الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2014, 09:14 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين

    اليوم 11/5/2014م تمر الذكرى الثالثة لرحيلك المر وداد صديق يا فخر نساء الوطن..
    ولا نقول الاّ مايرضى الله وإنا لله وإنا اليه راجعون

    sudansudansudansudan87.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-11-2014, 09:21 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    sudansudansudansudan88.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    نجدك فى كل الخطى..
    وكلما خطونا نحو الوطن خطوة ..
    نتذكر أنك أفنيتى كل العمر لاجله..
    نعدك سنكمل المشوار إن حيينا وسنظل على العهد الى أن يصبح حراً كما كان حلمك وحلمنا وحلم كل المسحوقين..
    ارقدى بسلام
                  

05-11-2014, 09:33 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    كلمة فتحى الضو فى تأبين زوجته
    sudansudansudansudan89.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    __________________________________
    Quote:
    07-25-2011 05:49 AM
    فتحي الضو


    والله إن هذا ليوم مشهود. كنت أتمنى أن التقي هذه الوجوه النيّرة في ظروف غير هذه الظروف. كنت أتمنى أن التقي هذه الوجوه النضرة في يوم انتظرناه طويلاً، وقد شاءت إرادة الله غير ذلك، ولكنه حتماً سيأتي ذلك اليوم حاملاً عبق الانتصار. في البداية أود أن أحييكم جميعا، والشكر كل الشكر للاخوات الفضليات من أصدقاء وزميلات الفقيدة الراحلة ممن قمن بأعباء هذا التأبين، وكذلك الشكر لأسرة مركز الخاتم عدلان للاستنارة على استضافتها فعاليات هذا اليوم، والشكر موصول للحضور الكريم على تكبدهم المشاق، وأيضاً الذين خاطبوا الحضور من على هذه المنصة، والذين تحدثوا في صمت، ويشمل الشكر الذين خارج هذا المركز داخل السودان وخارجه في قارات العالم أجمع. فقد أثبتم بما لا يدع مجالاً للشك أن وداد ليست فقيدتنا وحدنا. نسأل الله العلي القدير أن يتقبلها قبولاً حسناً بقدر هذه المحبة، ويلزمنا جميعاً الصبر الجميل.
    أقول لكم أيها السيدات والسادة الكرام إنه على الرغم من ايماني المطلق بجدلية الحياة والموت، ورغم ايماني بأن كل نفس ذائقة الموت إلا أنني والحق أقول أشعر بأن وداد لم تمت ذلك لأن الحب كما تعلمون لا يموت، وأن المبادئ لا تموت، وأن القيم الجميلة لا تموت، ولذا فوداد وإن رحلت بجسدها عنّا ستظل روحها هائمة بيننا ما حيينا على وجه هذه البسيطة.
    رحلة وداد القصيرة في هذة الحياة كانت عبارة عن ملاحم متصلة بعضها يأخذ برقاب بعض. وكسائر البشر بدأنا حياتنا بملحمة عاطفية نعتز بها لأن كسرت السائد في العلاقات التقليدية، وتوجناها بالزواج الذي وجدنا فية السكينة والطمأنينة بمثلما بشرنا المولى عز وجل، وعندما توحدت قي ناظري وداد والوطن بدأت اقرض الشعر لها وحدها ولم أجرؤ على نشره، ثمّ هجرت الشعر وليس لي أدنى تفسير غير أن الديكتاتوريات التي رزئنا بها لا تسمح بالأحلام.
    وعندما رزقنا بالبنين والبنات تعلمت من وداد الدرس الاول في مدرسة الحياة وهو أن الطريق إلى الوطن يبدأ بالبيت والأسرة. فقد كانت وداد تؤمن إيمان العجائز بأنك إذا أعددت أسرة إعداداً جيداً فقد أعددت شعباً طيب الأعراق.
    ثمّ اتصلت ملحمة العاطفة بملحمة الأسرة بملحمة حياة اجتماعية غنية وزاخرة. وفي هذا الشأن لعل الذين عايشوا الفقيدة كانوا يعلمون أن أجمل لحظات صفائها الوجداني كانت تتجلى حينما تحظى بضيوف يتوافدون على بيتها من كل حدب وصوب. فنحن كما تعلمون بفضل تلك الديكتاتوريات تنقلنا من بلد إلى بلد، عايشنا وتعايشنا مع ملل ونحل شتى، وتفاعلنا وسط ثقافات متعددة ومتباينة، لكنها لم تكن في يوم من الأيام خصما على رصيدنا الوطني أو نالت من هويتنا الوطنية التي نعتز بها. بل على العكس تماماً، فقد كانت سندا لنا ومعيناً صبّ في تنوعنا الثقافي وتعددنا الديني والإثني، ومن المفارقات أن تمر علينا ظروف كالحات نشهد فيها قوم يتبرأون من هذه الخاصية التي حبا الله بها بلادنا.
    في إطار الملحمة الاجتماعية كانت لوداد قدرة فائقة في خلق علاقات اجتماعية واسعة ومستمرة وبناءة مع تلك الشعوب والقبائل، كأنها كانت تمتثل للمبدأ القرأني الذي حفزنا على ذلك. كانت أحبتي الكرام كالغيث حيثما انهمر فاض خيراً ونماءاً وبركة.
    أما وإن كان الحديث عن الملحمة السياسية فلا بد لي أن أذكر حدثين هامين، الأول في العام 1994بعد أن طاب لنا المقام في العاصمة الارتيرية أسمرا، حدثت القصة التي حكى شذرات منها أخي وصديقي عبد العزيز خالد أو أبو خالد كما يحلو للكثيرين أن يسمونه، عندما تحدث إليكم قبل قليل. يومذاك كانت صلاته قد بدأت مع السلطات الاريترية لتفعيل العمل المعارض في ظل علاقات بدأت تضعضع بينها وبين حكومة الخرطوم، ولهذا كان يأتي سراً إلى أسمرا وتعمل السلطات الاريترية على تأمين أقصى أنواع السرية على تحركاته نسبة لوجود سفارة نظام الخرطوم في أسمرا. الذي حدث أن الأخ عبد العزيز طلب منهم أن يسمحوا له برؤيتي نسبة لعلاقة الصداقة القوية التي تربطنا معاً، وقال لهم إنه يأتمنني، فقالوا له وزوجته؟ قال لهم إنه يأتمنها أكثر مني. وتبعاً لذلك كان الاخوة الاريتريون يأتون به لمنزلنا في جنح الليل، ونقضي بضع ساعات وأوقات طيبة نتفاكر فيما آل إليه حال الوطن، وكانت وداد ثالثنا، وظلت هي الوحيدة التي تعلم بشيء لو أفصحت عنه لذهبت الأمور في اتجاه آخر. وأعتقد أن أخي عبد العزيزأعجبته طرائق السرية والكتمان التي رشحت من وداد لا سيّما بعد أن أصبحت تلك الخاصية واحدة من سمات وركائز التنظيم نفسه. وأعتقد أيضاً إنه منذاك الوقت وضع عينه عليها في ضمها لصفوف التنظيم، بالفعل كنت آخر من يعلم، ولم أعلم حقيقة بأنها أصبحت واحدة من كوادر التنظيم إلا بعد وقت طويل وبعد أن أصبح عمل التنظيم علنياً، وتقلدت فيه المناصب المذكورة في التحالف النسوي وكذلك التجمع النسوي فيما بعد. ولكن أصبح الأمر مصدر فكاهة بيننا فقد كنت أداعبها بقولي: في بيتنا كادر سري. وأذكر للأمانة والتاريخ أن وداد من فرط حفاظها على السرية لم يحدث أن أشركتني في أمر يخص نشاطها السياسي أو الإعلامي وأعتقد أنه بالاضافة للسرية التي هي من صميم عمل التنظيم كما ذكرت، فقد كانت لا تطيق أن يقال عنها إنها تعيش في جلباب زوجها. لقد كانت وداد شديدة الاعتداد بشخصيتها، وكثيرة الاعتماد على نفسها، وتحب أن تشق طريقها وسط الصعاب وتجد متعة فائقة في التغلب عليها.
    أما القصة الثانية، فقد حدثت في نهاية العام 1994 ومطلع العام 1995 غادرت وداد والأسرة إلى السودان لقضاء عطلة الصيف المدرسية، وأثناء وجودها في الخرطوم انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتوقفت تبعاً لذلك الخطوط الجوية السودانية بين العاصمتين، فقررت وداد العودة لأسمرا بالطريق البري. غادرت إلى كسلا بعد أن أخبرتني بضرورة انتظارهم في يوم محدد على الحدود الاريترية في المنفذ المعروف (ب13) يقابله منفذ (اللفة) على الحدود السودانية، ولكن رجال الأمن الذين علموا بوجودي هناك أنزلوها عنوةً من العربة الناقلة هي وأطفالها وأخبروها إنها ممنوعة من السفر ليس لجرم ارتكبته ولكن بحسب فهمهم لجرم ارتكبه زوجها الذي ينتظر على الضفة الأخرى، وقالوا لها أرسلي له كي يحضر لاصطحابكم إن شئت السفر. فكتب عليها أن تبقى رهينة تحت رحمتهم لعشرة أيام حسوما، كنا خلالها نتبادل قصاصات الورق مع سائقي العربات، تماماً كما في فيلم الحدود للممثل السوري الشهير دريد لحام. تلك أيام لن أنسى قساوتها ما حييت، كانت لحظات مؤلمة بالنسبة لكلينا، بل هي أشد وأمر بالنسبة لسيدة وأطفالها أن تكون في قبضة من لا يرحم ولا يعرف الرحمة، وأخيراً تركت لهم جواز سفرها الذي يرقد حتى الآن في أدراج جهاز الامن ليقف شاهداً على خزيهم وعارهم وسوء أعمالهم. ولأن لوداد قلباً لا يعرف الثأر فقد صممت أن اقتص لها كل دقيقة معاناة قضتها على الحدود.
    أسمحوا لي سيداتي وسادتي أن أختم ملاحم الراحلة العظيمة بملحمتها مع الداء الخبيث، لعلها تكون زاداً في الملمات والمصائب التي يمتحن الله بها عباده. ذلك إن هذا المرض وإن نال من جسدها لكن روحها المعنوية ظلت حتى لحظات حياتها الأخيرة مرتفعة وفي قمة عنفوانها، كانت تتمتع بإرادة قوية، وتؤمن ايماناً قاطعاً بأنها يمكن أن تتغلب على ذاك المرض، ويعلم الله بالرغم من أنني صادفت في حياتي المهنية في منطقة القرن الأفريقي تحديداً من المواقف الصعبة التي حدت بي أن استرخص الحياة ومنحتني قدرة على التعامل مع المواقف التي تتطلب صبرا وجلداً وشجاعة، إلا أن الشجاعة التي واجهت بها وداد ذلك المرض أذهلتني وتضاءلت معها شجاعتي. فقد كانت صبورة لا تحب الشكوى، أما وإن اضطرت لها فهي تمارسها مع ربّها الذي خلقها وابتلاها، إذ كانت تناجيه سراً ونحن عنها غافلون.
    كانت تلك طريقتها حتى بعد أن لزمت سرير المستشفى. وفي الخمس أيام الأواخر من حياتها شاء الله أو إن شئت فقل أكرمني الله بأن يحضر لحظات احتضارها الاخيرة أخي وصديقي فيصل محمد صالح الذي أحبه كثيرا وتحبه وداد أيضاً، والذي صادف وجوده تلك الأيام زيارته لأمريكيا، فجاء إلى شيكاغو حيث نقيم، وعندما دخل عليها أشهد أنه تهللت أساريرها لرؤيته رغم الإنهاك البائن عليها, ولعل أخي وصديقي فيصل شهد منظراً غير مألوف في المستشفى، حيث تواجد أصدقاؤنا وأحباؤنا وآخرين لا نعرفهم من السودانيين، جزاهم الله عنا خير الجزاء، توافدوا وتقاطروا نحو المستشفى وظلوا مرابطين معنا لساعات طوال ولأوقات تمتد حتى أواخر الليل .هذه الظاهرة أي الكثرة والتواجد كانت ظاهرة غير مألوفة للأمريكيين أنفسهم. ولذلك احترموها فانعكس ذلك في تعاملهم مع الحضور وعملوا على راحتهم، جلبوا لهم الشاي والقهوة والماء والبسكويت على غير معهود، وكانوا يسألونهم فرداً فرداً ما إذا كانوا في حاجة لشيء، ومن المفارقات أن واحدة من العاملات في المستشفى سألتني إن كانت زوجتي شخصية اعتبارية في بلدها، أي من ذوي المناصب الفاخرة، فقلت لها هي إنسانة عادية ونحن كذلك، ولكن هذه هي ثقافتنا التي جُبلنا عليها. وبالطبع هي لا تعلم أن قوماً كالمغول غزوا بلادنا ودمروا ثقافتنا هذه التي نعتز بها.
    واستشهد فيما ذكرت باحترام الأمريكيين لتعدد الثقافات هذا، فقد كان لنا صديق أمريكي اسمه جيف وزوجتة لورا, جاءوا للمستشفى ومعهم طفلتهم الرضيعة وعمرها بضع أشهر, وقد شاهدوا المنظر الذي ذكرت ولعله أعجبهم، وقالوا لي إنهم لم يألفوه من قبل، وكنت أطلب منهم المغادرة رحمة بطفلتهم الرضيعة، لكنهم تجاهلوا طلبي مراراً وتكراراً، إلى أن قال لي جيف، من فضلك أتركني فأنا اليوم سودانيPlease leave me, today I am a Sudanese
    رغم الحزن الذي كان يعتريني، إلا أن التفاف الأحباب حولنا خفف عنا هول المصيبة، وقد تواصلت تلك الظاهرة من المستشفى مروراً بالمسجد الذي صلينا فيه على الراحلة وانتهاءا بالمقبرة التي دفناها فيها في مدينة شيكاغو. هؤلاء مثلكم يا اخوتي وأخواتي، كنتم وكانوا تاج عزي الذي أتباهي به بين الأمم والشعوب.
    وفي الختام، لابد أن استخلص ما أقول في نقطتين هامتين.
    الأولى: كانت وداد في ملحمتها مع المرض تعاني أقسى أنواع المعاناة، ولكني أشهد أن وتائر ألمها تزداد وجعاً عندما تتابع الأخبار التي تتحدث عن تردي الأحوال الصحية في هذا البلد الامين. وكانت تبدي تعاطفاً طبيعياً مع الذين ابتلاهم الله بذات الداء, وتجدنا دائماً في حالة مقارنات، وكانت كثيراً ما تتداول معي كيفية تقديم العون والمساعدة فى شيء يخفف عنهم آلامهم. والآن أقول لكم لست من الذين أنعم الله عليهم بالمال والجاه، ولكن غني بأبنائي وبناتي الذين أعتبرهم ثورتي في هذه الدنيا، وقد بذلنا ما وسعنا في تعليمهم وتأهيلهم، ولا أذيعكم سراً إن قلت لكم إننا قطعنا عهداً على أنفسنا طال الزمن أو قصر أن نعمل لها ما تمنته ذات يوم في حياتها من أجل المرضى والبؤساء، ونسأل الله أن يعيننا في ذلك وليكن ما سنفعله شاهدا على حبنا ووفائنا لها، وديناً مستحقاً نرده عرفاناً لهذا الشعب الأبي، وإنا لقادرون بحول الله.
    الامر الثاني : وهو شئ عملت من أجله الفقيدة الراحلة ووهبته عمرها وتمنت أن تراه يتحقق في حياتها ولكن لم تمهلها الأقدار لذلك. أقولها أمامكم يا أخوتي وأخواتي من قلب هذه العاصمة الصابرة بعد أن قلتها من البعد مراراً وتكراراً.. يجب إسقاط هذا النظام، يجب إسقاط هذا النظام، فإسقاط هذا النظام ضرورة وطنية، بل واجباً دينياً كذلك، حتى نستطيع أن نحافظ على ما تبقى لنا من وطن، ونحمي ديننا من المتاجرين به.
    أيها الحضور الكريم هذا الوطن الجميل يتسرب من بين أيدينا كما يتسرب الماء من بين الاصابع، نحن محتاجون لوقفة أمام الذات, نحن محتاجون لمواجهة مع أنفسنا, نحن محتاجون لأن نسأل ذواتنا وبعضنا البعض ماذا قدمنا أو ماذا سنقدم لهذا الوطن حتى نستطيع أن نوقف التدهور المريع الذي حدث في كافة الأصعدة. لست في حاجة لأن أذكركم أو أسرد على مسامعكم تفصيلات شيء تعيشون مرارته كل يوم، فالجمرة بتحرق الواطيها كما نقول، وأنتم تكتون بهذه الجمرة صباح مساء.
    إن الفقيدة التي نؤبنها اليوم سيكتمل تأبينها يوم سقوط هذا النظام. أرجوكم أمنحوني شرف أن أتحدث لها من تحت الثرى، وأقول لها إن اليوم الذي انتظرتيه طويلاً قد جاء. وأن الحلم الذي تمنيته كثيراً قد تحقق، وأن الديمقراطية التي تاقت لها نفسك وعملت من أجلها صادقة قد أزف موعدها.
    إذ لا بد من الديمقراطية وأن طال السفر
    والسلام

    [email protected]

                  

05-11-2014, 09:49 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    السيرة الذاتية لوداد صديق:
    Quote:

    المناضلة وداد صديق

    مركز الخاتم عدلان / الثلاثاء الموافق 19/7/2011م
    السيرة الذاتية
    الاسم : وداد صديق محمد الامين
    تاريخ الميلاد: يناير /1964م
    المراحل الدراسية: تلقت تعليمها الثانوى بالخرطوم الثانوية العليا بنات ، تخرجت من جامعة القاهرة بالخرطوم 1986م

    الحالة الاجتماعية : تزوجت من الصحفى والكاتب المعروف الاستاذ/ فتحى الضو فى يناير/1985م، لها من البنين والبنات رنا -1988م ، رؤى 1990م ، احمد1992م والضو (أواب) 2004م .

    المحطات التى مرت بها بعد الزواج
    بعد الزواج مباشرة لحقت بزوجها فى الكويت والتى مكثوا بها حتى الغزو العراقى عام 1990م.
    انتقلوا بعدها الى القاهرة حتى العام1993م ، ومنها الى العاصمة الاريترية ( اسمرا ) حتى يونيو 2001م حيث عادوا مرةً اخرى الى القاهرة حتى 2003م ومنها الى الولايات المتحدة الامريكية - غرب شيكاغو.
    وفى شيكاغو عملت على مواصلة دراستها للحصول على الماجستير التى صممت على انجازها رغماً عن ظروف المرض الذى الم بها حتى انتقلت روحها الطاهرة الى بارئها يوم الاربعاء الموافق 12/5/2011م.
    المناصب القيادية التى تولتها:
    *كانت الفقيدة واحدة من المؤسسات للتحالف النسوى / قوات التحالف السودانية باسمرا عام 1997م وشغلت منصب الرئاسة فيه فى العام 1999م وحتى 2001م حيث انتقلت الى القاهرة.
    *انتخبت سكرتير عام للجنة التسيير المكلفة بالاعداد للمؤتمر التأسيسى للتجمع النسوى السودانى الديمقراطى بالاراضى المحررة شرق السودان ودولة اريتريا فى مايو 1998م .
    *مثلت قوات التحالف السودانية بهيئة قيادة التجمع النسوى المكونة فى المؤتمر التأسيسى .
    *انتخبت سكرتيراً للتنظيم والادارة بالمكتب التنفيذى للتجمع النسوى للفترة من مايو 1998- فبراير 1999م.
    * انتخبت سكرتيراً للثقافة والاعلام والناطق الرسمى باسم التجمع النسوى للفترة من فبراير 1999م وحتى يونيو 2001م حيث انتقلت مع الاسرة الى جمهورية مصر العربية .
    * عملت رئيسة تحرير اصدارة عزة صوت التجمع النسوى منذ تأسيسها فى 1998م وحتى مغادرتها الى القاهرة فى العام 2001م.
    * عملت على اعداد وتقديم برنامجى ( إمرأة وطن ) و( الواضح ما فاضح ) عبر اذاعة صوت الحرية والتجديد – صوت السودان الجديد بالاراضى المحررة شرق السودان فى الفترة 1998-2001م.
    * شاركت فى اعداد وتقديم البرنامج الاذاعى ( صوت عزة ) الذى يقدمه التجمع النسوى باذاعة صوت الحرية والتجديد فى الفترة من 1998-2001.
    * مثلت التحالف الوطنى / قوات التحالف السودانية بلجنة إعادة تكوين التجمع النسوى بالقاهرة فى الفترة من 2001 وحتى انتقالها الى الولايات المتحدة الامريكية فى العام 2003م .
    الا رحم الله الفقيدة وداد صديق بقدر ما قدمت لوطنها واسرتها واصدقائها وكل من حولها ..
    * كانت وداد صديق واحد من المؤسسات لاصدارة (عزة ) صوت التجمع النسوى السودانى الديمقراطى بالاراضى المحررة شرق السودان ودولة اريتريا ، وهى اصدارة دورية تعنى بقضايا الوطن بشكل عام وقضية المرأة على وجه الخصوص.
    وعملت كأول رئيسة لتحريرها فى الفترة من 1999م وحتى يونيو 2001م حيث انتقلت مع الاسرة الى القاهرة ومن هناك واصلت مساهماتها فى عزة عبر باب (مراسلون) حتى العام 2003م حيث انتقلت الى الولايات المتحدة الامريكية.

                  

05-11-2014, 09:57 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    ندوة (الحل السلمى.. الرؤى والابعاد) ندوة أقامها التجمع النسوى بأسمرا فى أغسطس1999م
    يظهر فى الصورة الراحل د.عمر نور الدايم..
    وترأس الندوة الراحلة وداد صديق (أمينة الاعلام) فى تلك الفترة
    ____________________________________
    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan19.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    ________________________________
    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan28.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    مع الرفيق/ ياسر عرمان
    _______________________
    sudansudansudansudansudansudansudansudan25.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-11-2014, 10:16 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    الاستاذ فيصل محمد صالح عجر عن السيطرة على البكاء فى تأبين المناضلة (وداد صديق)..
    هكذا أحبها الجميع..
    لها الرحمة والمغفرة
    ____________________
    sudansudansudansudansudansudansudansudansudan38.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-11-2014, 10:27 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    كلمة الاستاذة سارة نقد الله فى التأبين بمركز الخاتم عدلان:
    _____________________________________
    sudansudansudansudansudansudansudansudansudan39.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-11-2014, 10:31 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    كلمة الأستاذة /سعاد الطيب حسن رئيسة التجمع النسوى فى فترة التجمع الوطنى بمركز الخاتم عدلان (تأبين الراحلة وداد صديق)
    ___________________________
    sudansudansudansudansudansudansudansudansudan40.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-11-2014, 10:57 PM

Siddig Elghali


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    اللهم أغفر لها وأرحمها وأرزقها الجنة من غير حساب وأجعل أبنائها غرة عينها فى هذه الفانية يدعون لها فيستجاب لهم يا أرحم الراحمين .
                  

05-11-2014, 11:02 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: Siddig Elghali)

    أمين يارب..
    تقبل الله دعائنا ودعائكم..
    تسلم صديق
                  

05-14-2014, 10:43 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    نقلاً عن الراكوبة:
    Quote: فى ذكرى رحيلك الاولى .. ما زال الدرب عصيا


    05-11-2012 07:25 PM
    بسم الله الرحمن الرحيم

    فى ذكرى رحيلك الاولى .. ما زال الدرب عصيا

    احسان عبد العزيز

    اقلب الصفحات.. أجتر ذلك الزمن القريب البعيد.. اعود الى أغسطس/1995م، الى ساحة "الاكسبو" باسمرا تلك المدينة الهادئة الجميلة حيث يقيم الاريتريين احتفالهم السنوى بمهرجان اريتريا، فى ذلك المكان كان لقائى الاول بك وباسرتك الانيقة الصغيرة.. وقتها كان لديكم من الاطفال رنا، رؤى وأحمد.. فى نفس أعمار صغارى عبد العزيز ومحمد، كان زوجينا يتعارفان بحكم قدومها الى اسمرا من قبلنا، كنت واطفالى قادمين لتونا الى تلك المدينة، فكنتِ اول الوجوه السودانية التى تعرفت عليها، كان اللقاء سريعاً ولكن ما زلت أذكر تفاصيله.. التفاصيل معك لا تضيع يا وداد، وكذا الاشياء الصغيرة.. معك كل الاشياء تبدو وتعدو ذات طعم خاص فى الق الذاكرة والوجدان..

    كانت هذه بداياتنا يا وداد..وفى العام1997م طلت على دنيانا وحيدتى (منية) وكان حينها قد أحكم النظام قبضته ولجأ التجمع الوطنى الى حمل السلاح وتعقدت الاشياء.. وكان لابد ان يكون لنا دور كنساء.. سبقتينى الى ذلك واسست مع رفيقاتك التحالف النسوى بدائرة المرأة لقوات التحالف السودانية، كنت ما زلت استطعم مرارة الاشياء.. حل النقابات.. حيث كنت السكرتير العام للهيئة النقابية للمهندسين الزراعيين بالولاية الشمالية وفرعية الدامر، الاحالة للصالح العام.. حيث كنت محالة لتوى وزوجى فى كشف واحد من وزارة الزراعة بما عرف بــ (وظائف خارج الهيكلة) كنوع من من انواع الاقصاء عن الخدمة المدنية، هذا بالاضافة الى البعد عن الوطن والاحباب.. كلها كانت اشياء بطعم العلقم، سجنت نفسى فى ذلك الاحساس المرير، وجعلت من وجود منية وأخوانها ملاذاً لى من كل تلك الاحاسيس القاهرة، لم تتركينى يا وداد.. فقد حَمَلتِ الشمس على كتفيك وحَلِمت بوطن حر ديمقراطى.. كان وجودك يبعث فينا الحلم والامل فنحس الثورة فينا وفى جوفنا وفى دارنا.....

    وفى مارس 1998م وضعنا اللبنات الاولى لتأسيس التجمع النسوى السودانى الديمقراطى بالاراضى المحررة شرق السودان ودولة اريتريا، حيث قُمتِ ورفيقاتك بالتحالف النسوى بتلك المبادرة، قُدمت لنا دعوة الحضور لاعلام قوات التحالف السودانية، وهناك كونت لجنة التسيير التى أعدت لانعقاد المؤتمر التأسيسى وأجمع الحضور عليكِ سكرتيراً لهذه اللجنة، أخرجتينى من تلك العزلة وذلك الاحباط وبدأت بالعمل معكن.. أحسست أننى أجدد الدواخل واُرق من جديد.. الم أقل انك تبعثى فينا الحلم والثورة؟ عُقد المؤتمر التأسيسى فى مايو 1998م وأصبحتِ عضواً بهيئة قيادة التجمع النسوى عن قوات التحالف السودانية، وانتخبت بالاجماع أميناً للتنظيم والادارة.. وعند اعادة التشكيل انتخبتِ بالاجماع ايضاً امينة الاعلام والناطق الرسمى باسم التجمع النسوى.. فكنتِ خير من ينطق باسم مؤسسة وطنية فى مرحلة عصيبة، توليتِ مهامك بهمة ونشاط فكانت إصدارة (عزة) ذلك الصوت الذى ألجم كثير من الاصوات دونه.. كنت أول رئيسة لتحريرها.. لم تتقوقع عزة فى جوف تاء التأنيث أو دائرة التاء المربوطة للمؤنث، فكانت مجلة الوطن قبل ان تكون مجلة لقضايا المرأة، تناولت كل مايهم الوطن بالمقالات واللقاءات وكل أنواع الحوار.. هكذا وضعتِ لها الاساس الذى سارت عليه حتى النهاية..

    بجانب عزة كانت برامجك الاذاعية عبر إذاعة (صوت الحرية والتجديد .. صوت السودان الجديد)، كان برنامجى (إمرأة وطن) و (الواضح ما فاضح)، قدمتِ عبرهما شعارات الثورة ودور النساء فى التغيير وبناء السودان الجديد..

    وهكذا مضينا على ذات الطريق.. لم نتراجع ولم تأخذنا المسؤليات الاسرية عن مسئوليات الوطن، تعلمت منك كيف ارتب الوقت بين دراسة الاطفال والعمل العام فقد سبقتينى الى ذلك بـ (رنا)1 باكورة انتاجك والتى أصبحت الان دكتورة رنا.. (حفظها الله)، فكانت "مدرسة الجالية السودانية" شاهداً على ذلك .. تفوق ابناؤنا وتصدروا قوائم المبرزين والمتفوقين وظلوا يحصدون الجوائز فى الاكاديميات وغيرها، تصغرينى سناً يا وداد ولكننى تعلمت منك الكثير وكما قال ابننا (محمد) يوم تأبينك فى العام الماضى: (خالته وداد ظلت موجودة بيننا فى كل لحظاتنا حتى بعد ان فرقت بيننا الحياة قبل الموت..موجودة فى تفاصيل حياتنا اليومية.. موجودة حتى فى وجباتنا، فكثير من الاصناف الجميلة تحدثنا ماما بأنها تعلمتها من خالته وداد)..

    مضت السنوات سريعاً كارتحال الاحلام وغادرتم الى القاهرة فى العام 2001م ومنها الى الولايات المتحدة الامريكية، لم ينقطع التواصل وظلت الروابط بيننا يزيدها البعد قوةً والقاً، كنا نختصر المسافات بيننا الى أن التقينا فى سبتمبر من العام 2009م بالخرطوم، كان اللقاء بطعم الوطن رغم الزمان المنكسر والحلم المبتور.. كان فى لقائكم بمطار الخرطوم عدد كبير من الاهل والاصدقاء وكانت (أسمرا) حضور فى ذلك اليوم حيث أتى اليكم الاحباب ممن كانوا معكم هناك بمختلف توجهاتهم ليرسموا للوطن لوحة تدعى (وداد)، وكان الجو (اسمرياً) برغم ان الشهر كان سبتمبر أرسلت يومها لفتحى رسالة على بريده الالكترونى تحت عنوان (وداد والاولاد فى رحاب الوطن) بتاريخ/7/9/2009م وكتبت: (الاخ العزيز فتحى.. هبطت الطائرة التى تقل وداد والاولاد بحمد الله بسلام، هبطت فى جو خريفى وخرافى لم تشهده الخرطوم من قبل (أقله بعد أن عدنا اليها)، روعة الفرح كانت القاسم المشترك لكل من أتوا لاستقبالهم.. جمعت وداد يوم قدومها الكثيرين ممن تفرقت بهم السبل فى ظروف هذا البلد.. جمعت بينهم كما كانت تجمع بينهم دوماً.. يرجعوا ليك بالسلامة).

    التقيتك بعد كل هذه السنوات، لم تتغيرى (نفس الزول) كما قالت (رنا) يوم تأبينك فى الخرطوم، احسست وكأن الايام التى تفرقنا فيها لم تتعدى عدد الاصابع، كان الحكى بيننا بذات الطعم وذات اللهفة والشوق.. وكالعادة الحديث بيننا لا ينتهى ودائماً ما تكون له بقية.. مضت أيامكم بيننا كالحلم الجميل، وعدتم.. وعدنا الى حيث كنتم بيننا، نتنسم عبيركم ونتطلع للقاء قريب ما كنت أظنه لن يجئ.

    وداد.. مازال عطرك يعبق فى الخاطر ويتعتق كلما مدَّ الزمان، وما زلنا نشق الطريق ونتطلع الى يوم انتظرناه طويلاً وعملنا لاجله سوياً.. يوماً نحقق فيه وطناً نحتمى به لا نحتمى منه.. ولكن ما زال الدرب عصيا.

    لك الرحمة فى عليائك.. ولكل من حبوك الصبر والسلوان

    إنا لله وإنا اليه راجعون
                  

05-18-2014, 04:22 PM

Amira Osman

تاريخ التسجيل: 06-04-2007
مجموع المشاركات: 1348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    الف رحمة تنزل عليها
                  

05-18-2014, 09:35 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: Amira Osman)

    أمين يا رب
    تسلمى أميرة يا حبيبة
                  

05-22-2014, 09:12 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    فتحى الضو يكتب (كيف ارتحالك فى المساء والارض عطشى)
    سودانيات
    Quote:

    مشاهدة النسخة كاملة : مقال: "كيف ارتحالك في المساء.. والأرض عطشى" ..؟ بقلم الأستاذ/ فتحي الضو
    طارق صديق كانديك
    11-07-2011, 09:58 AM
    كيف ارتحالكِ في المساء والأرض عطشى!؟

    فتحي الضَّـو

    اسمحوا لي يا أعزائي القراء أن أتسلل حياءً وأقتحم خصوصياتكم لأكتب لكم عن خصوصياتي، وعُذري إنها المرة الأولى طيلة السنوات التي نشأت بيننا فيها هذه العلاقة السامية والوطن قاسمها المشترك الأعظم. اسمحوا لي أن أرثي لكم من علّمني سحر البيان. اسمحوا لي أن أرثي لكم من كانت تكتب مقالاتي وتقف وراء كل سطرٍ فيها. اسمحوا لي أن أرثي لكم من كانت تمنحني الزاد الذي أواصل به المشوار. اسمحوا لي أن أرثي لكم من كانت تعطيني القدرة على الصمود كلما تكالبت عليّ الخطوب. اسمحوا لي أن أرثي لكم من كانت تُلهمني الصبر على المكاره. اسمحوا لي أن أرثي لكم من كانت تُضمد جراحي كلما غوّرت العُصبة ذوي البأس جراحنا. اسمحوا لي أن أرثي لكم من علمتني كيف تُحَب الأوطان وقالت لي ساعة الرحيل، لقد تركت لك وطناً لن تضل بعده أبداً. اسمحوا لي.. سيداتي وسادتي الكرام أن أرثي لكم نفسي!

    وداد.. كيف ترحلين والأرض التي أحببناها ما زالت عطشى تبحث عمن يرويها؟ كيف ترحلين وفي رؤوسنا عُصبة ما زالت تسومنا سوء العذاب، تغتصب حرائرنا وتفسد في الأرض كلما أشرقت شمس يوم جديد؟ كيف ترحلين والناس في بلادي يموتون موتاً جماعياً في قلب العاصمة كما تموت الضأن في الفلوات؟ كيف ترحلين والدِين الذي اخترناه واتّبعانه يبحث عن مُغيث؟ كيف ترحلين وبين ظهرانينا من لا يزال يعبث باسم الله وهو قاصدٌ، يقسم به وهو حانثٌ، يصلي له وهو فاسقٌ، يشهد له بالوحدانية وهو كاذبٌ، يشاركه السلطة في الأرض وهو جاحدٌ، ويدعي تفويض ملكوت السماء وهو فاجرٌ، يذهب في حجٍ سياحي كل عام ليطوّف بالبيت العتيق وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، ويده التي تمسك بأستار الكعبة ملوثة بدماء الأبرياء؟ كيف ترحلين وما زال بيننا فقراء يبحثون عن اللقمة الحلال في موائد اللئام؟ كيف ترحلين وفينا من يموت بنقصٍ في الماء والدواء؟ كيف ترحلين وقد تشابهت علينا المعاني.. فالحرام أصبح حلالاً والحلال غدا حراماً؟ كيف ترحلين والوطن الرؤوم انشطر ثلثه ونحن شهود على مأساته؟ كيف ترحلين وسماؤنا لم تنهمر غيثاً بعد وأرضنا ما زالت يباباً؟ كيف ترحلين ونحن قاب قوسين أو أدنى من نصرٍ حلمنا به ولم يتحقق بعد؟!

    وداد.. يا أعزائي الكرام، كانت تُحب السودان وأهله، وتتبتل في رحابه كما يتبتل العابد الأواب في محرابه. ومثل عموم الناس تمقت الذين نغّصوا عليهم حياتهم وأحالوها إلى جحيم. كانت تحلم بوطنٍ بازخٍ تسود فيه الديمقراطية وتصبح كما الماء والهواء. وطنٌ رائع ينعم بالاستقرار والطمأنينة.. يطعم الناس من جوع ويأمنهم من خوف. وطنٌ شامخ يرفل في حلل التقدم والازدهار. كانت تؤمن بالإنسان كأسمى مخلوقات الله، بغض النظر عن دينه أو معتقده أو لونه أو عرقه أو حتى مذهبه السياسي. بل عملت ما شاء الله لها أن تعمل من أجل أن يتمتع السائل والمحروم بحقوقه. وثابرت ما وسعها أن تفعل بغية أن يؤدي القادر والمسؤول واجباته.. طوعاً لا كرهاً. لهذا كانت تعتقد في وطنٍ الناس فيه سواسية كخطوط الطول والعرض.

    كانت تنظر للسودان كجنّة الله في الأرض، ومثل سائر عباد الله ترى لو أن ثرواته وُزِعت بين مواطنيه بالعدل والقسطاس، لما وجد الحُكام فقيراً يستحق الزكاة. وكبعض عباد الله السودانيين المبعثرين في فجاج الأرض، طفقت منذ عقود تبحث عن وطن مؤقت ريثما يفك الله أسر وطنها الأم. تقلبت في نير الإحن، واصطلت بنار المِحن، فلم يزدها الحرمان إلا صلابة، وما أنقصها التنائي حبة خردل في ولائها المقيم لوطنٍ سطا عليه خفافيش الظلام.. لقد كانت يا أحبتي وطناً يبحث عن وطن!

    وداد.. أتذكرين عندما قدّر الله لنا أن نلتقي بعد طول عناء قبل ربع قرن من الزمان. بعض الناس عندما يسكنون إلى أزواجهم يهدونهن القناطير المُقنطرة من الذهب والفضة، ويلحقونها بالخيول المطهّمة، ويزيدونها بالعمارات الشاهقات ودواب مختلف ألوانها زينة للراكبين. كان يومذاك الوطن يئن تحت وطأة ديكتاتورية من جِنس ما رُزئنا به الآن، وربّ قائلٌ أشد وطئاً وأقوم قيلاً. ما لنا وإن تشابه علينا البقر فكلهم في البؤس شرقٌ. غير أني فقط يومذاك تذكرت إنني خالي الوفاض إلا من حُبِك، وأن فؤادي أفرغ من جوف أم موسى إلا من مودتك واحترامك، فعنّ لي أن أهديك شعراً لم أعد أذكر منه شيئاً الآن سوى خاتمته، لأنها تنضّح أملاً وتنز تفاؤلاً، فكان ذاك مؤخر صداقك الذي لم تخطه يد مأذون، ولم يسمعه شهود!

    غداً يا صغيرتي التي أضحكها البكاء
    سترسو سفني
    ويرى ملاحي هاتيك المدائن
    مناراتها وهج مقلتيك.

    لقد تشابك بيننا الخاص والعام حتى بتنّا لا نستطيع أن نُفضِّل أحدهما على الآخر، وإن تكاثرت علينا البلايا والرزايا. هكذا مضى قطار العمر ونحن لا نملك من زاده سوى إرادة تُطوع الممكن وتقهر المستحيل. إذ تساقطت ثلاثة عقود زمنية - قد تُنقص أو تزيد قليلاً - من قبل أن يرتد إلىّ بصري منذ أن رأيتك للمرة الأولى. يومذاك جمعتنا معاً اسمى عاطفة إنسانية في الوجود. أحببتك شريكةً في السراء والضراء، تقاسمنا الفرح بمثلما تشاطرنا الأحزان. توحّدت أحلامنا بقدر ما تبعّثرت أوهامنا. إن اختلفنا عالجنا أمورنا بهدوء حتى يتبين لنا الخطأ من الصواب. وإن ائتلفنا حمدنا الله الذي أنعم علينا بنعمٍ لا نستطيع لها عداً ولا حصراً. ظلَّتنا شجرة المحبة كأننا نحيا أبداً، واعتزلنا الشحناء والبغضاء كأننا نموت غداً. عرفتك امرأة كستها القناعة ثوباً قشيباً وزانها الكبرياء وقاراً فريداً. عرفتك امرأة لا تسأل عن أشياء تعلم أنها إذا تبدَّت لها ستسؤها. عرفتك امرأة تروم المجد وإن كلفها عُسراً، وتنبذ العُلا إن جاءها يسراً. كانت عيناها تدمعان لثلاثٍ: إذا شكا فقير جوعاً أو تلوى محروم ضَوْرا أو نام مظلوم جوراً. وكانت أسارير وجهها تنشرح لثلاثٍ: إذا عاش الناس سروراً وضحكوا حبوراً وناموا ملء جفونهم عن شواردها أماناً موفوراً!

    شهران بالتمام والكمال مضيا على رحيلك. كنت تصارعين لسنوات داءاً خبيثاً دون شكوى أو تذمر أو ضجر، تلك كانت ملحمة مع المرض لا يعرفها إلا الصابرون. لم أرك يوماً تستسلمين له أو تفقدين الإيمان بالذي خلقك وسواك فعدلك في أنه بقادر على أن يشفيك ويعيدك سيرتك الأولى بلا عِلّة أو أذىً. لهذا كنت تتزملين أملاً أحياناً وتتدثرين صبراً أحياناً أخر، وتلك للذين لا يعلمون كانت ثقة احتار فيها أطباؤك وإن استحسنوها. وكأني بهم يقولون بلسان حال في الخفاء أي امرأة هذه بين النساء؟ أما أنا والذي كنت أظن توهماً أن الله منحني القدرة على الصمود ومنَّ عليّ بشجاعة يعُوزها البعض في مثل هاتيك الظروف، كنت كلما رأيت المرض اللعين ينهش جسدك الغض ضاعت شجاعتي تلك كما يضيع الشفق بين طيات السحاب. وجدتك أكثر مني صموداً وتحملاً لدرجة احترت فيها.. وقلت لنفسي من يواسي من يا ترى؟

    إنه الموت الذي كُنا عنه نُحيد، فرغم قناعتي بأنه سبيل الأولين والآخرين، ورغم إيماني أن كل نفس ستذوق من كأسه الدائر بين البشر، ورغم تسليمي أن الله بشّرنا بأننا إليه راجعون في يوم تراه العُصبة الفاسدة بعيداً ونراه قريباً، ورغم عِلمي أن الله وعدنا الجنّة نتبوأ منها حيث نشاء.. إن صبرنا على ما أصابنا به من مصيبة تتصدّع لها الأرض وتتزلزل الجبال. فبالرغم من كل هذا وذاك، إلا أنني ما كنت أعتقد يوماً أنني سأكتب لأرثيك، بل ما كنت أأمل قبل موتك أن أرى وطناً على أيدي الرجال يسير!

    شيعنّاك يا آخر النساء، وإنّا على فراقك لمحزنون.. بعين دامعة ونفس آسية وقلب كسير. شيعنّاك يا أيتها النفس الزكية، فارجعي مطمئنة إلى رحاب ربك راضية مرضية.. في خِدرٍ مخضود وطلح منضود وظِلّ ممدود.. تحفك ملائكته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً!

    وصدق صلاح أحمد إبراهيم القائل:

    ما الذي أقسى من الموت؟
    فهذا قد كشفنا سره وخبرنا أمره
    واستسغنا مُره
    صدئت آلاته فينا ولا زلنا نعافر
    ما جزعنا إن تشهانا ولم يرض الرحيل
    فله فينا اغتباق واصطباح ومقيل
    آخر العمر، قصيراً أم طويل
    كفن من طرف السوق وشبر في المقابر

    آخر الرثاء: لابد من الديمقراطية التي حلمت بها الفقيدة وإن طال السفر!!


    السيرة الذاتية المختصرة عن حياة الفقيدة:

    - وداد صديق محمد الأمين

    - ولدت في الأول من يناير من العام 1964

    - تزوجت في العام 1985

    - تخرجت في جامعة القاهرة فرع الخرطوم العام 1986

    - التحقت بزوجها في الكويت وعاشت فيها حتى الغزو العراقي في العام 1990 وتنقلت بعدها إلى القاهرة، ثم أسمرا والتي ظلت بها حتى العام 2001 ومن ثم غادرت للولايات المتحدة الأمريكية، حيث أقامت وأسرتها الصغيرة في غرب مدينة شيكاغو، إلى أن توفيت وانتقلت إلى بارئها في 11/5/11 ودفنت بذات المدينة.

    - في الشأن الوطني العام، شغلت منصب أمين التنظيم والادارة وأمين الإعلام والناطق الرسمي باسم التجمع النسوي، وممثلة لقوات التحالف السودانية بهيئة قيادة التجمع النسوي.

    - رأست تحرير مجلة (عزّة) وهي مطبوعة دورية ناطقة بلسان صوت التجمع النسوي، والتي هي من مؤسسيه في العام 1997 بأسمرا.

    - كانت تقدم برنامجاً باسم (رسالة من أم أحمد) من خلال إذاعة صوت الحرية والتجديد التابعة لقوات التحالف السودانية والتي تبث إرسالها من الأراضي المحررة، وموجهة للمقاتلين في الجبهة الشرقية وعموم الشعب السوداني في اطار التعبئة ضد الطغمة الحاكمة في الخرطوم.

    - لها من البنين والبنات، رنا (23 عاماً) رؤى (21 عاماً) أحمد (19 عاماً) والضَّو الذي يحمل اسم أواب أيضاً (8 سنوات).
                  

05-22-2014, 09:30 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    مابين فتحي الضو ووداد صديق : فولاذ برقة الصحائف.... بقلم* عبدالرحمن الأمين
    [QUOTE][email protected]


    (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَوبشر الصابرين)

    صدق الله العظيم

    رحمك الله وأحسن أليك يامن غادرتك دنيانا الفانية، الي رحاب ربك الكريم ....
    رحمك الله يامن أحسنتي تربية أطفالك ، وأديتي واجباتك علي أتم وجه..
    رحمك الله يابنت السودان الشريفة المتفاعلة مع هموم بلادك دوما،
    ياأيتها المرأة الشجاعة الصابرة علي تبدل الشأن وتقلبات الدنيا وأبتلاءاتها...
    أثابك الله وأغدق عليك من أفضال سيرة عطرة تركتينها من خلفك ، عنوانها صبر علي المكاره ويقين في صلابة الجبال الراسيات ،وأصلها صفاء الروح وأساسها "وماتشاؤون الا ان يشاء الله "..

    وداد ...كانت ، في أدارة شأنها الحياتي العادي ،"ودادات " كثر أجتمعن في حضرة سيدة مثقفة واعية تمرست لتأدية مهام شتي في ذات الوقت .نمط فريد في الآداء هو لهواة السكون والمتمهلين ضرب من الحواء ، بيد أن أهل علم الادارة أسموه (tasking-Multi) .وهنا ، تباشر وداد وظائفها وأدوارها كبهلوانية بعصي عديدة..
    تقذف بواحدة الي أعلي لتتلقف الثانية ، وتطير الثالثة لتقبض بالرابعة ، وتدرك السادسة لحظة أستقبال الأولي ، وأن كدت تنسي ماعلق في الهواء من السابعة ومادونها وماتلاها ، فلا تقلق ! فالأمر مغاير من منظورها، وللكل حساب عندها : لا تسقط عصا أبدا ولا يجتمع أثنان بيدها ولا تنتظر واحدة بأكثرمما ينبغي ، والاهم لا تتوقف !
    في هذه العصي بعضا مما علمنا من أدوار وظيفية: كانت الأم ، المثقفة ، المدرسة المنزلية ، الزوجة ،الناشطة ، الباحثة ، المناظرة ، الطباخة ، السائقة والمربية !
    براعة ساحرة ....
    وأخيرا ، ومنذ 2004 ، أضافت الأقدار لوداد عصا مغايرة: غليظة ولعينة ..ثقيلة ثقيلة ....أوهنت جسدها وناءت بحملها راحتاها.تماسكت الفارسة الجسورة وظلت حتي بعصاها المرضية الجديدة تجهد لأن تكون ذات البهلوان ...فصبرت وصابرت وأستمرت، فشعارها كان دوما الرضي بنصيبها مما قسم لها خالقها.

    تميزت وداد عن رصيفاتها بأقراط واشبار ان أوفيت الحساب لوجدتها أميالا !

    فبيتها بيت محبرة وقلم ...وماأدراك ما بيت الوراقين!

    في بيت الوراقين تزحف المطبوعات فتنافس الأثاث علي المساحة.يبدأ الاستعمار بمستوطنة علي سطح الطاولة المجاورة للكرسي المقابل للتلفاز فتضيع الأريكة وبعدها لا بواكي علي مساحات الأرجاء..فما بين طاولة تنوء بأحمال الكتب الي أخري تشكو أمرها لله بما طرح فيها "فتحي" من مطويات ، أما الاوراق والقصاصات فهي أما "كاترينا" أو الكترابة ، اذا أنفرجت النافذة وعربد الهواء!!
    في بيت وداد صديق الأمين لا تري أثرا لهذه الشقاوة المفترضة بل ابتسامة من ملكة الدار هي في حقيقتها تواضع من لا يكابر علي الانتصار.نسق الارشيف المنزلي لا تتثاءب معه أناقة التنظيم، فكل شئ في مكانه المستحق، وكل ورقة ملزمة عنقها ..حتي مخطوطات المدونه اليدوية لا " يتلخبط " تنظيمها الا عند ينقض عليها ذاك الجارح فصيلة الشاهين ومنقاره قلم :أذا ضرب أدمي واذا كشف أستوثق واذا أنكر صرخ واذا صرع أستعفف عن الذبيحة المتردية ...
    تشرفت بسنوات وسنوات من المودة الحقة بزميلي وصديق عمري فتحي الضو..وفي مرحلة تالية بنصفه المكمل ومن ثم بباقة الكسور العشرية ممن زينوا الدار في بيت المحبة..محطتنا بدأت بالكويت عند"السياسة"و"الوطن" ويالها من تسميات تجاوزت مؤسسات الاحتراف المهني للتمازج الكامل في هم نتشاركه منذئذ والي اليوم .. ثم توالت محطات اللقيا والاقامة :أسمرا ، القاهرة وأخيرا أمريكا .
    ظل هو المسافر بلا حقائب وظلت هي وداد بهلوانية العصي المتعددة ! وكأني بها من تقصد مدحها شاعر الجاهلية المتألق (علقمة بن عبدة التميمي) ولاعلم له بضرورات حياة الصحافي المعاصر وأستار السرية التي تستلزمها اتصالاته ومصادره وأسفاره. أنشد علقمة في معلقته ، التي وأن بزت برأي النقاد بعض المعلقات الا أنها لم تحظي باللقب:


    إذا غاب عنها البعْلُ لم تُفْشِ سِرَّهُ
    وتُرْضي إيابَ البَعْل حينَ يَؤُوبُ
    وأنتَ امرؤٌ أفضَت إليك أمانتي
    وقبلكَ ربَّتني فَضِعتُ رُبوبُ
    تجودُ بنفسٍ، لا يُجادُ بمثلها
    وأنتَ بها يوْم اللّقاء تطيبُ
    وما مِثْلُهُ في النَّاس إلا قبيلُهُ
    مُساوٍ ، ولا دانٍ لَذاكَ قَريبُ


    كانت وداد صديق سيدة سودانية فيها من الخصال مايرهق الحصر بيد أن الشجاعة كانت الاكثر تبديا .
    علمت بنتائج أختبارها الايجابية بداء المرض اللعين في خريف 2004 . أخضعها طبيبها لثلاثة أشهر من الاستطباب المكثف . صادف موعد ابلاغها بنتائج معالجتها ذات اليوم الذي أجريت فيه عملية جراحية بالظهر . أفقت من البنج وكانت أول محادثة لفتحي أستطلع الخبر ...ردت وداد ونسيت نفسها تماااااما وطفقت تسألني عن حالي وجراحتي حتي التبس علي مقصد المحادثة ! وعندما سألتها مباشرة عن تشخيص طبيبها أكتفت بكلمتين يتيمتين (الحمد الله ) وعادت مجددا بالمزيد من كلمات الطمأنة لي ! مريض سرطان يخفف علي مريض جراحة عظام أنتهت عمليته بنجاح ؟ تأمل....!

    أما قصة الشجاعة الأخري ، ففصولها باتت معروفة الان لكل من علم برحيل وداد عنا .

    فباستثناء القلة القليلة من خلصائهم وجيرانهم بوسط الغرب الأمريكي ، فقد ظلت وعكات وداد المتكررة في الفترات الاخيرة سرا أسريا محضا ....وهو سر لو أرادت أطرافه نشره لتسلق جدران وأركان الدنيا الأربعة بسرعة اللبلاب ولسافر مع مقالات فتحي الراتبة اينما شرقت وغربت . ولو أن وداد وفتحي أرادا استحلاب العطف والشفقة أنسانيا ، أو حتي ماديا مما اولغت فيه أقلام أخر ، فما أيسره من مطلوب . لكنه لعمري قلم جافل متوحش عصي علي سرج السلاطين وسماسرة الاستعطاف والمتاجرة بالاحزان.
    والأن وقد علمت أنت ، بعضا يسيرا من معاناة اسرة زميلي الصدوق ، هل جال بخاطرك أبدا سؤالا منطقيا : ياتري ، من أين لهذا الكاتب المستوثق الوقت والهدوء الذهني ليحذق ويفذلك بألق وأناقة مقالة أسبوعية راتبة ومطولة بل ويتبعها بتداخلات ..ومحاضرات ، وبأسفار -وكل هذا يدور بمنزله ؟
    الاجابة هينة ....هذا السلوك هو عين التجسيد لليقين والأيمان الراسخ والقبول بأقدار الخالق فضلا عن قناعة راسخة بأن دولاب الحياة لابد وان يمضي في دورانه.هذه الروح الأيمانية الحقة –تحديدا- هي سر هذه الاسرة الصابرة من أب وأم عليلة وأبناء ! وهي ذات الروح التي نبتهل للمولي العلي القدير أن يربط بها علي قلوبهم وهم يعيشون اليوم أقسي أيام حياتهم.


    اللهم أن أمتك وداد صديق في ذمتك وجوارك ،أتتك مؤمنة بوحدانيتك وبرسالة نبيك سيدنا محمد ، صلواتك وسلامك عليه ، وانت أعلم بها ..مؤمنة بقولك الحق "كل نفس ذائقة الموت " في أياتك التامات بسورة أل عمران ، والأنبياء والعنكبوت ، اللهم أنر قبرها بنور قرآنك الكريم وقها من فتنة القبر ووحشة القبر وعتمة القبر وعذاب النار، فأنت أهل الوفاء والحق .اللهم ووسع مدخلها وأكرم نزلها وأغسلها بالماء والثلج والبرد وأجعل صبرها علي ماأبتليته بها من مرض كفارة لها من كل الذنوب ونقها من ذنوبها كما ينقي الثوب الابيض من الدنس.
    يامن سيئاتنا من قضائك وحسناتنا من عطائك ، أغدق عليها بأضعاف ماأحسنت وتجاوز عن سيئاتها... يامن لا يطاع الا باذنك ولا يعصي الا بعلمك ، لا تحرمها أجرك ومثوبتك وأرحمها رحمة واسعة ياغفور يارحيم ... اللهم وسع مدخلها وأكرم نزلها وأجعل مسكنها جناتك العلي .

    اللهم صبر زوجها وأسرتها المكلومة وأهلها وكل من سكنت محبتها قلبه

    انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    عبدالرحمن الأمين
    الرياض
                  

05-22-2014, 09:30 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    مابين فتحي الضو ووداد صديق : فولاذ برقة الصحائف.... بقلم* عبدالرحمن الأمين
    [QUOTE][email protected]


    (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَوبشر الصابرين)

    صدق الله العظيم

    رحمك الله وأحسن أليك يامن غادرتك دنيانا الفانية، الي رحاب ربك الكريم ....
    رحمك الله يامن أحسنتي تربية أطفالك ، وأديتي واجباتك علي أتم وجه..
    رحمك الله يابنت السودان الشريفة المتفاعلة مع هموم بلادك دوما،
    ياأيتها المرأة الشجاعة الصابرة علي تبدل الشأن وتقلبات الدنيا وأبتلاءاتها...
    أثابك الله وأغدق عليك من أفضال سيرة عطرة تركتينها من خلفك ، عنوانها صبر علي المكاره ويقين في صلابة الجبال الراسيات ،وأصلها صفاء الروح وأساسها "وماتشاؤون الا ان يشاء الله "..

    وداد ...كانت ، في أدارة شأنها الحياتي العادي ،"ودادات " كثر أجتمعن في حضرة سيدة مثقفة واعية تمرست لتأدية مهام شتي في ذات الوقت .نمط فريد في الآداء هو لهواة السكون والمتمهلين ضرب من الحواء ، بيد أن أهل علم الادارة أسموه (tasking-Multi) .وهنا ، تباشر وداد وظائفها وأدوارها كبهلوانية بعصي عديدة..
    تقذف بواحدة الي أعلي لتتلقف الثانية ، وتطير الثالثة لتقبض بالرابعة ، وتدرك السادسة لحظة أستقبال الأولي ، وأن كدت تنسي ماعلق في الهواء من السابعة ومادونها وماتلاها ، فلا تقلق ! فالأمر مغاير من منظورها، وللكل حساب عندها : لا تسقط عصا أبدا ولا يجتمع أثنان بيدها ولا تنتظر واحدة بأكثرمما ينبغي ، والاهم لا تتوقف !
    في هذه العصي بعضا مما علمنا من أدوار وظيفية: كانت الأم ، المثقفة ، المدرسة المنزلية ، الزوجة ،الناشطة ، الباحثة ، المناظرة ، الطباخة ، السائقة والمربية !
    براعة ساحرة ....
    وأخيرا ، ومنذ 2004 ، أضافت الأقدار لوداد عصا مغايرة: غليظة ولعينة ..ثقيلة ثقيلة ....أوهنت جسدها وناءت بحملها راحتاها.تماسكت الفارسة الجسورة وظلت حتي بعصاها المرضية الجديدة تجهد لأن تكون ذات البهلوان ...فصبرت وصابرت وأستمرت، فشعارها كان دوما الرضي بنصيبها مما قسم لها خالقها.

    تميزت وداد عن رصيفاتها بأقراط واشبار ان أوفيت الحساب لوجدتها أميالا !

    فبيتها بيت محبرة وقلم ...وماأدراك ما بيت الوراقين!

    في بيت الوراقين تزحف المطبوعات فتنافس الأثاث علي المساحة.يبدأ الاستعمار بمستوطنة علي سطح الطاولة المجاورة للكرسي المقابل للتلفاز فتضيع الأريكة وبعدها لا بواكي علي مساحات الأرجاء..فما بين طاولة تنوء بأحمال الكتب الي أخري تشكو أمرها لله بما طرح فيها "فتحي" من مطويات ، أما الاوراق والقصاصات فهي أما "كاترينا" أو الكترابة ، اذا أنفرجت النافذة وعربد الهواء!!
    في بيت وداد صديق الأمين لا تري أثرا لهذه الشقاوة المفترضة بل ابتسامة من ملكة الدار هي في حقيقتها تواضع من لا يكابر علي الانتصار.نسق الارشيف المنزلي لا تتثاءب معه أناقة التنظيم، فكل شئ في مكانه المستحق، وكل ورقة ملزمة عنقها ..حتي مخطوطات المدونه اليدوية لا " يتلخبط " تنظيمها الا عند ينقض عليها ذاك الجارح فصيلة الشاهين ومنقاره قلم :أذا ضرب أدمي واذا كشف أستوثق واذا أنكر صرخ واذا صرع أستعفف عن الذبيحة المتردية ...
    تشرفت بسنوات وسنوات من المودة الحقة بزميلي وصديق عمري فتحي الضو..وفي مرحلة تالية بنصفه المكمل ومن ثم بباقة الكسور العشرية ممن زينوا الدار في بيت المحبة..محطتنا بدأت بالكويت عند"السياسة"و"الوطن" ويالها من تسميات تجاوزت مؤسسات الاحتراف المهني للتمازج الكامل في هم نتشاركه منذئذ والي اليوم .. ثم توالت محطات اللقيا والاقامة :أسمرا ، القاهرة وأخيرا أمريكا .
    ظل هو المسافر بلا حقائب وظلت هي وداد بهلوانية العصي المتعددة ! وكأني بها من تقصد مدحها شاعر الجاهلية المتألق (علقمة بن عبدة التميمي) ولاعلم له بضرورات حياة الصحافي المعاصر وأستار السرية التي تستلزمها اتصالاته ومصادره وأسفاره. أنشد علقمة في معلقته ، التي وأن بزت برأي النقاد بعض المعلقات الا أنها لم تحظي باللقب:


    إذا غاب عنها البعْلُ لم تُفْشِ سِرَّهُ
    وتُرْضي إيابَ البَعْل حينَ يَؤُوبُ
    وأنتَ امرؤٌ أفضَت إليك أمانتي
    وقبلكَ ربَّتني فَضِعتُ رُبوبُ
    تجودُ بنفسٍ، لا يُجادُ بمثلها
    وأنتَ بها يوْم اللّقاء تطيبُ
    وما مِثْلُهُ في النَّاس إلا قبيلُهُ
    مُساوٍ ، ولا دانٍ لَذاكَ قَريبُ


    كانت وداد صديق سيدة سودانية فيها من الخصال مايرهق الحصر بيد أن الشجاعة كانت الاكثر تبديا .
    علمت بنتائج أختبارها الايجابية بداء المرض اللعين في خريف 2004 . أخضعها طبيبها لثلاثة أشهر من الاستطباب المكثف . صادف موعد ابلاغها بنتائج معالجتها ذات اليوم الذي أجريت فيه عملية جراحية بالظهر . أفقت من البنج وكانت أول محادثة لفتحي أستطلع الخبر ...ردت وداد ونسيت نفسها تماااااما وطفقت تسألني عن حالي وجراحتي حتي التبس علي مقصد المحادثة ! وعندما سألتها مباشرة عن تشخيص طبيبها أكتفت بكلمتين يتيمتين (الحمد الله ) وعادت مجددا بالمزيد من كلمات الطمأنة لي ! مريض سرطان يخفف علي مريض جراحة عظام أنتهت عمليته بنجاح ؟ تأمل....!

    أما قصة الشجاعة الأخري ، ففصولها باتت معروفة الان لكل من علم برحيل وداد عنا .

    فباستثناء القلة القليلة من خلصائهم وجيرانهم بوسط الغرب الأمريكي ، فقد ظلت وعكات وداد المتكررة في الفترات الاخيرة سرا أسريا محضا ....وهو سر لو أرادت أطرافه نشره لتسلق جدران وأركان الدنيا الأربعة بسرعة اللبلاب ولسافر مع مقالات فتحي الراتبة اينما شرقت وغربت . ولو أن وداد وفتحي أرادا استحلاب العطف والشفقة أنسانيا ، أو حتي ماديا مما اولغت فيه أقلام أخر ، فما أيسره من مطلوب . لكنه لعمري قلم جافل متوحش عصي علي سرج السلاطين وسماسرة الاستعطاف والمتاجرة بالاحزان.
    والأن وقد علمت أنت ، بعضا يسيرا من معاناة اسرة زميلي الصدوق ، هل جال بخاطرك أبدا سؤالا منطقيا : ياتري ، من أين لهذا الكاتب المستوثق الوقت والهدوء الذهني ليحذق ويفذلك بألق وأناقة مقالة أسبوعية راتبة ومطولة بل ويتبعها بتداخلات ..ومحاضرات ، وبأسفار -وكل هذا يدور بمنزله ؟
    الاجابة هينة ....هذا السلوك هو عين التجسيد لليقين والأيمان الراسخ والقبول بأقدار الخالق فضلا عن قناعة راسخة بأن دولاب الحياة لابد وان يمضي في دورانه.هذه الروح الأيمانية الحقة –تحديدا- هي سر هذه الاسرة الصابرة من أب وأم عليلة وأبناء ! وهي ذات الروح التي نبتهل للمولي العلي القدير أن يربط بها علي قلوبهم وهم يعيشون اليوم أقسي أيام حياتهم.


    اللهم أن أمتك وداد صديق في ذمتك وجوارك ،أتتك مؤمنة بوحدانيتك وبرسالة نبيك سيدنا محمد ، صلواتك وسلامك عليه ، وانت أعلم بها ..مؤمنة بقولك الحق "كل نفس ذائقة الموت " في أياتك التامات بسورة أل عمران ، والأنبياء والعنكبوت ، اللهم أنر قبرها بنور قرآنك الكريم وقها من فتنة القبر ووحشة القبر وعتمة القبر وعذاب النار، فأنت أهل الوفاء والحق .اللهم ووسع مدخلها وأكرم نزلها وأغسلها بالماء والثلج والبرد وأجعل صبرها علي ماأبتليته بها من مرض كفارة لها من كل الذنوب ونقها من ذنوبها كما ينقي الثوب الابيض من الدنس.
    يامن سيئاتنا من قضائك وحسناتنا من عطائك ، أغدق عليها بأضعاف ماأحسنت وتجاوز عن سيئاتها... يامن لا يطاع الا باذنك ولا يعصي الا بعلمك ، لا تحرمها أجرك ومثوبتك وأرحمها رحمة واسعة ياغفور يارحيم ... اللهم وسع مدخلها وأكرم نزلها وأجعل مسكنها جناتك العلي .

    اللهم صبر زوجها وأسرتها المكلومة وأهلها وكل من سكنت محبتها قلبه

    انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

    عبدالرحمن الأمين
    الرياض
                  

05-22-2014, 09:41 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    رحاب الصادق
    حريات:
    Quote: تأبين وداد صديق لا تكريم فتحي الضو
    July 23, 2011

    أحيانا كثيرة تدخلين تجربة بفكرة ما وهناك تتغير خارطة أفكارك أو حياتك، كالعصفورة التي ذهبت للفرجة فقُطع رأسها في لجة العراك وصارت تغني: جيت اتفرّج فرجوا بيّ وقطعوا رويسي وحيّروا بيّ.. حدثت لنا تجربة شبيهة بالثلاثاء 19/7/2011م. حيث أُبنت الفقيدة وداد صديق محمد الأمين في مركز الخاتم عدلان.

    كانت أمسية زاخرة بالمعاني وبالآلام، ذهبنا نحمل عرفانا لقلم الأستاذ فتحي الضو (زوجها) المنافح عن حلمنا الوطني الكبير، وأكد الأستاذ الباقر العفيف مدير المركز هذا المعني فقال إنه لم يحظ بلقاء الفقيدة “لكننا تعرفنا على رفيق دربها. ففتحي مقيم في عقول وقلوب السودانيين وإن بعدت المسافة”..”وفي ذلك دليل على أن القلم أصدق إنباء من السيف”، وقال إن كثيرين جاءوا لارتباط اسم الراحلة باسم فتحي. كنا من بين أولئك الكثيرين، ولكن الأمسية حولتنا جميعا أو هكذا تفيد تجربتنا الخاصة- من قادمين لتكريم الضو، إلى مكلومين حقيقيين في وداد، نستحق أن نتلقى فيها التعازي!

    رسمت الأستاذة سعاد الطيب حسن في كلمتها عن لجنة التأبين بعض ملامح شخصية الفقيدة إبان إقامتهم بأسمرا فسعاد كانت رئيسة التجميع النسوي الديمقراطي بإرتريا والمناطق المحررة بالشرق، وتقلدت وداد عددا من المناصب بالتجمع النسوي ورأست تحرير صحيفة عزة الناطقة باسمه، وشاركت في إعداد برامج في إذاعة صوت السودان الجديد.

    محطات تعرض لها بالتفصيل الفيلم الوثائقي الذي أعدته وقدمته الأستاذة إحسان عبد العزيز القيادية بالتجمع النسوي الديمقراطي المذكور وصديقة الفقيدة. ظهر في كلمتي تينك السيدتين مجاهدات ومعاناة النساء في الغربة. فالنساء خارج محيط العشيرة والوطن كالأسماك خارج مياهها، لذلك يحملن الوطن حيث يذهبن ويصنعن العشيرة، تماما كحوض زجاجي توضع فيه المياه للسمك، إلا أن أسماك الزينة في الحوض تقتات بيد صاحبها، بينما هاته النساء لم يرتضهن أحد وعليهن صنع الحياة وقوتها المادي والمعنوي بكل مشقة وجهد. لقد تذكرنا وقد عشنا نحو عامين ونصف في المنفى الاختياري بالقاهرة كيف كانت المعاناة. تذكرنا لوعة فراق الوطن وانتزاع الأمان. وبدا لنا أن نقضي ليلتنا ممددين على رصيف الشارع في مشرع الموردة أكثر أمانا من ضجعة داخل غرفة مغلقة في بيت الغربة!

    ذكرن معاناة التجمع النسوي من ذكورية التجمع الوطني الديمقراطي بالخارج الذي لم يكن يمثّل النساء ولا يتيح لهن أحيانا عقد مناشطهن في داره. وتحدثن عن معاناة الفقيدة وهي تجمع بين هم البيت والهم العام، لم تكشح روحها برماد قصائد عائشة التمورية – بتعبير الأستاذة هادية حسب الله- والتيمورية فارقت الشعر وحرقت قصائدها لأن ابنتها ماتت في شبابها وكانت تعنّف نفسها أن ذلك بسبب دورها العام.. ظلت وداد كالنساء المعجزة، تكدح كدحا ثنائيا هو كالجمع بين الثلج والنار! في أسمرا وفي القاهرة، وفي أمريكا بغرب شيكاغو حيث فاضت روحها الطاهرة في يوم الأربعاء 11/5/2011م ظلت تجمع السودانيين وتصنع حوضا بشريا يكيّف بهواء المعنى والمبنى السودانيين، وتواصل الهم بوطن يغرق لم يبرحها ولو بارحته.

    قال العميد عبد العزيز خالد إنها كانت دائمة الابتسام حتى حينما هجمها المرض الخبيث وكانت تعرف نهايته الحتمية، وثقته فيها ككادر ممتاز للعمل السري في (قوات التحالف السودانية) ودعا لتكريمها بأن “نعمل من أجل العيد الكبير: يوم يذهب الطغاة”.

    أما الأستاذ فيصل محمد صالح فذكر بداية صلته بالضو وكيف قادته لشباك وداد الباسمة الوضيئة والمرحابة. قال إنه التقى الأسرة أيام معارضة التسعينيات التي كانت في غالبها (معارضة عزّاب) وكيف كان بيت الضو بفضل رحابة وداد مفتوحا للسودانيين حتى أنه وجد من حولهم في شيكاغو أنقى وأخلص السودانيين الذين يؤكدون على إيجابيات في السودان القديم! وقال إنها (أسرة قامت على الحب وجبلت على الحب فكانت من حولها محبة عظيمة).. و”العنده محبة ما خلا الحبة” كما قال الإمام المهدي عليه السلام.

    الأستاذة سارة نقد الله وقد كانت رئيسة التجمع النسوي الديمقراطي بالداخل قالت إنهن في الداخل كن يتلقين معاملة كريمة ويعترف بدورهن ويمثلن في هيئة القيادة مما يؤكد ما ذكرناه من مضاعفة هموم الغربة والإقصاء على نساء المهجر. وقالت: إننا نلتقي مع وداد في الأمل الواحد والحلم الكبير والهم الكبير في أن تنكشف غمة أهل السودان ويجود عليهم ربنا بتجربة ديمقراطية حقيقية.. وتحسّرت: وداد ما كانت لتموت إلا وسط أهلها، الموت حق علينا جميعا، ولولا الكابوس الجاثم على صدر السودان ما كان السودانيون تشتتوا وتغربوا بالمنافي، ولكن العزاء أنهم يستنبتون السودان بخصائله وصفاته وقيمه التي سعى أهل “الإنقاذ” ليهدروها ولكن الله سبحانه وتعالى قال لهم هيهات!.. وداد لبنة من لبنات البناء السوداني!

    وقالت حماتها (بالتعريف السوداني الحماة هي أخت الزوج والنسيبة هي أمه) إنها (كاسرانا شديد) وتحدثت عن النور الذي كانت تشعه! وتحدّث أبناؤها فقالت رنا في لغة عربية قوية إنها كانت رائعة، شجاعة، قوية ووفية ولم تتبدل مهما تبدلت بها الأحوال (كانت نفس الزول!) وقال أحمد إنهم سيظلون يعملون كما أرادت لترقية ذواتهم وأهلهم ووطنهم والإنسانية، وقالت رؤى إنها كانت صالحة (وبتحب ربنا) أما أواب الصغير ذي السبع سنوات فقال في إنجليزية سليمة إنه يملك من القوة ما يجعله يعيش بدون أمه! قطّع قلبنا أواب، إذ أننا بعمر أمه ولا نملك الشجاعة لتقرير مثل ذلك المعنى! وقال أخوها محمد إنها كانت الدينمو المحرك للأسرة رجالا ونساء.

    أما الأستاذ فتحي الضو فقد كانت كلمته ملهمة وربما تطرقنا لها في مقام آخر.. لقد خلط منذ البداية بين وداد والوطن، وجعل كلمته موجهة لكليهما في نسيج عجيب. وقال في النهاية “إنني على يقين من أن هذا الشعب العظيم سوف يمنحني شرف أن أذهب لقبر الفقيدة وأقول لها إن اليوم الذي انتظرتيه طويلا قد جاء”. شاكرا الوجوه التي تمنى أن يعانقها يوم النصر العظيم!

    وبين هذه الكلمة وتلك، علمنا أن فكرة تكريم ذلكم الكاتب الشجاع قد تحوّلت لحسرة وحزن عميقين لخبو بريق نيزك هوى، وكم نيزك في بلادي هوى بعمره القصير: المهدي، والخليل، ومعاوية نور، والتجاني يوسف بشير، والقائمة تطول؟

    اللهم ارحم وداد صديق فقد شهد الشهود أنها كانت ودودة وصدّيقة فاكتب شهاداتهم بإحسانها وانزلها لديك خير منزل، يا أرحم الراحمين.

    وليبق ما بيننا
                  

05-22-2014, 10:32 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    اللهمَّ اغْفِرْ لَهُا وَارْحَمْهُا
    وَ عافِهِا وَاعْفِ عَنْهُا
    وَ أَكْرِمْ نَزْلَهُا
    وَ وَسِّعْ مَدْخَلَهُا
    وَ اغْسِلْهُا بالماءِ و الثلج وَالبَرَدِ
    وَ نَقِّهِا مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ،
    وَ أَبْدِلْهُا داراً خَيراً من دارِها وَ أَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِا وَ زَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِا
    وَ أَدْخِلْهُا الجَنَّةَ
    وَ نَجِّهِا مِنَ النّارِ
    وَ قِها عَذابَ القَبْرِ
                  

05-22-2014, 10:55 PM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: ABUHUSSEIN)

    وداد صديق

    ليت نساء السودان كلهن وداد، كانت تعوضنا عن أُسَرنا في أسمرا، بيتها مفتوح بكرم لكل الناس، آخر مرة ودعتها في مطار أسمرا هي والعائلة، وكنت أقابلها يومياً لإتمام إجراءات السفر، فالصديق فتحي الضو ترك لنا هذه المهمة بإعتبار أن وداد عضو في التحالف، أتممت إجراءات السفر من تأشيرة خروج وخلافه، وعندما سلمتها الجوازات سقطت دوموعها وقالت (والله ما عارفة أفارق أسمرا كيف، بقت زي بيتنا)

    شكراً إحسان على هذا الوفاء

    وشكراً لكل صديقات الزمن الجميل، أتذكركن وأتذكر مجلة "عزة" وأتمنى أن يكون الأرشيف بحوزتك يا احسان.
                  

05-24-2014, 07:08 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: الصادق اسماعيل)

    شكراً الصادق إسماعيل
    Quote: وداد صديق

    ليت نساء السودان كلهن وداد، كانت تعوضنا عن أُسَرنا في أسمرا، بيتها مفتوح بكرم لكل الناس، آخر مرة ودعتها في مطار أسمرا هي والعائلة، وكنت أقابلها يومياً لإتمام إجراءات السفر، فالصديق فتحي الضو ترك لنا هذه المهمة بإعتبار أن وداد عضو في التحالف، أتممت إجراءات السفر من تأشيرة خروج وخلافه، وعندما سلمتها الجوازات سقطت دوموعها وقالت (والله ما عارفة أفارق أسمرا كيف، بقت زي بيتنا)

    شكراً إحسان على هذا الوفاء

    وشكراً لكل صديقات الزمن الجميل، أتذكركن وأتذكر مجلة "عزة" وأتمنى أن يكون الأرشيف بحوزتك يا احسان.

    وداد رحمها الله تستحق الوفاء فقد تعلمنا منها كيف يكون الوفاء..
    فقد كانت وفية لكل من حولها..
    صادقة..
    محبة دون زيف..
    عفيفة شفيفة..
    لها ألف رحمة ونور
    Quote: شكراً إحسان على هذا الوفاء

    وشكراً لكل صديقات الزمن الجميل، أتذكركن وأتذكر مجلة "عزة" وأتمنى أن يكون الأرشيف بحوزتك يا احسان

    ارشيف عزة موجود كاملاً يا الصادق وقد كنت مصرة على إصدارها حتى العام 2006م وكان أخر عدد صدر فى الذكرى الاولى لرحيل د.جون قرنق، وهو عبارة عن ملف بعنونا (السودان بعد قرنق) أجريت فيه عدة حوارات مع معظم القوى السياسية، منهم (د.الشفيع خضر، حاتم السر، فاطمة أحمد ابراهيم، ربيكا قرنق، مالك عقار، عبد الواحد النور، محاسن عبد العال، دريج، موسى محمد أحمد، امنة ضرار.. واخرين)..
    ومنذ بدأت فى تجميع الارشيف فى كتاب بعنوان (ساسة السودان.. مقالات ومآلات) وهو الان تحت الطبع الاولى..
    أرجو ان يرى النور فى ظل الاجواء التى تصادر الكلمات من الافواه ناهيك الكتب..
    سعيدة بحضورك هنا رفيق الدرب العصى (الصادق اسماعيل)..
    ألف شكر
                  

05-24-2014, 06:56 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: ABUHUSSEIN)

    تسلم كتير أبو حسين
    وشكراً لحضورك الذى أثلج صدرنا فى هذه المناسبة الحزينة..
    تقبل الله صالح دعواتكم ورحم وداد كل الرحمة..
    وإنا لله وإنا اليه راجعون
                  

05-24-2014, 09:18 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    فتحى الضو يكتب لوداد صديق فى ذكرى رحيلها الثالثة تحت عنوان:
    ( ما بين قبَري وقبُرك.. ينتصب الحلم!)
    Quote: ما بين قبَري وقبُرك.. ينتصب الحلم!

    فتحي الضَّـو
    ثلاثة أعوام مضت على رحيلك، منذ أن تركتيني وحيداً أصارع الليل والأنواء والقدر.
    أشعر أحياناً بتثاقلها كأنها ألف عام مما نعد ونرصد، وعلى النقيض تماماً يباغتني إحساس آخر بتسارعها وهي تتخطف كشهاب ثاقب خرَّ من السماء!
    أكتب إليك في الساعة الثامنة وثماني دقائق.. وأنا أتدثر بأحزاني وآلامي وذاتي المحطمة. إنها ذات اللحظة التي شهدت رحيلك عن الدنيا.. عند ذاك غطست شمس ذلك اليوم في عين حَمِئَة، لتؤذن بمغيبها وغيابك في آن معاً. عجبت حينها للونها الفاقع الإحمرار على غير ما يعرفه الناس منذ الأزل، فأدركت حينها أن الكون كله توقف عن الشهيق والزفير، وأدركت أنه لم يعد هناك ثمة شيء يدعوني للتأمل والتفكر في حركاته وسكناته، بمثلما دأبنا على ذلك من قبل!
    كان رحيلاً أسطورياً كأنك خططتي له بملء إرادتك، فلم يكن ذاك الموت الذي نعرف، الموت الذي تخرج فيه روح المرء إلى بارئها ويقف قلبه عن الخفقان. الموت الذي يُودَع فيه الإنسان في ظلمات القبر كتلك الظلمات الثلاث التي يتخلَّق فيها الجنين في بطن أمه. لكنه كان رحيلاً مفعماً بمعانٍ جعلت الموت والحياة يتساويان، وما تلازمهما في المسير الذي نرى إلا محض تسابق غير مرئي لمن يجهلون!
    نعم كان رحيلاً أسطورياً كما حياتنا نفسها وإن قصرت سنينها!
    ثلاثة أعوام وأنا انتظر قدومك كأنك ذهبت لقضاء أمر ما. ما زال القلق يجتاحني على تأخرك على غير ما اعتدت. سأواصل انتظارك لتأتين وأنت تهللين بشراً بوجه لا يعرف العبوس. فهذا المنزل الصغير في حاجة لأن تشعلي فيه فرحاً بعد أن امتلأ حزناً وتكاثرت عليه الهموم. ستجدين كل شيء كما تركته. حقيبة يدك الصغيرة ما زالت تستلقي مطمئنة في مكانها المعتاد كأنها وُضعت للتو.
    أبحث في ثناياها من حين لآخر كمن يبحث عن شيء ضائع ولا يدري ما هو؟ لكنني أفعل ذلك كلما أعياني الصبر وأن أعد الدقائق والثواني لعلك تهلين وفي يدك بشارة الخروج. أنظر في محتويات حقيبتك.. عطرك الذي تحبين يحتل ركناً قصياً، نظارة طبية للقراءة، أقلام مختلف أنواعها، ثيروميتر لقياس حرارة الجسم، قصاصات وأوراق مبعثرة تعبر عن همومك وأنت في خضم محنتك.. مذكرة صغيرة تحتوي أرقام هواتف تنوعت مقاصدها، أقرأها بتمهل لابد أن لكل رقم غاية.. أدرك أن بعضها رحل أصحابها وكأنهم لا يرغبون أن تعيشي وحشة الطريق الطويل وحدك.. بعض الصفحات ضجت بمواعيد الأطباء الذي كثروا على تطبيبك ولم تعد الذاكرة تتسع لملاحظاتك. صفحات أخرى فيها مقتطفات من أغاني الحقيبة التي تهوين سماعها عندما لا يقوى خافقيك على فيض الشوق والحنين للوطن الذي تحبينه وأهله. أتأمل أبياتها المنتقاة لعلني أجد قاسماً مشتركاً غير ذاك الألم الدفين والحزن النبيل، أدقق أكثر كأثري ينقب عن تاريخ مستتر، فأجد فيها معانٍ على غير ما قصد ناظموها، فابتسم كما يبتسم المؤرق عديم الحيلة والصبر.. أقرأ في صفحات أخرى همومك المنزلية.. كيف نصنع كيكة الشوكولاتا.. مقادير طاجن سمك بالخضار.. أي عيد ميلاد كنت تخططين للاحتفال به في زمن الموت؟
    بيد أنني ما توقفت أمام أي من هذه المحتويات بقدر ما توقفت أمام تلك العلبة المستديرة باسماء أيام الأسبوع، وفي كل يوم عدد الحبات التي كان ينبغي عليك تناولها، ذلك من فرط كثرتها درءاً للنسيان، وحرصاً على الالتزام بأوامر الأطباء.. يا إلهي كل هذه العدد كان يغزو جسدك الغض الذي أنهكه المرض؟
    انتظرك كل يوم في ذات المواعيد التي دأبتِ فيها على الحضور من عملك، فقد أصريت إصراراً عنيداً على ألا تنقطعي عنه ولو إلى حين. عندما أجادلك رأفة بحالك، تقولين إنه يجعل يومك مترعاً بالحيوية وأنت تعيشين وسط الناس، وهذا تفسير لا استطيع معه تأويلاً.. لكنني أعلم أنك تفعلين ذلك حتى لا يسري القلق لأسرتك الصغيرة، فكم كنت تكرهين الكسل والتمارض واللا مبالاة!
    لهذا فما زلت أقف محدقاً في الأفق، انتظر قدومك، أشعر بالقلق يجتاح كياني من تأخرك فتأتين بتلك الابتسامة الوضيئة التي سكنت بين شفتيك، أقول لك هل نسيت موعدنا مع الطبيب، تقولين لا، واقول لك لقد تأخرنا، فتقولين لا تقلق فأنا أعلم بأنهم ليسوا قلقين مثلك، ففيم العجلة!
    ثمَّ نمضى معاً كما تمضى سائر الأشياء في هذا الكون الذي لم ندرك أسراره.
    انظر لذاك الكرسي الذي يقبع وحيداً في حديقة دارنا الأمامية وما يزال، لا أريد أن أزيحه من مكانه ذاك لأنني أشعر بتأنيب ضمير مستتر. ذلك أن طلبت مني مرة أن أستجلب كرسياً آخراً، ولكنني مع همومي التي تكاثرت، نسيت أن أفعل ذلك ولم تلحفي في السؤال مرة أخرى. الآن فقط أشعر كأنما كان هناك كلام كنت تودين قوله عندما نتجاذب أطراف الحديث كالعادة. هل بالفعل كان هناك ثمة شيء تودين قوله ولم أدرك كنهه؟ على كلٍ.. ما زلت أحدق في ذاك الكرسي الصامت كل يوم أثناء دخولي وخروجي المعتاد من منزلنا لعله ينطق.. وفي كل مرة أشعر كأنني أراه للمرة الأولى!
    لم يكن ذاك الكرسي وحده فالأمكنة أيضاً ترهقني، كلما مررت بها أشعر أحياناً كأنني لم أغادرها وفي أحيان أخر كمن عرفها بعد توهمٍ. لنا في كل مكان بهذه المدينة الصغيرة بعض ذكريات تتداعى إليّ دوماً كما يتداعى الرضيع لثدي أمه. فهي تمنحني القوة والضعف معاً.. ذكريات لم نخطط لها وخططت لنا حياة اخترناها عنوة في رحلة المنافي التي تعددت، لهذا لم أدر يوماً أنني سأجترها كما تتجتر الأبل مخزون طعامها وشرابها وصبرها!
    أرهقتني هذه الذكريات التي ألقت برحالها على عقلي وقلبي وفي صدري، ولكل منها لسان وشفتان وطريق واحد مستقيم لا تعاريج فيه. هذه المطعم كنت تحبينه فنغشاه من حين لآخر. ما زلت أذكر ذاك اليوم الذي غادرناه فطلبت منا أن نقف برهة في الساحة التي أمامه ونحن متماسكو الأيدي، ولحظتك تتمتمين سراً بما لم أدر مغزاه، أظنك كنت ترددين ذات الأماني التي طالما تشاطرناها معاً لهذه الأسرة الصغيرة. لكن أصدقك القول، كانت تلك لحظة شعرت فيها للمرة الأولي بشعور مخيف سرى في جسدى كدبيب النمل، وبالطبع لم أشاء أن أفصح عنه!
    ما أكثر المستشفيات التي زرناها طيلة الأعوام السبعة التي كنت تكافحين فيها ذاك المرض الخبيث، كلما مررت بواحدة منها تقف جيوشاً من الذكريات مصطفة أمام ناظري كجندي يؤدي فروض الولاء والطاعة.. أدهش كيف كان الأطباء يتعجبون من مرحك وروحك المعنوية العالية التي لا تعرف الانهزام!
    بت أقف على قبرك كما الطفل اليتيم في متاهته. أحادثك وأؤانسك وأذر على سمعك حديثاً كنت تحبين سماعه، اسمعك تضحكين مرة يكاد القبر فيها أن يتهلل طرباً، وأحسك مرة تصمتين حتى يكاد القبر أن يتصدع. أسرد لك أخبار الأسرة الصغيرة والأمانة التي القيتها على كاهلي وتنوء بحملها الجبال. فقد أدركت أن هذه الحياة لا يمكن أن تسير على ساق واحدة. كم كنت عظيمة وأنت تؤدين واجباتك كرسول كُلف بتبليغ رسالة. ابناؤنا الثلاثة كبروا وصغرت همومي، أنهم في ذات الدرب الذي رسمناه لهم سائرون. أما صغيرنا (أواب) الذي سيبلغ بعد أقل من أسبوعين عامه الحادي عشر، فقد كتب لك رسالة في هذا اليوم، وقال إنه يود أن يبثك شوقه في (عيد الأم) الذي صادف – يا للمفارقة - ذكراك الثالثة، بالرغم من أن عيدك ظلَّ بدراً لم يغب عن ناظرينا!
    مضيت لا غاضبة ولا مغضوب عليك إلى قبرك، وتركتيني في قبري الذي دُفِنت فيه حياً. قبرك منير، وقبري مظلم بأفعال عصبة ما تزال تسوء وطننا وأهله سوء العذاب. ما فتئيوا يكذبون ويفسدون وينافقون. أما أنا فما زلت أمني النفس بأن أقف على شاهد قبرك وأبشرك بذات الحلم الذي عملنا من أجله منذ شهقة الميلاد الأولى وحتى زلزال رحيلك المهيب...
    أرقدي في سلام.. السلام نفسه الذي تمنيته في الدنيا وعز فيه الوصال!
    يا من يتمتني ولم تفارقنِ إلا كفراق الجفن للعين!
                  

05-24-2014, 10:00 PM

Farida Mahgoub
<aFarida Mahgoub
تاريخ التسجيل: 01-13-2013
مجموع المشاركات: 2252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    اللهمَّ اغْفِرْ لَهُا وَارْحَمْهُا
    وَ عافِهِا وَاعْفِ عَنْهُا
    وَ أَكْرِمْ نَزْلَهُا
    وَ وَسِّعْ مَدْخَلَهُا
    وَ اغْسِلْهُا بالماءِ و الثلج وَالبَرَدِ
    وَ نَقِّهِا مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ،
    وَ أَبْدِلْهُا داراً خَيراً من دارِها وَ أَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِا وَ زَوْجَاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِا
    وَ أَدْخِلْهُا الجَنَّةَ
    وَ نَجِّهِا مِنَ النّارِ
    وَ قِها عَذابَ القَبْرِ


    تحياتي الحبيبة إحسان
                  

05-24-2014, 10:16 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: Farida Mahgoub)

    شكراً فريدة يا جميلة
    تقبل الله دعواتكم الطيبة
    لوداد الرحمة والمغفرة
                  

05-25-2014, 08:09 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    مع الاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan55.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-25-2014, 08:41 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    إصدارة عزة
    صوت التجمع النسوى السودانى الديمقراطى بالاراضى المحررة واسمرا
    كانت (وداد صديق) اول رئيسة تحرير لهذه المجلة..
    الصورة أدناه.. لقاء صحفى مع السيد الصادق المهدى أجرته وداد صديق:
    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan23.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    كامل الحوار أدناه.. فالى مضابطه..
    وماذا قال الصادق لمهدى لوداد صديق قبل 15 عام
                  

05-25-2014, 08:50 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    Quote: كانت وداد صديق واحد من المؤسسات لاصدارة (عزة ) صوت التجمع النسوى السودانى الديمقراطى بالاراضى المحررة شرق السودان ودولة اريتريا ، وهى اصدارة دورية تعنى بقضايا الوطن بشكل عام وقضية المرأة على وجه الخصوص ، وعملت كأول رئيسة لتحريرها فى الفترة من 1998م وحتى يونيو 2001م حيث انتقلت مع الاسرة الى القاهرة ومن هناك واصلت مساهماتها فى عزة عبر باب (مراسلون) حتى العام 2003م حيث انتقلت الى الولايات المتحدة الامريكية.
    وفيما يلى عرض للقاءات الصحفية التى أجرتها مع عدد من القيادات السياسية وقيادات الحركة النسائية السودانية على صفحات عزة فى فترات مختلفة ووفق أحداث سياسية مختلفة ، نستعرض تلك اللقاءات بالترتيب حسب تاريخ إصدار العدد الذى اجرى فيه اللقاء .
    العدد الثالث / نوفمبر 1999م – لقاء مع السيد الصادق المهدى:

    لقاء العدد مع السيد/ الصادق المهدى
    اجرى الحوار : وداد صديق
    مقدمة :
    يشرف عزة الوليدة ويزيدها قوة ان يكون ضيفها لهذا العدد السيد الصادق المهدى رئيس حزب الامة ورئيس الوزراء المنتخب الذى رحب بعزة واعطاها من وقته الثمين وكان هذا الحوار المسكون بهموم الوطن وجراحاته يحمل بين طياته الرؤى والترياق لمداواة هذه الجراحات التى طال نزفها .
    السيد الصادق المهدى فى تقييمكم للموقف السياسي داخل السودان الى اين وصلت مساعى الحل السياسي بالنسبة للمبادرة المصرية الليبية ؟ وماهى فرص نجاحها فى ضوء الانتقاد الامريكى وملاحظات بعض الدول الاقليمية ؟
    الموقف الان فى السودان فيه الكثير من المستجدات اولا : النظام انهزم فكريا ومعنوياً وسياسياً واخذا يتبنى افكار المعارضة فكان لايقبل التعددية وصار الان يعترف بها ، كان لا يقبل أن تكون المواطنة اساس الحقوق الدستورية وصار الان يعترف بذلك.
    ثانياً: صارت القوى السياسية المعارضة فى السودان تتمدد وتنشط بدرجة اشبه بحصار سياسي للنظام وهذا هو جوهر الحل السياسيى وهو وسيلة المحاصرة للنظام بتطلعات الشعب السودانى المشروعة فاذا لم تتحقق هذه التطلعات سيستمر الضغط بكل الوسائل المتاحة .
    ثالثاً: التجمع كان يعتمد الايقاد كمنبر للتفاوض مع النظام ولكن بدأ لنا اطار الايقاد ناقصاً لعدة اسباب هى :
    1 – لان التفاوض فيه بين فصيلين فقط النظام والحركة الشعبية.
    2 – اجندته تتعلق بانهاء الحرب الاهلية ولا تشمل دستور البلاد.
    3 – تضم الايقاد الجيران فى القرن الافريقى والجيران فى شمال افريقيا خارجها .
    لذلك كنا ننادى بضرورة توسيع الايقاد لكل هذه النواقص و كانت المبادرة المصرية الليبية التى حققت الكثير من الاشياء اهمها :
    *هى مبادرة لحل سياسي شامل يشمل الحرب الاهلية والدستور وكل النقاط المختلف عليها .
    *المبادرة جعلت النظام ولاول مرة يعترف بالتجمع الوطنى الديمقراطى.
    *جعلت النظام يضع مستقبله فى الاجندة لان بحث الدستور معناه وضع مستقبل النظام فى الاجندة .
    *المبادرة لم تنحصر فى شمال افريقيا فقط بل تريد ان تتكامل الجهود مع جيراننا فى القرن الافريقى .
    *جعلت الايقاد تتحرك وتقتنع بضرورة توسيعها وهذا باعتراف الامريكان .
    *جعلت التحرك فى إطار الايقاد يقبل النقد ويتجه للتوسيع ليشمل كل المستجدات ويتجه نحو الحل السياسي الشامل واعتقد ان فرصة الحل السياسى الشامل افضل الان من اى وقت مضى لان النظام ليس له خيار اخر فهو يواجه انهيار اقتصادى وامنى هائل والمبادرة المشتركة فى رأيى حتى الان حققت 50% وبقية النسبة يمكن ان تحقق فى أطار التوفيق بينها وبين الايقاد .
    كيف يمكن الجمع بين مبادرة الايقاد والمبادرة الليبية المصرية علما بان بنود كل منهما تختلف فى الجوهر والمضمون وتحديدا فيما بدأ واضحا ان المبادرة الليبية المصرية هى مبادرة الدول العربية الاسلامية ومربوطة بشمال السودان وان مبادرة الايقاد هى مبادرة الدول الافريقية ومربوطة بجنوب السودان ؟
    يمكن القول ان الايقاد افريقية وان المبادرة المصرية الليبية بشكلها الحالى هى مبادرة عربية ولكنها يمكن ان تطور نفسها فهى ترحب بدور جامع فهى غير مرتبطة بمبادئ معينة ، ولكنها تدعو الاطراف المختلفة ان تجتمع و تقرر بشأن مبادئ جديدة تشمل اعتماد مبادئ الايقاد مع اضافات جديدة . وكما علمنا الان الايقاد مستعدة لتطوير نفسها فبهذا يمكن إزالة هذا الاستقطاب العربى الافريقى الى ما يمكن ان نسميه مبادرة جيران السودان المشتركة لتحقق الاتى :
    *حل سلمى شامل ليس جزئياً او ثنائياً تشترك فى هذا الحل كل اطراف النزاع وليس طرفين فقط .
    *يشترك فى تسهيل هذا التفاوض و فى التعاون فى تحقيقه جيراننا فى القرن الافريقى وشمال افريقيا .
    *لا بد من دعم دولى يساعد المجهود الاقليمى فاذا اتفقنا على هذه المبادئ يسهل بعد ذلك التفكير فى الالية التى تحققها .
    فيما يخص الحل السلمى الملاحظة غياب التنسيق بين التجمع فى الداخل والتجمع فى الخارج ان كان هذا صحيحياً كيف يتم التنسيق ؟
    هذه المشلكة طرحها حزب الامة فى إطار اصلاح التجمع ورأينا ضرورة وجود علاقة مؤسسية بين التجمع فى الداخل والتجمع فى الخارج خاصة وان الان هنالك درجة اكثر من العلنية فى العمل السياسي ، فى الماضى كان العمل يتم فى سرية عالية ، الان يوجد نوع من التنسيق العفوى بعض الاحزاب لها وجود فى الداخل وليس لها وجود فى الخارج واحزاب لها وجود فى الخارج وليس لها وجود فى الداخل وبعض الاحزاب لها وجود فى الخارج ولكن وجودها الداخل ضعيف .
    هل يمكن التأكيد على صدق النظام فى مسألة الحل السلمى فى ظروف التناقضات التى تحيط به و صراع الاجنحة بين قياداته ؟ وعلى ماذا يقوم هذا الحل السلمى هل على شكل المشاركة فى الحكم ؟ واذا تحقق الحل السلمى ماذا بعد ؟

    فى رأيى لا نستطيع ان ندخل فى ماهية نوايا النظام لان سلوكه فى الماضى لا يبشر بالثقة ولكن لنا خمسة مبادئ اذا وافق عليها النظام سوف يكون هناك اتفاق وليس لنا مصلحة فى القول ان النظام صادق ام كاذب ويبقى علينا اتخاذ احتياطيات واجراءات ورقابة اقليمية ودولية لتاكيد ما يتفق عليه سينفذ بكفاءة ودقة هذه المبادئ هى :
    1 – اتفاقية سلام مؤسسة على قرارات اسمرا .
    2 – قيام نظام ديمقراطى تعددى يكفل حقوق الانسان وحرياته الاساسية .
    3 – اعتماد سياسية حسن الجوار.
    4 – اعتماد الية المساءلة عن كافة التجاوزات التى حدثت فى السودان منذ الاستقلال ، ورفع المظالم وتنظيف الحياة العامة السودانية .
    5 – تشكيل حكومة انتقالية تشرف على اجراء الانتخابات العامة وتشرف على اجراء الاستفتاء فى الجنوب وتقوم بتفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن .
    وفى اعتقادى ان من الممكن ان يقرر النظام الحاكم ان من الافضل اجراء تحول ديمقراطى سياسي وسلمى ويوقف المواجهات والضغوط والاستقطاب ، حدث هذا فى أكثر من ستين دولة مثل نيكاراجوا وجنوب افريقيا منذ نهاية الحرب الباردة الى الان فمن المحتمل ان يحدث هذا التحول فى السودان بصرف النظر عن النظام ، ويبقى ماذا بعد تحقيق الحل السلمى ؟ هنالك اجراءات انتقالية لابد ان تعمل اهمها :
    *تفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن.
    *اجراء الاستفتاء لتحديد الى اين يتجه الجنوب.
    * اجراء انتخابات حرة.
    يعتقد عن الحل السلمى عطل اليات نضالية اخرى كالعمل المسلح والانتفاضة الشعبية وهذا ما يهدف اليه النظام .. مارايكم ؟
    هذا ليس صحيحاً ، العمل العسكرى مستمر ولكن هناك ظروف موضوعية هدأت فى الجبهات المختلفة ولكن ليس هناك جهة قررت وقف اطلاق النار غير الحكومة، ومن الاشياء التى احدثت ضجة فى الفترة الاخيرة ادخال البترول فى جبهة القتال .
    ثانياً : الحل السياسي فعّل العمل السياسى فى الداخل ، ففى شهر سبتمبر حدثت حركات سياسية فى الداخل دنت من ان تحدث انتفاضة وذلك لان هامش الحرية داخل السودان قد اتسع اكثر وهذا يوضح ان العمل السياسي لمن يستطيعونه ولكن الذين لهم وجود يعملون فى كل الجبهات ففى اثناء رفع شعار الحل السياسي نشطت الجبهات الاخرى ولم تخمد .
    كيف تنظرون الى لدور المرأة فى التجمع الوطنى ومشاركتها فى التعبير القادم وهل ستكون شريك اساسى فى المؤتمر الدستورى ؟
    رغم ان النظام غير منحاز للمرأة الا ان هناك ظروف موضوعية جعلت حضور المرأة السودانية اكبر فى الساحة العامة اهمها وجود المرأة فى الجامعات اكبر، المرأة العاملة دورها أكبر ، وذلك لاستحالة الحياة الاقتصادية براتب واحد ، والاغتراب والتشرد لارباب الاسر جعل المرأة تقوم بدور الاب والام فى ان واحد ، فوجود المرأة فى الساحة العامة بصورة كبيرة حتماً سينعكس على دورها السياسي ، التجمع الان ينقصه جداً مساهمة المرأة فى المؤسسات القيادية ومؤسسات اتخاذ القرار فى التجمع ، ففى اجتماع هيئة القيادة الاخير اتفق على ان الاجتماع القادم لابد ان يكون فيه تمثيل للمرأة والمشكلة التى واجهناها بهذا الصدد وهوان التجمع يوافق على تمثيل المرأة من خلال الاحزاب ومن خلال تنظيم نسوى قومى يعنى ان المرأة ستمثل مرتين واعتقد ان هذا ما سوف يتم ،واعتقد ان دور المرأة المعترف به نظرياً فى السودان مرشح ان يكون له ممارسات عملية فى كل المراحل القيادية والسياسية والاجتماعية .
    واخيراً السيد الصادق المهدى / ماذا تتوقعون من اجتماعات كمبالا وخاصة انه من البنود الاساسية لاجندتها تسمية اعضاء اللجنة التحضيرية التى من المفترض ان تلتقى وفد الحكومة ، وما صحة ما يشاع عن ان هناك خلاف داخل التجمع حول جدوى هذه اللجنة ؟
    اتوقع من اجتماع كمبالا ان يبت فى ثلاثة قضايا :
    1 – ضرورة الاتفاق على ورقة لموقف تفاوضى يتفق عليها.
    2 – ايجاد صيغة للتنسيق بين المبادرات.
    3 – اختيار اعضاء لجنة للمشاركة فى المبادرة الليبية المصرية .
    موضوع اختيار اللجنة نوقش باسهاب فى الاجتماع الاخير فى القاهرة وكان اتجاه الاغلبية ان تعين اللجنة وليس هناك اختلاف فى الاختيار ولكن التحفظ فى بدء نشاطها ولا تنشط الا اذا قامت الحكومة باتخاذ الاجراءات التمهيدية المطلوبة ، ولكن تم تأجيل اختيار اللجنة الى ان يتفق على كيفية التنسيق بين المبادرتين وحرصاً على وحدة التجمع تقرر تأجيل الموضوع لاجتماع كمبالا ونرى ما سيتفق عليه الجميع والفكرة ان ما يتفق عليه الجميع يجب ان يحافظ علي وحدة التجمع وفى نفس الوقت يحافظ على فاعلية الحل السياسيى الشامل .
                  

05-25-2014, 09:10 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    أجرت الرلااحلة وداد صديق لها الرحمة عدة لقاءات مع قيادات سياسية وحزبية خلال فترة التمع الوطنى بمجلة عزة كما أشرنا..
    وفى اطار التوثيق للراحلة المقيمة وداد سنقوم بنشر هذه اللقاءات على هذا البوست على التوالى..
    وكما أشرنا أننى بدأت فى تجميع كل لقاءات (مجلة عزة) فى كتاب تحت عنوان (ساسة السودان.. مقالات ومآلات) سيرى النور قريباً ان شاء الله..
    تابعونا
                  

05-26-2014, 08:19 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    نواصل
                  

05-26-2014, 10:02 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الذكرى الثالثة لرحيلك المر.. وداد صديق الامين (Re: إحسان عبد العزيز)

    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de