|
بيان رقم -1: رحلتنا من الطوباوية إلى الواقعية
|
رحلتنا من الطوباوية إلى الواقعية الطوباوية أو المثالية كان يمثلها المنهج الهيجلي والتي إنتهجها أيضاً كارل ماركس في بداياته ومن ثم إصطدم بالواقع فوجد أنه لا بد أن يجد تفسيرات للفرضيات التي لم تتماشى مع الواقع فإنتهج المادية التاريخية والمادة الجدلية كفكر واقعي وعملي يختلف عن تلك المثالية التي تحلم بالمدينة الفاضلة. وكثير من المفكرين والمتأملين في حركة الكون والمجتمع تستهويهم وتجذبهم المثالية كنتيجة لإنفعالاتهم العاطفية ويهيمون فيها ولكن عندما يصطدمون بالواقع يجدون أن أفكارهم المثالية تلك لا تعالج القضايا الواقعية التي يواجهونها ومن ثم تجدهم يبحثون عن مخرج ويتمردون على شيوخ طرقهم الطوباويين. ولكن هل ما يزال كثير من الماركسيين ومدعي اليسار والديمقراطية والعلمانية الآن يتعاطون مع الماركسية وغيرها من الآيدولوجيات كمحبة درويش للشيخ كارل ماركس أو شيخ المذهب الايدولجي أياً كان دونما بحث ودراسة في إمكانية معالجة ذلك المنهج أو المذهب للظواهر الإجتماعية والسياسية والإقتصادية التي يعيشونها ويحلمون فيها بالتغير نحو الأفضل، هذا ما أعتقده أنا شخصياً وهو أن الغالبية تريد وتهيم مثل أولئك المريدين الذين لا يقبلون جدالاً في ولاية فقيههم صاحب الكرامات، وراودتني أفكاراً توحي لي بأن أعضاء حزبنا الصغير هذا بدأ يتخلص من تلك المفاهيم وبدأ يتوجه نحو أن يكون عملياً ومجدداً وإكتسب جرأة يحسد عليها في كسر روتين الولاية العمياء والتبعية الوراثية، كما أصبح بعض الأنصار يبحثون في كيفيات ومنهجيات يكونون من خلالها أنصاراً للوطن وليس أنصاراً لزعامات صورت في أشخاص يعبدها البعض مثل ما كان الأعراب في الجاهلية يعبدون اللات والعزى ومناة. طوبى للشعب السوداني وهو يشهد جرأة وشفافية في شريحة هي صغيرة إذا ما قارناها بحجم الوطن ولكنها تخرج من مأزق الولاء الطائفي والقبلي نحو تبني الصراع الشفاف والواضح، وهذا هو التوجه الواقعي والتخلص من الطوباوية الحالمة، فقط تتطلب المرحلة مزيداً من الجدية وإعادة الهيكلة و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب والمساءلة في إطار المسؤولية وحماية المصلحة العامة والإتكاء عليها. نعم نحن في بدايات الطريق نحو الواقعية وقيل أن البدايات دائماً تحاط بالصعاب ولكن البداية الصحيحة توفر ثلثي الوقت للوصول إلى الهدف، وهذه المقولة رغماً عن عموميتها وسردها النظري إلا أنها تشبه نظرية رياضية في الهندسة التحليلية تقول أن الخط المستقيم هو أقصر الطرق بين نقطتين ولعل صفة مستقيم هذه يمكن أن تطوع لعدة معاني.
لب المضوع: _______
الصراع الحالي داخل أروقة الحزب والمحصور بين أفراد يعدون على أصابع اليد، أعتقد أنه بدأ يتسع وينتقل ليضع الكل إما مع هذا الجانب أو مع الجانب الآخر. الصراع في حد ذاته كما أسلفت في العموميات أعلاه شيء حميد، ولكن إن كان ينقصه الحياد التام يصبح سيء بل سيء للغاية، ليس المهم أن نقف مع هذا أو ذاك المهم بل الأهم أن نبحث عن الآلية الديمقراطية ومن داخل لوائحنا التنظيمية وإن لم نجدها ليس عيباً أن نجلس على مائدة تفاوض ونبدع آلية ديمقراطية نسترشد بها حلاً مرضياً للجميع، والحل المرضي للجميع لا يتأتى إلا بعدم الإنحياز والوقوف على حياد من طرفي الصراع. نريد من الجميع تحكيم العقل والحكمة وتناسي كل الألفاظ غير اللائقة التي ملأت صفحات البيانات بدءاً من بيان الإستقالة إلى آخر بيان صدر من اي مجموعة داخل الحزب! هذا إن أردتم للحزب أن يقف على قدميه، بل أن يقف صلداً متماسكاً اكثر من ذي قبل. أناشد الزملاء جميعاً من عضوية المجلس السياسي واللجنة التنفيذية وكل الأعضاء أن يعتبروا هذا الخطاب بياناً لرأب الصدع وأن يجتمع الجميع في القروب والكل يحمل معه آراءاً إيجابية تعين وتساعد على توحيد الصف بل أن يكون الإجتماع في القروب للجميع أو أغلبية العضوية وللضرورة يمكن إعتبار هذا الإجتماع داخل القروب بمثابة مؤتمر طارئ للحزب وفيه يمكن تشكيل مجلس سياسي ولجنة تنفيذية، ليس بالضرورة تغيير الأعضاء ولكن بالضرورة الإلتزام بما يأتي به الإقتراع الحر المفتوح. لا أعلن وقوفي مع أو ضد اي من أطراف الصراع حتى أستمع لآراء الجميع
وطوبى لمن عمل وأخلص عاصم فقيري السابع والعشرون من آيار (مايو) 2014م
|
|
|
|
|
|