|
فرقة عبود جابر......بقلم حسن احمد الحسن
|
فرقة عبود جابر: رؤية فنية لمشهد سياسي .. بقلم: حسن احمد الحسن
الإثنين, 08 كانون1/ديسمبر 2014 19:49
Share
لطالما اتحفتنا مصر العزيزة بنماذج وابداعات فنية من تراثها الثقافي وثرائها الفني تتوائم وتتقاطع مع بعض مشاهدنا السياسية فرقة حسب الله وهي فرقة نحاسية موسيقية يرتدي فريقها أزياء اشبه بزي الكشافة تجلب لإحياء الأفراح في أربعينيات القاهرة مثل فرح ابن العمدة او خروج احد المسجونين من السجن ولها طريقتها الخاصة في الأداء وتناسخت هذه الفرقة من خلال اعمال درامية وكوميدية متعددة سجلتها الاعمال الفنية في مصر. فرقة ناجي عطا الله وهو عمل درامي قام به الفنان القدير عادل امام من خلال مسلسل رمضاني تسجل احداثه عملية سرقة بنك في إسرائيل في سياق درامي متعدد الأوجه والرسائل . أما فرقة عبود حابر فهو مشهد سياسي سوداني بحت يتقاطع مع فرقة حسب الله في كونه يلعب دور التطبيل والتزمير للنظام والحزب الحاكم مقابل عطايا النظام وتسهيلاته وحوافزه . ويلعب دور الكمبارس للحزب الحاكم وإن بتواضع لقلة الخبرة في هذا المجال. وهي منظومة أحزاب مصنوعة وممولة من الحزب الحاكم يمكن حشد جميع عضويتها في عشرة باصات من مواصلات العاصمة والحزب الحاكم يعرف ذلك تماما . وتتقاطع هذه الفرقة أيضا مع فرقة ناجي عطا الله في كونها تسرق إرادة الشعب السوداني واسم احزابه السياسية التي تناسخت منها اسما لا مضمونا بغرض الكيد السياسي وتوظيف ذلك لخدمة النظام ومنافعها الذاتية . غير ان فرقة عبود جابر قدمت مشهدا ركيكا فيما يتعلق بالتصدي لتوقيع نداء السودان في اديس ابابا بمسرحية نداء الوطن دون أن يجتهد احد او يمتلك قدرا من الحرفية في مواجهة النقاط التي حملها نداء السودان والتي تجلت في اهم حدث وهو التقاء وتوحد القوى المعارضة السياسية والتي تحمل السلاح واتفاقهما على إيجاد مخرج سلمي بديلا للعنف والعمل المسلح .وما إذا كان ذلك إضافة او نقصان . أيضا دون التعرض للمطالب الجوهرية التي حملها الإعلان وما إذا كانت مشروعة ام لا. اتجهت فرقة عبود جابر لاستخدام مصطلحات عفا عنها الزمن وتساقطت بسقوط الأنظمة الشمولية العتيقة في المنطقة كالخيانة والعمالة والارتهان للخارج . فرقة عبود جابر تشابه عليها البقر واختلط عليها الأمر وهي تردد مقولات وتعريفات الن حزب الحاكم . فجلوس الحزب الحاكم مع مسلحي دارفور ليس خيانة او عمالة إلا ان جلوس القوى المعارضة م تلك القوى المسلحة هو عين عين الخيانة والارتهان للخارج . ان تجلس الحكومة مع القوى المسلحة الدارفورية أو قطاع الشمال في اديس ابابا او ألمانيا هو سعي من اجل السلام والحوار الوطني لكن ان تجلس أحزاب المعارضة مع تلك القوى في باريس او اديس ابابا فهو ارتهان للخارج بوساطة يهودية. أن تبني الصين الشيوعية مقر المؤتمر الوطني بمنحة مجانية هو ليس عمالة او ارتهان للصين لكن أن يتلقى أي حزب منحة مماثلة من أمريكا او الاتحاد الأوروبي لبناء داره فهو أم العمالة والارتهان للغرب وبيع الوطن وسيادته الخ. إزاء هذه المعايير والمقاييس يمكن تفسير ردود فعل فرقة عبود جابر في مواجهتها لنداء السودان الذي أعلنته المعارضة في اديس ابابا والذي هز عرش النظام وهو محق في ذلك الفزع . أما فرقة عبود جابر فقد فشلت في رائيي في القيام بدورها بحرفية في الترويج لمفاهيم الحزب الحاكم وسياساته وإذا كان لي من مناشدة لأعضاء تلك الفرقة هي في دعوتهم الانضمام مباشرة للحزب الحاكم لأن ذلك افيد وأنفع لهم إلا إذا راق لهم لعب دور فرقة حسب الله بالطبل والمزمار او دور فرقة ناجي عطا الله بسرقة اسم القوى السياسية وتأجيره للحزب الحاكم. إلا أن الفرق في النهاية بين فرقة عبود جابر وفرقتي حسب الله وعطا الله في أن الأخيرتين من أميز الأسماء والأعمال الفنية التي سيحفظها تاريخ الفن الشعبي بالنسبة لحسب الله والدرامي بالنسبة لعطا الله أم فرقة عبود جابر فتحتاج لمزيد من التدريب لمواجهة المواقف السياسية المتغيرة التي هي ليست بالضرورة في مصلحة الحزب الحاكم . mailto:[email protected]@yahoo.com
.
Copyright © 2014 http://http://www.sudanile.comwww.sudanile.com. All Rights Reserved.
.
|
|
|
|
|
|