الكيزان والمرأة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 02:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-28-2014, 07:35 PM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكيزان والمرأة

    موضوعي في صحيفة الميدان عدد الثلاثاء 27/5/2014 (أهديه إلى صديقي المناضل الجسور المهندس عمر الدقير)

    الكيزان والمرأة

    قبل الدخول في هذه الدراسة عن الكيزان والمرأة، أود أن أجيب على أحد الأصدقاء الذين أشاورهم في الأمر، سألني صديقي هذا لماذا أستخدم تعبير "كيزان" ولم أقل "إخوان مسلمين" كما يعرفون أنفسهم، الأمر الذي يتناقض مع فلسفتي ومنهجي في الحياة، والذي يقوم على الاعتراف بالآخر وبحقه في أن يكون (آخر) والاعتراف بالتعدد الثقافي والاثني، وأنني بتمسكي بهذه التسمية في مقالاتي أكرس لعدم الاعتراف بالآخر إلا من خلال الذات أي "الأنا" وهو مبدأ للسيطرة، وأنني أتخذ وضعاً وأدعى رؤية تقوم مقام الحقيقة. وهذا ليس سؤال عابر بل تهمة خطيرة سأحاول أن أبرئ نفسي وقلمي منها، لكن بادئ ذي بدء فلنعود إلى أصل الكلمة معناها ومن أين جاءت، وكيف التصقت بالجماعات الإسلامية المعروفة بتنظيم "الإخوان المسلمين".
    الكوز وما أدراك ما الكوز
    "الكوز" المفرد، والجمع أكواز وكيزان وكوزة، والكوز كما هو معروف في سودانيتنا الحبيبة إناء من الصفيح يشرب به الماء، والكُوزُ في قاموس المعاني إِناء بعُروة من الفخار أو غيره له أذن يشرب فيه أو يُصبُ منه، كوز الذُّرة: سنبلُها، و(الكوز) كمصطلح سياسي سوداني، يطلق على كل منتمي لجماعات الإسلام السياسي، وأشتق الاسم من مقولة جاءت على لسان أحد قيادات الإخوان المسلمين خلال ندوة في سبعينيات القرن الماضي، حين قال (الدين بحر ونحن كيزان نغرف منه) أو (الدين بحر ونحن كيزانه). ألتقط العبارة طلاب الجبهة الديمقراطية بكلية الفنون الجميلة بمعهد الكليات التكنولوجية (جامعة السودان حالياً) واستخدموه في دعايتهم خلال انتخابات اتحاد الطلاب بالمعهد، ومنذ ذلك الوقت التصق الاسم بالإخوان المسلمين، واستخدامي للاسم ليس من باب الكيد السياسي بل لأن له مدلول سياسي واجتماعي وثقافي عميق في وجدان الشعب السوداني، فهو ليس مجرد صفة أو رمز لانتماء سياسي بل إشارة شعبية ذكية من شعب لماح ذكي إلى كل ما هو فارغ ومدع وانتهازي وطفيلي، وكل من يبطن ما لا يظهر أو يظهر ما لا يبطن، فجماعة الإخوان لا يرون في "الآخر" سوى العدو الذي يجب اختفاؤه حتى تدوم لهم السلطة والثروة، هكذا اختبرناهم وهكذا يؤكد تاريخهم منذ بداياتهم الأولى وحتى يومنا هذا، لكن بالتأكيد هذه الصفات لا يمكن تعميمها على كل منتسبي تنظيم الإخوان فبعضهم، وهم قلة، دفعتهم فكرة نصرة ديننا الحنيف وجذبتهم فكرة أعادة إنتاج ماض الخلافة الراشدة ورغبة صادقة لرفعة راية لا إله إلا الله للانضمام للإخوان المسلمين، لكنهم لم يروا ما وراء تلك الراية، وأتمنى أن تسهم كتاباتي هذه في إزالة الغشاوة عن بصيرتهم بعد أن تعمدت أبصارهم إلا ترى.
    الكيزان والمرأة
    في انتخابات الجمعية التشريعية التي جرت في 1953 بالسودان وقف الكيزان موقف صارم ليس فقط ضد ترشح المرأة للبرلمان وبل حتى ضد أن تشارك في التصويت، وكان الاتحاد النسائي السوداني يطالب بحق التصويت والانتخاب والترشح، فقاد الكيزان حملة شعواء من خلال منابر المساجد، موظفين سلاح الفتاوى الدينية والتكفير ضد كل من يؤيد مطالب النساء وكان من تداعيات ذلك الهجوم أن عدد لا يستهان به من القيادات النسوية قد قدم استقالته من الاتحاد على رأسهن السيدتان ثريا أمبابي وسعاد الفاتح.
    بعد ثورة 21 أكتوبر 1964 وحينما تكلل نجاح نضال المرأة السودانية من خلال تنظيمها الرائد الاتحاد النسائي السوداني في استصدار قانون يسمح للمرأة بالترشح للبرلمان، وبعد أن رشح الاتحاد النسائي والحزب الشيوعي السوداني الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم تقدموا، بترشيح السيدة / ثريا أمبابي لتنافسها في الدخول للبرلمان لكن الشعب كان أكثر وعياً في اختيار ممثليه فانتخب الأستاذة / فاطمة لتحظى بشرف أول سيدة في الشرق الأوسط تدخل برلمان منتخب في نظام تعددي ديمقراطي.
    إن ذلك التحول من الرفض للتأييد، للترشيح، لم يمليه تطور فكري أو تصحيح للمسار كما جرى مع كافة الأحزاب الوطنية الأخرى حيث كانت جميعها في بداياتها، ودون استثناء، موصده في وجه النساء عدا الحزب الشيوعي السوداني الذي فتح أبوابه للنساء من تأسيسه، فضم في قيادته عدد لا يستهان به من النساء منهن سعاد إبراهيم أحمد وفاطمة أحمد إبراهيم ومحاسن عبدالعال وآمال عباس والخنساء سوار الذهب على سبيل المثال لا الحصر. إن موقف الإخوان المسلمين لا يمكن اعتباره "عودة وعي" أو رجوع للحق أسوة بالأحزاب اليمينية الأخرى بل هو موقف فرضه عليهم الواقع فقننوا له بفقه الضرورة، من التحريم إلى التحليل، لأن معظم الأحزاب اليمينية الأخرى خاصة الاتحاديين والأمة كان موقفهم الرافض بداية نابع من عادات وتقاليد اجتماعية ومواقف أخلاقية طبقية في المقام الأول، وهي مواقف قابلة للتغيير والتطوير لذا أي تحول منها يأتي مقبولاً في سياق التطور التاريخي لتلك الأحزاب، أما بالنسبة للكيزان كتنظيم عقائدي مرجعيته، كما يدعي القائمون عليه، ليست اجتهادات فردية بل ثوابت دينية والدين أحكامه لم تتغير ولم تتبدل خلال تلك السنوات (من 1953 حتى 1965) ، لذا لا يمكن أن يؤخذ تحول موقفهم بعد نيل المرأة السودانية لتلك الحقوق وأقبالهم على ممارستها بأنه نابع من قناعتهم وإيمانهم بها، بل فقط للاستفادة منها، وهو موقف أقل ما يمكن أن يوصف بالانتهازية التي هي من متلازمات ومكونات الفكر الإخواني الذي يكن العداء السافر للمرأة ونظرته الدونية الإقصائية لها، وإلى كونها مجرد سلعة يسوقونها كدعاية سياسية بعد أن يحجبوها، ولا ينظر لها كإنسان في المقام الأول مساو في الحقوق والواجبات والمسئوليات للرجل.
    من المفارقات المدهشة في العلاقة الجدلية بين الكيزان والمرأة أنه رغم العداء الفكري والمنهجي والأيديولوجي الكيزاني المزمن للمرأة، ومواقفهم التاريخية المخزية ضد حقها في نيل وممارسة حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا أن أصوات النساء "خاصة ربات البيوت منهن" يشكل العنصر الحاسم الذي يقلب كل الموازين في أي انتخابات ديمقراطية ويأتي بالإخوان المسلمين إلى سدة البرلمان!!. مما يثير التساؤل هل حقاً أن "الظلم لا يولد الثورة لكن الإحساس بالظلم هو الذي يولد الثورة"، لكن كل المؤشرات تقول أن تلك المفارقات آخذة بالزوال، فالترهيب وبيع الأوهام والظنون لم يعد مجدياً وسط النساء وصار كسب ثقة المرأة الحديثة يتطلب أكثر من الوعيد والوعود، كما أنها صارت أكثر تفهماً لقضاياها، خاصة بعد بروز تداعيات ما بعد الربيع العربي، ومآلات حكم الإخوان، وفشلهم المذري في السودان، ففي التجربة الانتخابية الكويتية الأخيرة سقط الكيزان سقوط مدوي، ليس فقط في خسارتهم لعشرة مقاعد كانت حكرا لهم في البرلمان الكويتي، بل في معركتهم ضد ترشح النساء والتي لجأوا فيها لسلاح فتاوي التكفير ضد ترشح المرأة وأثموا كل من يتجرأ ويصوت لها، رغم ذلك وقف الناخبون - رجالاً ونساءً ـ مع المرشحة الكويتية، وتحدّوا المرجفين والمشككين بكفاءة المرأة وصوتوا لها، فحصدت 4 مقاعد ثمينة من جملة مقاعد البرلمان البالغ عددها 50 مقعداً، ولم تجدي فتاوي التكفير والتهديد والوعيد في أعاقة المرأة الكويتية في الوصول للبرلمان بل فازت فوزاً تاريخياً مؤزراً في حرب شرسة استخدمت فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من قبل الكيزان ضدها.
    عاطف عبدالله
    [email protected]
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de