قضية الفتاة المرتدة وإصلاح القوانين السودانية …محجوب محمد صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2014, 08:53 AM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضية الفتاة المرتدة وإصلاح القوانين السودانية …محجوب محمد صالح

    Quote: قضية الفتاة المرتدة وإصلاح القوانين السودانية
    محجوب محمد صالح
    إلى أن يصدر قرار محكمة الاستئناف في قضية الحكم بإعدام مواطنة سودانية إثر إدانتها بجريمة الردة حسب منطوق المادة 126 من القانون الجنائي السوداني فإن الضغوط العالمية ضد السودان ستتواصل، وستجد السفارات السودانية في الخارج نفسها محاصرة بالإعلام المعادي وبغضبة شعبية وبتهديد بإجراءات رسمية تؤدي لإغلاق تلك السفارات وإبعاد منسوبيها من أراضي تلك الدول، وستتواصل الحملة ضد السودان بسبب الحكم الذي أصدرته محكمة هي أول درجة في التقاضي إلى أن يصدر لاحقاً حكم يلغي الحكم الأول والمحكمة نفسها كانت ملزمة بتطبيق القانون وفق رؤيتها له.
    المشكلة إذن ليست في المحكمة وليست في الحكم الذي صدر بموجب مادة في القانون الجنائي، بل المشكلة أساساً في وجود هذه المادة بصيغتها الحالية في منظومة القوانين السودانية، ووجود أي مادة في القانون هو في الأساس قرار سياسي، فالمادة القانونية يقترحها الجهاز التنفيذي (الحكومة) ويجيزها الجهاز التشريعي (البرلمان) وتظل بعد سنها واجبة النفاذ أمام المحاكم؛ ولذلك فإن أي تبرير من جانب الحكومة بأن القضية ليست سياسية بل هي قضية قانونية بحتة دفاع لا يقنع أحداً؛ لأن تضمين هذه المادة بنصها الحالي في القانون قرار سياسي في المقام الأول، وإذا عولجت هذه القضية اليوم معالجة قانونية و(ألغى) الاستئناف الحكم الحالي فإن نفس الحكم قد يتكرر لاحقاً في قضية أخرى ما دامت هذه المادة بنصها موجودة في القانون.
    وقد نجحت الأزمة الحالية في تسليط الضوء على هذه المادة لأسباب عديدة، خاصة أن المتهمة امرأة حبلى في شهرها الثامن (وقد وضعت الآن مولودها) وهي أم لطفلة سابقة رضيعة في عامها الثاني، وهذا الجانب الإنساني زاد من حدة ردود الفعل العالمية حول مادة قانونية هي في المقام الأول كانت مكان جدل وخلاف بين علماء المسلمين، وتحيط بها شكوك فقهية وأفكار متعارضة، إضافة لكونها تتعارض مع مواد دستورية يتضمنها دستور السودان الحالي ومواثيق عالمية صدق عليها السودان وأصبحت جزءاً من دستوره، وهذا مصدر طعن حتى بالنسبة للقضية الحالية وهو طعن متاح للدفاع إذا ما قرر أن يلجأ للمحكمة الدستورية مطالباً بإبطال هذه المادة لتعارضها مع الدستور السوداني.
    لا شك أن الأزمة الحالية ستعالج في إطارها القانوني عبر مراحل الاستئناف وأكبر الظن أن الحكم الابتدائي ستلغيه محكمة الاستئناف، لكن ذلك لن يكون نهاية المطاف بالنسبة لهذه القضية، وحلها الجذري يكمن في إعادة النظر في المادة الحالية في القانون التي أدخلت البلاد في هذه الأزمة وفرضت حالة الحصار التي يعيشها السودان الآن؛ ولذلك فإن الحكومة مطالبة والبرلمان مطالب بالإقدام على هذه المعالجة الجذرية لهذه المادة التي أثارت جدلاً من قبل واختلف حولها الرأي الشرعي، ولكنها وجدت طريقها بنصها الحالي إلى منظومة القوانين، وإعادة النظر في هذه المادة ينبغي أن يصبح مدخلاً لإعادة النظر في كل المواد المنثورة في القوانين السودانية والمناقضة للقواعد الواردة في الدستور الانتقالي، وتعديل تلك القوانين التزام دخلت فيه الحكومة قبل سنوات ونصت عليه اتفاقية السلام الشامل، وأعلنت وزارة العدل قبل سنوات عديدة أنها تعمل على تعديل القوانين المتعارضة مع الدستور، ولكنها لم تفعل شيئاً في هذا الصدد، وما دامت الأزمة الراهنة حول مادة الردة قد فتحت هذا الملف فلا بد من الدخول في مرحلة الإصلاح الشامل للقوانين المتعارضة مع الدستور الحالي، والتبرير الذي تكرره الحكومة من أن القضية قانونية بحتة لا يقنع أحداً فسَنّ القوانين وراءه إرادة سياسية، والإرادة السياسية هي التي وضعت هذه المادة بصيغتها الحالية في منظومة القوانين السودانية وهذه هي الحقيقة التي تجب مواجهتها.
    الوضع في السودان يحتاج لكثير من المراجعات، ولكن مراجعة القوانين تستحق الأولوية لأن العديد من أزمات السودان -اليوم– ليست أزمة قضية الردة وحدها بل سببها قوانين لا تتماشى لا مع الدستور ولا مع وثائق حقوق الإنسان التي صدقت عليها الحكومة والتزمت بها على المستوى الإقليمي والمستوى العالمي.
    محجوب محمد صالح
    كاتب سوداني
    [email protected]
                  

06-06-2014, 10:32 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الفتاة المرتدة وإصلاح القوانين السودانية …محجوب محمد صالح (Re: د.محمد بابكر)

    مقال في الصميم..

    ليت سلطة الإنقاذ تستمع لمثل هذه النصائح من العقلاء..

    شكرا د. محمد بابكر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de