|
مقـــــــــ الشوق ـــــــــام
|
فى حضرة مقام الشوق، دوما تسكننى رغبةٌ قاسية تتوالد فى آن اللحظة والحين لأن اتهجأ حروف نوركِ وأهتف بإسمك الوضئ، وكلما نمت أبجدية الحنين فى ارجاء شوقى تزدهر فضة الكلام حتى يغار منها ذهب السكوت، يرتدى الهواء فيها جلبابه المعطر بصندل الأعياد وتتبرج اللحظة وتجلس بكامل زينة ألقها، وتخرج الأرض أزهارها، تبدأ السانبل مراسم رقصتها الخضراء فأتخيل نفسى قمرا يمتطى براقا أزرق اللون، يقال أن أمه وحمت على روح البحر حين حملت به. وفى حضرة أبجدية الشوق، اصطحب معى المطر كيما يدلنى على طرقات الحقول كيلا لا تتوه نوايا الأناشيد فى متاهات الغياب، يدلنى ونقرأ معا فاتحة العروج صوب اقدارنا المرتبة وفقا لتقويم القضاء وأحلام اللقاء. فى حضرة أبجدية الشوق، يبدأ فصل جديد من الألم الشهى الذى لا يعترف بمسكنات الحبور المر، فصل جديد من كيد الذكريات يخرج من بين صلب التمنى وترائب الرجاء، يخرج مبكرا مثل نهر ينبع من أرض اللغة العجفاء ويهرول فى فرح خفى نحو مصب إسمك العالى، إسمك الأبدى. أشقى كثيرا في تلك الحضرة السخية حينما احاول الرقص خارج ايقاع ذلك البخل اللئيم، تبخل الأيام بملامح فصولها فتصاب بساتين العشاق بالجدب الصريح، تبخل الأقدار بعطاياها الرخية، فتجف الأعمار وتمسك السنوات أعيادها قزحية الألوان وتخرج للعالمين مسوخا باهتة من كرنفالات التوهم التى لا تسمن ولا تغنى من ضنك عميم. فى حضرة أبجدية الشوق، نأوى سويا، أنا وبقايا أغنياتى، الى حلم طاعن فى الرتابة لا يعير النجمات أدنى انتباه حين تنتشى وترقص وينساب من ضفاير ضوئها فرح صبى، حلم لا يحفظ من آيات الدهشة غير مبتدأ الصحو ونهاية النوم، حلم بلا باب يدخل عبره شغف اللقاء وبلا نوافذ تلوح لسكينة الليل بابتساماتها الشحيحة، فيستحيل الدخول الى عوالم وجهك وأقنع من غنيمة أمنيتى بالنوم/الموت. فى تلك الحضرة، أسعى مليا بين سطور شوقى الطويل، والمدى مدجج بأهوال المسير، يظهر العشق من على البعد مثل صراط شائك الجسد يعلو فيه منسوب الأرق ويتدفق منه طوفان الدمع والعرق، لكن وعلى الرغم من مسافة الحنين المكتظ بجمره، تستجدى الخطوات كرم الأديم وتجادل رهق الوطء وفى سرها أمنية قديمة بأن يكون لها جناحان، فى حسد مضمر لعصافير الفرح فى حضرة الحلم، تنهض لحظات مبللة بنور طيفك الشهى، يغازلها الغيم وهو يلوح بوعد الهطول، وتناديها الحدائق وهى تعتزم إعلان أعراس الورد، فأتخيل حينها أنى نهر يعلن انتصاره على سطوة الظمأ و مسغبة الجفاف، اتسكع قريبا من خدود البساتين البهية، فتغار منى الأشجار وتغبطنى الأطيار.
|
|
|
|
|
|