|
Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر (Re: mustafa mudathir)
|
الجزء الثاني كيف سطا السيد هوجن على البنك قصة قصيرة: جون شتاينبك ترجمة: مصطفى مدثر
لقد كان ذلك الصيف حاراً. وكانت موجات الحر أطول من المعتاد. كان يوم السبت هو نهاية اسبوعين من حر متصل. احتد الناس منه وتاقوا للخروج من المدينة رغم أن الصيف لم يكن أقل حراً. آل هوجن لم يفكروا في هذا. ما أثار الطفلين هو أن مسابقة كتابة المقال ضمن برنامج (أنا أحب أمريكا) كانت شارفت على الانتهاء واقترب موعد اعلان أسماء الفائزين بها. والجائزة كانت رحلة لمدة يومين لواشنطون دي سي مدفوعة التكاليف بالكامل و ب(تظبيطات) كاملة- غرفة في فندق، ثلاث وجبات في اليوم، فسح مجانية بالليموزين- وليس ذلك للفائز لوحده بل لمرافق معه- كذلك زيارة للبيت الأبيض ومصافحة الرئيس، كل شيئ. وكان السيد هوجن يرى أن طفليه قد رفعا سقف آمالهما أكثر من اللازم وقالها لهما: - عليكم التحضير لخسارة المسابقة. من المحتمل أن هناك آلاف وآلاف المتقدمين للمسابقة. فإذا رفعتما سقف آمالكما قد يفسد ذلك فصل الخريف. لا أريد أي وجوه طويلة في هذا البيت بعد انتهاء المسابقة. وقال لزوجه السيدة هوجن: - لقد كنت ضد هذا من البداية. حدث ذلك في الصباح الذي رأت فيه السيدة هوجن نصب واشنطون التذكاري في قعر كوب الشاي ولكنها لم تخبر بذلك سوى روث تايلر، زوجة بوب تايلر. وكانت روثي قد أحضرت معها أوراق اللعب وقرأتهم في مطبخ آل هوجن لكنها لم تجد أية رحلة! وكانت قد أخبرت السيدة هوجن أن الاوراق تخيب في أغلب الأحوال. فالأوراق كانت قد حدثتها أن السيدة وينكل ذاهبة في رحلة إلى أوربا ولكنها وفي الأسبوع التالي وقفت لها شوكة حوت في حلقها وخنقتها حتى ماتت. وتساءلت روثي، كأنها تفكر بصوت مسموع، عن رابطٍ بين شوكة الحوت والرحلة عبر المحيط إلى أوربا وقالت: - يجدر بك تأويل هذه الأمور بشكل صحيح. كذلك أخبرت روثي بأنها رأت مالاً قادماً لآل هوجن. فأوضحت لها السيدة هوجن: - المال وصل سلفاً من المسكين لاري. فقالت روثي: - لابد أنني خلطت أوراق الماضي والحاضر معاً. ثم أضافت: _ يجدر بك تأويل هذه الأمور بشكل صحيح. وانفجر يوم السبت. قال التقرير المناخي الباكر على الراديو: استمرار الحر والرطوبة. أمطار خفيفة ومتفرقة ليل الأحد وصباح الإثنين. قالت السيدة هوجن: - وما هو الغريب في الأمر؟ إنه يوم عطلة عيد العمل! وقال السيد هوجن: - إنني سعيد بحق أننا لم نخطط لشيئ. ثم أكمل أكل البيضة وقش الصحن بباقي قطعة الخبز. قالت السيدة هوجن: - هل وضعت القهوة في القائمة؟ أخرج الورقة من جيبه وراجعها - نعم. إنها هنا. قهوة! - لقد أتتني فكرة مجنونة أنني نسيت أن أكتبها. قالت السيدة هوجن. ثم واصلت: - سنذهب أنا وروثي لحضور احتفال طائفة المذبح altar guild بعد الظهر. وسيكون في منزل السيدة ألفريد دريك. وتعلم أنهم جديدون في المدينة. أتحرق لمعاينة متاعهم! - إنهم يشترون منا. فتحوا حساباً عندنا الاسبوع الماضي. قال السيد هوجن ثم سأل: - هل زجاجات الحليب جاهزة؟ - إنها في الرواق. وقبل أن يلتقط الزجاجات نظر السيد هوجن لساعته وكانت تشير لخمس دقائق قبل الثامنة. وإلتفت وهو على وشك نزول العتبات ونظر خلال الباب المفتوح للسيدة هوجن فقالت له: _ هل تريد شيئاً يا بابا؟ رد عليها: - لا. وكررها ثانية. - لا. ثم مشى نازلاً العتبات. سار إلى الناصية واستدار يميناً في شارع سبونير وهو الشارع الذي يصب في شارع مين بعد مربوعين. وفي المقابل للمكان الذي يتم فيه هذا الالتقاء يقبع محل فتوشي وفي الملف منه يقع البنك والزقاق بجوار البنك. التقط السيد هوجن نشرة اعلانية ملقاة أمام باب البقالة وفتح الباب. مشى عبر المحل وفتح الباب المؤدي للزقاق ونظر إلى الخارج. حاول قطٌ أن يفرض دخوله عبر الباب لكن السيد هوجن منعه بقدمه وساقه وأغلق الباب، ثم خلع معطفه وارتدى مئزره الطويل وأحكم رباطيه خلف ظهره ثم أحضر المكنسة من وراء طاولة الخدمة وكنس خلف الطاولة وكب كل القاذورات في إناء جمع الزبالة ومشى عبر البقالة وفتح الباب المؤدي للزقاق. كان القط قد اختفى. أفرغ محتويات الإناء في برميل القاذورات وطرق الإناء بحذق ليخلّصه من قطعة خس ظلت عالقة. ثم عاد إلى داخل المحل واشتغل على مسودة الطلبية القادمة. حضرت السيدة كلوني لنصف رطل من لحم الخنزير المقدّد. وقالت إن الجو حار فوافقها السيد هوجن وأضاف: - الأصياف تزداد حراً - وأقول لنفسي، قالت السيدة كلوني "كيف حال السيدة خلف المواعيد؟" - بخير. قال السيد هوجن. - وستذهب لإحتفال الطائفة. _كذلك أنا. قالت السيدة كلوني. - أتطلع لرؤية أثاثاتهم. ثم خرجت. وضع السيد هوجن قطعة تزن حوالي خمسة أرطال من لحم الخنزيرالمقدّد في قطّاعة الشرائح، ثم نشر الشرائح على ورق شمعي وغطاها بنفس نوع الورق ووضعها في خزانة التبريد. في التاسعة إلاّ عشر دقائق ذهب السيد هوجن نحو أحد الرفوف ونحّى جانباً صندوق مكرونة لينزل صندوق كورن فليكس من جنبه وقام بتفريغ محتوياته في الحوض الصغير الملحق بخزانة التبريد. وبخنجر موز قطع قناع ميكي ماوس المرسوم على ظهر صندوق الكورن فليكس ثم أخذ ما تبقى من الصندوق ومزقه لقطع كسحها بالماء في المرحاض ثم رجع المحل واستأصل شريطاً من قماش ربط طرفيه بعد تمريرهما من ثقبين على جانبيّ القناع ثم نظر لساعته. كانت فضية وكبيرة. ماركة هاميلتون ذات يدين سوداوين تشيران لدقيقتين قبل التاسعة. ربما شكلت الأربع دقائق التالية كل زمنه في التوتر والعصبية، على الإطلاق. في التاسعة إلاّ دقيقة، أخذ المكنسة وخرج يكنس رصيف المشاة. كنسه بسرعة فائقة. وبينا هو لم يخلص بعد، في الحقيقة، فتح السيد وارنر أقفال البنك. ألقى السيد هوجن تحية الصباح على السيد وارنر وبعدها بثوانٍ برز موظفو البنك الأربعة خارجين من المقهى. رآهم السيد هوجن عبر الشارع وحيّاهم اشارةً وردوا تحيته. وبعد الانتهاء من الطوار دخل إلى المحل ووضع ساعته على عتبة صغيرة تحت أزرار الأرقام في آلة النقود ثم أطلق آهةً عميقة جداً. كانت نفَساً عميقاً أكثر منها تنهيدة. كان يعلم أن السيد وارنر قد فتح الخزنة الآن وسيكون حاملاً اطباق الكاش إلى شباك الصراف. نظر السيد هوجن لساعته ترقد على عتبة آلة النقود. وقف السيد كينورزي عند مدخل المحل ثم هز رأسه بطريقة مبهمة واستأنف سيره. أطلق السيد هوجن تنفسه بطيئاً وتدريجياً ومشت يده اليسرى إلى ظهره فجذبت رباط مئزره وزحفت بعدها اليد السوداء في ساعته إلى حيث علامة الدقيقة الرابعة فغطتها. فتح السيد هوجن درج الحسابات الجارية وأخرج منه مسدس المحل وكان آيفر جونسون عيار 38. فضي اللون. تحرك بسرعة إلى المخزن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر (Re: mustafa mudathir)
|
يا مصطفي ،،سيب الغلبة... قصتك مشوقة,, ولا يمكن الا لبارع من تقديمها لنا بهذه الروعة،،بالعربي,,ود المدير زول حريف،،فداير يسودنها بطريقته اللذيذة،،وبالتاكيد هو لا يعني مهارتك يازول.. دي ما بتغالتو فيها اتنين.. تصدق قربت اصدق كلام محسن فيك.. انت بتانسن وتطيب في الشر... اللعنة،،الزول ده سطا علي بنك.. فكيف احتال الكاتب والمترجم ،،ليجعلاه يسطو ع المشاعر.. تحفة....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
Quote: انا متابع لما تكتبه يا مصطفى ثم ،عاجبني فيك إنك فهمت صاحبي أبوبكر دا وبتتعامل معاهو كما ينبغي أن يكون ولن تندم على معرفته وصداقته في النهاية،، نهاية هذا المنتدى أعني وأرجو أن يكون كذلك شاعرنا الكبير الخواض
بعدين عايز اتآمر معاهو على إعادة ترجمة بعض الفقرات في قصة البنك ديك رغم أنني لم أقرأ النص بالإنجليزية, وكذلك رغم عدم إجادتي الإنجليزية، لكن بنحب القراية ياخ ومتأكد إنك لن تزعل عندئذ
إلى لقاء يا حبيب |
ازيك يا مصطفى هذه هي مداخلتي في بوست شوقي بدري وأولاً بالتبادي أنا معاوية الزبير وليس معاوية المدير الذي خليهو يضوق شوية من أفعال التباس الاسم دا
ثانيا أنا أقصد إعادة صياغة بعض الجُمل بالعربية وليس الترجمة في عضمها، فمعذرة ياخ لخيانة التعبير وقلت أنا متأكد إنك ما ح تزعل، ويبدو أنني أخطأت الظن، فمعذرة ثانية وعلى كلٍ سأواصل، وخلينا نتجادع في ذلك ولا نتنازع بس أديني وكِت وحتى ذلك الحين أقول ليك: مع الحاصل في المنبر دا، أنت أحد ما لا يزيد على خمسة أعضاء، أحرص على متابعة بوستاتهم وقراءة مداخلاتهم فما تعمل غلبة في الموضوع دا، زي ما قال ليك عزيزنا عبد العزيز عثمان بعدين نشوف قصة صديقنا درديري ساتي الذي كتب التالي: Quote:
Quote: رغم أنني لم أقرأ النص بالإنجليزية, وكذلك رغم عدم إجادتي الإنجليزية،
والله ياود الزبير ،
علي القسم جملتك دي غاظتني جنس غيظ!! ورغم ذلك ضحكت منها لمن دموعي جرن ، لأنها ذكرتني بموقف إن شاء الله يجي الوقت المناسب عشان أحكيه ليك .
تحياتي |
مع المودة يا درش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سطا السيد هوجن على البنك؟ شتاينبك/ مصطفى مدثر (Re: معاوية الزبير)
|
Quote:
Quote: رغم أنني لم أقرأ النص بالإنجليزية, وكذلك رغم عدم إجادتي الإنجليزية،
والله ياود الزبير ،
علي القسم جملتك دي غاظتني جنس غيظ!! ورغم ذلك ضحكت منها لمن دموعي جرن ، لأنها ذكرتني بموقف إن شاء الله يجي الوقت المناسب عشان أحكيه ليك .
تحياتي
|
تعرف ياود الزبير ، الساعة واحدة صباحاً ، في حفر الباطن إيام تحرير الكويت ، دق الجرس ، طلعت لقيت محمد احمد طباخ كتيبة الدبابات : - أهلاً محمد احمد ، اتفضل ،......... خير. - ياخوي تعال فكني من ناسك ديل، - يازول مالك ؟ - المقدم عبد المحسن قايد الكتيبة والنقيب عبدالله ، - مالم ديل كمان ؟ - ياخوي ديل سكرانين طينة .. رسلوا توروني ، لمن جيتهم قالوا لي أترجملهم الكتاب . قت لهم أنا ما بعرف انجليزي : قالوا لي كمان في سوداني ما بعرف انجليزي؟؟ . دحين آخوي تعال عليك الله فكني منهم !! قلت ليهو خلاص إنت أمشي وقول ليهم أبوحسن جاييكم وأمش نوم . وعلي كدا انا ذات نفسي رجعت قفلت الباب ونمت !!! أها ، كما ن أنا ياود الزبير بسألك كمان في سوداني ما بعرف انجليزي؟؟
أما..............................
Quote: وكذلك رغم عدم إجادتي الإنجليزية، |
فدي ذكرتني ، مع الفارق ، بقصة غريبة حصلت لي ، كنت شغال في مركز للتدريب القانوني ..... يوم جابوا لي سيرة ذاتية لواحد دكتور قانون سويسري من أصل تونسي، كانت بالفرنسي وطلبو مني اترجمها للإنجليزي ، فعلاً ترجمتها وسلمتها لنائب عميد المركز ، وصاحبنا دا كان قعد في أمريكا ستة شهور عمل فيها دبلوم بتاع إتش آر ورجع بيفتكر نفسه ولا برفيسور ماكميلان!! ودا كان رئيس قسم اللغة الإنجليزي في جامعة الخرطوم على أيامنا .. الراجل تاني يوم جاني في المكتب قال لي - "يا أستاذ درديري ... رغم إني ما بعرف فرنسي إلا إني عملت تعديلات علي الترجمة" أها..... زي دا تقول ليهو شنوووووووووووووووووووو؟؟؟ في غير تقول ليهو ياخي براحتك .... إنت تعدل أي حاجة!! طبعاً مع الفارق ياود الزبير.. تعرف العمل الرائع دا ممكن نديهو لخمسين مترجم ونحصل على خمسين ترجمة ممتازة لا تشبه أي منها الأخرى!!! ودا راجع لاختلاف مصادر المترجمين اللغوية لأن كل واحد منهم عنده خلفيته اللغوية المختلفة إضافة إلى اختلاف الزاوية البنظر منها للنص . في تقديري إن مصطفى ترجم النص ترجمة رائعة الروعة فيها إنه بث روحه ونفسه الشخصي فيها . فلولا أن مصطفى نفسه قال إنها ترجمة ، ولولا اسماء الشخصيات والأمكنة كانت أسماء أجنبية ـ لقلت إن ذلك قد حدث في الضعين أو دوكة أو جزيرة مقاصر .؛ وهذا عين ما نطلبه في أي ترجمة... نفس المترجم وروحه اللذان يبثهما في النص وفي انتظار ترجمتك أنت لهذا النص وشكراً لك وللأخ مصطفى ، ولكما والجميع...
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|