|
ثلاثة مهلكات ادت الى سقوط المشروع الحضاري
|
لعل السؤال الذي تتناقله الاسافير والاضابير وبقوة ماذا الذي جعل مشروع الاسلاميين في السودان بهذا الفشل العريض؟ وتقفذ الى الازهان مجموعة من الاحتمالات كلها واردة ومن ضمنها الاستهداف الخارجي والداخلي الذان واجهان المشروع ومن اول يوم أو انعدام الرؤية الاستراتيجية للمشروع اذ انه ومن اول يوم أيضاً صنع له أعداءً ربما لا قبل له بهم؟ وسؤال آخر مشروع اذا كان هذا المشروع قد فشل فشلاً تاماً كما يدعى أعداءة وأصدقاءة فما هو القائم الآن؟؟ ولماذا فشلت المعارضة الخشنة والناعمة لاسقاطة بصورة نهائية وحاسمة ومنذ ربع قرن؟؟ لقد كان هذا المشروع حلماً جميلاً لكل الاسلاميين في المنطقة وكان بمثابة الحاضنة السياسية لهم جميعاً وبدون فرز وهو بذلك قد انحاز لصوت الشعوب المسلمة في كل العالم وقف مع الضعفاء والمهمشين والمطرودين من جحيم بلدانهم ووفر لهم الغطاء الفكري والسياسيي والتنظيمي ولم يبخل عليهم بشئي على الرغم من امكانيات البلد المتواضعة . داخلياً تم حشد كل مكونات هذا البلد للوقوف ودعم ومساندة المشروع الاسلامي في السودان وكسب المشروع كثيراً بتعاطف المكونات الحية من مجتمعنا السوداني ولولا ذلك لما كان يستطيع الصمود كل هذه الفترة الكبيرة فقد كان هنالك اصطفاف وثقة كبيرة في هذا المشروع لا سيما وان الذي يراه الناس منه هو وقوف في وجه دول الاستكبار ونصرة للمصتغعفين من شعوب العالم ومن ناحية اخرى يرى الناس مشاريع وشبكات الطرق والمياة والخدمات بدات تنهض في البلد وبشكل مدروس وكثير من مشاريع البنية التحتية مثل الاتصالات والكهرباء والتصنيع الحربي والكثير من الصناعات الصغيرة والمتوسطة هذا كان الوجه المشرق في اعتقادي واعتقاد الكثيرين لهذا المشروع اذ ان الامم لا تبنى بمجرد التخطيط والكلام . أم مهلكات هذا المشروع التي كانت أشد به فتكاً من نظيراتها الآخرى فهي من وجهة نظري التالي:- 1.الحشود والتصريحات الجوفاء: مما لا شك فيه ان الاعتماد على الحشود والصرف البزخي عليها واحد من أشد مهلكات المشروع الاسلامي في السودان اذ ان الاموال التي كانت تمول بها النفرات والحشود والمخاطبات والاحتفالات كان الاولى بها التنمية على سبيل المثال الاموال التي صرفت على حشود دارفور وكردفان كانت كفيلة ببناء الطرق وتوفير الخدمات الاساسية مثل التعليم والصحة وشبكات الطرق والمياة والكهرباة فالمبالغ التي صرفت وبزرت كانت طائلة وميزانية مفتوحة. عليه الاعتماد على الحشود كطريقة للتواصل بين الراعي والرعية كان أسلوباً نمطياً كان يمكن استبداله بالاساليب الحديثة والمتوفرة من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة والشبكة العنكبوتية وايضاً تم استخدام هذه الحشود في كثير من الاحيان كمطية للفساد وانهاك ميزانية الدولة بمبالغ غير حقيقة ومضخمة وهذه الحشود ايضأ ساهمت في صنع أعداء للمشروع نتيجة التصريحات الجوفاء والمرتجلة والغير مدروسة وعلى سبيل المثال لا الحصر ماذا استفاد السودان من استعداء مصر ودول الخليج والدول العظمى ايران مثلاً لديها مشروع اسلامي وتعادي ظاهرياً الغرب وبعض دول المنطقة لكن الى الان لم تستطيع هذه الدول مواجهتها كما فعلت مع السودان فتم ضرب المصالح السودانية أكثر من مره وبطريقة مباشرة والحصار وخنق اطراف البلاد بالعمل العسكري وتفتيت وحدة السودان ما كان يكون لو كان للمشروع الاسلامي في السودان استراتيجية حكيمة تجنب البلاد والعباد شر التمزق والفقر والجوع والمرض . و التصريحات الجوفاء لكثير من القيادات ووظيفة قيادي بالحزب اضر كثيرا بالبلد فوظيفة الناطق الرسمي باسم الدولة مازالت شاغرة الى الان فالكل يصرح والكل يهدد ويتوعد ويرغي ويزبد وكلو على الفاضي لم تقام مؤسسات الدولة ولم ينهض الوطن بهذه الطريقة الجوفاء 2. تقصير الظل الاداري: كان قديماً هذا السودان 9 ولايات أقاليم فقط ويدار عن طريق المجالس البلدية التي يرأسها "ضابط إداري " ولعمري هذه طريقة حكيمة تتماشي مع موارد البلد وفي عهد المشروع الاسلامي وضعت الدولة على راس كل محلية صغيرة رئيس محلية وهي وظيفة سياسية و تنفيذية احتكرت السلطة وشتت جهود الدولة فاصبح قرار البلديات من موظفين ورجال صحة وعوائد وزكاة .... وصف طويل من الجبايات أصبح تحت سلطة السياسين وهذه البلديات ايضاً لم يراعى فيها حساب الموارد والامكانيات ففي بعض الامكان المحافظة و الولاية تكون وتحدد على أساس عرقي او جغرافي وتم اهمال الجوانب الاخرى من موارد وبيئة تحتية وقوى بشرية ففي بعض الاقاليم لا نجد في الولاية غير الوالي وموظيفية ونفر قليل من الناس. لقد قصر الظل الاداري حتى صار غير كافي لستر الحكومة هذه المقولة يرددها الجميع فا ماهي حاجة المواطن لرئيس محلية ورئيس تعبئة سياسية وطابور من الرؤساء والمجالس المحلية والبلدية والولائية كلها كانت عبئي ثقيل انهك كاهل المواطن والوطن . 3. الفساد: بعد سنين العسل الاولى للمشروع مع مواطنية والتي تتخللتها نماذج طيبة ومثمرة وبعد ظهور البترول والمشاريع الكبيرة ظهر الفساد بوجهه القبيح الكالح في دنيا الناس فاصبح الناس يسمعون بالمال المجنب والشركات الحكومية كل وزارة او جهاز حكومي قام بانشاء صف من الشركات له وهذه اضرت كثيراً بالمشروع فاصبح أصحاب المشروع يمارسون كل شئي التجارة والسياحة والاستثمار وهم أيضاً اعضاء في المجالس المختلفة واعضاء في مجالس إدارات شركات ومنظمات مختلفة فاصبح هنالك مايشبه السوق الرديف والدولة الرديفة وكل شئي اصبح له رديف وهذا اضر بالدولة والحكومة فصعب الان ان تفرق بين الدولة والحكومة والحزب الحاكم. لنا عودة انشاء الله والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
|
|
|
|
|
|