الغضب السني من الخلافة الجهادية

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 07:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2014, 12:36 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الغضب السني من الخلافة الجهادية

    الحديث هنا سياسي وليس طائفيا، واستخدام المصطلحات المعبرة عن النزاعات القائمة وصراعات القوى ضرورة للتوضيح وإن التبست بمعانٍ طائفية، بخاصة ونحن قد شهدنا بعد ما كان يعرف بالربيع العربي تصاعدا للخطابات الأصولية من جماعات الإسلام السياسي إلى فلول «القاعدة» ما شكّل خطواتٍ للوراء في مسار التقدم والرقي الحضاري وتبعتها خطواتٍ تلوّنت بالطائفية المسلحة والقاتلة، ولن تكون «داعش» التي تحوّلت إلى «خلافة» نهاية المطاف التقهقري في الدول العربية.


    ظلّت الجمهورية الإسلامية في إيران تقود بوعي وتخطيطٍ استراتيجي استخدام الطائفية كسلاح سياسي ولم تلبث أن استخدمتها كسلاح دموي قاتل، فعلت ذلك في العراق ما بعد 2003 من خلال الأحزاب السياسية الشيعية، ومن خلال دعم حركات العنف الديني السنية، وكانت تعمل ذلك مشاغبة للقوات الأميركية في العراق، وهي جاءت بنظام نوري المالكي إلى السلطة ودعمت تحوله السريع إلى نظامٍ طائفي صارخ يستهدف المكوّن السني العراقي بكل ما يستطيع بالتهميش السياسي، ثم باستخدام القوات المسلحة ضده، وصنعت الأمر ذاته في لبنان حين أمرت حزب الله اللبناني التابع لها باقتحام بيروت بقواته ومسلحيه، وقد دعمت تنظيم الحوثي في اليمن ليكون خنجرا لها ضد شافعية وسنة اليمن، وضد المملكة العربية السعودية.
    تمّ هذا كلّه قبل ما كان يعرف بالربيع العربي، وبعده استمرت في استخدام الطائفية كسلاح قاتل في كل تلك البلدان، وبخاصة بعد الأزمة السورية بحيث أيدت نظام بشار الأسد في قتل شعبه بكافة فئاته وأديانه وطوائفه باستثناء الطائفة التي ينتسب لها، ومعلومٌ أن أكثرية الشعب السوري هم من المكون السني، وألحقت ذلك التأييد بإرسال المجاميع الطائفية المقاتلة للتدخل في سوريا من لبنان كحزب الله ومن العراق بالكثير من الكتائب والفصائل والمقاتلين ولم تكتف بذلك، بل أرسلت جنودا إيرانيين إلى المعركة هناك.
    لقد نبهت تلك السياسات الطائفية والقتل الطائفي الوعي الهوياتي لدى السنة في سوريا وخلقت تنظيمات القاعدة كالنصرة وداعش لتضرب توحد المعارضة السورية المقاتلة ذات الطابع السني الغالب، وانفجر الغضب السني في سوريا ولولا توازناتٍ دولية مجحفة بحق الشعب السوري، لكان النظام السوري في خبر كان.
    في العراق تدرّج الغضب السني من تذمرٍ من التهميش، إلى تصفية منهجية لقوات الصحوات في العراق تلك التي استطاعت مواجهة تنظيمات القاعدة، وصولا إلى اعتصاماتٍ ومظاهرات امتدت لشهورٍ طويلة، ولم تتوقف إلا بعد استهداف المالكي لها بالقوات المسلحة، ثم جاء انفجار الغضب السني حين تحالفت العشائر السنية مع بعض المنتسبين للطريقة النقشبندية ومعهم بقايا من ضباط البعث السابقين، وكذلك تنظيم داعش وخسر نظام المالكي الطائفي في أيام مساحاتٍ ضخمة من أرض العراق.
    الأكثر حضورا في المشهد الإعلامي لما جرى ويجري في العراق هو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي تحوّل مؤخرا لخلافة وذلك النشاط الإعلامي الكثيف والمنظم هو جزءٌ مما ورثه من تنظيم القاعدة قبل الاختلاف بينهما، بينما ظل حضور التيارات الأخرى ضعيفا فيما يتعلق بالإعلام على الأقل.
    المسار الانحداري والتراجعي نحو التخلف والتقهقر ظاهرٌ في العالم العربي، وبخاصة بعد ما كان يعرف بالربيع العربي، وهو الربيع الأصولي دون شك، فقد أصبحت الأولويات الثقافية تتبع وتناقش وتحلل المفاهيم الأصولية والأولويات الأصولية، وأصبحت أخبار الأصوليين تتصدر وسائل الإعلام في المنطقة والعالم، وأصبحت السياسة مضطرة للتعامل مع هذه الأصولية المتفجرة عنفا وتوحشا، وكلّما ظننا أن هذه الحركات وصلت لقعر التخلف والتوحش كانت قادرة على اختلاق قيعانٍ أكثر دموية وعنفا وتخلفا.
    حدّد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في خطابه السياسة السعودية تجاه ما يجري في العراق، وهي سياسة تعتمد على ثلاثة مفاصل رئيسة: الأول، التأكيد على وحدة العراق ورفض أي تدخلاتٍ خارجية في شؤونه الداخلية. الثاني، رفض الطائفية الفاقعة في حكومة العراق ممثلة برئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي ومشايعيه وداعميه، وأن هذه السياسات الطائفية التابعة بالكامل لدولة خارجية هي التي أودت بالعراق إلى هذا التناحر الدامي. الثالث، رفض الإرهاب والجماعات الإرهابية بكل تنظيماتها السنية والشيعية، والتأكيد على محاربتها والتعاون على القضاء عليها مع كل دول المنطقة والعالم.
    أتبع الملك عبد الله ذلك بتبرعٍ سخي بلغ نصف مليار دولار للشعب العراقي، الذي شرد من بيوته ونكّل به إن من حكومة المالكي، وإن من تنظيم داعش، على أن تقوم بتوزيع ذلك التبرع المؤسسات الرسمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة العاملة في العراق ودول الجوار ضمانا لوصول الأموال لمستحقيها وعدم تسرب شيءٍ منها لأي من الطائفيين المتنازعين في العراق.
    قامت جماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وما تفرع منها من تنظيماتٍ وحركاتٍ وجماعاتٍ وتياراتٍ منذ البدء، على فكرة جامعة بعد سقوط الخلافة العثمانية وهي إقامة جماعة دينية سياسية تقوم بدور الخلافة بعد سقوطها وتعمل على استعادتها من جديد.
    إذن ففكرة «استعادة الخلافة» هي فكرة أصيلة وتأسيسية لدى جماعة الإخوان المسلمين وكل ما تفرع عنها من حركات إسلامٍ سياسي كحزب التحرير وتيارات السلفية السياسية كالسرورية وغيرها، وحركاتٍ عنفٍ ديني، كالتنظيم الخاص في الجماعة وورثته من الجماعات الإرهابية في السبعينات ثم في التسعينات في مصر، وكذلك الحركات المقاتلة التي انتشرت في غالب مواضع الاضطرابات من أفغانستان إلى الصومال ومن البوسنة والهرسك إلى الشيشان.
    أدبيات الإسلام السياسي قائمة في الأساس على هذه الفكرة الجامعة، فخطب وخطابات حسن البنا وتنظيرات سيد قطب ومفاهيمه التي خلقها والكتابات الإخوانية الأخرى تصب جميعا في تعزيز هذه الفكرة، تنطلق منها وتؤول إليها، وهي فكرة تقوم على أن «نموذج الحكم» يجب أن يكون واحدا في كل زمانٍ ومكانٍ وهو «الخلافة» فقط لا غير، ورغم التطور التاريخي والسياسي الهائل في أنظمة الحكم وإدارة السلطة، فإن هذه التيارات جميعا ترى أنه يجب العودة إلى «نموذجٍ» تحقق في الماضي، والمثير أنهم يشملون بذلك «الخلافة العثمانية» باعتبارها ممثلة لذلك النموذج وهي التي عانى منها وحاربها العرب طويلا!
    أخيرا، فإن ارتباك جماعات ورموز الإسلام السياسي تجاه إعلان داعش للخلافة، ومبايعة قائدها خليفة جاء من التشابه لا من الاختلاف، ومن رفضوا تلك الخلافة الساذجة إنما رفضوها لأنها لا تتبع لهم وليس رفضا للمبدأ.
    عبد الله بن بجاد العتيبي
    المصدر: الشرق الأوسط، لندن، 5 يوليو 2014
                  

07-06-2014, 03:49 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب السني من الخلافة الجهادية (Re: mwahib idriss)

    دولة الخلافة الإسلامية، حديثا وفقهاً
    التفاصيل نشر بتاريخ الأحد, 06 تموز/يوليو 2014 10:08 كتب بواسطة: المرتضى إعمراشا

    يصطدم التطور الفكري، والثقافي، للمجتمعات، في كثير من الأحيان، بعدة عقبات، ومن أبرزها في مجتمعاتنا، استغلال الحوادث المأساوية للأمة، من طرف أشخاص، أو جماعات، لأغراض حسنة، أو سيئة، أو بغرض تبرير منطلقات عادلة، أو جائرة، وجمع الحق، والباطل، في قالب واحد، وإلزام الآخرين، بوجوب تجرّع مرّه، وحلوه، دون تمييز، بمبرر كوننا قدمنا بمعاناتنا، تضحيات جسام، وإن العالم كله يقاتلنا، حسدا منهم على هذه التركة الثقافية، التي يجب أن نحارب من أجلها، والتي لا يردّها إلاّ معادوا "السامية" الإسلامية.



    هذه الطريقة الصهيونية، (الهلوكست)، في إستغلال العواطف، لتمرير الأهداف، وتبرير العنف، و إذلال العالم بها، نجدها جليّة وواضحة في تصرّفات كثير من طوائف المسلمين، وغير المسلمين، حيث نراهم يجعلون من معاناتهم، دليلا على قُدسية مبادئهم، خاصة إذا وجدوا في نصوصهم ما يبرر ذلك، فالنصارى مثلا يجعلون من آلام المسيح، دليلا على صدق ديانتهم، مما يحفز المسيحي على التشبث بدينه، وذلك لعاطفته إتجاه معاناة المسيح، وهكذا تسرب هذا النوع من الإستغلال البشع، للضمير الإنساني، إلى كثير من المسلمين، فنجد أن الشيعة، يستغلون قصة "معاناة الزهراء، وكسر ضلعها،كما يزعمون، ومقتل الحسين، و مأساة آل البيت عليهم السلام"، أبشع استغلال، ويتباكون ليل نهار، ذاكرين ومعظمين، ومغالين أحياناً، في التعامل مع هذه التركة الكئيبة، حيث جعلوا منها مطية، و دليلا على صدق مبادئهم، وتبرير كره الآخرين، والإستبداد بهم، وهو ما أطلقوا عليه (المظلومية)، بحق، وباطل، وهكذا الحال حتى مع الشعوب، والقبائل فيما بينها، وهي طريقة مرفوضة تماما، في ديننا، الذي علمنا أن المسلم لا يخسر أخلاقه، مهما كانت مأساته، وعدوه، ونجد ذلك في سبب نزول قوله تعالى :" ليس لك من الأمر شيئ " حيث منع الله نبيه عليه السلام، من تجاوز الحدود، إثر المأساة التي لحقت المسلمين يوم أحد، وهذه تربية بليغة من ربنا سبحانه، للنبي وللأمة من بعده ، أن المبادئ والأراء، لا تتغير بسبب معاناة أحد، ولا تمرّر بحجّة المأساة، ولم يقبل الله عز وجل من نبيّه، صلى الله عليه وسلم، أن تتعدى جناية المشركين يومها، لأن تكون سببا لعدم فلاحهم، فنزل قوله تعالى: ليس لك من الأمر شيئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فأنهم ظالمون.
    ولست هنا بصدد نفي، أو إثبات معاناة أحد ما، أو إنكار "هولوكوست" كل طائفة أو دين، فكلهم لهم منها نصيب، إنما حديثي إن صح التعبير، عن استغلال الجماعات لها، و إلزامك بتقبلها..، فأن يعاني " بوذا " في سبيل الحقيقة، ليس يعني بحال، أن أقبل تلك الحقيقة، التي توصل إليها، لكن مجهوده يشكر، وتبقى مبادئه قابلة للقبول والنقد.

    - تركة من الأساطير المقدسة :

    إننا اليوم، نشهد في غمرة الثورة السياسية، والفكرية، في منطقتنا، وبروز التيارات المتطرفة على الساحة، محاولات يائسة للتصدّي لهذا الفكر من طرف علماء، ومفكرين، لكن مجهوداتهم دائما ما تبوء بالفشل، وكلما نبت قرن للتطرف وقُطع، حتى ينبت آخر في مكان ما من عالمنا، وذلك لأن بذرته توجد في تركتنا المقدسة (الكتب)، التي يمتلأ بها كل بيت مسلم، وأصبح كل فرد منا، إلا من رحم الله، مشروع إرهابي مع وقف التنفيذ، وذلك كله لأننا ننظر إلى تركتنا الدينية، من أحاديث، وكتب فقه، وتفسير، بعين الإجلال، وما إن يجرء فرد على إنتقادها، حتى يتهم ويحارب، وتستمطر عليه اللعنات، كحال كفار قريش مع الكعبة، حين حاولوا إعادة بنائها، ومن قدسيتها في قلوبهم، لم يستطع أحد الإقتراب لزحزحة حجر منها ، ولأن كتبنا ملأت بأساطير تدغدغ عواطف المسلم بأن الخلافة الإسلامية قادمة، دون أن يبذل المسلمون، ما بذل الآخرون، لبناء دولهم وتخالفاتهم.
    - النبوؤات ( الفتن وأشراط الساعة) :
    لا شك أن تركة النبوة، تعرّضت عبر قرون لحملات تحريف، وتلفيق، وظلت مسؤوليّة الفقهاء، والمحدثين، كبيرة جدا، بأن يتحمّلوها، ويحافظوا عليها، لكن تغيّراً كبيراً بدى على الأساسي، من كلام النبي، وأضيف إليه الكثير من الباطل ; والجهود المعتبرة ، لأجل تنقيّة هذه التركة، تحتاج لجرؤة أكبر، ومناهج أكثر صرامة، اذ ما زالت تمتلأ كتب السنن والمسانيد، وبعضها في الصحيحين، بأساطير منسوبة للنبي، صلى الله عليه وسلم، تتنبأ بمستقبل المسلمين، والفتن، والمعارك، والحوادث التي ستقع في الأمة بعده، ويعتبر جمهور أهل السنة، كثيراً من تلك الأحاديث، صحيحة، ومقدسة، ويجعلونها من دلائل النبوة، ويقطعون بنسبتها إليه عليه الصلاة والسلام، إلا أن الدراسة النقدية لها، تجعلنا نشكك في صحتها، ونطالب بإعادة النظر فيها، فلا يمكن مثلا تصديق نسبة أحاديث للنبي، تصف الفتن بين الصحابة، لأن جمعها وتدوينها كان متأخراً، إلى عهد عمر بن عبد العزيز، في العهد الأموي، أي بعد حدوث تلكم الفتن !، فلا يصح نقل النبوة، من شاهد عيان لها، حكاها، بعد أن عاين وقوعها! ، ولعدم إعطائها لنا أي إضافة، خاصة بعد إنقضاء زمنها، وأغلب تلكم الروايات جُمعت بعد إنقضاء زمن الفتنة بين الصحابة، ووضع كل متعاطف مع طرف أحاديث لنصرة فريقه، ففريق الشام مثلا، وضع أحاديث لنصرة قضيتهم، وقد جمعها أبو الحسن الربعي، في كتاب ، وقام الألباني في زماننا، بتخريجها وتمييز الصحيح، والضعيف منها، حسب قواعد مصطلح الحديث، لكن تبقى أحاديث كثيرة صححها، للأسف، حسب منهجه، وهي في الأصل، إنما وضعت لنصرة أهل الشام، على فريق علي بن أبي طالب، والزعم بأنهم أهل الحق، ضدا على أحاديث وضعها الصف الآخر لنفس الغرض..
    "الفتن" للنعيم بن حماد نموذجا :
    يتأكد لنا حجم الكذب، وإتخاذ الحديث مطية لتمرير المغالطات، وتبرير جرائم حكام الحقبة الأولى، بدراستنا لكتاب النعيم بن حماد المسمى " الفتن "، وهو كتاب يندر أن تجد فيه حديثا حسناً، حسب أغلب من تطرق لتخريجها، وقد اختلف النقاد والحفاظ في شخص المؤلف، شيخ البخاري، فقال أحمد: كان من الثقات، وقال يحيى بن معين: يروى عن غير الثقات، وقال الذهبي فيه، بعد ما ذكر كلام المحدثين، والنقاد، قلت: نعيم من كبار أوعية العلم، لكنه لا تركن النفس إلى رواياته. وقال: وقد صنف كتاب الفتن، فأتى فيه بعجائب ومناكير، اهـ ، وقد أطال الإمام المعلمي النفس في الدفاع عنه، وقال :" وأما كلام أئمة الجرح والتعديل فيه بين موثق له مطلقا، ومثن عليه ملين ، لما ينفرد به مما هو مظنة الخطأ ، بحجة أنه كان لكثرة ما سمع من الحديث ربما يشبه عليه فيخطئ، وقد روى عنه البخاري في صحيحه، وروى له بقية الستة بواسطة إلا النسائي، لا رغبة في علو السند كما يزعم الأستاذ فقد أدركوا كثيراً من أقرائه وممن هو أكبر منه، ولكن علماً بصدقة وأمانته ، وأن ما نسب إلى الوهم فيه، فليس بكثير في كثرة ما روى ". [التنكيل (2/730 - 736)].
    وقد قرأت هذا الكتاب عدة مرات، وهو جيد لفهم مقصودي، ومعرفة أصول مدرسة الكذب على رسول الله، وإدراك أن أغلب أحاديث الفتن، وأشراط الساعة، و فضائل الشام، وغيرها، إنما هي روايات تاريخية، من إختلاق القصاصين، و" المحللين الإستراتيجيين " ، في تلك المرحلة، ورجال السلطة، الذين كانوا يصبغون تحليلاتهم، بصبغة الدين، وينسبونها للنبي، صلى الله عليه وسلم، لأن العارف بتاريخ المسلمين، يجزم أن تلك الأحاديث، إنما تحكي وقائع شهود عيانها، نسبوا للنبي البت فيها !، وحاولوا رسم نتائج حروبها، وجمع تكهنات الناس بمصير الأمم، في قالب ديني، فتجد الكتاب مشحونا بأحاديث ضد الأمازيغ " البربر" ، وأحاديث ضد الفرس، تمهيدا لاستعمارهم، ولحاجة السلطة إليها، لتبرير حربها، واضطهادها، لهذه الأمم، وتجد فيه أحاديث عن كون البربر، شر أمة على وجه الأرض، وللأسف فقد صحح الإمام السيوطي، بعض هذه الأحاديث، وهي موجودة في مسند أحمد أيضا، وأحاديث تصف عبد الرحمن الداخل !!، وأنه سيحتل مصر، والشام، لما كان أحدثه ظهوره بالأندلس، من مخاوف لدى العباسيين من إعادة الحكم الأموي، وأحاديث عن الملحة بغوطة دمشق، وأن الشام أرض الخلافة، لما لحاجة سلطة بني أمية قبلهم يومها، إليها، لتحويلها الخلافة، من المدينة إلى دمشق، التي كانت معسكراً لهم، ثم بالمقابل نجد أحاديث تسب العراق وأهلها، وكونه أرض الفتن، والشرور، وبه قرن الشيطان، لأنها كانت تاريخياً، معسكر المعارضين للدولة الأموية، ونجد فيها أيضا أحاديث عن الرايات السود، التي اشتهر بها العباسيون، حين بدأ ظهورهم بخرسان، وهي كلها أحداث تاريخية، كذب بعض المرتزقة، والمغفلين يومها، في نسبتها للنبي، فصرنا نرى اليوم التنظيمات الإسلامية المسلحة، وغير المسلحة كحزب التحرير، يحاولون تطبيقها على أرض الواقع، وإعلان ظهور الخلافة من جديد.
    وقد وصل كذب الآلة الإعلامية الأموية، إلى الزعم بأن عيسى عليه السلام، سينزل بالمنارة الشرقية، بالمسجد الأموي غربي دمشق، وهذا سعياً منهم لإضفاء بعض القدسية، على مسجدهم، الذي بنوه بدمشق، كما للمساجد الثلاثة المقدسة عند المسلمين، لاستمالة الناس إليه، فكيف يحدّث النبي عن المنارة بمسجد في دمشق، وهو إنما أنشئ بعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم بعقود، وبناه قتلة أبنائه.
    حتى أن ابن تيمية (ت:1328م)، مع جلالة قدره، كان يمر بتلكم المنارة، ويقول هنا ينزل عيسى!، كما نقل بن القيم عنه، ولم ينتبه لهذه الأخلوقات إلا بعض المتأخرين، كمحمد الغزالي ورشيد رضا، وعدنان إبراهيم ومن سار على نحوهم.
                  

07-06-2014, 03:52 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب السني من الخلافة الجهادية (Re: mwahib idriss)

    - الخلل في منهج المحدثين :
    هذا الكم من الكذب على رسول الله، يشعرنا بوجود خلل كبير في منهج المحدثين، لعدم تعليلهم الرواية، ذات الحمولة التاريخية، المناصرة للتوجهات السياسية لفرق على فرق، وعدم دراستها دراسة مقارنة، بين علم التاريخ، وعلم الحديث، وإذا كان محدثوا تلك الحقبة، قد عانوا من سطوة الأنظمة الحاكمة، فلا يليق بعلمائنا اليوم، أن يقفوا صامتين أمام هذه التركة، التي يستغلها المتطرفون لخدمة أجندات ضد البشرية. وقد ألف الإمام بن عقيل العلوي،في القرن الماضي كتاب: العتب الجميل، على أهل الجريح والتعديل، وأشار إلى شيئ من ذلك، وهو مهم لفهم جوانب أخرى، من هذا الخلل.

    - تبرير التخلف :
    صرنا نرى استنتاجات ساذجة، لبعض الدعاة، حول كيفية تحقيق نبوؤات، منسوبة للنبي، صلى الله عليه وسلم، زعموا صحتها، وإمكانية حدوثها، رغم أن العاقل يجزم بإستحالة ذلك، كتصريح محمد حسان في شريطه " القرن القادم للإسلام " بأن القتال في آخر الزمن، سيعود بالسيف والخيول، بناء على حديث رواه مسلم، أن من سيفتحون القسطنطينية " إسطنبول"، سيقاتلون أعداءهم بالسيف، وسيظهر الدجال بعد ذلك، وهو حلم إسلامي ساذج بأن العالم، كله سيتغير وأن عجلة التاريخ ستتوقف، بل وستعود للوراء من أجل حديث مروي في غابر الأزمان صححه فلان، رغم أن المحدثين اتفقوا على أن الحكم بصحة الحديث، لا يعني الجزم بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، إنما هم يحكمون بتجربتهم النظرية على الظاهر، كما قال الإمام كمال الدين ابن الهمام، في "فتح القدير" ( 1/389 ): "إن وصَف الحسن والصحيح والضعيف إنما هو باعتبار السند ظناً، أما في الواقع فيجوز غلط الصحيح وصحة الضعيف." اهـ ، وقال العراقي في ألفيته في علم الحديث : وبالصحيح والضعيف قصدوا ، في ظاهر لا القطع والمعتمد.
    قال الحافظ السخاوي شارحاً : فـ ( بالصحيح ) في قول أهل هذا الشأن : هذا حديث صحيح. ( وبالضعيف ) في قولهم : هذا حديث ضعيف ( قصدوا ) الصحة والضعف ( في ظاهر ) للحكم ، بمعنى أنه اتصل سنده مع سائر الأوصاف المذكورة ، أو فقد شرطا من شروط القبول لجواز الخطأ والنسيان على الثقة ، والضبط والإتقان وكذا الصدق على غيره ، كما ذهب إليه جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والأصوليين ، ومنهم الشافعي ، مع التعبد بالعمل به، متى ظنناه صدقا، وتجنبه في ضده. ( لا ) أنهم قصدوا ( القطع ) بصحته أو ضعفه ; إذ القطع إنما يستفاد من التواتر ، أو القرائن المحتف بها الخبر ، ولو كان آحادا اهـ.( فتح المغيث /ج1 ص: 33 ).
    وهذا الحديث الذي إستدل به محمد حسان، يدل على غفلة تقليدية، عن الدراسة التاريخية، لنشأة علم الحديث، و لمحاولات الأمويين، بقيادة معاوية و يزيد،يومها، فتح القسطنطينية، ومحاولة لإقناع أنفسهم، بأن ذلك كائن ; وقد كان، لكن بعدهم بثمانية قرون، في عهد محمد الفاتح، ولم يظهر الدجال، وتلك كانت ولا زالت عادة السياسيين في إلهاء شعوبهم، بكون الساعة قريبة، فلا حاجة للثورة، فهناك مخلّص سيظهر، وما عليكم إلا الطاعة للطغاة، والإذعان للإستبداد.

    - الجانب الفقهي في التطرف :
    وإذا كانت هذه التركة الحديثية، قد ساهمت في ظهور كثير من الفرق، ونشأتها بين المسلمين، وترسيخ ثقافة النزعة الأوحادية، والزعم بأن هناك طائفة منصورة " أهل الشام "، وطائفة ناجية، وباقي الأمة في النار..، وبروز العنف المسلح في تاريخ المسلمين، وآخره ما طل برأسه في العراق وسوريا اليوم. فقد صاحبها تركة أخرى في تأسيس الظلم، وشرعنته بأحاديث، تأمر بطاعة الحاكم، حتى لو سطى على الحكم وأخذ مالك، وجلد ظهرك، بل ترى أن من لم يبايعه، فإنه يموت ميتتة جاهلية، متلاعبين بعواطف المسلمين الدينية ، حتى تغلغلت هذه التركة، في فقه المسلمين، وتأسست كثير من قواعده عليها، فأنتج ذلك فقهاء دمويين، يحكمون بالقتل والإستتابة، والتعذيب "التعزير"، لمن يرتكب أموراً غاية في البساطة، والتي لم يكن فيها نص لا من قرآن، ولا من سنة، وهو منهج عامة الفقهاء، ولنا في ابن تيمية مثل، فهو يحكم في أيسر الأمور بالقتل، على من يرتكبها، وإن كان أمراً خلافياً بين المذاهب الأربعة..، وإن رجحنا دائما في نقاشاتنا ومقالاتنا، إختلاف لغة بن تيمية، الفقهية والعلمية بين بدايته وكهولته، إلا أن تركته الثقيلة، في التنظير للعنف، هي العمود الفقري، لهذه الجماعات الإرهابية.
    وقد سبق لي أن جمعت من كتب بن تيمية ، إحدى عشرة مسألة فقهية، تبين بجلاء منطلقات الجماعات الإرهابية، في استباحته دماء المسلمين لأبسط المسائل، فناهيك عن فتوى التترس التي بنى عليها الإرهابيون عملياتهم الانتحارية، نجد أن منهجهم الدموي في تنفيذ الحدود، لا يختلف عن منهج الفقهاء والقضاة من المذاهب الأربعة.

    - التأسيس الفقهي للعنف ( إحدى عشرة فتوى لابن تيمية) :
    يرى بن تيمية أن من جهر بنية الصلاة معتقداً أنه واجب يستتاب وإلا قتل! فيقول : الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْجَهْرُ بِلَفْظِ النِّيَّةِ لَيْسَ مَشْرُوعًا عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فَعَلَهُ أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا وَمَنْ ادَّعَى أَنَّ ذَلِكَ دِينُ اللَّهِ وَأَنَّهُ وَاجِبٌ فَإِنَّهُ يَجِبُ تَعْرِيفُهُ الشَّرِيعَةَ وَاسْتِتَابَتُهُ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَإِنْ أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ قُتِلَ بَلْ النِّيَّةُ الْوَاجِبَةُ فِي الْعِبَادَاتِ كَالْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالزَّكَاةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَحَلُّهَا الْقَلْبُ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. [ مجموع الفتاوى: ج 22 ص 236 ]
    ويرى أن من قال على المسافر أن يصلي أربعاً يستتاب وإلا قتل!، يقول ابن تيمية : ومن قال: إنه يجب على كل مسافر أن يصلي أربعا فهو بمنزلة من قال: إنه يجب على المسافر أن يصوم شهر رمضان، وكلاهما ضلال، مخالف لإجماع المسلمين، يستتاب قائله، فإن تاب وإلا قتل. [مجموع الفتاوى /ج2 ص 12]. وذكر أن من اعتقد بوجوب اتباع إمام واحد دون غيره يستتاب وإلا قتل! يقول ابن تيمية : " فإنه متى اعتقد أنه يجب على الناس اتباع واحد بعينه من هؤلاء الأئمة دون الإمام الآخر فإنه يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل." [مجموع الفتاوى ج 2 ص 105].
    ويقول عمن لا يقول أن الله فوق سماواته على عرشه ، وهو مذهب عامة الأشاعرة، حيث نقل عقيدته السلفية في ذات الله عز وجل ثم أعقبه بنقول عن السلف في ذلك حتى نقل كلام ابن خزيمة موافقا له، قال : قال «محمد بن إسحاق بن خزيمة» : من لم يقل إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه، وجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل ثم ألقي في مزبلة، لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل الملّة، ولا أهل الذمة. وقد ذكر ذلك عنه «الحاكم أبو عبد الله النيسابوري» [ بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية / ج1 ص 102 ].
    ويرى ابن تيمية أن من يقول بعدم جواز الفطر في السفر، إلا عند العجز يستتاب وإلا قتل!، فقال: "ومن قال: إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل. وكذلك من أنكر على المفطر، فإنه يستتاب من ذلك." [ الفتاوى الكبرى لابن تيمية/ ج2 ص 466 ].
    وقال أن من لعن التوراة يستتاب وإلا قتل!، حين سئل: عن رجل لعن اليهود، ولعن دينه، وسب التوراة: فهل يجوز لمسلم أن يسب كتابهم، أم لا؟ أجاب: الحمد لله ليس لأحد أن يلعن التوراة؛ بل من أطلق لعن التوراة فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل. وإن كان ممن يعرف أنها منزلة من عند الله، وأنه يجب الإيمان بها: فهذا يقتل بشتمه لها؛ ولا تقبل توبته في أظهر قولي العلماء. وأما إن لعن دين اليهود الذي هم عليه في هذا الزمان فلا بأس به في ذلك. [الفتاوى الكبرى لابن تيمية ج 3 ص 515] ، ويحكم ابن تيمية بالقتل على من أوّل الآية (وكلم الله موسى تكليماً)، يقول ابن تيمية : مسألة: في رجل قال: إن الله لم يكلم موسى تكليما. وإنما خلق الكلام والصوت في الشجرة، وموسى - عليه السلام - سمع من الشجرة، لا من الله، وإن الله عز وجل لم يكلم جبريل بالقرآن، وإنما أخذه من اللوح المحفوظ، فهل هو على الصواب أم لا؟، الجواب: الحمد لله، ليس هذا الصواب، بل هو ضال مفتر كاذب باتفاق الأمة وأئمتها. بل هو كافر يجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وإذا قال: لا أكذب بلفظ القرآن وهو قوله: {وكلم الله موسى تكليما} [النساء: 164] بل أقر بأن هذا اللفظ حق، لكن أنفي معناه وحقيقته، فإن هؤلاء هم الجهمية الذين اتفق السلف والأئمة على أنهم من شر أهل الأهواء والبدع، حتى أخرجهم كثير من الأئمة عن الاثنين وسبعين فرقة. وأول من قال هذه المقالة في الإسلام كان يقال له: جعد بن درهم، فضحى به خالد بن عبد الله القسري يوم أضحى، فإنه خطب الناس فقال في خطبته: ضحوا أيها الناس يقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه وكان ذلك في زمن التابعين، فشكروا ذلك. [ الفتاوى الكبرى / ج 5 ص 29 ]. وأفتى بن تيمية بأن من قال بأن الله يغضب على من سلّم ساهياً في الصلاة حين تحدثه عن صاحب الوسواس القهري فقال : ومن قال: إن من سلم في الرباعية من ركعتين ساهيا، استوجب غضب الله، وأقل ما يجب عليه أن ينزل عليه نار من السماء وتحرقه، يستتاب من ذلك القول فإن تاب وإلا قتل. [مختصر الفتاوى (69) ف (2/ 66)]. وحكم بن تيمية على من يقف في عرفات في غير وقت الحج، للتعبد أو لغيره بإنه يستتاب وإلا قتل! ، يقول: والوقوفُ بعرفاتٍ لا يكون قط مشروعًا إلاّ في الحج باتفاق المسلمين، في وقتٍ معين على وجهٍ معين، فمن قال: أَقِفُ ولستُ بحاجّ فقد خرجَ عن شريعة المسلمين، بل إن اعتقد ذلك دينا لله مستحبًّا فإنَّه يُستتابُ، فإن تابَ وإلاّ قُتِلَ. وإن قال: ليس بدينٍ لله ولا هو مستحب، قيل له: إنما فعلتَ على وجهِ التديُّن والتعبد به، وهذا لا يجوز. وإن كنتَ فعلتَه على سبيل التنزه والتفرُّج فهذا شَرٌّ وشَرٌّ. [ جامع المسائل لابن تيمية / ج 1 ص 210 ]. ، وفيمن من يحتفل بعيد النصارى تقرباً إلى الله، فيقول رحمه الله: وكذلك التزيُّن يومَ عيد النصارى من المنكرات، وصنعة الطعام الزائد عن العادة، وتكحيل الصبيان، وتحمير الدوابِّ. والشجر بالمغرة وغيرها، وعمل الولائم وجمع الناس على الطعام في عيدهم. ومن فعلَ هذه الأمور يتقرب بها إلى الله تعالى راجيًا بركتَها فإنه يُستتاب، فإن تابَ وإلاّ قُتِل، فإن هذا من إخوان النصارى. [ جامع المسائل لابن تيمية / ج 3 ص 375 ]. وأفتى بأن من يعدو بين جبلين للعبادة بالقتل في قوله : ولو سئل العالم عمن يعدو بين جبلين: هل يباح له ذلك؟ قال: نعم. فإذا قيل: إنه على وجه العبادة كما يسعى بين الصفا والمروة. قال: إن فعله على هذا الوجه حرام منكر، يستتاب فاعله، فإن تاب وإلا؛ قُتل. ((مجموع الفتاوى)) (11 / 631 ـ 634).
    وغيرها من الفتاوى التي تغص بها كتب المذاهب الأربعة، لأهل السنة ، وبدون معالجة هذه التركة فسنرى بدل داعش العراق والشام دواعش في كل بلاد الإسلام، لا أحيانا الله حتى نرى ذلك.
                  

07-06-2014, 04:06 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب السني من الخلافة الجهادية (Re: mwahib idriss)

    فرانكايشتاين داعش
    التفاصيل نشر بتاريخ الأحد, 06 تموز/يوليو 2014 09:46 كتب بواسطة: المصطفى المعتصم

    دخل عالم سادي أحمق لمختبره وصنع فرانكايشتاين. كان هدفه من تركيب هذا المخلوق المرعب الانتقام من الناس وإرهابهم، لكن فرانكنشتاين في النهاية انقلب على من صنعه وقتله شر قتلة.
    من صنع داعش والقاعدة ومن على شاكلتهما وعلى شاكلة كل فراكنشتاين أرادوا استعمال ورقة التكفير والإرهاب في صراعاتهم الإقليمية والجهوية الحضارية والهمجية فكانوا وسيكونون أول من اكتوى وسيكتوي بهذه التنظيمات المرعبة التي لا تعرف سوى التدمير، تدمير البنى الإجتماعية وتدمير الدول وتدمير الأنظمة ونشر ثقافة الموت والعنف والارهاب ... حدث هذا من قبل في أفغانستان ويحدث اليوم في سوريا والعراق واليمن وليبيا .. تنظيمات الدمار الشامل التي لا تجيد سوى التخريب والتدمير والترهيب .. تنظيمات لا تمتلك الرؤيا ولا مشروع للبناء والتأسيس ولا تستطيع حتى ولو توفرت لديها الإرادة والرغبة تقديم بديل غير التكفير والتقتيل والدمار.
    هذه التنظيمات همها الأوحد التكفير والحرب وحينما لا تجد من تكفر وتحارب ، تكفر وتقاتل بعضها بعضا. أي تطبق المثل العربي الذي يقول: وأحيانا على بكر أخينا إن لم نجد إلا أخانا.
    هذه حصيلة من يلعب بورقة التطرف والمتطرفين كيفما كانت تسمياتهم وانتماءاتهم فهو كمن يلعب بالنار ويزرع الرياح وأكيد لن يحصد سوى الحرائق والزوابع.
    المصطفى المعتصم
                  

07-06-2014, 04:15 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب السني من الخلافة الجهادية (Re: mwahib idriss)

    نقطة نظام.. ويحدثونك عن الإرهاب السني العربي
    التفاصيل نشر بتاريخ الجمعة, 04 تموز/يوليو 2014 10:37 كتب بواسطة: إسلام مغربي

    انشغلت وسائل الإعلام في الأيام الماضية بإعلان «داعش» وزعيمها عن قيام «دولة الخلافة» أخيرًا تحت اسم «الدولة الإسلامية». وتعود هذه الظاهرة، أي ظاهرة الثوران الديني داخل الإسلام، إلى سبعينات القرن الماضي، حين تصاعدت تلك الانشقاقيات بصورةٍ عنيفةٍ هدفُها المباشر إسقاط «الدولة الوطنية» والحلول محلَّها. وعندما نجحت الثورة الإسلامية في إيران في إسقاط نظام الشاه هناك وإقامة نظام «ولاية الفقيه» محلَّه، حَسِبَ المراقبون أن الإسلام الشيعي وجد أخيرًا مستقرًا له في دولة، راح فقهاؤها يصنعون تجربتهم الحديثة الخاصة بهم وبه. لكنّ هذا الانطباع ما كان صحيحًا، لأن التجربة الدينية هي مثل التجربة القومية أو أنّ التجربة القومية ليست غير تقليدٍ أو استرجاعٍ للتجربة الدينية.
    والتشابُهُ هنا ينصبُّ على التمامية أو الاكتمال. فالدولة في النظرية القومية هي دولة الأمة، وينبغي أن تجمع الأمةَ بداخلها. وبسبب هذا الطموح المستحيل حدثت معظم الحروب في أوروبا منذ منتصف القرن التاسع عشر، وصولًا إلى صيرورتها حروبًا عالميةً في القرن العشرين. وما خمدت تلك الحروب إلاّ عندما انكسرت الفكرة القومية في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وصارت المسألة مسألة تحالفات ومعسكرات غير دينية وغير قومية.
    وكما لم يشارك المسلمون في النزاعات الدينية بأوروبا الوسيطة والحديثة، لم يشاركوا أيضا في القرن العشرين في النزاعات بين الأمم والقوميات، وإنما كانوا أو صاروا موضوعًا ومجالًا لها. ولذا فإنّ «الدولَ الوطنية» التي قامت في ديار العالم الإسلامي في حقبة ما بين الحربين وبعد الحرب الثانية، إنما جاءت نتاج هذين الانكسارين: الانكسار الديني في عالم الغرب، والانكسار القومي في عالم الغرب أيضًا. ولذا فإنّ موجات الاعتراض الشعبي ثم النخبوي في ديار العرب والمسلمين انصبّت أولًا على الخلاص من الاستعمار والاستتباع، ثم دخلت – بعد ترديات الدولة الوطنية - في أوهام وممارسات التماس، الأصالة: الأصالة القومية لدى النُخَب المحدَّثة، والأصالة الدينية لدى العامَّة وفقهائها. وقد أفلست تيارات الأصالة القومية بسرعةٍ قياسية، بسبب الأهوال والنزاعات والهزَّات التي أحدثتها التماميةُ اليهوديةُ (الدين والقومية معًا) في فلسطين، وسوء إدراك النُخَب العسكرية والأمنية الحاكمة لطبائع النظام العالمي في زمن ما بعد الاستعمار.
    ولذلك استعْلتْ الأصالةُ والتماميةُ الأخرى، أي الإسلامية، واتخذت شكلين انشقاقيين: شكل ولاية الفقيه، وشكل دولة الخلافة. ولاية الفقيه تتوخَّى التماهي بين الدولة الإيرانية والأمة الشيعية، في ظلّ الولاية العامة للإمام الذي انقضى زمن غيبته. والخلافة تتوخَّى التماهي مع الأمة في عالم الإسلام السني الشاسع بعد غيابٍ عملي لثمانمائة عام وأكثر. وكلا الأمرين أو كلتا الفكرتين أو الآيديولوجيتين مستحيلة.
    ولايةُ الفقيه مستحيلةُ في التشيع، لأنها لا تنتمي للفقه الشيعي خارج إيران على الأقل في التاريخ والحاضر. والخلافةُ السنية مستحيلةٌ، لأنه لا علاقة لها بالفقه أو بالتاريخ، مذ صارت هناك أربع خلافات أو خمس منذ أكثر من ألف عام وكلّها شرعية أو مشروعة من خلال «فقه التغلُّب»، ومُذْ قال الفقهاء والمؤرّخون السنة، إنّ دولة الإسلام أو الدولة التي يُقرُّها الفقه هي سلطةٌ مصلحيةٌ وتدبيريةٌ، وليست سلطةً دينية. ولذا فكما احتال آيديولوجيو ولاية الفقيه للأمر في العقدين الأخيرين بالحديث عن «جيوبوليتيك التشيع»، احتال المنظِّرون لدولة الخلافة بالحديث عن الاكتفاء بتطبيق الشريعة لتحقيق الشرعية، وهوَّنوا الأمر بالقول إن الشريعة لا تختلفُ عن القانون، فدولة تطبيق الشريعة هي دولةُ حكم القانون بالتمام والكمال! ولا شيءَ أكثر!
    ينتهي التشابُه بين الثورانين السني والشيعي عند هذا الحدّ. فالظاهرتان جديدتان تمامًا، ومشروعاهما مستحيلان، وهما ناجمتان عن ظواهر ومظاهر الحداثة والعولمة وفشل الدولة الوطنية والسياسات الدولية. وهما – بشموليتهما - قد أصبحتا جزءًا من بيئات النزاع والانقسام في المنطقة والعالم. لكنْ لنلتفت إلى الافتراقات بين الظاهرتين. تركزت ظاهرة الثوران الشيعي في إيران، وقام نظامٌ محلَّ نظام، وبقيت الدولة التي تتعامل مع النظام الدولي بمنطق الدولة، وهي تغذّي وتصنع الثوران الشيعي الحقيقي أو المصطَنَع في أنحاء مختلفة من العالم العربي، وفي باكستان وأفغانستان ونيجيريا. أما في البيئات السنية الشاسعة (90 في المائة من المسلمين في العالم من أهل السنة) فقد تركّز الثوران في شبه القارة الهندية، وفي المنطقة العربية. وكلتا المنطقتين منطقة تماسّ بين السنة والشيعة. لكنّ الثوران السني أثار ويثير من الرعب في العالم اليوم ما لا يثيره الثوران الشيعي أو بالأحرى الإيراني.
    ويرجع ذلك إلى أن الأصولية السنية أعلنت عن نفسها بالهجوم على الولايات المتحدة، والامتدادات بداخل أوروبا بين أبناء الجاليات. ثم لأن السياسات الدولية والإقليمية بذلت جهودًا كبرى خلال العقد الماضي (وبعد غزو أفغانستان والعراق) لاختراق تلك الأصولية واصطناع تحويلات في اتجاهاتها، من أجل الاستيعاب واتقاء الشر، ومن أجل استخدامها لتحقيق مصالحها ومشروعاتها في شبه القارة الهندية، وآسيا الوسطى، وفي العالم العربي. والذي أراه أنه لم تعد لأي طرفٍ مصلحةٌ باستمرار التعب والإتعاب في نواحي شرق آسيا (باكستان وأفغانستان وآسيا الوسطى بالتحديد)، ولذا فإنّ الثوران هناك تنخفض مناسيبُهُ، وقد يخمد خلال سنواتٍ قليلة. أمّا في العالم العربي - فالذي أراه أنه لا تزال تنتظرنا متاعب كبيرةٌ وكثيرةٌ مع الأصولية السنية والدولة الإيرانية ومع الأتراك والأكراد إلى سنوات مقبلة.
    منذ عامين على وجه التقريب، تعلن إيران عن غرامٍ متزايدٍ بمسألة مكافحة الإرهاب. وحسن نصر الله اندفع مطلع عام 2013 إلى سوريا لمكافحة الإرهاب التكفيري، وإنقاذ نظام الأسد. وأتت معه من كل حدبٍ وصوبٍ ميليشيات من إيران والعراق واليمن وأفغانستان بزعم الدفاع عن المراقد المقدَّسة. وما استنكر أحد ذلك، بل أيدته روسيا علنًا، وسكت عنه الأميركيون والبريطانيون. والرئيس الإيراني روحاني عرض على البابا فرنسيس المساعدة في مكافحة الإرهاب. وعندما حدث الثوران العراقي قبل أسابيع، عرض الإيرانيون على الولايات المتحدة عَلَنًا، التعاوُن في مكافحة الإرهاب هناك. وقال روحاني أخيرًا إنّ الأمة الإيرانية بأسْرها مستعدةٌ للقتال دفاعًا عن «المراقد المقدسة» بالعراق. وفي حين تراوح مسعود بارزاني بين مطامح الاستقلال أو تغيير المالكي، أعلن الإسرائيليون عن تأييدهم لقيام الدولة الكردية المستقلة، التي يساوم الإيرانيون والأتراك عليها ويستغلونها. وبالأمس قال الجنرال عون المرشَّح للرئاسة في لبنان إنّ شأنه في ذلك الطموح – وهو حليف «حزب الله» – مثل شأن المالكي والأسد اللذين يحكمان الإقليم الشيعي والإقليم العلوي، في وجه الإرهاب السني المتصاعد. فوجود «حزب الله» والمالكي والأسد وعون (برعاية إيرانية) ضمانةٌ للأقليات بالمنطقة. وفضلًا عن ذلك، هو حلٌّ «ديمقراطي»، كما تدل عليه انتخابات الأسد والمالكي النزيهة! فالتركي الذي كان يزعم دعمه للثورة السورية، وهو الذي أدخل المتطرفين إلى سوريا، يريد الآن استقلالًا للأكراد، وربما للتركمان أيضًا. والحركات التي كانت ولا تزال تحمل السلاح المأخوذ من إيران بحجة مقاتلة إسرائيل، تريد الآن رعاية مشروع الأقليات التقسيمي، وقد تضمن الآن أو في مرحلةٍ لاحقةٍ الحدود مع إسرائيل للحيلولة دون تغول الأكثرية السنية على الأقليات العلوية والشيعية والمسيحية والكردية واليهودية!
    نحن لا نتحدث هنا عن مؤامرةٍ أو خطةٍ دُبّرت بليل، كما يذكر القول العربي السائد. بل أتحدث عن خطةٍ منهجيةٍ لأكثر من عقد ترمي لشيطنة الإسلام السني، والانتماء العربي!
    أين «خلافة داعش» العظيمة من كلّ ذلك؟ «داعش» مثل «حزب الله» وأبي الفضل العباس و«عصائب أهل الحق»، وقوات الدفاع الوطني التي أنشأها الجنرال سليماني في سوريا، والجنرال عون في لبنان، وحزب العمال الكردستاني في سوريا، وجيش التحرير الأرمني، والحزب القومي السوري، وأسماء أخرى بعناوين ومن دون عناوين، أدوات في إسقاط الانتماء العربي، الذي تتكاثف الحروب عليه!
    لو كان الانتماء العربي ضعيفًا لما احتاج إلى كل هذه الجهود. وكذلك الأمر مع الإسلام السني. لكنها محنةٌ كبرى بالفعل. فهناك نصف مليون قتيل عربي، وعشرة ملايين مهجَّر عربي في أقل من خمس سنوات ويحدثونك عن الإرهاب السني والعربي! فلا حول ولا قوة إلاّ بالله.
    رضوان السيد
    المصدر: الشرق الأوسط، 4 يوليو 2014
                  

07-06-2014, 04:21 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الغضب السني من الخلافة الجهادية (Re: mwahib idriss)

    العبث الجهادي.. and#65279;الخلاف، الخليفة، وخلافو
    التفاصيل نشر بتاريخ الأربعاء, 02 تموز/يوليو 2014 11:23 كتب بواسطة: إسلام مغربي

    جاء أبو بكر البغدادي من خارج دوائر الإسلاميين السياسيين الذين خاضوا صراعا مضطربا مع النظم الحاكمة في العالم العربي طوال عقود. الرجل الغامض الذي لا يعرف له تاريخ يقطف ثمار الضغط المديد الذي تعرضت له مجتمعاتنا المعاصرة بين نظم حكم قاتلة وخاوية من المعنى، وبين مزايدة الإسلاميين على الناس بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وبشعارات مثل «الإسلام هو الحل»، ومفاهيم مثل الحاكمية الإلهية، وبرامج مثل تطبيق شرع الله. الوجه الآخر لهذا التعظيم الذاتي هو التشنيع على العالم المعاصر، وإثارة الغبار حول مبدأ الحرية، والحط من شأن الحقوق التي يتمتع بها الناس في الغرب وغير الغرب. وهو ما شكل ضغطا إضافيا على مجتمعاتنا المبلبلة الأوضاع والمدارك.
    وإذ أغلقت أبواب التغيير السياسي والاجتماعي طوال نحو جيلين، بقي مفتوحا فقط باب المبالغة بعظمة المثال الإسلامي ونجوعه الكلي وعدالته الكاملة. وغير الضغط على المجتمع بإسلام يفترض أن الله أغنانا به عن سواه، جرى الضغط على الإسلام ذاته وتسخيره لأغراض الصراع على السلطة، حتى لم يبق له شكل أو صورة محددة. فهو دين ودولة وقانون وشريعة وعلم وأخلاق وهوية وأمة وسياسة وجيش، إن حاكينا صيغا متواترة لدى القرضاوي وحسن البنا. وبمحصلة هذا التلاعب المديد صار الإسلام الذي لم تعد له شخصية محددة مبدأ للمزايدة والإحراج العام. هذا ما يسر الأمر للبغدادي الذي يتفوق على الجميع في المزايدة، ويدفع المضمر في أقوالهم ومشاريعهم إلى الظهور الأقصى: دولة الإسلام الآن، وتنصيب خليفة، من دون انتظار أولئك المتلجلجين الذي قضوا أعمارا وهم يريدون الشيء وعكسه ويقولون الشيء وعكسه.
    إعلان أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين ودعوة المسلمين في كل مكان إلى مبايعته حدث تاريخي بالفعل، من حيث أنه أوصل إلى نهايتها المنطقية الدعوة إلى تحكيم الإسلام في السياسة والدولة وحياة السكان. ولعل هذا مصدر ارتباك عموم الإسلاميين حيال داعش قبل إعلان نفسها دولة المسلمين، ارتباك لا يتوقع له إلا أن يزيد بعد أن صار الرجل في موقع من يطالبهم بالبيعة والطاعة: أمير المؤمنين. الإسلاميون محرجون لأنهم هم من فتح باب سياسة الإحراج، وجاء من يدفع الأمر إلى منتهاه ويضعهم هم في الحرج الأقصى. فلا هم يستطيعون رفض خلافته على نحو مقنع من دون مراجعة جذرية لمشروعهم السياسي، وهم إن قاموا بهذ المراجعة مضطرون لقول كلام واضح في شأن الحرية الدينية (بما فيها حرية عدم الاعتقاد وحرية تغيير الاعتقاد) والمساواة بين السكان (بصرف النظر عن الدين والجنس)، والفصل بين الدين والعنف، وهو ما لا يستقيم على أرضية عقيدة الحاكمية الإلهية، أو دعوى تطبيق الشريعة.
    لم تعد كافية أو مقنعة الاعتراضات الكلية التي كانت تسمع على داعش قبل تحولها إلى «دولة الإسلام»، فظاظة الجماعة وخشونتها في التعامل مع السكان الواقعين تحت سلطانها، والتشكك في روابط خفية لهم مع أجهزة إقليمية. فظاظة داعش مميزة فعلا، لكن هل هناك قضية مبدئية تميزهم عن جبهة النصرة أو الجبهة الإسلامية؟ ولا يشغل أحد من المعترضين على روابط داعش المحتملة موقعا استقلاليا حقا يمكنه من نقد متسق لها.
    لا تعود خلافة داعش، وقبله ظهورها ذاته، وقبلهما تنظيم القاعدة، لا تعود حصرا إلى تلاعب الإسلاميين المديد بالإسلام وإفقاده شخصية مميزة .لا ريب أن اضطهاد السكان طوال عقود على يد سطات متغولة، لها خلافتها الخاصة التي لا تنضبط بمبدأ أو قانون، ولا تفضل الغول داعش وخلافتها في شيء (باستثناء أنهم منضبطون تماما حيال القوى الدولية النافذة)، وكذلك على يد التحالف الأمريكي الإسرائيلي العدواني، هذان الاضطهادان أورثا مجتمعاتنا استعدادا للبارانويا (مزيج مرضي من الاضطهاد والعظمة والارتياب) هو ما يكمله الإسلاميون حين يجعلون من اضطهادنا برهانا على عظمتنا، ولا يرون العالم المعاصر كله إلا مؤامرة متمادية على الإسلام، ولا يجدون كرامة للمسلمين، أو «عزة الإسلام» حسب تعبيرهم المفضل، بغير فتح البلدان والسيادة على العالم. العزة هي ما ركز عليه إعلان الخلافة على لسان أبو محمد العدناني، الناطق باسم داعش. وهو إذ يظهر ظمأ المسلمين المعاصرين إلى الكرامة، يظهر أيضا التوجيه الامبريالي لهذا التطلب باتجاه العدوان على الغير والاستيلاء على مواردهم والسيطرة على بلدانهم. نتصور أن كرامتنا في السيطرة على الآخرين وإذلالهم وليس في التحكم بأنفسنا، وفي إخضاع العالم وليس في ضبط عوالمنا الداخلية. هذا مفهوم عدواني وغير كريم للكرامة، تواليه داعش، لكنها لم تخترعه. إنه مكنون في تديننا ومخيلتنا التاريخية وتفكيرنا الديني والقومي. وهو ينحدر إلينا من الامبراطورية التي لم تتم مراجعة ميراثها وتصفية الحساب معها في ثقافتنا في أي وقت، لا بل رفعت إلى مصاف التجربة المرجعية التي يسكن القلوب والأذهان بعثها واستعادة السيادة العالمية الضائعة.
    تحمل دولة الخلافة بذور فنائها، فهي قوة حقود وعدوانية جوهريا، تكونت بآليات الاستعمار من عدوان على المحكومين واحتقار عنصري لهم واستيلاء على مواردهم، ويحركها تطلع إلى التوسع في الداخل والخارج، التطويع المطلق للواقعين تحت سلطتها، وإخضاع أقاليم أخرى ما استطاعت. يحركها أيضا نازع للمزايدة على الإسلاميين الآخرين، وعلى المسلمين جميعا، يفوق حتى مناخ المزايدة والإحراج الذي مهد لها على يد الإسلاميين الآخرين، ويذكر بالمزايدة البعثية قبل جيلين، وقد قادت خلال زمن قياسي إلى كارثة حزيران/يونيو 1967.
    لا يبعد مع ذلك أن يلتــقي ظهور هذا الكيان العدواني مع محصلات إجهاض الثورة السورية والانقسام الواقعي للبلد، ومحصلات تمزق العراق تحت وطأة طائقية نظامه وتبعيته لإيران، وما يحتمل أن يرفدهما من اقتناع قوى إقليمية ودولية بجدوى إفراد السنيين المتشددين بكيان خاص لهم، يروي ظمأ مظلوميتهم، ويبقى ما شاء البقاء (لكن لا يتمدد)، ويضمن الاستقرار العزيز على أقوياء العالم في نطاق حاكميته، وقد لا يتأخر عن تطوير إحساس بالمسؤولية والانضباط أمام الأقوياء والكبار (وإن ثابر على قتل الصغار، من لا يفعل؟)، وإثبات جدواه للمتنفذين في الإقليم والعالم.
    أما الإسلاميون السياسيون الذين حقق البغدادي ما مهدوا له وعجزوا عن تحقيقه فسيمضون على الأرجح في الرغبة في الشيء وعكسه. هذا نابع من كيانهم المنفصم، وليس من أفكارهم الحائرة.

    ياسين الحاج صالح، كاتب سوري
    المصدر: القدس العربي، لندن، 2 يوليو 2014
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de