كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
أنه زمن اللحى اليباب يا صاحبي زمن أغبر يهان فيه ويبتز صاحب أقدس مهنة على مر التاريخ ما كنا إلى وقتٍ قريبٍ نترك له الشارع فرط هيبته وفرط تربيتنا على احترامه مقاييس كثيرة اختلت وما خ ف ي
أ ع ظ م
تحياتي واحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
لم أرَ أوروبا ولا أمريكا ولا النمور الآسيوية فما صقلتني تجارب الرُّؤية لتبيان الاختلافات بين المناظر والمقارنة بينها ولكنني استعين بالفطرة في تمييز الأشياء جماليًا وقد تريني شيئًا أراه جميلاً قد يُرى ليس بينه وبين الجمال واشجة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
فإذا ذهبت لشراء أشياء وجَبَتْ أن تُرى بعين الذَّواقة قدير النظر كالملابس مثلاً في ألوانها ومقاساتها فإنني مهما اجتهدت رأيا رآني أول رأي لغيري أني قد تنكبت الصواب ، ولن يألو الأقربون تبخيسًا لخياراتي الخاطئة في عينهم الساخطة العين التي تحيا الواقع وآلامه على العين التي تحيا الخيال وأحلامه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
ومن الحق أن أشهد بأمر عظيم الشأن خطير المآلات على نفسي فقط لا على سواي وهو أنني صاحب ناظر تكاد تستوي عنده الألوان لا يفقه منها إلا أماتها، ومتى انحدر اللون إلى درجة تبتغي أدنى إعمال للمقدرة والحواس الظاهرة أو الخفية كنت حينها أجهل من رأى فعجزت عن الوصف عند السؤال عنها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
هكذا خُلِقت وكانت أختى الكبرى تقول لي في الصغر : - أنت مصاب بعمى الألوان. ومن حبي للألوان الخافتة يخال إلى الآخرين اختياراتي من الأشياء الجديدة بالية ، وهذا الحب لا يمنع بمؤثر ما أن أقع بلون صاخب. نزلت مع النازلين من طائرة أيربص في مطار الخرطوم يحفني تأهب كالمتقدم إلى معركة يحذر أن تصيبه نيران الخصم والنيران الصديقة ، وامتطيت مع من امتطى البص حتى أنزلونا بصالة شُعث القادمين وشُعث المستقبلين ، شُعث القادمين الذين يعلوهم لمع خُلَّب بفضل السفر وشُعث المستقبلين على الأصل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
فوجدت رجال الشرطة الطائفين بين المسافرين العابرين كمن في سوق كثير التزاحم ، يظهرون بزيهم المستطاع بلونه الشهير ولا تنقصهم إلا البنادق الخشبية العتيقة. واصطف الناس لإجراء الدخوال فأتتني امرأة يبدو أنها كانت من أخوات رحلتنا تحمل شنطة ذات وزن لا يخفى ولا أعرف كيف صعدت بها إلى الطائرة؟! ، أو من أين أتت بها؟ ، فقالت لي : رجاء هذه الشنطة ثقيلة الحِمْل ولا أطيقها ألا تحملها عني حتى نصل إلى حيث نختم أوراقنا ويُصرَّح لنا بالدخول. فقلت : لا بأس ، وأخذتها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
فصرت أحمل شنطتها بجانب شنطتي الصغيرة وأضعها وأجرها وأضعها وأحملها إلى أن وصلت إلى الشرطي فاحص الأوراق واضع الأختام واجتزته بسلام ولم تظهر صاحبة الأمانة فبحثت وسألت عنها ولا أثر. - سألتقيها عند سكة الشنط باحثة عن أمتعتها المتبقية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
هناك تفرَّست وجوه النساء ببصر غير مغضوض ولم يكن عدد النساء كبيرًا ، ولا أثر. تركت أمرها قليلاً وبحثت عن أمتعتي إذ كانت تدور تبحث عني هي الأخرى ولم تجدني فلما اقتربت منها أمسكت بها وأسكنتها بعربة بلون لا أعرفه، وعدت ثانية أبحث عن صاحبة الأمانة وأستشير فدلني عاقل قائلاً : - اذهب إلى مكتب الأمن وبلِّغ عما ألمَّ بك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
تبقت خطوة واحدة للخروج من المطار وهي البحث اليدوي من أهل المطار على أمتعتي التي عُلِّمت بقلم سميك الخط أو طبشورة وقد طالها شكهم على ما فيها من ملاءات ذات لون غير معترف به بينما شنطة السيدة الهاربة لا أحد يحفل بها ولا أحد يبحث عنها ولا أحد يعلم ما بها!. - ماذا تحوي هذه الشنطة؟ ، لست أدري ، لن تصحبني هذه الشنطة لأنّها لا تخصني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ابتزاز معلم - جريمة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
وتأخرت حتى خرج أغلب المسافرين من أبناء رحلتي. فلما دب وصعد بي الغضب من التأخير أتتني من عمق المطار بتوقيت المراقب مطمئنة واثقة ثابتة الخطى لا كالتائهة الضائع منها شيء فشكرتني وتنفست ولم أسألها إلى أين ذهبت ولا من أين جاءت ولا أذكر أقلت الحمد لله أم لا، بل أذكر أنني خرجت متعجلاً.
| |
|
|
|
|
|
|
|