|
الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا
|
لنـهـر يجري جـنـوبــا كل الحروب وثق لها اهلها ونقلوا وقائعها وأضافوا لها من خيالهم ليظهروا مدى الخسران الذي يحيق بالعالم من جراء الحروب روايات عديدة لحروب كثيرة تم نقلها الى أوراق الرواية وجسدتها الكاميرا وعرضها المسرح .. لن ننسى افلام مثل ( مدافع نافارون ) التي كتب قصتها الكاتب الاسكتلندي ـ ألاستير ماك لين ,أضاف لها من خياله خطوط مثيرة أصبحت علامة فارقة في قصص الحرب . وأفلام الهروب الكبير ، وجسر على نهر كواي ، المريض الانجليزي ، وكل شئ هادئ على الجبهة الغربية .حتى حرب الخليج كان لها أفلامها التي عرضت على الشاشات وهي لم تنتهي بل تم نقلها على الهواء مباشرة .. نحن لنا حروب عادلة إن كان في الحرب عدالة دافعنا فيها عن الوطن من مستعمر غاشم وحروب كان القصد منها وحدة الوطن الذي يشعر كل الفريقين انه وطنهم . والان امامنا رواية جديدة صدرت عن ( مدارك ) وهي رواية الــنهـــر يجري جــــنـــوبــأ كاتبها : محمد فضل الله المكي من وقائع لأحداث عاشها وخبر تفاصيلها واضاف اليها خطوط درامية لحكايات لأناس بسطاء نقابلهم كل يوم ونعرفهم فهم اخوانك واعمامك وجيرانك اناس يعيشون من حولك نحب تفاصيل حياتهم البسيطة والجميلة لانعرف كيف لأمثالهم من ارتياد الحروب وفعل القسوة على الأخرين .. الجنرال محمد المكي يصحبنا الى عالم ، الحرب والسلام والناس الطيبة ، ( يابا دينق ) ( سيف الدنقلاوي ) اولاد بارا وأكيج وكمال بور وانداية فاطنة مائة وحداشر والحسناء أويل .. النهر يجري جنوبا رواية تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي والتاريخي في فترة مهمة من تداعيات ذلك الزمن .. (( .. الخريف قطع شوطا بعيدا من عمره ، وأصبح العشب أطول من قامات الرجال ، مغطيا كل الفراغات التي بين جذوع أشجار الغابة الكثيفة ، فيبدو المشهد وكأن الطريق الى بور يمر بين حائطين عظيمين ، أما الأشجار العالية فتتمدد أغصانها وتُظلل الطريق وتصنع له سقفا ، فتغدو كأنك تتقدم داخل نفق مظلم تتمنى رؤية ضوء في نهايته يعلن عن / نهاية الغابة / و نهاية ذلك الكابوس ..)) عندما يفتح الكمين المعادي نيرانه خلال عملية التقدم ، فليس هناك مجالا لأن تستخدم ( طرق إيجاد العدو ) التي تعلمتها في المدارس والمعاهد العسكرية ! هنا لن تفديك في شئ ، فقط عليك استدعاء كل ما تعلمته من مهارات الميدان ، والارتماء على الأرض في ثوان .. وكل ما قلت تلك الثواني زادت فرصتك في الحياة .. كما عليك استخدام تلك المهارات للرد بأسرع ما يمكن على تلك النيران التي أجبرتك على دفن وجهك في الوحل والطين ، أو في روث فيل .. لن تتمكن من رؤية من بادرك بإطلاق النار ، فلا تضيع وقتك في محاولة اتباع قواعد التنشين التي تعلمتها بعد سلسلة تدريبات وتمارين اقتضت جهدا كبيرا من معلمي الأسلحة الذين يعتبرون جهدهم قد ضاع هباء ً إن لم تتجمع طلقات رميك داخل أصغر دائرة في الهدف .. هنا عليك ان تعمل بذهن حاضر فأنت تحتاج لمزيج يتكون من بعض ما درسته في المدارس العسكرية ، وشئ مما استفدته من تجارب الآخرين وكثير من الإبداع الذاتي ..)).. واضح ان الجنرال يكتب بروح المحارب العارف تفاصيل تقنيات العسكرية وهو الخبير فيها لهذا ينقل لنا الأحداث بصورة دقيقة وإبداعية تجعلنا نحرك الكلمات ونجعل منها صورا مرئية لنكون جزء من الأحداث . وتدور الحكاية في مدن الجنوب الجميلة بور وجوبا التي يعشقها كاتبنا ويفتح لنا مجالا لنعرف الأمكنة ونتجول في شوارعها كاشفا عن جمالها ووساردا لحكاياتها واسرارها معرفا بتاريخها في رقة ولطافة ######رية تداعبك طوال الرواية ملطفة من أجواء الحرب القاسية . (( جوبا المدينة التي أحببت .. تلك المدينة التي تتمدد بين النهر والجبل . أما النهر فهو بحر الجبل الذي يودع بحيرة فكتوريا وينحدر في إيقاع سريع إلى ملتقاه في مقرن النيلين ، وأما الجبل فهو جبل كجور الذي يربض في مكانه منذ الأزل ويبدو كالشيخ الراقد على شفه الأيمن متوسدا ذراعه مستقبلا النهر . جوبا أحببت إحيائها لأنها حميمة في مضامين ومعاني أسماءها وحميمة في احتضان من يأوي إليها ، فبعض إحياءها تحمل أسماء تتفرد بها ولا يوجد لها نظير في أي مدينة في الدنيا فهناك على سبيل المثال حي ( رجال مافي ) ولا يخامرني شك في أن امرأة أطلقت على الحي ذالك الاسم . فهل يا ترى غاب الزبائن وبارت البضاعة واشتد الغضب ، فكانت التسمية ؟؟ الحي الخر هو ( لباس مافي ) ولا اشك في أن رجلا قد أطلق ذلك الاسم الساخر على الحي .. وما يدعو للعجب إنك إن تجولت في اي من الحيين فسوف لن تجد لأسمه واقعا ، فالرجال سيزاحمونك كتفا لكتف في أزقة وشوارع الحي الأول أما الحي الثاني فالجميع يتجولون في طرقاته بكامل أزيائهم من فساتين وبلوزات واسكيرتات وبناطيل ، فلا تذهب بك الظنون ابعد من ذلك ولا أظن أن هناك داعيا للتحري عن التفاصيل فالشيطان يكمن فيها ...))) نحتاج الى العديد من الروايات التي تحدثنا عن حروبنا ففي تفاصيلها نعرف قيمة السلام والامان والمحبة والأخوة الصادقة ونعرق قيمة الانسان والوطن وهذا الكون الشاسع الصغير .. شكرا اخي محمد فضل الله المكي لهذه الرواية وهي البداية لادب هام نتمنى ان تقدم لنا فيه الكثير .. الناشر: مدارك للطباعة والنشر لوحة الغلاف : التشكيلي حسين ميرغني تصميم الغلاف : الياس فتح الرحمن الكتاب يقع في 108 صفحة 2014 لحلمها اسوق ما رواه العشب للنهر ولكم اسوق ما رواه المكي عن النهر الذي يجري جنوبا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا (Re: Haju Muktar)
|
دا شغل نضيف من الجنرال ود المكي وليس غريبا أن يصدر من أمثاله Quote: نحتاج الى العديد من الروايات التي تحدثنا عن حروبنا ففي تفاصيلها نعرف قيمة السلام والامان والمحبة والأخوة الصادقة ونعرق قيمة الانسان والوطن وهذا الكون الشاسع الصغير .. شكرا اخي محمد فضل الله المكي لهذه الرواية وهي البداية لادب هام نتمنى ان تقدم لنا فيه الكثير .. |
شكرا أبو سامي السهروردي وفي انتظار قراءة ممتعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا (Re: معاوية الزبير)
|
شكراً يا سني على إلقائك الضوء على هذا النوع الفريد من الرواية. وملاحظتك هامة جداً حول قلة ورود واقع الحرب في كتاباتنا. هناك بالطبع اشارات للحرب في كثير من رواياتنا السودانية في سودان الألفية الجديدة. و بجانب أهمية معرفة الضد لمعرفة الشيئ نفسه، وهو السلام، وبقراءة لتوصيف المؤلف للمحات من مدينة جوبا يبدو مثيراً للاهتمام أن نسأل عن مَن هو العدو حين تكون الحرب بين أبناء الوطن الواحد. أو ما قد كان! تجد هذه الالتفاتة منك الكثير من التقدير. وتحياتنا للمؤلف وتهانينا بصدور روايته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا (Re: محمد سنى دفع الله)
|
Quote: (( جوبا المدينة التي أحببت .. تلك المدينة التي تتمدد بين النهر والجبل . أما النهر فهو بحر الجبل الذي يودع بحيرة فكتوريا وينحدر في إيقاع سريع إلى ملتقاه في مقرن النيلين ، وأما الجبل فهو جبل كجور الذي يربض في مكانه منذ الأزل ويبدو كالشيخ الراقد على شفه الأيمن متوسدا ذراعه مستقبلا النهر . جوبا أحببت إحيائها لأنها حميمة في مضامين ومعاني أسماءها وحميمة في احتضان من يأوي إليها |
استاذ محمد السني كل سنة وانت بخير شكراً لك وانت تلفت انتبتهنا لهذه الرواية والتي احسب انها باذخة من خلال بعض ما نقلته اتمنى كما قال هجو ان يتم اختيار قنوات توزيعها بعناية لتكون في المتناول
Quote: (( جوبا المدينة التي أحببت .. تلك المدينة التي تتمدد بين النهر والجبل . أما النهر فهو بحر الجبل الذي يودع بحيرة فكتوريا وينحدر في إيقاع سريع إلى ملتقاه في مقرن النيلين ، وأما الجبل فهو جبل كجور الذي يربض في مكانه منذ الأزل ويبدو كالشيخ الراقد على شفه الأيمن متوسدا ذراعه مستقبلا النهر . جوبا أحببت إحيائها لأنها حميمة في مضامين ومعاني أسماءها وحميمة في احتضان من يأوي إليها |
حميمية جميلة في وصف المكان والعلاقة به كأنه كائن بشري يمشي على رجلين وجوبا ستظل جرح نازف بدواخلنا حتى نحتضنها وطن واحد بالتوفيق الزميل محمد المكي فضل الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
التحية والتهنئة للأخ محمد فضل الله المكي بصدور هذا العمل الفني الرائع، و الشكر لأخينا محمد السني دفع الله على تقديمه لنا و لقراء سودانيزأولاين .. الكتاب تحفة نادرة و وجبة شهية دسمة تسارع وتسابق فيها التهام الكلمات والصفحات، تمور الأحداث والمشاعر و الأحاسيس.. وود المكي رجل دفاق المشاعر يخلق من خياله صورا واحداث و يمزجها بوصف يصدر عن شخص لماح تنتقي عينه اللوحات الجميلة حوله.. شكرا أخي ود المكي .. و ليتنا جميعا نجد وصولا ميسرا لامتلاك هذه الرواية و التي أخالها ستكون من الأعمال الخالدات وستكون توثيقا صادقا من أناس خاضوا الوغى وصابروا و صبروا وامتلكوا ناصية البيان فاعادوا عرض تلك الملاحم لاجيال لاحقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا (Re: محمد سنى دفع الله)
|
تخيل كيف يكون الحال ...لو غٍيض لكل من عاش قبلنا منذ آدم لو إستطاعوا كتابة يومياتهم ؟
نقرؤها و نعجب بأشياء فنتبعها و وتزعجنا احداث و خيارات فلا تطابق خطانا خطاهم
نتفكر فيما فعلوا فنكتسب الحكمة .
شكرا الأديب محمد فضل الله المكى و أنت تضئ دروب السلم ليراها من تاه فى ظلمات الحرب .
أستاذنا محمد سنى دفع الله عرض مشوق للرواية ... و كيف لا يكون ؟ و أنت ملك المسرح و الدراما .
كل عام وأنتم بخير و عيد سعيد أساتذتى محمد سنى و محمد المكى . مع خالص تقديرى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا (Re: محمد فضل الله المكى)
|
: محبتي لكم بلا حدود إخوتي المتداخلين .. فكلكم أستاذي وملاذي ، وسندي الذي يمثل القوة الدافعة لي للسير في ذات الطريق ، لمزيد من التبصِرة وإلقاء الضوء على قسوة الظروف والمعاناة التي يواجهها المحاربون ، والكتاب الثاني في مرحلة المراجعة والتنقيح ، وهو بعنوان:
( قليلٌ من الحرب ، كثيرٌ من الحُب ) .. أرجو أن أكون قد راعيتُ فيه كل الدروس المستفادة من سابِقِهِ ، وعملت بتوجيهاتكم و ( تعليماتِكم ) .
كل المحبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الـــــــنـــــــــــهــــــــــــــر يـجـري جـــنــــــــوبــــا (Re: محمد فضل الله المكى)
|
تحياتي ايها الرائع السني
وعبرك التحايا للعم الجنرال الاديب الاريب محمد فضل الله مكي..
ونبارك له اصدارته الادبية النهر يجري جنوبا ..
دائما ما تستهويني الكتابة والتوثيق لايام الحرب .. ومن اشهر الروايات التي قراتها "الحرب والسلام" لتولستوي..
وتكون الكتابة اعمق كلما جاءت من فارس من فرسانها الذين اكتووا بنيرانها ..
وقطعا الجنرال محمد فضل الله مكي خبر الحرب وخبرته .. ولذا سيكتب عن فلسفتها وايام الحب والحرب .. والدموع والدماء ..
عاوزين لينا امسية لمناقشة الرواية ..
ذلك بعد ان نقرأها طبعا..
لكم التحايا
| |
|
|
|
|
|
|
|