|
زول ضحية النظام القمعي
|
زول ضحية النظام القمعي مد رجليه علي مقعد قبالته بألم شديد وسحب من جيبه رسالة وصلته بالأمس بيد مرتجفة وقد قرأها اكثر من مائة مرة... ولم يستوعب ما جاء من كلمات "بسبب المصلحة العامة لم نعد نحتاج إلى خدماتك". تزايدت قطرات العرق من جبينه. لأكثر من عشرين عاماً لم يمنعه حتى المرض من الذهاب الى عمله بدون كلل وملل. تراكم المعرفة التى اكتسبها ضاعت إلى الأبد. حرم وأسرته من دخلها وألان يواجه مستقبلا غير معروف. هذه الرسالة وصلت الى العديد من معارفه والمقربين الذين طردوا من وظائفهم لأسباب سياسية أو لعدم انحيازهم مع النظام الاستبدادي وأولئك الذين أبدوا مقاومة كان مصيرهم السجون وتعرضوا للتعذيب داخل بيوت الأشباح وهو سجن خاص لتعذيب السجناء السياسيين واللذين اعترضوا علي النظام القمعي. زول فكر لحظة خدش رأسه أشعل سيجارة وبدأ بالنظر بجدية في مستقبل عائلته والخيارات المتاحة. أولاً النضال من أجل معاشه وثم إمكانية كسب بعض الدخل. الأولوية لأطفاله الثلاثة ومصاريف المدرسة بالإضافة إلى النفقات اليومية. في وقته كان التعليم مجاناً وكانت الرعاية الطبية مجانية والحياة لم تكن مكلفة إلى هذا الحد. أشرق سراب أمام عينية وفكر فى شراء رقشة و التجول في الشوارع لكسب بعض المال... وسمع العديد من قصص مفيدة حول الرقشة وهذه الرقشات تم استيرادها من الهند بواسطة فلول النظام. زول نجح في الحصول على رقشة وحاول لبضعة أسابيع قيادتها الشوارع بنفسه ولكن سرعان ما تخلى... ونصح باستئجار صبي. في نهاية اليوم سيحقق الصبي له مبلغ معين من المال المتفق عليه. وبعد سنوات قليلة انهكته أعباء الحياة وسقط شهيدا. للعالم كان غير معروف في الموت كما كان في الحياة.
|
|
|
|
|
|