|
|
 ادخل لترى العجب في دولة العجب " ممنوع لاصحاب السكري والضغط "
|
مستشفي الشطيب... تحرير شهادة وفاة
صحيفة التيار
24/6/2014
اجراءه: قسم التحقيق
في 17/يونيو الجاري بدأ الانهيار الفعلي لمستشفي الشطيب الريفي بمحلية الديوم الذي توقف نشاطه بعد سبع سنوات من العمل المضني لترفيعه من مركز صحي لمستشفي ريفي، وعبر مواقع الانترنت خاصة (منتديات ابناء الشطيب) ومواقع التواصل الاجتماعي (شباب النيل الابيض للتغيير) تم توفير الدعم المالي لصيانة مباني المركز الصحي القديمة وتشييد مباني اضافية شملت مجمع ضخم للعمليات وعنابر مكيفة للرجال والنساء والتوليد بالاضافة لميز الاطباء والمسجد، وكانت وزارة الصحة بولاية النيل الابيض وافقت في العام 2006م علي ترفيع المركز الصحي، ويغطي مستشفي الشطيب الذي انفقت فيه ملايين الجنيهات بالجهد الشعبي الحاجة للخدمات الصحية المتطورة لاكثر من (15) قرية يقطنها اكثر من (40,000) نسمة، غير ان المدير الاداري للمستشفي اتخذ مؤخرا قرارا بتعليق نشاطها بعد ان تراكمت الديون علي ادارتها التي كانت تعتمد في الاساس علي دخل الصيدلية والعيادة لتسيير العمل بكلفة شهرية تبلغ اكثر من (13,000) جنيه، وتواجه حكومة الولاية ووزارة الصحة اتهامات باهمال وتجاهل مطالب المواطنين بدعم المستشفي وتوفير الكادر العامل، وفيما رفض وزير الصحة الادلاء باي تصريحات تدحض أو تؤكد صحة الاتهامات الموجهة للوزارة، اكد المدير العام لوزارة الصحة ان الاخيرة تولي قضية ومطالب مواطني الشطيب اهتماما خاصا ولكنها تواجه ببيروقراطية الجهات المركزية التي رفعت اليها مطالب بتوفير المعدات الطبية، في حي تواجه الوزارة مصاعب في ايجاد اعتمادات مالية لتوفير الهيكل الوظيفي للمستشفي لضمان استمرارية الخدمات التي يقدمها، اليكم التفاصيل:
بناء علي رغبتهم
في العام 2006م وافقت وزارة الصحة بولاية النيل الابيض علي ترفيع مركز صحي الشطيب لمستشفي ريفي، واكد الخطاب الممهور بتوقيع المدير العام السابق للوزارة محمد عوض الله بانقا انه بعد الاطلاع علي توصيات مدير الطب العلاجي ومدير الخدمات الصحية بالدويم وادارة المستشفيات بالاضافة الي رغبة اللجنة الشعبية في تشييد المستشفي ونظرا للكثافة السكانية التي تفوق الاربعين الف نسمة فقد قررت الوزارة في قرارها الاداري رقم (56) لسنة 2006م علي ترفيع مركز صحي الشطيب لمستشفي ريفي اعتبارا من تاريخه، وياتي خطاب الوزارة علي خلفية خطاب صادر من المدير التنفيذي لمحلية الدويم ومدير الخدمات الصحية بالمحلية يؤكدان فيه رغبة المواطنين في الشطيب في تشييد مستشفي علي نفقتهم الخاصة.
دور الانترنت..!!
وقال عوض عبد القادر كركاب عبد القادر وهو المدير الاداري لمستشفي الشطيب الريفي ان حملة لجمع التبرعات للمستشفي انطلقت عبر موقع منتديات ابناء الشطيب ومواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) اسهمت اولا في صيانة مباني المركز الصحي القديم واعادة تاهيل شملت اعداد مواقع للصيدلية والمعمل بالاضافة لغرفة عمليات صغيرة وعيادة، وفي 15/10/2007م كما يقول كركاب بدا العمل في المستشفي بعد ان وافقت وزارة الصحة علي تعيين ممرضين وتقني معمل وفراش وخفير ترك بعضهم العمل بعد مرور عامين من الافتتاح، وذهب كركاب الي انه شخصيا قاد عملية افتتاح الصيدلية عبر استدانة الادوية من الصيدليات العامة في الدويم مع وضع هامش ربح يمكن من تسيير العمل، واكد: ( تعاقدنا مع بقية الاصطاف بالجهد الشعبي ومن ايرادات المستشفي الذاتية لتامين استمراريتها).
كانت غائبة تماما...!!!
ولكن، وفي يوم 17/6/2014م، نضبت الايرادات الذاتية التي كانت تعتمد في الاساس علي عائدات الصيدلية التي افلست، وقال كركاب انه خاطب ابناء الشطيب بالداخل والخارج عبر الانترنت الذين كان لهم القدح المعلي في تشييد واضافة المباني الجديدة للمستشفي بان الوضع في غاية الخطورة وان الديون صارت تتراكم عليه وانه سيكون مضطرا لاصدار شهادة وفاة المستشفي في أي وقت، واكد: ( عندما واجهتنا مصاعب جمة مؤخرا قررت ايقاف نشاط المستشفي)، وعزا كركاب اسباب قراره الي ان الاصطاف العامل بدأ يتقلص هو الاخر بعد ان عجز المواطنين عن دفع رواتب العاملين خاصة الطبيب الذي ارتفع راتبه الي (3000) جنيه في حين بلغت حوافز بقية التيم العامل (10,000) جنيه شهريا، واشار الي ان الطبيب وتقني المعمل كانا يتحصلان علي كل العوائد المالية للعيادة والمعمل في الفترة المسائية ومع ذلك بلغ العجز الشهري (8,000) جنيه، واضاف: ( واذا سالت عن وزارة الصحة اين من كل ذلك لقلنا لك انها كانت غائبة تماما).
دعوات لانقاذ ما يمكن انقاذه
وعلي صفحات الانترنت خاصة موقع منتديات ابناء الشطيب ومواقع التواصل الاجتماعي تواصلت الدعوات لانقاذ المستشفي، وقال كركاب ان غالبية المساهمات المالية التي وصلتهم لانشاء عنبر جراحة للرجال المكيف وغرفة الولادة قيصرية وطبيعية المكيفة ايضا بجانب مجمع عمليات لايوجد له مثيل في مستشفيات الولاية الكبري بالاضافة لميز للاطباء ومسجد، وصلتهم عبر التفاعل النشط علي الانترنت، واكد ا ن اخر تقرير اعده عن المستشفي اكد ان فاعلي خير من السعودية ساهموا عبر ابناء الشطيب في دول الخليج في تشييد عنبر الجراحة رجال والمسجد، فيما تبرع ابن المنطقة حسن عووضة بتشييد مجمع العمليات الذي بلغت كلفته الاجمالية (700.000) جنيه، في حين وفر المواطن مكاوي عبد الله المقدم عدد (15) سرير في عام 2007م، واضاف: ( والان لدينا (20) سرير تم شراءها من جياد في الطريق)، وقال كركاب ان الشئ المحزن ان يدفع المواطن من حر ماله وكده وعرقه لتشييد مستشفي عجزت كل حكومات الولاية السابقة عن انشاء مثيل لها في الارياف، واضاف: ( الناس هنا يشعرون بالمرارة لانهم كانوا يتوقعون ان تكرمهم حكومة الولاية لان ان تكون سببا في اغلاق المستشفي).
ولكن للاسف...!!
واكد كركاب ان المستشفي صار عاجزا مع بدايات العام 2013م عن دفع مستحقات وحوافز التيم العامل الذي يشمل الي جانب الطبيب المتحصل ومحضر المعمل واثنين من الفراشات وخفير وسائق وابور، واكد: ( كان راس المال يتاكل يوما بعد يوم وافلست الصيدلية التي كنا نعتمد عليها وصرت مديونا لاشخاص الا ان جلهم اسقط ديونه تقديرا لظروفنا)، وقال انهم خاطبوا وزارة الصحة قبل نحو ثلاثة اشهر لتكملة الاجهزة الطبية للمعمل والعملية وبنك الدم والاشعة والموجات الصوتية وغرفة الولادة الطبيعية والاسنان والعنابر، واشار الي مخاطباتهم لوزارة الصحة التي قابلوا وزيرها حامد علي شملت ايضا تعيين كوادر طبية وعمال واكمال الهيكل الوظيفي، واضاف: ( الوزير قال لنا ان مخازن الوزارة مليئة بالمعدات الطبية والادوية)، وقال كركاب: ( للاسف لم نر أي اجهزة ولا ادوية حتي الان).
مشاكل متفاقمة
من جهته رفض وزير الصحة حامد علي الادلاء باي تصريحات بشأن موقف الوزارة من قضية مستشفي الشطيب نفيا أو تاكيدا للاتهامات التي وجهت لها بتعمد تجاهل مطالب ادارة المستشفي وقوفها ضد اكتمال العمل، فيما اكد ابو هريرة عبد الرحمن المدير العام للوزارة في اتصال هاتفي مع (التيار) ان قرار اغلاق المستشفي قرار خاطئ ولايحق لاي جهة عدا وزارة الصحة اتخاذه، وقال ان مشكلة المعدات الطبية مشكلة تعاني منها كل الولايات وليست حصريا علي الولاية، ولفت الي ان وزارة الصحة تولي مستشفي الشطيب اهتمامها والدليل مخاطبة وزارة الصحة الاتحادية بحاجة المستشفيات الريفية في الولاية للمعدات والاجهزة الطبية، واضاف: ( بالنسبة للهيكل الوظيفي فانه ليس بيدنا شئ خاصة بعد ان صدر قرار من مجلس الوزراء الولائي بعدم التعيين)، وقال ابوهريرة ان المركز رصد (40,000) وظيفة مؤخرا وانهم في الوزارة قاموا بتسمية الحاجة ل(700) وظيفة تم رفعها للجنة الاختيار الولائية، واكد: ( همنا المستشفي تشتغل بتوفير ابسط معينات العمل خاصة وانها جاهزة)، وزاد ان مشكلة العمالة المؤقتة في مستشفي كوستي علي سبيل المثال لا الحصر تبلغ (130) بينهم اطباء يتقاضون شهريا حوالي (60,000) جنيه من الايردات الذاتية، وقال: ( لو تم تعيينهم ممكن القروش دي تمشي للمرضي).
وقال المدير العام لوزارة الصحة ابوهريرة عبد الرحمن ان حكومة الولاية وافقت علي كل طلبات الوزارة يتعيين العديد من الكوادر الطبية ولكنها قالت- أي حكومة الولاية- انها صرفت كل الاموال لصالح مشروعات تنموية بما فيها المراكز الصحية، واكد ان الاجراءات البيروقراطية التي تعمل بها المؤسسات الحكومية ظلت تعطل اتخاذ قرارات سريعة من قبل الامدادات الطبية التي تلقت طلبات بتوفير المعدات الطبية للمستشفيات الريفية، ولفت الي انه شخصيا تبني قضية مستشفي الشطيب ومطالب المواطنين العادلة، واضاف: ( في الفترة القريبة القادمة ستصلنا المعدات الطبية وهذا وعد مني بحل مشكلة المعدات في يوليو القادم)، وقال ابوهريرة ان الوزارة اتجهت مؤخرا وعبر ما اسماه (برنامج الوثبة) للعمل في المراكز والوحدات الصحية بالارياف بعد ان كانت جل الاموال تصرف في الماضي علي المستشفيات الكبري مما زاد من معدلات التردد عليها، واكد: ( نعمل الان علي تهيئة المستشفيات الريفية لتخفيف الضغط علي المستشفيات الكبري).
|
|
 
|
|
|
|
محمد صديق الفكي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست