|
صمتٌ رمادي...
|
47/ صمتٌ رمادي...
"أنت تكتملُ بالكلامِ وأنا أبدأُ بالصّمتِ.. فلا تأخذني لاكتمالِكَ من حبلِ ابتدائي.."
لِمَ يتوجبُ عليَّ الإنصاتَ لصمتِكَ الرّمادي لا احتاجُكَ لاكتمالي لكني احتاجُكَ لنقصِكَ في اكتمالي أضعُ يدَّ نزقي بقلبِكَ فيدوي نبضاً يمشي.. أنتَ تُربتُ بصمتِكَ المفجوعِ على ألواني فينفجرُ ليلُها ليتعرى الضوءُ تسطعُ اللوحةُ التي رسمتُ في صحرائي.. منذ ارتحالِكَ حامِلاً صمتَكَ الذي يفترشُ أشجاني وأنا أغرِفُ الليلَ وأخبئه في قدميّ كي تتقدما، تَقدِما سِرًّا على التوهانِ أنتَ خبأتَ بإيماءةٍ لـ (كُنِ بالخباءِ)، خبأتَ أرقَكَ، مسافاتَكَ، الوحشةَ، العشقَ المخدوشِ والأرعنِ، خبأتَ تمامَ نقصِكَ الصامِتِ بنقصي التام في اكتمالِهِ... ثم سرتَ كيفما اتفق، سرتَ كما اللحنِ المشروخِ في العصبِ.. أنتَ كُراستي التي سددتُ رسمَ أسطرِها الملتويةِ من بناتِ خيالي فأنظُر إني جنيتُ أكثرَ لما لونتُ وقتاً بلوحتي الكُبرى بمطرٍ وقوس قزخٍ......... ببعضِ بعضِ آثامي داعبتُ صمتي بصمتِكَ إذن أحكمتُ شرنقةَ وقتي بخيوطِ النقصِ إذن ما تحملَ لي إذن وقد صمدتَ كخيطٍ في الشرنقةِ؟ ما أفرزتَ لي، أتحتَ، خبأتَ لاكتمالي الذي ينقصُكَ؟ هل يحدثُ عندكَ (وأنا أشهدُ بنشيجٍ يتقلصُ) ما يغمرهُ إنصاتي بفيضِ دروبٍ تعتنقها فيلوحُ الضوءُ تخرجُ بالأريجِ تتجرعهُ تمتلئُ تكونُ ويتناهبني النقصُ الزاوي؟ ما حبّرَ لي قلبُكَ السّراقُ، أخيلتُكَ المأسورةَ التي تقلُكَ وتمتلئُ بكَ كلما وكيفما لمحتُها وهي ترتادني لتأخذَ وتأخذَ فتأخذُ، ما حبّرَ لي عقلُكَ الذي يعرفُكَ فحسبُ، أأرتطمُ وأمزجتي لما نفردُ لقلبِكَ وأخيلتِكَ وعقلِكَ ما تبغي تقتنصهُ ترتوي تكبُرُ كشجرٍ حتى تعانقُ عنانَ السماءِ؟ . . . لِمَ يتوجبُ عليّ ألا أحذف –وإن سهواً- صمتَكَ بأرجائي
|
|
|
|
|
|