبوا انتخاباتهم كلجنة محايدة واصطحبني كدو معه لهذه الانتخابات ليعرفني بهم ولينقل تجربته لأحد الكوادر الشابة وهو صاحبنا فقد كان كدو في ذلك الحين على أبواب التخرج وقد مكث بالإسكندرية ما يقل عن العقد من الزمان قليلاً وكان متزوجاً وله من الأبناء عبد الرحمن وسارة وكانت طفله رائعة في كلامها لجنة محببة .. ويحكى أنه تزوج أم عبد الرحمن وفاء لشقيقها الذي كان يدرس معه ويصادقه ولكنه توفى ولكي تستمر علاقته بصديقه ذهب وتزوج أخته وقد كانت نعم الزوج فقد كان بيته مفتوحاً للناس من كل لون .. ومما يذكر في تفانيه للعمل في الحركة الإسلامية والجد في رفعة شأنها أنه أدى امتحانات السنة النهائية بكلية الطب وذهب إلى انتخابات جامعة المنيا في الصعيد ليوازر إخوانه هنالك وعاد متعباً قبل صدور النتائج بالمنيا فطرق علية أحد الأخوان الباب وسلم عليه وقال له مبروك ..
                  

05-05-2009, 02:13 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (25)


    . فهتف كدو الله أكبر .. أفاز الاتجاه الإسلامي بالمنيا؟ فقال له لا يا شيخ كدو لقد نجحت أنت في السنة النهائية للطب .. وكأنه أحبط لأنه كان ينتظر فوز المنيا. كان أحمد عثمان رزق أحد أعمدة الإسكندرية .. وهو ملتزم بالحركة الإسلامية منذ الصغر فأسرته مشهورة بذلك .. كان نحيل الجسم في أغلب الأحيان كان يطلق لرأس شعره العنان ولا يعفي لحيته ولم يكن في مظهره ما يوحي بأنه من قيادات الاتجاه الإسلامي وفوق ذلك أذكر أنه في مرة من المرات احتجنا لمن يدرس بعض الطلاب الجدد تجويد القرآن الكريم فلم يكن في جلستنا أحسن منه في ذلك .. كان رئيساً لاتحاد طلاب الإسكندرية في أحد دوراته .. ويحكى أنه في مرة من المرات كان أحد طلاب الطب قد أصابته وعكة نفسية فذهب به إلى الطبيب وكان ذلك الطالب المريض حسن الهندام فالتفت الطبيب إلى أحمد رزق وقال له مالك يا ابني .. فرد عليه رزق بأنه ليس المطلوب وإنما هو المرافق . كان أحمد عثمان رزق نكته حاضر البديهة وكان يطلق الأسماء على الجميع وكان يدعو صاحبنا بود الكع .. وعلى عبد الرحمن بفرخة وعبد الله محمد على ببادول وياسر أحمد إبراهيم بجعفر وهكذا أذكر في مرة من المرات كنا عائدين من دار الاتحاد في ساعة متأخرة فاطرق فترة وقلنا له لماذا سكت قال إنني أفكر في نكته ألقيها على زوجتي حتى أدخل وأنام. وقد كان متزوجاً في آخر سنة دراسية تأسياً بصديقه كدو كانت له مبادرات رائعة في اكتساب صداقات الطلاب العرب وقد ابتكر أسبوع الاتحادات العربية كطلاب الكويت وطلاب فلسطين وطلاب اليمن بشقيه .. فقد كان طلاب اليمن الجنوبي أكثر وجوداً وحضوراً .. وقد شارك اتحاد الطلاب السودانيين في إنشاء اتحاد طلاب اليمن الشمالي والذين كانت أغلبيتهم من الإسلاميين وقد حافظ أحمد رزق على علاقته بمجموعة كبيرة من الطلاب العرب حتى بعد تخرجه .. وبكل هذه الحركة والانغماس في العمل الطلابي والاهتمام بالشأن الثقافي تخرج بتقدير جيد في الدور الثاني من طب الأسنان وكان ذلك من التوفيق الإلاهى .. وأذكر أنه شارك مع الأخ/ عثمان ميرغني من هندسة شبرا في برنامج فرسان في الميدان الشهير الذي كان يقدمه المذيع اللامع حمدي بدر الدين وقد كانت له تذكرة حتى لندن المحطة الأخيرة فوصلا إليها ... والاثنان كانا من قيادات الاتجاه الإسلامي ومهتمان بالشأن الثقافي والسياسي فقد كان أحمد رزق رئيساً لاتحاد طلاب الإسكندرية وعثمان ميرغني رئيساً الاتحاد العام للطلاب السودانيين ولا ترى على أي منهما مظاهر التدين الشكلية من إعفاء اللحية أو لبس الساعة باليمين أو نحوه وفي تلك الفترة كان الجو بمصر غامراً بالاهتمام بهذه المظاهر وقد كانت اللحية موضوعاً للنقاش والجدل وهل تجوز الصلاة خلف حالق اللحية أم لا وقد سأل رزق عن عدم إطلاق لحيته فرد قائلاً "أنا أطلقها لكن سايلنت
    "
                  

05-06-2009, 12:51 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (26)


    كان الأخ أحمد آدم بكلية الطب قد تخرج قبل وصولنا الإسكندرية لكنه قد ترك بصمات واضحة في العمل الطلابي بالإسكندرية .. كان رجلاً لماحاً وذو طرفة ولا يزال الكثير من الطلاب يذكرون موقفه عندما زار الرئيس جعفر نميري الإسكندرية كان هنالك لقاءً بدار السودان بالإسكندرية بشارع الحرية وهي قديمة جداً فيها نادي الجالية ومكتب مساعد المستشار الثقافي .. اتفق مندوبي المنظمات الطلابية على الهتاف ضد الرئيس نميري لأنه قفل جامعة الخرطوم في واحدة من الاضطرابات المتكررة لجامعة الخرطوم والتي كانت تتحمل عبء مقاومة ثورة مايو وكان الاتفاق على هتاف جامعة حرة أو لا جامعة .. تسقط تسقط يا نميري وعند التنفيذ وجد أحمد آدم نفسه منفرداً في مواجهة الرئيس جعفر نميري فهتف معه بعض الطلاب جامعة حرة أو لا جامعة وعندما قال تسقط تسقط يا نميري .. فإذا به يجد نفسه طائراً في الهواء وأنزل من الدور الثاني حتى الأرض دون أن يلامس السلم فإنه لم يحدث في مصر أن هتف طالب في وجه الرئيس بتلك الطريقة .. وبعد ذلك وفي اليوم الثاني طلبه الرئيس جعفر نميري وعفي عنه وتركه يواصل دراسته وقد أصبح بعد ذلك رئيساً لاتحاد طلاب الإسكندرية عن الاتجاه الإسلامي والذي استمر لدورات عديدة نثبتها على الترتيب :-

    - دورة أحمد آدم/ كلية الطب
    - دورة عبد الله الشيخ/ كلية الزراعة
    - دورة الضو موسى/ كلية التجارة
    - دورة عبد الله حسين فكي/ كلية الطب
    - دورة مرتضى محمد عثمان/ كلية الطب
    - دورة أحمد عثمان رزق/ كلية طب الأسنان
    - دورة ياسر أحمد إبراهيم/ كلية الطب
    - دورة حسن عوض الكريم/ كلية التربية رياضيات
                  

05-06-2009, 07:18 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (27)

    الأخ/ مرتضى أحمد العوض/ كلية الطب كان من قيادات الاتجاه الإسلامي بجامعة الزقازيق لدورات عديدة وتحول إلى جامعة الإسكندرية كان حافظاً لكثير من سور القرآن الكريم والأحاديث وكان حسن الصوت بالتلاوة وقد أوتى مزماراً من مزامير داؤود تذكرك تلاوته بالشيخ صديق أحمد حمدون .. ومرتضى من المؤسسين لجمعية الهدى القرآني التي اهتمت بتدريس القرآن وتجويده والاهتمام بالتربية والجدلية بين التربية والسياسة في الحركة الإسلامية عميقة الجذور وأن كان الكوادر النشطة والاهتمام والصرف المالي تستحوذ عليها السياسة . كان منضبطاً في أداء الإعمال وأذكر أنه أدخل منشط التربية البدنية والكاراتيه وأتفق مع أحد المدربين وكان اسمر البشرة لا يلفت الانتباه ليدرب الراغبين في دار الاتحاد وقد التف حول هذا المنشط العديد من الطلاب. كان التدريب يقام صباح الجمعة لكنني كنت مشاركاً بتدريب آخر يقيمه الاتجاه الإسلامي لكرة القدم كنا نحجز الميدان في الصباح وكان فاكهة التدريب الأخ/ أسامة على توفيق بكلية الطب وعبد الله حسين فكي/ بكلية الطب . كان بشوشاً ولكنه "كيشة" في الكرة .. وقد تزوج لاحقاً شقيقة الأخ/ أسامة سلمي التي كانت تدرس بكلية الهندسة .. أسامة علي توفيق كان بديناً نوعاً ما وكان يقف حارس مرمى وكلما دخلت فيه كرة ازداد ضحكاً .. كان هو وإخوانه .. إيهاب كلية الهندسة .. سلمى/ كلية الهندسة سهى/ كلية الصيدلة أكرم/ كلية الهندسة وسمية بكلية الطب يسكنون معاً وجميعهم بحمد الله ملتزمون بالاتجاه الإسلامي .. ويحكى أن أسامة دخل في جدال مع أحد الناصريين فقال له أنا وأخواني فقط أكثر منكم جميعاً وقد كان زعيم الناصريين بالإسكندرية الأخ/ واصل الهادي من أبناء مدني .. ومما يحكى عن قلة أعداد الناصريين أن أحدهم حمل جريدة محررة مكتوب عليها يحررها الطلاب الناصريون إلى رئيس اتحاد طلاب المنصورة حينها الأخ/ مصطفى نقد وكان مولعاً باللغة العربية فقال له ما أعرفه أنكما ناصريان فإذا أتيت لي بثالث سمحنا لك باستخدام صيغة الجمع فلم يفلح ولم تعلق الجريدة
                  

05-07-2009, 01:55 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (28)

    أما الأخ/ مرتضى محمد عثمان فقد كان بكلية الطب وكان قادم من الزقازيق وقد رأس اتحاد الإسكندرية في أحد دوراته كان من أبناء السكوت "كوكة" كان حسن الهندام يحب التأنق ويقضى الساعات يصلح مظهره ويعتني بلحيته عناية خاصة .. وكان لا يمل النقاش فقد حكى أنه كان يدخل ممثلاً لقائمة الاتجاه الإسلامي بالزقازيق وكان ممثل الجبهة الديمقراطية يمل من كثرة النقاش ويقول له اقتنعنا يا مرتضى ودعنا ننتقل إلى موضوع آخر .. وأذكر أنه كانت هنالك ندوة يقيمها طلاب حزب البعث العربي فوقف مرتضى قائلاً يا أخي أنا تعلمت هذه اللغة العربية بالمدارس وأمي لا تعرف أي كلمة باللغة العربية أفلا يكون لي في هذا الحزب موقعاً وفي مرة من المرات جاءت دعوة لاتحاد الطلاب السودانيين للمشاركة في ندوة عن الشعر في وادي النيل وكانت حينها العلاقات بين شطري الوداي ممتازة جداً .. ولما لصاحبنا من اهتمامات بالشعر اصطحبه الأخ/ مرتضى محمد عثمان وكان رئيس الاتحاد حينها معه ولما جاء إليه قال "أين البدلة؟ لا يمكن أن تذهب بهذه الطريقة فما كان لصاحبنا إلا أن استلف بدلة منه تناسب قميصه وتوكل على الحي الدائم وجلس في الصف الأمامي وكانت نظرة مرتضى صائبة تماماً فلم يكن هنالك من أحد إلا وأخذ زينته عند كل مجمع وحضر في أبهى حلته والأخوة في مصر يهتمون بالهندام أيما اهتمام فلا يمكن أن تدخل إلى المستشفى وأنت طبيب أو طالب طب إلا بالحذاء اللائق والبالطو الأبيض والكارافتة -أي ربطة العنق-. كانت ندوة الشعر تركز على النماذج في شمال الوادي وبالكاد تلامس شعر جنوبه وبالرقم من محاولة الأخوة الأكاديميين في مصر محاولة إنصاف جنوب الوادي إلا أن المعلومات المتوفرة لديهم عن السودان قليلة إذا أخذنا في الحسبان الآلة الإعلامية الضخمة في شمال الوادي وضآلة النشر في جنوبه فلكي تتوازن هذه العلاقات لابد من التعريف المكثف بالشعراء والأدباء في جنوب الوادي وقد استطعنا أن نضع على مائدة النقاش أسماء شعرية كبيرة وقمم في الشعر لم تجد حظها في الشيوع من أدباء مصر كالتيجاني يوسف بشير ومحمد سعيد العباسي وعبد الله الشيخ البشير وأذكر أنه في تلك الآونة بشر الشاعر فراج الطيب واحتفى بقصيدته بيت شعر التي مطلعها ..

    على حد السهي أمهيت سيفي

    فلم يندم الأخ/ مرتضى على اصطباره واصطحابنا معه.
                  

05-10-2009, 06:31 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (29)


    كانت حادثة مشهورة تلك التي اختلف فيها الأخ/ مرتضى محمد عثمان حين كان رئيساً للاتحاد مع مسئول المكتب السياسي للاتجاه الإسلامي وقد تصعد الخلاف إلى أن وصل إلى الأمانة وكانت على وشك اتخاذ قرار لفك الاشتباك لولا أن تدخل الأصدقاء الحميمون لمرتضى وعلى رأسهم الأخ/ مجدي محمد الأمين بكلية الطب وقادم أيضاً من الزقازيق وهو من أبناء بري وقد كان حليماً ومعتدلاً ومن ميزاته وقد سكنت معه عاماً كاملاً أنه لا تفوته الصلاة في المسجد تحت أي ظرف من الظروف وقد لفت نظري ذلك فقال لي أن منزلهم يجاور المسجد وهو منذ طفولته تعود على أداء الصلاة في المسجد لذلك يصعب علية أداء الصلاة خارج المسجد أقنع زميله مرتضى برأي الجماعة وكانت دورته على وشك الانتهاء وقد كانت دورة مميزة من كل ناحية وقد جلب للاتجاه الإسلامي الكثير من المناصرين بأدائه المتميز وبحضوره الكثيف. والأخ/ مجدي محمد الأمين من الأخوان الذين لا يتكلمون كثيراً ولكنه كان يجذب الآخرين بسلوكه وسمته ويحكى أنه حين كان بالزقازيق كان يسكن معه محمد أحمد المهدي عبد الله "ود المهدي" من أبناء الدامر وكان يمثل الصفاء والبداوة في أجمل معانيها ومشهور عن مجدي شرب الشاي بصورة متكررة فقال لود المهدي أنني أريد أن أشرب شاياً فهل أعمل لك معيّ شاياً قال ود المهدي نعم فرجع وقال له سادة أم بلبن فرجع قائلاً بالكباية الصغيرة أم الكبيرة فرد ود المهدي بالكبيرة فلما رجع له مرة أخرى وصل ود المهدي الدرجة القصوى من هذه التفاصيل فقال مجدي ملعقة سكر أم ملعقتين .. فقال ود المهدي يا مجدي أنا شاهيك دا ماني عايزو يا أخي دام شاي أم امتحان "أورال-شفوي" ولود المهدي طرفة أخرى تحكي أنه حين حاصر الطلاب السفارة السودانية تكون وفد من الاتحاد العام لمقابلة سفير السودان بالقاهرة آنذاك عبد الرحمن سلمان فاشترطوا على ود المهدي عدم الكلام مهما كانت الظروف .. وكان المفاوضون من المشهود لهم بضبط النفس (عبد المنعم حمدتو – أحمد عثمان حسن رزق- وآخرون فعرضوا للسفير المشكلة بإيجاز فاقترح عليهم السفير تأجير طائرات بواسطة الاتحاد لنقل الطلاب .. اغتاظ ود المهدي ووقف دون إذن متسائلاً هل هذا حلك أيها السفير ألم أقل لكم أنه ليس لديه حل .. هيا بنا لنتدبر حلاً آخر" فاغتاظ السفير وطرده من المكتب وطلب منه أعضاء الوفد المغادرة فخرج قائلاً "هذا المكتب هو مكتب الشعب السوداني وأنا خرجت امتثالاً لآمر أصحابي هؤلاء" وود المهدي كان من الطلاب الذين قضوا فترة بجامعة الخرطوم وقد عاصر الأخ/ محمد عثمان مكي واتحاده المشهور في انتفاضة شعبان 1973 (لاحظ الشهر عربي والعام ميلادي) وقد كان هنالك العديد من الطلاب الذين يبدءون بجامعة الخرطوم ثم يقصدون مصر أحياناً للدراسة بكليات أفضل وأحياناً لتعثر دراستهم بجامعة الخرطوم وقد كانوا إضافة جيدة لطلاب مصر لخبراتهم النقابية والتنظيمية
                  

05-11-2009, 03:31 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (30)

    وأذكر من هؤلاء محمد أحمد محمد كرار وقد كان بزراعة الزقازيق وكان رئيساً لاتحادها في دورة من الدورات وقد ألف كتاباً ووزعه بمصر بعنوان في ثورة أكتوبر خفايا وخلفيات وقد كان يقيم العديد من المحاضرات والندوات في كل أنحاء مصر بتمكن ونضوج فكري .. كان على هذه الشاكلة من التمكن كمال حنفي منصور من أبناء حلفا الجديدة وكان يدرس بطب الأزهر كان قارئاً نهماً وقد احتفل بالكتاب الألف بمكتبته حين كنا بالكاد نتجاوز المائة كتاب كان يهتم باللغة في الخطاب ويشتار الجمل الكبيرة ذات المصلحات المعقدة والمترادفات ليقنع سامعة بأنه يرد بحوراً بعيدة ويشرب من مقامات عالية من الفكر وقد كان كاتباً مرموقافي مجلة الثقافي التي يصدرها الأتحاد العام للطلاب السودانيين بمصر وقد كانت هذه المجلة من الإشراقات الباهرة للاتجاه الإسلامي طرحت الفكرة وتم تنفيذها في بواكير اتحادات الاتجاه الإسلامي .. وقد كان للمستشار الثقافي حينها الأستاذ/ محمد سعيد معروف الدور المشجع في إبرازها فقد كان يخصها ببعض كتاباته وهو صحفي متمكن وأذكر أنه نشر خطاباً أرسله له صديقه صادق عبد الله عبد الماجد حين كان طالباً بمصر في نهاية الأربعينات من القرن العشرين يخبره فيه عن محطة باب الحديد وعن الجو الثقافي في مصر كانت مجلة الثقافي البوتقة التي ظهرت فيها أقلام طلابية كثيرة .. كان عثمان ميرغني الحسين قد أجرى حواراً جريئاً مع السيد/ الصادق المهدي وقد كان حينها من أقطاب المعارضة وكان الحوار فيه من الاحترافية والعناوين الجذابة وسعة الإطلاع والأفق ما يعطي مؤشراً لكل ذي عينين أن بين جنبي عثمان ميرغني صحفياً يكاد أن يتفجر قبل أوانه .. وعثمان ميرغني طالب بكلية الهندسة شبرا كان حسن الهندام يهتم بكلماته ويحادثك بثقة كبيره .. أول مرة إلتقيته فيها كنا في أحد انتخابات القاهرة ولم يكن رئيساً للاتحاد بعد وفي أحد التجمعات الطلابية كان أحد كوادر الجبهة الديمقراطية الأخ/ صلاح القاضي كان يقيم ركناً للنقاش وأذكر أن صاحبنا قد ردّ علية واكثر في الاستشهاد بكلامه وقد أخذ الحديث بعد ذلك الأخ/ عثمان ميرغني فتجاوز بسرعة إلى ما يريد طرحه من أفكار وفي طريق عودتنا إلى المركز الرئيسي إلتفت إليَّ عثمان ميرغني وقال ليّ لا تقف كثيراً عندما يقوله الشيوعيون فإنك سوف تفقد مستمعيك وإنما تجاوزهم بسرعة إلى طرح أفكارك وقضاياك وما تريد أن تقوله فأن ركن النقاش عبارة عن فن وفرص سانحة لا تهدرها ...
                  

05-18-2009, 07:43 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    up
                  

05-19-2009, 05:21 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (31)

    وكان من كتاب الثقافي الأخ/ راشد عبد الرحيم وهو من أبناء بري ... وكان أيضا ًالأخ نادر يوسف السيوفي فقد لفت مقالاً له الانتباه حين تخيل أن السودان في العام 1999 قد صار دولة إسلامية وذو نهضة عمرانية وحضارية كبيرة.
    كان لصاحبنا بعض المساهمات منها ماذا يعني انتمائي للسودان ومقال آخر بعنوان يا مصر هل حان الوداع .. وكان التجاني السفوري ... والسمؤل خلف الله القريش وحسن البطري والصادق الرزيقي والصادق الرضي من كتاب مجلة الثقافي. وأذكر أن قريب الله الفكي إبراهيم بمعهد تجاري الزقازيق من أبناء منطقتنا قد كتب مقالاً بعنوان إنسان البحر بمنطقة السبلوقة أثار جدلاً واسعاً هل هو حقيقة أم خيال واشترك أبناء منطقتنا في النقاش وأذكر بالإضافة إلينا كان هنالك الأخ/ عمر محمد صديق بمعهد تجاري القاهرة والأخ عمر صديق البشير بكلية تجارة عين شمس وتربطني به صلة قرابة ووشيجه رحم.
    ساعد مجلة الثقافي في الاستمرار إضافة إلى الرعاية التامة من الاتحاد العام والسفارة السودانية ما توفر لها من مخرجين ومصححين ومصورين كانوا طلاب إعلام وطلاب بالكليات الأخرى إضافة إلى سهولة الطباعة بمصر فقد فاق عمر الصحافة بمصر القرن في ذلك الوقت وتحتاج مجلة الثقافي إلى وقفة وإضاءة خاصة. و في تلك المرحلة كان الصحفي مصطفى أمين وعموده المشهور فكرة .. وأنيس منصور وتهويماته الفلسفية. وأحمد رجب وعموده الساخر نصف كلمة .. والكاركاتيرست المشهور مصطفى حسن وشخصيتانه المميزة .. قاسم السماوي وعزيز بية آلاليت ... وصحف الأخبار والأهرام والجمهورية والمساء التي توزع عصراً ومجلات روز اليوسف والكاتبة نادية عابد ونادي القلوب الوحيدة الذي كان مقروءا ًمن كل الشباب ومجلة الدعوة التي يرأس تحريرها الشيخ عمر التلمساني المرشد العام للأخوان المسلمين..
                  

05-19-2009, 07:36 PM

طارق شاطر
<aطارق شاطر
تاريخ التسجيل: 04-15-2009
مجموع المشاركات: 115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    الاخ عمر ياسلام عليك ياسلام

    ولدكتور صديق الف سلام

    ده الشغل المطلوب والمستقله

    عندنا متل قهوه الصباح


    سلام لمن يستطيع

    كتابه صطر جديد بحبر

    الغيوم الجديده

    كل الود
                  

05-19-2009, 07:51 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: طارق شاطر)

    الأخ عمر

    مجهود مقدر

    ودكتور صديق (Jaws) نذكره تماما

    وقد نأتي برواقة لتصحيح الأخطاء من وجهة نظرنا

    نحن الذين كنا في (الضفة الأخرى)

    وعصام فليني هذا يا ما انعصر وانزنق (زنقة كلب في طاحونة)

    من صديقه (د. محمد جعفر) ودكتور الصادق حسن .... أتمني أن نجد الوقت الكافي لذلك !
                  

05-19-2009, 08:40 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عاطف مكاوى)

    وعلي الرغم من أنني لم أقرأ الكتاب كاملا حتي الآن :

    ولكن ولأن الكيزان لم يتركوا لنا فرقة (لتصديقهم)

    فلا أتوقع أن يكون الدكتور صديق قد ذكر في كتابه التالي :


    1- أن المناظرة التي تمت ما بين دكتور عصام فليني ودكتور أحمد طراوة

    بالمنصورة هي التي كانت (قاصمة الظهر) لهم في أن يعتلي ظهر الاتحادات الطلابية

    التحالف الطلابي من بعدهم (فقد كانت تلك الضربة القاضية وهزيمة فكرية بجلاجل) .

    2- أن الاتجاه الاسلامي كان يتعاون مع (الأمن المصرى) ضد بقية التنظيمات السياسية الأخرى

    والأمن المصرى كان يتعاون مع الأمن (المايوى) حينها . (وكثيرون من زملاء الجبهة الديمقراطية

    قد تم ترحيلهم الي السودان بوشايات من أعضاء الاتجاه الاسلامي حينها ...بل وتم تعذيب البعض

    داخل مكاتب أجهزة الأمن المصرية .....(ولدى الكثير الذى يمكن أن اقوله وبتجارب شخصية)

    فهل ذكر الدكتور كل ذلك في كتابه وقال (نحن كنا السبب) ؟

    -------------------------------------------------------

    فان ذكر الدكتور صديق هاتين المعلومتين الهامتين في كتابه

    فعلي اعتذار واجب له ....وان لم يذكرهما فسوف نشكك في كل سطر كتبه .

    وسوف نقرأ الكتاب (بروية ) حتي ندلي بدلونا .

    (عدل بواسطة عاطف مكاوى on 05-19-2009, 08:50 PM)

                  

05-20-2009, 10:38 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عاطف مكاوى)

    الاخ عاطف مكاوي
    تحياتي


    حتي تقرأ الكتاب ومن بعد ذلك يمكنك ان تحكم عليه مع مراعاة الفترة الزمنية لك انت ولكاتب الكتاب


    حتي يكون النقاش بصورة موضوعية

    __________________________________

    الي دكتور عصام فليني المقيم بالدوحة ودكتور صديق ولكل طلاب مصر في تلك الحقبة يمكن التواصل عبر هذا البريد الالكتروني


    [email protected]
                  

05-20-2009, 10:21 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عاطف مكاوى)

    الاخ عاطف مكاوي
    تحياتي


    ومن جهة اخري فننا قد عايشنا ومنذ 1982 ان الثنائي محمد جعفر والصادق قد ادمنوا الفشل السياسي والهزائم المتكررة ورفم انهم ذهبو لمصر منذ عام 1976 فلم يضوقوا ومعهم التجمع طعم الفوز الا في عام 86/87 بعد ان اصبح الطلاب اصغر اعمارا واقل تج ربة من هؤلاء الشيوخ

    وفليني دائما وحتي تخرجه في عام 84 كان منتصرا ويسمي اخصائي التنظيمات وكانت هزائمه للشيوعيين وبقية احزاب التجمع اسهل من شراب الموية





    والاخ الصادق في عام 86 ترك الشيوعيين وتصوف حسب علمي
                  

05-20-2009, 08:33 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: طارق شاطر)

    الاخ طارق شاطر
    تحياتي

    والشكر لك علي المروروالمشاركة وننتظر مساهماتك وكتاباتك في المستقلة
                  

05-20-2009, 12:55 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    Quote:

    ومن جهة اخري فننا قد عايشنا ومنذ 1982 ان الثنائي محمد جعفر والصادق قد ادمنوا الفشل السياسي والهزائم المتكررة
    ورفم انهم ذهبو لمصر منذ عام 1976 فلم يضوقوا ومعهم التجمع طعم الفوز الا في عام 86/87 بعد ان اصبح الطلاب اصغر اعمارا واقل تج ربة من هؤلاء الشيوخ

    وفليني دائما وحتي تخرجه في عام 84 كان منتصرا ويسمي اخصائي التنظيمات وكانت هزائمه للشيوعيين وبقية احزاب التجمع اسهل من شراب الموي


    والاخ الصادق في عام 86 ترك الشيوعيين وتصوف حسب علمي


    الأخ عمر صديق

    تحياتي

    للأسف كل المعلومات التي أوردتها في المقتبس أعلاه (خطأ )

    ولسوء حظك أنه وبهذا المنبر الكثيرون الذين تخرجوا في تلك

    الفترة من جمهورية مصر , وأنا واحدا منهم !

    لكن دعنا نقرأ أولا .......ولكن خذها مني (أن ما أوردته)

    حتي في تواريخه خطأ اللهم الا تأريخ تخرج (فليني)

    ثم أسالك :

    لماذا سمي دكتور عصام ب (فليني) ؟

    ان لم تكن تعرف فأسألنا وسوف نجيب عليك .
                  

05-20-2009, 02:07 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عاطف مكاوى)

    الاخ عاطف


    تياتي



    ارجو ان توضح ماهو الخطأ في ما اوردته بالتفصيل



    واسم فليني اعرفه حسب ماكان يرويه في الاركان


    لكن صديق جوز دي هو زاته ماعارفة الشئ الذي اعرفه ان لقبه صديق T
                  

05-20-2009, 03:28 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (32)
    كانت مصر الثقافية كعادتها متجلية كتاب وأدباء وشعراء وصالونات ومنتديات ثقافية ومسرحيات عادل أمام ويونس شلبى .. وسهير البابلي , ريا وسكينة .. كان خطباء المساجد المشهورين بالقاهرة وبالمدن الأخرى الشيخ المحلاوي بالإسكندرية الشيخ الرصد بالزقازيق, الشيخ كشك بالقاهرة والذي كنا نأتي للصلاة خلفه وحضور خطب الجمعة من الأقاليم ونتوجه إلى مسجده بمنشية البكري منذ الساعة الثامنة صباحاً ونجده قد امتلأ عن آخره بالمصلين وتقفل الشوارع المؤدية إليه بالمصلين وقد شاعت في أشرطة كاسيت غزت كل العالم العربي .. الشيخ صلاح أبو إسماعيل الذي وضع قوانين الشريعة الإسلامية على منضدة مجلس الشعب وحرسها لمدة عشرة سنين كل مرة يتأخر نقاشها حتى دورة جديدة وقد سقطت من جدول النقاش حين انتقل إلى الرفيق الأعلى لأن مقدمها لم يكن حاضراً ..
    الشيخ / إبراهيم عزت بمسجد النور
    ويلاحظ الإنسان في مصر ظاهرة النجم ففي مجال الكرة حسن شحاتة في الزمالك والخطيب من الأهلي ومن الكتاب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ومن أهل الفن أم كلثوم وعبد الحليم حافظ رقم موتهما إلا أنهما ما زالا حتى ذلك الحين حديث الناس .. فمصر تجيد صناعة النجوم والدعوة لهم .. أمير الشعراء .. عميد الأدب العربي ..كوكب الشرق باعث الشعر محمود سامي البارودي .
                  

05-20-2009, 04:10 PM

عاطف مكاوى
<aعاطف مكاوى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 18633

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    [
    QUOTE]
    1- أن المناظرة التي تمت ما بين دكتور عصام فليني ودكتور أحمد طراوة

    بالمنصورة هي التي كانت (قاصمة الظهر) لهم في أن يعتلي ظهر الاتحادات الطلابية

    التحالف الطلابي من بعدهم (فقد كانت تلك الضربة القاضية وهزيمة فكرية بجلاجل) .

    2- أن الاتجاه الاسلامي كان يتعاون مع (الأمن المصرى) ضد بقية التنظيمات السياسية الأخرى

    والأمن المصرى كان يتعاون مع الأمن (المايوى) حينها . (وكثيرون من زملاء الجبهة الديمقراطية

    قد تم ترحيلهم الي السودان بوشايات من أعضاء الاتجاه الاسلامي حينها ...بل وتم تعذيب البعض

    داخل مكاتب أجهزة الأمن المصرية .....(ولدى الكثير الذى يمكن أن اقوله وبتجارب شخصية)

    فهل ذكر الدكتور كل ذلك في كتابه وقال (نحن كنا السبب) ؟


حتي الآن لم أجد تعليق منك أخي صديق

علي الفقرتين أعلاه .
                  

05-21-2009, 09:38 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عاطف مكاوى)

    الاخ عاطف مكاوي

    تحياتي


    ارجو ان تحكي لنا ماذا دار في تلك المناظرة ومتي كانت

    وماهو اثر المنصورة في الاتحاد العام


    ولماذا لم يفوز الشيوعيين بقائمة منفردة اذا كانت مناظرة ممكن تكون الضربة القاضية


    وكم هي السنوات التي فاز فيها التجمع وكم عدد ممثلي الجبهة الديمقراطية والتي تحتوي عال تحالف بين الطلاب الديمقراطيين والشيوعيين


    اما موضع الترحيل للطلاب الشيوعيين فاقرأ الجزء السابق من الكتاب وفيه تجد وجهة نظر دكتور صديق



    وارجو ان يصلنا رد من دكتور عصام فليني



    وماذا عن تصوف الصادق وتركه لكم
                  

05-21-2009, 08:42 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (33)




    الاتجـــاه الإسلامــــي

    هو الاسم الذي يعمل من خلاله طلاب الحركة الإسلامية السودانية وقد تم نقله مباشرة من طلاب جامعة الخرطوم لأنه كما أسلفنا هنالك العديد من الكوادر التي كانت بجامعة الخرطوم ثم انتقلت إلى مصر وأيضاً العديد من الطلاب يستعملون هذا الاسم منذ المدارس الثانوية وإن كانت النشاطات في المدارس الثانوية في تلك الفترة قليلة وسرية في أغلب المدارس وذلك لطغيان الاتحاد الاشتراكي وإذا رجعنا قليلاً إلى تاريخ الحركة الإسلامية في السودان مع الأستاذ حسن مكي في كتابه القيم بذات الاسم نجد أن الحركة كانت ثنائية النشأة تيار الطلاب السودانيين في المدارس الثانوية أمثال بابكر كرار وآخرين وتيار الأخوان المسلمين حتى تكوين جبهة الميثاق الإسلامي بعد أكتوبر 1964 وبعد ذلك غلبت على كتابات الإسلاميين في السودان مصطلح الحركة الإسلامية واستأثر الطلاب باسم الاتجاه الإسلامي. وحركة الأخوان المسلمين حركة إصلاحية شاملة تعنى بكل مناحي الحياة وقد أسسها الإمام الشهيد حسن البنا في الإسماعيلية في العام 1928 ورعاها ونماها حتى استشاهده في العام 1949م وقد خرجت أجيالاً من الدعاة وأثرت في الحياة السياسية في مصر والعالم العربي وانطبعت بدورها السياسي ومحاولتها إدخال الدين إلى واقع الناس وشعاراتها الواضحة .. في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء لا لحزب قد عملنا نحن للدين فداء فليعد للدين مجده أو ترق منا الدماء أو ترق منهم دماء .. والإسلام هو الحل وشعارها المشهور ذو السيفين ويتوسطها المصحف الشريف ومشاركتها الفاعلة في حرب فلسطين عام 1948 ومعلوم ما تعرضت له بعد اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا ومسلسل العزل المتعمد لها من قيادة الحياة السياسية في مصر والعالم العربي .. وكان أن صعد على حسابها تيار الناصرية والقومية العربية وفكرة الدولة القطرية وقد تمت محاصرتها بكل الوسائل وعدم الاعتراف بها وتركها لتحي حياة طبيعية وخنقها في كل المراحل ولكنها رغم الضربات المختلفة ظلت حية وموجودة وأنجبت كتاب وقادة رأي ومفكرين وشهداء سيد قطب ومعالم طريقة وظلال قرآنه وأفراح روحه ومنهجه في النقد الأدبي وصموده حتى آخر رمق وقولته الشهيرة إن كلماتنا عرائس من شموع فإذا رويناها بدمائنا دبت فيها الروح من جديد .. فقد كان قدر كلماته وحين طلب منه استرحام عبد الناصر فقال إن إصبعاً يشهد لله بالوحدانية لن ينحني لظالم .. والشهيد عبد القادر عودة وموسوعته في قوانين الشريعة الإسلامية ولفته الانتباه أن القوانين الإسلامية ممكنه الحدوث في واقع المسلمين والمقارنة الواعية الدقيقة بينها وبين التشريعات الغربية . وآلاف من حكايات التعذيب والسجون .. عندما غابت الشمس وأحاديث السجون والمعتقلات لعبد الحليم خفاجى .. وشهدت المذبحة أقسمت أن أروى – لأحد الكتاب المسيحيين ومجلدات في أدب المحنة .. وحكايات الشيخة زينب الغزالي في السجون .. ومواقف الشيخ عمر التلمساني الصلبة وقلمه الجريء في مجلة الدعوة التي كانت منبراً لجماعة الأخوان المسلمين وأذكر موقفه العنيد الذي كان منقولاً على الهواء مباشرة حين دعا الرئيس السادات مجموعة كبيرة من العلماء وقادة الرأي والمجتمع وكان عمر التلمساني يجلس في وسط القاعة وبدأ الرئيس السادات كلمته بمقدمات ثم انحرف إلى كيل السباب لجماعة الأخوان المسلمين فوقف الشيخ التلمساني كالطود الأشم قائلاً إذا أتت هذه الكلمات من أحد غيرك لكنت قد شكوته إليك أما وقد أتت منك أيها السيد الرئيس فإنني أشكوك إلى الله .. فصاح الرئيس السادات .. أسحب شكواك يا عمر فرد الشيخ التلمساني لن أسحبها أبداً لأنني رفعتها إلى عادل . وانقطع الإرسال بعد ذلك وبدأ مسلسل التضييق على الإسلاميين وغيرهم .
                  

05-22-2009, 12:21 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (34)أما المسيرة في السودان فمختلفة وذلك لأسباب عديدة أهما طبيعة الشعب السوداني وتركيبته النفسية وعدم تمكن السلطة من كل مفاصل المجتمع والتغيرات المستمرة في نظام الحكم في السودان من ديمقراطية تسمح للجميع بالحياة والعيش إلى ديكتاتورية تخنق الجميع وإن على فترات متفاوتة هذه ناحية إما الناحية الأخرى فالقيادة السودانية للحركة الإسلامية استمرت لفترات طويلة ولم يتم استئصالها وإبعادها من الحياة السياسية فالأخ/ الرشيد الطاهر بكر قد كان موجوداً على مسيرة الحياة السودانية حتى أيام جعفر نميري والأخ/ الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد ما زال بحمد الله يمارس عمله السياسي والدكتور حسن عبد الله الترابي منذ بزوغ نجمه في أكتوبر 1964 ما زال ممسكاً بزمام الأمور والناحية المهمة جداً احتضنت الفكرة الفئات المثقفة والمتعلمة في جامعة الخرطوم وهذه الحاضنة أصبحت تخرج مع الزمن قيادات طلابية تتمدد طبيعياً في الحياة السياسية فغالب القيادات حالياً هي من مدرسة الحركة الإسلامية بالجامعات وحتى الأحزاب الأخرى استمدت كوادرها من خريجي الجامعات. وجامعة الخرطوم بالذات حافظت على حياة سياسية حرة ومتفاعلة يسودها الحوار والنقاش في كل العهود .. فترة حكم الرئيس إبراهيم عبود انطلقت ثورة أكتوبر من جامعة الخرطوم .. وفي عهد الرئيس جعفر نميري انطلقت ثورة شعبان من جامعة الخرطوم والقيادات الطلابية في تلك المراحل الآن تقود مفاصل العمل السياسي في كل ألوان الطيف السياسي.والحركة الإسلامية قيض الله لها قيادات قانونية .. الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد .. الشيخ حسن عبد الله الترابي .. الشيخ على عثمان محمد طه .. الشيخ عثمان خالد مضوي والشيخ حافظ الشيخ الزاكي وغيرهم وأذكر أننا في الاتجاه الإسلامي بمصر كنا دائماً ندقق ونبدأ بعمل اللوائح
    نبدأ .. بسم الله الرحمن الرحيم
    تعريفات : ما لم يقتضي السياق معنى آخر يكون للكلمات التالية مدلولاتها المبينة أمامها
    الاسم: تسمى هذه اللائحة
    الأهداف:
    الهيكل التنظيمي:
    الجمعية العمومية: هي أعلا سلطة وتتكون من مجموع أفراد الحركة
    مجلس الشورى: مهامه واختصاصاته رسم السياسة العامة ..محاسبة الأمانة .. ينوب عن الجمعية العمومية
    الأمانة العامة : مهامها
    الأمين: مهامه ومسئولياته ومدته وطرقة انتخابه
                  

05-23-2009, 07:25 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (35)

    أحياناً تكتب أمين وأمانة أو مسئول ومكتب المعلومات وأهميته وسنده الفقهي أخذ فترة طويلة وجدلاً وكان خبر الهدهد الذي أتى به لسيدنا سليمان وقول الرسول الكريم لسيدنا حذيفة ين اليمان "من يأتينا بخبر القوم؟" إضافة إلى الدراسات والوقائع الحادثة في العصر من أهمية مثل هذا المكتب لحماية الجماعة وأعضائها ومعرفة كيف يفكر خصومها .. وقد كانت الدورات المتعددة تعقد لإعطاء هذا المكتب أهميته وتفعيل كل العضوية ورفع الحس الأمني والمعلوماتي والاستخباراتي لديها .. في الغالب تتفوق الجماعة ذات الحس الأمني على غيرها لعدم اهتمام الأخرى بهذه النواحي ووضعها الفرص المعلوماتية السانحة أمام خصومها وبعد طول مران وتجارب عملية ثبتت أهمية هذا المكتب واجتذبت إلية العديد من الكوادر وكانوا يراقبون حتى المسئولين بالاتجاه الإسلامي ويحاسبونهم على أخطائهم إذا أهملوا في أوراق مهمة أو لم يتحلوا بالتنبه الكامل للمواقف المختلفة وطيلة الفترة التي عملنا فيها بمصر لم يحدث اختراق للمكاتب العليا.. ولم يعرف أحد أسم الأمين العام للحركة أو أمين إي مدينه وكانت دائماً الأنظار تصوب نحو رئيس الاتحاد ومكاتب الاتحاد المختلفة وتتعامل الجهات المسئولة في مصر مع الاتحاد باعتباره المسئول عن الطلاب وعموماً وفي نفس الوقت يظنون أنه هو قيادة الاتجاه الإسلامي أو الاتجاه الذي يمثل الاتحاد في تلك الفترة ولذلك وجدت قيادات الاتجاه في تلك الفترة ولذلك وجدت قيادات الاتجاه الإسلامي وقتاً كافياً وحركة حرة في الاجتماع والتخطيط والمتابعة دون أن تلفت انتباه أحد .. فكانت اجتماعات مجلس الشورى منتظمة وانتخابات الأمناء والأمانات مستمرة وتتم سنوياً نسبة للتغيير السريع بالتخرج ودخول أعضاء جدد للجمعية العمومية وكان أهم ما يميز هذه الأمانات أنها كانت تبني على سابقتها وتنفذ السياسات المعدة سلفاً إلا دورة أو دورتين تم تعديل اللائحة لتناسب التطور والتوسع الحاصل في أعضاء الاتجاه الإسلامي .. وكما أسلفنا يتبع إقليم مصر مباشرة لمسئول العلاقات الخارجية في السودان وهي من الأمانات النشطة التي تتمتع بصلاحيات كبيرة جداً وتعطى صلاحيات واسعة لمن تحتها من الأقاليم وقد خلف الدكتور عبد الله سليمان العوض الدكتور التجاني أبو جديرى وبعده تغيرت إلى أمانة البعثات والمبعوثين وكان مسئولها الأخ/ حسن عثمان رزق.
                  

05-24-2009, 11:02 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (36)

    وقد كانت مؤشرات الخطة تأتي من السودان وكان الثابت فيها مضاعفة الإعداد بالإضافة إلى التأهيل المستمر للكوادر والمحافظة على منبر الاتحاد العام أما الكيفية والبرامج التفصيلية فمتروكة للأمانة في إقليم مصر ولائحتنا في مصر تتبع النظام الفدرالي المعمول به في الحركة الإسلامية السودانية منذ أمد بعيد بمعنى أن الأمانة في القاهرة هي التي تضع البرامج والخطط العامة وعلى الأمانات في المدن الأخرى تفصيل هذه الخطط بحسب مقتضياتها وهنالك مكاتب مناظرة للأمانة العامة تشرف عليها المكاتب الأساسية بالقاهرة وقد تعاقبت على إقليم مصر.




    الأمانات التالية على الترتيب:
    1. أمانة الأخ/ خليفة عبد الرحمن / طب الأزهر
    2. أمانة الأخ/ عبد القيوم سليمان/ طب عين شمس
    3. أمانة الأخ/ مصدق الشريف/ كلية علوم الأزهر
    4. أمانة الأخ/ عبد المنعم حمدتو/ طب الأزهر
    5. أمانة الأخ/ نادر يوسف صدقي السيويفي/ زراعة القاهرة
    6. أمانة الأخ/ محمد إبراهيم نقد / كلية علوم الأزهر
    7. أمانة الأخ/ حمدنا الله ــــــــــــــــــــ /كلية الهندسة القاهرة
    8. أمانة الأخ/ حسين عمران / بيطرة القاهرة
                  

05-24-2009, 11:25 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (37)


    ومجلس الشورى العام يتكون من ثلاثين عضواً نصفهم من القاهرة ويتوزع بقية الأعضاء عل الأقاليم بقوة المقعد إي بعدد أعضاء الاتجاه الإسلامي في كل مدينة على أن تمثل كل مدينة بعضو عل الأقل .. فقد كانت الزقازيق والإسكندرية تستأثران بغالبية أعضاء المجلس ويكون لباقي المدن كأسيوط وطنطا وشبين والمنوفية والمينا عضو أو عضوان لكل مدينة .. يجتمع مجلس الشورى مرتين في العام لانتخاب الأمين العام وعرض برامجه ومحاسبته أيضاً ويستمر اجتماع المجلس أحياناً إلى أربعة أيام وتتم إجراءات تأمينية مشددة لحضور الأعضاء وانصرافهم دون أن يتركوا أثراً لافتاً. في بداية العمل كان رئيس مجلس الشورى الأخ/ إبراهيم عبد الصادق وهو مبعوث لنيل درجة الدكتوراه في القانون وكان في تلك الفترة أيضاً الأخ/ محمد سر الختم مبعوث لنيل درجة الدكتوراه في الاقتصاد وأيضا ً الأخ/ عوض كدكي كان يحضر الدكتوراه بجامعة الإسكندرية وقد مثلوا أبوَّة روحية للمكتب دون التأثير على مجرياته وتفكيره .. وكان الأخ/ طلب .. ممثل العلاقات الخارجية حاضراً في أغلب اجتماعات اختيار الأمناء وناقلاً الموجهات والسياسات إضافة إلى التوجيهات والاتصالات المباشرة التي يتلقاها القيادات بالإجازة الصيفية حين يقوم المعسكر الراتب الذي يتم فيه شرح الموجهات والمعوقات ومؤشرات العمل ويكون ختامه مسك بمخاطبة الدكتور/ حسن عبد الله الترابي له و كلمته تكون تلخيصاً لكل ما قيل .. وقد الحق به كل الطلاب السودانيين بالخارج من السعودية وباكستان ورومانيا وقد صعد نجم رومانيا في أواخر تلك الفترة وسيطر طلاب الاتجاه الإسلامي على اتحادات المدن المختلفة وللمفارقة كان هنالك طلاب للاتجاه الإسلامي من الاتحاد السوفيتي الذي كان في عنفوان شبابه وكان الإلحاد يدرس كمادة أساسية في كل الجامعات ولكن ما في القلب في القلب!.. تعاقب على التنظيم بإقليم مصر قيادات متجردة وكان مبدأ الجرح والتعديل معمولاً به وبقوة في كل الاختيارات سواء لرئيس مجلس الشورى أو الأمين أو الأمانات المختلفة .. وكان منصب الأمين يستأثر بنقاش جم ولم يكن هنالك مرشحاً واحداً وإنما ثلاثة على الأقل ويتم النقاش بعد أن يطلب من المرشح الخروج ثم يقول من رشحه لماذا رشحه ويتبعه من ثناه ثم يفتح باب النقاش حتى يقال كل ما عليه وما له وبحمد الله نادراً ما تسربت أمانة هذه النقاشات والتجريحات إلى المجرح وإذا تسرب شئ فقالباً ما يكون الجانب الإيجابي. ولم يكن أحد يحرص على المنصب لأنه يعلم مدى الجهد الذي يتطلبه ثم ثانيا إي كادر يجد نفسه تماماً في ما يعمل لآن هنالك توظيف كامل لغالبية العضوية وليس هنالك فرصة للنوم. ولاندفاع الشباب وبذل الجهد لخدمة الإسلام ولتوقيع الدين على صفحات الوجود كانت الطموحات كبيرة والمسرح واسعاً للحركة وإذ لم تكن أميناً فسوف تكون أميناً لأحد الأمانات الأخرى .. وقد كان لكل أمانة قوة تنفيذية محكومة باللوائح وأمامها عمل كبير يجب أن تنجزه ومدة محددة كانت الدورات الأولى تأسيسيه
                  

05-24-2009, 06:13 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (38)


    .. نادر يوسف السيوفي كان من زراعة القاهرة ومن أبناء كسلا وهو الوحيد الذي تقلد لاحقاً منصب رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين بمصر .. الأخ/ محمد إبراهيم نقد/ بكلية علوم الأزهر من أبناء الديم بالخرطوم وكان اسمه مطابقاً تاماً للأستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وكان كل ما يمر بجوازات السودان يحجز جوازه ويمر بفترة مساءلة ويشفع له فارق العمر ويخرج إلى مصر .. وقد تميزت أمانته بتعديل أخير للائحة وجاء ببرامج طموحة ومتطورة وتم الانفتاح على عمل المرأة بصورة لافتة ... كان هنالك أمناء للأمانة السياسية تركوا بصماتهم على العمل أولهم الأخ/ كمال أحمد آدم الذي يسكن برواق السنارية بالأزهر مع الأخ/ عفيفي زكريا النور . أذكر في أحد انتخابات الاتحاد العام وقد كان الجهد متواصلاً لمدة أسبوعيين وكانت هنالك شقة خاصة يدار منها العمل الانتخابي .. أدرك الإرهاق والنعاس الأخ/ كمال أحمد آدم فرقد تحت منضدة في وسط الشقة وكتب لآفته تقول "هنا يرقد كمال أحمد آدم" ليتم إيقاظه والاهتداء إلى مكانه إذا ما حدث طارئ أو جاء أحد من الأقاليم بمسألة عاجلة تستحق الإجراء السريع وهو من أبناء بري وفي الحقيقة لمسنا كفاءة عالية من طلاب الاتجاه الإسلامي الذين يأتون من بري والذين يأتون من كسلا وأيضاً الذين يأتون من الدويم من حيث الانضباط في الأداء والفهم المتقدم جداً وعدم الوقوف في مرحلة معينة ويصعب عليهم تجاوزها ويبدو أن المكاتب التنظيمية في هذه المناطق كانت متقدمة في أدائها .. وكان الأخ كما أحمد آدم أول من فُرَّق أي تم تفريقه بعد الانتهاء من الدراسة لمعاونة المكتب بمصر في أداءه .. أيضاً الأخ الصادق الرضى كان مسئولاً للمكتب السياسي كان ميدانياً وذهب لكل المدن وكان يتمتع بالكثير من المعلومات النظرية وكانت من مقولاته الراسخة يجب أن لا تنتظر للعام 1981 بمنظار العام 1979 إي لابد من إدخال عامل الزمان في نظرتك الأشياء وله أيضاً مقولة "التضاريس السياسية" يصعب فهمها أكان يعني المعوقات أم كان يقصد الجبهة الديمقراطية التي كانت بالمرصاد لأعمال الاتجاه الإسلامي أو كأنها كما يقولون "شوكة حوت لا تنبلع لا تفوت" بالرقم من تآكلها وقلة كوادرها إلا أنها كانت تعمل باحترافية عالية وقد كانت لها كوادر رفيعة التأهيل وبعضهم كان يدرس بجامعة الخرطوم أمثال الأخ/ محمد جعفر/ طب المنصورة و الأخ/ الصادق حسن/ طب المنصورة والأخت/ أمال عباس/ طب الأزهر والأخ/ أحمد طراوة/ طب الزقازيق والأخت/ عائشة كروم صيدلة الزقازيق والأخ/ صلاح أبو جبرة ,,,
                  

05-25-2009, 04:51 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (39)

    ,,, وكانت هنالك قيادات بارزة للاتجاهات الأخرى تعمل جاهدة لنشر برامجها ومنافسة الاتجاه الإسلامي كان من أبرز قيادات حزب الأمة الأخ/ صلاح جلال الذي كان بارعاً في إدارة أركان النقاش وكان من أسرة أنصارية تأخذ الأمر أمر دين وكان من أقطاب حزب البعث العربي الاشتراكي خالد محمد حسن شاع الدين/ طب المنصورة وسعيد حميدان / المنصورة وسيد محمد عبد الله/ طب الإسكندرية أيضاً من الكوادر البارزة التي تولت مسئولية المكتب السياسي إبراهيم منصور جاء كادراً مكتملاً وقد أبرز ملكات وحضور وتخطيط رائع .. كان قليل الكلام لكنه يجيد المتابعة المكتوبة للبرامج والنشاطات والإعداد وقد أدخل مسألة الجداول والفورمات للمتابعة الدورية وكان يشرك العديد من الشباب الصاعد لمتابعة أعماله ويرسلهم إلى المدن الأخرى ليتعرفوا على القيادات في تلك المدن ويأتوا بتقارير الأداء والمتابعة ولقد كان لمكتب الإسكندرية بقيادة أحمد رزق قفشات في هذا الجانب فما أن يأتي أحدهم حتى يصطحبونه الى البحر ثم يذهبوا به إلى مطعم "الصافواني للفراخ" وهو مشهور بالإسكندرية ويوانسونه ثم يحجزون له في القطار صباحاً وبحركة مسرحية يقولون له ولا يهمك التقارير سوف نحضرها معنا في اجتماع مجلس الشورى الأسبوع المقبل لم يكن ذلك من عدم تنفيذ البرنامج بالإسكندرية لكنها مقاومة غير متعمدة لمسألة الكتابة ولبعض الشعور أحياناً في الإسكندرية بأنها رائدة العمل سواء في الاتحادات أو التنظيم ولعل ذلك حديث مدينتين بين الإسكندرية والقاهرة وعلى ذكر المطاعم بالإسكندرية كان هنالك مكانان اثيران لدى الطلاب السودانيين أحدهما "فول الوحيد" وهو يبيع سندوتشات الفول المدنكلة والغريب أن هذا المكان ليس له باب أصلاً ببساطة لأنه يعمل أربعة وعشرين ساعة في اليوم كل الأسبوع وعلى مدار العام لمدة أعوام عديدة .. والمكان الآخر مطعم "محمد أحمد للفول" وهو مشهور بأطباق الفول والطعمية بخلطات مختلفة هذا فضلاً عن المطاعم على الشاطئ والتي تبيع أنواع اللحوم البحرية المختلفة وهي غالية جداً نادراً ما يتجرأ طالب سوداني ويدخل إليها .
                  

05-26-2009, 03:55 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (40)

    وعطفاً للمشاكسة بين المركز والأقاليم أذكر أنه كان هنالك اجتماع لمجلس الشورى لاختيار الأمين وقد نسق أعضاء الإسكندرية مع أعضاء الزقازيق وعلى رأسهم الأخ/ إبراهيم هباني/كلية الصيدلة وطرحوا سؤالاً مفاده لماذا لا يكون الأمين من الأقاليم الأخرى وكانت مناورة من إبراهيم هباني أو لعله كان جاداً في ذلك وقد انبرى له الأخ/ محمد إبراهيم نقد مفنداً كل حججه لكن اللائحة كانت لا تنص عل ذلك فقال لقد جرى العرف بذلك وتدخل يعقوب الفجو/ كلية علوم الأزهر ... وكان عضواً دائماً بمجلس الشورى وكان له سبق الدخول إلى سجن دبك والمشاركة في ثورة شعبان وعندما يتكلم يتكلم بثقة وكان لا يمل النقاش لكن إبراهيم هباني استعمل "غتاتة الحسانية" وأصر عل موقفه حتى استنجد أهل القاهرة بالأخ/ طلب وقد كان مبعوثاً من السودان وتكلم بهدوء ورجح أن يكون الأمين من القاهرة وقد أخذ التعب مبلغه من الحاضرين فانجلى الموقف ولم تطرح هذه المسألة مرة أخرى.
    وكان الأخ/ تاج الدين إبراهيم من أبناء كسلا أيضاً ممن تعاقبوا على المكتب السياسي ونسبة لتوسع العمل وخاصية إدارة الانتخابات فقد تم إنشاء منصب مدير الحملة الانتخابية يرشحه المكتب السياسي وتعتمده الأمانة ويعطى صلاحيات وإمكانيات واسعة وكان يبدأ عمله قبل الانتخابات بسته شهور يضع برنامجه الانتخابي ويقترح القوائم والمواقع في حالة الفوز بالاتحاد ويدير الحملة بالقاهرة والأقاليم وقد أثبت ذلك العمل جدواه حيث تفرغت الأمانة لرعاية الأعمال الأخرى وعدم الانغماس في العملية السياسية وهي جاذبة وكثيرة التعقيدات ويمكن الاستغراق فيها والغرق في بحورها.
    وقد تعاقب على مكتب المعلومات المركزي أيضاً شخصيات أرست دعائم العمل وطورت هذا المكتب واختارت معها كوادر لا تستطيع أن تظن أنها تنتمي للاتجاه الإسلامي فكان عفيفي زكريا النور من جامعة الأزهر وسؤدد حسين من هندسة القاهرة و إدريس محمد آدم / القاهرة من أبناء الدويم.
    لم تكن هنالك عوائق لأي إنسان يريد الانضمام للحركة الإسلامية وهو ما يعرف بالتجنيد وهذا المصطلح أخذ برمته من حركة الأخوان المسلمين ونسبة للظروف الأمنية في القاهرة التي تعيشها الحركة بمصر فإن انضمام العضو يمر بمراحل دقيقة خوفاً من الاختراق الأمني واهتماماً بالنوعية
                  

05-27-2009, 12:33 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (41)

    .. أما بالحركة الطلابية السودانية بمصر فكان من السهل الانضمام للحركة فليس هنالك طلب انضمام أو تزكية من أحد أو قسم يؤدي وفي الغالب يتم التجنيد بالاتصال الفردي أو بالمجوعات ... يرشح مكتب الدعوة مجموعة من الطلاب ويتم احتفال مبسط وغالباً ما يكون من التمر والشاي باللبن والجاتوه في أحد الشقق ويأتي أحد القياديين المحترفين بطرح الدعوة بطريقة جذابة وكنا في الغالب نركز على شمولية الدعوة وشوريتها ونقف عند الشورى ملزمة وليست معلمة وندق على الجانب الأخلاقي والتزام الشباب بتعاليم الإسلام ونعرج إلى الواقع الأليم للمسلمين ونستلهم كتاب الشيخ أبو الحسن الندوي ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ونبشر بقدوم الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم والدولة المسلمة ونؤكد على أن الطريق لمن صدق وليس الطريق لمن سبق وهذه المقولة صوفية بحتة - في دفع حماس الأخوة المنضمين حديثاً للبذل والعطاء وفي الحقيقة لا يأتي أحدهم وهو خالي الذهن عن الاتجاه الإسلامي فلابد أن يكون قد احتك بعضويته أما في المدارس الثانوية أو في الأحياء وفي ذلك الزمن كانت هنالك حركة كثيفة بالأحياء في السودان وخاصة المدن الكبرى .. ومنذ قدومه إلى مصر واستقباله بواسطة الاتحاد وحضوره المنتديات والحوارات وأركان النقاش في الانتخابات يكون قد أخذ قرارة وفي آخر الاحتفال يتم توزيعهم على الأسر وهنا تبدأ مرحلة الاستيعاب الحقيقية فالأسرة أيضاً مصطلح مأخوذ من حركة الأخوان المسلمين بمصر والاسم له مدلول عميق وفعلاً يجدالانسان نفسه في أسرة تهتم به وتأخذ بيده في التثقيف والتكدير واكتشاف مواهبه وميوله وكانت برامج الأسر منتظمة وموحدة في كل الجمهورية تقريباً من تلاوة قرآن ودروس أولية في التجويد والذي يجد اهتماماً كبيراً من الطلاب لأنه في تلك الفترة لم يكن معروف في المراحل التعليمية المختلفة .. وأيضاً شرحاً للأحاديث وبعض المعاملات الفقهية ودائماً ما يكون في الأسرة تنوير سياسي عن الوضع الداخلي للحركة وأخبار عن التنظيم بالسودان وأيضاً ربط الأحداث العالمية وقراءتها من وجهة نظر خاصة بالحركة ويجد العضو نفسه متقدماً على أقرانه في الفهم والتحدث في أي موضوع سياسي أو فكري يطرح للنقاش وأيضاً تتم لقاءات خاصة وورش كنقاش عمل مكتب المعلومات الذي يعرف "بميم شدّة" وأهمية رفع الحس الأمني والتبليغ عن أي حادث تراه يستحق لفت الانتباه له وفوق ذلك هنالك معسكرات مشتركة يكون برنامجها قاسياً جداً يكون النوم فيه من القلة التي لا تكاد تذكر فقيام الليل والتهجد وتلاوة القرآن والبرامج المكثفة تجعل أولي العزم في حيرة من أمرهم. لذلك يطمئن الجميع إلى أن الزرع فيهم يكون صعباً جداً والزرع هو دخول عناصر من الأحزاب الأخرى داخل التنظيم لكشف خططه وبرامجه وكوادره ومفاصل اتصالاته وطبعاً حتى لو تم الزرع في نطاق الأسر يصعب الصعود إلى أعلا لأن هنالك فترة تمر حتى يتم انتخابك في وظائف تستطيع منها أن تنفع حزبك وفي طيلة هذه المدة تكون وسط المجموعة تحافظ على صلواتك معهم في المسجد حتى الصبح وتمتنع فيها عن كل شائبة وربما تغير رأيك وموقفك من حزبك القديم ولم يحصل أن تمّ اختراق للاتجاه الإسلامي لصعوبة تنفيذ برامجه ولأشغاله لك عضويته في برامج مختلفة.
                  

05-29-2009, 12:35 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (42)

    كانت علاقتنا بالعمل الإسلامي للأخوة بمصر محدودة جداً فليس هنالك أي اتصال تنظيمي وإنما الاستفادة فقط من برنامجهم الثقافي العلني المطروح سواء أكان النشاط للجماعات الإسلامية والتي تميزت عن الأخوان المسلمين أو نشاطات الجمعية الشرعية التي لها وجود فاعل وأعمار لمساجد وخطباء ووعاظ وكان ذلك لعدة أسباب :
    أولاً : لم تكن العلاقة التنظيمية بين الحركة الإسلامية في السودان وتنظيم الأخوان بمصر جيدة فإنه منذ العام 1974 تقريباً كانت هنالك مبادرات من الأخوان المسلمين بمصر لإنشاء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وكان يرمي إلى رابطة تنظيمية بين كل الدول أو بمعنى آخر أراد أن يرجع للمكاتب القديمة التي تم إنشاءها في عهد المؤسس الأول الإمام الشهيد حسن البنا حين أعلن في أحد المؤتمرات السنوية .. أتتنا الأخبار من السودان الحبيب أنه قام مكتب للإخوان المسلمين هناك. وكان التطور الكثيف في مسار الحركات الإسلامية المختلفة وصعوبة الاتصال بينها والنظرة الفقهية والظروف السياسية تتطلب اتخاذ خطوات محلية في إطار النظرة العمومية.
    ثانياً : اتخاذ الحركة الإسلامية السودانية قرار المشاركة في السلطة ودخول الاتحاد الاشتراكي و إنغماس قيادتها وعلى رأسها الدكتور حسن الترابي في نظام مايو الذي قامت بينه وبينها مجاهدة ومقاتلة بفقه منعزل ونظرة مختلفة عن الأخوة في مصر كانت خميرة عكننة للعلاقات التنظيمية ولعله كان من أهم مسببات الانشقاق الذي تم في العام 1980 والذي تكون على آثره تنظيم الأخوان المسلمين في السودان بقيادة الأخ/ صادق عبد الله عبد الماجد والأخ/ د. الحبر يوسف نور الدائم والأخ/ الدكتور عصام أحمد البشير
                  

06-01-2009, 06:27 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (43)

    ثالثاً : الحركة الإسلامية السودانية في أدائها المطرد هي أشبه بالحزب السياسي الذي يقوم على البرامج والخطط ويستجيب بصورة مستمرة ومتجددة للواقع والأحداث فينقلك بصورة واضحة عن الفهم المتوارث لحركة الأخوان المسلمين في مصر التي لم تسعفها الظروف في المشاركة العلنية والتفاعل مع المجتمع والتي تأثرت إلى حد بعيد بأدب المحنه وبالعموميات دون الدخول في التفاصيل.
    رابعاً : الحركة الإسلامية السودانية ابتدأت حركة مثقفين ولكنها تجنح في كل مرة نحو الشعبية فجبهة الميثاق الإسلامي وطرحها المتقدّم لتجميع القوى الإسلامية وأعمالها أي الحركة الإسلامية للنظم الحديثة والقانونية في التأطير لها .. ومزاولة قياداتها للعمل السياسي من خلال الاتحادات الطلابية التي تستجيب للمطالب الطلابية وتقوم على برامج واقعية وتلتزم الديمقراطية والتداول السلمي لمنابر الاتحادات وتطويرها لأدب الحوار والنقاش والنظرة المستقبلية الاستراتيجية دون الوقوف عند اللحظة الآنية مهما كانت مفرحة أو محزنة.
    خامساً : الكادر البشري لابد وأن يضع بصماته فقيادة الدكتور حسن الترابي للحركة لفترة طويلة واعتماده على قيادات شابه ومتجددة وطرحة التجديدى والتطويري يساعده في ذلك اعتماده على فقه ديني أصيل من حفظ للقرآن ودراسة الفقة والفكر الإسلامي إضافة إلى إحرازه مراتب متقدمة في الفكر الغربي الحديث وخلفيته الأكاديمية القانونية وشخصيته الكاريزمية كل ذلك أتاح له طرح أفكار جريئة ومتقدمة كرسالة المرأة التي نقلت الحركة الإسلامية السودانية بسرعة كبيرة في الجمود في موضوع المرأة إلى منافسة اليسار ودك قلاعه الحصينة والذي كان يرفع شعار تحرير المرأة ومناصرتها ولكن البساط سحب من تحته بطرح الرؤية الإسلامية الوسطية للفكر والتنظير والعمل في مجال المرأة .... وأيضاً قراءة الواقع السياسي حين تمت المصالحة بين السيد الصادق المهدي والرئيس جعفر نميري ببورتسودان في العام 1977 وعملياً حلت الجبهة الوطنية المعارضة للنظام آنذاك وأصبح على الحركة الإسلامية مواجهة عبء المعارضة والتي كانت ظروفها الداخلية صعبة جداً وأذكر أننا بمجلس الشورى بمصر استقبلنا الأخ/ د. ياسين عابدين وقد كان من القيادات المؤيدة للمصالحة الوطنية وكما ذكر فقد تمت إجراءات شورى لكل القواعد داخل وخارج السودان وتم تداول الأمر من الناحية الدينة "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" ومن الناحية السياسية وذكر أنه في فترة من الفترات كانوا لا يستطيعون كحركة توفير ملابس الدمورية لسجناء الحركة الذين كانوا يملئون كل سجون السودان دبك – بورتسودان – كوبر – شالا بغرب السودان قال إننا لم نستطع توفير قماش الدمورية للسجناء ناهيك عن السؤال عن أسرهم ولم نستطع حتى زياراتهم ولكن عناية الله ورعايته وحفظه وتكافل المجتمع السوداني خفف من وطء الفاجعة .. وقد لمس أعضاء الحركة الانفراج الذي أحدثته المصالحة في حياتهم من حريات لتبليغ للدعوة ولتأسيس قواعدهم الاقتصادية والاهتمام بكوادرهم –كابتعاث مجموعات قيادية إلى دراسة الإعلام بالولايات المتحدة الأمريكية وللاستفادة من تجربة الغرب في إدارة الأحزاب والمجتمعات ... وما العمل الضخم الذي تمّ بمصر إلا ثمرة من ثمرات ذلك القرار الشهير بالمصالحة وقد كان بعض الأخوة بمصر حين يرون بعض التراخي في العمل يقولون هذا جيل المصالحة فإنهم لم يشهدوا القسوة الأمنية ولم يدخلوا السجون إلا نادراً.
                  

06-07-2009, 09:12 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (44)
    سادساً : تمّ في تلك الفترة إعداد وثيقة نشرتها الحركة الإسلامية السودانية للتنسيق بين الحركات الإسلامية في كل الأقطار العربية والإسلامية وكانت كأنها مشروع يضاهي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومفاد الوثيقة أن العمل الإسلامي تضطلع به حركات مختلفة في كل العالم الإسلامي بعضها سني وبعضها شيعي وبعضها سلفي وبعضها صوفي وبعضها حركات مستندة إلى فكر الأخوان المسلمين وأن أقطار العالم الإسلامي مجزأة سياسياً وقد يصعب الاتصال بينها وبين القيادة المركزية إن وجدت هذه القيادة ولذلك اقترحت الورقة مجالس للتنسيق وترك المجال لكل حركة لتتخذ ما تراه مناسباً مقاتلة أو مجاهدة أو مصالحة حسب الظروف الآنية التي تمر بها كل حركة .. وقد استهوت هذه الفكرة بعض الحركات الإسلامية وقد أخذ الأخوة من ماليزيا بهذا الفقه المتقدم والذي أحدث اختراق في الفكر السياسي في ذلك الوقت.
    سابعاً : وقد أثر التباين والالتقاء بين الشخصيتين المصرية والسودانية في عدم الانسجام ولعل سابق انقسام السودانيين بين الاستقلال التام أو الاتحاد مع مصر وفي آخر المطاف تمّ ترجيح الاستقلال التام حتى الأحزاب الاتحادية وقفت مع هذا الخيار وقد لخص الدكتور/ عبد الوهاب أحمد عبد الرحمن في كتابة "الشخصيتان المصرة والسودانية" أهم السمات الموجبة والسالبة لكل شخصية نقتبس منها الآتي :

    السمات الإيجابية للشخصية المصرية :

    1. الاندماج والانصهار التام في بوتقة الوطن الواحد "مصر أم الدنيا"
    2. احترام السلطة والقيادة في العمل والسياسة
    3. التسامح والميل إلى التوفيق والتجميع والوحدة



    السمات السلبية للشخصية المصرية :

    1. الإحساس الزائد بالتراث والفخر المبالغ في بالنفس وبمصر
    2. الانحراف في التراثية والتمحور حولها وتحقيق الأهداف بأي ثمن
    3. غياب روح التكافل والتضحية من أجل الآخرين

    إيجابيات الشخصية السودانية:

    1. الشهامة والكرم وحسن الضيافة
    2. التلقائية والعفوية في التعامل بين الناس
    3. الشقف بالحرية ومقاومة الظلم والتسلط والاستبداد

    سلبيات الشخصية السودانية:

    1. عدم الانصهار في بوتقة السودان الواحد
    2. عدم الاكتراث بالسلطة والزعامة وتجاهلها وتوجيه النقد المتواصل للقائمين عليها
    3. الحساسية المفرطة في التعامل مع الآخرين وخاصة المصريين
                  

06-29-2009, 07:39 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)



    (45)
    أمانة الجنوب

    رأى الاتجاه الإسلامي الحوجه الماسة للكوادر الإسلامية للطلاب الجنوبيين فكون أمانة خاصة رأسها الأخ/ عبد الله أحمد عثمان كانت منصبة على متابعة العمل وسط الطلاب الجنوبيين وضمهم للاتجاه الإسلامي وتكديرهم وقد ارتفع عدد أعضائها إلى 270 عضواً فهو رقم كبير وقد برزت قيادات جنوبية شابه مسلمة قوية في لغتها العربية وفي تمسكها بالاتجاه الإسلامي الأخ/ قاسم برنابة كاسينقا والأخ/ موسى المك كور , والأخ/ إبراهيم بين والأخ/ عوض رزق. وقد كان الأخ/ عبد الله دينق نيال يحضر للماجستير في تلك الفترة وقد كان لصيقاً بهذا المكتب.

    استقبلنا السنة الثالثة بكلية الطب جامعة الإسكندرية بروح متوثبة واجتهاد أكاديمي واضح أثمر نتيجة أداء جيد في آخر العام وبعض المواد أحرزت فيها تقدير جيد جداً وقد كانت تدرس في هذه السنة علوم البكتريا والصيدلانيات والباثولوجى أو علم الأمراض وطريقة الامتحانات تغيرت من الأسئلة الطويلة التي تمتحن الحفظ إلى الأسئلة متعددة الأجوبة (MCQS) والتي تعالج فهم المادة أكثر من حفظها وكان هنالك العديد من أسئلة الامتحانات السابقة وحلها المثالي .. وكان كشك "سيف" وسط الكلية يبيع المذكرات والكتب المتخصصة وأحياناً كراسات نموذجيه لبعض أوائل الدفع تعطى مجاناً وسيف هذا من أصول نوبية ومن ذوى البشرة السمراء فحين تشتري منه كتاب أو ملزمة يعاملك بلطف وينظر إليك برفق وكأنه يقول لك اجتهد وتفوق فلا شئ يعدل العلم. وقد كان كبار الأساتذة يحذرون من هذه الملزمات الصغيرة ويحضون على قراءة الكتب الأصلية وأذكر أنه في مرة من المرات سأل أستاذ مادة الجلدية وهي من مقرر السنة الرابعة الطالب/ علي عبد الرحمن فأجاب إجابة لم ترق للأستاذ فسأله من أين أتيت بهذه المعلومه فأجاب "من الكتاب الأخضر" فانفجر الطلاب بالضحك لأن الكتاب الأخضر هذا من الملزمات الصغيرة التي توزع عند "سيف" وكان الأستاذ قد حذر منه في المحاضرة السابقة ويبدو أن الأخ/ علي عبد الرحمن قد كان غائباً في تلك المحاضرة أو لعل ضحك الجميع لصعود اسم الكتاب الأخضر الذي ألفه العقيد معمر القذافي والذي يحوي النظرية الثالثة في الديمقراطية كما يقول ..
                  

07-01-2009, 05:14 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)


    (46)

    .. وفي الحقيقة كانت هنالك مواد تعتبر أساسية وتؤثر في انتقالك للفصول الأعلى ولكنها غير ذلك في جامعة الخرطوم في ذلك الوقت مثل علم الأنسجة (Histology ) وعلم الجلدية (Dermatology ) وعلم الطب الشرعي (Forensic Medicine ) وعلم الصيدلة والعقاقير (Pharmacology) كانت هذه العلوم تدرس كأجزاء من علوم أخرى لكنها في مصر مفردة ولها أساتذة لهم كتب معتبرة ومعروفة كأستاذ "الأبراشي" أستاذ الأنف والأذن والحنجرة وهذه المادة تتبع للجراحة بكلية الطب جامعة الخرطوم والتدريس في كل جامعات مصر للطب باللغة الإنجليزية وقد كانت هنالك صيحات خافته لتدريسه باللغة العربية ولكنها لم تغير من واقع الحال شيئاً وحتى ذلك الوقت كانت سورياً هي الدولة الوحيدة التي تدرس الطب باللغة العربية. اندمجنا في حياة الإسكندرية الطلابية فقد دخلنا إلى فريق الجمعية الطبية الصيدلية للطلاب السودانيين لكرة القدم وقد أتينا من أسيوط فريق شبه متكامل "عادل اللبيح وكان حينها يعرف بعادل كوستي .. صاحبنا ظهير أيسر ومأمون سيد أحمد العوض في خط الهجوم وجلال محمد عبد الله ومحي الدين في خط الوسط وكان سمير خيري من أبناء الجالية بالإسكندرية ظهير ثالث وأذكر في ذلك العام أننا اكتسحنا دوري الجمعيات وكان الفريق المنافس لنا فريق كلية العلوم وأذكر جناحه الفرفارة محمد صديق وكان عادل اللبيح يصيح دائماً أثبت للجناح "ماتترتر أمامه ...."
    وأذكر أن الأخ/ مأمون سيد أحمد العوض والأخت/ سارة أحمد عبد العزيز قد أحرزا تقدير جيد جداً وقدما للتحويل لجامعة الخرطوم وكان معمولاً بذلك النظام وقد قامت مشاكسات ضد تحويل الأخت/ سارة أحمد عبد العزيز وقد صادف ذلك مواقف سياسية من والدة الجراح المشهور الأستاذ/ أحمد عبد العزيز ولكنهما وفقاً في التحويل وأتمَّا دراستهما بكلية الطب جامعة الخرطوم.
                  

07-04-2009, 07:32 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (47)

    كانت قيادة الجمعية الطبية الصيدلية مجال منافسة بين الاتجاه الإسلامي وبقية الاتجاهات الأخرى وأذكر أن عمر عبد العزيز شدو وأبوبكر مندور المهدي رأساها لدورتين متتاليتين وكان أبوبكر النصري من أنشط السكرتيرين الذين مرَّوا عليها وكانت الرابطة بوتقة اجتماعية حقيقية تقيم الاحتفالات وتوزع شهادات التخرج ويلتف حولها الأعضاء بصورة حميمة وتشجع فريقاً لكرة القدم الذي كان الأخ/ عوض عبد الرحمن من أبناء مدني مسئولاً عنه فترة طويلة .. فبالإضافة إلى المشاركة الفعالة في المناشط التي تقيمها كلية الطب من معارض طبية وتعريفية لطلابها وغنى عن القول أن كليتي الطب والصيدلة بجامعة الإسكندرية يدرس بهما العديد من الطلاب من كل البلاد العربية كالكويت والإمارات واليمن والسودان.
    أما حياتنا الاجتماعية فكانت مرتبطة تماماً بأعضاء الاتجاه الإسلامي من أسر وندوات ولقاءات مختلفة وأذكر مرة أن أحدهم قال الأسرة القادمة بشقة ناس حسن محمود وهي قريبة من النبي دانيال فتعجبت وقلت له هل هناك "نبي يدعى دانيال" فأجاب بنعم وتركت كل شئ وذهبت إلى ضريحه وهو عبارة عن مساحة صغيرة وطريقة عمل الضريح لا تختلف عن الأولياء عندنا في السودان وعرفت أنه مذكور أيضاً في المراجع الإسلامية وعلى ذكر الأضرحة فأن الإسكندرية قصدها الكثير جداً من أولياء الله الصالحين للعبادة فمنهم الشيخ المرسى أبو العباس ضريحه ومسجده على البحر تاماً إلى الجنوب من قبر الجندي المجهول الكائن بعد محطة الرمل الشهيرة والشيخ المرسى هو شيخ أبو الحسن الشاذلي شيخ الشيخ ابن عطاء الله السكندري وكتابه الحكم العطائية مشهور ومشروح من عدة مشايخ وأعجبها شرح ابن عجيبة الحسنى الذي جرى في شرحه على نفس الشيخ وشرحها حديثاً الشيخ البوطى وأجاد وله أيضاً كتاب لطائف المنن وله كتاب مهم في أمر الرزق التنوير في ترك التدبير ولابن عطاء مدرسة في التصوف تضاهى مدرسة الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين والشيخ محي الدين بن عربي في كتابه الفتوحات المكية ولاعتدال مدرسته وخلوها من الشطح سلمت من النقد والتجريح بينما تكاسرت السهام على مدرسة الشيخ محي الدين بن عربي ولم يسلم إحياء علوم الدين من النقد والتجريح ولكن الاستدراك والتنقيح مما يقوى العلوم ويجليها وما تزيد النار الذهب إلا لمعاناً وبريقاً.
                  

07-08-2009, 08:17 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (48)
    وأيضاً في الإسكندرية يوجد ضريح سيدي جابر وسيدي بشر ومنطقة تسمى باسم الشيخ الشاطبي وكل هؤلاء المشايخ طاب لهم المقام بالإسكندرية فهي مباركة الزمن تتحرك فيها طول النهار والليل وتخلد إلى النوم ساعتين وتستيقظ وأنت في قمة النشاط. وأذكر أن برنامج رمضان لكل المدينة موحد بالسهر حتى صلاة الفجر وتأخذ قليلاً من النوم ثم تذهب إلى الكلية وأنت في نشاط تام ولفوانيس رمضان واستقباله عند الأطفال أيما فرحة واحتفاء وعندما يأتي رمضان كل بنات المدينة يتحجبن ويؤممن المساجد والتراويح والصلوات ويتبتلن وبعد العيد لكل حادثة حديث وفي مصر الاعتناء بالأطفال وإدخال السرور عليهم والهدايا في العيد واصطحابهم إلى المساجد مما يفرح القلب ويسر الناظرين والأطفال في مصر أذكياء ولطيفين ويعتني أهلهم بإعدادهم للمستقبل كأحسن ما يكون.
    كان الأخ/خالد سيد عبد القادر هباني طراز فريد من الأخوان فقد كان له اهتمام خاص وكبير جداً بالصوفية وكان له أصفياء منهم الأخ/ سامي عقارب من اتبتاع الطريقة الختمية والأخ/ ياسر غانم والأخ/ محمد عمر عطية الذي كان يسكن مع الأخ/ أحمد رزق بمنطقة سيدي بشر ويمضى كل يومه –محمد عمر- في المسجد حتى قالت له الشقالة "يا خوي انتو ما عندكو مساجد في السودان" كانوا يذهبون أحياناً إلى القاهرة لزيارة الأولياء والصالحين وخاصة الشيخ الجعفري وهو من الدوحة النبوية الشريفة الذي تعرفوا به وعلى كثرة اهتمامي بالعمل الحركي كنت أجد بعض الأوقات الخاصة مع الأخ/ خالد سيد ... وهو يهتم أيضاً بالتربية الروحية والإخاء في الله وله موهبة في الخلوص إلى نفسك ومشاركتك همومك الخاصة جداً ولذلك نجح أيما نجاح في الاهتمام بتجنيد المرأة بالمعاملة الطيبة والصبر على سيل الأسئلة والتقلبات التي تنتاب الأخوات في بداية الطريق .. أذكر أن منال الرشيد مصطفى كانت تسكن مع مجموعة من الطالبات فاتصلت بطالبات الحركة الإسلامية والتزمت بالحجاب فما كان من زميلاتها إلا أن كتبن لوالدتها خطاباً وقلن لها أن ابنتك "دروشت" فما حضرت إلى الإسكندرية على عجل حتى استقبلها خالد هباني بوجه طلق وعمل لها زيارات للتعرف على الأخوان والأخوات فرجعت مقتنعة ببرنامج الحركة الإسلامية وقد كانت موظفة في درجة رفيعة في قطاع البنوك وتشاء الأقدار أن يتزوج خالد هباني منار الرشيد تؤم منال ولانغماس خالد هباني في الروحانيات لم يترشح لأي دورة من دورات الاتحاد ولم يقف في أي ركن من أركان النقاش ليجادل لكنه كان حكيماً ومصلحاً كان له في كل شقة من شقق الأخوان حضور ومنام وأذكر بأنه كان مسئول العمل الإسلامي بالإسكندرية في أحد دوراته وكان يكثر من الذهاب إلى القاهرة دون علم أعضاء المكتب وكانت تجد أحداث فاجتمعنا مرة وقررنا أن المسئول يحب أن لا يخرج من الإسكندرية إلا بإذن المكتب فامتثل طائعاً ولكنه أسر إليّ أنه يذهب إلى القاهرة لمعالجة العديد من القضايا العالقة وكنا نظن أنه يقضي لبانات خاصة به. وقد كان ضمن وفد مثل طلاب الاتجاه الإسلامي بمصر في اجتماع أحد مجالس شورى الحركة الإسلامية بالسودان وقد كان مطروحاً فيه انتخاب الأمين العام و قد ذكر أن المرشحين الأساسيين كانا الدكتور/ حسن عبد الله الترابي والدكتور/ إبراهيم أحمد عمر وقد رجحت كفة الدكتور حسن الترابي حينها.
                  

07-12-2009, 10:03 AM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (49)
    بنهاية عامنا الأول بالإسكندرية كان برنامج الاتحاد العام للطلاب السودانيين لأداء العمرة قد انطلق وأكرمنا الله بأن نكون ضمن الطلاب المتجهين إلى الأراضي المقدسة وقد كان فضل تطوير المشروع يرجع إلى اتصالات الأخ/ آدم سيد التقلاوي والأخ/ محمد الحسن الكلس والأخ/ عادل محي الدين/شبين/ والأخ/ الصادق دياب /هندسة شبين. كان العدد يكاد يكون مفتوحاً وعلى جميع الاتحادات الفرعية إرسال جوازات الفرعية إرسال جوازات طلابها بعد دفع الرسوم وقد كانت زهيدة ومدعومة من الاتحاد وحصلنا على تأشيرة الدخول من سفارة باكستان قسم رعاية المصالح السعودية بالقاهرة إذ في ذلك الحين كانت جميع الدول العربية مقاطعة لمصر ما عدا السودان وسلطنه عمان وذلك أثر زيارة الرئيس السادات الشهيرة للقدس وتوقيع معاهدة كامب ديفيد بعد ذلك. تجهزنا في شهر رمضان السعيد ووصلنا إلى ميناء السويس وختم على جواز سفرنا 13مارس 1980م وكان نجم الرحلة اللامع مرتضى أحمد العوض كان نعم الأخ والمربي المرشد فقد شرح فقه العمرة وفقه زيارة مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة بلد المصطفى (ص) ونحن نختزن المديح والشوق ونطير إليها في الخيال ألف عام منذ الطفولة ... كانت جلسات إيمانية عميقة ولم نضع الفرصة السانحة لنقدم محاضرات عن الحركة الإسلامية وفقه التصور وأهمية العمل من خلال الجماعة فقد كان بين ظهرانينا الكثير من الطلاب من غير المنضويين تحت لواء الاتجاه الإسلامي ولكنهم لا يفصلهم إلا خطوة سائر كان معنا أيضاً الأخ/ خالد هباني وقد أتحفنا برقائقه المؤثرة وأقلعت بنا الباخرة من ميناء السويس ولما أتينا حذاء منطقة ونحن في وسط البحر سأل الأخ/ مرتضى بعض البحارة وعلم أننا بمحاذاة رابغ وهي ميقات مكاني لمن يأتي من تلك الناحية وكان معه"مكرفون" صغير فأيقظ الجميع وأخبرهم بأن يغتسلوا ويلبسوا إحرامهم وقد كنا جاهزين من مصر ولبس الجميع إحرامهم وقد كنا جاهزين بنية العمرة وأخذ مرتضى يرفع صوته بالتلبية .. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. بصوت رخيم لا يزال يرن في إذني .. وصرنا ندور في السفينة وأذكر أن قطبانها كان من الفرنجة وصعد إلينا قائلاً بلغة إنجليزية مكسرة لماذا تغنون هكذا وتدورون "فقال له مرتضى هذا ليس غناء هذه عبادة فتأسف وقال لكنني منذ زمن أنقل مسافرين إلى جدة ولم يفعل أحد مثل ذلك .. لكن لم يكن منهم مرتضى أحمد العوض وصحبه! وأذكر أننا في تلك الرحلة استمعنا إلى محاضرات من شيخة مصرية فاضلة كانت تشرح فقه العمرة ووقفت فيما يقال من دعاء أثناء الطواف فذكرت أدع الله بما شئت وأنها في مرة من المرات أكملت كل طوافها بآية واحدة من سورة ياسين "قيل أدخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما قفر لي ربي وجعلني من المكرمين" وصلنا ميناء جدة ظهراً وختم على جوازات سفرنا .. جوازات منياء جدة 22رمضان 1402ه
                  

07-15-2009, 05:40 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (50)

    واستقبلنا وفد الاتحاد العام الذي سبقنا إلى هناك بالترحاب وكانت باصاتهم جاهزة ودونما تعطيل توجهنا نحو البيت الحرام أول بيت وضع للناس .. نزلنا من الباصات وكانت مكة عبارة عن نقطة محاطة بالجبال وسرنا مسافة راجلين وأمامنا مرتضى يكبر ويلبي بالمايكرفون والحر والعطش بمكة لا يوصف واقتربنا من المسجد الحرام كانت المأذن عادية وشكل المسجد من الخارج مألوف .. فلما أجتزنا باب الملك عبد العزيز ونظرت أمامي فجأة وقعت عيني على البيت الحرام يقوص في السواد وحوله كتل من البشر يطوفون فشدهت برهة وغبت عن نفسي لحظة عدت بعدها ووجدتني أكبر وأهلل واتجه نحوها باندفاع أذهلني عن من معي فلما وصلت قريباً منه حاولت أن أقول شيئا لم استطع فقد طار من رأسي كلما حفظناه في رحلتنا فاستنجدت بكتاب صغير للأدعية كان بحوزتي فصرت أطوف حول البيت ولا أكاد أحس برجلي وخطواتي وصليت ركعتين خلف مقام إبراهيم واتجهت إلى ماء زمزم والسعي بين الصفا والمروة وكان إلى جانبي الأخ/ على عبد الرحمن طب الإسكندرية وقد أذهلته الكعبة عن شنطته "السامسونايت" ذات اللون البني فأضاعها وما بها من أشياء. وقد توثقت صلتي به أثناء تلك الرحلة. تم جمعنا بعد ذلك في الطابق العلوي ونحن لا نرفع أبصارنا عن البيت العتيق لأن النظر إليه عبادة والنظر إلية لا يمل ..كان أغلبنا ونحن داخل الحرم نبكي شوقاً إلي وفرحاً به .. أمضينا ثلاثة أيام ونحن بداخل الحرم نذهب إلى الخارج لنأكل أكلاً خفيفاً ونواصل الصيام والقيام والطواف والعبادة الخالصة المتجردة لله رب العالمين ونلامس مقامات سامية وتلاوة القرآن بحضور وحضرة ..تمت أيامنا بمكة وذهبنا إلى المدينة المنورة وأخذنا إليها طريقاً طويلاً يمر ببدر ونزلنا بالمدينة الجامعية وكان الاتحاد قد رتب لنا ذلك وبعدها تمَّ اصطحابنا إلى المسجد النبوي الشريف وعندما لاحت القبة الخضراء وقد أكثر المداح في وصفها ولا سيما حاج الماحي "القبه البلوح" قنديلا وا شوقي وحساري الليلة" أدركنا أننا في سوح الحبيب محمد (ص)

    ففاضت دموع العين منى صبابة
    على الخد حتى بل دمعي منحري

    ودخلنا من باب السلام تأدباً وهو باب مشهور للسودانيين تجدهم يدخلون منه وعندما يخرجون يتواعدون أمامه ويتقابلون ويتصافحون بجلابيبهم البيض وعمائمهم البيضاء تيجان لأهل السودان طاعة لله والرسول وحباً عميقاً للمصطفى وآله


    يختص آل محمد بمحبة في الصدر
    قد طويت عليها الأضلع

    ومررت في الصف الذي يسلم على رسول الله فوقفت عند أول قبر أبكي وأدعو وتحولت إلى الذي يليه ودعوت بالسلام على سيدنا أبي بكر ثم سيدنا عمر رضي الله عنهما وقد لمحني الأخ/ خالد هباني واقترب مني وقال لي على من سلمت بالتحية لسيدنا رسول الله فأشرت إليه وقال لي هذا قبر أبو بكر الصديق فأرجع وسلم على رسول الله فرجعت وسلمت مرة أخرى ونحن لا نمل السلام عليه مرة ومرات فصححت تحيتي ولم يكن حينها مكتوب علامة تدل على قبره الشريف وقد تمّ استدراك ذلك لاحقاً فتري الآن علامة مكتوب عليها هنا السلام على الرسول محمد (ص) ثم انصرفنا إلى الروضة الشريفة وجلسنا فيها نتبرك وكان أحد المسلمين من بلاد الفرنجة أراد أن يقوم ويصلي فنبهه أحد المسلمين أنه لا يجوز الصلاة بعد العصر فالتفت إلية قائلاً (O.K) لا بأس ورفع يديه مكبراً وصل ركعتيه بكل تؤدة في الروضة الشريفة فتمنيت لو أنني صليت معه لما بي من الشوق في صلاة ركعتين في الروضة الشريفة – فطرنا في ضيافة أهل المدينة وهم المشهورين بالكرم فقد استضافوا الحبيب محمد والمهاجرين الأوائل وما زالوا يستضيفون زوار قبره الشريف بكرم فياض وروح طيبة
                  

07-20-2009, 02:51 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (51)

    ودعني صديقي على عبد الرحمن ورجع إلى السودان وبقيت مع الأخوة الذين ينوون الحج بعد أن ذهب وفد الاتحاد كان علينا أن نتدبر أمر التغذية وقد زارنا شقيق الأخ/ محجوب عيسى الطالب بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية وأعطى الميس مصاريف أمدت في عمره أسبوعاً كاملاً وبدأ الأخوة في البحث عن الأرزاق في "الحراج" وأصبحت أعدادنا تتناقص وذهب معظم الطلاب إلى مدن بعيدة بالمملكة لزيارة ذويهم والبقاء معهم فكنا نذهب إلى "الحراج" أو سوق العمل ونعود إلى مقر الإقامة ونؤدي الصلوات بالمسجد النبوي الشريف وقد قابلت يوماً العم محمد إبراهيم بدوي وهو من أعيان أبودليق وقد كنت أدرس الثانوية العامة بها وكان شقيقي عبد الماجد يعمل معه فأكرمني أيمَّا إكرام ودسً في جيبي من الريالات ما طمأنني حتى وجود عمل مناسباً وأذكر أن الأخ/ أحمد آدم من كلية الهندسة بجامعة أسيوط كان يعمل في إجازاته كنجار مسلح فوجد أتراك يبنون في أحد العمارات وأخبرهم بأنه نجار مسلح فما كان منهم إلا أن طلبوا منه الصعود لاختباره فوراً ونجح في الامتحان الذي لا يتطلب شرح ولا ورقة وقلم "والميَّة تكذب القطاس" كما يقولون فأخذوه للعمل معهم وفي اليوم الثاني استأجر لنا بيتاً بأطراف المدينة واشترى العديد من المراتب واستضاف الجميع على حسابه الخاص وخرجنا من المدينة الجامعية بعد أن استضافتنا مشكورة مدة كبيرة وأخذ الأخوان يجدون الأعمال المناسبة معهم ويذهبون للعمل ويشاركون في نفقات البيت الجديد وجاء دوري حينما رجع إليّ الأخ/ صديق مكي / هندسة القاهرة .. أنه وجد في الحراج رجلاً يريد عمالاً لمزرعته التي تجاور المدينة وأخبرني أنه لا يعلم شيئاً عن الزراعة فقلت له على خبير وقعت .. وفي عصر اليوم التالي ذهبنا إلى مزرعته وسألنا عن عملنا الأصلي فأخبرناه بأننا طلاب ونريد العمل بالإجازة ولعله شك في مقدراتنا ولكنه أراد أن يمتحن قدراتنا العملية فقال لنا "أنني أبغ برسيم من هنالك وناولنا "شرشر" وهو منجل محقوف أعرفه تماماً فأنا ابن بيئة زراعية . عندما تناولت الشرشر وذهبنا إلى الحيضان قال لي صاحبي إنني أول مرة أعمل بالزراعة فقلت له لا عليك أنا سوف أحش وأنت أربط فقط وفي لحظات بسيطة كان أحد الأحواض قد أنجز وبدأت في الحوض الآخر فمرَّ صاحب المزرعة وأمرنا بالتوقف وأدرك أن معه "معلمين" فوافق على عملنا معه وسكنا المزرعة وكنا نرجع كل خميس وجمعة إلى بيت المجموعة الكريمة ونصلي بالمسجد النبوي .. وكانت فرصة طيبة لأتعرف على الأخ/ صديق مكي فقد كان طيب المعشر يحكي الكثير من القصص ولا يتوقف إلا إذا فرَّ الجميع من المزارع وذلك لاشتباه مرور "كشة" في تلك الأنحاء لإبعاد المتخلفين من العمرة أو الذين يقيمون بالمملكة دون عقود عمل وقد إختبينا مرة أو مرتين حين تكون هنالك كشات كبيرة وكنا نتجنب المداهمات الليلية والحشرات وما أكثرها فننام فوق سطح الغرفة وعندما حلت أيام الحج وأوقفت الكشات شكرنا لمخدمنا سعيه وقد كان رجلاً فاضلاً من أهل المدينة الطيبين ومزرعته هذه عبارة عن متنزه له ولأولاده فقد كانت الأرض صخرية وتسقى بأبار ارتوازية بها بعض النخل وأحواض البرسيم فقط وكانت في مدخل طريق الهجرة الجديد الذي بدأت الدولة في رصفه حينذاك رجعنا إلى المدينة المنورة وبدأت وفود الحجيج وصرنا نشتري الملابس والأحذية من تجار الجملة ونبيعها للحجاج على مداخل الحرم وحتى ذلك الحين كانت المنازل والمتاجر حول الحرم من الطين ولها مداخل ضيقة جداً إلى الحرم النبوي وذلك قبل التوسعة المتكررة التي حدثت مؤخراً ولما جاء وقت الحج دفعنا من حر مالنا للمطوفين وعملنا إجراءات حج رسمية وذهبنا إلى ابيار علي وعليّ هذا هو على دينار سلطان مملكة دارفور بالسودان وقد يتبادر إلى الذهن أن المقصود به سيدنا على ابن أبي طالب كرم الله وجهه
                  

07-28-2009, 06:54 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)



    (52)
    وأحرمنا منها كنا رفقة صالحة صديق مكي ومحجوب عيسى وأحمد آدم وأحد الأخوة كنا نلقبه "بحبحب" كان أميرنا غير المتوج في تلك الرحلة الأخ/ صديق مكي وقد كان سريع البكاء كثير الخشوع ويحمل معه كتاب منهاج المسلم الذي ألفه الشيخ أبو بكر جابر الجزائري وهو من الكتب التي تلقتها الأمة بالقبول وتكاثرت طبعاته فقد كانت الأولى في العام 1964 وقد كتبة بلغة سهلة ومبسطة وتحاشي فيه الاختلافات المذهبية ونحى به إلى المتفق عليه من جمهور علماء المسلمين فصار من أيسر الكتب وأوثقها في كل شئون المسلم القاصد وجه ربه كان صديق مكي يكثر السؤال عن الأماكن التي وقف فيها سيدنا رسول الله (ص) تماماً ليقف فيها لم نكن ملزمين بفوج أو مطوف أحرمنا يوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية من مكة وهذه التسمية جاءت من حمل الإبل للماء لأنه في ذلك الزمان القديم لم تكن المياه متوافرة في ذلكم الوادي المقفر ولم يكن معنا إلا أقل المتاع وعبرنا النفق راجلين إلى منى وتحت أحد الكباري وقريباً من مسجد الخيف فرشنا بساطنا وذهبنا إلى المسجد نصلي وداخله قابلنا الشيخ محمد محجوب حاج النور بلحيته المميزة وقامته النحيلة وأظنه في ذلك الزمن أتى من نيجريا التي كان مدرساً بأحد جامعاتها .. وقابلنا بمنى مجموعة من أخواننا بمصر وقادونا إلى مخيم جعفر أكبر الذي يلتقي فيه الأخوة من السودان و كل بقاع العالم ويتفاكرون ويتذاكرون وتقام الندوات والمحاضرات حضرنا بعضها وانصرفنا عن معظمها فقد كنا غارقين في التبتل والذكر .. كان محجوب عيسى قد بدأ حفظ القرآن بمساجد الإسكندرية وكان لا ينام على سرير بل ينام أرضاً وحجته في ذلك أن النوم المريح لايساعد على قيام الليل .وأذكر أنه كان يبكي حين يرى حال المسلمين وهم يقصدون الحج بفطرتهم دون معرفة الأركان والتفاصيل. في يوم التاسع من ذي الحجة صباحاً توجهنا راجلين إلى عرفات الله ووضعنا أمتعتنا الخفيفة عند عمود الكهرباء بقرب خيمة وعلمنا مكان العمود بأنه في الزاوية الغربية من مسجد نمرة ودخلنا المسجد حتى أتي الإمام وصلينا الظهر والعصر قصراً وجمعاً واستمعنا إلى خطبة الحج. وطلعنا عرفات وجبل الرحمة تحديداً حيث قال الحبيب (ص) وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ولم ننصرف حتى انصرف أغلب الحجيج وغابت الشمس ولما عدنا وجدنا الخيام جميعها قد رحلت إلا أمتعتنا ظلت تحتضن عمود النور وحدها ولم يلمسها أحد فحملناها وانطلقنا قاصدين مزدلفة وحتى ذلك الحين لم تكن أشجار النيم الموجودة الآن بعرفات قد زرعت بعد. صلينا المغرب والعشاء جمع تأخير وغفونا وما أن أذن الفجر حتى دخلنا جميعاً مسجد المشعر الحرام وكان وقتها مسجداً عادياً صلينا الصبح ودعونا بعد ذلك وانفجر الأخ/ صديق مكي باكيا ًوحاولنا أن نجعله يتحرك إلى منى إلى رميّ الجمرات فكان يقول مالكم مستعجلين فقد لا نعود مرة أخرى ذهبنا ورمينا الجمرات في يسر ولم تكن الأعداد بهذه الكثرة الحادثة الآن وتحللنا التحلل الأصغر وذهبنا إلى الطواف بمكة ولم يكن لنا إضافة تحلل آخر وعدنا إلى منى وكانت الفدية يمكن أن تدفع مالاً وتعطى إيصالاً وبعد ذلك تذبح نيابة عنك وتوزع على المساكين بالحرم وخارج السعودية أيضاَ ولكن صديق مكي عن نفسه رفض أن يفعل ذلك وذهب إلى السوق واشترى هديه وحضر مع الذي يذبح حتى ذبحه ووزعه وكان ذلك ممكناً أتممنا الأيام الثلاثة بمنى ورجعنا إلى مكة وبعدها تفرقنا بعضنا رجع إلى المدينة ليبقى بها حتى يعود إلى مصر مباشرة أما أنا فقد دعاني الحنين إلى الأهل وغادرت مطار جدة بعد الختم على جوازي خروج 14/ذو الحجة 1402ه وما هي إلا أيام من الاستقبال وتوزيع الطواقي والسبح وماء زمزم وأنعمت عليّ أمي بلقب حاج الصديق وثار بعض الجدل الفقهي هل يجوز الحج قبل الزواج والمعهود أن الإنسان يختم حياته بالحج استعداداً للدار الآخرة وبعدها ركبت القطار مرة أخرى عبر عطبرة وأبو حمد ومائة ميل وعشرة نمر إلى الباخرة حيث تبدأ متعة الرحلة ..
                  

08-10-2009, 11:39 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    (53)


    كانت هنالك ثلاث بواخر تعمل بين وادي حلفا وأسوان.. هي كرسكو وأبو سمبل وعشرة رمضان التي كانت مفخرة ذلك الخط الملاحي .. وأذكر أنه تصادف في تلك الرحلة مجموعة كبيرة من الطلاب وقد تقابلنا مصادفة مع الأخ/ آدم السيد التقلاوي .. وبدأنا برنامجاً ثقافياً مكثفاً أمتعنا به المسافرين من الطلاب وغيرهم من فقه وحديث وصلوات جماعية ودخلنا أسوان ولم يأخذ منى ختم جوازي غير لحظات وبعد تجاوزي بدقائق تم احتجاز الأخ/ تقلاوي وأرجع بالباخرة إلى السودان وكان لم يبقى له إلا سنة واحدة ويتخرج من كلية الهندسة فحزنا لذلك كثيراً ولكن لطف الله كان معه فقد رجع إلى الخرطوم وأخذ الطائرة ومر بمطار القاهرة دون أن يثير الانتباه ورجع إلى مصر وأكمل عامه بالسلامة .. وآدم السيد التقلاوي من دعامات العمل الطلابي والإسلامي بمصر فقد كان رئيسا لرابطة الطلاب السودانيين بشبين الكوم ويحكى عنه وكعادة العمد المصريين استضاف محافظ المنطقة وكتب لافتة بالقماش والخط العريض عند مدخل الشارع آدم سيد التقلاوي يرحب بالسيد المحافظ وصحبه الكرام وذلك قبل قيام الاتحاد العام للطلاب السودانيين عندما كان الطلاب يقيمون روابط في المدن ولكن ليس هنالك رابط يوحدهم فقام الاتحاد العام للطلاب السودانيين ليربط جميع الطلاب وله قصة لابد أن نقف عندها ومشاريع أطلقها لابد من سبر غورها وشباب قام على أكتافهم لابد من ذكر بعض سيرتهم
                  

08-24-2009, 10:48 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المستقلة تنشر كتاب ..في ربيع العمر كنا .......... ذكريات الدراسة في مصر (Re: عمر صديق)

    للذيم يودون التعليق علي البوست من خارج البورد يمكنهم المراسلة علي

    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de