|
حق تقول: هزيمة النظام من الخرطوم واجب المرحلة
|
هزيمة النظام من الخرطوم واجب المرحلة
- شهداء سبتمبر ينتظرون القصاص . - انتظار الانتخابات هو هروب للإمام من مشكلة قائمة حاليا. - معركة القوى السياسية و الحركات المسلحة يجب ان تكون في الخرطوم ضد القتلة و مصالحهم. تمر علينا في هذا الشهر ذكرى سقوط العشرات بل المئات من شباب السودان اليانع في كل ربوع ومدن البلاد فداءً للحرية التي مضى على دربها آلاف الشهداء من الشعب السوداني لتفتح آفاقا رحبة وتبدأ فصلا جديدا في التاريخ الإنساني يليق بنا كشعب حر أبي . لقد قدمت ملحمة سبتمبر 2013 دروساً و عبراً ضخمة يجب أن نستخلص منها ما ينفعنا في منازلة هذا النظام الجاثم على بلادنا منذ ربع قرن من الزمان .
لقد وصلت الازمة إلى قمتها بمأساة إنفصال الجنوب وتمدد الحرب إلى أقاليم أخرى في البلاد وتزايد الإنقسامات العرقية التي غذتها هذه السلطة . و إنهار الإقتصاد جراء السياسات الخاطئة والتجارب الفاشلة ونهب موارد البلاد وإهدارها ، و صار التضخم غولا ابتلع كل مدخرات السودانيين ، فقد تهاوت العملة المحلية أمام النقد الأجنبي بسبب إختلال الميزان التجاري لبلد يستورد كل إحتياجاته الأساسية والكمالية ولا يكاد يصدر شيئاً لتعطل آليات الإنتاج من صناعة منهارة وزراعة مدمرة ، ولم تحاول هذه السلطة إنقاذها بل أمعنت في تفكيكها وتحطيمها كما هو واضح في المشاريع الزراعية التي بارت أراضيها والمصانع التي أغلقت أبوابها. ومما لا شك فيه أن من يدفع ثمن تلك الأخطاء هم عامة الشعب، حيث سقطت تبعات ذلك الدمار مباشرة وبدون أي تدابير وقائية على الرؤوس فأكل الناس ما كانوا يلقونه للكلاب الضالة.
إن السودان يمر بمرحلة من الشلل التام والضبابية في الرؤية وانسداد أي أفق للحل من قبل الحكومة و المعارضة على حد سواء فبينما صارت الحكومة بحلولها الأمنية والعسكرية للمطالب الشعبية أسيرة لمؤسساتها الأمنية ومليشياتها المسلحة التي تزايدت وتفلتت حتى فقدت السلطة السيطرة عليها و أضحت هي بذاتها أكبر مهدد للأمن القومي . أما قوى المعارضة فمازالت تراوح مكانها بفقدانها لزمام المبادرة وركونها لردود الأفعال الخجولة وغموض مواقفها ، مما جعل الشعب يفقد ثقته في قواه السياسية ويتردد في الوقوف خلفها . ولم يكف ذلك بل مارست الأحزاب التقليدية والطائفية ازدواجية في المواقف فأبناء القادة هم مستشارو الرئيس و أعضاء في أجهزة أمنه وقواته بينما تقبع في سجون النظام كوادرهم وعضوية أحزابهم الحية والنشطة ، فهل يرجى من مثل هؤلاء القادة تغيير و هل يمكن للشعب المضي خلف هؤلاء القادة لتمثيله ؟!
إننا في حركة حق نعتبر أنفسنا جزءاً من هذا الضعف العام الحادث في الشارع السياسي ولكننا على يقين أن هذه الحالة إلى زوال إذا اعتمدنا على القوى المبدعة والنشطة في هذا الشعب وتنظيماته وأحزابه والتي تسعى وتعمل بكل جد وإخلاص لإسقاط هذا النظام وبناء هذا البلد ونهضة هذا الشعب وحريته . هذه القوى التي لاتنتظر حصول المعجزة التي ستزيح عن شعبنا هذا النظام وظلمه بل هي من سيصنع هذه المعجزة . ولكن تغييراً مرجواً كهذا لا يأتي بغتة بل تسبقه أفعال ومواقف و تنسيق و تنازلات من كل القوى السياسية الحية حتى نقي بلادنا خطر التشرذم الذي بدأت ارهاصته تلوح في الأفق . ويمكننا أن نقول أن عدم وضوح الرؤية السياسية وضعف العمل والتنسيق المشترك بين القوى المعارضة كان السبب الرئيس في توقف هذا الزخم الثوري إلى حين . بالإضافة إلى غياب الكثير من الناس عن المشاركة في هذه الهبة الشعبية نتيجة تغييب السلطة لهم على مدى أكثر من عشرين عاماً وممارساته الوحشية تجاههم . فضلاً عن أننا لم نعمل بالشكل الكافي من أجل توضيح أهداف وغايات المرحلة المقبلة ولم نبين أهمية وكيفية آليات العمل المدني والسلمي ، من أدنى درجاته الإحتجاج والتظاهر وحتى العصيان والإضراب العام الذي يشل الحكومة ويعطل أعمالها ويجبرها على التنازل والرضوخ .
إن الدروس الملهمة التي ينبغي علينا أن نتعلمها من هبة سبتمبر 2013 أن المعركة الفاصلة لإسقاط النظام يجب أن تكون في الخرطوم ، و أن أية مظاهرات صغيرة ومنسقة لعدة أيام في العاصمة لها أكبر الأثر على معنويات الطغمة الحاكمة من الحروب الفظيعة في هوامش السودان المتعددة لأن رأسه وقلبه ومصالحه هنا . وهذا لأن النظام يحجب الحقائق ويزيفها ويغيب الناس عن كل الفظاعات التي تحدث ضد الشعب في أطراف السودان ولكنه لم يستطع أن يمنع الحقيقة الدالة على إجرامه والتي تجلت أمام الناس بقتله الأطفال والشباب من بنات وأبناء هذا الشعب في المدن والعاصمة تحت أعين وأمام عدسات الكاميرات المحلية و العالمية. لذا و من هذا المنظور فإننا ندعوا كل القوى السياسية المدنية والحركات المسلحة لتطوير وتصعيد آليات وتكتيكات مقاومتها المدنية والعسكرية لإستهداف هذا النظام وإزالته ومحاكمة مجرميه وإيقاف نزف الضحايا حتى لاتذهب دماء الآلاف من شهداء الشعب منذ انقلاب 1989 وحتى الآن هدراً .
إننا في حركة القوى الجديدة الديمقراطية حق نرى أن مخرج البلاد الوحيد هو اسقاط هذا النظام ، وإن الحديث عن أي تغيير عبر انتخابات قادمة تجرى وسط سيطرة كاملة لهذا الحزب الفاشي و اجهزته القمعية و خبرته الواسعة في الخج و التلاعب بنتيجة الانتخابات يعتبر هروبا للأمام من مشاكل مصيرية شاخصة تهدد السودان وماتبقى من وحدته .
ومن هذا التحليل أعلاه نخلص إلى نتيجة واحدة أن تصاعد المقاومة في كل مدن السودان وبالأخص في العاصمة هو الحل الأنجع لمقارعة هذا النظام والذي يجب أن نركز عليه حتى لاتتمدد الحرب إلى مناطق أخرى يكتوي بنارها الملايين منا ولايتأثر بها نظام ما اهتم يوماً بمعاناة الناس ، وعليه فإن تكتيكات هذه المقاومة يجب تركز على رؤوس النظام و شخصياته المحورية وتفضحها وتكشف طرق نهبها للمال العام وتضيق الخناق عليها وعلى استثماراتها وعلى حريتها في الحركة حينها فقط سينزاح عنا هذا الكابوس .
إن الدرب طويل وشاق ومعركتنا صعبة ومرهقة ولكن شعباً آمن بالحرية والكرامة لن تمنعه كل حواجز الظلم وأسلحة القهر عن نيل مبتغاه .
حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) المجلس القيادي 10 سبتمبر 2014
|
|
|
|
|
|