التدين الرسمي والشعبي... وبينهما الله والسلطة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 04:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2014, 02:52 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التدين الرسمي والشعبي... وبينهما الله والسلطة

    شهد تاريخياً دور المؤسسة الدينية في العالم الإسلامي موجات متتابعة من المد والجزر، خصوصاً في العصر الحديث الذي ثار فيه جدل لم ينقطع حول أزمة المؤسسة الدينية وعن إشكالات دورها ومهماتها، وعن التحديات الجديدة التي يفرضها الواقع المعاصر، وفي مقدمتها: الخوف من الحركات الدينية الصاعدة منذ عشرينيات القرن الماضي، وتهالك المرجعية الدينية وسحب سلطة هذه المؤسسات لصالح نجوم الفضائيات الدينية والزخم الديني والدعوي على شبكة الإنترنت ...إلخ.
    فضلاً عن هذا الصعود للبدائل التي ملأت فراغات خلَّفتها أزمة المؤسسة الدينية الإسلامية المعاصرة وراءها، وقيام تلك البدائل بكثير من الأدوار التقليدية التي كان معهوداً في السابق أن تقوم بها المؤسسة الدينية، بل وأن تحتكرها، إلا أن ثمة أزمات بنيوية متعلقة ببنائها وتقنينها وهيكليتها، وخطاب كثير من الممثلين لها. وإذا تجاوزنا بعض الأزمات التي تتعلق مباشرة بإدارة الشأن الديني المحض، نلاحظ أن الأزمات التي تتعلق بإدارة الشأن الدنيوي الخالص، أو ما يجمع بينهما، ظلت الأكثر إثارة للجدل وحِدَّةً في آنٍ معاً.
    على أننا نعني بالمؤسسات الدينية تحديداً تلك التي تتبنّاها الدولة بشكل رسميٍ، وهي التي يمكن أن نطلق عليها "مؤسسات المتن"، شأن الأزهر في مصر، والزيتونة في تونس، وهيئة كبار العلماء في السعودية، تمييزاً لها عما نطلق عليه مسمى "مؤسسات الهامش"، تلك التي تحظى بشهرة أوسع ربما ولكن بمصداقية أقل،
    ومن ثم لا يدخل في اهتمامنا الأفراد من الفقهاء والعلماء وأمثالهم، وكذلك الحركات الإسلامية غير الرسمية، رغم أننا لا نزال في أمسِّ الحاجة لأن نبحث طبيعة العلاقة التي تربط بينها وبين المؤسسة الدينية الرسمية؟! وما إذا كانت تلك الحركات قد استفادت من ضمور التأثير وانكماش المصداقية بالنسبة لتلك المؤسسات الرسمية أم لا؟! وما هي الطرق المثلى التي يمكن أن تنهض بدور تلك المؤسسات من جديد؟!
    شكلا التدين
    من هنا أمكن للبعض أن يفرقوا بين شكلين من التدين: الأول رسمي، والآخر غير رسمي أو شعبي. والحال أن تمييزنا بين ما هو رسمي وما هو غير رسمي إنما يقوم على اعتبار أن الأول هو عبارة عن تدين يركن إلى الأصول والنصوص والشريعة والسنّة، بينما الآخر يقوم على الاختيار الروحي للأولياء الذين يدخلون في وساطة بين الله والناس، مع ضرورة التفريق بين نوعين من الأولياء: الأولياء الموقرون الذين يحظون بالقداسة على جميع المستويات، والأولياء الشعبيون وهم أصحاب مظاهر فلكلورية تجتمع لديهم البركة ويمنحونها لمريديهم.
    ومن ثمَّ، فإن التدين الشعبي هو في الأصل عبارة عن ممارسة الدين في الحياة اليومية استناداً إلى تعظيم الأولياء والقديسين. إن هذا النوع من التدين، بوصفه أداة من أدوات العوام لحل مشاكلهم بطريقة ذاتية، يعد بمثابة رد فعل للتعامل مع المشكلات العويصة، التي تقف حائلاً دون إشباع الاحتياجات الفردية والجماعية. وإذا كنا نشير هنا إلى أن التدين الشعبي، أو التنظيمات المرتبطة به، بوصفها آلية مهمة لتخفيف شكوى المعدمين من الحياة المادية شديدة الصعوبة؛ فإنه يمكننا أن نميز أيضاً بين العقل البروليتاري وعقل السلطة، خاصة وأن التناقض الكائن بينهما يجعل من الدين أرضية مشتركة بين أطراف التناقض!
    التعبير عن التدين
    ولاشك أن ثمة اتفاقاً عاماً على إمكانية دراسة الظاهرة الدينية، أو ما يطلق عليه التعبير الجماعي عن الخبرة الدينية، وفق ثلاثة محاور رئيسة هي:
    الدين الفردي (المعتَقَد/ قاع الظاهرة الدينية): أو ما يمكن أن نطلق عليه مسمى الحس الديني أو الخبرة الفردية للدين.
    الدين الجمعي (الطقس/ وسط الظاهرة الدينية): وهو الذي يعد نتاجاً للخبرات الدينية الفردية، ليكوّن المعتقد الديني اجتماعياً، ويجعل الدين ظاهرة اجتماعية.
    الدين المؤسسي (الأسطورة/ ذروة الظاهرة الدينية): وهو الذي تتحول فيه الخبرة الدينية إلى مؤسسة سياسية أو دين جمعي يستخدم كأداة للضغط والتحكم. وهو الذي يُمارَس فيه الدين بوصفه بنية اجتماعية تشكلت مع بروز شكل الدولة في المجتمعات الإنسانية، خاصة في المراحل الانتقالية بين المجتمعات القروية ونظيرتها المدينية الأولى.
    ويترتب على هذه الأنواع أبعاد خمسة للتدين بشكل عام، ألا وهي:
    بعد تجريبي للحياة أو الخبرة الدينية.
    بعد شعائري يتمثل في جملة الممارسات التعبدية.
    بعد إيديولوجي يستند إلى العقيدة أكثر مما يتكئ على الشعور الديني.
    بعد ثقافي فكري يرتبط بصورة أوسع بما يتجاوز النصوص والعقائد.
    بعد نتائجي، أي محصلة النتائج المختلفة التي تنتج عن الحياة التجريبية والممارسات والعقائد الدينية.
    على ما يبدو فإن الأزمات الكبرى التي تعانيها المؤسسات الدينية في الزمن الراهن نابعة في أغلبها من هيمنة السلطة السياسية عليها بما يضمن تدجينها واستتباعها والحيلولة دون استقلاليتها، أيضاً تطرح تلك الأزمات سؤالاً مهماً حول التجمعات والهيئات والائتلافات التي طرحتْ نفسها بديلاً عن المؤسسات الرسمية للقيام بجملة أدوار اجتماعية وسياسية ترى عجز المؤسسة التاريخية عن النهوض بها، أو على الأقل قصور أدائها فيها كجبهة علماء الأزهر، والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، مع ملاحظة اقترابها من طروحات الجماعات والحركات الأصولية، فضلاً عن تسييسها بشكل كبير.
    يتبع التفريق بين المؤسسات الدينية، مؤسسات المتن والمؤسسات الهامشية، تفرقة أخرى يقيمها الباحثون بين "الدين الرسمي" و"الدين الشعبي". أما الأول فيُقصدُ به جملة المعتقدات والممارسات الدينية كما تحدّدها المؤسسة الدينية التاريخية وعلماء الدين القائمون عليها، ويتمثل في المجتمع العربي عند المسلمين بالمعاهد الدينية والمساجد والفقهاء والشيوخ وعلماء الدين المعنيين بتفسير المعتقدات والطقوس انطلاقاً من النص القرآني والشريعة والوحي.
    أما العناصر الأساسية التي يتشكّل منها الإسلام الرسمي فهي: المؤسسة، والنص أو الكلمة، والشريعة، وفكرة التوحيد مقرونة بغياب وسطاء بين المؤمن والله، والتفسيرات الأصولية، والعلاقة الوثيقة بالسلطة المركزية والطبقات أو العائلات الحاكمة، والمسجد، والعلماء، والوحي الإلهي. ويكون مركز المؤسسة الدينية الرسمية المدن، وبخاصة العواصم، ويضعف نفوذها أو تقل سلطتها في الأرياف والبادية.
    الاستقلال عن المؤسسة
    أما الدين الشعبي؛ فيقصد به جملة المعتقدات والممارسات الدينية التي تتم ممارستها باستقلال نسبي عن المؤسسة الرسمية. وهو شديد التنوع بحسب البيئات ونظم المجتمع والأحوال الاقتصادية وأنماط المعيشة، كما أنه يتمركز عادة حول المزارات أو أضرحة الأولياء والقديسين الصالحين ممن لهم أصول في التاريخ، وحول شخصيات أسطورية. ومن أبرز عناصره: تدرجات القداسة، والتفسيرات الرمزية، وضعف العلاقة مع علماء الدين (خاصة من يمثلون السلطة)، والتمسك بتقاليد مشتركة بين مختلف الطوائف مستمدة من عهود قديمة قد تعود في بعضها إلى ما قبل نشوء الديانات التوحيدية.
    ومن عناصره الأخرى: التشديد على شخصنة القوى المقدسة والوسطاء بين المؤمن والله، والتشديد على أهمية التجربة الروحية الذاتية والورع الداخلي، والإيمان بالعجائب الخارقة وبالبركة، وتأويل النصوص تأويلاً باطنياً، كما يتمركز التعبد حول شخص الولي والقديس أكثر منه على النصوص والتعاليم المجرّدة.
    ويعد التصوف من أبرز الفضاءات التي تتجلى فيها ممارسات التدين الشعبي بشكل واضح، إذ ينتشر التدين الشعبي في الريف والبادية وبين الفقراء والمحرومين والضعفاء بشكل خاص، كما أنه محبّب كثيراً للنساء وخاصة المتقدمات بالعمر، وحيث يقوم فصل بين عالمي المرأة والرجل، والطبقات الدنيا والفلاحين والبؤساء.
    بحسب البعض؛ فإن المجتمع العربي يتميز بتقسيم فضائي بين الجنسين "فكل ما هو مغلق ينتمي إلى فضاء المرأة، وكل ما هو عام ينتمي إلى فضاء الرجل. وقد لوحظ أن زيارة الأولياء شبه مقصورة على نساء الطبقات الفقيرة؛ وذلك لأن الحاجة إلى زيارة الأولياء ترتبط بمشاكل المجتمع التي تمس الناس ومنها البطالة، والرسوب المدرسي، كما يتيح الفرصة للتعبير عن النفس، أي الإفصاح عن الآلام والصعوبات الداخلية التي لا يتمّ التعبير عنها بصوت عالٍ".
    خلاصة بحث محمد حلمي عبد الوهاب 'فتوى شلتوت وكتاب المراجعات'، ضمن الكتاب 88 (أبريل 2014) 'الأزهر مرجعية التقليد السُّني في زمن التغيير' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي

    (عدل بواسطة mwahib idriss on 06-23-2014, 02:57 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de