|
في زمن الجوع كل حنين لغير السلاح جفاء
|
من ديوان الوجد لهادي العلوي :
وحدة شهود: (يمر الزمان بآناته قصيا وتزدحم الأسئلة . ومن نقطة البدء الى نقطة المنتهى تلف الغيابة سرَّ الكلام فيغدو الجوابُ سؤالا والكلامُ امتثالا وتضيق العبارة عن خبر لا تراه الحروف . سألتُ وكم أخطأ السائل القصدَ ... فكان الجواب حروفا والحقيقة لا تجتلى بالحروف فالحقيقة شوق والكلام اقتحام والبداية في نقطة الباء لا نقطة البدء ومن قال إن الولادة بدء فالولادة موت والموت نهر الحياة انبعاث الخليقة من محوها إلى صحوها به تتجلى وفود السماء لأربابها تطل على ساحة الموت يوم النشور حيث الغياب نشور لا يكرر معنى السؤال وفي لحظة الغيب تحيا الإشارة ألا خسئوا ليس ذا زمن العقل بل زمن الجوع والعصر عصر الجنون الذي بشرونا به وقالوا هو الكل والعالم الأكمل
وفي زمن الجوع كل حنين لغير السلاح جفاء
فكيف يحن الترابُ إلى الماءِ والنخيلُ الى الشمسِ والقمحُ للسنبل بل كيف أحن إليك وما بي حنين إلى راية يستظل الجياع بها ليقتحموا شاهقات القصور والقلاع الحصينة بالجند والمال فيمضي الجنود الى أهلهم وتعود القلاع الى أهلها ويفرح بالعدل أهل السماء ؟ سلام عليك فإنا احترقنا جميعا لكي يحكم الموت أرض العماء فتنبثق المعصرات بحارا من الوجد تغني الألوف بها ويمطر توق الجياع)
سلاما وفيض مسرة ص139
|
|
|
|
|
|