نعمة العافية....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 00:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-30-2014, 02:01 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نعمة العافية....

    نعمة العافية


    العافية نعمة الدنيا والآخرة، وهي من أجل أفضال الله على عبده، ومن رزق العافية فقد حاز نفائس الرزق، فالعافية مفتاح النعيم، وباب الطيبات، وكنز السعداء، والخير بدونها قليل ولو كثر، والعز بدونها حقير ولو شرف، والعافية لا يعدلها شيء من أمر الدنيا بعد الإيمان واليقين، لأن عافية الدين فوق كل عافية.

    قال رجل لصاحبه الحكيم وهو يتأمل في القصور: أين نحن حين قسمت هذه الأموال؟! فأخذه الحكيم إلى المستشفى وقال له: وأين نحن حين قسمت هذه الأمراض؟!
    فلا يُدرِكُ قيمةَ العافية إلا من فقَدَها في دينه أو دُنياه؛ فالعافيةُ إذا دامَت جُهِلَت، وإذا فُقِدَت عُرِفَت لذتها وانكشفت متعتها، وثوبُ العافية من أجمل لباس الدنيا والدين، وفيهما تلذُّ الحياةُ الدنيا ويحسُن المآلُ في الأخرى.
    ولما دعا الحجاج بن يوسف الثقفي الأعرابي إلى مائدته قال له مرغبا: إنه طعام طيب، قال الأعرابي: والله ما طيّبه خبازك ولا طباخك، ولكن طيبته العافية.

    ولذلك كان الدعاء بالعافية لا يعدله دعاء، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصي به خاصته وأهل بيته؛ روى أحمد والترمذي عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، قال: (سل الله العافية) فمكثت أياما ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: ( يا عباس، يا عم رسول الله، سل الله العافية في الدنيا والآخرة). [رواه الترمذي]

    وقال - صلى الله عليه وسلم - : (سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية) [رواه أحمد] فصلاح العبد لا يتم في الدارين إلا بالعفو واليقين، فاليقين يدفع عنه عقوبة الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه.
    قال المناوي: في ضمن هذا الحديث إيماء إلى أن شدة حياء العبد من ربه توجب أنه إنما يسأله العفو لا الرضى عنه. إذ الرضى لا يكون إلا للمتطهرين من الرذائل بعصمة أو حفظ ، وأما من تلطخ بالمعاصي فلا يليق به إلا سؤال العفو.
    وعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِيَ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي". [رواه ابن ماجة]

    العفو و العافية و المعافاة
    قال الزمخشري: "العفو أن يعفو عن الذنوب، والعافية أن يسلم من الأسقام والبلايا، والمعافاة أن يعفو الرجل عن الناس ويعفوا عنه فلا يكون يوم القيامة قصاص، وهي مفاعلة من العفو، وقيل هي أن يعافيك اللّه من الناس ويعافيهم منك".

    وقال الحكيم: "العفو والعافية مشتق أحدهما من الآخر، إلا أنه غلب عليه في اللغة استعمال العفو في نوائب الآخرة والعافية في نوائب الدنيا، وذكرهما في الحديث في الدارين إيذاناً بأنهما يرجعان إلى شيء واحد، فيقال في محل العقوبة عفا عنه، وفي محل الابتلاء عافاه، ثم المطلوب عافية لا يصحبها أشر ولا بطر واغترار بدوامها".

    وإذا كان العفو هو العمدة في الفوز بالجنة والنجاة من النار، فإن العافية هي العمدة في صلاح أمور الدنيا والسلامة من شرورها. وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول حين يصبح وحين يمسى ثلاث مرات: (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت) [رواه أبو داود]
    قال إبراهيم بن أدهم: "إذا أردت أن تعرف الشيء بفضله فاقلبه بضده، فإذا أنت عرفت فضل ما أوتيت، فاقلب العافية بالبلاء تعرف فضل العافية".

    قال أحد الصالحين: "أكثروا من سؤال العافية، فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه لا يأمن ما هو أشد منه، وإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء، وما المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس، وما المبتلون بعد اليوم إلا من أهل العافية اليوم".
    ورأى بعضهم في يد محمد بن واسع قرحة فتوجع فقال له: "هذه من نعم اللّه حيث لم يجعلها في حدقتي".

    والله تعالى يجيب من دعاه ويكشف السوء عمن ناداه .. يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر: "وعلى الحقيقة ما الصبر إلا على الأقدار، وقل أن تجري الأقدار إلا على خلاف مراد النفس. فالعاقل من دارى نفسه في الصبر بوعد الأجر، وتسهيل الأمر، ليذهب زمان البلاء سالما من شكوى، ثم يستغيث بالله تعالى سائلا العافية. فأما المتجلد فما عرف الله قط ، نعوذ بالله من الجهل به ، ونسأله عرفانه، إنه كريم مجيب".
    وقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: "نحن لا نخاف البلاء وإنما نخاف مما يبدو منا حال البلاء من السخط والضجر ثم يقول: والله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت؟ فلعلي أكفر ولا أشعر".
    ومن ذلك قول سحنون: " فليس لي في سواك حظ ، فكيفما شئت فاختبرني"! .. فابتلي بحصر البول، فصار يطوف ويقول لأطفال الكتاب: "ادعوا لعمكم الكذاب".

    والنعمة إنما تدوم لمن يعرف قدرها، وإنما يعرف قدرها الشاكر. وفي الأثر: إذا مرض العبد ثم عُوفي فلم يزدد خيرا، قالت الملائكة عليهم السلام: هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء!
    د. خالد سعد النجار
                  

05-30-2014, 02:04 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعمة العافية.... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    http://www.youtube.com/watch?v=pOCwQniUVXc
                  

05-30-2014, 02:08 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعمة العافية.... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    http://www.youtube.com/watch?v=I43iuFxn_7w
                  

05-30-2014, 02:17 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعمة العافية.... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حديث : ذهب أهل الدثور بالأجور


    متن الحديث

    عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم . قال : ( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة ، وفي بضع أحدكم صدقة ) ، قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ، قال : ( أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر ) رواه مسلم .

    الشرح

    يوم أن خلق الله تعالى هذه الدنيا ، بثّ فيها ما يكفل للإنسان عيشا رغيدا وحياة هانئة سعيدة ، إلا أن هذه الحياة على اتساعها وجمال ما فيها مآلها إلى الفناء ، كالزهرة اليانعة في البستان سرعان ما تذبل وتسقط أوراقها ، وإنما هيأها الله لبني آدم كي تكون مزرعة للآخرة ، ومجالا واسعا للتنافس على طاعة الله ، والتسابق في ميادين الخير .

    ولقد كان هذا هو همّ الصحابة الأول ، وتطلعهم الأسمى ، فشمّروا عن سواعد الجد ، وانطلقوا مسارعين إلى ربهم ، بقلوب قد طال شوقها إلى الجنة ، ونفوس قد تاقت إلى نعيمها الدائم ، فكان الواحد منهم إذا سمع عن عمل يقرّبه إلى الله ويدنيه من رحمته كان أول الممتثلين له ، عملا بقوله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين } ( آل عمران : 133 ) .

    ولئن كانت ميادين الصلاة والصيام ونحوها مقدورة من أغلب الناس ، إلا أن الصدقة بالمال مقصورة على أغنياء المسلمين القادرين على بذله والجود به ، ومن هنا دخل الحزن قلوب فقراء الصحابة ، إذ فاتهم هذا المضمار من مضامير الخير ، وكلما سمعوا آية أو حديثا يحث الناس على البذل والصدقة ، ويبيّن فضلها وما أعد الله لأهلها ، حزّ ذلك في نفوسهم ، فذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاكين له ، ولنعش معا لحظات ماتعة مع هذا الموقف العظيم الذي يرويه لنا أبو ذر رضي الله عنه .

    لقد قال الصحابه : " يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور " ، ولم يكن قولهم هذا انطلاقا من الحسد لإخوانهم ، أو طمعا في الثراء ، ولكنه خرج مخرج الغبطة وتمني حصول الخير ، ليحوزوا المرتبة التي امتاز بها الأغنياء ، ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ) متفق عليه .

    وهنا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما يدور في نفوس أصحابه من اللهفة إلى الخير ، فعالج ذلك الموقف بكل حكمة ، وبيّن لهم سعة مفهوم الصدقة ، فإنها ليست مقصورة على المال فحسب ، بل تشمل كل أنواع الخير ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( إن بكل تسبيحة صدقة ) .

    إن ذكر الله تعالى من التكبير والتسبيح والتهليل والتحميد ، هو من الباقيات الصالحات التي ذكرها الله تعالى في قوله : { والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا } ( الكهف : 46 ) ، وقد وردت نصوص كثيرة تدل على فضل الذكر ، ففي مسند أحمد وعند الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ؟ ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا :بلى يا رسول الله . قال : ذكر الله عز وجل ) وقال أبو الدرداء راوي الحديث : " لأن أقول الله أكبر مائة مرة ، أحبّ إليّ من أن أتصدق بمائة دينار " ، وفي حديث آخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( سبق المفردون . قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ) رواه مسلم . فذكر الله من أعظم صدقات العبد على نفسه .

    وفي الجانب الآخر : فإن دعوة الناس إلى التزام الأوامر وترك النواهي إنما هو صدقة متعدية إلى أفراد المجتمع ، ودليل على خيرية هذه الأمة ، كما قال الله عزوجل في كتابه : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران : 110 ) ، وهذا النوع من الصدقة واجب على كل أفراد الأمة كلٌّ بحسبه ، علاوة على أنه ضمان لسلامتها وتصحيح مسارها .

    ويجدر بنا أن نشير إلى أن أبواب الخير غير مقصورة على ما ورد في الحديث ، بل وردت أعمال أخرى أخذت وصف الصدقة : منها التبسم في وجه الأخ ، وعزل الشوكة أو الحجر عن طريق الناس ، وإسماع الأصم والأبكم حتى يفهم ، وإرشاد الأعمى الطريق ، والسعي في حاجة الملهوف ، ونفقة الرجل على أهله ، بل كل ما هو داخل في لفظة " المعروف " يعتبر صدقة من الصدقات إما على النفس أو على المجتمع .

    ثم تتضح سعة فضل الله تعالى على عباده ، حينما رتّب الأجر والثواب على ما يمارسه الإنسان في يومه وليلته مما هو مقتضى فطرته وطبيعته ، وذلك إذا أخلص فيه النية لربه ، واحتسب الأجر والثواب ، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المرء إذا أتى أهله ، ونوى بذلك إعفاف نفسه وأهله عن الحرام ، والوفاء بحق زوجته ، وطلب الذرية الصالحة التي تكون ذخرا له بعد موته ، فإنه يؤجر على هذه النيّة .

    وهكذا يتسع مفهوم الصدقة ليشمل العادات التي يخلص أصحابها في نياتهم ، فهي دعوة إلى احتساب الأجر عند كل عمل ، واستحضار النية الصالحة عند ممارسة الحياة اليوميّة ، نسأل الله أن يعيننا على طاعته .

    اسلام ويب
                  

05-30-2014, 02:27 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعمة العافية.... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ذهب أهل الدثور بالأجور.......
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
    أيها الأخوة الكرام: يتوهم عامة المسلمين أن الغني يحبه الله عز وجل، وقد يكون كذلك، لكن ليس الغنى دليلاً على محبة الله، بدليل أن الله أعطى المال لمن لا يحب لقارون وأعطى الملك لمن لا يحب لفرعون، أعطى المال لمن يحب لسيدنا عثمان بن عفان وأعطى الملك لمن يحب لسيدنا سليمان، فإذا الشيء يعطى لمن يحب ولمن لا يحب هل يعد دليلاً على أن الله يحبه ؟ لا ‍! لكن المال قوة، الغني المؤمن خياراته في العمل الصالح كثيرة جداً، والمؤمن الغير الغني أليس له خيارات ؟ موضوع هذا الحديث:

    (( عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ قَالَ أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا ))

    (صحيح مسلم)
    الأغنياء ذهبوا بالأجر كله، يتصدقوا يزوجوا شاب يشتروا بيت لإنسان ينشئوا ميتم يتفقدوا أسر فقيرة معهم أموال طائلة، لذلك أصحاب النبي توهموا أن هؤلاء لهم الجنة قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ نحن وإياهم سواء، لكن زادوا علينا وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ الحقيقة التي سوف نأخذها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي ليس بإمكانه أن يملك المال بإمكانه أن يصنع كل شيء، يوجد حديث آخر يقول: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، هناك آلاف الأعمال لا تحتاج إلى مال، تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأن تميط الأذى عن الطريق هو لك صدقة، أن تفرغ دلوك في الدلو المستسقي هو لك صدقة، أن تقف في مركبة عامة وتجلس امرأة محجبة هي لك صدقة ،أن تعين رجل عاجز على حمل حاجاته هو لك صدقة، أن تقول للناس حسناً هو لك صدقة، أن تلقى أخاك بوجه طلق هو لك صدقة، أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر هو لك صدقة، أن تربي ابنك في البيت هو لك صدقة، أن تضع اللقمة في فم زوجتك هو لك صدقة، لو ذهبت أعدد الأعمال المتاحة للفقراء....تربية الأولاد صدقة لا تعدلها صدقة، حينما تنجب ولداً صالحاً ينفع الناس من بعدك هذا أعظم عمل قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ قَالَ أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ المفاجأة الآن: وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ هذه لم يفهمها الصحابة الفرج يقصد بها، غير معقول ! قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا *
    نخلص من هذا أن عادات المؤمن أعماله اليومية والمعتادة وأعماله التي يفعلها كل الناس، يستيقظ يأكل يرتدي ثيابه ينتقل لعمله يبيع ويشتري ويعود للبيت يأكل ويشرب وينام يجلس مع أولاده، عادات المؤمن الصادق عبادات، وعبادات المنافق سيئات، عباداته الخالصة لأنه منافق سيئة لأنه يبتغي بها السمعة في الدنيا، لأنه يبتغي بها أن يحتال على الناس.
    أيها الأخوة: الله عز وجل عادل، متاح لك أن تصل لأعلى درجة في الجنة وأنت فقير أو ضعيف أو مريض أو محتاج، الطرق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، وأنت في بيتك يوجد طريق لله حينما تعتني بزوجتك أو ببناتك أو تطعم الهرة.
    كان عليه الصلاة والسلام يصغي الإناء للهرة.

    ((عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سُئِلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ قَالَتْ كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ وَيَحْلُبُ شَاتَهُ وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ ))

    (مسند الإمام أحمد)
    ويكنس داره.

    (( عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ قَالَتْ كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ ))

    (صحيح البخاري)
    أبواب العمل الصالح لا تعد ولا تحصى يكفي أن تطلب عملاً تتقرب به إلى الله عز وجل،لا ينبغي أن أقوله لكم أن تفعلونه أنتم،لكن أعرف رجل بالشام أصعب عمل أن تنظف دورات المياه شيء مزعج، هذا الرجل كلما دخل لمسجد ينظف دورات المياه هذا العمل يرقى به عند الله، لأن الله عز وجل قال:

    and#64831;أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَand#64830;

    (سورة البقرة)
    أمر أبى الأنبياء أن يطهروا بيته، فتنظيف المسجد من أرقى الأعمال الصالحة.
    مرة كنت عند طبيب قال: بقيت سنوات أحضر في مسجدك لكن في أحد الأيام شممت رائحة لا تقابل من جوارب من يصلي أمامي فنفرت من المسجد ! فإذا واحد نظف المسجد واعتنى بمرافقه العامة واعتنى بالتدفئة وبالتبريد وبالصوت هذا ضمن بيت الله عز وجل.
    فيما ورد في الأثر:
    أن النبي الكريم دخل للمسجد مرة رأى قناديل جميلة جداً مضاءة قال: من فعل هذا قالوا: تميم الداري كان في الشام وجاء للمدينة فاشترى فوانيس وربطها بحبال وأشعلها وقت الصلاة فلما جاء النبي قال: نور الله قلبك يا تميم لقد نورت الإسلام !
    أحياناً الإنسان يرتاح في بيت الله يجد الجو مريح والصوت واضح المرافق نظيفة فيه مارد للشرب وماء ساخن للوضوء شتاء هؤلاء الذين ساهموا بالماء البارد واشتروا برادات وبالماء الساخن اشتروا سخانات ومكيفات و.....هؤلاء يجذبون الناس لبيوت الله عز وجل، أنا من أنصار أن يكون المسجد مريحاً لأنه بيت الله أولى من بيوتنا.
    أيها الأخوة: أعيد عليكم الحديث:

    (( عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ قَالَ أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً))
    لو تعمقنا في هذه الفقرات أنت حينما تسبح الله تعظمه فتقبل عليه فتمتلئ نفسك كمالاً يدفعك هذا الكمال إلى أن تتصدق، حينما تسبحه وتكبره وتوحده وتهلله وقد ورد في قوله تعالى:

    and#64831; الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46)and#64830;

    (سورة الكهف)
    بعض العلماء فسر الباقيات الصالحات بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر إنك إن سبحته وحمدته وحمدته وكبرته فقد عرفته وإن عرفته أقبلت عليه وإن أقبلت عليه أخذت من كماله، كمالك الذي أخذته من الله عز وجل ينعكس أعمال صالحة صار في صدقة إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَة وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا *
    والحمد لله رب العالمين
    http://www.nabulsi.com/blue/ar/art.php?art=10130andid=104andsid=...ssid=1372andsssid=1373
                  

05-30-2014, 02:49 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعمة العافية.... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    المحروم ....


    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول: «إن عبدا أصححت له جسمه، ووسعت عليه في معيشته، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم» ‌[صحيح الجامع]

    حديث كنظم الجمان، وروض الجنان، يحمل في طياته من الرفق والإعذار والعتاب ما يجعل القلوب الصادقة لا تفتر عن زيارة بيت ربها، ولا تقضي منه وطرا، في رحلة تفد فيها إلى الله تعالى، من أعرض عنها فهو المحروم حق الحرمان.

    «إن عبدا»
    العبد مأخوذ من التعبد وهو التذلل، وسمي المملوك عبدا لتذلله لمولاه، ولما كانت العبادة لله تعالى أشرف الخصال التي لا يأباها إلا كافر بنعمة الخلق والإنشاء، كان التسمي بها أشرف الأسماء التي سمي الله تعالى بها أفضل رسله، فالأنبياء عليهم السلام ينقسمون إلى عبد رسول ونبي ملك، وقد خير الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدا رسولا أو نبيا ملكا، فاختار أن يكون عبدا رسولا، فالنبي الملك مثل داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام، قال تعالى في شأن سليمان: {قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} [ص:35 – 39] أي أعط من شئت وأحرم من شئت لا حساب عليك،

    فالنبي الملك يفعل ما فرض الله عليه، ويترك ما حرم الله عليه، ويتصرف في الولاية والمال بما يحبه ويختار من غير إثم عليه، وأما العبد الرسول فلا يعطي أحدا إلا بأمر ربه، ولا يعطي من يشاء ويحرم من يشاء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني والله لا أعطي أحدا ولا أمنع أحدا إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت ) [البخاري] ولهذا يضيف الله الأموال الشرعية إلى الله والرسول، كقوله تعالى: { قل الأنفال لله والرسول } [الأنفال:1] ومن هنا كان العبد الرسول أفضل من النبي الملك، فمقام العبودية لله مقام تشريف وتقريب.

    وما يريد الله سبحانه من عباده أن يقروا له بالعبودية، وأن يعبدوه وحده، لأنه بحاجة إلى عبوديتهم وعبادتهم، ولا لأنها تزيد في ملكه تعالى أو تنقص منه شيء، ولكنه يريد لهم أن يعرفوا حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية لتصح تصوراتهم ومشاعرهم كما تصح حياتهم وأوضاعهم، فما يمكن أن تستقر التصورات والمشاعر، ولا أن تستقر الحياة والأوضاع على أساس سليم قويم إلا بهذه المعرفة، وما يتبعها من إقرار، وما يتبع الإقرار من آثار، ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، فلا يخضعوا إلا له وإلا لمنهجه وشريعته للحياة، والذين يستنكفون من العبودية لله يذلون لعبوديات في هذه الأرض لا تنتهي، يذلون لعبودية الهوى والشهوة أو عبودية الوهم والخرافة ويذلون لعبودية البشر من أمثالهم، ويحنون لهم الجباة ويحكمون في حياتهم وأنظمتهم وشرائعهم وقوانينهم وقيمهم وموازينهم عبيدا مثلهم من البشر هم وهم سواء أمام الله ولكنهم يتخذونهم آلهة لهم من دون الله [في ظلال القرآن]

    «أصححت له جسمه، ووسعت عليه في معيشته»
    هذا غاية الإعذار من الله تعالى إلى كل عبد أنعم عليه بوافر الصحة والمال حتى لم يبق له عذرا يمنعه من حج بيته وتكرار زيارته تطوعا مرة تلو الأخرى، وفي هذا دليل - ولو من بعيد - للقائلين بأن حج الفريضة واجب على الفور لا على التراخي، خاصة إذا انضمت إليه الأحاديث الصحيحة التي تدعم هذا القول، كحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من أراد الحج فليعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتكون الحاجة ) [رواه أحمد] ‌وقال صلى الله عليه وسلم: ( تعجلوا الحج -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له ) [رواه أحمد]

    كما تنطوي هذه الكلمات الدافئة على العتاب لكل من أنفق نعم الله عليه في غير طاعته، فواعجبا من موجود لا يفهم معنى وجوده، وإن فهم لم يعمل بمقتضى فهمه، يعلم أن العمر قصير وهو يضيعه بالنوم والبطالة والحديث الفارغ وطلب اللذات، وإنما أيامه أيام عمل لا زمان فراغ، فالسعيد من انتبه لنفسه وعمل بمقتضى عقله واغتنم زمانا نهايته الزمن، فسبحان من منّ على أقوام فهموا المراد فأتعبوا الأجساد وغطى على قلوب آخرين فوجودهم كالعدم.

    «تمضي عليه خمسة أعوام»
    قال علي بن المنذر: كان الحسن يعجبه هذا الحديث، وبه يأخذ، ويحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين

    «لا يفد إلي»
    فتأمل قوله عز وجل: «لا يفد إلى»، ولم يقل: «لا يفد إلى بيتي» لأن الحج هو رحلة إلى الله تعالى، فكيف لا يكون محروما من لا يرحل إليه؟ وكيف لا يكون محروما من لا يكون من قوم يباهي الله بهم الملائكة؟ وكيف لا يكون محروما من زهد في مزيد الثواب وعموم الغفران بحيث يصير كيوم ولدته أمه ؟ ففي هذا أعظم دلاله على عدم حبه لربه، فعادة الأنجاب زيارة معاهد الأحباب وأطلالهم وأماكنهم وخلالهم. فلهذا ندب إلى الحج كل خمسة أعوام للقادر.

    «لمحروم»
    والحرمان أنواع وضروب، وفي ذلك يقول الشاعر مواسيا يتيما حُرم نعمة الأبوة:
    عزاءك لا يلملم بـك الضيم أننـا يتامى ولكن الشقاء ضروب
    فهذا يتيم ثاكل صفو عيشه وذلك من الصحب الكرام سلـيب

    لكن أعظم الحرمان، الحرمان من رحمة الله تعالى، فماذا فقد من وجد الله؟ وماذا وجد من فقد الله؟ .. وفي الإعراض عن الحج غاية الحرمان من خيرات ربما لا يجدها العبد في سائر العبادات.

    فالحج من أعظم العبادات تكفيرا للذنوب التي أثقلت كاهل المذنبين، وفيه تتجلى رحمة الله بالعاصين، الذين أقبلوا إلى بيته معلنين توبتهم، مستغفرين من حوبتهم، فيغدق الرحمن عليهم من مغفرته ورضوانه ما يجلعهم يرجعون أطهارا من رجس الذنوب كما ولدتهم أمهاتهم.
    فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) [البخاري] أي رجع بغير ذنب، وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات، كما أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح [فتح الباري]
    وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابسط يدك فلأبايعك قال: فبسط، فقبضت يدي. فقال: ( مالك يا عمرو؟ ) قلت: أشترط قال: ( تشترط ماذا؟ ) قلت: أن يغفر لي. قال: ( أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله ) [مسلم]

    والحج المبرور لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفير بعض ذنوبه بل لابد أن يدخل الجنة كما قال صلى الله عليه وسلمك ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) [البخاري]
    وبالحج تغسل الذنوب، ويفارق الفقر، فما أمعر حاج قط [أي ما افتقر ولا احتاج]، قال صلى الله عليه وسلم: ( أديموا الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد ) [الطبراني]

    وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ) [الترمذي]

    والحجاج والعمار وفد الله وفى ضمان الله عز وجل، فعن أبى هريرة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيا في سبيل الله تعالى، ورجل خرج حاجا ) [أبو نعيم]. وقوله ( في ضمان الله عز وجل ) أي في حفظه وكلاءته ورعايته، فمن كان الله معه فأي شيء عليه ؟!

    وعن ابن عمر رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: ( الغازي في سبيل الله عز وجل والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم ) [ابن ماجة] ومقصود الحديث بيان أن الحاج حجا مبرورا لا ترد دعوته ولو لم يكن للحاج من حجه إلا هذه لكفته.
    وحين يفقد المسلم القدرة على الجهاد لضعف جسدي أو مادي أو حين يغلق باب الجهاد في فترة من الزمان فالحج شعبة من شعب الجهاد وباب الجهاد البديل لتحصيل تلك المثوبة التي جعلها الله تعالى للمجاهدين، فعن الحسن بن على رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني ######## وإني ضعيف. فقال صلى الله عليه وسلم: ( هلم إلى جهاد لا شوكة فيه، الحج ) [الطبراني]
    وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ فقال: ( لكن أفضل الجهاد حج مبرور ) [البخاري] يعنى أفضل جهاد النساء.

    أكرم بالحج عبادة تحط الخطايا حطا، وتغسل الذنوب غسلا، وتقرب من رب العالمين، وهل بعد كل هذا الخير عذرا لمن وجد السبيل فأعرض ، ذاك محروم من الخير!

    الشبكة الاسلامية
                  

05-30-2014, 03:06 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نعمة العافية.... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    المتفائلون في زمن اليأس
    التفاؤل هو توقع الخير وهو الكلمة الطيبة تجري على لسان الإنسان، والتفاؤل كلمة والكلمة هي الحياة!
    والتفاؤل هو الحياة، وعند الترمذي وابن خزيمة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا.
    وهذا الحديث الشريف نص في أثر الكلمة واللسان والتفاؤل اللفظي على حياة الإنسان؛ ومن هنا يصحُّ أن نقول: ما تقولُه تكونه وما تريد أن تكونَه فعليك أن تقوله على لسانك.
    فالذين يريدون أن يعيشوا حياة طيبة ناجحة سعيدة؛ عليهم أن يُجْرُوا هذا على ألسنتهم ليكون عادةً لفظية لهم فلا يسأم الواحد منهم أن يردد: أنا مُوفَّق أنا سعيد.

    النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفاءل باللغة وألفاظها الجميلة؛ جاء إلى المدينة وهم يسمونها يثرب وهو اسم لا يخلو من إيحاءات سلبية؛ فسماها النبي صلى الله عليه وسلم" طابة" أو "طيبة" من الطيب والخير.
    وفي صحيح مسلم أنه سأل عن فتاة: ما اسمها؟ قالوا: عاصية فقال صلى الله عليه وسلم: لا هي جميلة.
    وهنا لا يفوت الملاحظ أن يدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمّها مطيعة وإنما سماها: "جميلة" وكلا الاسمين ذو دلالة إيجابية، لكنه صلى الله عليه وسلم أشاد هنا بالجمال وأراد أن يبين أنه أحد الأوصاف الحسنة.
    والجمال يشمل فيما يشمل جمالَ الظاهر والباطن وجمال الخَلق والشكل وجمال الخُلُق والمعنى وجمال الجسد وجمال الروح.
    وحين كان يسأل رجلاً عن اسمه؛ فقال: حزن. قال: بل أنت سهل.كما في صحيح البخاري.
    وهذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب اليسر والسهولة ويكره الحزونة والثقل والارتفاع.
    وعند أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم غير اسْمَ الْعَاصِ وَعَزِيزٍ وَعَتَلَةَ وَشَيْطَانٍ وَالْحَكَمِ وَغُرَابٍ وَحُبَابٍ وَشِهَابٍ؛ فَسَمَّاهُ هِشَامًا وَسَمَّى حَرْبًا سلْمًا وَأَرْضًا تُسَمَّى عَفِرَةَ سَمَّاهَا خَضِرَةَ وَشِعْبَ الضَّلاَلَةِ سَمَّاهُ شِعْبَ الْهُدَى وبَنِي مُغْوِيَةَ سماهم بَنِي رِشْدَةَ.
    فغير العاصي كراهية لمعنى العصيان وإنما سمة المؤمن الطاعة والاستسلام.
    وأما عَفِرَة فهي نعت الأرض التي لا تنبت شيئاً؛ فسماها خضرة على معنى التفاؤل حتى تخضر.
    وتغييره اسم حرب دليل أيضاً على كراهيته للحرب وتداعياتها وأثرها إلا حين تكون فرضاً مفروضاً لا مندوحة عنه.

    وقمّةُ التفاؤل اتصال القلب بالرب جل وتعالى؛ فالصلاة تفاؤل والذكر تفاؤل؛ لأنه يربط الفاني بالحي الباقي ولأنه يمنح المرء قدرات واستعدادات وطاقات نفسية لا يملكها أولئك المحبوسون في قفص المادة.
    الدعاء تفاؤل؛ فإن العبد يدعو ربه فيكمل بذلك الأسباب المادية المتاحة له.
    وإني لأدعو اللّهَ حتى كأنَّما أرى بجميلِ الظنّ ما اللَهُ صانِعُ

    إن الدعاء ليس عبادة فحسب ولكنه تربية؛ فالإنسان حين يدعو ويردد هذه الألفاظ يتربى على معانيها يتربى على أن هذا الدعاء يستخرج طاقاته الكامنة وإمكاناته المذخورة وقدراته المدفونة ويحرك فيه الإحساس بالمسؤولية.
    الدعاء ليس تواكلاً ولا تخلصاً من التبعة وإلقاءً بها وإنما هو تحمل للمسئولية ومشاركة فيها بكل الوسائل.
    حسن الظن بالله تعالى هو قمة التفاؤل؛ حسن الظن فيما يستقبل فيحسن العبد ظنه بربه.
    حسن الظن في الحاضر؛ فلا يقرأ الأحداث والأشخاص والمجتمعات قراءةً سلبية قاتمة وإنما يقرؤها قراءة إيجابية معتدلة تُعنى بالجانب الإيجابي وإبرازه والنظر إليه والحفاوة به بقدر ما تعنى برؤية الجانب السلبي برحمة وإشفاق وسعي وتصحيح.
    فالتفاؤل إذاً شعور نفسي عميق واعٍ، يوظف الأشياء الجميلة في أنفسنا ومن حولنا توظيفاً إيجابياً.
    حين تسمع أحداً يصيح: يا سالم يا موفق يا سعيد... إلى آخره؛ تستشعر كأن القدر ساق إليك هذه الألفاظ والعبارات؛ لتفرح بها وتتفاءل وتقول: حياتي إذاً سعيدة ومسعاي موفق وطريقي سالم.

    إن الشؤم تراث ضخم في حياة البشرية كلها ولكل شعب من الشعوب -كما تحكي كتبهم- تاريخ طويل من التشاؤم؛ تشاؤم بالأرقام كما يتشاءم الإنجليز وغيرهم بالرقم ثلاثة عشر ويستبعدونه حتى في الطائرات وغيرها.
    التشاؤم بالحيوانات، كالقطط السود والكلاب السود.. أو غيرها، أو بالنباتات كما كان العرب يتشاءمون بالسفرجل أو بالسوسن، أو بالأشكال كما يتشاءمون بلون السواد، وهذا نوع من العنصرية في الألوان!!
    أو كما يتشاءمون من الأعور أو الأعرج.. أو غيرهم.
    التشاؤم من الأسماء؛ حتى إن القلوب المريضة بالتشاؤم قد تقلب الاسم الجميل قبيحاً وتتشاءم به؛ كما يقال عن ابن الرومي أنه جاءه غلام يدعوه فقال: ما اسمك؟ فقال: إقبال. فتشاءم وقال لا أذهب.
    قالوا له: لم؟ قال: لأن نقيض اسم إقبال وعكسه: لا بقاء!
    يتشاءمون من الأجواء؛ يتشاءمون من الأحلام التي يرونها في المنام؛ فتسيطر على يقظتهم وتؤثر في نفسياتهم وفي قراراتهم.
    يتشاءمون من العقبات والعوائق التي قد تعترض طريقهم؛ فإذا وجد الإنسان مشكلةً في بداية عمله أو دراسته أو حياته الزوجية أو سكنه في المنزل الجديد أو علاقته الشخصية مع فلان أو فلان؛ تشاءم منها وظن أن الطريق كله طريق شائك شاق ونسب الأمر إلى حسد أو عين أو سحر وأي خلاص أو سعادة لإنسان يحس بأن الشر ممنوح له ينتظره في كل مكان!

    ولو أن هذا الإنسان تدرب على الصبر والأناة وحسن الظن وأدرك أن من طبع الحياة أنها لا تصفو أبداً وأن الذي يحاول الأشياء الجديدة يحتاج إلى صبر وأناة حتى يفهم سرها ويدرك سنتها ويعرف مفاتحها، لوجد أن من الأمر المألوف أن توجد العقبات في بداية الطريق.
    سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ في أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ
    فَاِدرَأِ الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفـسِ فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُ
    إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ما كا نَ سَيَكفيكَ في غَدٍ ما يَكونُ
    إن على المرء أن يدرك أن للحياة وجهين؛ فليكن له وجه واحد كما يقول المتنبي:
    وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى وَحالُكَ واحِدٌ في كُلِّ حالِ
    وإذا كانت الحياة عندك في هذا المساء قد شابها بعض الكدر والعذاب فانتظر الصباح فإن غداً لناظره قريبُ.
    بودادي عليك هون عليك الأمر لا بد من زوال المصابِ
    سوف يصفو لك الزمانُ وتأتيك ظعون الأحبة الغيّاب
    وليالي الأحزان ترحل فالأحزان مثل المسافر الجواب
    ثانياً: إن التفاؤل يعين على تحسين الصحة العقلية؛ فالمتفائل يرى الأشياء جميلة يرى الأشياء كما هي؛ فيفكر باعتدال ويبحث عن الحلول ويحصد الأرباح والمكاسب بعيداً عن سيطرة الوهم والخوف والتشاؤم.
    المتفائل سعيد يأكل ويشرب وينام ويستمتع ويسافر ويشاهد ويسمع ويبتسم ويضحك ويجدّ دون أن يمنعه من ذلك شعور عابر من الخوف أو التشاؤم.
    التفاؤل يعين على تحسين الصحة البدنية؛ فإن النفس تؤثر على الجسد وربما أصبح الإنسان عليلاً من غير علة ويا لها من علة؛ أن تكون النفس مسكونةً بهواجس القلق والتشاؤم وتوقع الأسوأ في كل حال.
    المتفائل يعيش مدةً أطول وقد أثبتت الدراسات أن المُعَمَّرين عادةًً هم المتفائلون في حياتهم وفي نادٍ أقيم في كوبا حضره عدد من المُعَمَّرين الذين تجاوزت أعمارهم مائة وعشرين سنة؛ تبين أن هؤلاء جميعاً تلقوا الحياة بقدر من التفاؤل.
    لكن واخيبتاه! المتشائم حين يقرأ أو يسمع مثل هذه الأخبار؛ يقول بأسف: وأي حاجة لي في مائة وعشرين سنة أعيشها يكفي ما عشته يكفي أن أعيش هذه الأيام الكئيبة الحزينة.
    إنه قد حكم على نفسه بالموت البطيء ووضع على عينيه نظارات سوداً؛ فهو لا يرى إلا القبيح.

    التفاؤل يقاوم المرض وقد ثبت طبياً أيضاًً أن الذين يعيشون تفاؤلاً هم أقدر من غيرهم على تجاوز الأمراض وحتى الأمراض الخطيرة فلديهم قدرة غريبة على تجاوزها والاستجابة لمحاولات الشفاء. المتفائل يسيطر على نفسه ويشارك في صناعة مستقبله بشكل فعال وكفء؛ فهو يؤمن بالأسباب ويؤمن بالحلول كما يؤمن بالمشكلات والعوائق.
    المتفائل ليس أعمى ولا واهماً يعيش في الأحلام وإنما هو واقعيٌ؛ يدرك أن الحياة -بقدر ما فيها من المشكلات- يوجد إلى جوارها الحلول وبقدر العقبات فهناك الهمم القوية التي تحوِّل أبداً المشكلة والأزمة إلى فرصة جميلة.
    المتفائل ينجح في العمل؛ لأنه يستقبله بنفس راضية وصبر ودأب ويعتبر أنه في مقام اختبار وهو مصر على النجاح.
    وينجح في التجارة؛ لأنه يستقبل مشاريعه ومحاولاته برضا وثقة وطمأنينة ويحسب خطواته بشكل جيد.
    ينجح بالزواج؛ لأن لديه القابلية الكبيرة على الاندماج مع الطرف الآخر والتفاهم وحسن التعامل والاستعداد للاعتذار عند الخطأ والتسامح عند خطأ الطرف الآخر.
    ينجح في الحياة؛ لأنه يعتبر أن الحياة بصعوباتها هي فرصة للنجاح وإثبات الذات وتحقيق السعادة.

    والناجح لا يتوقف عن العمل أبداً بل هو في عمل دءوب وقد قال الله تعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام: "وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ"
    فالمتفائل في عمل دائب قد يكون عمل البدن وقد يكون عمل اللسان وقد يكون عمل الروح وقد يكون عمل العقل ولا يمكن التقليل من أيٍ منها.
    التفاؤل جملة في مواجهة الصعاب؛ فإن الحياة مطبوعة على الكدر:
    طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها صفواً من الأقذاءِ والأكدارِ
    لكن الذي خلق الصعاب هو الذي يعين العبد إذا استعان به, وهو الذي أودع بقوى الإنسان المذخورة القدرةَ على الصبر والتحمل عند الكثيرين من الناس.
    إن العبد قد يكون صبوراً بطبعه وقدرته على استخراج قوى النفس حتى لو كان بعيداً عن هدي السماء, ولقد رأينا أبا جهل وهو يجندل صريعاً في المعركة كيف صبر! وقال: لمن الدائرة اليوم؟
    فكان يسأل عن نهاية المعركة ونتيجتها -كما في البخاري- ويقول: وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلَهُ قَوْمُهُ!

    ونحن نجد اليوم ممن كانوا غير مؤمنين بالله تعالى, من زلت بهم القدم, فوقعت أرجلهم في مصيدة: في تعذيب, أو قتل أو سحل, أو سجن؛ فأحسوا بالحاجة إلى الصبر والمصابرة, واستخرجوا قوى النفس؛ فحصلوا من ذلك على قدر جيد؛ فكيف لمن كان يستمد من قوة الله العظيم القادر جل وتعالى, ويقبس من هديه, ويتلو كتابه, ويتلمس آثار محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الصبر والمصابرة والرضا والتوكل.
    إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي, ولكن عافيتك هي أوسع, أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات, وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة؛ أن يحل علي غضبك, أو ينزل علي سخطك, لك العتبى حتى ترضى, ولا حول ولا قوة إلا بك.
    د. سلمان بن فهد العودة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de