|
لا عليـــــــــــــــــــــــــنا اذا لم يفـــــــــــــــــــهم البـــــــــــــــــــــقر
|
اصيب الفكر السوداني الحديث عبر تاريخه الطويل بإنتكاسات عديده لم تكن اهمها انقلاب 1989 والفكر السوداني الحديث مصطلح خاوي علي عروشه حيث لافكر ولا حداثة وانما انتصارات متوالية للهزيمة ..فالمثقف السوداني منتج الوعي الفلسفي والتاريخي . لامكان له بصورة فعالة ومؤثرة على خارطة العمل العام في السودان وان كان البعض منهم يبرئ ساحته امام التاريخ ببعض الكتابات التي تعزف مرثية التخلف وتعلن وفاة الفكر المستنير في ظل الاحباطات المتوالية على صعيد علاقة المثقف بالسلطة ذلك الهاجس الذي يرعب المثقفين ويقوي منطق السلطة القوي دائما . ورغم كل مايعانيه المثقف من احباطات فهو آمل في ان يصل الى هدفه من خلال نشر المعرفة وان لم يصل ف ( طز) والنتيجة ان الوجه المسيطر على المجتمع السوداني حاليا هو التخلف.. والتقدم يسير بخطى سريعة للخلف حينها ندرك تماما ان التفاؤل لا معنى له وانه لامستقبل ولا يحزنون فهذه الطبقة تعيش معظم الاحيان بهامش الحرية التى تعطيه لها السلطة فهي اي السلطة بكل تجلياتها ( المجتمع – الدين – النظام السياسي ) تتعامل مع حرية الفكر والمثقفين بمنطق : ( الكلاب تعوي والقافلة تسير ) او ( ديل حالمين او خيالين ) وليعذرني القارئ ان كنت اتحدث بقليل من القسوة فهي مجرد كلمات نقولها وسوف تذهب مثلها مثل غيرها الى سلة مهملات التاريخ ... اما بالنسبة للمثقف الذي يرضى بهذه الحفنة القليلة من الحرية كما تؤطرها له السلطة السياسية فلا يسعى من خلالها لخلق مناخ حقيقي لديموقراطية تحافظ على حرية وحقوق الانسان في مجتمع مدني حقيقي .. عليه هل تثمر جهودنا المتعثرة في تحرير الوعي من كل قيوده اللاعقلانية السلطوية المستبده وهل يعي المجتمع جهود المثقفين والمفكرين لخلق مناخ حر بلا قيود ام نكتفي بشرف المحاولات الدؤبة لتبرئة ساحتنا اما محكمة التاريخ والاجيال القادمة و نكتفي مجددا بقول ( لا علينا اذا لم يفهم البقر )
|
|
|
|
|
|