|
أطباءنا سفراءنا فهل هم يعون ؟
|
أطباءنا سفراءنا فهل هم يعون ؟
بقلم/ محمد يوسف محمد احمد mailto:[email protected]@hotmail.com
ذهبت مع ابنتى الصغيرة المها الى احد المستشفيات بسبب وعكة صحية المت بها ، ولسبب عدم وجود موعد مسبق مع الطبيب المختص ، خرجت معها باكرا تصحبنى والدتها لنتمكن من الحصول على تذكرة تمكننا من مقابلة الطبيب السودانى صاحب السمعة فى مجال تخصصه .
فى استقبال المستشفى المذكور شعرت بنوع من الفخر والإعتزاز ، لأننى وجدت هناك جمهرة من المراجعين وكلهم يود مقابل الطبيب الذى اتينا لمقابلته، وموظف الاستقبال يحاول اقناعهم ، بعدم وجود امكانية ، وان اردتم مقابلة الطبيب المذكور ، عليكم باخذ موعد مسبق ، وعندما يطلب الشخص موعدا ، يكون اقرب موعد لمقابلته لا تقل عن اربعة الى خمسة اسابيع ، وقد علقت ابنتى الصغيرة ، كيف للناس ان (يتريقوا على السودانيين ) وهم هكذا يتهافتون لمقابلة الطبيب السودانى ، فردت عليها والدتها ، بان كوادرنا السودانية مشرفة خاصة فى مجال الطب ، كنت استمع الى نقاش ابنتى مع والدتها ، وفى نفس الوقت امارس استمتاعى واعتزازى بسمعة ومقدرة الطبيب السودانى ، واعتزازى بالسودان الذى انجبهم وعلمهم ، وحمدت الله اننى لم اولد الا سودانيا ، ولو طلب منى الاختيار لما اخترت إلا أن اكون سودانيا . وانا فى هذا الاستمتاع ، دخل الطبيب السودانى الذى يتهافت عليه الجماهير وكل ام تتمنى لو ان ابنها اصبح مثله ، دخل الطبيب الى غرفته . وقبل ان يغلق باب عيادته ، لحق به احد المرضى ، وهو يصحب ابنته المريضة ، ليستأذن الطبيب ان يوجه موظف الاستقبال ليعطيه تذكرة لمقابلته ، وانه اتى من مشوار بعيد ويصعب ان يأتى مرة اخرى .
ما هالنى وصدمنى ، رد فعل الطبيب المذكور ، وكيف انه انتهر الرجل امام ابنته ، ( يا خى امشى يازول انا زاتى عيان ، ليه ما اخذت موعد ، أعمل ليك شنو أنا ..... الخ ) حتى صمت كل من فى الصالة وهالهم منظر انكسار ذلكم الأب ، أمام الطبيب المستأسد . وبدأ الناس يهمسون ، السودانى ايش فيه معصب ، وليش هيك بيعمل وشو بدو .. بكل الألسن .
وقتها شعرت نفسى كمن وقع من على ، ولم اجد اين اخبى وجهى ، الذى كان شامخا قبل قليل ، من تصرف الطبيب الغير واعى ، وقلت فى نفسى ، لو إنه طيب بخاطر هذا الاب ، ابتسم فى وجهه وسلم على ابنته ، وتمنى لها الشفاء ، وابدى استعدده لمقابلتهم ، ومن ثم وعلى مشهد الناس وجه موظف الاستقبال ببذل جهده فى ايجاد فرصة له ، وان استدعى الأمر الى تاخره بعد الدوام... الخ .
ومن ثم ان اراد ، كان له ان يوجه موظف الاستقبال من داخل مكتبه ، بما يشاء من توجيهات كيفما رأى . لو ان هذا الطبيب تصرف بهذه الإيجابية لكان رفع اسم السودان عاليا ، وهو الذى رفعه بكفاءته ولكنه عاد واسقطها بسوء خلقه ، وانما الأمم الأخلاق ما بقيت .
أطباء بلادى انتم سفراءنا وفى حضرتكم ضعاف الناس بأمراضهم ، فكونوا خير سفراء لهذا البلد الذى لا يذبحه إلا بنوه ، فلا تكونوا من اولئك وانتم اهل علم .
|
|
|
|
|
|