|
حتى متى...؟؟
|
* أنفض سامر الجمعية العمومية للحوار الوطني وخرجت صحف الخرطوم في اليوم التالي وعناوينها تشير إلى هجوم الرئيس البشير على الصادق المهدي وإعلان باريس!!! * ولعمري إنه الإحباط بعينه بأن لا ترى الصحافة ووسائل الإعلام في مخرجات الجمعية جدير بالذكر أو يرقى لمستوى المانشيت غير الهجوم على الصادق المهدي وإعلان باريس . * الساحة السياسية كانت مهيأة لقرارات مصيرية ومفاجآت غير إجازة خارطة الطريق واتفاقية أديس أبابا وهما بندان قابلان للتكييف السياسي والقانوني وفق أمزجة قادة الوطني !!. * المخرجات والحصيلة الرئيسية للجمعية العمومية يمكن إجمالها في هذا الهجوم الضاري على الصادق المهدي واتفاق باريس وهو هجوم سيزيد بلا شك من فتق جراح هذا الوطن لا إندمالها. * ليس دفاعاً عن الصادق المهدي الذي لا تربطنا به صلات إجتماعية أو سياسية أو غيرها، وليس دفاعاً كذلك عن اتفاق باريس الذي عده رئيس الجمهورية خطاً أحمر رغم أن أقدام اتفاق أديس أبابا الذي أجازته الجمعية العمومية جئن من صلبه، ولكنها للتأريخ أن توقيت الهجوم الرئاسي على المهدي والاتفاق جاءا في المكان والزمان غيرالمناسبين. *فالموضع موضع جمع لا شتات، والوقت وقت اتحاد لا تشرذم، ووقت بالتي هي أحسن؟، لا بالتي هي أخشن. *كما أني توقعت مثل الكثيرين بأن يعلن رئيس الجمهورية خلال الجمعية واستجابة لدواعي الحوار الوطني، بوقف إجراءات الإنتخابات وتأجيلها لحين إنتهاء الحوار الوطني فالإنتخابات كما تقول الشواهد والحيثيات قطعاً ستعوق الحوار. *فالصرف على عملية الإنتخابات وإعلاناتها في الوقت الحالي غير مبرر باعتبار أنها ليست أولوية وليست مشكلة كبيرة، فالإنتخابات إن لم تقم بإتفاق الجميع فستعيدنا جميعاً إلى مربع ما قبل خطاب الوثبة . * وددت أن يفعلها الرئيس ويعلن تأجيلها لكنه لم يفعل بل جاء بنقيضها حين طالب الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل خلال حديثه في الجمعية بتأجيل الإنتخابات استجابة لرغبة القوى السياسية والفرقاء وكل السودانيين. * لكن الرئيس ألقم الجميع حجراً حين أغلق الباب نهائياً أمام أي تأجيل لانتخابات أبريل المقبل رداً على حديث الطيب مصطفى بقوله : "من يضمن وصولنا الى نهاية الحوار قبل الانتخابات وتصبح البلاد في مرحلة فراغ دستوري".وقطع بأن عملية التحضير للانتخابات مستمرة ولا يوجد أحد باستطاعته أن يوقف إجراءاتها وأكد إلتزامهم التام بمخرجات الحوار الوطني. *حديث البشير الرافض لتأجيل الانتخابات أمام من دعاهم بوصفه رئيساً للحكومة لإتمام مسيرة الحوار ينم عن عدم تأكد الرئيس نفسه وصول قطار الحوار الوطني لنهايات سعيدة وهذا ما يشير إليه قوله :(من يضمن وصولنا الى نهاية الحوار قبل الانتخابات؟). *أهمية تأجيل الانتخابات - إن جاءت من الرئيس البشير - تتأتى من كونها رسالة إيجابية منه للجميع بأن الظرف يتطلب ذلك خاصة ان الرئيس نفسه أعترف في خطاب الوثبة الشهير بوجود أزمة تقتضي أن تتفق حولها جميع القوى السياسية بما فيها الحركات المسلحة للإنخراط في الحوار لحل الأزمة السودانية. * وأعتقد أن ذلك يتأتى بتهيئة الأجواء السياسية فقيام الانتخابات حالياً سيعوق الحوار، كما أن هناك تعارضاً كبيراً بين الانتخابات وما يجري في محور التفاوض والحوار بين الحكومة والأحزاب والحركات المسلحة. === أنواء - الصيحة - الثلاثاء 3-11-2014م
|
|
|
|
|
|