|
روسيا تقرر تدريس الأديان بالمدارس
|
اسلام اونلاين محمد السيد في سابقة هي الأولى من نوعها شرعت روسيا في تنفيذ أول خطة وطنية لتدريس الديانات الكبرى بالمدارس على أساس طوعي يكفل للطلاب اختيار الديانة التي يودون دراستها بكل حرية.
وقال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف: "لقد اتخذت قرارا بدعم كل الأفكار الدينية والثقافية والعلمانية بالمدراس الروسية"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "موسكو تايمز" الروسية.
ونقلت الصحيفة الصادرة بتاريخ 22 يوليو 2009 عن ميدفيديف قوله في اجتماع مع ممثلي الطوائف الدينية المختلفة في روسيا: بحلول الربيع المقبل سنتبنى مشروعا رائدا من شأنه أن يسمح لنحو 250 ألف طالب في 20% من المدارس الروسية باختيار الديانة التي يودون دراستها بكل حرية".
ولا تقوم روسيا (الاتحاد السوفييتي السابق الذي كان يوصف نظامه وقتها بالملحد) حاليا بتدريس الأديان للطلاب بالمدارس.
واعتبر ميدفيديف أن هذه المبادرة ستمكن الطلاب من حرية اختيار دراستهم الدينية بحسب معتقداتهم الدينية، لكنه أكد في الوقت نفسه أهمية مبدأ الفصل بين الدين والدولة.
4 ديانات
وتقتصر خطة الحكومة الروسية على حرية اختيار الأديان بالمدارس الروسية على أربعة أديان معروفة في البلاد، وهي: الإسلام، والمسيحية الأرثوذكسية (المهيمنة بالبلاد)، والبوذية، واليهودية.
في الوقت ذاته أغفلت الخطة طوائف دينية أخرى، مثل الطائفة الكاثوليكية والبروتستانتية، التي تتهمها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالتبشير، كما سيتم السماح للطلاب الملحدين في المدارس بدراسة مادة عن مبادئ العلمانية، وذلك كبديل عن مادة الدين التي سيختارها طلاب الأديان الأخرى.
وأشار ميدفيديف إلى أن الخطة جاءت بناء على مقترحات أولياء أمور التلاميذ بشأن حرية تدريس أصول الأديان بشكل طوعي بالمدارس الروسية.
وفي حال نجاح الخطة سيتم تطبيقها بشكل فعلي بالبلاد بحلول عام 2012، ويتطلب تنفيذها قيام وزارة التعليم الروسية بتدريب 40 ألف مدرس على المناهج الجديدة، وذلك بحسب أندريه فورسنكو وزير التعليم الروسي.
ويمثل الإسلام ثاني أكبر الديانات في روسيا، حيث يعتنقه نحو 15% من سكان البلاد البالغ عددهم 145 مليون نسمة.
مؤيد ومعارض
وتباينت رؤى رجال الدين المسيحي وحقوقيين في روسيا حول المبادرة، فقد رحب البطريرك كيريل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية بالفكرة، حيث أثنى على مسألة حرية الاختيار، مشيرا إلى أن توفير منهج آخر للعلمانية كبديل عن دراسة الأديان من شأنه تبديد مخاوف المنتقدين.
بينما عبر البعض الآخر عن خوفهم من الفكرة، وقال ألكسندر برود، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان: "أخشى أن تتحول مناهج المدارس إلى دعاية دينية"، مضيفا: "يجب ألا تتحول المدارس بأي حال من الأحوال إلى مكان دعاية للأرثوذكس".
وقد سعت الكنيسة الأرثوذكسية قبل 3 سنوات لجعل مسألة الدين إلزامية في المدارس، لكنها لاقت معارضة شديدة من قبل جماعات حقوق الإنسان، التي عبرت عن قلقها إزاء تزايد الدين في الحياة العامة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.
|
|
|
|
|
|