أعلمت من حملوا على الأعواد ؟ في رثاء الأستاذ محمود محمد بشير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 06:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2014, 06:11 AM

Hashim Elemam
<aHashim Elemam
تاريخ التسجيل: 02-06-2009
مجموع المشاركات: 1058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أعلمت من حملوا على الأعواد ؟ في رثاء الأستاذ محمود محمد بشير

    بســـــم الله الرحــمن الرحــيم

    أعلمت من حملوا على الأعواد ؟
    في رثاء الأخ الأستاذ محمود محمد بشير
    هاشم الإمام محيي الدّين
    الولايات المتحدة / فرجينيا
    [email protected]

    إنه أخونا ، وصديقنا ، وزميلنا الأستاذ محمود محمد بشير ، الذي إذا ذُكر ُّذُكر الندى ، وحب الناس ، وذُكرت المروءة ، وسلامة الصدر . فمن لها بعدك يا محمود !
    عرفت الأستاذ محمود في سبعينيات القرن الماضي ، فقد كان أستاذاً في مدرسة اليونيتي ، وطالباً في كلية القانون ، بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وكان يعجبني فيه أنه يجمع في التدريس بين العلوم الطبيعية واللغة الإنجليزية ، ومن المفارقات أنه ترك كل ذلك وصار أستاذاً للغة العربية لغير أهلها ! ثم جمعني به برنامج الماجستير بمعهد الخرطوم الدولي ، فتزاملنا عامين عرفته خلالهما عن قرب ،وأيقنت أني لم أكن أعرفه من قبل ، فالمعرفة العابرة لا تكشف عن معادن الرجال ، ثم تزاملنا في معهد اللغة العربية بجامعة أم القرى حيث كنّا ندرس العربية للطلاب الأجانب ، فقضيت معه حوالي سبعة أعوام في مكة المكرمة ، أعادنا الله إليها ، فوجدت فيه ما ظل يأسرني ، وسيظل إن شاء الله ما بقي في العمر باق ، فرحمة الله على محمود ، الصديق الحفي ، والخل الوفي.
    لقد كان محمود ، رحمه الله ، سخياً مسرفاً في السخاء ، ماله لغيره ، لا يأسى على مال ذهب ، ولا يفرح به إن أتى ، فكله عرض الدنيا يذهب ويبقى الذكر الحسن ، بيته قبلة السودانيين المقيمين في ماليزيا ، والقادمين إليها في زيارات قصيرة .
    وكان محمود متواضعاً ، سكن إبّان إقامتنا في مكّة مع بعض الإخوة العمال والسائقن في بيت متواضع ، وكان يخذمهم خدمة أدهشتهم . ذهبت معه مرة إلى البيت بعد العمل في وقت الهاجرة ـــ هاجرة مكة ـــ فقال له الساكنون معه : ليس عندنا ماء حلو للشراب ، وكان الماء الحلو يجلب من محطات المياه الحلوة في جدّة ، وذلك قبل أن تنتشر هذه المحطات في بقية المدن ، فاستأذن مني وخرج في تلك الهاجرة ، وهو قادم لتوّه من العمل ، ليجلب لهم الماء ، وليس بينهم من له أيّة صلة قديمة أو قرابة به، ولكن الإنسانية ، والرأفة الساكنة في قلب محمود ، لا تعرف غير أن الخلق عيال الله .
    وكان محمود سليم الصدر ، حسن الظن بالناس ،غافلاً عمّا يكيده الكائدون ، يقابلك بابتسامة ، ولا يتعجل شيئاً ، أوصاني مرّة في أوّل عطلة الصيف أن آخذ له تذاكره وأحجز له في الطائرة التي أسافر فيها ، لأنه ذاهب إلى المدينة ، وسيقابلني في مطار الملك عبد العزيز بجدّة يوم السفر ، ولم يسمع إلى نصائحي بأن الأمر يحتاج وجوده ، وذهب إلى المدينة و ( الزارعة الله تقوم في الحجر ) والذين عملوا في السعودية ، يعلمون عقم الاجراءات الإدارية فيها ، ولا يصدقون أن مثل هذا الغافل يمكن أن تتسهّل أُموره فتستخرج له التذاكر ويسافر ، ولكن حصل ذلك ، وسافر معي في طائرة واحدة ، والدهشة تعقد لسان الأساتذة المسافرين معنا ، ولكن هذا محمود وهذا توكله . لا زلنا نتذاكر هذه القصة مع الدكتور تاج السر ( وده طبعاً مضيّقة إذا ما ظبط كل حاجة قبل أسبوع من السفر ما برتاح ) فيضحك ملء فيه ويحاكيه : " هاشم ياخي استلم لي تذاكري واحجز لي ، أنا ماشي المدينة المنورة ، وبلاقيك في المطار " .
    رحم الله محموداً ، فقد كان أوفى الأصدقاء وفاء ، وأصدقهم لهجة ،وأسلمهم صدراً ، عفيفاً ، شريف النفس ، ذا خُلق ودين ، فيه براءة الأطفال ، وهمة الرجال ، من عرفه بكى على هذه الخصال التي أودعت التراب ، فارتفع بها ، وباهي برفعته الجبال :
    ما كنت أعلم قبل حطك في الثرى أنّ الثرى أعلى من الأطواد
    لقد حق لأهل محمود ، ولزوجه ، ولأصدقائه ، ولأهل السودان عامة ، وأهل دارفور خاصة ، ولزملائه السودانيين في ماليزيا وطلابه ، وللأخ الدكتور نقيب الصحفيين سابقاً ، النجيب أدم قمر الدين ، وكان سبب معرفتي به ،أن يبكو ا محموداً ، فهو،نموذج للإنسان المسلم الصادق ، والمعلم الكفء القدير ، والشخصية الاجتماعية المحبوبة .
    هكذا تمضي علينا الأيام ، ثم تمضي بنا فتطوينا ، كما طوت زملاء من قبله . أُقدم هذا العزاء للزملاء معلمي اللغة العربية لغير أهلها ، واستأذنهم ؛ لأقدمه نيابة عنهم لزوجة المرحوم وأسرته .
    أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل محموداً ، وأن ينزله منازل الأبرار.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de