|
من حكايات غبيرة
|
الأسواق عادة تقفل أبوابها فى منتصف الليل عند تمام الساعة الثانية عشر ، ويستثنى من ذلك الصيدليات وبعض المطاعم والأسواق التى تعمل على مدار الأربعة وعشرين ساعة ، وبعد موعد الإقفال توجد دوريات منتظمة للشرطة بغرض تأمين الحراسة لهذه الأسواق ومعاقبة المخالفين ، وكان هنالك رجل من سكان حى غبيرة الشعبى يعمل فى أحد محلات بيع الملابس ، وهو المسئول عن المحل والبائع والمحاسب فى آن واحد ومن مهامه التأكد من إغلاق المحل فى موعده المحدد حتى لا يحمل صاحب المحل الغرامة والعقوبات المصاحبة لهذه المخالفة ، والمحل مكيف شديد التبريد ويحمل ديكوراً زاهياً وجميلاً ، وكان يوم الخميس الذى ينتظره (الغبيراب) بفارغ الصبر ، حيث يستمتعون بعطلة نهاية الأسبوع ، وقد قام الرجل منذ (عصراً بدرى) بتجهيز قارورة العرقى النضيف ، وخبأها بين الملابس فى المعرض ليبدأ ليلته الحمراء مباشرة بعد الإغلاق ، وعند الساعة الحادية عشرة ليلاً وكل الأمور والأحوال تسير وفق الخطة المحكمة للويك إند خصوصاً وأصحاب الصفا ينتظرون عودته محملاً (بالصديقى) كما يطلق عليه الفلبينين والجنسيات الأخرى إستعدادً لليلة حمراء يتنفسون فيها ضيق وكدر إسبوع ملىء بالعمل والكد والكفاح ، فبدأ عدد رواد المحل فى تناقص باين ، إلا من نفر أو نفرين يدخلون ويخرجون فقط للمعاينة وتضييع الوقت ، فخطرت لصاحبنا فكرة إبليسية رائعة حيث وسوس له الشيطان أن يشرب كأساً واحداً يساعده فى مرور الزمن سريعاً ، وبالفعل (كتح) كأساً من النوع الذى تقشعر منه الأبدان والحلوق ، وتكاد النيران تملأ القصبة الهوائية والمرىء من شدة لسعته ، حتى شعر صديقنا بنشوة لذيذة تسرى بعدها فى سائر البدن ، فأعمل صوت المسجل بصوت موسيقى هادىء تحت زخات فريون المكيف ، فانبسط وانطرب وانجعص فى كرسى فاخر فى وسط المحل يدندن مع الحان الموسيقى ويسبح فى سماوات شارع غبيرة العام ، فمضى الوقت سريعاً ولم يبق إلا القليل لموعد الإقفال كان حينها قد وسوس له الشيطان أن يأخذ من الكأسات مثنى وثلاث ورباع ، فأسقط فى يد صاحبنا ، وجلس الى كرسيه الفاخر فى وسط المحل وبجانبه زجاجة (صديقى) والكأس الى جواره ولسان حاله يقول شربت كؤوس الخمر كي أنساك وبكل كأس اشربه كنت اراك ، حتى غطّ فى نوم عميق بعد أن سرت النشوة فيه ، وحلّق فى سماوات بعيدة ، وحان موعد الإقفال فأقفلت كل الأماكن أبوابها إلا صاحبنا المسكين ، الذى إستيقظ على ربتات العسكرى فى كتفه يوقظه من سكرته عند الواحدة صباحاً والدورية فى الخارج ومسجلاً مخالفة على صاحب المحل ، وأودع بعدها الرجل فى غياهب السجون نادباً حظه العاثر فى حين (طرشق) الخميس المرتقب لباقى الشلة والصحاب ، ويا غبيرة ياما فيك حكاوى تجعل الحليم فيهم حيران.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: احمد عمر محمد)
|
سلام يازول
اولا مشكور علي السرد الانيق ده ولو انو نهايتها كانت مضحكة مبكيه
سؤال بالجمبه كده
اتا غبيرة دي قصته شنو مع السودانيين
الرياض دي ضاقت وصغرت عليهم واتزنقو في غبيره؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
Quote: فخطرت لصاحبنا فكرة إبليسية رائعة حيث وسوس له الشيطان أن يشرب كأساً واحداً يساعده فى مرور الزمن سريعاً ، وبالفعل (كتح) كأساً |
يازول يا أخي زولك دا مستعجل كده مالو!
هنيئا لك سردك الجميل للقصة، ونجحت في شد انتباه الجميع، حتى العنوان كان له تأثير واضح
على إجبار القارئ على قراءة كامل القصة.
اقترح عليك أن تجعلها بداية لرواية كاربة عن أحوال السودانيين في غبيرة ومنفوحة وعتيقـة وأم الحمـام،،،،،الخ
التحيـة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: محمد عبد الله الامين)
|
الأستاذ محمد عبدالله الأمين
صدقت والله
فقد عشت فى جدة نيف وثلاثين عاما ، وخبرت كل دروبها ، وكانت ترافقنى العائلة ، وما زال منزلى فى وسط جدة بشارع فلسطين وما زالت عائلتى هناك ، رغم عزوبيتى فى الرياض.
قبل شهر زارتنى زوجتى وحضرت الى الرياض ، وكنت بانتظارهم فى غبيرة ، وما أن دلفت السيارة الى شارع غبيرة العام ، حتى فاجأتنى زوجتى بقولها (إيه الكرنتينة الإنت عايش فيها دى)
وأسقط فى يدى
هههههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: طه داوود)
|
أخى طه داود
أشكر لك إعجابك بالسرد ، ,اشكر إقتراحك ، ولو كان مكسبى فى هذه القصة شد انتباهك ومروك فهو قطعاً يكفينى مؤنة عام
تسلم أخى العزيز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
شريف أبوالعلا - من الفيس بوك
Quote: حكايات غبيراء لا تخلص شكرا لك ولسردك الرائع ....... رد · إلغاء إعجابي · 1 · متابعة المنشور · 13 minutes ago |
شكراً أخى شريف على المرور والتعليق
تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
Quote: الأستاذ محمد عبدالله الأمين
صدقت والله
فقد عشت فى جدة نيف وثلاثين عاما ، وخبرت كل دروبها ، وكانت ترافقنى العائلة ، وما زال منزلى فى وسط جدة بشارع فلسطين وما زالت عائلتى هناك ، رغم عزوبيتى فى الرياض.
قبل شهر زارتنى زوجتى وحضرت الى الرياض ، وكنت بانتظارهم فى غبيرة ، وما أن دلفت السيارة الى شارع غبيرة العام ، حتى فاجأتنى زوجتى بقولها (إيه الكرنتينة الإنت عايش فيها دى)
وأسقط فى يدى
هههههههههههههه |
اخير البوست الاول يا هشام وانا لك من الناصحين!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
Quote:
حتى فاجأتنى زوجتى بقولها (إيه الكرنتينة الإنت عايش فيها دى)
وأسقط فى يدى
|
هههههههههههها
يعني النفسيات الجاتك ديك سببه غبيرة؟؟
شايف ناس غبيره وماجاورها لبدو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
Quote: فقد عشت فى جدة نيف وثلاثين عاما ، وخبرت كل دروبها ، وكانت ترافقنى العائلة ، وما زال منزلى فى وسط جدة بشارع فلسطين وما زالت عائلتى هناك ، رغم عزوبيتى فى الرياض |
يازول يازول ذاكرتك ضعيفة ياااخ هههه قبل فترة التقيتك في عمارتكم الفي شارع فلسطين في منزل الاخ خالد الامين في حضرت الفنان الطيب عبد الله وصديقي منعم اورفلي وشخص اخر ما بعرفو وكانت جلسة فنية ما منظور مثيلا ... الله يعينك على غربة الرياض وغبيرة هههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: عمر عثمان عبد الوهاب)
|
غايتو السودانيين الفي السعودية ديل يخلعو ويمحنو
تمشي تزور صديق في احد الاحياء الراقية ينقشك بالكاميرا وقبلما تخت يدك في الجرس يقوليك اتفضل يافلان وطق طرق الباب ينفتحلك تخش بيتو يجيب ليك نفسيات جدران واثاثات وديكورات تخلعك
تمشي تزور صديق في غبيرة وفي احد البيوت الشعبية تخبت الباب بي حجر يجيك نازل من السطوح وهو مبتسما وبرضو يخلعك
وسطية مافي
التحية والتجله لمناضلي غبيرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
غبيره ما لينا غيرا
تحية لكل المارين عبر البوست
من طرائف غبيره ايضا يحكى أن سعودي وجد سودانيين جالسين في الشارع سألهم من سعودي ساكن في غبيرة . قالوا ليهو ما معانا أجانب هنا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: محمد عوض الله علي)
|
كتب الاخ عمر عثمان
Quote: اتا غبيرة دي قصته شنو مع السودانيين
الرياض دي ضاقت وصغرت عليهم واتزنقو في غبيره؟؟
|
وكان رد الاخ هشام
Quote: صدقنى غبيرة تشبه أحياء السودان الشعبية ولذلك يحبها السودانيين |
وهنا تكمن المعضلة الازلية امام انفتاح الجاليات السودانية على الشعوب واكتساب ثقافات الدول التى يقيمون بها والتى اصبحت هجرة منظمة فتجدهم فى معظم هذه الدول يتغازرون فى اماكن محددة بهم ثم يسبغون عليها ثقافتهم فقط وبمرور الايام تصبح دائرة مغلقة عليهم ويساعدهم فى ذلك نفور الجنسيات الاخرى عن السكن بجوارهم لذلك يعود معظم المغتربين كما اتوا لم يحملوا اى عادات او ثقافات جديدة ان كان ذلك سلوكا او انواعا مختلفة من اطعمة الشعوب الاخرى .. الخ , حيث انهم يحرصون على توفر مؤن الويكة والشطة والكسرة والدكوة والعرديب والمفاريك والمراكيب وهنالك ترزية للجلاليب والعراريق السودانية وان كان عمل احدهم فى نفس ذلك المكان فسوف لن يبارحه ابدا الا اذا اراد السفر الى بلاده , ليس الامر قاصرا على غبيرة وحدها او السعودية فقط ولكن امتدت هذه الرغبة فى التجمع والتغزر حتى فى الدول المجاورة , فى الامارات هناك تجمع كبير للسودانيين فى عجمان , فى لندن هناك منطقة شبربوش وفى باريس منطقة منطقة chatelet مكتظة بهم وكذلك الحال فى امريكا وجهة الهجرة موخرا تجدهم فى فرجينيا , ميريلاند وفى مصر حيث يوجد اكبر تجمع سودانى خارج الوطن يسكنون ب امبابة وارض اللواء وبشتيل والكيلو اربعة ونص وعين شمس والعتبة والتى تكاد ان تطغى فيها الثقافة والعادات السودانية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
Quote:
يا عمر حكاوى جدة تشبه حكايات ألف ليلة وليلة فهى مدينة ساحرة لا تشبه بقية المدائن |
يلا امتعنا بالله
مع ذكر الاسماء الغريبة لاحياء هذه المدينه
وحكاوي السودانيين والجاليات الافريقيه مع مدينة جده
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: عمر عثمان عبد الوهاب)
|
ليس هنالك ما يمنع عن قص حكاوى جده ، إلا أنى أفضل فتح خيط منفصل حتى لا يختلط الأمر على القارىء الفطن
ولك تحياتى أخ عمر على المتابعة الحثيثة ، وتشجعيك لنا بالكتابة
بالجد تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: الزبير بشير)
|
الأخ الزبير بشير
شكراً على المشاركة الطريفة فقد ضحكت حتى انتبه كل الذين يجلسون حولى ظناً منهم أننى شارب (صديقى)
ههههههههههههههههههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من حكايات غبيرة (Re: يازولyazoalيازول)
|
شارع غبيره العام
الدخاخين مارقه لاتعرفو دخان شية لا طلح
رحم الله عمنا خليل
اصبح هذا الشارع الان مليء ببوتيكات الثياب السودانيه والعراريق والمراكيب والعطورات
خلي بالك غبيرة دي فيها راسمالية سودانيه نائمه
| |
|
|
|
|
|
|
|