سفير امريكا بالخرطوم ... سيناريو سياسي لقصة هروب سينمائية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 06:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2014, 10:35 AM

وائل فحل

تاريخ التسجيل: 11-29-2007
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سفير امريكا بالخرطوم ... سيناريو سياسي لقصة هروب سينمائية

    سفير امريكا بالخرطوم ... سيناريو سياسي لقصة هروب سينمائية

    بقلم : وائل جمال الدين علي فحل
    ...........................................
    صحيفة ألوان - سودانيز اونلاين
    .........................................

    السّياسة والسّينما لا يكُفّان عن رسْم مشاهد الحياة من حولنا، وكثيراً ما تتشابك خيوطهما معاً، ليُخرِجا لنا واقعاً سياسياً أقرب إلى السينما؛ أو تصويراً سينمائياً مع الكثير من تعقيدات السّياسة.
    كنتُ أعتقد، حين جلستُ أوّل مرة أشاهد فيلم "أرغو" الفائز بجائزة الأوسكار، أنني على وشك مشاهدة قصة أخرى من قصص هوليوود الممتلئة بالرصاص والدراما الخيالية؛ إذْ لم أكن واثقاً أن الفيلم سيكون وفق ما رُوّج له على نطاق واسع بأنه يحكي قصة حقيقية عن أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران نهاية السبعينات، بيد أنّني بعد الفراغ من المشاهدة ، أدركتُ أن الفيلم تمّ إنتاجه وإخراجه على مستوى عالٍ من الإتقان، وأنه يروي تفاصيل دقيقة عن القصة الحقيقية التي استند عليها، مع الإضافات السينمائية المعتادة.
    غير أن الاكتشاف المُهم، الذي قادني لرحلة طويلة من البحث والتقصّي والمراسلات لاحقاً، هو ما سأسرُدُه عبر هذا المقال.

    لم يدُر بخلد جوزيف المعروف باسم "جو"، الدبلوماسي الأمريكي الشاب، صاحب النظارات الكبيرة، أنّه سيكون برفقة زوجته، كاثلين، في مثل هذا الموقف الصعب يوماً ما، بعد شهرين فقط من وصولهما للعمل في القسم القنصلي بالسفارة الأمريكية في ايران.
    كانت كاثلين، وهي الأخرى موظفة في السلك الدبلوماسي، مرافقة لزوجها في المكتب، في ذلك اليوم من عام 1979، حينما قامت مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين الغاضبين باقتحام مقر السفارة الأمريكية في العاصمة طهران، فحطموا المكان، واحتجزوا كل مَن كان فيه مِن الدبلوماسيين الأمريكيين.
    جو، وكاثلين، وأربعة آخرين من الموظفين، كانوا أحسن حظاً؛ فمبنى القنصلية كان منفصلاً عن المباني الأساسية للسفارة، وهكذا، وجد الدبلوماسيون الستة فرصة لاتخاذ طريقهم هرباً قبل لحظات قليلة من اقتحام مكاتبهم، فساروا في طرقات طهران التي كانت تعيش في مناخ ثورة الخميني الإسلامية آنئذٍ، حتى وصلوا إلى مقر إقامة السفير الكندي، وأصبحوا تحت حماية وتغطية السفير وطاقم سفارته واسرته، ولكن دون علم الحكومة الإيرانية، فعاشوا أياماً من الرُّعب، خشوا خلالها أن يعرف الإيرانيون الغاضبون مخبأهم، فيكون مصيرهم مشابهاً لاثنين وخمسين أمريكياً آخرين تم أسْرهم في السفارة، وكُتب عليهم أن يقضوا 444 يوماً قيْد الأسْر، فشلت خلالها محاولة أمريكية شهيرة لإخراجهم بالقوة في أبريل 1980 عندما تحطمت الطائرات التي كانت تحمل القوات الخاصة، فقُتل نتيجة لذلك ثمانية من الجنود الأمريكيين، وصارت الحادثة التي تُعرف "بأزمة الرهائن" وصمة عار في تأريخ السّياسة والمخابرات الأمريكية، وتسبّبت، لاحقاً، في هزيمة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية.
    عاش جوزيف، صاحب النظارات الكبيرة، وزوجته كاثلين، عاشقة الرّسم والتلوين، أياماً عصيبة في بيت السفير الكندي، بلغت 80 يوماً كاملة كانت أنفاسهم فيها تتلاحق باضطراب مع كل صوت سيارة تقترب من المكان، خشية أن يكون الإيرانيون قد اكتشفوا مخبأهم، ولم يكن بيَد الحكومة الأمريكية أن تفعل لهم شيئاً.
    مرت الأيام عليهم ببطء مُخيف؛ أظهر مكنونات النفس البشرية لكل فرد في المجموعة التي كانت تُقاسم السفير الكندي السّكن مع أسرته في مسكنهم الصغير.
    وفي واشنطن، كانت الحكومة بأجهزتها الاستخبارية تضع خططاً مختلفة لإنقاذهم، وتعدِل عنها، حتى توصّلت المخابرات الأمريكية «CIA» إلى خطة سينمائية، فعلاً، لإخراجهم من إيران؛ إذ أرسلت أحد عملائها إلى طهران متقمّصاً شخصية مخرج أفلام، وقامت بالتنسيق مع الحكومة الكندية باستخراج جوازات سفر مزيفة للأمريكيين الستة، وادّعوا بأنهم طاقم تمثيل جاءوا إلى إيران لتصوير مشاهد من فيلم سينمائي، وبعد كثير من الدراما والإثارة تمكنوا أخيراً من الهرب والخروج من طهران عبر المطار .
    القصة أعلاه حقيقية، مع الكثير من التفاصيل الصغيرة، وتمّ الإفراج عنها من أرشيف المخابرات الأمريكية السري، لتلتقطها مدينة السينما الأمريكية "هوليوود" وتصنع منها فيلماً أخذ شهرة عالمية هو فيلم ""أرغو" "Argo.
    يروي الفيلم قصة الرهائن التي ذكرناها، مع إضافة الإبهار المعتاد وبعض التفاصيل السينمائية، التي جعلت الفيلم يُحظى بالرّواج وينال الإعجاب ويحصد الكثير من الجوائز السينمائية الرفيعة، منها جائزة «غولدن غلوب» وجائزة الأكاديمية البريطانية للسينما، حتى توّج من بعدها باعظم جائزة سينما عالمية وهي جائزة الأوسكار. والفيلم من بطولة وإخراج الممثل الأمريكي الشهير "بين افليك".
    استهوتني قصة الفيلم، لأنها مرتبطة بأحداث سياسية حقيقية، فبدأت مقارنتها مع تفاصيل القصة الحقيقية لأزمة الرهائن الأمريكيين، واكتشفتُ أنّ منتجي الفيلم حرصوا على تقديم تفاصيل دقيقة عن تلك الأحداث في سيناريو الفيلم وصلت إلى درجة اختيار ممثلين شبيهين تماماً بالدبلوماسيين الأمريكيين الذين يحكي الفيلم قصتهم. وقرأتُ مقتطفات من السِّيَر الشّخصية والتفاصيل المتعلقة بهؤلاء الدبلوماسيين فوجدتُ أن هؤلاء الدبلوماسيين السّتة تركوا جميعاً العمل في السّلك الدبلوماسي الأمريكي بعد مرور كل هذه السّنوات، باستثناء واحد فقط: إنه جوزيف أو «جو»، كما كانوا ينادونه .
    ورغم أن خمسة من الأمريكيين السّتة، أبطال القصّة المذكورة، قد تحدثوا حول تجربتهم في الاحتجاز إبان تلك الأزمة، بما فيهم «كاثي» زوجة جوزيف هذا، إلا أن «جو» لم يدلُ بدلوه قط، لأنه في الواقع، وعند ظهور الفيلم وفوزه بالأوسكار، كان يشغل منصباً حساساً في السّلك الدبلوماسي الأمريكي؛ فجوزيف هذا، في الواقع، ليس إلا «جوزيف استافورد» القائم بالأعمال الأمريكي السّابق بالسودان!.
    كان الاكتشاف مُفاجئاً لي، لأسباب كثيرة، فحتى ذلك الوقت، لم تُشر قط وسائل الإعلام الأمريكية إلى الشخصية الحقيقية لجوزيف استافورد باعتباره من أبطال فيلم "أرغو"المتصدّر لعناوين الأخبار، ولم يصدر ما ينُم عن هذا من السفارة الأمريكية بالخرطوم (التي خاطبتها للحصول على إفادات عن الفيلم، ولكنّها اعتذرت عن التعليق).
    في العاصمة الخرطوم، كان السفير"استافورد" مثيراً للجدل بما يكفي من خلال اندماجه في الفعاليات الشّعبية، وظهوره غير المتوقع في الكثير من الأحداث والأماكن مُتجاوزاً الاجراءات والأعراف الدبلوماسية المعتادة؛ ففي إحدى المرات فوجيء به جمهور الرياضة بينهم في "الاستاد" وهو يرتدي ملابس تشجيع نادي "المريخ" السوداني. وفي مرّة أخرى ظهر مُرتدياً زي "الدراويش" في زيارة لأحد شيوخ الطرق الصوفية السّودانية. وقد عُرف عن استافورد اهتمامه بالطرق الصوفية في السودان، وحرصه على زيارة شيوخها في مناطقهم، ما قاد في النهاية إلى انتشار شائعة قوية عن اعتناقه الإسلام، وهو المبرّر الذي قدّمته الكثير من وسائل الإعلام السودانية والعربية للقرار المفاجيء الذي اتّخذه استافورد بالتخلّي عن منصب السّفير ومغادرة السودان بعدها (رغم أن الخارجية الأمريكية عزت الامر إلى أسباب شخصية)، ولكن يبدو أن تسريب تفاصيل ماضِيهِ في إيران عبر فيلم "أرغو"لم يغِب عن قرار ابتعاده المفاجيء.
    إنها ترتيبات القدر التي دفعت ستافورد، المولود في مدينة أوكلاهوما في عام 1950، إلى أن يختار الدبلوماسية مهنة له، ليعمل بعيداً عن بلاده لعشرات السنين، حيث بدأت حياته الدبلوماسية من إيران، التي سرعان ما فرضت عليها أمريكا عقوباتها الاقتصادية منذ ذلك الوقت، إلى ختامها بالسودان، الذي يقع هو الآخر في لائحة العقوبات الاقتصادية الأمريكية .وبين السودان وإيران، عمل جوزيف استافورد في الكثير من الدول العربية: الجزائر والكويت ومصر وتونس، بالإضافة لدول إفريقية أخرى، ما أهّله ليكون مُلماً بطبيعة الحياة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعلم اللغة العربية، وخلق علاقات واسعة مع المجتمعات المحلية التي عمل فيها.
    هذه الطبيعة المتعايشة والبسيطة لشخصية جوزيف استافورد، القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم سابقاً، تبدو معالمها واضحة في شهادات بقية الأمريكيين الذين كانوا مُحتجزين في بيت السفير الكندي في طهران في أزمة الرهائن 1979 التي قدمها للسينما فيلم «"أرغو"» المثير.
    يبدو ستافورد (الذي يجسّد شخصيته في الفيلم الممثل سكوت مكنايري) في الفيلم قلقاً ومشككاً في إمكانية نجاح خطة الهرَب التي جاءهم بها عميل المخابرات الأمريكية توني مينديز (الذي يقوم بدوره الممثل الشهير وبطل الفيلم بين افليك). وينسى ستافورد تفاصيل شخصية الممثل الكندي التي يجب عليه أن يتقمّصها ضمن الخطة التي أعدّتها الاستخبارات الأمريكية لتهريب الدبلوماسيين من الثوار الإيرانيين، وهذه الجُزئية تتطابق تقريباً مع شهادة "مارك لايجيك" أحد الأمريكيين السّتة الذين تدور حولهم القصة؛ فقد ذكر "لايجيك " في مقابلة صحفية اطّلعتُ عليها بموقع «ميدداي» إن جوزيف استافورد لم يكن مقتنعاً بخطة الهرب التي أعدتها «CIA»، لأنه كان يرى أن الواجب الأخلاقي يحتّم عليهم الانتظار حتى الإفراج عن بقية الرهائن الأمريكيين الـ52 .
    ويقول «لايجيك» إن استافورد لم يكلف نفسه حتى عناء تغيير مظهره ليتوافق مع الشخصية التي يتقمصها، وفي بعض الأحيان كان ينادي أعضاء الفريق بأسمائهم الحقيقية ! ما عرّض سلامتهم للخطر.
    ولأغراض هذا المقال، أرسلتُ بريداً إلكترونياً إلى «مارك لايجيك» سألتُه فيه عن تفاصيل أكثر حول القصّة، وعرفتُ أن هناك مشهداً طريفاً ومثيراً، لم يرِد في فيلم "أرغو"؛ حيث كان الأمريكيون الستة في مطار طهران يستعدون للمغادرة، فأخذ جوزيف استافورد يقرأ صحيفة باللغة الفارسية، بينما لم يكن يُفترض به أن يُتقن الفارسية حسب الشخصية التي كان يتقمصها. كان يمكن لهذا التصرف الصغير من ستافورد أن يُفسد خطة الهرب بأكملها، لكن الإجراءات الأمنية لم تكن دقيقة في مطار مهرآباد بطهران، فأقلعت طائرة الأمريكيين بأمان (وليس صحيحا أنها تعرضت لمطاردة ومحاولة إطلاق نار كما جاء في الفيلم)، وبعد برهة أعلنت المُضيفة أن بإمكان الرّكاب الآن تناول المشروبات الكحولية إذ أن الطائرة قد خرجت من المجال الجوي الإيراني، فعَلَتْ صيحات البهجة والاحتفال بين الأمريكيين، وهي صيحات لم تكن مفهومة لبقية الركاب الذين لم يكونوا على إدراك بالتفاصيل المُثيرة للقصة، وسرعان ما وجد جو استافورد وزوجته كاثلين وبقية الأمريكيين أنفسهم أحراراً في سويسرا.
    كان جوزيف ستافورد - في القصة الفعلية - يعمل في إصدار التأشيرات بالقسم القنصلي للسفارة الأمريكية في ذلك اليوم (4 نوفمبر 1979) برفقة زوجته ومجموعة من الموظفين عندما سمعوا اصوات المتظاهرين الإيرانيين الذين كانوا على وشك اقتحام المبنى. قام ستافورد ورفاقه بتدمير الوثائق الحساسة وأدوات إصدار التأشيرات ثم وجدوا طريقهم إلى شارع خلفي، هرباً حتى بيت السفير الكندي.
    زوجة ستافورد، السيدة كاثلين، تعتبر نفسها محظوظة في الواقع، فلم تكن هذه المرة الوحيدة التي تخرج فيها من سفارة لدولتها في دولة أجنبية بطريقة غير عادية، فقد تم إخراجها من السفارة الأمريكية في ساحل العاج عقب أحداث 11 سبتمبر، كما تم إخراجها من الخرطوم، ضمن زوجات الدبلوماسيين اللائي أخرِجن من السودان بعد التوترات التي أعقبت مقتل السفير الأمريكي في ليبيا.
    وفي السفارة الأمريكية بالخرطوم، ربما تكون أجواء اقتحام السفارة الأمريكية في طهران قد قفزت لذاكرة السيد جوزيف استافورد وزوجته السيدة كاثلين، حينما حاصرَ المئات من المتظاهرين السودانيين الغاضبين مبنى السفارة المحصن بضاحية سوبا، احتجاجاً على الأفلام المُسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)؛ ولا أحد يدري بماذا كان يفكر ويشعر الزوجان حينها؛ (فضاحية سوبا بعيدة للغاية عن بيت السفير الكندي في الخرطوم إذا ما حدث الأسوأّ!) ولكن السّلطات السّودانية نجحت في إبعاد المتظاهرين وإعادة الهدوء إلى محيط السفارة.
    وفي مشاهد ف التي كانت تفرضها الحكومة الأمريكية على ما حدث في عملية تهريب الرهائن الأمريكيين من طهران، منعت وزارة الخارجية الأمريكية من الاشارة إلى دور السيد جوزيف استافورد القائم بالأعمال الأمريكي السابق في الخرطوم، في تلك القضية، حيث لم يرِد ذكر عمله في إيران في سيرته الذاتية على موقع السفارة الأمريكية، رغم رفع قيود السرية عن تلك القضية، التي صارت رائجة عالمياً بفضل فيلم «"أرغو"»، وهو أمر مفهوم نظراً للطبيعة الحساسة للسياسة الأمريكية في المنطقة.
    وبعد خروجهم من إيران، وجد استافورد ورفاقه استقبالاً كبيراً في بلادهم، حيث تظهر صورهم أثناء مقابلتهم للرئيس جون كيندي في البيت الأبيض، في هيئة شبيهة تماماً بما ظهروا عليه في فيلم «"أرغو"»، وصور أخرى لهم أثناء استقبالهم في وزارة الخارجية بواشنطن وقد علت الابتسامات وجوههم.
    ومن الملفِيلم "أرغو"، تمّ تجسيد شخصية كاثلين كزوجة مخلصة وهادئة وقفت إلى جانب زوجها العصبي ستافورد، في تلك الأوقات العصيبة في طهران، وربما يعود هذا إلى شخصيتها الفنية؛ فكاثلين التي تخرجت من جامعة ألباما، هي في الحياة الواقعية رسّامة ماهرة، لها لوحات جميلة، تصوّر الكثير منها الحياة في إفريقيا التي قضت جزءاً من عمرها فيها رفقة زوجها، ولوحاتها معروضة في الكثير من صالات العرض. ومن المثير للاهتمام أنها حرصت على الحفاظ على التفاصيل الدقيقة لقصّة هربها مع زوجها من طهران، لأن العملية كانت مصنّفة من عمليات المخابرات الأمريكية السرية، ولكنها خرجت بتفاصيل تلك الأيام بعد أن أزاحت الحكومة الأمريكية قيود السرية عن تلك العملية، لتجد "كاثلين" نفسها محط اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية التي حاولت تسجيل روايتها للقصة الحقيية مقارنة بشخصيتها كما وردت في فيلم «"أرغو"»، ولكنها مع ذلك لخّصت الأمر كله في عبارة واحدة قائلة: «لقد كنا محظوظين!».. ولم تُجِب السيدة كاثلين على طلب بالبريد الإلكتروني أرسلتُه لها للتعليق حول الفيلم).
    قيود السّريةت للانتباه أن مُخرج فيلم "أرغو" "بين افليك" نجح في تجسيد التفاصيل الدقيقة للقصة، بما فيها ملامح الممثلين، ومعالم الحقبة التاريخية لفترة السبعينات. وهذا الاهتمام بدقة التفاصيل الزمانية والمكانية لقصة الفيلم قاده إلى الفوز بمجموعة من الجوائز المهمة التي توّجها بالأوسكار.
    وبالعودة إلى القصة الحقيقية، لعل من المُهم ملاحظة أن هذه التجربة القاسية لم تُثنِ السيد استافورد من العودة مجدداً للعمل في سفارات بلاده في الخارج، وفي أماكن لا تقِل خطورة عن سفارة أمريكا في طهران في وقت أزمة الرهائن، حيث عمل، من ضمن أماكن أخرى، في السفارة الأمريكية ببغداد.
    وفي ظل المقاطعة الاقتصادية الأمريكية للسودان، فإن من المثير للسخرية أن السّياسة تتداخل مع السينما مرة أخرى؛ فالسيد استافورد لم تُتَح له فرصة مشاهدة تجسيد شخصيته في عرض مباشر لفيلم "أرغو"في الخرطوم، وتوجّب عليه الانتظار طويلاً حتى مغادرة عمله بالخرطوم، والبحث عن مدينة أخرى يُحظى فيها بمشاهدة الفيلم الذي حكى تجربة الـ80 يوماً التي عاشها، وبطبيعة الحال، لم تكن طهران من ضمن خيارات المدن المطروحة!.

    (عدل بواسطة وائل فحل on 11-10-2014, 10:37 AM)
    (عدل بواسطة وائل فحل on 11-10-2014, 10:38 AM)
    (عدل بواسطة وائل فحل on 12-31-2014, 05:38 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de