كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية
|
مقدمة: في هذا الزمن تغيرت الأشياء وأختلفت معها إيقاعات الحياة حتى في الريف الذي كان ولا يزال جزء منه لا يعرف القبلية والعنصرية والجهوية التي أكلت البلد وأنهت روابط النسيج الاجتماعي. ومن خلال واقع الأحداث المتسارعة الآن والإشكالات التي ألمت بنا في بلد كان اسمه (بلد المليون ميل مربع) أود أن استدعي الذاكرة وأسرد بعض من الذكريات في حلتنا (مدينة الخوي) بإقليم كردفان (كردفان الكبرى) واتناول شخصيات منها وعاداتنا وتقاليدنا وحال نسيجنا الاجتماعي في السابق والذي كان لا يعرف القبلية:
حلتنا ما بين المدرسة الشرقية والغربية وود أصيل وأبلج وكُرة الصليجات وحميرة شبط في زمن الترابط والتآخي حينما كنا نقول أبويا فلان وأمي فلانة ولم نكن نعرف هذا من قبيلة كذا حيث أن الاعتقاد كل الناس في الحلة أهلنا ووقتها كنا نستمتع بحكايات العافية وجدية وأمحمد ود وني وبله وعديلة عيال الفكي نصر وود أم جوري وأبو دقن الجلابي وأمحمد ود مهدي وعجب الدور صاحب كدنداية وأبو كُورة وفاتونا البرتاوية وسعيد ود كرباج والفنان الطاهر برار صاحب الحنجرة الذهبية الذي أبدع في أغاني بوب مارلي هذا على المستوى الاجتماعي. أما على المستوى السياسي فكانت حلتنا غنية جداً بقياداتها على سبيل المثال لا الحصر عمامنا جبريل ود سالم ويوسف البحيراوي ومحمد أبوبكر أزيركا والفاضل الفاضلي (أنصار جناح الإمام) والأنصاري حمدان كرنكا صاحب الحرية وأحمد دومي وحمد دومي ومسلم ود أبو قرين وحمد رويبة والشيوخ عيال محبوب وأبوكلابيش ومحمد إبراهيم البدين (أبو ضفيرة) وقيادات حزب الأمة والاتحاديين التجار محمد على لازم ومحمد على الطاهر وعيسى ود على وعبيد ود على وعياله ومحمد حمد معلا وآدم عثمان وحميدتي حماد وحسن حماد وعبد اللطيف سلام والطيب سلام ونور الدائم المدني والطيب المدني والحاج حسن الطاهر والتوم ود أبو عطية وعبد الكريم بشير وعوض الله العالم وعوض الحاج وعبد الرحمن ابراهيم والدكتور حمد الطاهر فاكوكي وحسن أبو البركة والفكي ماهل والفكي حمد محمد على إمام المسجد الكبير والنور محمد على وحمودة المعيقلي ومحمد عبدو وبحر الدين ومسلم عبد السلام وعلى التليب وحسن عجب الدور ويوسف ود عجب والنظيف عبد الله وبشير قسم السيد والطيب محمد الفكي ومحمد النور محمد الفكي والمؤرخ الكبير عمنا بدوي ود فضل الله والفكي حاج آدم والفكي أحمد هلال وأحمد محمد على طاهر نسأل الله الرحمة والمغفرة لمن توفى منهم وأن يمد العمر لمن ظل حياً.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
الجزء الأول من ذكريات باقية:
" عندما أدركنا الأشياء كنا نذهب مع أبائنا إلى السوق في الصباح للتسوق من الجزارة وأكشاك الخضار والفراشيات والدكاكين والأفران ثم نعود بالقفة لتُجهِز أمهاتنا فطور الطلبة. فاليوم في حلتنا يبدأُ بشق الحطب ثم تولع النار ويشدُ شاهي الصباح وتُحلبُ البقر والنعيز حليباً بالجرادل والبساتل ويُفور في الدوراية أو الحلة فيشرب الصغار حليب صافي ثم شاهي بالحليب أما الكبار فالبداية برباط أو سكبة حمرة ثم الشاهي بالحليب ما بين 4 إلى 5 كبيات فيتجه الطلاب إلى المدرسة والأب إلى السوق عشان قفة المصاريف أو إلى الوادي للزراعة أو البهائم أما الصغار ما دون سن المدرسة يطلقوا النعيز إلى المقرع لتجمع كافة ماعز الحلة للراعي الذي يأتي في تمام السابعة والنصف لينطلق إلى الفلاة في تمام الثامنة في اتجاه الشرق على شارع العربات ومنطقة رهد الركبة وأبو سيقان وأبو كلكلايا وصريف خازوق هذا راعي الدنكوج وفريق المعاقلة (بريق النو) فتجمع له النعاز في ميدان المدرسة الشرقية. أما راعي فريق الروزة وفريق السواقيين (أدومة وصلاح عيال الهادي أو التوم وشقد عيال حسين العريفي) فتجمع لهم النعاز بجوار زريبة أم خميس ويسرح شرق قبة الفكي بخيت وشِقل أيوب وإلى زراعة سعيد ود كرباج. وراعي الفريق الصِعداني (الحاج سعيد أو عوض محمد فريحة) فتجمع له النعاز جوار بيت جودة أو بيت ود أبو قوه ويسرح على حمِيرة شبط وراعي فريق الدونكي (سماعين تلس أو بله طرزان أو عبود ود أبو طريبيش) فتجمع له النعاز جوار الدونكي الكبير أو ميدان تور بيتو ويسرح صعيد أو غربة الحلة. وراعي فريق عاتي (حسن ود المقيسم ومحمد جودة وسماعين الشوين) فتجمع له النعاز جوار المدرسة الغربية ويسرح غرب ود أصيل أو شرق زرع حسن ود على. وكان كافة الرعاوية يأكلون أم بعيص وجبن جبن. أما رعاوية البقر فكان هنالك راعيان في السهمة الشرقية (موسى البقاري) ومقرع البقر في شارع العربات (بالقرب من مبنى توكيلات شركة شل الذي جاء في أغنية أندرية) والسهمة الغربية (مادبو أو الطيب أبو طريبيش) ومقرع البقر جوار الدونكي وهذا بالنسبة لبقر الحليب المخصصة للبيوت أما بقر الوادي فكانت توجد مرحاتها في الفلاوات تجاه كيكاي والبشيم والصرفان والمكسرة وود بينة وأم ليونة. وتشرب في رهود أبو سيقان وأبو كلكلايا ورهد كوكو ورهد بت عيسى في الخريف وفي الصيف ترد الدونكي الكبير وفي الفلاة يلتقي رعاوية البقر و(يسبوا) التيران بمقولة هيرك دج هيرك دج قدرك شيلو في لحم صدرك في ملحمة شبيه بالمباراة ما بين فريق لفريق وحِلة وحِلة وكذلك التيران تسمى بالأسماء فمثل تور عمي حسب الله ود محمدين (الجيكاوي) وتور عمي يوسف ود عجب (أسد) وتور عمي عبد الله ود خير واجد (صندل) وتور عمي زاكي (قداد) وتور عمي أحمد أبو ختم (هلال) وتور الفكي ماهل (ود أم حقيبة وود ميرنة) وتور الدقيلاشي من الصنقارة (مرواد) وتور جدي حسن ود عجب الدور (عرجون) وتور خالتي حواء بت العمدة أبيض (برامندي) وكان بعض الرعاوية يحندد قرون التور بالسكين لكي يطعن التيران شديد مما يقصر زمن المبارزة وكان البعض الآخر لا يأكل إذا طُرِدَ توره ويبيت زعلان وفي بعض الأحيان تؤدي النتيجة إلى شكلة بين الرعاوية. وكان كل الناس طيبين والخير موجود وعام وكل شيء متوفر الروب والسمن والحليب والعيش واللحم وشرموط الصيد والغَرفُ بالمعبار والكوار ولا توجد (كيزان) وعندما جاء الكوز جاء الجوع والشح فالكوز إذا تقدد ترقيعه صعب وهذا حال اليوم فكان ناس حلتنا لا يحبون الكيزان والأكواز وفي موسم الانتخابات هتف أحد عيال حلتنا وقال (الكوز إنقدى والشبيكي تَعَدى) والشبيكي هو سمكري الحلة والذي أصبح له ولدٌ هَتَاف كما عبد الرحمن عبد الله الذي أصبح شناناً في لقاءات ولاة كردفان الحالية بدل من كان بلوما غريدا في رمال كردفان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
أما المدارس فكانت في حلتنا مدرستان إبتدائيتان للبنين الشرقية والغربية ومدرسة واحدة للبنات ومتوسطتان أم زريبة للبنين ومدرسة البنات. وكان الطلاب يحبون المدرسة على سبيل المثال لما دخلنا الشرقية في سنة 1980 كنا فرحين فأول يوم في المدرسة استقبلنا مدير المدرسة أحمد الطيب سلام ونائبه الأستاذ حسن هاشم وكيل المدرسة وكانت أول خطبة في الطابور وتسلمنا الأقلام والكراسات وكانت أول حصة لنا في اللغة العربية من أول أستاذ بدأنا على يده الحروف الأستاذ محمد عبد اللطيف أطال الله عمره وتعلمنا منه وأستاذ الحساب والتاريخ الأستاذ الجليل حسن هاشم (أبو الحُسني) والذي كان أباً لكل طالب يعاقبك حتى تبكي عندما تكون العقوبة واجبة ويرشدك ويوجهك حتى تظن أنه أبوك والله كان نعم الأب ويعلمك حتى تحس وتُيقن أنك تعلمت حفظه الله وأستاذ الدين عبد الله حسين وتمرحلنا واستمتعنا بالدراسة ذهاباً وإياباً وبعد الصف الثالث أصبحت الدراسة صعبة حيث وَضح الوجه الآخر للمعلمين لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد وإلا ستواجه مقولة أبو الحُسني إذا نوى سوطه يتلولوى فكان بعضنا يحاول الذهاب إلى العيادة في شفخانة الدكتور عثمان سعيد رحمه الله فإذا كنت مريضاً ستأخُذ حبوب سلفا أو صبغة يود إذا كنت مجروح أو حقنة من جانوه إما صرخت ولم تعد مرة أخرى وإما جاك شلل في الرجل فمن باب أولى الجلدات أفضل. على العموم اليوم يمر في المدرسة ما بين استمتاع وخوف في بعض الأحيان مع العلم كان معظم الناس لا يخافون السوط وبعد نهاية اليوم الدراسي نعود للبيوت فمن كان في سن الفزوع فليفزع للقش بالحمير تجاه حلة الصنقارة أو حمِيرة شبط أو زرع يوسف ود عجب أو العريدة وكان القش متوفر ولا يوجد مَحَلُ حيث يكثر قش البياض والقو وشيليني والدنبليب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
وفي أول المساء يستطيع من يعرف لعب الكرة ومن لا يعرفها اللعب بكرة الشُراب في الزقاقات وكرة (التنس) في الميدان أو الساحات والشوارع الكبيرة وكرة التنس هذه ليست بكرة تنس الطاولة أو المضرب وإنما كرة تصنع من البلاستيك وتنفخ بالهواء. أما منتصف المساء فيكون اللعب في (المِيز) حارة (حارة الما بجي كراع أمو دارة، وحاو حاو الحمار مات في أم لبانة جرى ليه ود فلانة يجيب لأمو دهانة غطس في الكجانة لى وضانة) وتيري ورد وكديس من نطاك (كديه اسم النطاك) وحارس الرمة وأم غميتي والجبة وقعت في البئر وأبو نصورة (الديناصور) وشدت ولكت والشل أو شليل (شل من أيدي ما بنحل يحله إلا ود الراجل الضكر) وأما الذين أعمارهم أكبر من ذلك فلديهم مغامرات مع مزارع الفول والبطيخ والماريق أو أكشاك الخضار والفواكه في السوق أو خطف جداد الحيشان فمثلاً كانت المغامرات تقع على زرع عمي النظيف عبد الله أذان الجامع والبطيخ على زرع عمي التوم السراري وزرع عمي جبريل ود سالم وسفال الفكي آدم والماريق على زرع عمر ود رُبط فيستمتع هؤلاء المتعبيين بالمغامرة والجري بين الهشاب واللعوت والبوص والقش والشوك وخاصة الحسكنيت في الليالي المقمرة. أما الهجوم على أكشاك الخضار والفواكه فيقع على كشك عمي النظيف عبد الله رحمه الله فهو يواجه هجومين في زرع الفول وفي الكشك وكشك عمي فتح الرحمن الجلابي وفي بعض الأحيان يقع الهجوم على الميزان والمقصود بالميزان هنا أن هنالك ميزان كبير وسط السوق توزن به المحاصيل أو ما يعرف بالبورصة حيث يتم بيع الفول والصمغ والكركدي وكافة المحاصيل ليتم شحنها إلى الأبيض وفي هذا الميزان يوجد العتالة وما أروع أشعارهم وقفشاتهم؟ فمثلاً عمي عبد الله قطارف شيخ العتالة الذي يرمي البيت والجماعة يرددوا يا جماعة جهزوا جوزين حمام غطوا هنياكم انحنا هنيانا قام ... ويلي آه آه .. ويلي آن آن وتسمع ضحكات عمي صاغة وشديرة وأبو رشيرش والرارة وأحمد مسعود كواندة وحمدان فرشاحة وفي وقت الراحة يتجه جميعهم إلى قهوة حمد صافي هذا الرجل الصامد الذي حافظ على هذه المهنة لأكثر من ثلاثة عقود أو يزيد وفي قهوته تجد الأكلات العجيبة مثل كرِبة المسكين سلاحه كراعه والسلكيمة وحمادة (وحمادة أكلة من عِدة التور مخصصة لناس وجع الضهر). وقهوة على حامد (قهوة حاج حميدتي) وقهوة حمد بشير كما يذهب بعض العتالة لأخذ راحتهم في أنداية بنات برتي وتناول العسلية البيضة والحمرة والمريسة وكوارع حليمة فاتونا التي تُضحكك حتي تبين نوايبك (عندنا طجوج عندنا طجوج وكَسَرَة مليانة دهن) وأنداية الدنكوج وأنداية المعاقلة وأنداية شرق الروزة ومع ذلك إلا أن بعض العتالة كانوا متدينين كل أوقاتهم في المسجد على سبيل المثال لا الحصر (عمي عبد الله قطارف) فالناس يعيشوا في سلام ووئام تام وما أروع الخوي في المساء في الشوارع عندما تسمع أمحمد ود وني يغني (أني أمحمد ود وني دقي ما متشني كما بتعرفي تعالن شوفني) وحينما تسمع أمحمد ود آدم يحردل:
وكتو القرب العُربان وشاف الضو عمل جفلة وكضم قيدو البسوى شلو الفِى الشباب الغيرو مالى هو خلاك من سنامن عالى فَضا البو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
أما بله طرازان ود الفكي نصر فهو جامع عدة أشياء يرقص في الحفلات وينتج النكات ويذيع الكورة ويجلس بالنهار في ورشة سعيد موسى جوار الدونكي ويذهب دائماً إلى الموقف في المساء عند الفراشيات على سبيل المثال لا الحصر تومات جديد وتومات موسى وأمونة بت عبد الله ثم يطوف بفراشيات الحَبَ والمدمس عمتي أم شوايل بت جديد وحبوبة أم خير حبوبت قمر وفتحي الكبش ويملأ جيب مدمس وجيب حَبَ ويتجه نحو قهوة آدم أزيركه يضرب طلب فول مصري وإلى آخر محطة رملة الفولة (قز كوعك) أمام الشرطة وينكت عن الكورة والعربات فهو مريخابي يعشق اللونين الأحمر والأصفر ويسمى نفس حسون يقول في نفسه حسون بسخن على اللاين وبقع وبقوم تاني ولابس فنلتين واحدة حست سلام مع الجمهور وواحدة لعب بها وحسون بتوهم (يتأهب) وبخطها في الزقف (السقف) ومرة يسمي نفسه حموري ومرة الدحيش ومرة دحدوح ومرة سكسك لاعب التحرير. أما عن العربات فهو يحفظ أكثر من 1000 رقم عربة من عربات الطريق التي تعبر بموقف الخوي إلى الغرب والشرق وكل الكتابات التي تكتب على هذه العربات فمرة يسمي نفسه ود النقاش ومرة قرقر ومرة الفاتح الديناري عازف البوري المثلث الشهير من عيال بارا ومرة بشير سيار ومرة آدم بوري ومرة الخواجة قابي وفي إحدى الليالي قال عن نفسه حسون سايق الـــ (دبي) وراكبة معها حبيبتو زحل شاحن سكر من الأبيض ماشي الفاشر والوطة خريق والسحاب مزرقن والبراق مربط عجيل وعندما طلع القوز ونزل في خور شجرة طاطويلة على مشارف حلة الروزة شال من البابور التريس وخط ليه الدو حبيبتو زحل قال ليهو حسون اعمل ليهو (اليك) عمل ليهو اليك ومرق رأسه ببره نان نان نان نان فوجد البريق وكبوهة سايقين الجقار قال ليهم شنو يا شباب غرق ولا منقطع بيكم كبري قالوا والله وحَلَة خفيفة اتفضل يا معلم حسون وواصل وشال منو اليك وخط ليهو الدو وعبر بحيرة مضوي (رهد قدام دكان الحاج مضوي) شال منو الدو وخط ليهو اليك، فالجران داخل الموية قال كيواي زدواي كيواي زدواي ولما خرج من البحيرة، الجران قال آمنا آمنا آمنا آمنا فسمعت عديلة أخت حسون وقالت والله صوت الجاز دا جاز حسون اخوي طوالي خطت حَلة الجداد المكرفس في النار فكتل ملف قدام البيت وداس فرامل خلى العربية بتقسم ببرميل ونص جاز دلوكة طهاري بس (كبنق كبنق كبنق كبنق). http://www.kordufan.com/vb/showthread.php?t=360[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
يمتاز مجتمع الخوي بالتنوع الديمغرافي مما يجعل الثقل النوعي والثقافي للمجتمع يتنوع بمقدار حجمه. فتمن زولين ود فكي ماهل يسكن في زرعه صباح حمرة زاكي وريح زراعة يوسف صاعوط ومنير ود الرحيمة وصعيد زراعة أبو عيد وود أبو خير وغرب زراعة محمد الأعيسر وعلي ود حماد والفكي علي البديري. يجمع تمن زولين ود فكي ماهل الثقافة الإنجليزية والعربية والدنيكاوية فهو مزارع من الطراز الأول ومع ذلك يجيد حِرفٍ كثيرة نجارة الفنادك وعيدان الفنادك والمصاويط والعناقريب والبنابر وصناعة أم شكة وعند ما يشرب أم شكة يقرأ القرآن ويتكلم الإنجليزية ويتنبر أنا أخو حليمة وعندما يعبر الحلة وهو شالع من طرمبة الروزة شرق أو الدنكوج أو فريق المعاقلة يخيط الشارع ويخطط المساحة ويتبعه الأطفال ويرددون تمن زولين الحُقَة خليتها وين .... فيرد عليهم كلي كلي أي خلي خلي. فذات مرة ذهب الفكي ماهل إلى الحج وترك شؤون بيته لابنه التاج ماهل راقص البريك والمشهور بالتاج بريك فسافر التاج إلى الأبيض لجلب بعض الأغراض من دكان عوض الله العالم وفي نفس المساء جاء تمن زولين من زرعه ودخل فريق المعاقلة واتوتر مريسة فبدأ يزعج فوجده حامد بشير والشهير بحامد الريلة فضربه وخنقه وكان تمن زولين فاقداً لوعيه وقواه مما مكن حامد الريلة من السيطرة عليه وعندما اشتد به الخنق كورك تمن زولين لسليمان البعيو الشهير بماكوتو مدافع فريق الشباب (الأمل لاحقاً) يا أم بعيو يا أم بعيو ود الريلة كتلني فسمع سليمان وجرى من بيتهم إلى مكان الشكلة بالشارع المقابل وحجز ود الريلة من تمن زولين واخذ تمن زولين إلى بيتهم وفي الصباح الباكر وصل التاج في عربات الصباح وعندما شاهده تمن زولين بكى وقال أخوي أزرق جيه، الليلة ود الريلة بروح وين فسأله التاج ماذا حدث قال ود الريلة لقاني رويان وكتلني وشوف وجهي دي ورمان كيف فما كان من التاج إلا أن وضع شنطته وقال لتمن زولين يله لود الريلة في فرم عبد الله عبيد فعندما وصلوا وقف التاج بعيداً وذهب تمن زولين إلى حامد في الفرم وقال تعال يا حامد دايرنك في موضوع وخرج حامد بحسن نية وهو قد تناسى موضوع الشكلة لأنه إنتهى بإنتهاء مفعول المريسة فإذا به يتفاجئُ بالتاج أمامه ويصفعه ويطبق له فيقول تمن زولين هيهيتن ما قت راجل يا ود الريلة المد البكيلك ما جيه فيتدخل جماع ود حكمدار الضامن في زريبة البهائم لعدة قبائل ويفض الشكلة فيرقص تمن زولين هوهو يا هواريه هوهو يا هواريه هيه هيه يا هواريه. ويتجه تمن زولين إلى الجزارة ليشتري كمونية من عمي حكر الدور ود محكر والد اللاعب والفنان حسنين حكر الدور والشهير بدحدوح رأس حربة فريق الروزة. فحكر الدور رجل عصامي يخافه حتى ظله فهو قصير ذو أشناب طويلة وكذلك سكينه، فدائماً يبرم سكينه ويحمل عكازه في يده اليمنى وضيل التور في اليسرى من اجل الضبان والناموس وتتبعه كلابه السبعة النباحة التي تمتاز بالشراسة والحراسة وصيد الأرنب والكدايس والكك والبانج والزباد وجداد الوادي. ويمتاز عمي حكر الدور بحسم الأمور فهو يعتبر نفسه مسؤول عن أي ولد في الطريق وهو ضد أي سلوك وافد في الحلة فمثلا عندما أصبح أكل حلاوة لبان في الطريق فتبرع حكر الدور بحسم هذه الظاهرة بين الأولاد والبنات فإذا وجد حد يأكل اللبان يستخرج سكينه ويحلف حرم ما تفلتها نقطع لسانك فأصبح الذين يأكلون اللبان في شوارع الحلة أو السوق يلتفتون يميناً ويساراً خوفاً من حكر الدور. فهو جزار بارع وقناص ماهر وعندما يخرج شباب الحلة للقنيص في وادي البشيم أو الحصحصاية أو كيكاي يذهب معهم حكر الدور وعندما يصلوا لفلاة الأرنب يقول حكر الدور القنصة ربوة فكان دائماً هو الكاسب لأنه سريع الجري ولديه كلاب سريعة. وكان حكر الدور مشجعاً لشخصين في ميدان الحرية لحسنين ابنه لاعب نادي الروزة الذي كان دائماً يكون هداف الدوري والآخر هو اللاعب والمدرب والحكم مصباح بحر الدين الذي لعب لفريق الشباب (نادي الأمل) وحيث كان في مصباح ما يعجب حكر الدور (السرعة) ومن المقولات التي قيلت في سرعة مصباح بحر الدين عندما كان بعض الشباب يتناقشون في من هو ألعب لاعب في الخوي فمنهم من يقول يوسف سسكو ومنهم من يقول ماكوتو ومنهم من يقول حسنين ومنهم من يقول شرهبيل (شرحبيل) ومنهم من يقول جعفر عابدين ومنهم من يقول الرينجر ود سلام ومنهم من يقول فتحي الرحيمة ومنهم من يقول العريبي ومنهم من يقول حُمُتي ومنهم من يقول حبيب عبد الباقي ومن من يقول قرشي نعيم الله فمر بهم السيد ماهل وقال اتوا عارفين ألعب زول في الخوي منو، هو مصباح بحر الدين زول مانع وجراي. فحكر الدور كان يخافه عيال الخوي من الروزة إلى فاكوكي ومن الدنكوج إلى فريق عاتي ومن أنجمينا إلى ود أصيل ومن فريق الجلابة إلى تور بيتو. أما في الليل يأتي حكر الدور إلى الموقف ويجلس بالقرب من الفراشيات فلا يستطيع أحد أن يضحك مع إحداهن فوجود حكر الدور بالليل في الموقف هذا يعني لا وجود للصغار في موقف العربات كما وجود حمدان فرشاحة في الحفلات.
http://www.kordufan.com/vb/showthread.php?t=360[/B]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
تحية وتقدير الأخ احمد التجانى ماهل (النعمان ) أستمتعت اكثر من مرة بهذه السياحة فى جغرافيا وديموغرافيا قريتك الخوى بكردفان وقد شدنى تشابها كثيرا لدرجة التطابق مع سبل الحياة بقريتى المجلد بكردفان كذلك تحديدا اسماء المدارس الإبتدائية منظر العتالى وهو يحملون شوالات السمسم عبر تلك الاهزوجة منظر الفراشيات وهن النسوة الشريفات اللائى يبعن الفول المدمس والحب (بفتح الحاء ) وهو التسالى فى دار الصباح منظر السكارى وهم يترنحون بعد ان عبوا كثيرا من ( البغو ) بالانادى كذلك جغرافيا السوق حسب وصفك له تتطابق كثيرا مع المجلد إلى جانب العاب الاطفال بذات المسميات . من قريتك الخوى عاش معنا بالمجلد سنوا تطويلة جداا شخص إسمه مكى الطاهر له إبن يسمى سيف كان جارنا من الناحية الجنوبية يمتاز بشهامة وطيبة وقد إنصهر بقوة مع سكان المجلد حتى رحيله عنها فله واسرته التحية ولك والرحمة لأخينا البحيراوى ولاتنساه بالدعاء فى الشهر الفضيل مع الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: احمد الامين احمد)
|
الأخ الأديب والناقد أحمد الأمين أحمد لك التحية والتجلة على المرور والتعليق والمشاركة، تشابه البيئة بين المجلد والخوي يأتي الوجدان الواحد لكردفان الكبرى والتي ظللنا لا ننطق غيرها من تقسيمات ومسيمات مستحدثة (ولايات). فكان لإقليم كردفان وجدانا واحدا ولا يزال منه بعض الشيء نتمنى أن يظل متماسكا حتى يطل الفجر من جديد. بالنسبة للأخ سيف الدين مكي الطاهر الآن(الدكتور سيف الدين مكي الطاهر) خبير جيولوجيا تقريبا في وزارة التعدين بعد أن آتاها من جامعة غرب كردفان والتي عمل بها محاضرا وإداريا لفترة. فوالده مكي الطاهر الآن هو الشرتاي بمنطقة نَشَربُوا جنوب الخوي لفترة لأكثر من 15 عاما تقريبا مكان جده. وهكذا كانت حلال وقرى ومدن كردفان بلا قبلية وعنصرية لا تعرف جاركم ماذا يقرب لك فكل الجيران أبهاتك والجارات أمهاتك وعيالهم أخوانك وبناتهم أخواتك، والهباتي لا يسوق بعير أو ناقة القيد المقيدة في الحلة للراوية وشراب الماء. ولك مني خالص الود أحمد التجاني ماهل كردفان الكبرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
الأنصاري حمدان كرنكا: الرجل طويل القامة أبنوسي اللون دائما يناصر المظلومين من أهل منطقته بمختلف سحناتهم وقبائلهم، يجيد الحراك الموضوعي. كان لعمنا حمدان مواقف وسجالات مع كافة المفتشين الإنجليز الذي أداروا المنطقة في فترة الحكم الإنجليزي المصري وهو أول من طالب بالحرية في منطقته قرية كرنكا والشهيرة بــــ(نياجا فري ) وسمية القرية بذلك عندما طالب عمنا حمدان كرنكا رحمه الله وأسكنه الجنة بالحرية فرد عليه المفتش الإنجليزي بعبارة No Free فصارت اسماً للمنطقة (نياجا-فري). وعندما كنا صغار وفي مناسبات أعياد العلم والاستقلال والتعليم وزيارات الحكام والمحافظين يأتي عمنا كرنكا على صهوة حصانه الأبيض ولابس كامل عتاد الحرب من لبس الفرسان الدرع والخوذة والسيف والحربة والبندقية المرمطون وطاقيته الأنصارية الشهيرة ويشور الحصان وكان معه العديد من الأنصار بخيولهم ولبسهم فمثلا عمنا أحمد دومي بفرسه السوداء وعمنا آدم سالم بطيخ بفرسه الشقراء ومحمد على طاهر بحصانه الأحمر وعمنا عبد الله خير واجد بفرسه السوداء (الزرقاء) وعمنا محمد ود أبونايب بفرسه الشقراء والفكي ماهل بفرسه الدبيسة وحسن أبو البركة بحصانه الأسود وأبو الحسن والد الإعلامي حسن أبو الحسن بحصانه البيدي والذي كان يسوق فيه صاغة الأعور فالرحمة لمن مات من هؤلاء الفرسان وطول العمر من هو على قيد الحياة منهم. وكان عمنا حمدان الأنصاري يتقدمهم ويتسابقون بالخيول إلى ميدان الحرية وعند زيارة الوفود القادمة من الأبيض تقابلهم الخيول بفرسانها في شرق الحلة وينطلقون بالخيول عبر شارع السوق، والوفود القادمة من النهود يستقبلونهم عند المدخل الغربي للحلة وينطلقون عبر شارع الأحيدب كدليل لتوجيه الوفود إلى مكان الاستقبال أمام المجلس المحلي أو إلى ميدان الحرية. وكان لعمنا حمدان كرنكا مواقف مشهودة في الندوات التي يقيمها السياسيين في المنطقة في فترات الدعايات الانتخابية. وفي يوم السوق يأتي على ظهر حصانه الأبيض بلبس الأنصار والطاقية الطويلة وسوطه في يده ويتجول في السوق ممسكاً بعنان لجام حصانه الذي يتبعه من الخلف وعندما يجلس مع الأصدقاء لشراب الشاي بدكاكينهم يُهَجِر حصان بالهجار (الشكال) ويعلق له مخلاية عيش الدخن ويظل حصانه ثابتاً بلا تحرك من شدة أدبه له حتى يفرغ من شرب الشاي ومداولة النقاش وأحوال السياسة مع الأصدقاء الذين ينتظرون قدومه القادم خلال الأيام المقبلة لتلقي المزيد. وكان عمنا حمدان أبو عفيفة رجل عفيف يحب الحق والإنصاف وكثيرا ما تجده في المحاكم أمام القضاة من أجل المطالبة بحقوق أهله في القرية وكان لا يحشى في الحق لومة لائم ولا يحتاج إلى محامي أمام القضاة لما وهبه به الله من حنكة. رحمة الله عليك عمنا حمدان كرنكا والذي ترك لنا ثروة ثقافية واجتماعية وتاريخية تحتاج التوثيق، وترك لنا كذلك ثروة بشرية من أبناء أسهموا في مجال التعليم ومحاربة الجهل في المنطقة الأستاذ الجليل والسياسي المحنك الصادق حمدان كرنكا أستاذ وموجه اللغة الإنجليزية الرجل الرزين والذي يجعلك متشوقاً لسماع المزيد من كلامه كلما تحدث وهو رجل لا يكثر الحديث. والأستاذ عبد الله حمدان أستاذ اللغة العربية والجغرافية والشهير بكرنكاوي لهما التحية والتجلة. أحمد التجاني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
Quote: أنا خازوق المد الكال السوق وهو صاحب الصريف (صريف خازوق) تلك المنطقة التي تغطيها غابات العرد والصباغ والسعات والتي يرتادها الناس في الخريف للرحلات والتي وصفت في أغنية الجراري أندريا التي ترددها نانسي عجاج. وكان خازوق أو أبو خزيق يعمل بالنهار عتال وبالليل شوباشي فهو رجل أنيق يجيد الوصف |
الحبيب أحمد التجاني سلاااااااااااام ومعزة كبيرة رمضان كريم وكل عام أنت وملح الأرض .... أهلي البساط ...ناس بياض النيّة بخير وريفنا عامر وهادي ومطمئن وربنا يكفي الريف شر الخوازيق البي صحّهم............
متابعين الحكي الما فيهو قبلية وجهوية وعنصرية
محبتي لك و للمتداخلين ولأهل الريف جميعا وإنشاء يكون الخريف عماهم...........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: عبيد الطيب)
|
عبيد الطيب الزول الجميل لك التحية والتقدير، ونسأل الله أن يجنب أهلنا الخوازيق، ونتمنى أن يكب مطرهم وتلد إبلهم وبقرهم وغنمهم وتقوم زراعتهم ويكثر محصولهم وتزيد لمتهم وفرحتهم ويحفروا مطاميرهم وغنن البنات: أهل القُجة قرونا أبداً ما بشيقُونا عجبي الدافن المُونا بحامر الزول بي عيونا ونواصل أحمد التجاني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
مستورة الحمراء عمتي مستورة الحمراء زولة طويلة شديدة البياض، زوجها عمنا الشيخ أبيتر صالح شيخ الخوي ولهما ولد وبنت هما السواق صالح أبيتر رحمه الله والأخت سكرة. كانت عمتى مستورة تهتم بتربية الماعز وزراعة البامية (الويكة) والتبش والماريق النجاض (العنكوليب) الذي تستخرج منه المليل المستخدم بليلة مليل برمضان في جبراكة بيتها داخل زريبتها الكبيرة خلف موقف العربات، بالإضافة إلى كونها صانعة عسلية حمراء (ما يعرف بالشربوت حاليا) للخاصة وليس العامة. وكانت فعلا كنداكة يخشاها الكثير الرجال والنساء في النقاش خاصة في المقرع وهو الميدان الذي تقرع فيه الماعز للراعي قبل الانطلاق لفلاوات السروح مكان العشب الذي ترعى فيه الأغنام. إلا أنها كانت تحب الأطفال وتغني لهم أغاني العجيلة وهي أغنية شعبية منتشرة في مناطق كردفان المختلفة في المقرع: الصندل شايل أم مغليله الزول الجميل يا حليله ويردد الأطفال من خلفها نفس الأغنية وبعد زمن ليس بالقليل تكسر الأغنية بالمقطع الأخير ويردده الجميع مع الصفقة والرقص بالرقبة وضرب الأرجل على الأرض: الزول الجميل يا حليله الزول الجميل يا حليله الزول الجميل يا حليله و الزول الجميل يا حليله وتعلن نهاية الأغنية والرقص بكلمة (برا). وبعد كل أغنية تلتفت يمينا ويسارا وتنظر إلى الأغنام المتجمعة فإذا كانت بعض الماعز فارقت إلى خارج المقرع تطلب من الأولاد يا عيال أجروا أقرعوا الغنماية جيبوها لأمهاتها. وعندما يعلن بريق النو راعي الغنم ساعة التحرك للرعي توزع عمتي مستورة الحمراء الحَب (حب البطيخ المقلي وملون بالزيلغان الأحمر) والفول المركب على الأطفال الذين يستمتعون بالأغاني والحافز الكبير (حب وفول). ومن المقرع تتجه عمتي مستورة إما إلى صديقتها عمتي فاطمة بت مهدي أو عمتي حواء أم حسنين أو عمتي مريم بت الباشا لتصبح عليهن وترشف معهن فنجان الجبنة والتي يقول فيها عمنا الشاعر عبد الله الدريويش رحمه الله: الجبنة التمام عدتها فنجان والكبوتة والتالتة وقايتها تنق تنتلقن دقتها وتعاود إلى بيتها خلف السوق لتحضر لعمنا الشيخ أبيتر صالح الفطور والشاي والقهوة لينطلق إلى السوق لتفقد أحوال السوق بوصفه شيخ الحلة. االرحمة والمغفرة لعمتي مستورة الحمراء أم الصالح وعمنا الشيخ أبيتر صالح وأسكنهما جنات الخلد. ونواصل أحمد التجاني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
تمن زولين الفكي ماهل (أخو حليمة) تمن زولين ود الفكي ماهل جاء إلى الخوي في العام 1951 من منطقة أويل وهو صغير في سن 12 سنة، نتيجة هجوم قام به أفراد قبيلة مجاورة لقريته وهرب من القتل كغيره من الهاربين في مثل هذه الهجمات والتي كانت ولا زالت تحدث في بعض مناطق السودان ويموت فيها الكثير ويتشرد منها الكثير بسبب غياب سيادة الدولة والقانون من أول حكومة حكمت السودان وإلى يومنا هذا. عندما وصل تمن زولين إلى الخوي بدأ العمل مع عمنا عبيد على جبارة صاحب الفرن الأول في حلتنا وانتقل ليعمل مع عمنا التاجر محمد على الطاهر ومن ثم انتقل ليعمل مع الوالد الفكي ماهل أحمد. فتمن زولين مزارع من الطراز الأول يسكن بمزرعته كل الوقت في (كُرنٌك) مبني من قصب الدخن وأعمدة الصباغ وشَعَاب العرد وهي أشجار مشهورة في كردفان يعتمد عليها السكان في بناء المنازل. وبجانب مهنته كمزارع يجيد تمن زولين تربية الماعز وخاصة (التقر) وهو نوع من الماعز التي تعيش في جبال النوبة وتتحمل مصاعب حياة البهائم من عطش ومحل. ويبدأ تمن زولين موسمه الزراعي بالجوادة وهي نظافة الأرض والأعشاب والأشجار الصغيرة تمهيدا للرَمِيّل وهو زراعة المحاصيل قبل نزول المطر تيمناً بأن تنبت مع نزول أول الأمطار لتُحصد مبكراً وبعد نزول الأمطار يحرث تمن زولين زرعه وهو ما يعرف بالحش وبعد انتهاء الحش يعمل تمن زولين في النجارة وهو نجار ماهر للفنادك والمصاويط والبنابر والعناقريب وأعواد السكاكين والمداقيق والكدنكورات جمع (كدنكورة) وهي آلة من الخشب يجرف بها التراب وتطمين عوالي الأرض لتتساوى (المطامن من الأرض على قول الشاعر عاطف خيري) من اشجار العرد والحميض والكداد (الأبنوس). وطيلة فترة الخريف لا يأتي تمن زولين إلى الحِلة من زرعه على الرغم من أنه حريف مريسة يحسوها من أنداية بنات برتي أو فريق المجانين (الدنكوج) أو الفريق الغرباني أو الفريق الصعداني أو فريق المعاقلة أو فريق الروزة شرق (فريق جنانة) ويصنع مريسته بنفسه في زرعه ولا يحضر إلى السوق مطلقاً بفهم أن الموسم كسب ومن يفوته الموسم لا يكسب في الحصاد وكنا نجلب له التموين من دقيق دخن وشرموط ومصران وكول وويكة وبديب (أباديب – القايم براهو) والسكر والشاهي بالخريطة والبن والتمباك الناشف والعطرون وعيش العَلِيقة لحميره وغنمه التي يربيها وتكن من أكثر غنم المنطقة شحما وصحةً والتي تتبع حتى إذا أتى إلى الحلة رغم كثرة عددها وتنام حوله في الليل، والتي لا تنجو من هجمات حرامية أم قرين (الماعز) إلا أنه كان يُخِيف الحرامية بحرابه وتركاشه وكم مرة يخيب الحرامية من أغنامه فيقول أنا أخو حليمة إشارة لأختنا الأستاذة حليمة ماهل رحمها الله والتي كانت تشتل له (تحيك وتطرز) العمم والشالات التي يرسلها له الأخوان إبن عمر وجابر ماهل من الكويت. وبعد موسم الحصاد ويُقطع العيش ويأتي دق العيش والنفاير جمع (نفير) يأتي الأهل والأصحاب وجميع أهل الحِلة لنفير زرع تمن زولين وتذبح الكباش والعصائد ويغني أحمد الباشا من خلف الدقاقين (الذين يدقون العيش بالمداقيق): اللوري ردم بصعيد أم دم البدق العيش أصلو ما بندم الليل بارد والصيد وارد البدق العيش قلبو ما بارد فيظل تمن زولين يوزع في الماء والغباشة (لبن + ماء + سكر) على أهل النفير وحربته وكوكابه وتركاشه في يده ويهز على النسوان ويدبل رجليه في الأرض ويتنبر أنا أخو حليمة والنسوان يزغرطن. وبعد الحصاد يدفن تمن زول العيش في المطامير يأتي إلى الحلة بعد كل يومين ليسقي غنمه وحميره ويتغدى (يشرب المرايس) من الحِلة وعندما يسكر ويخرج من مكان الشراب تتبعه غنمه وحميره ويغازله الأطفال : تمن زولين يا تمن زولين الحُقة الخضرة خليتها وين فيضرب على جيبه بيده ويقول راداً عليهم خلوها خلوها ويضحك ويضحك مع الأطفال ويتجه إلى قهوة حمد صافي الشهير بحمد (سِلكمة ) وهى طبخة من الكمونية ولحمة الرأس، ليتناول وجبة تسمى (حمادة) عبارة عن أجهزة الثور التناسلية (عِدة التور) ويمزح معه كل من يقابله في الشارع حتى عساكر بوليس الكَشة الذين لا يتعرضون له بفهم أنه إبن الشيخ الفكي ماهل وعدة مرات تأتي الكشة إلى مكان الشراب فيهرب الناس إلا تمن زولين يظل جالساً ويضحك أولاد الهرمة أولاد أم خريس (طاسة شاهي صغيرة لها خرس أي علاقة) وهي كباية صغيرة. وتمن زولين خطاط الحلة الأول وهو يجيد الخط على الرمل والتنجيم والتنبوء بأخبار المسافرين والبهائم الهاملة (الضائعة)، وذات مرة طلب من أخونا إبن عمر أن يرسل له كرت زيارة إلى الكويت فطلب منه ابن عمر صورة من الجواز وكان يومها متصلح أي متغدى مريسة وأتى إلى الوالد رحمه الله فقال يابا أني داير جواز وجنسية عشان ماشي إلى أبو ماجدة في دار صباح فرد عليه الوالد خلاص غسل ملابسك ونسافروا الأبيض إلى المقدم ود عبد اللطيف ونطلع ليك الأوراق فما كان منه إلا وأن دخل للوالدة بت الناظر وطلب شنطته التي يخزنها في قطية الوالدة وبها العديد من الملابس التي لم تلبس من قبل والتي أرسلها السيد ماهل من ليبيا وعمر وسهل وجابر من الكويت وجاء بملابسه وقال للوالد أنا جاهز فرد عليه الوالد لكن السفر بدون عربية خلينا فجر نشوف زول يقرع ليك غنمك وحميرك ونركبوا العربية وبالفعل تم اخضار على الكاهلي وقرع له حميره وغنمه وسافرا مع الوالد إلى الأبيض وعند مكتب الجوازات طلب الوالد من المقدم ود عبد اللطيف وهو أبناء الحِلة أن يستخرج لتمن زولين الجنسية فرد عليه المقدم لكن يا يابا الفكي الزول دا وسكت فرد عليه الوالد رحمه الله دا ولدى الكبير وعمره 58 سنة فما كان من المقدم إلا وأن استخرج لتمن زولين جنسية وجواز باسم تمن زولين ماهل أحمد النعمان وعادا إلى الحِلة بعد يومين إلا أنه رفض السفر إلى الكويت بحُجة أن غنمه وحميره وزرعه بضيعن من الهملة وكان كثير المزح معنا فيقول أمشوا أنا سوداني وعندي جنسية وجواز وأبوي الفكي ماهل وأنا أخو حليمة وظل وفياً إلى المنطقة وكانت له معزة خاصة عند الوالد الذي لا يرضى أن يضيمه أحد أي كانت مكانته في المجتمع حتى توفى في العام 2008 له الرحمة والمغفرة. ونواصل أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
الشيخ حجر حامد چرا (شيخ أنجمينا حِلة چِرا) أسس الشيخ حاد چرا حِلته أنجمينا شرق الخوي على مسافة عشرة كيلومترات بعد أن رحل من منطقة المقيسم أبوكلابيش شمال الخوي بسبب نزاعات في الأراضي مع أهله هناك وظل في قريته الجديدة أنجمينا المشهورة بأنجمينا الدميرة. واشتهر أهل أنجمينا بالزراعة والطرافة والفكاهة. وسكن مع الشيخ حامد چرا عياله الشيخ محمد عجب الداني والشهير بشيخ دكرو الزول السمح فكرو وعجب الدور الكرار وكادوك والشيخ حجر الذي نحن بصدد الكتابة عنه وشيخ النيل حوار الشيخ المكاشفي ومؤذن مسجد الأنصار وبناته عشة وعزيزة وست الدور. امتدت حِلة أنجمينا زادت في الاتساع ونمو معدل سكانها وهم جميعا من أسرة واحدة أو خشم بيت واحد في قبيلتهم. وامتازوا بالزراعة وحفلات الحصاد والفرح من زواج وطهار إذ أن سكان المناطق المجاورة لهم يقدمون الدعوة لهم بالمشاركة في مناسباتهم من أجل إنجاح المناسبة والحفل بأنشطتهم الرائعة المختلفة والضاربة في عمق التراث الكردفاني الأصيل ولقبيلة حمر خاصة فكان مقولة (من أراد نجاح حفله فعليه بدعوة أهل أنجمينا) حيث أن كافة المدعوين يحضرون للاستمتاع برقصات وألعاب أهل أنجمينا المشاركين في المناسبة. وبعد وفات الشيخ حامد چرا خلفه في شياخة أنجمينا ابنه الشيخ محمد عجب الداني (شيخ دكرو) والذي نقل الحَلة من الدميرة إلى داخل مدينة الخوي وأصبحت حياً كبيرا من أحياء الخوي وظلت بنفسه اسمها أنجمينا حلة چرا. وبعد وفاة الشيخ دكرو تولى الشياخة في أنجمينا عمنا الشيخ حجر حامد الرجل الطرفة والذي معه ينتهي الزهج والإحباط حتى في مناسبات العزاء والوفيات يجعل الناس يضحكون من قفشاته وعباراته المضحكة. شيخ حجر حامد رجل يحب العمل إذ يعمل في مجال الزراعة وبعد الحصاد يعمل بعربته الكارو وبعد أن كبر عياله تفرغ لأمور الشياخة، وهو رجل مجامل لجميع الناس في أفراحهم ومناسباتهم الأخرى فهو رجل أنيق يحب اللبس النظيف وله روح شبابية إذ تجده في الشارع والسوق يحرك سكون الشباب بقفشاته الرائعة. الشيخ حجر حامد رجل موسوعة في تاريخ وتراث دار حمر أتمنى أن تسجل له إذاعة كردفان حلقات في هذا المجال فكلما ذهبت إليه في إجازاتي غير المنتظمة أتحفني بالكثير من التراث الغني ويحب الاستماع له وفي آخر زياراتي له غنى لي الأغاني التالية: الجور الجور بلد الهجوري جور الجور الجور بلد الهجوري جور حليمة أوقدي النار للبشربوا السجار الشايب المنعول وداني للنهود ما لقي علىّ حقوق هاي يا هجوري هاي يا هجوري أم هي أم هي أم هي أم هي الرب الرب الرب الرب ******* شد البَلَغَ ريقه عسل في دولق يمه أني مُنطلق سيد ريدي الليلة حلق دي هينة دى هاي ناري ذي هينة ذي هاي ناري ****** البنداقة شايلين الصعيد سيد أبو روحين لا ترموا بعيد قوهي قوهٍي .. قوهي مما قوهي مما قوهي قوهي .. قوهي مما قوهي مما قوه مما قوه مما قوه مما قوه مما. ***** بسوق ليك العجال بنهم بلا سروال الريدة لخاله مسار قوله معاه – آهي آهي. فعمنا الشيخ حجر حامد رجل يواصل كل من جلس من كبار السن في منطقتنا من معارفه وكان كثير الحضور لزيارة الوالد الفكي ماهل رحمه الله قبل وفاته ومرة من ذات المرات وجد أخواني جابر والتاج وركب معهم الكارو وفي الطريق دار نقاش بين جابر والتاج حول كورة هلال ومريخ فالتاج مريخابي متعصب وجابر يشجع اللعب النظيف فحاول التاج اشراك عمنا شيخ حجر في المناقشة فقال له شيخ حجر انت هلالابي ولا مريخابي فسأل عمنا شيخ حجر عن الفكي ماهل هلالابي ولا مريخابي فرد عليه جابر غيظاً للتاج أبوي هلالابي يا شيخ حجر فرد شيخ حجر، فكي ماهل أبو فاطنة هلالابي علي الطلاق أني هلالابي. فالتحية والتجلة لعمنا الشيخ حجر حامد وأطال الله في عمره. ونواصل أحمد التجاني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
بخيت الحسن أبو علامة كردفان الكبرى (إقليم كردفان) حضنت الكثير من أبناء السودان من المناطق والبقاع المختلفة شرقا وغرباً وجنوباً وشمالا، فكل من وصل كردفان وجدها موطنه الأصلي ولم يغادره بعد إلا القليل منهم بعد يونيو 1989. بل ممن طاب لهم العيش في كردفان صار فيهم العمدة (أبو رنات مثلا من الشايقية بالنهود) وناس سوار الذهب بحي القبة الأبيض (على سبيل المثال لا الحصر) بل هنالك مواطنين غير سودانيين من سوريين وإغريق وأتراك وليبيين وشاديين ونيجيريين وماليين وغيرهم طاب لهم العيش بكردفان ولم يحسوا بأنهم غرباء فصار التصاهر والتداخل بينهم وبين أهل كردفان وأصبحوا جميعا أهل كردفان. فجل من وفدوا إلى كردفان كان مقصدهم التجارة وجلب البضاعة إلى الأسواق فعرف الواحد منهم بالجلاب (جلابي) أي من يجلب البضاعة إلى الناس سواء بخُرجِه على حماره أو تطور أخيرا بسيارته واستقر الكثير منهم وأسسوا الدكاكين والمتاجر في القرى والمدن وصاروا سكانا لا تميز بينهم وبين أهل تلك المناطق. وفي حلتنا الخوي قدمت لنا أسر أبو علامة من منطقة ود راوة فكانت نعم الأسر، محمد الحسن أبو علامة وبخيت الحسن أبو علامة ويوسف بخيت أبو علامة واستقروا معنا فمنهم من عمل تجارة الدكاكين ومنهم عمل مطاعم ومنهم شيخ الجزارين بخيت الحسن أبو علامة (أبو غالية) رحمه الله والذي أنجب كل أولاده بالخوي أكبرهم الشهيد العقيد أبو علامة بخيت المحاضر والمدرب بالكلية الحربية والذي انفجرت به قنبلة تدريب في أحد معسكرات التدريب في عهد الإنقاذ وكان الحادث تشوبه الشوائب. وكان عمنا بخيت أبو علامة رجل يمتاز بالطرفة والفكاهة و (غلفة اللسان) كما يقول أهل حلتنا نسبة لقوله المباح وغير المباح أمام الرجال والنساء أثناء وزن اللحمة في جزارته بالجزر الكبير وكان معه تلميذه عبد الله ود أم جوري من أبناء فريق المجانين يناشدان الناس عند دخول الزبائن الجزارة الصباح بالأغاني والقفشات من أجل الحضور لمكانهما وترك الأماكن الأخرى وبالمقابل يغازلهما باقي الجزارين الآخرين (ود محمود وأحمد جبريل وأبو عشة وجودات) بالقفشات والأغاني المضادة فمثلا الجزار الأنصاري ود محمود (ود الرِقيطة) يغازلهما منادياً في الزبائن (أخطوا الحلب فالنار بتأكل الحطب، أخطوا لحم نياره والبمشي للحلبي بنكوي بناره) ونياره نوع من البقر. وذات مرة نحر عمنا بخيت الحسن ناقة اشتراها من الشنابلة في موسم الخريف وكانت الناقة سمينة جدا إلا أنها مصابة بمرض يصيب الإبل ويسمى (أم درينة) لا يعرفه إلا أصحاب الإبل حيث لا يظهر على البهيمة أي علامات تدل على المرض فقط يعرفه العرب من خلال (أخذ قطعة من كبد الناقة وشرحها بالسكين وتضاف لها الرمال فإذا خرجت منها رغوة بيضاء فإن الناقة مصابة)، ولم يعلم عمنا بخيت بذلك وبعد أخذ الناس اللحمة من الجزارة وأكلوها وبعد منتصف النهار أصاب الناس إسهال وطراش واكتظت شفخانة الخوي ولم تكن هناك سيارات إسعاف لإسعاف المرضى إلى الأبيض أو النهود وأصاب الناس الهلع والخوف وإذا بواحد من الناس الذين أكلوا اللحمة ولم يصاب، لما سمع بالحادث جاء إلى العم بخيت وقال له أنا شبعت من لحمة ناقتك وما جاني شيء فسأله عمنا بخيت الحسن طيب عملت شنو يا خول؟ فرد عليه الرجل والله شربت (نصية عرقي بارد) فإذا عمنا بخيت يرسل كارو لواحدة فدادية ويحضر كمية من عرقي البلح إلى شفخانة الدكتور عثمان سعيد وينادي في الناس (يا أولاد الغلفاء) الدواء موجود فشرب الكثير من الناس وخرج عليه الدكتور عثمان سعيد وقال له يا رجل ماذا تفعل بالناس اتقي الله، واحتج معه فقال له عمنا بخيت يا ود الغلفاء أنت عرفك بالدواء شنو أمشي أسأل ممرضينك ديل كلهم أكلوا لحم الناقة وما جاهم شيء ليه؟ وبعد يومين من الحادث عندما يأتي الزبائن للجزارة ويستقل الجزارين المقابلين له الموقف ويرددون (أخطوا أم درينة فالصبة شينة) فيرد عليهم (الله يخلي الولية ست الكمونية، إشارة منه إلى ست العرقي) ويغني: يا ليالي السادة عودي جيبي لي مريودي مريودتي الفدادية عرقيك مية مية يا ليالي السادة عودي جيبي لي مريودي ويستمر في النداء كلما شاف رجل كبير قادم يلا علينا جاي ما في أم درينة والسكرة شينة، لحم طري والصفيح يمشي السمكري، علينا جاي بلدي بلدي خليك مع العجالي والنهود طوالي ما تبقي عتالي يودوك حمير الوالي (حمير الوالي اسم منطقة) من أحد الجزارين الذين يغازلونه. وبعد أن أصاب السودان ما أصابه من محنة حلت به وبأهله الطيبين واقتصاده رحل عمنا بخيت الحسن أبو علامة بأسرته إلى ود راوة وظل مواصلاً إلى أهل الخوي لمدة عشرة سنوات ثم عاد إلى الخوي مرة أخرى بنفسه فقط استقر بها لعشرة سنوات أخرى وعادة إلى ود راوة وتوفى بها، فأتى له أهل الخوي معزيين وباكيين فقده الجلل ولا يزال الود متصلا مع أسرته الكريمة رحمة الله ومغفرته لك عمنا بخيت الحسن أبو علامة شيخ الجزارين. ونواصل أحمد التجاني ماهل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
صديق سلام عبد السلام رجل قصير القامة نحيل الجسم إلا أنه عالي الهمة وعزيز النفس وقوي العزيمة يعتمد على نفسه في كل شيء بعد التوكل على الله، عمل صديق سلام بالمدرسة الابتدائية الشرقية (سقا) يجلب الماء من الدونكي الكبير، ذلك الدونكي الذي مَرّ عليه الكثير من الكَتَبة (جمع كاتب دونكي أي مسؤول تحصيل إيرادات المياه إلى الهيئة) ومن أشهرهم دياب والسيد عبد الكريم ومحمد شمس الدين. وظل صديق يعمل لسنين ما بين حوض داخلية المدرسة المصنوع من الأسمنت والدونكي الكبير وهو رافع شعار الآية الكريم (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وهو يروي عطش الكثير من طلاب السكن الداخلي الذين مروا على مدرسة الخوي الشرقية ومنهم الآن الأطباء والمهندسين والمعلمين والمحاميين والضباط وحملة الشهادات العليا من التخصصات المختلفة. وتزوج صديق من بنت العم تريكاوي الإنسانة المتعففة كما زوجها وينطبق عليهما قول الله تعالى (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) وهي بدورها تعمل في البيوت من أجل الحصول على لقمة العيش الكريم وتشارك زوجها في تربية الأبناء الذين تكبرهم بنتهما التي غرقت في سيول الخوي الشهيرة لها الرحمة والمغفرة شهيدةً شافعةً لوالديها يوم القيامة. يا سبحان الله صديق يعمل في الماء لأكثر من ثلاثين عام ونيف وبيته تدمره مياه الأمطار وبنته تغرف في مياه السيول ويقول كله من عند الله الخالق الرازق الذي يقول (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وهكذا إيمان صديق سلام الذي لم أجده يوما متضجرا من ضيق اليد ومتاعب الحياة، فحقا في هذه الحياة رجال بأخلاق الصحابة فصديق لا تجده إلا مبتسماً ويسلم عليك بحرارة حتى تكاد أن تظنه يقربك في صلة الرحم. والله الذي لا إله غيره لعجيب أمر هذا السودان به مثل صديق سلام والذي هو سعيد بحياته هذه ويصلي الخمس أوقات في المسجد، وفي المقابل بهذا الوطن الكثير من الظلمة والحرامية والمنافقين وآكلي قوت الشعب والذين لا يحمدون الله إطلاقاً. فكيف لنا أن يأتينا المطر هذا العام والفساد قضى على الأخضر واليابس فليس لنا حل سواء نقدم أمثال صديق سلام ليتضرعوا للحق عز وجل من أجل الأطفال وكبار السن والأنعام وأن يعم الخير وينزل المطر وينصر المظلومين والمهجرين في جبال والكهوف والوديان وأطراف المدن. ديباجة: التحية لصديق سلام والذين يستحق منا جميعا أبناء الخوي وخاصة الذين تخرجوا من الخوي الشرقية أن نرد له الجميل والذي وأن نصبنا له تمثالا في الخوي وهو حي يرزق لا نكن قد منحناه المكافأة التي يستحقها. ونواصل أحمد التجاني ماهل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
في قادم الأيام إن شاء الله سأكتب عن الأسماء التالية من حِلتنا: 1. توتو الكناس 2. حنية أحمد خميس 3. كلام في الليل قريش السوق 4. الأستاذ حسن هاشم (أبو الحسني) 5. حليمة رخية فاتونا البرتاوية 6. الفكي حمد محمد على إمام المسجد الكبير 7. أم خميس عبد السيد ست الزريبة 8. حمد صافي صاحب القهوة الشهير 9. أم قاسي الداية 10. حسن عجب الدور 11. صاغة العتالي 12. مستورة أم المر (أم س ك س وك)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
حِنِية أحمد خميس (هِنية) كان العم أحمد خميس والشهير بأحمد أبو خَتَم تاجرا في منطقة الظليل بدار الريح في العيادية ريفي المزروب المجانين وله عدد كبير من الأبقار وبما أن الأبقار تحتاج إلى الماء كل يومين أو ثلاثة في عملية الشرب أو ما يعرف بــــ(الضِماء) أي يوم ورود البهائم مورد المياه من مُشرع أو عِد آبار أو آبار ارتوازية (دوانكي جمع دونكي)، انتقل العم أحمد أبو خَتَم بأسرته وثروته من دار الريح إلى الصعيد دار حمر منطقة الخوي واستقر بها نسبة لتوفر الماء والأعشاب لأبقاره الكثيرة التي يصعب توفير المياه لها في دار الريح . ولما وصل منطقة الخوي ترك التجارة واتهم برعي الأبقار وكان من رباعته (ربعه كما تقول العرب) في المرحات (جمع مراح وتعني المراح مكان استقرار أصحاب البهائم من نوم ومعيشة وتسمى كذلك التاية والمعنى الآخر لمراح هو قطيع البهائم) عيال أخته أبناء عطية الله آدم خليفة الشهير بقريش السوق وعيال حسب الله محمدين دليل عيال حسن عجب الدور وعيال سلمان ود جمعه وعيال أحمد معلا وعيال الفكي ماهل أحمد وعيال طبعين وكان أبقارهم بالآلاف ذلك قبل سنين المرض (أبو دميع والفحمية وأبو لسان وأم زقالة والحُمرة وأبو داداي وأبو قُنييت وغيرها من أمراض البقر). فالعم أحمد أبو خَتَم رجل فَرِح على الدوام وكثيرا ما تجده يغني على النساء والإبل والخيل والبقر: الليلة البَكار بالقران انشكن مَدِن بى دماس لمن حَمارهن دَكن كان شافن الكَرب الحجارو سككن بقدلن قدلة الكانن حزانى وفكن وعند ورود أبقاره إلى المشرع أو الدونكي الكبير بالخوي تجد عمنا أحمد أبو ختم يغني بعد أن تعطن البقر في أحواض الماء فيقول: شالت وسارت ودلت عربهن دامرة معاهن برروبة ذيَ بت أم حقيبة الشامرة عالي كفلها وتحت الفنايد ضامرة سادل أدبس ديسها كيف رُوبة الزقيّ العامرة ومن هذه الشاعرية والغناء الجميل نهلت بنته حنية والشهيرة بــــ(هنية) التي تصدح بصوت عذب وجميل لا يُنافس وفي جمال ورقة صوتها دوما يتحدث الفنان عبد الرحمن عبد الله ويذكرها مع صديقتها صافي النية ويقول ما أجمل أن تغني حنية وصافي النية ووعد أن يغني أغنية حنية وصافي النية. تميزت هنية بغناء السيار والجرتق بلغة أهل شمال كردفال "كردفان" والجردق بلغة أهل الصباح، بالإضافة إلى أغاني السهار "اليوم الذي يسبق مناسب حفلة حنة العريس" وتزوجت هنية من على صالح من أهلنا رياش من منطقة الحمادي مركز نظارة الحوازمة وأنجبت له ثلاث بنات نعيمة ومستورة وكلثوم الشهيرة بزرقة، إلا أن بناتها نعيمة ومستورة أخذتا من صوتها الجميلة بعض العذوبة والجمال. وذات مرة مر بحلتنا قمم الغناء السوداني محمد وردي والطيب عبد الله وحمد الريح والتاج مصطفى وأم بلينة السنوسي وعبد الرحمن عبد الله في رحلة إلى نيالا عبر باص سفنجة ونزلوا بالموقف الكبير وتجمع الناس وسألهم وردي عن المنطقة فقالوا له الخوي، وبصوت واحد سأل عدد من الفنانين هذه بلد حِنية؟ فتعجب الحضور وقالوا حِنية مين؟ فقالت أم بلينة هنية أحمد خميس، فرد فنان الخوي الأول الطاهر برار والشهير بالطاهر كاكوير هنية يا جماعة موجودة فشيع له لها وأتت واستقبلها الفنانين وسلموا لها وطلب منها وردي أن تغني يا عديلة يا بيضاء فبدأت برمية: أهل الجميل الليلة مسكوا القُودة رحلوا ومدوا بأم فاطرن بَرِيق الدُودَة العين باكية والقلب فارق المريودة والدار فارقت الجاهلة الوضيبها بقُودة يا نفسي ما تحزني وما تنعلي في وكتن قريب من الصعيد تنقلي كان للفرقة فارقتي ناس أم لهيجن يسلي وأبهاتهن يكرموا الضيف قبال ما يدلي
وغنت وغنى معها الطيب عبد الله وردد معهما كل الفنانين ككورس. واستقرت حنية بالمنطقة إلا أن رحلة مع بنتها كلثوم زرقة إلى أم درمان بالفتيحات وتوفت في عام 2004 لها الرحمة والمغفرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
شكرن ود الأمير..عندما نقرأك نجد انفسنا ونقراها..لتشابه البيئات الكردفانية..يذكرني ما كتبت وصف اخونا اليكس هيلي لقرى غامبيا في روايته الجذور..شكرن لك استمتعنا بما تكتب وتعلمنا بما أوردت من معلومات..ولا نزال نطلب المزيد..لان الذكرى وطن..ومن لا ذكرى له لا وطن له..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: عبد الرحيم سعيد بابكر)
|
العزيز الأديب عبد الرحيم ود عم سعيد لك التحية والتقدير على المرور والتعليق والمكانة الكبيرة التي وضعتني فيها. وبخصوص البيئة الكردفالية "الكردفانية" كما يحلو لنا فإنها تتشابه بتشابه طيبة أهلها ونتمنى أن نراها يوما تتقدم في التنمية والنهوض الذي ظل بعيدا عنها قصدا. أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
كلام في الليل ود قريش السوق يسكن عطية الله آدم خليفة الشهير بــــ(قريش السوق) أبو المر، في فريق المجانين شرق السوق (الدنكوج) والمتزوج من الخالة مستورة أم المُر والشهيرة بـــ(أم س ك سوك) واشتهر القريش بتربية البقر التي يربيها ويرعاها أولاده علي البرلي وبريق النو وأحمد السميح مع خالهم أحمد محمد خميس (أبو خَتَم) في صرفان البشيم وكايكاي وأم تلاتات والرصيب ودنقر الحفرة وغرب بيوت أبو زُرقة. واغترب ولدهما الأكبر حامد المُر وأرسل الدنانير (الشيكة الخضرة) من ليبيا بلد القذافي واشترى قريش السوق الغنم الضأن واهتم البريق برعي الغنم بدلا من الماعز، وظل على البرلي يرعي أبقاره وأبقار خاله أحمد أبو ختم زوج فائقة حمد مطيريق الصمد كما يحلو للسيد ماهل (التهنئة) تسميتها. وبجانب الرعي يمارس البرلي وبريق النو هواية صيد الأرانب ودجاج الوادي وأم عكار والسُقدىّ والكُوِير وقطط الوادي وعند العودة من رحلة القنص بكلابهم المعروفة (كاسر وسريعة ونمرة وودعة) تقوم آمنة أم جقر شقيقتهما الصغرى بتركيب لحم الأرانب بالسمسم (أم جَرابيّ) ويستمتع الجميع بأطيب الأكل. وفي موسم الخريف يتجه قريش السوق والعائلة للزراعة في زرعهم بجوار زرع العم زاكي مُردس والذي يزرعه ويحرسه كلام في الليل الذي قَدِمَ من منطقة أويل من صغره وعاش وترعرع مع قريش السوق وأصبح ابنه الكبير إذ يُشكِر نفسه ويقول أنا أخوك يا قسمة (بنت القريش الكبرى) والشهيرة بأم جريس مهرة فكي ماهل (كِنية للجمال وطول الشعر) أنا خالك يا تيسير (بنت قسمة). وظل كلام في الليل يعمل في الزرع ويسكن في كوخه (الكُرنُك) بالزرع أيضا ويأتي كل ثلاث أيام للحلة للتسوق وشرب المريسة مع صديقه تمن زولين ود الفكي ماهل الذي يسكن في زرع والده الفكي ماهل شرق زرع زاكي وقريش السوق. وعند مغيب شمس اليوم الذي يتسوقا فيه بسوق الحلة يعودان إلى الزراعة تمن زولين على حماره وكلام في الليل على ساقيه وهو يغني ترنيمته المعهود بلغة أهل أويل المخلوطة مع العربية: أجِيلي ول ول يا ما وود أدِيري ويل جوة قِليبي أنا وعند مفترق الطريق قبل تبلدية زاكي يتجه تمن زولين شرقا إلى زرعه وكلام في الليل شمالا إلى زرعه أيضا وتستمر الحياة هكذا إلى أن يحين زمن العودة إلى الحلة بعد ثلاث أيام وخلال هذه الفترة يستمتع كلام في الليل بالحليب واللبن ولحم الصبر وقطط الوادي وأبو الحصين والكَك أبو صُباغة المجلوب بواسطة بريق النو أو على البرلي. وكنا نستمتع بأكل عصيدة الدخن بملاح الكول والمصران والأبديب مع كلام في الليل وتمن زولين عند عودتنا من رحلة القنص في وادي البشم والشمالي والجنوبي (الصعداني والريحاني) وظل كلام في الليل وفياً لوالده قريش السوق وهو يلبس الملابس البيضاء والأحذية الإيطالية التي يرسلها له حامد المُر (دردوق) من ليبيا، حتى توفى في العام 1987 ودفن بمقابر الحاج بخيت في القسم الغربي غرب شارع العرديبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: الكيك)
|
الحبيب احمد التجاني ودالفكي ماهل،اسعدني ايما اسعاد هذا الحكي الحلو الحنين،ساقوم الان بعمل طباعة له،وساتوجه به مساء اليوم ليكون مادة ونستنا واستعادة سماحة الزمان القديم مع احد اهل الخوي يقاسمنا غربة بعيدة في اقصي الاصقاع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: عبدالعزيز عثمان)
|
الصديق العزيز الكيك لك التحية والتجلة على المرور والتعليق، وحقا كما تناقشنا من قبل إن التاريخ الاجتماعي السوداني يجب أن يوثق له بوصفه ثقافة سودانية لم يطلع الكثير من أبناء السودان في أقاليمه المختلفة وبالتالي تحتاج إلى إدراجها في المناهج التعليمية عساها أن تسهم في حلحلت بعض القضايا الماثلة وترتق ما انفتق من النسيج الاجتماعي. أحمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
Quote: الليلة البَكار بالقران انشكن مَدِن بى دماس لمن حَمارهن دَكن كان شافن الكَرب الحجارو سككن بقدلن قدلة الكانن حزانى وفكن |
لجَّن وكَجَرِن بي القران وإنشكَّن هبشنْ بي الضلام نامَنْ حَمَارهِن دكَّن من ما جاتِهِن الكربة الحجارها سككَّن عملَن جلخة الكانن حزانا وفكَّن
الأخ الجميل أحمد التجاني
سلاااااااااااام ومعزة كبيرة لديّ كاسيت قديم ليتني أقدر ان أسجل لك منه مقاطع حتي تستمتع "بالنَّمة" الرائعة نمَّة إن سمعتها يا أحمد "قطع شك يوم باكر بتصبح في الديار"
يا أحمد أخوي الناس ديلا بستشفوا من كل شئٍ جمالا زي ما قال جمَّاع
شوف حتي الكانن حادات وفكَّن الحِد برضو بستشفو منهن الجمال "جلخة الكانن حزانا وفكَّن"
أحدهم يقول في مربوعة "والحِد قبَّر أمونة وسمح فوق عاشَّة"
Quote: ن التاريخ الاجتماعي السوداني يجب أن يوثق له بوصفه ثقافة سودانية لم يطلع الكثير من أبناء السودان في أقاليمه المختلفة وبالتالي تحتاج إلى إدراجها في المناهج التعليمية عساها أن تسهم في حلحلت بعض القضايا الماثلة وترتق ما انفتق من النسيج الاجتماعي. |
يا سلاااااااااام هذا ما نادينا به في ورش بخت الرِّضا وفي معهد الدلنج وفي المعاهد الأخري
أحمد أخوي أحسب أن عنوان البوست" ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية" دي عنوان موفق جدا لك محبتي وللمتداخلين ولكردفان حنيني ولحلتكم وأهلها التحية والإحترام
واصل سردك الرائع جدا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
سلام أحمد تحياتي واحترامي
كان الأستاذ ينقل من الفاشر (مثلاً) إلى دنقلا دون أن يعترض هو أو أهله أو أهل دنقلا ويستقبلونه بكل حفاوة ويكرمونه ويصبح واحداً من أبناء المنطقة بل وقد يجد نفسه من الوجهاء أهل الحل والعقد الذين يلجأ الناس إليهم لاستشارتهم .... ويقدمون في المجالس. احتراماً لعلمه وخبراته.
والعكس بالعكس ، ينقل موظف من حلفا إلى نيالا أو من الضعين إلى بورسودان أو من الأبيض إلى ربك أو من الدويم إلى الخرطوم أو من بحري إلى حلايب
دون أن يكون في الأمر أي شيء غريب أو مستهجن
اليوم ، تذهب في مأمورية من الخرطوم إلى مدينة بعيدة لمدة اسبوع، يستقبلك الناس بالتأفف وتسمع همسات - ما لقوا واحد من أولادنا يجي يقضي الشغلة دي - ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
حليمة فاتونا البرتاوية تسكن حليمة فاتونا جنوب بيت الفكي أحمد هلال إمام مسجد الأنصار وغرب بيت حواء (حبوبة دكتور وغبوش عيال أمونة) بنت الحبيب البُوف خفير الدونكي الكبير والشهير بعبارة (إنتر لا وراء- إنتوا مالكوا بتلعافروا ذي بار الزلقيبة)، اشتهرت حليمة فاتونا والتي تسمى نفسها بعض الأحيان (رخية) بصناعة الكجانة والعسلية وسُميت فاتونا بسبب مقولتها (هاي يا جماعة الشمس طلعت وما صفيت عسليتي الليلة الجماعة ديل ما فاتونا)، بصناعة الكوارع بعد أن تركت صناعة (الفدة) وكانت لها كوارع وكَسَرّة معتبرة وذات شُوربة لا تقاوم وتُعِد ثلاثة أنواع من الكوارع (الرُخسة) من كوارع الغنم والماعز، و(الضلافين وا########ة) من البقر، و(أخفاف) من خفاف الإبل. تبدأ جولة فاتونا لبيع الكوارع من بعد صلاة الظهر وعودة طلاب المدارس وهي تحمل قُفَة كبيرة على رأسها وبها (حِلل) الكَسَرَة والشُوربة وعصا قصيرة تحت إبطها الأيسر وقُفة ثانية بيدها اليمنى بها (حٍلل) الكوراع الرُخسة والضلافين وا########ة وقُفَة ثالثة أخرى بيدها اليسرى بها كوارع الإبل (أخفاف) أربع مرات في الأسبوع، مرتين إلى فريق دنكوج المجانين والمعاقلة، ومرتين أخريتيين إلى أنداية برتي في الفريق الصعيداني ولكنها لا تذهب إلى أنداية فريق عاتي لوجود منافسة لها وهي زوجة ود أبو قرع أطول زول في حلتنا. بالرغم من أن فاتونا تعمل بائعة كوارع محترمة وتسترزق منها أربعة أيام في الأسبوع إلا أنها توزع كثير من هذه الكوارع مجانا على من تجده في الطريق من طلاب الداخلية والخارجية الذين تقابلهم ما بين السوق والفريق الذي تقصده وتمزح معهم (هاي يا عيالي تعالوا أشربوا الدواء دا وأكل الطجوج دا أم باكر تبقوا حُكماء تعالجونا لله كدا). أما يوم الجمعة تقوم بإعداد بليلة الدخن واللوبيا وتحملها إلى السوق لتوزعها على من تجده وتقول كرام وسلامة لله سيدي. الله يجيب المطر ويزيد الرزق. ويضحك معها الجميع ممن يجلسون في الأماكن التي تمر بها توزع كرامتها، ويضع لها بعض التجار الذين يستمتعون بليلتها الحلوة بصل أو عيش أو لوبيا في حِللها وتعود إلى بيتها مرتاحة البال وهي تقوم بصوت منخفض (الحمد لك يا الله سيدي كرامتي ما فضلت) طوال زمن رجوعها إلى بيتها. أما عندما تذهب في الصباح الباكر إلى الجزارة لتجلب مشترياتها من كدار وخفاف وعظام كَسَرَة تضحك مع نام ليل كسار اللحم لدى الجزار أحمد جبريل والمعروف بـــ(أبو دِبَل)، وتقول الكلام المُباح وغير المُباح مع الجزار بخيت الحسن أبو علامة وعبد الله ود أم جوري بينما ا تكون محترمة جداً ولا تتكلم في ذلك عندما تجد بعض أعيال الحِلة بالجزارة. لك الرحمة والمغفرة الخالة حليمة (رخية) فاتونا البرتاوية، كُنتِ رمزا من رموز حِلتنا وشجعت الكثير من أبناء تلك الحِلة معنويا لأن يكونوا حكماء (أطباء) يداوون المرضى. ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
العافية الحامدية العجوز العافية الحامدية ويمرح معها الأطفال بعبارة " العافية المديدة الدافية" والتى كانت تقطن في طرف من أطراف المدينة المختلطة بين دائرة الكاجة التى يرتكز عليها (الكَوِ) ليشكل قطاطى قصب الدخن (السلوس) والمرحبيب (وازن الشاهى) وبين عصارة الكماين التى تكون (دانقات) الطوب الأخضر (طوب الفولة التى بلعت دمبة الفران في فرن التوم ود أبو عطية وصاحب مجوك فران فرن عمى حسن حماد اخو عمى حميدتى سيد الطاحونة الدقاقة التى تعجب بصوتها الذي يقول "مد .. مد. مد.. دق .دق دق مد . مد مد." العافية وصاحبتها جدية) والطوب الأحمر المستخرج من حفرة الطاهر شيخ "حلة فاكوكى وفريق الدونكى" وعاشت العافية في كل الأزمنة وسالف الأنظمة وهي عصامية همامة يفرح الأطفال بحكاويها الحبوبوية (حبوبة أم أحمد، ######ة عيال مسعود، نجيمة ست القمير الضاوى، إدريس القطع ضيلالمرفعيب، نواي جواد السلطان و الزول البلع وضانو في بطنو. 1. . حبوبة أم أحمد: "حبوبة أم أحمد، أحمد غايب في أم روكايب، فات لديار العجايب، وتلب في الزرايب يجيب لعياله مطايب" البعرفو ياتو؟ "الحرامى" 2. . ######ة عيال مسعود" أبيتر سافر النهود، لاقتو ######ة عيال مسعود، سنونها عووج تطاقش العود، طقاها بعود الوقود" كرجاه حبوبتك ياتيا؟ "الغولة" 3. نجيمة ست القمير الضاوى: " الغزال : نجيمة يا نجيمة يا ست القمير الضاوى الليلة وين ماشة؟ نجيمة: ماشة بير الغوالي السبعة أغسل حزامة حبوبة. الغزال: أديتك بياض سنيناتى ديل. الريل: نجيمة يا نجيمة يا ست القمير الضاوى الليلة وين ماشة؟ نجيمة: ماشة بير الغوالى السبعة أغسل حزامة حبوبة. الريل: أديتك سواد عويناتى ديل. جرس برنقول: نجيمة يا نجيمة يا ست القمير الضاوى الليلة وين ماشة؟ نجيمة: ماشة بير الغوالى السبعة أغسل حزامة حبوبة. جرس برنقول: أديتك صوتى "دل دل وبرنقول وستى .. دل دل وبرنقول وستى .. دل دل وبرنقول وستى" 4. . إدريس القطع ضيل المرفعيب: " كان إدريس صبي مانع يسرح ببقر أبوه وكل مرة بنات الفريق يغنن على عيال الفريق إلا إدريس ما يغنن عليه عشان هو ما عاجباتنو بنات الفريق هو عاجباتنو البقيرات والعجيلات والمتاليب والكبروس والمحويت والحليب. وفي يوم من أيام الله السبعة سرح إدريس في فلاة صريف خازوق، وهجم المرفعيب على كحل بقرة إدريس المرياح وقطع ضيلها وجعرت كحل وسمع إدريس جاعر كحل وجر إدريس حفيان ووجد ضيل كحل المرياح مقطوع وشاف المرفعيب والمرفعيب شاف إدريس وجعر المرفعيب وجعر إدريس وشم الدم وقال حرم الليلة أقطع ضيلك يا ###### وتقشط إدريس وشابك المرفعيب وقطع ضيل المرفعيب وركب على المرفعيب وجابو الفريق وشافوه ناس الفريق وغنن البنات: إدريس الحبيب القطع ضيل المرفعيب" 5.. نواي جواد السلطان: "(الملك) كان في واحد اسمو جمعة جقملي سارح في غنم الحلة ذات مرة هجم جنود السلطان الصياح ملك جبل ميدوب على الحلة وأسروا جقملي مع غنمه وذهبوا به مع الغنم إلى السلطان وكان جقملي مانع رويان لبن ضأن وشبعان أم حليبين وكمان أم دفانة بموية بطيخ وأمبعيص "جراوتبلدى بلبن نعاز" قال السلطان هذا الراعي خلوه يربي الجواد نواي وأصبح جقملي مربي وسايس للجواد نواي ذو الثلاثة حجول وغرة ودعة وصار جقملي من نواي ونواي من جقملي ولبث حقملي عشرة أعوام وهو مشتاق لمعشوقته بخيتة بت خاله عبيد السواي والتى تدعى "الجفال" وألف جقملي مقطع غنائى فيها يقول: "بخيتة بت خالي عبيد ،جدى الصيد ،يا ناس أنيّ جنيت ودونى البيت، بكان قلبي مكتول الريد" وفي كل عام يحتفل السلطان الصياح في جبله ويجمع القبائل المجاورة ويذبح الأبل والكباش والثيران وتغني النساء ويرقص الرجال وتستبق الأبل والخيول وفي هذه المرة إجتمع الناس وكالعادة يستبق الشباب بالخيول وقرر جقملي أن يهرب في هذه المناسبة ومن أمام الجميع ولكن بصورة ذات تدبير بعد أن فاض به الولع لمحبوبته بخيتة بت خاله عبيد. وركب الجواد نواي بعد أن وافق له السلطان على إن "يقلب" ومعروف قَلَب الخيل كما في المثل الذي قيل في الشيخ حماد ود أسوسة ناظر قبيلة الحوازمة صاحب فكرة أول زفة في دار بقارة " الخيل تقلب والشكرة لحماد" وحُدِدَ ميز للخيول في الذهاب الإياب وعند ما ركب جقملي على نواي قالت عجوز من جبل حلة كانت حاضرة "الليم" هول ياتو هذا الجواد قالوا لها جواد السلطان قالت والله هذا الفارس يا ركابه ويا نهابه وأخذ نواي الشوط الأول وكذلك الثاتى وفي الثالث ذهب ولم يعود وضرب الكوراك والنحاس والنقارة وجرت الخيل والجمال خلف نواي وجقملي وطالت المسافة والشمس تدنو للغروب وكادت المهرة الدبسة أن تلحق بنواي وكانت الدنيا بروق ودهراب قال جقملي: يا نواي يا نواي البرق البسوق داك، دون أهلنا جاي. رد نواي: يا جقملي يا عشاي كان رخيت لي حبل الوكاي نفاخات المخالي ما بجرن وراي. رد جقملي: أني عارفك قطاع الوداي لحاق بعيد ودينا ديار السواي. رد نواي: يا صاحبي ما تكثر الشاشاي الليلة بتوصل بلد التاتاي" 6. الزول البلع وضانو في بطنو: " كان في ثلاث حرامية "حامد العفريت، سالم كجمة كجمة والجضيع حوار الناقة" يقطعون الطريق على "الجلب" الذين يجلبون بهائمهم لسوق المواشي "الزريبة" وفي يوم من أيام الله السبعة كمنوا في درب المكسرة لواحد معلاوي جلب جماله في الزريبة وباع الجمال ودخل القروش في "الضبية" وسَدَر مع زوجته وفي غابة الكتر والعرد ظهر الجماعة الثلاث وقرروا قلع القروش من المعلاوي ولكن سالم كجمة كجمة قال ليهم يا جماعة الراجل دا واحد وأنحن ثلاثة وكمان معاه حُرمَة يا جماعة عيب خلوا الزول يروح عشان الحرمة، قال له حامد العفريت "عفو” خفت يا كدروك! قال ليهم كجمة كجمة أني أخويكى يا أم قايدة الزايطة حَرَمَ ما خفت لكن الزول دى عودي فوقه عود مرأة، وإنبطح في طرف الدرب. وصل المعلاوي وزوجته وسلم عليهم رد حامد العفريت يسل روحك. ففهم المعلاوي الأمر وقال ليهم دايرين شنو يا ناس؟ رد حوار الناقة دايرين القراش. قال المعلاوي لزوجته جيبي الضبية يا ولية وأعطاهم ثلاثة ريال ثلاثة ريال حتى الممبطح، رد العفريت كل المال ولا ينقص فرطاقة. قال المعلاوي الله بيني وبينكم ها دى المال شيلوه وأخطوا دربي أخير ليكم يا كلاب. شالوا الضبية قال المعلاوي ها ناس أخطوا دربي، رد الجضيع حوار الناقة والمرأة السمحة دي بتمشى بها كيف؟ هاج المعلاوي وأصبح طويلاً كما "عنافي " وهدر وزبد وقال: المال وسته سيدهن بموت فيهن أركزاو يا أولاد العفنة أني جيتكم وتناول سيفه ودرز على الكترة وقطعها من قعرها وقصها دقل وسواه درقة وتابن حامد العفريت وإحتدمت الديه والمعلاوي قطع درقة العفريت وقلع سيفو من أيدو وسواه درقة ودرز على الجضيع وقطع كمان درقته وقلع سيفو ولماهما مع بعض كل واحد قابل أخوه بظهره وسالم كجمة كجمة يشاهد في المنظر وهوممبطح في طرف الدرب، قال المعلاوي لزوجته أدينى خريطة الملح والشتة ورماها قدام العفريت وقال ليه ما عندك سكين؟ رد العفريت موجودة. قال المعلاوي: سلها، سلاها العفريت. قال المعلاوي: أقطع وضنك وتنجها في الملح والشتة وأقرشها. تردد العفريت لكن المعلاوي كان في أشد هياجه وقال حَرَمَ ما تقطعها وتقرشها نقطع رأسك. قعطعها العفريت وقرشها. قال المعلاوي: أقطع الثانية وأقرشها. قطعها العفريت وقرشها. قال المعلاوي: أدي السكين لأخوك. أخد الجضيع السكين. قال المعلاوي: أقطع وضانك وأقرشهن. تردد الجضيع. ولكن المعلاوي هبشه بالسيف فإستجاب الجضيع وقطع وضانه وقرشها. وبعدها أعطاهم المعلاوي ثلاثة ريال ثلاثة ريال وقال هاك يا الممبطح كيف الجرو ثلاثة ريال. وذهب المعلاوي بباقي قروشه وزوجته. وأصبح العفريت والجضيع بلا وضان وتاب ثلاثتهم. لكن كجمة كجمة عاش بوضانه لأنه كان شهماً ورفض الإغارة على رجل أمام زوجته."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ذكريات باقية من حلتنا الما فيها قبلية (Re: أحمد التجاني ماهل)
|
الشيخ الحاج محمد سعيد (حميدات) مدينة الخوي من المناطق القديمة في إقليم كردفان في مركز دار حمر بمديرية شمال كردفان، إذا أنها بدأت بحياة القرية وتطورت إلى شبه المدينة بعد تأسيس الدونكي الكبير فيها أو ما يعرف بدونكي الخوي ومن ثم إلى المدينة. كما أن سوق الخوي بدأ في الأساس سوق قطاعي (تشاشات) وتطور إلى دكاكين وكان العم محمد سعيد حميدات الرجل الطيب المضياف أبيض القلب والضمير كما بياض بشرته، رجل ذو قيم ومبادئ وأخلاق نادرة قلَ أن تجدها في هذا الزمن الحالي. كان من أوائل التجار في المنطقة حيث كان يملك دكان وقهوة في الموقف الكبير (موقف شارع الأحيدب). وكذلك كانت له شراكة مع العم خوجلي النعمة حول مكتب توكيلات الوقود والإمداد أو ما يعرف بشركة شل التي يقع بنيانها شمال شرق المدرسة الشرقية. كان العم محمد سعيد رجل طيب يحب الخير ومهتم بأمر التعليم وتربطه علاقات طيبة مع المدرسين الذين يوفدون إلى التدريس بالمنطقة فكانت علاقته الخاصة بالأستاذ مكي الفحيل لدرجة أنه سمى بنته منصورة على زوجة الأستاذ مكي الفحيل. يسكن الوالد محمد سعيد جارنا من الناحية الغربية وكل صباح بعد شراب الشاي يأتي يصبح علينا ويسأل عن حالنا وكعادته نظيف الثياب ويلبس الأبيض الناصح من الملابس ومسبحته في يده على الدوام. كان للوالد محمد سعيد حميدات علاقات وصداقات ممتدة خارج منطقة الخوي في مناطق بارا وجبرة الشيخ وحمرة الوز وأم بادر والمزروب يزور أصاحبه ويزوره الأصدقاء من تلك المناطق وكان عندما يزوره أحد الأصدقاء يجمع أهل الحي ويكرم ضيفه ويعرفه على أهل الحي. كم كنت أذكره عندما نمر عليه ونحن صغار نلعب بالشارع وهو جالس على كرسيه أمام بيته في ظل العصر يهب لنا حلاوة ريا أو سعد أو حلاوة بلي أو حلاوة تتي Titi. أما في الأعياد كان يجهز مبلغ مقدر من العملة المعدنية (أبو خمسة أو عشرة) ويوزعها عيدية على الأطفال. بالإضافة إلى أنه كان يعين المحتاج ويكسى اليتيم ويفرج كُرب المهمومين. وعلى الرغم من تجارته باعتبارهم المهنة الرئيسة له إلا أنه كان مزارع من الدرجة الأولى يزرع الفول والسمسم والدخن والذرة الأبيض والأحمر (الزناري) وكان له زرع كبير به كوخ من قصب الدخن (كرنك) يسكن كوال الذي يعمل معه في الزراعة. وأذكر في آخر إفطار رمضاني لأعضاء موقع سودانيزأونلاين هذا العام بدبي قابلت الأخ الفنان عثمان الفحيل وذكرت له أن بالخوي أناس يعرفونكم. قال على الفور أسرة الراحل العم محمد سعيد حميدات صديق الأستاذ مكي الفحيل والذي أسمى بنت (منصورة) على زوجة الأستاذ مكي إبان فترة عمله مدرس ومدير لمدرسة الخوي الشرقية. وتحدث الفنان عثمان عن الوالد محمد سعيد حميدات حديث الذكريات الطيبة. ومن ضمن فعاليات الإفطار غناء الفنان الفحيل أغنية الذكريات مما جعلني أجتر الذاكرة ويسيطر على الخيال واقع مدينة الخوي أيام الطفولة وطيبة أهلها من أمثال الوالد محمد سعيد حميدات مما جعلني أجدد مقالي السابق عنه له الرحمة والمغفرة بقدر ما قدم لمنطقته وأهله. أحمد التجاني
| |
|
|
|
|
|
|
|