حلنقي كتب وبشير عباس يعزف اغنية بنكهة الشربوت

Quote: مثلما ألهم الملايين عبارات العشق المغناة، وبرر استمرار آلاف قصص الحب المتعثرة بأشعاره الرائعة، ها قد عاد الشاعر المرهف إسحق الحلنقي في مهمة جديدة، يزيل فيها عثرة متفاقمة، عنوانها الدائم "الخفة والإقبال السوقي على رواية الأخبار المهرمجة، وإذاعة المواقف غير الموثوقة"... فقد نُقل عن الحلنقي بشكل متسارع ورخيص أنه أساء إلى السودانيين الجنوبيين إساءة عنصرية، وذلك في حلقة تلفزيونية كان ضيفاً فيها مع ضيوف آخرين، وطارت بالخبر المنحول صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وأُوسع الحلنقي بالشتيمة، وجرد من إنسانيته، وأهينت شاعريته التي أقرها الخناذيذ من النقاد، وكاد المعلقون يمسحون تاريخه الفني ضربة لازب. لكن الأمر لم يكن كما تصوره الرواة المتربصون، ولا علاقة له بالجنوبيين، لا من قريب أو بعيد. فقد كان الحلنقي يشرح للمذيعة، بأسلوب بسيط قوامه استدعاء المشابه من المواقف، كيف أن كلمات الأغنيات التي يكتبها لا تحتمل لحناً لا يتسق مع مضامينها وجرس مفرداتها، فقال شارحاً: "زي يكون عندك بت جميلة كدا، بعدين تقوم تزوجها بالقوة". وسرعان ما أُبدلت عبارة "بالقوة" وحورت إلى مفردة "جنوبي"، وكان هذا التحوير سبباً كافياً لإدانته بشكل سافر. لكن أخيراً تواترت التأكيدات على أن الحلنقي كان مظلوماً، وبث المقطع المعني من الحلقة على نطاق واسع في فيسبوك. والآن فإن الجميع مدينون للحلنقي بهذا الدرس الباذخ، مثلما هم مدينون له بصياغة وصيانة مشاعرهم على مدى نصف قرن. وبالطبع لم يكن الحلنقي حالماً حين اتكأ على قَدَر الدهر، وكتب: (بتتعلم من الأيام.. مصيرك بكرة تتعلم). وكان صوفياً في سماحته حين أنشدنا: (ما نحن بطبعنا ناس طيبين.. وغلطاتكم عندنا مغفورة). وعلى هذا المقطع الأخير فإن الجميع في انتظار الحلنقي!!. يوسف حمد