|
كيف تركت النهر وحيدا ؟
|
بذات الحنق "الدرويشى" الممعن فى حرقته تفاجئك الطريق وإنت فى مفتتح شأنها الذى يبدو بلا بداية ولا إنتهاء له تفاجئك بسؤالها الذى لا يعرف الإجابة عليه سوى ذلك النهر
الم يكن هو أول من اخرج إجابات الطمى من جيوب الماء ؟
عرفت أنه لا إجابة لدى وإِذْا محاولات صمتى الذى بدأ يشيد حوائطه الأربعة، حائط فى كل جهة من جهات الأرض، احاول أنا أيضا أنْ أسيج روحي بوقتها الممنوح لها حتى أجدني قانعا بنصيبى من الدنيا وقدرى فى آخرة الإنتظار، أجدنى اخلد الى ظلى، ذلك الطاعن في يقينه الرابض فى قيلولة الضجر، ظلى الذى يفاخر ساخرا وبغير علم، أنه أقدم منى وأقوم قيلا، والوقت يمشى على أربع في هدوء عميق ولا مبالاة عتيقة تستدعى كل أفواج الأغنيات الصديقة. ورغما عن كل تلك المحاولات البائسة، أجدنى مجددا أغرس ما تبقى من روح متعبة في تربة عذراء الهم طينية الملامح، اتمترس خلف انهماكى فى التفكير فى قدوم الغد وإنقضاء الأمس، أما الحاضر فهو وجل يفضى الى ملل، وقلق لا يطيق الجلوس ابدا، على الرغم من فراغ مقاعد الوقت الوقت يتزين بفضة الكلام، ويتحلى بذهب السكوت، واللغة أنثى تمارس غواية الحروف ودلال الكلمات، تراود القصائد عن قوافيها، تسأل الضوء عن تاريخ العتمة، فيتبسم ضاحكا من سؤالها، حينها تهب الإجابات واقفة لتهب نفسها طوعا، فقد عرفت أن قميص الرغبة قد قد من كل الجهات، فلا سكوت اليوم ولا كلام غدا سألت المكان يوما أن يقص على بعضا من حكايات الأرض، عن مدى ولعها بكينونة الوحدة وشغف الإجتماع، قلت كيف أكون وحيدا وهذا المدى محتشد بكل شئ؟
قال خيارك القفر قلت كيف اتكلم من دون أن اخدش وجه الحروف ؟ كيلا أكدر وجه المعانى، كيف أتحدث ولا أقول شيئا ؟ قال دونك الصمت فخذه فخذه بقوة لكنى فجأة اكتشفت، أننى وكلما توغلت عاليا فى سموات الصمت، يتشدنى جاذبية الهتاف نحو هاوية بعيدة مكتظة بالفراغ، فأعود حسيرا العن ركام ذلك الكلام ثم اقنع من غنيمة الرحيل بغبار العودة
النهار مرآة ######ة تمارس فعل الصراحة على الوجوه وتنبئ العيون بواقع لا يطاق والليل خزانة صماء يمتلئ جوفها بالأحاجى وشكاوى العاشقين والخائبين، وربما الساهرين أقنع من غنيمتى المشتهاة واركن الى اصوات من أحب، لعلها تروى قليلا من ظمأ الإستماع اجلس قريبا من وجوه من أحب، ليتهم يلونون وجهى الطينى بورد من ملامح السكينة اتكئ قليلا فوق رمل طيب، سيماؤه فى جلده من أثر الحنان، فلربما افوز بطمأنينة خضراء أرقد على سرير فوق خط استواء المحبة، حتى استطيع أن امد يدى لأحتضن غبطة المدار وأغزل لى دثارا من خطوط عرض اليقين فلربما أجد إجابة على ذلك السؤال الممعن فى حسرته
كيف تركت النهر وحيدا ؟
|
|
|
|
|
|