الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 03:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-03-2014, 09:17 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم

    في اشتباك الموسيقى مع التحول السياسي
    نجلاء عثمان التوم
    إلى ناجي البدوي


    الإشارة هنا للموسيقى في عبورها المحض، الموسيقى المخلصة لمنطقها الفني وليس الموسيقى المستخدمة سياسياً. هذه الموسيقى الغافلة الآبقة المنغمسة في ذاتها هي التي تفعل، وهي وحدها المؤهلة للفعل السياسي وليس أي موسيقى أخرى. الإصغاء لمغامرة الفن، للموهبة وأشواق ما هو غير معين بسياق تاريخي يخلص العمل الموسيقي من لحظته ويحوله إلى مارد فضيلته الأساسية التخريب. تخرب الموسيقى الحقيقية، والتي بمثابة قناص، اللحظة الخربة التي تحتاج وتستجدي التخريب. تغتال الموسيقى الحرة الذوق المستعبد، تعيد النظرة الهاربة إلى جحيمها المتفاقم، تحول الجحيم الشخصي المحتمل إلى جحيم غير شخصي وغير محتمل، وتخرب الأكاذيب التي يتعيش عليها الأمل الرخيص والرضا. ما الذي يحرك الجموع ؟ ليس الجوع ولا الغبن ولا الأمل، ما يحركها هو الاحراج، ذلك النزف المكتوم الذي لم يعد من الممكن الهرب من التحديق فيه وهذا هو بالضبط ما يخلقه الفن العظيم. يتجاوز المغني لحظته التاريخية، وجمهوره و حنجرته ، وموسيقاه وعازفيه، وفيزياء تتماهى مع وتخدم الخنوع والقانون والعرف، إلى لحظة مصيرية معلقة في فضاء حر لا يقبل ولا يستجيب إلا لإدماء الحرية. في هذا الفضاء يحمل المغني جثته وجثة جمهوره ويختبر متوحداً فيهم صواعق وأهوال الصدق. غير عابىء بروحه ولا حريص على لقيته. ما أن يتذوق الجمهور تلك التفاحة المحرمة لا يعود قادراً على البقاء في جنة الطاعة، لا يعود الأمل كافياً، ولا السلامة المطلب. لا تعود الصداقة ولا العائلة ملجأ كافياً، ولا الغياب في الجنس، أو الحب أو الأمومة غياباً. يتحول كل جميل ومحبوب وعزيز إلى ململة اشواق تحققه في كماله الأقصى. يستيقظ الممكن والإمكان. يتحول الهمس إلى فراشة تبحث بدأب عن نارها، والحذر إلى شهوة تحتضر. عندما يتوحد الفن، ينفصل وينقطع ويتصل مع تخوم حرائقه خادماً فقط ملذاته وشكوكه في جدارته وصدقيته عندها فقط يكون الفن سياسياً. نحن بحاجة إلى فن عظيم يجعل من الحياة، والتي هي كل ما نملك، لحظة مشكوك فيها، كذبة، جحيم من الاحراج الروحي لا يمكن تفاديه و لا التعاطي معه، هذه اللحظة المنتحرة هي اللحظة الصحيحة والصحية لولادة الغد، عندها فقط يمكن أن يبدأ التفكير، منهكاً وضعيفاً وقوياً مثل جنين، في كيف يستعيد الفرد روحه من الابتذال والوضاعة، أي البداية الحقيقية للتحول السياسي. هذا هو بالضبط ما فعلته اريثا فرانكلين و بيلي هوليداي في امريكا الفصل التعسفي، وهو ما جعل حركة الحقوق المدنية مارد حالم تحركه اصوات المغنيات السود.

    http://teenia.blogspot.com/2012/10/blog-post_23.html

    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 07-03-2014, 09:17 PM)

                  

07-03-2014, 09:20 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    The Beauty of the Silly
    نجلاء عثمان التوم
    إلى عثمان حامد سليمان




    هل يمكن تشريح الأصالة؟ هل يمكن الكشف عن شعوبها الداخلية دون مجزرة؟ أنا مدفوعة هنا بالحجب الأصيلة التي يغزلها الغناء السوداني حول نفسه فيبدو لنا أحياناً شيئاً محيراً، لامع الحيرة. عندما نتجرد من العصاب الذي نسميه الفهم، وننطلق في رحلة متحللة من كل غاية، ونستمع إلى الأغاني السودانية بأرجلنا ومصاريننا، نشعر أن الطاقة التي تتهدج في الجو هي، ولا شيء خلافها، الهوية. لكن تظل أصالة هذا الغناء شيئاً غامضاً جداً وعصياً على التعيين. ثمة إستراتيجيات، أعتقد، أيّدت هذه الجذوة التحتية. أولاً تحتجب الأصالة، في معظم الأحيان، في تمويهات هزلية تنتجها قوالب شبه ثابتة محكومة بشهوة الرجز، والطلاقة الشعبية، والنبرة العادية في الكلام. فالغناء في الأساس هو مكان التغزل في اليومي والعادي في أقرب نسخه إلى الواقع. وكلما تشبثت الأغنية بسوقيتها المعروقة، كلما تصير إلى درجة من أصالتها الصحيحة. لكن الفن هو دائماً تدخل معقَّد، فلا نجاة من سطوته، لكن التحايل عليه ممكن. فعندما تبدأ أغنية ابتهالية، فيها تسجيل لمغامرة البلاغ العشقي والوصال الكامل، بعبارة “الحجل بالرجل”- هذه العبارة الخفيفة البلهاء- يكون من الصعب ألا نستسلم مباشرة لهذه العوارة الجذّابة، بحيث يظل منطوق الأغنية وثقلها الجارح محجّباً وغير مبذول. ولذلك، وحين يتعين علينا القفز هولاً حين يقول المغني أشياء من قبيل “حق الهوى الكامل” تجدنا عالقين في العوارة التي ولدتها عبارة “الحجل بالرجل”، فنرضى بالهناء الكثير الذي تسبغه علينا، وننجو من قنص الوصال فيها.
    أعتبر عبارة “الحجل بالرجل” من أصوب الشروط، ولا يمكن مقايضة أصالتها بأية بلاغة أخرى. والأغنية التي تبدو مرسلة وعويرة، قائمة في الحقيقة على بنية محكمة، أساسها هذا الشرط الأوَّلاني الذي يظهر في شكل رجاء. والرجاء بدوام الرفقة، في عبارة “الحجل بالرجل” ظاهر، لكن هناك درجة خفية من الإلحاح الصادر عن سلطة معنوية ما. فالتمثيل هنا هو الارتباط الحميم، لكن الذي لا فكاك منه. والتذلل المبذول في “يا حبيبي سوقني معاك” يبدو مفبركاً، لأن عبارة “الحجل بالرجل” فيها سلطة خام، تظل تتوضّح مع كل كوبليه. ففي كل مرة يوضح المغني أن الارتباط شرط يبتلع كل الشروط الأخرى بتأكيد قوامته على ضياعات المحبوب. فمهما سويت يدوم لي هواك، ومهما تستغرب وتتشرد في المفازة وتشقها بالليل وتكاد تهلك؛ تدلك المحبة إليَّ، ليس كرماً مني ولا إنسانية، بل لأن ذلك حق المودة وحق الهوى وحق الليل. لكن كل ذلك التحقيق يدين للعوارة تصدر عن “الحجل بالرجل”، وأظن أن تلك عظمة من عظمات الغناء؛ سماحه بدخول “الكرعين” ومتعلقات مادية مثل “الحجل” و”الشبط”، في حالة عمر الدوش، بوصفها وجودات شعرية غير اعتذارية.
    يسري ذلك على بعض المفردات التي لا نتوقع الاصطدام بها في أغنية عاطفية، أو في أي أغنية أخرى، مثل مفردة “مريع” التي استخدمها حميدة أَبْعُشَر في “غضبك جميل زي بسمتك”. على ذكر هذه الأغنية يلزم القول إن حميدة أَبْعُشَر يضع الركّ كله على الاستهلال. تبدأ “غضبك جميل” بعبارة استدراك معلقة في الهواء: “على كل حال، شكلك جميل.. However, you look really nice!. لا نعرف ما يستدركه أَبْعُشَر، فنشعر أننا حضرنا متأخرين بضع ثوان على الحدث الرئيسي. ربما يكون هذا القطع أحد أهم أسرار هذه الأغنية العظيمة؛ لأنه يقوم بنا سدَّاري، يردف المستمع معه في سرج القصة، على الطاير، ونتصل مع الأغنية بمحاذاة سياق غير واضح كلياً لكنه واضح بما يكفي. هنا يصبح التسليم ضرورياً جداً، لأننا لا نعرف أبداً ماذا يسبق هذا الاستدراك، ولا مدعاته، لكن هل يهمنا ذلك؟ يباشر أَبْعُشَر من لحظته الشعورية التي حدث أنها استدراك، ولا يهتم بتبرير ذلك، ولا نطلب منه، بل نرجوه ألا يفعل.
    كمستمعين لا نطلب الكثير. في معظم الأحيان يكفينا انخراط أجسامنا في مهادنة الإيقاع. لذلك نستحسن التدوير الذي احتكمت له أغنية “ألحان الربيع” بتكرار لازمة “غني يا طيور غني” التي تتردد مثل عبارة إيحائية تحيل مستقبلاتنا المتحفزة إلى الاسترخاء. نجد أنفسنا شبه مسطولين بسبب القافية: “السرور، زهور، بدور، تزور”، ثم نفتح جوعنا بانتظار اللازمة التي لا تخلف موعدها “غني يا طيور غني”. إننا نقدر محاولة عشَّة الفلاتية إدخالنا في بلاغة حضرية حديثة بأغنية “ألحان الربيع”. ولا نلح في تذكر معنى ربيع، فهو فصل يستحيل تذكره.
    كما أننا لا نصدق أياً من ادعاءات هذه الأغنية. لكن هذه المفارقة بالذات، هذا الانفعال بشيء لا يخصنا، هذا الكفر، هو عين علّة انطرابنا الأصيل. إننا نتصل مع عشَّة ومع الربيع كغائبين بوساطة أجسادنا التي تستجيب لطلب “غني يا طيور”، فنغني ولا نهتم بالطيور، أو نكون نحن الطيور. تأخذ حلاقيمنا وأرجلنا ونواصي رؤوسنا بالمهمة، ولا تعود الأغنية في حد ذاتها مهمة. ننطلق خلف الإيقاع والعوارة، السرور الزهور تزور…، وحين ترد عبارة “صدى البدور”؛ فإن أرجلنا تلتقط المفردة التي تكمل جوع القافية، بدور، ولا يكون هناك مكان في هذه السطلة لقفزة التشبيه الكامل، للصورة، للسحرية التي تنطوي عليها عبارة “فتحت ثغور من ضياها نور زي صدى البدور”. ذلك بالضبط هو ما يجعل هذه الأغاني ناجحة وأصيلة في النجاح. إن التعمية على مهالك ومنزلقات الجمال الفني ضرورة فنية سودانية، تضع الأغنية في مكانها الصحيح؛ الوجدان. لأن “الحجل بالرجل” هزل ناعم يسمح بتمرير الصرامة النادرة التي ينطوي عليها “حق الهوى الكامل”، فلا يفلت من أصالتها شيء وتستقر بجلالها كلّه في الوجدان، المكان السليم الذي تستحق. كما أن “ألحان الربيع” كذبة لا نرعوي عنها لأن الحقيقة هي مسألة تفصل فيها خلايانا وأنسجتنا.

    يا عوارة الفن

    هناك الكثير من الكوميديا في أغنيات إبراهيم حسين، كوميديا غير محسوبة في الغالب، لكن لها يد في توطين العوارة؛ موضوعنا الحالي. وكوميديا إبراهيم حسين تقدم نفسها كملاحظات جدية غريبة الأطوار، من قبيل: “يا تهنينا يا تخلينا”، أو كعبارة خاطئة تماماً مثل: “بينا المسافة الأصلو ما ممكن تقيف”. أو كقطع هزلي لصورة أريد لها أن تكون حزينة مثل: “نغمة حبيسة في خاطري” التي تعصف بها عبارة: “ألملم للفرح وقتي وأقول بختي”. على النحو ذاته يتحول تعاطفنا مع شمعة إبراهيم حسين السهرانة إلى ضحكة داخلية حين تصل الأغنية إلى ذروة مغامرتها البلاغية في “ما عرفوك إنسانة، ليه يا شمعة سهرانة”. لا بد أن أغنية “الشمعة” هي أغنية العوارة بامتياز، لكننا نظل مأخوذين بوجيب الأغنية، متعاطفين مع تعاطف إبراهيم حسين مع الشمعة، ضاربين عرض الحائط بالمزحة كلها، أليس ذلك عين التصديق؟
    الجابري لا بد مولع بالمقامرة، وهو كسّاب حريف. لكن أغنية “هاتو الياسمين” هي من أغرب الأشياء التي حدثت في تاريخ الغناء السوداني. لقد راهن الجابري فيها على شيء يصعب التكهن به الآن. من ناحية، أيدت كثيراً من العبارات الدارجة السهلة، فيها ذوق الجابري المعتاد. لكن، يبدو أن هذه التركيبة الكارثية بالذات؛ هذا اللحن الراكض في مقام عالٍ، توسل العبارات اليومية، مع شبهة لسان وخيال مصري في كل كلمة من كلمات المطلع القصير: “هاتوا الياسمين هاتوهو”، أدت إلى هذه الأغنية المفزعة. هذه أغنية تكسب فقط بوصفها أكبر مفاجآت الجابري. فمن كوبليه لآخر، يتم تعذيبنا بمحاولات إقناعنا أن هذه الأغنية تخصنا: “بكل تفصيل/ جات مارة أصيل/ ورتنا مباهج العصريّة”. ثم الأسوأ: “حرف الأشعار راح في الدهشة/ وأظنو كمان جاتو الرعشة/ القلبو رهيف خايف الوحشة/ روّح في دروبك واتغش”. وصولاً إلى أسفل درك يمكن الوصول إليه في: “محل ما رحنا مباريانا”. “هاتوا الياسمين هاتوهو”، هذه هي مغبة الإفراط في العوارة، أن تصنع أغنية لا تطاق، أغنية يهرول منها المستمع، ولا ترد أبداً في برنامج قدور، ولا يحيي عظامها حتى الصاعد فرفور. فالحكمة الوحيدة لهذه الأغنية هي أن الأصالة لا يمكن أن توجد في مكان واحد مع “هاتوهو”.
    كلما استمعت إلى “لحن الحياة” من عثمان الشفيع، أهتدي إلى حكمتها بالبلبلة التي يسببها المطلع: “لحن الحياة منك، وما تقول نسينا الماضي وصرنا ناسينك، محبوبي الجميل”.
    هذا مطلع يخون كل توقع في دقته وصرامته وتجنبه للشرح، لكن الأهم في فرادة بنائه. في عبارة “لحن الحياة منك” تبليغ عميق، ومقاربة فلسفية، واستلهام غني. لكن يحدث قطع، يبدو أنه ضروري، بالقفز من هول التبليغ إلى التحذير اللطيف: “وما تقول نسينا الماضي”. ثمة مسافة روحية بين البيانين، ثمة منزلة بين الاعتراف بالفضل كله، ونفي تهمة التناسي، ثمة صمت خفي، ثمة تعمية وذكاء لا يسمح للعمق بالتعمق أكثر، لا يسمح للمناجاة بالتوغل، فتدفن أشد الإشارات مفارقةً واختلافاً في حقل من البساطات المهمة: ما تقول نسيناك معقولة ياخ! في نهاية الكوبليه الثاني وبداية الثالث تحدث مصادرة صغيرة تكاد تجرّم المحبوب الجميل؛ يلوم عثمان الشفيع حبيبه صراحة: “كيف تنسى كيفنك وإنت الوحيد بالذات الكنا ذاكرنك!” ثم بعدها مباشرةً ينكر على حبيبه لومه: “وفيم الملامة يا روحي”. هكذا هي الأمور في الحياة، ولا يخلو اتصال من شبهة سوء الفهم، والتعكير، والظلم.

    البَلَوم الاجتماعي

    لكن، ثمة إستراتيجية أخرى تجعل من الغناء انحرافاً غنياً عن الواقع. تعمل الأغاني كمستودع لغوي يؤوي المفردات النادرة، مثل كلمة “بلوم”. يعيش الواحد منا عمراً بحاله في الخرطوم دون أن تشمله رحمة “بلوم”، ولا لمرة واحدة. ظلت “بلوم” مفردة لا اجتماعية قابعة مقيدة لدى الجابري وعبد الرحمن عبد الله وأغنيات عروس قديمة. لم ترد “بلوم” قط، ولا بالغلط، في أي ونسة أو حديث أو كراكتير. هذه الكلمة المهمة، الجميلة، المكتفية بذاتها. إنها كلمة أصيلة تعيش في أغنية أصيلة. كنت أشعر دائماً أن “بلوم” مهددة بالانقراض، لذلك فرحت جداً حين نما إلى علمي أن السودانيين انشغلوا هذه الأيام بتداول مقاطع صوتية قوامها ملاسنات خارجة، بطلاتها عدد من السيدات، ليست السيدة “بلوم” أشهرهن، لكن على الأقل حظي اسمها ببعض التداول. لا يمكن وصف سعادتي بهذه المستجدات. لا يهم السياق ولا الأبطال ولا القصة، ما يهم أن هناك عدداً كبيراً من الناس تعرض بقصد أو دون قصد إلى هذه المفردة، حلقت “بلوم” في الأزقة مرة أخرى، ترددت في الرواكيب، والمطابخ، وممرات الجامعة، وعنابر المستشفيات، والملجات، والكوفيرات، بلوم بلوم بلوم بلوم، لا يمكننا شكر السيدة “بلوم” كفاية على هذه العافية .

    الحكمة محجوبة

    المعروف أن القصائد الناجحة، ذات المنجز الشعري الواضح لا تصلح للغناء، وذلك لأن الشعر المعترف به لا يقر بالعوارة. ومع تقديري الكبير للنزعة التجديدية في أعمال ساورا، وفي أعمال متفرقة لمغنين مهمين مثل مصطفى سيد أحمد في “عم عبد الرحيم”، وحمزة سليمان في “منفستو الهمباتة”، إلا أن هذه الأعمال تناقض المستقر البدئي لأصالة الأغنية، وهو اللا موقف. الأغنية الأصيلة لا تبشر بشيء، لا تشرح ولا تفلسف، بل تخجل من حكمتها وتحجبها بكل السبل. لا تصدر الأصالة في الغناء حقنا دا عن وجهة نظر، بل عن تهجّد وقلة حيلة وتشفّع وترجٍّ ودعاء ومحاولات شرح يائسة تزداد حكمةً كلما غابت عنها حكمتها: “غايتو بلا مدسة، كنت معاهو هسه، ومشتاق ليهو لسه”. من الرغبة والجنون والمبالغة الفاحشة. من المفاجأة والبغتة والمصيدة “يا قلب أنا كنت قايلك”! من الحيرة والصدمة والتذلل والدردقة في الواطة والتبرؤ والحليفة والقسم: “واللااااهي ما مني، كل الحصل ما مني”! من الاشتراك في الجرم والتواطؤ في الحب والمعاناة والاعتراف بدمعة غير مشاهدة. إنني لا أنزع الفن عن الأغاني التبشيرية، ولا أطعن في يقظتها، لكنني أراها متسقة بشكل مخل، أراها تلزم حكمتها ومناسبتها ووقتها ولا يعول عليها في الرفقة، كما أنها لا تخاطب “الكرعين” ولا “المصارين” ولا تحتفل بـ”الشبط”.
    في المقابل تعظم أصالة الأغنية كلما عجت بالتناقضات والدعاوى الملتبسة والقطع غير المنطقي والتشويش على الحكمة الداخلية، كلما التزمت عوارتها، كلما فشَّلَتْ القضية كما فعل محمود تاور في “طيري يا قمرية”. تظهر العوارة في الأغاني السودانية في مستويات تتعدى الكلام المغنى إلى اللحن، والأداء، ومسرحة الأغنية في جسد المغنى. خضر بشير هو بطل هذه المسرحة بلا منازع، لا شيء يشبه هجوم خضر بشير على الميكرفون بشلاليف ضرورية وقاف صحيحة وانصراف صوفي. لكن تظل هناك غمغمة حسن عطية البرجوازية، عمامة ترباس الغرائبية، وكف زيدان إبراهيم المتوسلة. تظل تلك الرعشة في صوت إبراهيم موسى أبا، رعشة تتمزق على مسافة خطرة جداً من النشاز، لكنها لا تنشز أبداً. تظل تلك الابتسامة الفاجرة في عين خليل إسماعيل. تظل تلك النظرة الضائعة في عين الحوت. يظل محمد أحمد عوض محتضناً رقّه.
    إن الأغنية الأصيلة مصير تتحكم به مصادفات غير مفهومة. أحياناً يحتاج المغني لعشرات الأغاني للوصول إلى التوليفة الصحيحة. بالمقابل، هناك مغنون لا يعرفون كيف ينتجون أغنية غير أصيلة، مثل عثمان الشفيع. لكن، كثيراً ما تتساكن العوارة مع العبقرية في أقدار فرعية، مثل قدر أن حمد الريح ينتج أغان أصيلة لا يعرف كيف يغنيها بنفسه، لكنه يظل فناناً حقيقياً بفضل أصالة هذه المشكلة. بالمقابل تتنوع مصائر الفنانين. ففي مشيئة الفن أحيا محمود عبد العزيز فن حسن عطية، ثم تجاوزه. بينما استحال على الكثيرين تذكر أي من أغنيات مجايله وليد زاكي الدين، إلى أن فجعنا هذا الشاب بقرار اعتزاله الغناء! يذكرني ذلك بمعجزة صغيرة أخرى حين عُثر على أغنية “يا سغير يا محيرني ومتحير” بعد سنوات من وفاة مغنيها إبراهيم الكاشف. بمجرد العثور عليها تفشت الأغنية بسرعة وتهافت عليها الجمهور المشتاق. يومها ذهب خالي الشاعر حدربي محمد سعد، إلى بتاع الكشك، وقال له: “لو سمحت بلّاهي أدينا شريط الكاشف الجديد”. ارتبك البائع لوهلة…. ثم انفجرا معاً بالضحك!
    ـــــــــــــــــــــــ
    محمود عبد العزيز – الحجل بالرجل
    عبد الحميد يوسف – غضبك جميل
    خضر بشير – إيه يا مولاي
    إبراهيم الكاشف – يا صغير

    http://teenia.blogspot.com/2014/06/the-beauty-of-silly.html

    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 07-03-2014, 09:20 PM)
    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 07-03-2014, 09:20 PM)

                  

07-03-2014, 09:23 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    حول "خزعبلات" نجلاء عثمان التوم الأخيرة
    مأمون التلب



    بعد أن نشرت رابط مقال (The Beauty Of the Silly)، المنشور بمدونة (طينيا)، وموقع مجلة البعيد الإلكترونية؛ بعد نشره على صفحتي في فيسبوك، أثار ردود أفعال جيّدة وأسئلة تدفع بالنقاش إلى الأمام، لا سيما البوست الذي افترعته الصديقة الأستاذة نجاة محمد علي بموقع سودان للجميع، وتعليقات على الرابط الفيسبوك. هذه كتابة للمساهمة حول المسئلة.

    كانت الخطيئة الكُبرى أن نَظَرَ بعضُ القراء إلى نصّ نجلاء على أنّه نصٌّ خارجي، تحليل ونقد، ومن ثمَّ، مقالٌ في فنّ الغناء، إلى الدرجة التي نبَّه بها المغني الوليد يوسف أن الغناء ليس النص الشعري فقط!! بل المغنيين والأداء والعازفين المهرة! كمحاولة لمحاصرة المقال على الأسس والتقاليد التي يُكتَبُ فيها عن الغناء والموسيقى أو ما اصطُلِحَ على تسميته (بالنقد)؛ وما إلى ذلك من التأويلات الخاطئة والمحاكمات القِيَمِيَّة لكلمة (العوارة) وتكرارها الذي أثار الإشمئزاز عند البعض كما عبّرت الأستاذة نجاة محمد علي.
    وكلمة عوارة مستخدمة في النص، ما أرى، هكذا: كصدى عميق للكلمة في استخداماتها اليوميَّة والأدبيَّة. غير أن خير شاهدٍ على قَلِب مفهوم العوارة هو (زين) الطيّب صالح كمستوىً كُشِفَت فيه العديد من أعماق الشخصيَّة السودانيَّة الغرائبيَّة لتشمل، بقلب قيمةِ العوارة، الإنسانيَّة كلّها. هي إحدى محاولات (قلب القيم) التي يُحدثنا عنها نيتشة، وكلّ محاولةٍ كهذه نابعةٍ من القلب ونار الخيال، متخطيةً حدود القواعد والنظم، ستجد ما يُعارضها، بالتأكيد، بل ويضرس. أو كما نبّهت نجلاء في بداية المقال: (أنا مدفوعة هنا بالحجب الأصيلة التي يغزلها الغناء السوداني حول نفسه فيبدو لنا أحياناً شيئاً محيراً، لامع الحيرة. عندما نتجرد من العصاب الذي نسميه الفهم، وننطلق في رحلة متحللة من كل غاية، ونستمع إلى الأغاني السودانية بأرجلنا ومصاريننا، نشعر أن الطاقة التي تتهدج في الجو هي، ولا شيء خلافها، الهوية). وقد كانت مهمّتها الغوص في هذا الغموض بالأدوات التي تحدّثت عنها؛ لقد حددت مهمّتها، والأدوات المستخدمة، بتجرّدٍ من عصاب الفهم، وبرحلةٍ متحررة من الغاية. أستطيع أن أتصوّر نجلاء وهي تكتب هذا النص الأدبي الرفيع:
    مُحاطة بكل هذه الشخصيات، تماماً كما كان يبدو بيتهما، نجلاء ومجدي النعيم، في الخرطوم، حيثُ عُلِّقت صور الكُتاب والفنانات: أُفتَنُ بعشّة الفلاتيّة التي تُجاور خورخي لويس بورخيس مستنداً على عصاه. أراها محاطة بهذه الأغاني التي تكتب عنها، تُعاد وتُعاد طوال اليوم وهي تتمشَّى، تؤدي أمور المنزل، تغوص في الحياة وهي تستمع، تعود للكتابة، ذهاباً وإياباً. من خلال الأدوات التي اختارتها، كما كان هو شأنها دائماً في تلقّيها وفتنتها بالغناء السوداني، ومحبّتها وتدقيقاتها في هذا الموضوع الشائك جدّاً، والغامض كما تقول نجلاء: (لكن تظل أصالة هذا الغناء شيئاً غامضاً جداً وعصياً على التعيين).
    يذكّرني ذلك بكتابةٍ أخرى.
    عندما كتبت نجلاء عن خورخي لويس بورخيس، بكل هذه الجرأة والتحلل من الغايات، بكتابة من داخل مُقابلتها الشخصية مع بورخيس، وحديثها إليه؛ لم تثر الاستنكار، بل العكس؛ تلقَّى الناس الكتابة بالإعجاب والمحبّة المتوقَّعة بموقع سودانيزأونلاين، حتَّى أنه وُضِعَ من قبل إدارة الموقع في باب (مواضيع توثيقيَّة مُتَمَيِّزة)!! ألأن الاهجوم المنظّم من قبل مدافع النجلاء التي اقتحمت دون بالٍ للقواعد عالم بورخيس الداخلي وكتابته العريقة، بكل شجاعةٍ، ألأن بورخيس زول أرجنتيني ساي؟ أتألَّم الناسُ لأن الأمر يخص تصورات كلّ منهم عن عالم الغناء، وعندما وجدوا ما اختلف عن نظرتهم ـ إلى حدّ القطيعة معه في بعض الأحيان ـ لم يروا فيه سوى ربما (خزعبلات)؟ فإن نظرنا يا صديقتي العزيزة الأستاذة نجاة محمد علي إلى كلمة (خزعبلات) وجمالياتها بذات القلبة التي قدّمتها نجلاء لكلمة (العوارة)، لرأينا فيها الكثير من الحسن والإصابة في ما يخص الكتابة الإبداعية عموماً، فهي ـ كلمة خزعبلات ـ إن صَدَقت نظرتي لها فإنها الأصوب في مدح نص نجلاء، لا في ذمّه.
    أعتقد أن من الأفكار الجديدة التي أبهجت الكثيرين في هذه الكتابة، في ما أعتقد، ولا أرى سبباً في إزعاجها للبعض، بل الأحرى أن يتلقّفوها بمحبّة: بأن وُضِعَت الأغاني (ذات المنجز الشعري الواضح – نجلاء التوم) في طابق الفنّ بصلابة وجذريَّة لا تنفصل عن مجمل تاريخ الفن، جنباً إلى جنب هذه (الاكتشافات) والأعماق التي تحدثت عنها نجلاء في شخصيات وأساليب وحيواة الأغاني. إن ذِكر بعض التجارب غير المُتَنَاولة في هذه الكتابة الجميلة كأساس للنص، كان بدافع المحبّة الخالصة التي تكنّها نجلاء لأشكال غناءٍ أخرى لا تنساب مع هذا المقال لأنها اتسمت (بالجديَّة)؛ إن الفرق هنا فرق (جديَّة/الصرامة - واللهو/العوارة)، ولا تقلّ إحداهما عن الأخرى أهميَّة، تقول نجلاء: (لمعروف أن القصائد الناجحة، ذات المنجز الشعري الواضح لا تصلح للغناء، وذلك لأن الشعر المعترف به لا يقر بالعوارة. ومع تقديري الكبير للنزعة التجديدية في أعمال ساورا، وفي أعمال متفرقة لمغنين مهمين مثل مصطفى سيد أحمد في “عم عبد الرحيم”، وحمزة سليمان في “منفستو الهمباتة”، إلا أن هذه الأعمال تُنَاقض المستقر البدئي لأصالة الأغنية، وهو اللا موقف. الأغنية الأصيلة لا تبشر بشيء، لا تشرح ولا تفلسف، بل تخجل من حكمتها وتحجبها بكل السبل. لا تصدر الأصالة في الغناء حقنا دا عن وجهة نظر، بل عن تهجّد وقلة حيلة وتشفّع وترجٍّ ودعاء ومحاولات شرح يائسة تزداد حكمةً كلما غابت عنها حكمتها).
    وعندما تقول الشعر المُعتَرَف به فهي تعني بالتأكيد اعترافاً من مراكز الثقافة والتنوير في البلاد، والمجلات الأدبيَّة المحكّمة، داخل وخارج السودان، وفي الصحف والملاحق الأدبيَّة، إلخ إلخ. وفي هذا الشعر المُعتَرف به يدخل شعر نجلاء عثمان التوم ذاتها. ولنجلاء مساهمة في باب (العوارة) أيضاً: (تاكيت الباب واستنيتك صيفين وشتا، ورشَّة مطرَة)، والتي أحبّها الجمهور أكثر من الكتابة التي تعترفُ بها هي نفسها ككتابة، للدرجة التي أزعجتها وخلّتها تكره دين اليوم الكتبت فيهو القصيدة دي، والتي ذاع بها صيتها، لكنها حجبت ما تُعرِّفه هي بأنّه شِعرها (المنشور منه في كتاب منزلة الرمق، مذهبٌ في كمال النحول) إلى الدرجة التي تنرفَزَت على الهواء مباشرةً، في إذاعة (البيت السوداني إف إم 100)، عندما استضافتها الإذاعية لمياء متوكّل، وقد ضاقت ذرعاً بكثرة الأسئلة المحيطة بتلك القصيدة (الكارثية)، والتي توصّلت بجماليّاتها الفائقة، وعمقها العِشقي، وجرستها الشديدة، إلى الوجدان مباشرةً.
    طيّب، تَرَى نجلاء أن في أصالة هذه الأغنية تكمن الهويَّة!: هنالك غناء مُعتَرف به وله جمهور كبير وشاسع، كذلك هنالك منجز شِعري مُعتَرف به، كما شرحت سابقاً، لكن لا ترى نجلاء في بحثها عن الهويَّة منبعاً في هذه الأشكال من الغناء والشعر، لأنها، ببساطة، لا تعنيها في هذه الكتابة ولن تعينها، لأنها ليست موضوعاً هنا، إنها مهمومة بالغناء الذي يُمكن أن يُفسِّر جانباً من هويَّة شعبٍ كما رأته نجلاء، فهو فتحٌ جديدٌ (بقوّة هذه الكتابة وليس لجدّة التجربة) في مضمار البحث عن الهويَّة، ولكن، هذه المرَّة، خارج التسميات القاريَّة والعرقيَّة والإقليميَّة والفكريَّة كذلك: كان ذلك من خلال (اكتشاف الغناء بعينٍ شعريَّة) متحرِّرة من كل خوفٍ ومُغالطة، إنها كتابة تأكيديَّة بامتياز؛ لا تبحث عن، ولا تعبأ بالتخطيء أو النقد، بل تقول قولها هذا وكان الله يحب المحسنين. إنّها تُعيّن أين ستحاول الاستكشاف، والميزان الذي قاست به الأغنيات المقتربة من الأصالة، ومن ثم الهوية: (ثمة إستراتيجيات، أعتقد، أيّدت هذه الجذوة التحتية. أولاً تحتجب الأصالة، في معظم الأحيان، في تمويهات هزلية تنتجها قوالب شبه ثابتة محكومة بشهوة الرجز، والطلاقة الشعبية، والنبرة العادية في الكلام. فالغناء في الأساس هو مكان التغزل في اليومي والعادي في أقرب نسخه إلى الواقع. وكلما تشبثت الأغنية بسوقيتها المعروقة، كلما تصير إلى درجةٍ من أصالتها الصحيحة).
    كتبت الأستاذة نجاة محمد علي: (أيضاً، قدمت نجلاء، وبشجاعة تحسد عليها، عدداً من الأحكام القاطعة دون أي استدراك من نوع "في رأيي"، أو "أعتقد" أو "ربما"...إلى آخر هذه العبارات التي تجنب الكاتب الوقوع في اتخاذ حكم قاطع والنطق باسم الكل دون حذر ودون تجنب لمنح النفس حقاً ليس لها). وهو حقٌّ لها فيما أرى.
    إن الأحكام في الأدب (يجب) أن تكون قاطعة، تتحدّث الكاتبة إلى نفسها، إلى من في داخلها مِن مَن تطابقت هذه التأكيدات مع تأكيداتهم، توجّه إليه ما تراه روحها بوصفها روح شاعرة مُدرَّبة ذات خبرة تظهر في الاستماع الحكيم الذي تمارسه نجلاء للرؤى والأفكار المتكوّنة حول الغناء، ومدفوعة (بالحجب الأصيلة التي يغزلها الغناء السوداني حول نفسه). وبقدر ما كان النص صادقاً وجميلاً ونابعاً من الأعماق الحقيقيَّة التي تنطق من خلاله، كلّما غاصت الكاتبة في هذه الكتابة إلى (لاوعيها) وكيفَ يُرى هؤلاء البشر (وليس الغناء فقط)، وتدرّجات ألوان شخصيّاتهم الداخليَّة، من فتحات اللاوعي الجبَّارة ذات العواصف، تخرج هذه التعابير الجديدة (المجافية للمنطق والحس السليم). إن محبّة القراء للنص تنبع من تطابق هذه التأكيدات مع تأكيداتهم، فتراهم يبتسمون، بل ويقهقهون ـ مثلما فعلتُ في الحافلة التي تَجَرَّأتُ وقرأتُ فيها هذا النص ـ بل إن هذه القطعيات هي ما منحت النص ذلك البعد الأدبي والشخصي؛ هذا النص، كما علمتُ، مستَلهمٌ من حوارات دارت بين الشاعرة والكاتب عثمان حامد سليمان، حوارات ممتدّة ومُكتَشِفَة، كما يُمكن أن يُلاحظ القارئ، ولهذا خَرَج بكل هذه المحبَّة. وإلى الكاتب كان الإهداء. لقد عَرِفَت الكاتبة أن محاولتها لن تتم دون مجزرة (هل يمكن تشريح الأصالة؟ هل يمكن الكشف عن شعوبها الداخلية دون مجزرة؟ - النص). مجرزة الإصرار على الفهم، فإن لم تفهم فإن ما أمامك غامض وغير مفهوم، حتَّى وإن كان واضحاً وضوح الشمس بالنسبة للكثير والكثير من الناس!. على الشخص الذي يُصِر على إعمال مجزرة الفهم أن يترك النص ولا يعبأ به. لكن، أن يقرأه إلى النهاية ناهلاً من كنوزه لا يُعطيه الحق بارتكاب كل هذه المجازر، بينما تطلب الكاتبة، منذ البداية، أن نتجرَّد من أسلحة المجزرة، إن أردنا الاستمتاع بهذا النص.
    إن كل متجرّدٍ من خلفيات النقد و(كيف تكون الكتابة عن الأغاني) سيرى أن هذا النص هو من أهم النصوص التي كتبت في حقل الثقافة السودانيَّة، إن صحّ التعبير، وإنني لا أشك بأن الكثير من الباحثين سيأخذونه كنَص متذوّقة مهووسة مسكونة بالشعر والأشباح، وترافق في كلّ يومٍ فناناً إلى مكانٍ ما في العالم، تدخله بلا خوف، وفي شجاعةٍ تُحسدُ عليها جدَّاً. وتقتحم بأفكار إنسانةٍ، أفكارٍ شخصيَّةٍ جدّاً، وشعريَّةٍ جدّاً، روح كل فن. فكأنها تقول: يا لحظّي وكل هذه الكنوز من حولي.
    تتحدّث نجلاء عن بورخيس فتقول:
    [لكن!، كيف أتجاهَل المتعة التي حفَّتني طوال هذا الوقت؟، إنها تجربة حقيقية بالنسبة إليّ، وهذا ليس كلاماً مجانياً. لقد أحطتُ نفسي ببورخيس بإحكامٍ لم أكن أبداً سأنجح في الحصول عليه لو تَقَصَّدْتُه، لكن للمرَّة الأولى، فإنَّ الأشياء تبدو واضحة وجليَّة بالنسبة إليّ. أنا مفتونة بهذا الكاتب لجملة أسباب تتولَّد بشكل متأصِّل وحَفِيٍّ وجميل جداً. وفي حالتي فإن قضاء ساعات تحت وطأة إشارة واحدة عزَّت على الترجمة هو نوع من العذاب الفاتن. كما إنني اكتشفتُ أنه ما زال بوسعي التألُّم بسبب صورةٍ شعريةٍ كنتُ قد قرأتها مراراً، ما زال بوسعي أن أكون على حافَّة البكاء بسبب قصَّة (إنجيل مرقس).
    قضيتُ ليلةً جنونيةً رفقةَ ثلاثةٍ من كتبك يا بورخيسي العزيز، وكنت أتنقَّلُ ما بينها كأنني أتطهَّر من نسياني لك على ذلك النحو القاسي. لقد تحدَّثتُ إليك كما تحدَّثتَ أنتَ إلى ديليا إيلينا سان ماركو في غيابها الأبديّ، كنتُ موقنةً من أنك ستسمع تلك الخطرفات إذا كنتَ أنتَ بورخيس فعلاً، وإذا كنتُ أنا فعلاً تلك الشَّظِيَّة. شرحتُ لَكَ أنني سعيدة بهذه الحَفْلَة المغمورة المهمَلة التي لا تضمَّ إلا روحَيْن ورمادَ جسدٍ كان لك ذات يوم، وهذه الكتلة المتشعِّثة التي هي حواسِّي. لكنَّ كتبَكَ في سريري، وحَوْلي ما يكفي من أساطيرك، ورأسي تدور فعلا ً. أفكِّرُ في مُحْيِي الدين بن العربي، وهو يحترق، وحيداً، في ذهنك المعقَّد. شرحتُ لك أنني سعيدةٌ بي؛ إذ لم يسبق لي أن احتفلتُ بشخص على هذا النحو، أبداً، وبصراحة؛ فإن ذلك يفرحني ويمدُّني بالإيمان. إنني أحِبّ حياتي إذاً، وهي شديدة الوطأة، وحتى لو أَضْحَكَ هذا التصريحُ المتعجلُ أسامة عبَّاس، فإنني لا أشعر برغبة في إخفاء ما أنا فيه من استثارة. يا له من سودانٍ فاجع!، لكن إذا كان بوُسْعِ بِنْتٍ أن تَشْهَقَ الفضَّةَ، في ليل الخرطوم، تحتَ سماءٍ محمَرَّة بسببِ أمطارٍ تهطلُ دائماً في مَحَلِّيَّةٍ أخرى، إذا كان بوسعها أن ترمي بخرقةِ النومِ في شمَّاعةٍ عليلةٍ وتنكفئ على شموعٍ أوقدها كاتبٌ يرطن قصيدتَهُ بالإسبانية في بوينس آيرس عام 1960م. إذا كان من الممكن، في هذا العالم الخائف الضلِّيل المهيبِ الجالسِ كله الآن إلى كأس العالم 2006م (يا لها من قَعْدَة) أن أكون حرةً لدرجة أن أفكر لدقائق طويلة في كلمة (عندليب)؛ يا إلهي!، عندليب؟، عندليب؟، عندليب؟، وإذا كان رَجْعُ هذه الكلمة قد أَجْلَسَ بورخيس إلى قصيدة، وأصابني بشجنٍ غائم، ألا يعني ذلك أن هذه الليلة،ربما، هي ليلةُ ليالي العنادل في كل قصائد العالم؟، ربما لا!، لكن، لَكَمْ يروقني أن انتظمَ في عقدها لو كانت هنالك رابطة أو جمعية من ذلك النوع. لا بدَّ أن الحياةَ فعلاً خارقة!؛ إنها جميلة وعجيبة وتنطوي على أسرارٍ صغيرةٍ ماحِقَة. للحَقّ؛ لم أكن على هذه الدرجة من التأكُّد ولا الشَّفافية حين أَوْرَدَتِ العبارةُ نَفْسَها في مقالٍ يَنْضَحُ بالحب ويتورَّط في تبجيلِ شخصٍ كان يرعِبُهُ التصوير الفوتوغرافي.
    لكنني الآن أرى بوضوح: لقد تعرَّضْتُ لتشويشٍ كبيرٍ أَلْحَقَ الأذى بحساسيتي. أصبحتُ ثرثارةً وكثيرةَ التَّشَكِّي، لم أعد أغَـنِّي في (تجريب)؛ ولا حتى بيني وبين نفسي. ضاعَ مني شيءٌ يشبه صوتي، تلعثمتُ في شوراع الحياة، وأدركتُ حظِّي من الفشل في الخروج بأيَّةِ حكمةٍ من السَّيْر المنضبِط أو المتعرِّج فيها. اختبرتُ الصَّلَفَ والأنانيةَ وـ الأهَم ـ؛ الأكاذيبَ المعمولةَ بِرَوَقَانْ بَالْ، والتي تندرج أيضاً تحت مسمَّى (الصَّغائر..) أو (الكبائر..)؛ إنَّما (الإنسانية) بالأخير، مهما كان حجمها. اختبرتُ الصداقةَ الجميلةَ الأنيقةَ التي تَرَحْمِنْ الوجدان وتغسل العَنَت. اختبرتُ جسارتي على فقدان صوتي من أجل معجزةٍ أجمل؛ يَمَامَةٍ، يمكن لشاعِرَةٍ أن تحمِلَها وتْحَمِّمَا وتْسَرِّحَا في عتمةِ الأمومةِ الغيرِ مسموحٍ لأيِّ رجلٍ، مهما كانَ، أن يتحقَّقَ من جروحها وأعنابها. اختبرتُ القيامةَ وتفاحةَ الصَّفْحِ ووَرْدَةَ الكرامةِ وتهيُّبَ الذّهابِ إلى الجَّسَدِ في الضَّعْضَعَةِ والتَّحَدُّثِ إليه من أمام حجاب أنْ حَيَّ على الحياة]*.


    هوامش:

    * من: الوردةُ والعندليب، مقدّمة (بورخيس، سيد المتاهة)، (ترجمة وتقديم: نجلاء عثمان التوم).

    * اللوحة: غدير أبو سنينة.




    http://teenia.blogspot.com/2014/06/blog-post_24.html
                  

07-03-2014, 09:34 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    نجلاء عثمان التوم
    الشعر سيظل منطقة خاصة دائما ً وليس ثمة هتاف يمكن ان يغريه بمغادرتها الى السهولة وتقريرية البيانات السياسية . لا يقع هذا العبء على كاهل الشعر وهو ليس مطية لقيم تعلو على جوهره كسؤال مشرع الابواب ومؤجل الاجابة الى الابد . واذا كان ثمة قضية تشابكت مع جوهره الاصيل ومنحته اشواكها فان انتصار الشعرية على مباشرة القضية والذى هو رهين بحساسية الشاعر هو ما يجعل من محجوب شريف ودرويش ودنقل وطاغور وآخرين غيرهم شعراء ليبقى الكثيرون فى ظل الهتاف الصاخب . القصيدة عمل فنى صميم وكل ما يخرج بها من كلامها الى بوقه ومن شعريتها الى شعاراته هو محض تجريح وانهاك للذائقة التى حين تسلم قيادها الى هذا النوع من الضجيج فانها بالحقيقة واقعة تحت محفزات اخرى جهورة الصوت ، واقعية ،تمس مشكلات القمع ،تنتقد الانظمة وتدعو للتغيير وربما تملأ سامعيها بالحماسة والغضب انما بالاخير فهى اى شىء آخر الا شعراً اذا اتفقنا ان الشعر ليس ازجاء بمفردات على قدر من الجدة داخل نسق موسيقى طافر ملتزم او غير ملتزم بقواعد الاوزان الخليلية . فى حين يقوم الشعر بثورته الخاصة ويصتدم بالمالوف وبالصفيق ، ويقول سلاماً ، ويحتد ويعوى كما يلقاه قاسم حداد ، ويتمهل ويخاطب العناصر كما يناديها محمد عبد الحى . ويكسر الصورة ويحي عظام الخيال كما ادركها ابو تمام .
    بالنسبة الى مقاربة المسكوت عنه فان طبيعة الشعر المتسائلة تزج به دائما الى الحواف المحززة لما لا تجدر مطالعته ، القصيدة فى ذاتها تميل الى ان تكون فعل احتجاج على النسق وعلى الصمت وعلى الموت ، احد الروافد المخبؤة للكتابة هو الادانة الماجنة للفناء على شكل فعل قصدى بالتدوين والتحدث الى الموجودات والاحساس بها . والفن على قدمه يمثل صوت البشر فى مواجهة الحقيقة الاخيرة الجازمة : الموت . واذا كان الموت حقيقتنا المؤجلة الناصعة فأن الحياة هى العزاء الموشك على الذهاب ، وهى خلافاً للموت فى نهائيته وسفوره القدرى ...غامضة ومتعددة و معتمة وبحاجة الى تلمسها والتاكد من وجودها . ومن هنا تنطلق الكتابة الى عالمها غير عابئة بالطبع بما اتفق البشر على احتجازه خلف الابواب ، وامتلأ العالم بالحب ثم بالكتابة عن الحب وصار لكل ٍ ليلاه ، غير ان الحواس تتكلم والاسئلة تعن والعالم يكتب . لدرويش قصيدة فى مجموعة " سرير الغريبة " تتكرر فيها لازمة " ..وانتظرها " - اتمنى لو ذكرنى احدكم بعنوانها او تكرم بادراجها فى البوست _وهى قصيدة ايروسية بامتياز يسوقها درويش الى القارىء على محفة نادرة من العشق والصفاء المحرق ليست هناك مفردة واحدة زائدة وليس ثمة أثر لعنف نزار قبانى اللغوى ولا لصراخه المشروخ . يتحمل الشعر الحياة بكاملها ويسعى لاستدعائها اليه ويطالها اينما اختلجت ويصفها ويزيد عليها ، ويرعاها كما هى جريئة ومحفوفة بالنداء .


    مجتزأ من حوار بالمنبر العام مع نجلاء عثمان التوم على الرابط أدناه:
    ما اصعب الكلام ..... الحوار المفتوح ( نجلاء عثمان التوم )

                  

07-03-2014, 09:38 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    علاقتى بالشعر والغناء : لن اطيل عليكم ، انا واقعة مثل الآخرين فى الثقب الاسود الغامض الذى يتهيأ لابتلاع اية محاولة لتعرية الشعر ، تعريفه ، مسائلته عن جدواه ولا جدواه والسؤال الاهم لماذا هو هنا ؟ لماذا ليس هناك عالم / حقبة / زاكرة / حلم / جسد / بلد خال من اوهامه ؟ حتى ان الاجابة السحرية التى لا يتوانى معظم الكتاب عن اللجؤ اليها متى تعرضوا لقسوة تفسير ما يفعلونه للعالم ولانفسهم وهم يجعلون من الكتابة حياتهم تبدأ غالباً على هذا النحو : لست متأكداً/ متأكدة لماذا اكتب ، انما .... كذا وكذا . اكتب لاننى لست متأكدة من ان على الا اكتب ... ولاننى احب ان اكتب ...ولاننى لا اكتفى بالمراقبة بل ادون ما اظن اننى اراقبه ... ولاننى قد لا افلح لا فى المراقبة ولا فى التدوين ولا بأى شىء آخر ...فاكتب ما اظنه فشلى ... وسرعان ما انسى النسق وكثيراً ما اطرق الباب ذاته لمرة ولمرة ولا اعثر فى كل مرة على وجهى فاكتب ما اظنه وجهى .
    اغنى لذات السبب .


    مجتزأ من ذات الحوار أعلاه...


    ما اصعب الكلام ..... الحوار المفتوح ( نجلاء عثمان التوم )
                  

07-03-2014, 09:45 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    http://##################/forum/viewtopic.php?p=68659andsid=bc07...b838529a7d626e749732
                  

07-03-2014, 09:50 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    http://www.sudaneseonline.com/board/470/msg/1404069578.html
                  

07-03-2014, 10:30 PM

الامين محمد علي
<aالامين محمد علي
تاريخ التسجيل: 10-11-2009
مجموع المشاركات: 1676

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    كم هي مبدعة هذه النخلة

    صاحبة ((تاكيت الباب واستنيتك))



    تحية لك.. اينما كانت

    وتحية لك ورمضان كريم واختيار ينم عن كثير!!
                  

07-03-2014, 10:38 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: الامين محمد علي)

    ولك أيضاً التحايا والمحبات الأمين محمد



    هو ينم عن معضلة حقيقية وضعتنا نجلاء في فوهتها
    وانصرفت لا تلوي على شيء
    معضلة النظر إلى تاريخ طويل حافل بالكثير الكثير
    إنا في وضع لا نحسد عليه
    وهي
    أظنها الآن تنظر إلى زاوية أخرى
    وتعبئها بالأفخاخ تمهيداً لتفجيرها فوقنا مجدداً
    ونحن لم نخلص بعد من هذه

    وضعتها هنا لأنها شغلتني جدًّا فيما مضى من أيام
    جرت عليّ تاريخاً بأكمله
    ووقفتُ مطرقاً حياله
    وفيما بينه
    تحته وفوقه
    ولم أخلص إلى شيء قيمة بعد
    لكنما حتماً إني لها من الشاكرين
    إن اتفقنا أو اختلفنا في محصلتي
    فإن الامتنان لنجلاء يظل واقفاً على قدميه
    فالكاتب الحق هو ما يرج الثوابت بنظرٍ
    ويبعث في الناس رؤاه دونما مواربة
    الأمر الذي يدفع إلى التجويد بعد النظر بعمق إلى ما ناوله



    تحياتي، محبتي واحترامي

    (عدل بواسطة بله محمد الفاضل on 07-03-2014, 10:41 PM)

                  

07-03-2014, 11:02 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    سلام شاعرنا بلة ورمضان كريم
    كنت في سفر،
    وجيت لقيت كل الأرض منفى!
    المهم زي ما قلت في بوستيني بعنوان (خرطوم بلوم في رؤية نجلاء التوم) وبالنظر
    لما أتيت به أنت في مخاطبتها لناجي البدوي فإن الشاعرة الأولي لا تملك أن تكون
    أقل من شاعرةٍ أولى، إذ أنها لا ترضى أن تكون وليمة لأعشاب البحر أو أي خرابيط
    أخرى تقل عن أن يزدهي بها قمرٌ قادم!
    ولعل كواسة التقية في العبارة الشعرية هي من أحدث وسائل الوقاية وربما تؤسس
    لاستباق قاتل!
    نجلاء يا سيدي مثل أنثى تمساح ماكرة عبرت وفي معيتها ابراهيم حسين والجابري
    وآخرين تدخرهم لتفقيسة وشيكة لأحسن بيض يتخلق منه تهديد قادم لسكان بحر أبيض!
                  

07-03-2014, 11:08 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: mustafa mudathir)

    ذلك على وجه التحديد ما رأيته يا درش
    رأيتها شاعرة منتصبة القامة لنصرة الشعر الشعر
    وليس سواه


    وما أجمل تهديد الشعر وكسر السكون وقل بالدرب الاستسلام


    حي على السهل وإن امتنع هههههههههه
    هذا ديدنها أظنه
    والبتجي من نجلاء يتحمله الشعراء
                  

07-05-2014, 10:30 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    لقد ألقت إلينا حجراً ثقيلا
    عنونته بحرفنةٍ وتغرير، ثم ابتدرته بسؤالٍ "هل يمكن تشريح الأصالة؟"
    تقر ولا تقر بأن الغناء أصيل،
    وهو كذلك بالطبع،
    ولما كان الغناء (الشعر المكون له على وجه الدقة) ليس بالقرآن ولا ينبغي له،
    أو لنقل ليس بالممنوع عن التشريح والدحض،
    فالقرآن واجب التشريح لكنه غير قابل للدحض،
    وأعني رده وعدم قبوله بمحمولاته اللغوية والدلالية،
    ولما كان ذلك كذلك فإن نجلاء جاءت من بابٍ بدأت به واستمرت على منواله عبوراً بإبانة ما أرادت إبانته...
    لقد قرأنا من ذي قبل رؤى حول شعر الغناء وغناء الشعر،
    وقفنا مثلاً على (http://www.sudaneseonline.com/board/18/msg/1252039774.html) وغيره،
    بل ربما تساءل الكثير منا عن
    على أي عمدٍ سيقف هذا النص الشعري -مجازاً- إن لم تحمله إلينا الموسيقى
    والجمل اللحنية التي جملته لنا
    فارتسم بأذهاننا كأجمل ما يكون،
    لم نحاسبه على هزاله، على عاديته، لم ترتبك أرواحنا وهي تتعاطى معه كأبهى ما يكون
    ولعله حتى هذا الحد يمكننا قبوله كمحرض/باعث لأحاسيس طيبة وغبطة ليس في المقدور غرفها دونه،
    قل كمخدر نحتاجه لأوقات طائشة من عسف الأسى ومرارات الأشجان الشتى،
    ليس سوى مسكن لحظي عابر،
    هذا في الحدود الدنيا للشخص بمفرده،
    ويتسع الأمر عقب ذلك لما رأته نجلاء،
    لما أرادت إلقامه ابتسامة، مشاغبة، نحوله نحن بتحريكنا إياه من هذا المدى المراد
    إلى حجرٍ أو خنجرٍ أو كيفما نشاء...
    إلى الحد البعيد تطابق مفهومها الكثير للشعر وتعاطيها الحساس معه بإرتباكاته العديدة
    وارتكاباته المحدودة باللغة والتقسيم/البناء والمعنى/الرؤى،
    ذلك إن الشعر وفق مفاهيم خالق دون التأطير لن يتؤانى/يدخر (عن) الاشمئزاز من الخفة والترقيع التي يحفل بها (الشعر الغنائي) على وجه التعيين..
    الأدهى إنه (أي الشعر الغنائي) ما يمسك بالأكف للقفزِ،
    إما إلى هوةٍ بلا قرار، أو إلى الأعلى،
    ذلك ما رمت إليه مجاديفُ نجلاء،
    شرحته من الباب "بأرجلنا ومصاريننا"
    "تهويمات هزلية تنتجها قوالب شبه ثابتة محكومة بشهوة الرجز، والطلاقة الشعبية، والنبرة العادية في الكلام ......... أقرب نسخة إلى الواقع"
    وبالطبع فإننا ليس مع الإطلاق الذي ذهبت إليه نجلاء
    وإن هي عنت به "كلما تشبثت الأغنية بسوقيتها المعروقة، كلما تصير إلى درجة من أصالتها الصحيحة"
    ومن هنا انتجت، وعلى أسس محبة تحاول الفكاك من قيدها،
    انتجت عبارتها مدار اللغط (العوارة)،
    ولقد أخذتها من مأخذها الذي تروم،
    في اتجاه تحفظنا للنظر إلى ما يسلبنا التوازن الذي عليه جبلنا بل قُل قيدنا برسنه المقيت،
    وهو توازن الكبت إن لم يكن السحق لمشاعرنا (أرجلنا ومصاريننا وفق نجلاء) مما يستدعي خروجنا عنها
    إلى القول (حبة شتارة وعوارة)،
    ذلك تحبب لا يخرج عن ذلك قيد أنملة وإن لم يعجبنا الأمر،
    "لكن الفن هو دائماً تدخل معقد، فلا نجاة من سطوته، لكن التحايل عليه ممكن"
    يقرأ ما تقدم إلى جانب (الحكمة محجوبة) في مقال نجلاء المعنون إلى عثمان حامد
    ومن المهم المرور عقب ذلك على الشاب مصطفى مدثر وترقب جديده في هذا الخصوص كمان...
    .
    .
    .
    .
                  

07-05-2014, 06:36 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    كلام سمح وكذلك مقنطر سمح للاقتباس
    توقيع الشاب خالد-مصطفى مدثر


    <>
                  

07-07-2014, 02:37 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: mustafa mudathir)

    سمح أنت يا درش أي
    ويا زول ولا يهمك خذ الجمل بما حمل
    جميعه ملك يمينك حرم...

    ومرحب حباب الشاب
    أي والله شاب ثم شاب ثم شاب...
                  

07-05-2014, 07:37 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    عزيزي بله بوست جميل جدا ولكن يبقى سؤال هام
    هل نحن نعرف الفرق بين النص الغنائي والنص المقروء
    اعتقد بان تسعون بالمائة من سكان السودان لن يفهمو هدا الطرح
    من العزيزه نجلاء وبالتالي لن يفهموا النصوص التي اشارت الى بعضها
    في الدول التي تتقدمنا كثيرا في مجال الموسيقى والغناء
    هنالك وظيفة اسمها
    Song-
    writer
    وكاتب الاغنيه عندهم هو شاعرها وملحنها واحيانا موزعها واحيانا مغنيها
    والاغنية في هذه الدول لها قوالب ونوعيات اي انك ان كنت من مشجعي الكنتري حتدخل المحلات وتلقى اغنية الكنتري لها زوايا وارفف محددة في المحلات
    والنص في الكنتري غالبا يروي ما يشبه القصة
    عذا على سبيل المثال لا الحصر

    (عدل بواسطة Elmosley on 07-05-2014, 07:40 PM)
    (عدل بواسطة Elmosley on 07-05-2014, 07:41 PM)

                  

07-07-2014, 07:14 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: Elmosley)

    سلام أستاذنا العزيز الموصلي
    كلام نجلاء ليس فيه أي توصيات أو حتى تعريفات رغم أنه
    قد يلفت النظر لزاوية نتأمل بها الغناء. ولقد اعتمدت نجلاء
    على النفس الشاعرة داخلها ولذلك جاء كلامها محتوياً على
    عبارات باهرة. وفي الحدود دي هو كلام سمح ومحرض على
    التفكير في دوافع الغناء السوداني وطرائقه وكذلك يلامس
    حتة تضمين موسيقى غير سودانية في الغناء السوداني.
    وهذه نقطة أتمنى لو يتوفر لك زمن للإدلاء فيها برأي.
    بالنسبة لل song writer و singer/song writer
    و ال staff writer (المؤلف المرتبط بديباجة وعقد معين)
    فهذه توصيفات لم تتضح بعد في صناعة الغناء. ولكن وأنت،
    أدرى، نجد مثال أبوعركي الذي صار ملفتاً اكتفاؤه بكلمات
    يكتبها هو ويلحنها. وقديماً ع الكريم الكابلي. وهنا حاجة
    مسلية بمناسبة رمضان وهي أن نذكر الفنانين تحت كل
    مصطلح من الثلاثة أعلاه.
    بعدين اسمك في لساني لكن حقيقة لم أتذكر أغنية كتبتها
    ولحنتها وغنيتها أنت وما عايز أضعك مع السونغ رايترز
    دون التأكد.
    هناك نقطة طريفة عن شعراء الأغنية، وأعرف أكثر من
    مثال، تجد الشاعر يجيد في القصيدة ولكنه (أشتر) في
    الموسيقى. وهو شيئ محيّر لأن القصيدة موزونة بطريقتها
    وكذلك الأغنية يوزنها ايقاعها فلماذا تصعب عليه؟ ههههههه!

    شكراً لبلة الفاضل ولنجلاء التوم أن اتاحوا لنا أن نستمتع
    كهواة وكمحترفين.
                  

07-08-2014, 01:24 AM

salah ismail
<asalah ismail
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 1258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: mustafa mudathir)

    8888

    (عدل بواسطة salah ismail on 07-08-2014, 03:42 AM)
    (عدل بواسطة salah ismail on 07-08-2014, 03:46 AM)
    (عدل بواسطة salah ismail on 07-08-2014, 03:46 AM)

                  

07-10-2014, 08:44 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: mustafa mudathir)

    سلامٌ يا مصطفى
    الشاب درش
    .
    .

    وصلاح إسماعيل حبابك
    وفي التمانيات



    وكتر خيرك يا عمر
    على الإعادة
    التي فيها إفادة



    تحياتي، محبتي واحترامي
    وكدا
                  

07-10-2014, 08:34 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: Elmosley)

    (سادنُ الموسيقى واللحون)
    حبيبنا الموصلي
    ظني أنه ينبغي علينا أن نعرف،
    معرفة النص الجيد بطبيعة الحال تتفاوت من شخصٍ لآخر،
    لكن في المجمل فإن هناك نصوص متماسكة من حيث رؤاها وجدتها وفرادتها
    بحيث أنها تشكل لبنة طيبة للاشتغال عليها من جهة اللحن والموسيقى،
    إن أخذنا مثالاً فإننا لن نجد غير اشتغالات الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد
    من جهة تفرده بالاشتغال على نصوص شعرية باهرة
    وقد تصنف كنصوص غرائبية أو قل متوحشة
    وكانت لتكون عصية على أن تنضاف للغناء لولاه،
    ولعل دلوي هذا غير ناجز لكنه ما ران لي كوجهة نظر يؤسس عليها،
    وأعني أنه بتوخي الحرص على إفراد وإبراز نصوص قد تبدو عصية على التقولب في أطر الغناء
    قد يخلق اكتمالاً رشحت مادة نجلاء عثمان التوم في سبل للبحث عنها
    بإشاراتها الجلية جهة الضعف البائن في النصوص...
    من المهم جدًّا على المشتغلين بالغناء ألا ينشغلوا بالسهل المتجاوب
    دون عنت مع التركيب على الموسيقى واللحن المطواع،
    من المهم أن نركب على تصاعدية رؤى النصوص موسيقانا
    وإن استلفنا لها قوالب غير التي ألفنا،
    هذا الأمر سيخلق أفقاً جديداً وتبايناً وفرادة من سيمشي في مساره،
    وأرشحك أنت شخصياً لهذا الدرب لما تملكه من مرونة وغنىً وإدراك...
    ولا تخف على وعي المتلقي فإنه بتفاوته سينحاز إلى الفطنة في مناولتكم ودونك تجربة الراحل م س على ما فيها من ملاحظات تم تداولها من ذي قبل...
    واكتفي فيما أوردته عن الدول التي تتقدمنا
    بمداخلة الشاب مصطفى درش
    لك وله ولنجلاء التحايا والمحبات
    وكل عام وأنتم بخير
    وعذراً على التأخير

    تحياتي، محبتي واحترامي
                  

07-09-2014, 00:28 AM

omar altom
<aomar altom
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 921

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموسيقى والغناء - نجلاء عثمان التوم (Re: بله محمد الفاضل)

    انا واقعة مثل الآخرين فى الثقب الاسود الغامض الذى يتهيأ لابتلاع اية محاولة لتعرية الشعِر ، تعريفه ، مسائلته عن جدواه ولا جدواه والسؤال الاهم لماذا هو هنا ؟ لماذا ليس هناك عالم / حقبة / زاكرة / حلم / جسد / بلد خال من اوهامه ؟ حتى ان الاجابة السحرية التى لا يتوانى معظم الكتاب عن اللجؤ اليها متى تعرضوا لقسوة تفسير ما يفعلونه للعالم ولانفسهم وهم يجعلون من الكتابة حياتهم تبدأ غالباً على هذا النحو : لست متأكداً/ متأكدة لماذا اكتب ، انما .... كذا وكذا . اكتب لاننى لست متأكدة من ان على الا اكتب ... ولاننى احب ان اكتب ...ولاننى لا اكتفى بالمراقبة بل ادون ما اظن اننى اراقبه ... ولاننى قد لا افلح لا فى المراقبة ولا فى التدوين ولا بأى شىء آخر ...فاكتب ما اظنه فشلى ... وسرعان ما انسى النسق وكثيراً ما اطرق الباب ذاته لمرة ولمرة ولا اعثر فى كل مرة على وجهى فاكتب ما اظنه وجهى .اغنى لذات السبب.
    نجلاء................عن الشعر والغناء....
    2004
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de