|
ما بين الكاوبوي والخائن والبطل وحسرة ... عودة لحكاية حميدتي
|
اكاد ان اصدق ما اراه ، افرك عينايّ ، افركهما جيدا ولكن تبقى الصورة على التلفاز كما هي واستمر انا في النظر اليها . المشهد من فيلم كاوبوي قديم حيث يعود الخائن الى المدينة محملا باعتى الاسلحة وياتمر بامره امهر المحاربين ويظهر قوته على الملأ ... كبير الخونة يرشف كاس نبيذ وهو يبتسم ابتسامة اولها الم واخرها امل. البطل "دائما يكون مشغولا في عمل ما مزرعة ، يساعد في اعمال زراعية او قص الحشائش ...الخ . " بطلنا هذا كان يساعد في قص الحشائش عندما علم بامر الحائن العائد ترك كل شئ وركب حصانه والعزيمة والاصرار تبدوان على وجهه متوجها الى مكان الخائن حيث يصاب البطل في معركة غير متكافئة ولكن يتم انقاذه و"يلم نفسو " ويخطط لضرب الخائن واخيرا ينتصر عليه . المشهد في السودان اختل اختلال كبيرا ، حيث يعود الخائن "حمدتي" ويستعرض قوته في العاصمة الخرطوم لا وبل يتلقى دعم من "رباطة" جهاز الامن بالاعتراف بهم ضمن قوة الدفاع عن السودان "هي في الحقيقة الدفاع عن النظام ". يستعرض الخائن قوته ويجد الدعم ويتحدث في مؤتمرات اعلامية واكاد المح الخائن الاكبر وهو يرشف من كاس نبيذه ويرتجف ضاحكا غير مصدق . الاختلال في ان البطل في المشهد السوداني مختف اختفاءة كاملة . ليس هناك بطل يساعد في اعمال الزراعة او يقص الحشائش ولم ينازل هذا البطل حمدتي اقصد "الخائن" ولم يصاب هذا البطل ويتم انقاذه في اللحظة الاخيرة . لم يعد ويخطط هذا البطل للعودة واقتلاع جذور الشر . الشر الكامن في كل شخص يعتقد بان القوة هي فقط الحل وان الذي يعتدى عليه ولا يرد هو جـبان وضعيف ويسهل نهش لحمه . ولكن مشهد عودة الخائن استمر لفترة واستمرت خيبة املي واعقبتها حسرة ، حسرة على شعب كان من بين افضل الشعوب واحبها . حسرة على مستقبل اطفال اليوم وشباب المسقبل الذين يتعلمون ليس فقط من المدارس بل من الحياة ايضا ولكن للاسف ليست هي المثال الافضل الان في السودان . العالم يتطور من حولنا وهؤلاء اعادونا الى زمن الكاوبوي. مشهد عودة الخائن مستمر ولا بطل يظهر ف"يقنع" الخائن ويذهب بعيدا في انتظار اوامر اخرى بالحضور للمدينة التي وصفها فيما بعد بانها " ليس بها رجال" وانه لا يعترف بالخائن الاكبر وانه يمكنه سحق الخائن الاكبر في غضون "ساعات معدودات ". كل يوم امني نفسي بعودة البطل ولكني دوما اجرجر اذيال الخيبة إذ ....لا أمل .
|
|
|
|
|
|