حوار ( حامٍ ) ... مع إمرأة ذات ( وطيس )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2014, 07:08 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار ( حامٍ ) ... مع إمرأة ذات ( وطيس )

    قالت : اُحبذ أن تكون العصمة في يدي بدلا من أن يجعل لي زوجي ( مؤخر ) صداق ترقد أصفار عديدة على يمين الرقم.
    قال : هذا شرطٌ سيجعل كل من له الرغبة في زواجك أن يبتعد مذعوراً ...
    قالت : إذن هذه دعوة لكل نساء العالم ليقفْن مذعورات إنْ تقدم لهن الرجال بغرض الزواج.
    قال : ما هذا ؟ كيف تقولين هذا ؟
    قالت : لو رأيت من زوجي ما يجعلني أنفصل عنه دون أن أجد الدليل على مسببات رغبتي في الإنفصال .. هل سيقبل القاضي أو المأذون أن يطلقني؟
    قال : ما هذا الشيء الذي لا دليل له ؟
    قالت : أنت تدري فلا تتغابى ...
    قال ونصف إبتسامة ترقد على طرف فمه : صدقيني لا أفهم مقصدك ..
    قالت : فلنفترض بأنني ( شبقة ) ... أو تفوق رغبتي الجنسية رغبته ... بمعنى أن هناك فوارق بين رغباتي و رغباته . ثم طلبتُ الطلاق ... و كما تعلم فإن مجتمعي وحيائي يمنعاني من أن أذكر هذا ... فهل يطلقني زوجي راضيا ً أم سيقبل سعادة القاضي أن يطلقني لمجرد رغبتي في ذلك ؟
    قال متلعثماً : لماذا لا تصبرين عليه إن كان زوجا صالحا لا يقصر في نواحي حياتك الأخرى ؟
    قالت و هي تطلق ضحكة مجلجلة : إذن لم لا يصبر هؤلاء المهرولون إلى الزيجة الثانية والثالثة بدعوى أن طاقاتهم الجنسية لا تغطيها إمرأة واحدة ؟
    قال : بلا شك أن هؤلاء أيضاً يستندون إلى أسباب غير مقنعة ...
    قاطعته : لا وألف لا .. السبب قوي ولكن لأن العصمة في يده و لأنه يمكن له أن يثني ويثلث ويربع فلا حواجز أمامه ..
    قال بتحدٍ : هل تريدين الجمع بين أزواج ؟
    قالت : لا تتغابى ... أريد العصمة بيدي لأنسحب عندما أجد أن حياتي في منعطف لا يسمح لي بالمروق من غير باب الطلاق .. أم تريدني أن أقيم علاقات خارج إطار الزوجية ؟ قل و لا تستحي فأنتم تطلقون العنان لشهواتكم ثم تعودون للإرتماء بين أحضان زوجاتكم كمن خلع شوكة ( بملقاط ) من لحم ميت بجسده ...
    قال : هل تعنين إما العصمة بيدك أو إقامة علاقات خارج ..
    قاطعته بإشارة من يدها : كفى إلى هنا ... فأنت تلوي عنق الحقيقة و تفقأ عين الحوار ..
    قال : كيف .. ؟
    قالت : أنا أقول أريد العصمة بيدي حتى أنسحب من حياة زوجية لا تلائمني و حتى لا أدع و لو نافذة صغيرة لدخول إبليس في حياتي ... بدلاً من أن أستجدي الخلاص بين المحاكم إستجداء غير مضمون الجانب و لا مأمون النهايات فربما أرغموني على الإنكفاء في بيت زوجية يصبح لي كهفاً أدفن فيه ما تبقى من حياتي .. و ربما يُنْتَقم مني بمعاقبتي بضُرة تأتي على أخضر ويابس ما تبقى لي من تماسك نفسي ...
    قال : أنت تذهبين بعيداً ... لم تضعين كل الأمر في الرغبة الجسدية ؟
    قالت بإستغراب : كل الأمر ؟؟؟ يالك من غريب .. لقد ضربتُ لك مثلا بالسبب الذي قد لا أجد له الشجاعة للتحدث عنه ... و إن وجدت الشجاعة قد لا أملك الدليل على إثباته .. لذا ضربتُ لك المثل به ...
    قال مراوغاً : وماذا عن بقية الأسباب؟
    قالت : كل شيء يمكن إثباته .. كالضرب والعنف والبذاءة و عدم المقدرة على الصرف .. ولكن معظمكم ينطلق للسبب الذي ذكرته لك ...
    قال : وإن إنطلقتِ فقط لأنك لا تريدينه ؟
    قالت : أنا حرة .. أليس كذلك ؟ هو أيضاً قد يفاجؤني بورقة طلاق يرسلها لي في مظروف مع مرسال لا يعرف فحوى الرسالة .. وقد يرمي اليمين كالقنبلة في وجهي حتى إن كنتُ بين نفر من الناس ...
    قال : الذي يحيرني أنك توافقينني بأن أي سلبيات في الزوج يمكنك إثباتها ... عدا ذاك السبب الذي لا تستطيعين ذكره كنوع من العيب في مجتمعك ... ألا يمكن تلافي ذلك ؟ ألا يمكن الصبر فربما إنتفى السبب في هذا العصر الذي عالج كل قصور جسدي ...
    قالت بتهكم : لا أريد زوجاً يعمل كالآلة بواسطة طاقة بديلة ثم يتوقف حتى أضخ له شحنة جديدة .. فربما إنكفأ يوماً ..
    قال : إنت غير منصفة .. بعض الرجال يلجأون إلى الأنابيب لكي ينجبوا أطفالاً وذلك حباً في زوجاتهم ...
    قالت : الأطفال وإنجابهم شيء ... وما أتحدث عنه شيء آخر .. فربما كان هذان الزوجان يتمتعان بوتيرة متجانسة جسديا .. ولكن العقبة في الإنجاب .. لا تحاول أن تجرجرني إلى مسارب أخرى ... أريدالعصمة بيدي حتى لو جاءتني العنوسة تجرجر قرابها إلى عتبة بيتي ...
    قال : إنت الخاسرة
    قالت : لا بل أيها الساكن في برجك العالي ... سأخسر نفسي إن ظللتُ عند كل منعطف أرنو إلى فمه لأسمع فرمان الفراق الذي سيغدق به علي ... أو لأصحو ذات صباح لأجده نصف رجل أو رجل كامل في إعتقادي بينما هو مجرد نصف رجل في أيام يختلق فيها الأعذار لينطلق إلى ( حلحلة أموره بالمسيار ) أو ( بزواج عرفي ) ... والأمر سيان ...
    قال : لم لا تقبلين بزوج تطلبين منه ( مؤخر صداق ) كبير ؟ فذاك أجدى ...
    قالت : مسكنات لا تنطلي على أمثالي ...
    قال : كيف؟
    قالت : تخيل معي ... زوج يكتب لي مؤخر صداق كبير وكبير جدا .. ثم حدث ما يجبرني على الطلاق ... فإن طلبت الطلاق فإن حقي يسقط تلقائيا لأن المتيم متمسك بي وهو يتمتم في دواخله ( يا رب تصر على الطلاق ) .. وإن صبرتُ على الأسباب التي تنغص حياتي فسيزيدني من جرعات التنغيص لأهرع لطلب الطلاق .. وإن لم أفعل فسيفاجؤني ربما بأخرى تزيد النار أواراً ...
    قال : لم أسألك سؤالا ..
    قالت : ما هو؟
    قال : أن تكون العصمة في يدك .. هل هو حلال شرعاً ؟
    قالت : هو نقل لحق مشروع ووضعه مكتوباً حتى تستعمله الزوجة دون أن تروح جيئة وذهابا بين المحاكم وجلسات الأجاويد.
    قال : كيف ؟
    قالت : أليس هناك أسباب كثيرة قد يقتنع بها القاضي للحكم بالطلاق ؟
    قال : بالتأكيد
    قالت : هذه الحقوق يكتبها الزوجان بالتراضي في ورقة بحيث تعطي الزوجة الحق في إستعمالها حين تنتصب قرون استشعارها وقت الخطوب أو عندما يستل الرجل خنجر خيانة...
    قال : ربما أسأتِ أنت إستعمال العصمة ..
    قالت بثقة : سوء الإستعمال صفة مشتركة ... فلا ترميها علينا وحدنا .. ثم أننا تزوجنا عن إقتناع ... فلم له الحق في سوء إستعمال حقوقه بينما أستجديها من هنا و هناك ؟؟؟
    قال : أفحمتيني ...
    قالت : وأنت جعلتني ألهث ..
    قال : لي سؤال آخر في موضوع آخر ...
    قالت منصرفة : إلى لقاء آخر ...
                  

08-21-2014, 00:16 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار ( حامٍ ) ... مع إمرأة ذات ( وطيس ) (Re: ابو جهينة)

    نواصل الحوار معها فهو ممتد امتداد الجدل في شئون الانثى

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 08-21-2014, 08:33 PM)

                  

08-21-2014, 08:38 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار ( حامٍ ) ... مع إمرأة ذات ( وطيس ) (Re: ابو جهينة)

    قال : طعم الخيانة علقمٌ تجيد المرأة تركيب مكوناته متفوقة في هذا المجال على الرجل.
    قالت : إن كان الفرق في الدراية فهذا أمره هين ، و لكن المهم هو أن الخيانة ديْدن الرجل منذ بدء الخليقة.
    قال : لا تذهبي بعيداً .. هل سمعت بقصة الرجل الذي قام بتصوير خيانة زوجته ثم هرب عشيقها قافزاً من النافذة فكسر ساقيه و إرتج عقله ؟
    قالت : ثم ؟
    قال : أتعجّبُ من قوة أعصاب الزوج ..
    قالت : كيف ؟ ماذا كنت تريده أن يفعل ؟
    قال : من الطبيعي أن تثور رجولته و تنفجر براكين غيرته فيذبح العشيق و زوجته من الوريد إلى الوريد.
    قالت : يا لك من مغالٍ .. كم من إمرأة عرفتْ خيانة زوجها فسكتتْ درءاً للفضيحة و حفاظاً على أولادها و تماسُك أسرتها.
    قال : أنا لا أؤيد أي إمرأة تواصل مسيرة حياتها مع رجل يخونها . هذه جزئية من قاعدة (بوفوار وسارتر ).
    قالت : لا تفلسف الأمر .. لأن بوفوار و سارتر عقدا ميثاقا غرامياً على مفهوم "الإخلاص الحر". اتفقا على أن يسمح الواحد منهما للآخر بإقامة علاقات جنسية وعاطفية موازية، شرط الشفافية المطلقة بينهما وانعدام الخبث والاسرار، درءاً لوحش الغيرة وبشاعة الغدر. هكذا عاش الاثنان عدداً لا يحصى من العلاقات، منها العابر ومنها غير العابر. فكيف تربطها بإمرأة إمتدتْ إليها سكين الخيانة بطعنة في صميمها ؟
    قال : لذا فأنا أكرر ما قلته ، بأن التي تمكث مع زوج خائن و بعلمها و تحت سمعها و بصرها بحجة الحفاظ على ترابط أسرتها إنما تطبق جزءاً من نظرية سارتر و بوفوار . كانت فلسفتهما قائمة على المقولة : (أخونك بمعرفتك ) فقدّم سارتر وبوفوار هذه "الفلسفة" على أنها المعادلة السحرية لإنجاح العلاقة بين اثنين وحمايتها من كل تهديد يتربص بها. وعكسا طوال حياتهما قابلية هذه المعادلة للنجاح.
    قالت : باسم الصراحة والحرية بالذات، باسم هذا الانتصار "الوهمي" على الغيرة، كانت العلاقة ممسوخة وغير متكافئة، فعانت بوفوار من جهتها الأمرين بسبب تعلقها بسارتر وخوفها الهوسي من فقدانه لصالح احدى
    "غريماتها". من جهته كان سارتر يخفي حقائق كثيرة عن بوفوار ويكذب عليها غالبا. بذلك يكون الكاتبان خدعا نفسيهما طوال حياتهما.
    قال : هل تعتقدين أن الحرية هي الإنطلاق في العلاقات ؟
    قالت : من قال هذا ؟ أقول لك أن كل منهما خدع الآخر بشكل أو آخر ، وخدعا الآخرين بل تسبّب هذا الميثاق بمعاناة عدد هائل من الرجال والنساء الذين نشدوا في شرط الحرية المطلقة مفتاح الراحة من عذابات الغيرة في علاقاتهم، وإذا بهم يضحون أسرى حريتهم المنشودة هذه.
    ثم قالت : ماذا كنت تنتظر من ذاك الزوج الذي قام بتصوير خيانة زوجته ؟
    قال : التصرف الطبيعي أن يثور لكرامته و يقتلها و يقتل عشيقها.
    قالت : و أزيد عليك بأن أقول : ثم يقتل نفسه لأنه غير جدير بالحياة ..
    قال : لماذا ؟
    قالت : من أعطاه سيف القصاص ؟ لم أصلاً يلطخ يديه بدم خائنة ؟ فليتركها تنطلق مع من تشاء و يتحلل من زواجها و إرتباطها. و دعني أسألك : ماذا كانت ستفعل الزوجة إن داهمتْ زوجها في أحضان أخرى في بيتها ؟
    قال : ألم تسمعي بتلك التي ذبحت زوجها بعد أن وضعتْ له المخدر ثم قامت بتقطيعه إلى أجزاء صغيرة و وضعتْ كل جزء في كيس و وزعتْ الأكياس على ( براميل النفايات ) في أحياء المدينة ؟ أتدرين لماذا فعلتْ ذلك ؟ لمجرد أنها سمعتْ أنه يحب فتاة و ينوي الزواج بها.
    قالت : هذه حالة فردية.
    قال : لقد سألتيني سؤالاً و أعطيتك نموذجاً.
    قالت : أتقْبل أن تتحدث زوجتك عن خطيبها السابق مثلاً ؟
    قال بإنفعال : و لماذا تتحدث عن رجل تركتْه لعدم إقتناع أحدهما بالآخر؟
    قالت : لا تتهرب. هل تقبل؟
    قال : في أي شكل تتحدث عنه ؟
    قالت : عن إيجابياته.
    قال : إن كان به إيجابيات فلم تركته؟
    قالت بثقة : لأن سلبياته طغتْ عليها.
    قال : لا .. لا أقبل. لأنها قبلتْ بي لأن إيجابياتي طغتْ على سلبياتي.
    قالت : ربما أخفيتها أيام الخطوبة
    قال بحدة : ليس لدي ما أخفيه عنها لا قبل و لا بعد.
    قالت : دع عنك العصبية فأنا أحاورك لنصل إلى نتيجة. هل تقبل أن تقول زوجتك و هي جالسة أمام الشاشة : ( يا الله .. هذا فنان جذاب و شكله كامل الرجولة ) ؟
    قال و الغضب يعلوه : هل أنت جادة في سؤالك هذا ؟
    قالت بثقة : تماماً ..
    قال : ربما أدى ذلك إلى إنفصالنا.
    قالت : قل لي بكل صراحة و تجرد .. ألا تقولها في سرك عندما ترى ممثلة أو فنانة أو فتاة في الشارع ؟
    فصمت طويلا ..
    فبادرته : أرجوك أجب بكل صراحة فأنا أعرف صراحتك.
    قال : نعم أقولها في سري و ليس بذلك الشكل السافر أمامها و كأنني أستفزها.
    قالت : إذن هي متصالحة مع نفسها و تفكيرها و منطقها. لم تخنْك حتى بالسر .. قالت رأيها و تركتْ لك أمر نقاشها حتى فيما تراه هي مقنعاً بالنسبة لها.
    قال : إذن فليحتفظ كل واحد برأيه.
    قالت بضحكة ساخرة : فتلك هي الخيانة الفكرية ، و يدخل في باب النوايا غير الحسنة.
    قال بغضب : هل تريدين منها أن تجلس و تتغزل في جمال ذاك و جاذبية هذا أمامي ثم أبدأ بعدها في وصف قوام هذه و نعومة تلك ؟ ما هذا ؟؟؟ عن أي خيانة تتحدثين ؟
    قالت : لم أقل لك أن تتغزل أو توصف .. قلت لك لو أنها قالت رأيها في شكل معين فقط.
    قال : كلها تدخل في نطاق الغزل الصريح .. فلا تستعملي كلمات مبطنة لمعانٍ لا تقبل التأويل أو التحريف.
    قالت : إذن تريدها مبطنة و سراً يعشعش في الدماغ و ترقد في الذاكرة ؟
    قال : هو كذلك.
    ثم هب واقفاً و هو يقول : بدأتُ حديثي عن الخيانة .. فجرجرتيه إلى دهاليز أخرى.
    قالت : الخيانة لا تتجزأ.
    قال : لنا لقاء آخر.
                  

08-28-2014, 08:55 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار ( حامٍ ) ... مع إمرأة ذات ( وطيس ) (Re: ابو جهينة)

    كانت أعراض ( فوبيا ) تعتريه من وقت لاخر و لا يحب أن يحدث بها الناس و يتفادى مسالكها ..
    فهو يخاف أن يكون في المصعد وحده ..
    يومها ، أراد أن يرتقي السلالم ..
    و لكنه رآها فإستيقظ فيه داؤه القديم..
    قابلها هناك مصادفة .. عند المصعد
    لا يعرفها ..
    لا تعرفه ..
    شجعه وجودها أن يستعمل المصعد ..
    و شجعها وجوده على أن تصعد معه ...
    حارس العمارة ذهب في مشوار ... فترك باب غرفته مفتوحاً على مصراعيه ليؤكد وجوده و أنه غير بعيد.
    جمعهما ( المصعد ) في خلوة إجبارية..
    ألقى إليها تحية عجْلى ردَتْ إليها رباطة جأشها المفقودة.
    العمارة تضج صمتاً في هذا النهار الملتهب..
    لفحه عطرها الأخاذ ..
    إسترق نظرة إلى ذراعها البضة التي انكشفتْ و هي تتفقد خمارها على رأسها الذي ما فتيء ينحسر .
    و أساور من ذهب تموسق حركة يدها و تدغدغ أفكاره المشوشة.
    بقايا سهرة الأمس تضج بها رأسه و جسده المنهك ..
    و رغماً عن ذلك ظل ينظر إليها خلسة ملتهماً ملامحها و تقاطيع جسدها ..
    المصعد يُحْدث صريراً كصوت عجلات القطار الصدئة على القضبان ..
    ثم توقف .. يصدر صوتاً متهالكاً و كأنه يتذمر من حركته التي لا تهدأ.
    نظرتْ إليه بهلع ...
    قال من خلف فزعه : لا تخافي .. سيعود التيار الكهربائي ..
    قالت منفعلة : لا أعتقد ، فالحارس غير موجود..
    قال و هو يزدرد ريقه : ستعود الكهرباء .. سترجع .. لا تقلقي ..
    طال الإنتظار ..
    طرقا الباب مراراً ..
    تبكي في يأس و حرقة..
    وقف كمن يستجمع شتات تماسكه و إتزانه.
    قال و هو يحاول أن يجعل الأمر و كأنه لا يثير كل هذا التوتر : لم أتعرف عليك ..
    قالت في غضب : هل هذا وقت تعارف؟ ..
    قال في لا مبالاة : إن المصائب تجمعن المصابينا ..
    قالت من بين دموعها : سنموت هنا بلا شك ..
    قال معاتباً : قوي إيمانك بربك ..
    هدأتْ قليلاً
    قالت من بين نحيبها المكتوم : إسمي ( سميحة )
    قال و هو يفتعل سعادة غائبة : عاشت الأسامي يا سميحة .. أخوك كمال .. أعمل سمسارا .. و إنت ؟
    قالت : أنا مدرِّسة و أتيت هنا لأزور بت خالي ..
    يتصبب العرق غزيراً ...
    تتحاشى نظراته الغريبة ... فتنظر لسقف المصعد ..
    تبدأ البكاء من جديد : كل هذا بسبب غضب أمي مني ... لم أطلب منها العفو قبل أن أخرج.
    قال و هو يحاول جاهداً أن تخرج كلماته دون أن يبدو كالخائف : فيم كان غضب أمك عليك ؟
    قالت و هي تستعيد الأحداث في مخيلتها ساهمة : تريدني أمي أن أمد أخي العاطل بكل ما يحتاجه من مال ، و أنا أرفض أن أصرف على عاطل و هذا ما يغضب أمي مني.
    قال بسرعة : لا أعتقد أن غضب أمك لهذا السبب يجعلنا في هذه الورطة ..
    قالت متهالكة : أنت لا تعرف أمي..
    صمتٌ مُطْبِق ..
    ينزلق المصعد في سرعة مرتَجَّاً .. ثم يصمت ثم يتوقف محدثاً طقطقة مخيفة..
    الخوف يدب في قلبه ...
    تجلس على أرضية المصعد واضعة يديها على رأسها ...
    قالت و هي تمسح دموعها المختلطة بالعرق المتصبب : ما الذي فعلته في دنيتي يا ربي ؟
    قال كالهامس : أنا الذي فعلت و الله.... فعلت و فعلت و فعلت...
    ثم قال بخجل : بالأمس القريب جئت البيت سكرانا .. و عندما لم أجد العشاء جاهزا .. ضربتها ضربا مبرحا. كانت تدعو الله أن ينتقم مني.
    قالت في غضب من بين بكائها : فِعلتُك لا تساوي دعاء الأم على أبنائها.
    قال كالتائه : كل مصائبي تحدث بعد أن أظلم تلك المسكينة أو أمد يدي و أضربها.
    قالت : ما الذي جمعني بك هنا ؟
    قال ساخراً : هل تقصدين أن غضب زوجتي أسوأ من غضب أمك عليك ؟
    كلما مر الوقت .. كلما تضخم الخوف في نفسيهما و تفرَّع إلى وساوس من مختلف الأشكال والأنواع..
    قال في مرارة : أنا جربت أن أكون يتيما.. جربته بمعنى الكلمة و شربت معاناة اليتم.. و و هذا ما يخيفني .. أخاف لو مت على حبيبتي الصغيرة ( عزة ) و ولدي العزيز ( مجدي ) .. أخاف أن يعيشوا اليتم مثلي.
    تشنجتْ من البكاء بصوت عالٍ ...
    قال بصوت تغمره الحشرجة : إنت متزوجة ؟
    قالت و هي تغطي وجهها بثوبها : مطلقة
    قال و هو يحاول تلطيف الجو : و من هو قصير النظر هذا الذي طلقك ؟
    قالت : أنا التي طلقته ...
    قال : لماذا ؟
    قالت : كان من اختيار أبي.... أرضيت أبي ثم جعلت زوجي يتجرع ألوانا من العذاب.
    قال : من المؤكد أنه سعيد بنجاته من براثنك.
    قالت : قم بتفسير الأمر كما يحلو لك.
    قال : ألم تندمي على تعذيبك إياه ..؟
    أطرقتْ طويلاً .. ثم أجهشتْ بالبكاء ..
    قالت : ما فعلته به يتوارى إبليس خجلا منه... عذبته كثيرا .. جعلته يبدو ########ا و غير محترما أمام أهله و أصدقائه .. لم يسمعني قط يوما كلمة جارحة.
    ثم واصلت تشنجها .. و هي تتمتم : سامحني يا رب ..
    قال : إذن أنا من يحق له أن ..
    أصوات تأتيهما من أسفل ..
    قال لها : أنا غايتو لو مرقت من هنا سالم ... بروح أبوس رجل مرتي.
    قالت كمن تؤَمِّن على تعهده : و أنا بروح بستسمح زوجي يغفر لى و يرجع عشان أعوضو الأيام الفاتت. و الله ببوس التراب ال تحت كرعينو ..
    عندما إنساب المصعد هابطاً في تؤدة ..
    ثم توقف و صافحتهما نسمات باردة ..
    شاهدا الغفير و هو يتمتم : حمد لله على السلامة ..
    إبتسمتْ له و هي تعانقه كمن تعرفه منذ زمن ..
    أها بتروح تستسمح مرتك هسع ؟
    قال و هو يحك رأسه : صراحة هي دائما الغلطانة .. ما مفروض ترد علي و أنا سكران.
    ثم أردف : أحسن تروحي تاخدي رضا أمك بأي طريقة و تصلحي غلطاتك معاها.
    قالت بعصبية و هي تمسح عرق ( الزنقة ) : إنت بتقبل تصرف على عاطل قاعد ليك في البيت ؟
    قال : طيب زوجك .. أمشي صالحيه ..
    قالت : بالله راجل يرضى يتزوج واحدة ما عاوزاه و لا طايقة شوفتو ؟ دة راجل شنو دة ؟

    عندما إفترقا دون الصعود إلى وجهتيهما في العمارة ..
    توجه هو إلى حيث يمارس ( سلطان مزاجه ) ..
    أما هي .. فقد توجهتْ إلى السوق في مشوار مشتر وات لم تكن في حسبانها.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de