|
صورة خادمة سودانية للمنكرين
|
الأميرة الخادمة :
أخرَجَتْ بِرِضاها أَمْ قَسْرا؟
أخرَجَتْ سِرًّا أَمْ جَهْرا؟
أعَبَرَتْ جوًّا أَمْ بَرًّا أَمْ بَحْرا؟
- - -
أأَبوها حَيٌّ أَمْ في اللَّحدِ؟
أَمْ حَيٌّ بَلْ مكتوفُ الأيدي
يَأبى بَطَلاً زَرَدَ الصَّفْدِ
- - -
وِثاقٌ مِنْ أخطاءِ السَّاسهْ
مِمَّنْ فَظَّ وسَرَقَ النَّاسا
فَمَا إِنْ فُكَّ أعَادَ ودَاسا
- - -
هَلْ لأبيها عَمَلٌ أم كلّا ؟
هَلْ لأبيها رِزْقُ الدَّولهْ ؟
أَمْ في كُلٍّ خَسِرَ بِجَولهْ ؟
- - -
أجرٌ قُلٌ ذُلُّ أجيرْ
يَأخذُ حُزَمًا مِنْ جَرجيرْ
لا تَسْوى عِدْلاً كَيْلَ بَعِيرْ
- - -
هَلْ ضَاعَ بِسُّوقٍ ممسوسْ؟
سُوقٌ رُهِنَ لَدَى الجاسوسْ
يَعْبَثُ فِيهِ عَبَثَ السُّوسْ
- - -
الأموالُ عُيونُ الحَيفِ
خَذْلاً فرَّتْ يَومَ الزَّحفِ
فَخَانَتْ أَعزَلَ صِفْرَ الكفِّ
- - -
الآنَ الدَّاءُ يُحاصِرُ ابنَهْ
نَظَرَ إليهِ فأكبَرَ وهنَهْ
ذَهَبَ لِآسٍ أغلى ثُمْنَهْ
- - -
حَتى قَالتْ أُمُّ الابنِ كَلاما
هَمْسَ أنينٍ نَفَذَ سِهاما
زَادَتْ تَحتَ الدَّمعِ ضِراما
- - -
فَصَرَخَتْ ابنتُها: دعوني أُهاجِرْ
لأيِّ مكانٍ عزمي يُبادِرْ
لَو أشْقَى كَدَّاً لستُ أُحاذِرْ
هل سمحت لها بلادنا بالخروج لهذا العمل؟. سمراء عليها خمار بلون حناء غير مسوَدٍّ ، احتواها الحجاب إلا الوجه والكفين ، بيد أن بعض غدائرها تمردت فكشفت عن نفسها. نجلاء العينين ، راحلة النظرات ، تنظر من علٍ ، نظرات غريب عن هذه الديار ، كأنها لم ترَ هذا السوق من قبل ، في قَدٍّ باسق شاهقة كالبانة ، شماء يبدو عليها الكبرياء ، تفر من الشموخ وهي تدفع عربتها في تؤد كمكرهة تخشى أن يراها أحد معارفها خلف سيدة تقلب أصناف البضائع وتتخير بعقل فاحص مدقق ولا حرج عليها فقد لا يكون وراءها شيء لتعجل أو أتت تتلَهَّى!. ضائعة البال متى انسلت سيدتها من رفٍّ إلى رفٍّ انتفضت عائدة من بلد إلى بلد في ارتداد الطرف شارعة في بناء المشتريات ثقلاً على ثقل وخفة على ثقل على عربتها. تنظم بيمينها وتقبض بشمالها طفلا ذا شغب حينًا وذا بكاء حينا ، تسكنه ولا يمنعها كل ذلك من سماع سيدتها وإجابتها بذهن حاضر. من هذا الملك الذي دخل قريتها وجعل عزيزها ذليلاً فبعث ابنته كخادمة والأحرى بها أنْ تُكرم ؟. أميرة لعلها أتت لنجدة أبٍ هلكه شِقُّ النَّصب. من هذه الكريمة ، ما الذي جعلها خادمة ، قاتل الله الفقر ، ولِمَ لَمْ يعنها أقاربها ؟ أم كلهم غرقى؟!. بئس اليوم الذي أرى فيه بنات بلادي هائمات سائمات خادمات في مهجر. فليشقى الرجال وليحتمل الرجال ولسنا دون الأمم غيرة. اقتربت في تزاحم الفِكَر من البائع وسألته : يا ابن بلادي هل تعرفها؟. فأجاب سائلاً : من هي؟. قلت : هذه النخلة السامقة. قال : أجل أجل أعرفها. فرفعت صوتي في هول وقلت : فمن هي ؟. فقال البائع ثائرًا : إنها إرترية فما شأنك بها. فقلت : لكنها أشبهت بناتنا.
عبدالرحمن السعادة
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صورة خادمة سودانية للمنكرين (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
Quote: بئس اليوم الذي أرى فيه بنات بلادي هائمات سائمات خادمات في مهجر. فليشقى الرجال وليحتمل الرجال ولسنا دون الأمم غيرة. |
طبعاً دة فارق ساكت مرتبط بي فذلكات العرب اللغوية الحقيقة أن الناس سوف تسعي لكسب رزقها بكل الطرق القانونية و لو يحتاج أحد لدليل علي مقلة "خطل شقاء الرجال "و إحتمالهم الوهمي هذا فايذهب الي محاكم الاحوال الشخصية و بالذات قضايا النفقة في أغني بلاد العرب-سيكنشف العجب :أن الهاربين من واجباتهم نحو من أتوا من أصلابهم يثير الغثيان! دع عنك "الحنك" بتاع " حرائر بلادهم- كل هذه الأشياء لاتحدث في بلاد "الكفار" !! و سوف يكتشف كذب هذه المقولات و مجافاتها الحقيقة ، و ينزل لأرض واقع الحياة المرة التي تعيشها النساء في بلاد العرب و المسلمين بما في ذلك المستعربين كالسودانين الذي ورثوا أسوآ مافي العرب و رفضوا أفريقيتهم التي لانخفي علي أحد ! كالسودان
لكل ذلك قلت أعفونا من تكرار الأوهام و أعيدو النظر كرتين في مجموع القيم "النظرية" التي لا تحدث علي أرض الواقع و دعوا نوع العمل خيار شخصي للإنسان حسب ظروفه طالما كان عملاً شريفاً- المهم العمل مش؟ هذه النظرة الدونية للعمل اليدوي هي سبب دلع الشباب السوداني (الفارغ) و دعوة للإتكالية و الإستجداء الذي أصبح ظاهرة في أغلب بيوت السودان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صورة خادمة سودانية للمنكرين (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
الأخ الكريم عبدالرحمن السعادة، تحياتي وإحترامي،،
عدد لا يستهان به من بنات الهامش السوداني عملن كخادمات بالمنازل في الخرطوم وغيرها من المدن!
أتفق معك بأن كل بنات ببلادي يستحقون أن ينالوا كافة حقوقهم من تعليم وغيره، فوضع المرأة والتنمية البشرية بصورة عامة أصبحت من أهم عوامل تقييم النمو الإقتصادي للدول .. قبل إنفصال جنوب السودان ودخول الحبشيات لسوق خدم المنازل، كان أغلب خدم المنازل من النازحين من حرب الجنوب. وبعض بنات الهامش مازلن يعملن كخدم منازل في مختلف مدن الشمال وذلك لحوجتهم الماسة للمال لإعالة أطفالهم وأسرهم.
فما الفرق إذاً بين أن تعمل السودانية (بغض النظر عن كونها من بنات المركز أو الهامش) كخادمة منزل داخل السودان أو خارجه؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صورة خادمة سودانية للمنكرين (Re: Ahmed Alim)
|
Quote: فقال البائع ثائرًا : إنها إرترية فما شأنك بها. فقلت : لكنها أشبهت بناتنا.
|
لله درّهن الإرتريات حرّرن بلدهن وتحرّرن، يعملن ولا يستنكفن العمل، وما زال البعض يرى أن عمل الخادمات لا يليق إلّا بـ (الخَدَم)، والثقافة التى تحتقر العمل اليدوي لن تصنع حضارة وستظل في ذيل قائمة الدول (السودان مثال ناصع لذلك).
فلتعمل كل البنات والأولاد السودانيين أي عمل شريف في أي مكان كان لا يفرق ما دام أنهم يعملون ويجتهدون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صورة خادمة سودانية للمنكرين (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
شركات الصيانة والنظافة والضيافة نشاط رابح جداً وحيوي ولا غنى لأي بيت أو مكتب في الدول المتحضرة لخدماتهم،، العمل في هذه المؤسسات للراغبين من الجنسين دون تمييز ،، أحياناً تفرض القوة العضلية واقعاً معينا لإختيار الرجال دون النساء في بعض الممواقع والأعمال التي تتطلب القوة والشدة،،
هنالك فرق بين عمال المنازل (والهاوس (.........)ز أيامها) ،، يعشعش في مخيلتنا أنهم كذلك بمجرد عملهم في بيوت تدفع رواتبهم وتحافظ على حقوقهم وتحسب تواجدهم بالثانية والدقيقة،،
الشغل شغل ، مافيهو سودانية ولا غيرو ، الآن ولتفادي الفهم المغلوط لمسمى الوظائف للعاملات المنزليات تقام دورات للإعداد النفسي كي تتعايش السعوديات مع هذه الوظيفة وبالفعل الآن أصبح ملاحظاً وجود الكثير من الأسر تعتمد على دخل شريف ومجزي لعاملات الضيافة والنضافة ، وماهي إلا سنوات قليلة إلا ولن تجد هذا العدد الكبير من العاملات الاجنبيات ،،
أعرف صديقة طبيبة بأمريكا ، كلما جاء الحديث عن الفخر والاعتزاز بالأعمال التي ادتها في حياتها لتغطية نفقات دراستها حدثتني عن أن أكثر لحظات عمرها سعادة هي حينما تتذكر أنها عملت يوماً عاملة للنظافة في إحدى المؤسسات ،،
فلنتحرر الآن من وهم الأجناس المبرئة من (بعض الوظائف) ، فأي عمل شريف مهما كانت درجته لا يجب أن يجلب العار لأي من الذين تحتم عليهم قيمهم أن يعيشوا حياة من عرق الجبين،،
شكرا صاحب السعادة على هذا البوست ، ونتنمى أن ننمي التواضع في مجتماعتنا وأن نسوق للأعمال الشريفة بعداً عن المظاهر الكاذبة والترفع عن أعمال مابها من شيء سوا حاجز الإستعباد الذي كان يفرض هذه الأعمال على فئات مجتمعية بعينها ،،
| |
|
|
|
|
|
|
|