دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
و يموت منا من يموت... بموعدٍ أو صدفةٍ هي موعدٌ وكأننا نلهو ونلعبُ في كَمينْ... درويش
(1)
محمد عبد السلام بابكر... لم يزل راية و بكائية نقف على جدرانها حين كل أغسطس. لنتذكر فتىً ملئ بأحلام الحياة و طموحاتها و اكثر، فهو طامحٌ حالمٌ أخر بوطن تحوم حمائمه في سماوات الحرية و الديمقراطية و السلم الاجتماعي. في المستوى الرابع لكلية القانون بجامعة الخرطوم لم يعي من الدنيا الا مثلها الطلية و قيمها المثلى. كان ببراءة الشرفاء يتخيل أن الحقوق لأصحابها و إن أبى السلطان الجائر او رفض و كان حسب خلفيته الأكاديمية يتسربل برداء القاضي العادل الذي يفهم من نواميس الدنيا العدل و القسطاس المبين. (2)
محمد عبد السلام بابكر ... كان يغالب الرهق الذي يصيب قاطني هذه البلاد المتشحة بأحزانها، إذ يريد من الليل بضع سويعات ينتزعها من النوم لتعينه على عنت الصندوق لانتزاع مرتبة و (لمبة نايلون) في بدايات عامه الدراسي الأخير بمدرسة الـ(حقوق) مستعيناً على ذلك بنسيم ليل الخرطوم الأنيق و سطوح المناهل الماهل. لكن كأنما يأبى القدر أن يسخر منه و من الحقوق. فيبيت محمد ليلته تلك ليصبح جسداً هامداً منزوع الحياة في سيارة اسعاف تنهب الطريق مسرعة نحو (مدني) لتواريه الثرى اثر جرح غائر يصيبه غيلة و غدراً منتصف الرأس بعيد منصف الليل.
(3) كان الانتقال الفاجع من كف الحياة إلي كف المنون اثر اختطاف محمد عبد السلام من سطح داخليته بعد الهجوم الذي نفذته قوات نظامية يصاحبها و يدلها جماعة ملثمة من طلاب الاتجاه الإسلامي. و كان تعمد فرقة الموت الموتورة اصطحاب محمد عبد السلام بابكر الذي انتمى مبكراً الي تنظيم يرفع رايته ( دفاعاً عن حقوق الطلاب) اخر ما اتانا من سيرته الزاكية في هذه الحياة التي اختار فيها على قصرها طريق الدفاع عن الحقوق و القتال لاستردادها و مشى فيه. محمد عبد السلام بابكر... عليك السلام ... عليك السلام
(4) هناك فوق غيومك الأولى، هناكْ ستنام في قلق علينا، مثلَنا حتى نغادرَ كلُّنا هذا الحدادْ.
(5) طعام الشهيد يكفي مية يا أمنا الريح... يا صفية يا متعبة اعدي قليلاً من الطعام... و أعدي لنا الأرض كي نستريح لابنائك العائدين علي قطارات المنافي اعدي كؤوس الشراب اعدي بقول العذاب
اه من حزننا عليك و انكساراتنا.. .تحلم كما الطيبون بشهادة تعلقها علي جدار أمنا بعد اعادة طلائه خصيصاً لتلكم المناسبة .... تعادل و تتعادل مع القانون...تحن الي زوجة سيئة الطباع ... جميلة المعشر، الي طفلة بلون الابنوس تضحك للاشي و له ايضاً تبكي ...فكم حرموك يا أخر الانبياء من هذه الحياؤات و حرمونا نحن اللقيا...
المكان داخلية المناهل (مجمع الوسط) بعد أن صار سكناً لنا بدلاً عن الطالبات
الزمان ... ليلة من ليالي الاسى المكلوم
الحدث ... فجيعة جديدة في تواريخ المأسي
و.... في الثلث الاخير من الليل الموت يحلق خائفاً فوق سطوح تلكم البناية... يحوم و يتخير و يصطفي موت علي أسنة رماح بني كلبون ....و من بيننا إختاروك لأنك أغلانا و أجملنا يا محمد...
(6)
كتــاب التاريخ المأجورين نسجوا – بدلاً عن الياذة هوميريوس – كتباً و احاجي مكذوبة عن جيش سبارتاكوس و لم يحكو عن اماله حتى كلمة و لم تدمع اعين كتاب التاريخ المأجورين و صناع اناشيدك يا روما الرسمية لمن تركو الروح بانبل امال ... عرفتها البشرية *** كانت روما المجلس و المعبد و القادة تبحث عن سر جبار سر مجهول يبقي الزنبقة الحمراء لا تذبل في قلب الانسان الانسان عن سر الايمان الخالد بالشعب و بالحرية عن سر رجل يهمس لرفاقه من فوق الصلبان: قسماً سنواصل و المجد لشعب السودان *** و مهما ذكر التاريخ الرسمي كراكوس سيظل يذكره الانسان كسفاح مجرم ...دموي حتى لو نصبه الرومان الها او نال جميع الاصوات و عين في زمن السفاحين معتمدا حتى لو قامت من اجله في روما الصلوات او غطوا عاهته بالاكليل الاعلى او حشدوا الشعب ليفرش بالورد طريق كراكوس و يهتف عاش كراكوس مجبوراً أن يهتف عاش لكن الحقد الساطع من قلبه ، من روحه ينزف و جروح الذل تمزق اعماقه و كل كيانه يهمس غضباً لكن اعلى من كل الصيحات: لا .. لا .. بل انت تعيش سبارتاكوس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
على اثر تلك الاحداث الدامية تم تقديم من عريضة لفتح بلاغ جنائي بالرقم 1943/98 توجه فيها الاتهام الي عمار باشري الطالب بذاك الحين و اخرين بعد أن تعرف الكثيرون ممن شهدو تلك الاحداث الدامية الي عرجته المميزة لمشيه. و اصدر السيد وزير العدل قراره بتشكيل لجنة تحقيق فيما حدث بتاريخ 12 اغسطس. و كان ذلك اخر ما صدر من الجهات الرسمية عن قضية مقتل الطالب الجامعي السوداني محمد عبد السلام بابكر. فلم نرى للجنة التحقيق هذه من تقريرخارج الي النور و لم يبارح البلاغ الموجه ضد المتهمين مكانه في اضابير المكاتب العدلية. و يا لها من عدالة. و الشاهد ان الاستجداء المتكرر لهيئة الاتهام لم ينقطع في مكاتبات متكررة لوزارة العدل لاستعجال او تحريك البلاغ الموجه تحت المادة 130 من القانون الجنائي (القتل العمد).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
كان اخر ما ورد فيه اسم عمار باشري بخصوص الشأن العام حتى اكتوبر الماضي هو في ورود اسمه في البيان الذي صدر بعد حريق الجامعة الاهلية عن مجلس امناء الجامعة يتاريخ 16يونيو 2005. حيث جاء اسمه ضمن مسئولي العمل الطلابي عن الموتمر الوطني الذين اجتمعوا مع ادارة الجامعة الاهلية مطالبين بتأجيل انتخابات اتحادها و الا فانهم لا يستطيعون ضمان تصرفات طلابهم . و الذي يبدو ان عدم استجابة الادارة لهذه المطالب ادى الي الحريق الذي التهم مباني الجامعة في اليوم التالي. المهم أن هذه الواقعة و هذا البيان و لعمر الحق يضيف الي مناصب عمار التي علمناها منصباً جديداً فهو قد تقلد بعد تخرجه رئاسة اتحاد طلاب ولاية الخرطوم وادارة المركز القومي لتدريب الشباب والطلاب بالاضافة الي تقلده حتى اكتوبر ربنا هذا منصب المدير العام للمركز الوطني لتدريب الشباب ( و هو مؤسسة تدريبية خاصة لها شخصيتها الاعتبارية , وصفتها القانونية . تعنى بالتدريب القيادي و تزويد الكادر ببعض القدرات والمهارات المعينة لاداء دوره بكل فاعلية. كما ورد في تعريفها بصفحتها الالكترونية. و بالطبع يعيننا أن نتساءل عن تلك القدرات و المهارات المعينة و الدور القيادي الذي يشرف على الاعداد له كادر عنف متهم بجريمة قتل لم يتم الفصل فيها حتى اليوم) فهو ايضاً و يا للفخار مسئول للعمل الطلابي بالمؤتمر الوطني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
كان هذا حتى 15 اكتوبر الماضي حيث اتت صحيفة الانتباهة تحمل فيه البشارة بقرار التكليف الذي لحق عمار و هو في العاصمة الانجليزية لندن مشرفاً على تدريب عدد من شباب المؤتمر الوطني حسب الصحيفة او عدد من الشباب (ساي) على حسب ادارة المركز الذين دأب المركز على ابتعاثهم سنوياً الي المملكة المتحدة للتدريب . و ذكر المركز ايضاً ان عماراً إلتقى في زيارته بعدد من مدراء المراكز التدريبية وبعض الجامعات المتخصصة في التدريب. و عليه يحق لنا أن نسأل ان كان ضمن هذا العدد من هو متهم امام القضاء في قضية لم يتم الحكم فيها بعد و ان كانت هذه القضية المرفوعة امام المحاكم فحواها جرم القتل العمد او حتى الخطأ. المهم أن جريدة الانتباهة في عددها المذكور تحكي كيف فاجأ قرار الوالي بتعيين السيد عمار عبد الرحمن علي باشري معتمداً لمحلية الدامر شباب وطلاب الوطني الذين دفعوا في المدة الأخيرة بعدد من وجوههم القيادية لتولي مواقع تنفيذية بالولايات . ( وزي تقول ياداب عرفت الاندهاش) ليس بوسعنا و قد اعتدنا المفاجأات من نظام الانقاذ غير أن نشاركهم هذه الدهشة. و ليس مبعث دهشتنا بالطبع ( و ان كنا نتساءل عن اسباب دهشتهم و التي ربما تكون علمهم ببواطن امور لا نعلمها) تعيين عمار في هذا الموقع فهو كان و لا يزال (القوي) على أمن النظام و( الامين) لمصالحه و تلك صفات توهله بكل جدارة ليتبوأ اعلى المناصب في ظل حكومة (الوحدة الوطنية) الحالية .انما مبعث دهشتنا هو في التساؤل عن الذي حدث في البلاغ رقم 1943/98 ... و عما اذا كان بين كل تلك المناصب الرفيعة التي تقلد عمار شأن ادارتها و الاشراف عليها منصباً يمنحه حصانة او حماية من نوع خاص من المساءلة الجنائية او حتى مجرد التحقيق القضائي... و فلنسأل عمار نفسه و هو يتولى منصب الاشراف على مواطني محلية الدامر عن مبلغ حرصه على تبرئة اسمه من جرم القتل العمد الذي اتهم به في حيثيات البلاغ رقم 1943/98 ان كان بريئاً بالفعل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
ان كل المتابعين لملف هذه القضية و كل المنادين بالعدالة و السلام الاجتماعي لا يملكون غير ان يتوجهوا مرة اخرى الي الجهات العدلية و الي ضمائر الجالسين على سدات مكاتبها بالسؤال عن الذي حدث في ملف هذه القضية ، فاغتيال محمد عبد السلام بابكر له وقائعه المتوفرة و الغموض الذي يحيك بستره حول القضية هو ضباب كاذب خداع يحاول ان يستتر به من تدفعه دوافع اخرى ليس من بينها العدالة ولا احقاق الحق.
محمد عبد السلام ... عليك السلام فدمـك سوف يبقى راية للعدل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: محمد حيدر المشرف)
|
حدثني احد معارفي وهو شخص لا علاقة له بالسياسةانه كان يبيت تلك الليلة بالداخلية حيث كان يعتزم السفر صباحا الي الشمالية وانه حين حدث ذلك الهجوم دخل الي الحمام في محاولة للاختفاء ولكن تم كشفه وقد تعرف عليه بعدها احد منسوبي جهاز الامن من ابناء المنطقة وانا ايضا اعرفه بالاسم وهو يعمل الان قنصلا باحدى سفارات السودان بالخارج حدثني ذلك الشخص وهو يكاد يموت رعبا وحزن انهم كانوا يجرون طالبا شيوعيا من احد الطوابق العليا وحتي الارض كانوا يجرونه من قدميه بينما راسه يصتدم بدرجات السلم درجة درجة والدماء تسيل وهم يهللون ويكبرون هل هكذا اصيب محمد عبد السلام ؟ الرجاء ايراد ما امكن من تفاصيل فهذا الامر يؤرقني منذ زمن طويل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
آه يا دكتور أمجد
لقد طال صمتنا علي التتار الجدد
فالي متي ؟
والخوف كل الخوف (أن يستمر عرف السودانيين الذى قيدنا وأقعدنا كثيرا)
هذا العرف السالب الاتجاه مع أفعال هي سالبة الاتجاه بالضرورة ....
لتسقط في سوداننا نظرية لكل فعل ردفعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه
-----------------------------------------------------
فليسقط شعار عفا الله عما سلف ........ والي الأبد
حتي يرعووا السفاحون القادمون .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: عاطف مكاوى)
|
العزيز أمجد دي مساهمة بمناسبة الذكرى العاشرة، يُمكن تعديلها لتصبح حادي عشر، و العدّاد رامي غايتو، و حزب ناس محمّد ديل أهو أخيراً اكتشف فقدان الحكومة لشرعيّتها، يعني تاني خمسين سنة كدا و نصل مرحلة 1998 حين اغتيل محمّد، و مئة و خمسين سنة نصل مرحلة أبريل 1985 و هكذا يا طويل العمر..
Quote: في حضرة لويس مورينو أوكامبو، محمد عبدالسلام عاشراً ياسيادة الرئيس .
عقب إعلان السيّد أوكامبو لطلبه بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير عمد إعلام المؤتمر الوطني و رموزه لمتجر السِّيادة الوطنيّة فنهبوا مفرداته، و لوّحوا بالسيادة دمية يغررون بها بعض السذّج و الناشئة، دافعين بأنّ صحيفة اتهام أوكامبو ما هي إلّا خدمة لإرادة الغرب و سياسته، جاعلين كل من يقف مع مطلب المحكمة مطعونا في وطنيّته و عميلا للغرب، و زادوا أن لا ولاية للمحكمة على دولة لم تُصادق على قانون إنشاء المحكمة، كما هو حال الدولة السودانيّة و كانوا في كلٍّ كاذبين.
المحكمة الجنائية الدولية لم يستدعها أحد سوى مجرمي الإنقاذ، بل هم من عقد لها الاختصاص و الولاية عقداً أحكموه على مدى سنوات طغيانهم في البلاد، فبحسب نظام هذه المحكمة، فإنّها لا تباشر مهامها إلّا إذا كان النظام القضائي المحلّي غير قادر على، أو غير راغب في، الفصل في جرائم الإبادة الجماعيّة و الجرائم ضدّ الإنسانيّة و جرائم الحرب، و بالتالي فإنّ الدفع الأهم و الأقوى و الذي يُمكن بموجبه إبطال ولاية المحكمة هو كفاءة النظام القضائي الوطني و البرهنة على استقلاليّته، و هو دفع استحت الإنقاذ أن تلوِّح به إقراراً منها بكونه منعدم الأركان في حالتها.
منذ الأشهر الأولى لهذا النظام، بُعيد إنقلابه في 30 يونيو 1989، توسّل النظام بالقمع الممنهج و بطش آلة الدولة بحق المواطنين للحيلولة دون ممارستهم لحقوقهم الأساسيّة في التعبير و التفكير و المشاركة السياسية إفساحاً لمشروعه المنغلق و مصالح شيعته الأقربين، و لم تستثن العصبة الحاكمة وسيلةً لما اسمته حينها بالتمكين، فقامت الأجهزة الأمنيّة لحكومة الإنقاذ بتعريض كثير من مُخالفيها للملاحقة و التعذيب الجسدي و النفسي، و تطوّرت بعض حالات التعذيب هذه إلى جرائم قتلٍ عمدٍ مارسها منتسبو هذه الأجهزة، و حين يتقدّم المتضررون أو وكلائهم بشكاوى عن هذه الحالات، فإنّه لا تتوفر لدى الأجهزة المعنيّة الإرادة للمضي بالتحقيقات إلى مراحل أبعد، أو تصطدم بحصانة المتهمين، و ارتدّت بعض هذه الحالات على الضحايا بالمزيد من الضرر، فأُخضِعوا للتهديد أو العقاب، و يبدو من مسلك النظام أنه يتعمّد تجاهلها حتى تُنسى بالتقادم أو يوافي طالبيها الموت، فيما يُعتبر حماية من النظام الحاكم لهذه الجرائم الممنهجة و لمرتكبيها، و لئن كانت المحكمة الجنائية الدولية لا تنظر في قضايا سابقة لتأريخ إنشائها، فلا مجال للشك بأنّ ما سبق من سيرة القضاء السوداني في عهد الإنقاذ، هو مما يعضّد مرجعها في شأن عدم استقلاليّة هذا القضاء و تبعيّته للجهاز التنفيذي و سياسة حزب النظام.
الوصفة الأفضل لرئيس الجمهورية إن كان يريد أن يكف عنه ذراع العدالة الدوليّة و أن يجد شيئا من السند الشعبي و المصداقيّة التي تعوزه، هي أن يمتلك الإرادة لرفع المظالم و الكف عن حماية المجرمين، فيبطل اختصاص المحكمة الجنائية و تسقط صحيفة أوكامبو، و عليه أن يدعم هذه الإرادة بالعمل، و ها أمامه سانحة لو أنّه جاد، فاليوم تمر علينا الذكرى العاشرة لجريمة اغتيال الزميل محمّد عبد السلام، بعد اعتقاله صبيحة الرابع من أغسطس 1998 م، و هي سانحة أيضاً لأنها لا تكلّف الرئيس سوى خطوات، فهي محرزة لدى مركز شرطة جنايات كوبر، الحي الذي جاء منه الرئيس، بالبلاغ رقم 1943/98، شهودها أحياء و كذلك المتّهمين، إذ رغم تشكيل لجنة تحقيق برئاسة وكيل النيابة محمّد حسن و الرائد –وقتها- محمّد زين فإن شيئا لم يتحسّن، بل اتضح لاحقاً عدم رغبتهما في تحريك التحقيق، كما تمّت عرقلة التحرّي و عُطِّل التحقيق حتى دون الاستماع للشهود، و على النقيض، استبدِلت النزاهة و الحيدة المطلوبتين من القائمين على أمر القانون، استبدلتا بمثابرات رسميّة لثني أسرة الراحل عن المطالبة بالقصاص و سحب القضيّة بادر إليها شخص يُدعى التيجاني سُليمان كان يعمل بمكتب الترابي، ثم الشريف أحمد عمر بدر حين كان والياً على الجزيرة، تلاه مدير الأمن الداخلي بالولاية، ثم أعضاء لجنة التحقيق أنفسهم، ثمّ الأمين العام للحركة الإسلامية بود مدني عبد الرحمن عامر الأمين رفقة ضابط الأمن الطيّب محمّد أحمد، حاولوا جميعهم ابتزاز أسرة الشهيد، و ما بين الترهيب بإيقاع الأذى و الإغراء بالمال و التعجيز، اجتازت الأسرة امتحانات عسيرة، فعبد السلام بابكر والد الشهيد الذي اضطره فقد ابنه البكر على أعتاب التخرّج، لتأجيل عشمه في سندٍ يقلّل عليه ساعات عمله كترزي، كان أبلغهم رسالته بإيجاز: أموال العالم، ما دامت لن تعيد دماء إبنه من أيديهم إلى عروقه، و لن تغسلها عنها، فهي لا تلزمه. لقد اختار الأب كما إبنه جانب الكرامة و القيم الإنسانيّة الأرقى، ما استعصى فهمه على مفاوضيه.
محمّد، الطالب بالسنة النهائية بكلية القانون جامعة الخرطوم وقتها، كان قد اقتيد من على سطح داخليّة "المناهل" رفقة اثنين من زملائه عشيّة مظاهرة طلّابيّة تطعن في أيلولة أمر داخليّات الجامعة بوضع اليد إلى ما يُعرف ب"صندوق دعم الطلّاب" و فرض الأخير على الطلّاب رسوما للسكن و هو غريب و هم أصحاب الحق، و تلك مسألة سياسيّة، اقتيد محمّد بعد أن قام بعض طلّاب تنظيم السلطة ملثّمين بالإرشاد عليه، فمحمّد عضو الجبهة الديمقراطية النشط و كادرها المتميّز، و من أرشدوا عليه هم في الغالب زملائه في كليّة القانون ممن هزمهم محمّد بحضوره الاجتماعي و نضجه و رصانته، و يؤكِّد الشهود أنّ فيمن أرشدوا عمار باشري و رمضان موسى و آخرين، لقد كان اليوم الأخير لمحمّد طويلاً متصلاً منذ صباح الأثنين 3 أغسطس، قبل أن ينام نومته الأبديّة هذه، بدأ محمّد يومه بحضور أول و آخر اجتماع له في مركزيّة الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم، في الغرفة 11 بداخليّة النيل الأزرق، لتحديد الخطوة التالية في التصعيد بعد استنفاذ الطلّاب لكل الخطوات التفاوضيّة التي كان آخرها مذكّرة سلّمها التجمّع نهار السبت 1/8/98 لإدارة صندوق دعم الطلّاب تطالب بإسكان الطلاب دون قيد أو شرط، و لم يستجب الصندوق كعادته في التعاطي مع الطلّاب و مع لغة التفاوض، فكانت خطوة الاقتحام هي التالية، إذ لا مجال لمزيد من مماطلات الصندوق أو لمزيد من تشرّد الطلّاب، و من الاجتماع خرج محمّد ضُحى الإثنين ليصطف مع زملائه في معركة الاقتحام، و أمضى اليوم محتفلا بالانتصار ليظن بعدها أنّ بإمكانه أن ينام ليلته، و لكن إدارة الصندوق كانت قد استدعت الشرطة و الأمن و طلاب التنظيم لاقتحام الداخليات ليلا لاستعادة ما أُخِذ وضح النهار، و من على سطح المناهل حيث اعتقل محمّد، مضوا به إلى مكان مجهول، غادره مسفوك الدماء.
لا ريب أنّ محمّداً قد واجه هناك صنوفاً من التعذيب و التنكيل من سجّانيه، فالكشف عن الجثمان أظهر الجروح و نزيف الرأس و بانت آثار الضرب و الكدمات، تعذيبٌ واجهه الشهيد مستقويا بقناعاته حتى حين تقلّصت البدائل و انحصرت في شرف الموت أو مذلّة الإنكسار، تلك هي أوقات المعاني لا المحسوسات، حين يرتقي الجسد من كونه ذاتاً ليصبح –حتّى بالنسبة لصاحبه- مسرح صراع موضوعه الكرامة، تركَ جسده على أيديهم و حمل كرامته إلى السماء، كان ذلك قبل نهاية نهار ذلك اليوم فيما يبدو، فقد شُوهد عبد الغفار الشريف خارجاً من مكتب مدير الجامعة في ذلك التأريخ و يغلب الظن أنّ زيارته تلك كانت للإبلاغ عن الاغتيال، فعبد الغفّار نفسه مُتّهم في الجريمة بصفته مسؤولا وقتها عن الأمن الطلّابي، و مديراً لحفلات التعذيب، إلى جانب سيء الذكر، فيصل عدلان..
"الملوك لا يأمرون بالقتل إنّما يسمحون به بطريقة توحي بأنّهم لا يعلمون شيئاً"، و سهم الاستهانة بحياة الناس الذي قتل مُحمّداً، ما يزال مفلتاً في الهواء ينشطر و يتكاثر، فبات يحصد بالمئات في دارفور و غيرها، و قد برهنت السلطة الحاكمة منذ أوّل يوم للحادث و حتى هذه اللحظة على رغبتها في حماية المجرمين و عدم الكشف عنهم، فالجريمة قد حدثت في مكان يتبع لجهاز أمن النظام، و عبر أفراد من كادره، ثمّ إن السلطة قد واجهت رد فعل الطلّاب الغاضب و تظاهراتهم التي تلت اكتشاف الجرم بالغاز المسيل للدموع و الهراوات، و بطشت بالتظاهرات التي انتظمت ود مدني بشراسة أكبر، و هي أحداث معلومة لرأس السلطة و ليست سريّة، من أبلغ أسرة الراحل بوفاته هو محافظ محافظة الجزيرة و من سلّم الجثمان هما نائب مدير الجامعة و عميد الطلّاب و من تردّدوا على الأسرة بالتهديدات جمعيهم أصحاب صفات رسميّة كما سبق ذكره، و جميعهم أعضاء في الحزب الحاكم و يرأسهم البشير فلا يُتَصوَّر جهله بالوقائع، و قد أُرسلت نسخة من مطالبات تعجيل التحقيق دائما إلى رئيس الجمهوريّة، لا سبب يدفع للظن بجهل البشير بالحادث أو الحوادث الشبيهة، و لا سبب يدعو للاعتقاد بأنّ كل تحرّكات الرسميين هذه، تتم خارج إطار الخط السياسي للنظام الحاكم.
إن الاختصاص منعقد لهذه المحكمة الجنائية الدولية بفضل تضحيات مواطنين مثل محمّد عبد السلام بابكر، من قبله أبو بكر الراسخ، و علي فضل، و أمين بدوي، و عبد المنعم رحمة، و يبدو الآن بعد كل هذه السنين أنّ حياتهم كانت على الأقل، و بوجهٍ ما، فدية لأهلهم في دارفور، و ثمناً لتقصير طريق العدالة الدولية و تسويغ نجدتها، و بالمثل، فإن القصاص الدولي عن جرائم دارفور، ممثّلا في اتهام رأس النظام ثم جلبه للعدالة، هو فاتحة الطريق أيضا ليشفى غليل أمِّه الصابرة، حين ترى قتلة ابنها قد رفعت عنهم الحصانة و نُزع الصولجان.
و أمّا محمّد، الذي مضغ بعض القتلة نهار يومهم ذاك يتلهّون بتعذيبه و قتله، فقد استأنف بموته الحياة، و بلغ بها الكمال حين انتصر على غريزة البقاء، في قبره الآن، قتلوه و لم يمُت، يخرج بذكرنا جميله من خانة العدم إلى حال البقاء، تماما كما ينزل الحي الذي قتله بوساوسه و تخفّيه إلى مراتب الفناء، قتلته الأشقياء يفتقرون إلى سلام القلب و تلدغ أخيلتهم العقارب، أهون لهم أن يُدفنوا عوض الذين قتلوهم عن أن يمضوا حياتهم في قلق مما سيلقون.
إيمان البشير بإفلاته من العقاب إلى الأبد، بل و سلامته و من معه رغم كل شيء، يذكّر بتهريجات الملكـ ماكبث، بطل شكسبير و القاتل الشهير، حين زحفت عليه جيوش الإنجليز، كان يستعيد تطمينات تلقّاها من ثلاث ساحرات قلن له أن ما من رجل ولدته امرأة بوسعه التغلّب عليه، فأخذ يصيح في قومه و الدائرة عليه تضيق: "علِّقوا الأعلام على الأسوار الخارجيّة، و لتكن الصيحة دائما أنّهم قادمون، إنّ مناعة قلعتنا كفيلة بأن تهزأ بحصارهم، فليبقوا إذن خارجها حتى تفنيهم المجاعة و المرض" و حين يخلو إلى نفسه، يلخّص الرئيس ماكبث حاله إزاء ملاحقة عريضة أوكامبو و جفاء الساحرات: "هذا الوضع الحرِج إما أن يسفر عن سعادتي إلى آخر العمر أو الإطاحة بملكي على الفور، لقد عشت ما فيه الكفاية حتى أصفرت أوراق عمري و أوشكت على السقوط، فأما ما ينبغي أن يصاحب شيخوخة المرء من الشرف و المحبّة و الطاعة و زمرة الأصدقاء فلا أمل لي فيها، و ما البديل لها عندي غير اللعنات القوية المكتومة و التكريم اللساني الزائف و كلمات لا تخرج من القلب و يكاد القلب لولا خوفه أن ينكرها" و بئس المآب..
هي خطوات من منزل الرئيس يبدأ بها، فإن لم يفعل و لن يفعل، فمسيره إلى لاهاي، و ما أُمهِلتُم إلّا قليلا..
04 أغسطس 2008 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: عاطف مكاوى)
|
محمد عبد السلام......عضو الجبهه الديمقراطيه جامعة الخرطوم.....
كليه القانون....أغسطس 1998.......
........الجامعه تشتعل بأحداث الانتخابات...والنشاط لهب من التوهج النضالى النادر بالتفاف الحركه الطلابيه الشريفه كلها حول مطالب محدده....والهتاف يعلو ويسمع القاصي والدانى.. تحس بقوته فى عظامك وانت تعلو صهوة الشارع المين فى قلب السنتر...وكالعاده المارشات العسكريه "السخيفه" للأسلامويين تجوب الجامعه طولا وعرضا محاولة ترهيب الطلاب وتفريغ الجامعه واغتيال النشاط....ولكن...دون جدوى...فالكل فى حالة انتظار وترقب... دخلت الى المين مع مجموعه من زملاء طب وتوجهت مباشرة الى النشاط... حيت يتكئ كرسي مثقل بالأسئله فى انتظار الركن....... وعندما وصلنا بمحاذاة كافتيريا قانون...رأيت الشهيدمحمد عبد السلام بهدوئه المعتاد المدهش متوجها الىنا....توقفت...ابتسمنا...تصافحنا ..أطلق دعابة ما حول الدكاتره بجوا ومعاهم الحلول دايما...ولم تتمالك اقدامى الا ان تجرنى بحماس وترقب الى حيث الركن ينتظر.... فلم اقف معه الا هنيهه تمر الىوم بذاكرتى فتشقنى ألما وندم..... تلهفت ان افلت قبضتك الدافئه يا محمد لأجرى حيث نيران النشاط تشتعل ولم أدرى أن تلك الألسنه من اللهب الظالم ستطالك فى نفس الليلة!!!!!..... .....صديقتى أمال...محمد من أبناء مدينة وادمدنى...كان يلتحف الأرض على سطح الداخليه مع مجموعه أخرى من الطلاب والزملاء....وعند اقتحام الداخليات كان أفراد الجهاز يسألون عنه أسما...وكان يرافقهم مجموعه من الطلاب الخونه الحقيرين أمثال عمار باشري (وهناك قصه تشير الى المدعو مجاهد الرفاعى الكوز طالب الطب.. والذى نقل الشهيد من الداخليه فى عربته البوكس).... يشيرون الى الطلاب المنظمين وأعضاء الجبهه الديمقراطيه على وجه الخصوص... ثم تم جره على الأرض بالطريقه التى ذكرتها وركله مرات ومرات و غاب عن زملائه الى غير رجعه........ تعرض جسده النحيل الى الضرب المتواصل والركل فى الطريق الى أحد الجحور الظلاميه التى تفوح بدم الشرفاء فى شارع القياده العامه ..... .........وهناك....استقووا عليه الوحيد بينهم ..الأعزل...المقيد ...المكمم...المعصوب الأعين...ليثبتوا رجولة يفتقدوها بشده...فنال قسطا وافرا من الضرب المبرح حتى فارقت الروح الطاهره جسده المكلوم فى الساعات الأولى للصباح...... آه....تنهيدة ساخنه...أحسستها تخنقنى وتحرقنى بلهيبها كلما تذكرت ذاك الأغسطس .... ثم...معتز خليفه ...فى الحلفايا...يجلس الى ودموعه تنهمر ..محمد عبد السلام قتلوه يا شيراز....!!!!! ............................................ ........................................... ثم ...مزيد من الألم.... من الأسماء الطلابيه التى ارتبطت بالحدث...عمار باشري ...محمد عبد الرحيم كوز طب....مجاهد الرفاعى كوز طب...... ........................................ وكلهم فى نعيمهم يرفلون اليوم....يتنفسون ..يتزوجون...ويدرسون وتقر بهم اعين ذويهم... وصاحبنا مع شهداء الوطن...واسرته تتجرع الألم كل يوم وتفتقد ذاك الفتى أمل الحله وبكره الما جا!! ..أمال يا صديقتى ىؤرقك وانت لم تعرفيه... ...وأصدقك القول بأنو..حقيقة..لا يمر يوم الا واذكر محمد عبد السلام وذاك اليوم المشؤوم ..وافكر فيما يمكن ان يكون قد تعرض له صديقنا الهادئ ...الجسور بصمت.... ..وأحس بطعنه عميقه تؤلمنى فى أعمق نقطه فى وجدانى........ ..أمجد.... اتعودت تقلب وجع ورا التانى...مافى نهايه للوجع؟؟ ...وعليك السلام يا محمد...عليك السلام...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: تركَ جسده على أيديهم و حمل كرامته إلى السماء، كان ذلك قبل نهاية نهار ذلك اليوم فيما يبدو، فقد شُوهد عبد الغفار الشريف خارجاً من مكتب مدير الجامعة في ذلك التأريخ و يغلب الظن أنّ زيارته تلك كانت للإبلاغ عن الاغتيال، فعبد الغفّار نفسه مُتّهم في الجريمة بصفته مسؤولا وقتها عن الأمن الطلّابي، و مديراً لحفلات التعذيب، إلى جانب سيء الذكر، فيصل عدلان.. B] |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: [ من أبلغ أسرة الراحل بوفاته هو محافظ محافظة الجزيرة و من سلّم الجثمان هما نائب مدير الجامعة و عميد الطلّاب و من تردّدوا على الأسرة بالتهديدات جمعيهم أصحاب صفات رسميّة كما سبق ذكره، و جميعهم أعضاء في الحزب الحاكم و يرأسهم البشير فلا يُتَصوَّر جهله بالوقائع، و قد أُرسلت نسخة من مطالبات تعجيل التحقيق دائما إلى رئيس الجمهوريّة، لا سبب يدفع للظن بجهل البشير بالحادث أو الحوادث الشبيهة، و لا سبب يدعو للاعتقاد بأنّ كل تحرّكات الرسميين هذه، تتم خارج إطار الخط السياسي للنظام الحاكم |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: إذ رغم تشكيل لجنة تحقيق برئاسة وكيل النيابة محمّد حسن و الرائد –وقتها- محمّد زين فإن شيئا لم يتحسّن، بل اتضح لاحقاً عدم رغبتهما في تحريك التحقيق، كما تمّت عرقلة التحرّي و عُطِّل التحقيق حتى دون الاستماع للشهود، و على النقيض، استبدِلت النزاهة و الحيدة المطلوبتين من القائمين على أمر القانون، استبدلتا بمثابرات رسميّة لثني أسرة الراحل عن المطالبة بالقصاص و سحب القضيّة بادر إليها شخص يُدعى التيجاني سُليمان كان يعمل بمكتب الترابي، ثم الشريف أحمد عمر بدر حين كان والياً على الجزيرة، تلاه مدير الأمن الداخلي بالولاية، ثم أعضاء لجنة التحقيق أنفسهم، ثمّ الأمين العام للحركة الإسلامية بود مدني عبد الرحمن عامر الأمين رفقة ضابط الأمن الطيّب محمّد أحمد، حاولوا جميعهم ابتزاز أسرة الشهيد، و ما بين الترهيب بإيقاع الأذى و الإغراء بالمال و التعجيز، اجتازت الأسرة امتحانات عسيرة، ] |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 5 أغسطس 1998 وصلت مدينة ود مدني سيارة اسعاف تابعة لمستشفى الخرطوم تحمل جثمان ابن المدينة الباسل الشهيد محمد عبد السلام بابكر. في صحبة الجثمان كان السيد مدير جامعة الخرطوم والسيد عميد الطلاب آنذاك يحملان لذويه تفسيراً لموت ابنهم مفاده أنه توفى ضحية أحداث عنف بين طلاب الجامعة أو هكذا قالوا. كان محافظ الجزيرة قد نقل خبر الموت إلى أسرة محمد آخر ساعات ليل الثلاثاء 4 أغسطس 1998 أما الأكاديميون كما هو دأبهم فتولوا الشرح والتبرير.
ولد شهيدنا في 24 سبتمبر 1971 وتتلمذ في مدارس مدينة ود مدني: الدباغة الابتدائية، الهوارة المتوسطة، ومدني الثانوية حتى التحق بكلية القانون، جامعة الخرطوم في العام 1995. ما أكمل محمد دراسته فقد قعد به نضال مر ثمنه كان حياته عن نيل وثيقة البكالوريوس، لكنه نال مكاناً أبدياً في ذاكرة رفاقه وشعبه حيث انتهت حياته القصيرة نهار الثلاثاء 4 أغسطس 1998 في أحد بيوت الأشباح التابعة للسلطة جراء ضربات متتالية على رأسه بآلة حادة وتعذيب بدت آثاره على جسده حروقاً وجروحاً. ما حمل محمد سلاحاً ضد السلطة ولا انتظم في حركة عسكرية ولا دبر انقلاباً ولا خطط بليل للتآمر على وطنه وشعبه. ما ارتكب شهيدنا حاشاه جناية ولا استغل منصباً كان له، ما فسد فأفسد، ما رشى وارتشى، ولا نهب ولا سرق، ما اختلس، ولا ضر فأضر. الحق أن محمد عبد السلام اغتيل وهو يدافع عن "مَرَاتِب" للنوم عز على الدولة السودانية أن تكون له ولزملائه وزميلاته من ساكني داخليات الوسط. هكذا في بلادي لا تتعدى قيمة المرء الفراش الذي عليه ينام، وهذا قياس لو تعلمون جد لئيم.
معلوم أن الحركة الطلابية في جامعة الخرطوم ظلت تخوض نضالاً عسيراً ضد السلطة حول قضايا الطلاب المعيشية وذلك منذ قرار السلطة تصفية السكن والإعاشة بحسب توصية مؤتمر الخدمات عام 1989م الذي أتى بمباركة من طلاب الإتجاه الإسلامي (إتحاد التجاني المشرف). في تلك الفترة حصدت السلطة روح الشهيد بشير على يد أحد كوادرها بالجامعة، ثم روح الشهيد سليم، والشهيدة التاية إبان المظاهرات العارمة المضادة لقرار تصفية السكن والإعاشة في العام 1990م، ثم روح الشهيد طارق خلال أحداث داخلية كرار. الذي حدث في العام 1998م أن السلطة من خلال إدارة الجامعة وتنظيمها الطلابي وبمباشرة صندوق دعم الطلاب قررت زيادة رسم السكن في الداخليات ليبلغ 25 ألف جنيه للطالب أو الطالبة. كعادتهم التف الطلبة حول تنظيماتهم الديموقراطية دافعين بالمذكرات الاحتجاجية لمسؤولي صندوق دعم الطلاب علهم يعقلون أن وظيفة الصندوق خدمة الطلاب وليس العكس. والمطلع على أوضاع الداخليات لا بد يخبر أنها عراء أسمنتي لا توفر من ضرورات السكن سوى سقف يكتظ تحته الطلاب أنعاماً في زريبة الصندوق. ما حوته المذكرات كان توسلاً لحل توفيقي: تقسيط الرسوم، إرجائها، صيانة الغرف والمرافق الصحية.. لكن ما أفاد ذلك شيئاً فالسلطة وأجهزتها جعلت محل ترجيج العقل وحكمه حسم البندقية وعماها، ينطبق ذلك على سياسة السياسة وسياسة "المَرَاتِب". تقدم الطلاب ممثلين في تنظيماتهم الديموقراطية بمذكرة أخيرة إلى الصندوق بتاريخ 1 أغسطس أمهلوا فيها إدارته 48 ساعة للرد على مطالبهم ومقترحاتهم لجهة تسوية النزاع بين الطرفين. انتهت المهلة واستمر التجاهل. عليه حزم الطلبة أمرهم أن "الحق تلاوي وتقلعو"، وأي حق، ليس سوى السكن في داخليات الجامعة وهي ملك عام أوكل أمرها للصندوق لإدارتها وليس منعها عن المستحقين. ما كان للطلبة إلا استغلال وسائلهم المعلومة في التنظيم والاحتجاج فساروا هادرين في مظاهرة سلمية "منزوعة السلاح" نحو مكاتب الصندوق لاستلام الرد على مذكرتهم السابق ذكرها. كما هو متوقع، غابت إدارة الصندوق عن مجابهة هذا الاحتجاج الجماهيري. والوضع على ما هو عليه، طلبة حرموا من السكن ومستلزماته الأولية، وإدارة مسؤولة عن اسكان الطلبة ترفض مجرد الرد على مذكرة مكتوبة، عزم الطلبة على تكرار سنة نضالية مجربة دشنوها أول مرة في العام 1997 فاقتحموا مكاتب ومخازن إدارة الصندوق عنوة ليتوزعوا بينهم "المَرَاتِب" و"المراوح" و"لمبات النور"، ثم تفرقوا إلى غرف الداخليات لا يلوون على شئ. رد فعل السلطة مجروحة الكرامة "المخزنجية" كان تجريدة جنجويدية ثلاثية الأضلاع: قوات الأمن العام، قوات البوليس والطلبة الإسلاميين. أغارت هذه الجماعات على داخليات الطلبة حوالي الثالثة صباح الثلاثاء 4 أغسطس 1998 مدججة بالسلاح هدفها استرداد "مَرَاتِب" و"لمبات" و"مراوح" الدولة، هذا من جهة الغنيمة، ومن جهة الانتقام التنكيل بمن سولت لهم أنفسهم الأمارة "بالمَرَاتِب" عصيان قرار السلطة استبعادهم من جنات داخلياتها، وإتباع ذلك بانتهاك قدس مخازن الصندوق والسكن عنوة في غرفه "الملك الحر". انهالت هراوات الحسم الحكومي على رؤوس الطلبة ضرباً مبرحاً بينما تلصص الطلبة الإسلاميون النظر بحثاً عن زملاؤهم من عضوية التنظيمات الديموقراطية فهم والحال "ثورة" خميرة الفتنة وعصابة الشر لا محالة.
وجد الإسلاميون الزميل محمد عبد السلام نائماً على فرشه المسروق فوق سطح داخلية المناهل، وهو من هو في تراتب "العُصْبجية" المتمردين عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية بجامعة الخرطوم (1998). بجوار محمد على سطح المناهل كان إثنين من رفاق دراسته، فاقتلعه القساة الضعاف من مخدعه ذاك ليقتاد رجال الأمن ثلاثتهم إلى غيهب عاد منه الإثنان. أما شهيدنا فآخر عهده بالدنيا التي نعرف كان شفق خرطومي أطل عليه فوق سطح أسمنتي يشرف منه على جامعة الخرطوم. لنا أن نتخيل ما الذي طاف بذهن شهيدنا والموت مطبق فكيه عليه بفعل بني جلدته وزملاء دراسته، ذنبه "مَرْتَبة". عادت به خارطة حياته القصيرة ربما إلى حضن أم رحب في حي الدباغة وهو بعد يرتع في لهو الطفولة البديع، أو ربما إلى صوت ماكينة الخياطة خاصة أبيه الترزي المعروف في سوق ود مدني الكبير. لربما استعاد شيئاً من "الدُعَاش" الأسري بين شقيقات له وأشقاء، أو انغمس في ذكرى حب جاشت به نفسه حيناً من زمانه اللئيم. غاب عنه كل هذا ربما ومرت بذهنه غبطة الانتماء لنفر من الصديقات والأصدقاء يشاطرونه الخبرة والحياة، أو نشوة الجماعة في "شلل" الزملاء والزميلات. من يدري، أجالت بذهنه جمل القانون الرتيبة أو مقاطع شعر خصها لصراخ "الكولنغ" في ممرات الجامعة ودروبها، أو ربما استحضر بنوداً من اللائحة والبرنامج أو بعضاً من "جارغون" النشاط السياسي. عله كان النيل هادراً ذلك الحين في عقله الشاب أو صوراً تماثله لجمع الطلبة في "الأركان". لن نعلم أبداً، هل صرخ من ألم الحياة وضنك الحرية، هل غفر لحظة موته لقاتليه أم سمهم بعين النصر وراحة الأبدية. مهما كان، غادر شهيدنا على عجل تاركاً وراءه "المَرْتَبة" فقد استعجلوه وما كان في خاطره أنه آخر صباح. تصور ربما أن درب حياته طويل يصله إلى وطن خير ديموقراطي، وهو كذلك لا محالة فقد انتصر بزهو على موته الفردي ليسكن حياتنا الجماعية إلى الأبد. أكثر ما يحير شأن قاتليه، بما هم بشر لا بد تصوروا دافعاً ولو حتى فوضوياً لقتله. جردوه من إنسانيته وجعلوه في الخيال شيطاناً رجيماً يرجمونه غرض العبادة إذ دنس لهم مقدساً، أو حائطاً هاملاً يهدمونه غرض التوسعة إذ ضيق عليهم فسيحاً، أو حشرة كسول يدهسونها غرض الملهاة إذ بها ضجروا. بفعلتهم نفوا عن أنفسهم أسباب الانسانية وليس في خيالهم أو جرمهم ما ينزع عن شهيدنا ثوب بسالته ونبله فهو الإنسان على الحقيقة وهم محض قتلة وكفى.
ومحمد في قبره ينعم بالأبدية، على جسده شهادة تعذيبه واغتياله، إتجه ذووه إلى الدولة التي فاض روحه الكريم ثمناً "لمَرْتَبَتها" علهم يجدون في مؤسساتها انصافاً وعدلاً ليستقيم الميزان بين القتيل وقاتله. عليه تقدم "اولياء الدم" ببلاغ إلى بوليس جنايات كوبر بموجب المادة (130) من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م (القتل العمد) رقمه 1943/98. إلى هذا البلاغ ضُمت عريضة دعوى جنائية بتاريخ 12 اغسطس 1998 قدمت لدى نيابة الخرطوم شمال تحوي اتهاماً رسمياً إلى 12 فرد معلومة اسماءهم وجهاتهم مدونة. إثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيق من وزارة العدل وديوان النائب العام مهمتها المعلنة مباشرة التحري في حيثيات البلاغ. دون تطويل، انسدت عند هذا الحد دروب العدالة وأغلقت بوابتها رغم طلبات عديدة تقدمت بها هيئة الإتهام إلى لجنة التحقيق لتحديد ميعاد سماع الشهود ووكيل اولياء الدم، وشكاوى تقدمت بها ذات الهيئة إلى وزير العدل والنائب العام كان آخرها خسب ما علمت مذكرة بتاريخ 13 اغسطس 2003 تطلب فيها هيئة الإتهام تشكيل لجنة تحقيق محايدة واستعجال السير في اجراءات البلاغ، مرفقة معها قائمة تضم توقيعات محامين وصحافيين وأصدقاء للشهيد.
نعود لشهيدنا في قبره لنقول دمت، ظلموك حياً وما انصفوك قتيلاً، ومن أنت، طالب فرد قضى دون حقه النوم على فراش داخليته، وهي بعض من خير شعبه الوفير. ما الدستور وما القضاء وما وثيقة الحقوق وما ثرثرة الديموقراطية وزعيق الحريات، ما الذقون والعمائم والملافح، ما الكارفتات والقبعات المعاطف، ما حلل التشريف وديباج السلطة وتاج الرئاسة، ما الحياة وما الموت والشهيد في قبره تنضح جروحه بميسم قاتليه وسأم الكلام، وفي الحلم "مَرْتَبة"؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً! لنا جميعاً، لقاتليه، ولظالميه حكمة صلاح المرسلة: آخر العمر طويل أم قصير، كفن من طرف السوق وشبر في المقابر.
مجدي الجزولي اغسطس 2006 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
العريضة المقدمة لاستعجال اجراءات البلاغ
Quote: الوثيقة مروسة بمكتب غازى سليمان المحامى وموثق العقود التاريخ : 15/9/1999 السيد وزير العدل الموقر الموضوع/ البلاغ بالرقم 1943/1998 بموجب المادة (130) من القانون الجنائى لسنة 1991 لدى شرطة جنايات كوبر باكيد الاحترام وانابة عن اولياء الدم نتقدم بهذا الطلب لسيادتكم لفحص اجراءات هذا البلاغ وذلك للاتى: 1. فى يوم الثلاثاء 4/8/1998 قامت قوات الامن العام وقوات الشرطة ومجموعة من الطلاب والحرس الجامعى باقتحام داخليات الوسط بجامعة الخرطوم وقاموا باقتياد مجموعة من الطلاب ومن ضمنهم الطالب الشهيد محمد عبد السلام لمكان مجهول حيث تم تعذيبة الى ان توفى من جراء التعذيب على يد المذكورين اعلاة وسلمت جثتة لذوية لدفنها وتم فتح بلاغ بالرقم 1943 /98 لدى شرطة جنايات كوبر بموجب المادة (130) من القانون الجنائى لسنة 1991 وكزنت لجنة تحقيق من وزارة العدل وديوان النائب العام برئاسة وكيل النيابة محمد حسن والرائد الطيب محمد زين للتحرى فى هذا البلاغ. 2. اغتيال الطالب محمد عبد السلام انتهك حقة فى الحياة وحرمتها والمنصوص علية فى دستور جمهورية السودان لسنة 1998 المادة (20) والاتفاقات الدولية التى صدقت عليها حكومة جمهورية السودان سنة 1986 المادة (3) من الاعلان العالمى لحقوق الانسان والمادة (6) من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 والمادة (4) من الميثاق الافريقى لحقوق الانسان والشعوب. 3. تعرض الطالب الشهيد محمد عبد السلام للتعذيب مما ادى لوفاتة وهذا يخالف المادة (20) من دستور جمهورية السودان لسنة 1998 والمادة (7) من الاتفاقية الولية للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 والمادة (5) من الميثاق الافريقى لحقوق الانسان والشعوب والمادة (5) من الاعلان العالمى لحقوق الانسان لسنة 1948 . 4. نصت الاتفاقيات المصدق عليها من قبل حكومة جمهورية السودان على كفالة كل الحقوق الواردة فيها لجميع الافراد دون التمييز بسبب اللون او العرق او الجنس او اللغة او الدين او الرأى السياسى او الاصل القومى او الاجتماعى او الثروة او النسب الخ . المادة (2) من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 والمادة (3) من الميثاق الافريقى لحقوق الانسان والشعوب لسنة 1981 . 5. بالرغم من المذكرات التى تقدم بها اولياء دم المجنى علية للجنة التحقيق ولوزير العدل لم تحرك لجنة التحقيق ساكنا فى هذا البلاغ مما يجعلنا نشكك فى نزاهة هذة اللجنة ونطالب بتكوين لجنة محايدة بموجب قانون لجان التحقيق لسنة 1954 لان هذة اللجنة قد تجاوزت كل المبادئ التوجيهية بشان اعضاء النيابة العامة التى اعتمدتها الامم المتحدة فى مؤتمر هافانا سنة 1990 والتى نصت على الاتى: المادة (1) يتعين ان يكون الاشخاص الذين يختارون لشغل وظائف النيابة العامة ذوو نزاهة ومقدرة وحاصلين على تدريب ومؤهلات ملائمة. المادة (3) ينبغى لاعضاء النيابة بوصفهم اطرافا اساسيين فى مجال اقامة العدل الخوف دوما على شرف مهنتهم وكرامتها. (12) على اعضاء النيابة العامة ان يؤدوا واجباتهم وفقا للقانون وبانصاف واتساق وسرعة وان يحترموا كرامة الانسان ويحموها ويساندوا حقوق الانسان بحيث يسهمون فى تاسيس الاجراءات وسلامة سير اعمال نظام العدالة الجنائية. المادة (12) تلزم اعضاء النيابة العامة ف اداء واجباتهم بما يلى: - اداء وظائفهم دون تحيز، واجتناب جميع انواع التمييز السياسى او الاجتماعى او الدينى او العنصرى او الثقافى او الجنسى او اى نوع من انواع التمييز. 6. نعتقد ان تعطيل اجراءات هذا البلاغ من قبل لجنة التحقيق متعمد والقصد منة ضياع الادلة والبيانات التى سوف تدل على الجناة لاغراض لا نعلمها وهذا الامر يخالف المواد التى نصت على ان الناس جميعا سواسية امام القانون ( المادة 21) من دستور جمهورية السودان لسنة 1998 ( المادة 3 ) من الميثاق الافريقى لحقوق الانسان والشعوب لسنة 1981 ( المادة 26 من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966 ) ( والمادة 7 من الاعلان العالمى لحقوق الانسان). 7. تاخير اجراءات هذا البلاغ بمرور عام كامل على فتحة يقدح فى مصداقية مؤسساتنا العدلية امام المجتمع الدولى. 8. والجدير بالذكر ان هنالك محكمة منعقدة الان امام جنايات امدرمان جنوبفى بلاغ اكتملت اجراءاتة فى زمن قياسى وقدم للمحاكمة على وجة السرعة لان المجنى علية كان طالبا مواليا للسلطة الحاكمة. علية ولكل ما سبق نلتمس الاستجابة لطلبنا هذا والامر بتكوين لجنو تحقيق محايدة لمتابعة اجراءات هذا البلاغ. وشكرا
غازى سليمان المحامى |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
<font face="Simplified Arabic" size="4" color=red>Quote: في الساعات الأولى من صباح الأربعاء 5 أغسطس 1998 وصلت مدينة ود مدني سيارة اسعاف تابعة لمستشفى الخرطوم تحمل جثمان ابن المدينة الباسل الشهيد محمد عبد السلام بابكر. في صحبة الجثمان كان السيد مدير جامعة الخرطوم والسيد عميد الطلاب آنذاك يحملان لذويه تفسيراً لموت ابنهم مفاده أنه توفى ضحية أحداث عنف بين طلاب الجامعة أو هكذا قالوا. كان محافظ الجزيرة قد نقل خبر الموت إلى أسرة محمد آخر ساعات ليل الثلاثاء 4 أغسطس 1998 أما الأكاديميون كما هو دأبهم فتولوا الشرح والتبرير.
|
امجد .. ادناه مقطع من رواية العطش .. وهى مهداة - رغم تواضعها- لهم جميعاوفى الخاطر منعم رحمه .. ربما يغنينى ايرادها قليلا عن النقطتين ..
العطش ...
الي ..
شهداء الحركة الطلابية ..
طارق , سليم , التاية و محمد عبدالسلام
عليهم السلام اجمعين ...
( انهم يعزفون الحانا محرمه ... بمزامير محرمه )
..
تمتم عثمان فى سره ومامون يصب له فنجان أخر من جبنه خالتى
اسيا...
ترى ... اين انت يا منعم محمود .... قسرا تساق كل يوم
لرحيل .. متى تعود ؟ .. كان احمد اول احزاننا , لم اكن اعلم
انى سأحمله ميتا فى ذراعى .. ما زلت اشم رائحة الدم فى
يدى , لم نكن نحارب ... كنا داخل اسوار الجامعه , نهتف بالصوت
ليس الا حين باغتنا النزيف ... اين كان النذير يومئذ ؟؟, فقط
تأوه ... نظرت اليه ... هالنى الحزن بعينيه ... لم يكن الما , كان
ذات الحزن الذى عرفته بعد ذاك طويلا ... شاهدت انبثاق الدم من
ثقب صغير بصدره ... اتسعت دائرة الحزن بعينيه , اطلت منها نسرين
.. وخالتى التومه ... والصغيرة تيسير , والهتاف ... الهتاف يصم اذنى
الجامعه تدين .... تجار الدين
والرصاص يدوى ... وثقب الدم ... ودائره الحزن تتمدد ... مدنى ,
ود ازرق , مدينه البحوث , حديقه وقيع الله , بانت , حنتوب , والرصاص
يدوى من جديد , والهتاف ... ورائحة الدم
صرخت فيه بفزع
- احمد فى شنو ؟؟ ... احمد مالك ؟؟..
صرخت فيك وانت ما زلت تهتف ... واصوات الطلقات ترن .. نظرت
الى بدهشه ... ثم اليه , صرخت
- عثمان ... احمد مالو ؟...
وحملناه سويا يا منعم ... كم كانت دماءه غزيره .. عبرنا شارع النشاط
... البوابه , حتى وصلنا شارع الجامعه , انحرفنا واحمد بايدينا فى
اتجاه قاعة الشارقه , عبرناها واحمد بايدينا ... اكان ميتا انذاك ؟ ,
اذكر ان دماءه مازالت تسيل ... دماء احمد تسيل , تسيل يا .. تسيل
والدخان يزكم انفى ..شى كالنار يزحف بعينىً .. ودوي الرصاص .. والهتاف ياتى من
بعيد ..
الجامعة تدين .. تجار الدين
ودماء احمد تسيل على ثيابنا , اهابنا , خلايانا , و حتى ارواحنا اصطبغت
بذاك بالاحمر القانى .. اكاد احس لزوجته فى اصابعى الان ... اكان ميتا
انذاك ؟؟... ونحن نجري , و نجري ولا شى سوى عربات الشرطه .. توسلنا
اليهم , اطل من عيونهم الحزن والتردد ... ثم انتصرت ارواحهم لانتماءها
الكريم ... وانطلقت بنا عربه الشرطه ... شارع الجامعه , المك نمر ,
السيد عبد الرحمن , الحوادث , الموت , الموت ... لماذا لم تبكى يا منعم
... اذكر ذاك بوضوح ... بكيت انا على صدرك .. انتحبت كالنساء على
صدرك .. ولم تبكى , ولكنى احسست بالعطش وقد اجتاح فيك كل
الخلايا ...
توافدت مجموعات صغيره من الطلاب ... وبعد قليل تحولت مستشفى
الخرطوم وما حولها لساحة محاصرة بعربات الشرطة والتى تمركزت فى
نقاط محدده بينما راحت عربات رجال الامن تجوب شوارع القصر والسيد
عبد الرحمن وبيويو كوان والشارع الداخلى المؤدى للمستشفى بسرعات عاليه
مع اطلاق زخات من الذخيره الحية من بنادقهم الاليه ... علمت فيما
بعد ان خبر استشهاد احمد قد سري بين الطلاب كسريان النار فى
الهشيم , كان هدف السلطات الامنيه منع طلاب المجمع الطبى
من التوافد على المستشفى ... بعد ان تم حصار طلاب السنتر بعد
مصادمات عنيفه داخل وخارج الحرم الجامعى ..
تم اقتيادنا انا وانت يا منعم محمود لمكتب الشرطه الصغير بالمستشفى
لمقابله احد رجال الامن الذي بادرك بالقول
- اهلا بالمناضل الكبير ... شايف نتيجة البتسوا فيهو ده ؟..
مش انت منعم محمود ولا انا غلطان ..
لم ترد عليه فقال
- مش مهم ترد .. ثم وجه لى الكلام
- انت ... الطالب المات ده من وين ؟...
- مدنى ...
- بتعرف بيتهم
- ايوه
- خلاص تتحرك حسع مع الجثمان .. ونادى احد الرجال لاقتيادى
مع التعليمات باكمال الاجراءات , وسرعه مغادرة المستشفى .. اقتادنى
الرجل وانا اسمع ضابط الامن يقول لك ..
- انت حتمشى معانا .. عاوزينك تشرفنا شويه ..
تحركت بنا عربه رجال الامن اللاندكروزر بعد المغرب بقليل ... معى
ثلاثه منهم بالاضافه للسائق ... وجثمان احمد مسجي فى الخلفيه ..
راقدا فوق الحماله المهترئه لمستشفى الخرطوم ... كنت خائفا , وحزينا جدا
حد الموت المكوم خلفى ... كانوا يتبادلون الحديث ببساطة متناهيه ...
يثرثرون ويضحكون وهم فى حضرة من قتلوا ... كانوا يمازحوننى بالصفعات
لم اكن اعلم قبل هذا اليوم ان بصدري ما يتسع لكل ذاك البغض الذي
احسسته تجاه اؤلئك البشر ... وصلنا مدنى نحو التاسعه .. هيئت
نفسى كى اصف لهم الطريق ... لم يطلبوا منى شيئا ... تجاوزوا ود ازرق
حاولت ان اشرح لهم ذلك .. انهالت على الصفعات , ثم غطوا عينى
بقطعة قماش ... سرنا نحو ربع ساعه حتى توقفت العربه , وامرونى بالنزول
... قادونى حتى ادخلونى غرفة اغلقوها على بعد ان اوثقونى بالحبال ...
لا اعلم كم مر على وانا بذاك الحال حتى اخرجونى ... احسست
بلسعة الشمس وقد تسرب لعينىَ المعصوبتين بصيص ضوء ... تحركت بنا
العربة من جديد .. سالونى عن موقع البيت .. شرحت لهم موقعه بدقه
حتى توقفت العربه ... من صوت حركتهم علمت بانهم انزلوا جثمان احمد
جائنى احدهم وانزلنى بعنف , فكوا وثاقى , دفعونى حتى ارتميت على
الارض , سمعت انطلاق العربه بسرعه جنونيه , نزعت قطعة القماش عن
عيونى .. غمرنى الضوء الباهر لضحى شمس الصيف ... بدات اعى
المشاهد رويدا رويدا , وجدت نفسى بوسط الميدان المجاور لمنزل احمد ,
و جثمانه مسجى بجانبى .. بدأ بعض الاطفال فى التجمع .. وبعض
النسوه ... الاوغاد قد جاؤوا بالجثمان فى هذا الوقت بالذات كى لا
يكون الرجال حاضرون ... بدا بعضهم فى سؤالى ... لم اقوى على
الكلام , حتى جاء شيخ كبير رفع الغطاء عن وجه احمد ... وابتدأ
العويل ... </font>
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: محمد حيدر المشرف)
|
شيراز لو تذكرين اجتماعنا بمدير الجامعة آنذاك، بروفسير الزبير بشير طه، ممثلين للتجمع، أنا وأنت وأيمن خالد وآخرين، أكد لنا البروفسير أنه يعلم عن اعتقال الشهيد محمدعبدالسلام، وأنه أرسل رئيس الحرس الجامعي لجهاز الأمن كي يُطلق سراحه. أعتقد أن البروفسير بكلامه هذا أكد بما لا يدع مجالا للشك أن محمد عبدالسلام كان معتقلا لدى جهاز الأمن.(وشهد شاهد من أهلها).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: فيصل محمد خليل)
|
Quote: [ارجو من الاخت شيراز وكل الذين عرفوا محمد ومن لم يعرفوه ان يحتفوا ايضاً باسرته واخيه بابكر عبد السلام بابكر واتمني ان يكون لا يزال يضع نظارة الشهيد علي عينيه هذه الاسرة عانت ما عانت حتي ان والدته كانت ترفض ان يذهب احوته الي الجامعات في الخرطوم خوفاً ان يلحق بهم مالحق بابنها محمد وبعد التهديد الذي وصلهم ....
|
عمار....
...كل الحق فيما قلته...كم هو مرير طعم الندم والخيبه وعدم الجدوى..... ...وم هى عاجزه هذه الشعارات ودموع تسكب على القبور...دون فعل حقيقي وتلمس لآلام الأحياء...!!!!
...........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Shiraz Abdelhai)
|
و ايضاً المداخلة ادناه من الاستاذ سعد سعيد حسب الله
Quote: أولاً :-
شخصي الضعيف وآخرون من الأصدقاء والزملاء - إذا سمحت لي - بنعتبر أنفسنا الأولى بالحديث عن الشهيد محمد وعن تاريخه ونضاله السياسي والأكاديمي لزمالتنا وسكنانا مع بعض لقرابة الأربع سنوات وهذا ليس محور مداخلتي هذه ولكن ما يحز في أنفسنا وعلى الوجع الذي علينا إدعاء البعض بطولات ومعارف زائفة عن الشهيد محمد كلما أطلت ذكراه السنوية بغرض المتاجرة والتكسب السياسي ليس إلا ونسيان الهدف الأهم وهو متابعة السير في البلاغ المرفوع ضد المتهمين المعلومين وشهود الإتهام الأحياء وليس تقييد البلاغ ضد مجهول ومن ثم شطبه كما فعلت النيابة لأن الحق الخاص لا يسقط بالتقادم الزمني .
ثانياً :
نحن زملاء وأصدقاء الشهيد وكلنا اليوم في الحقل القانوني كمحامين بنقف شبه عاجزين وحائرين ونعترف بأننا إلى هذه اللحظة لم نقدم شئ يذكر وأكبر الأخطاء أن تولى رئاسة هيئة الإتهام مبكراً الأستاذ غازي سليمان وذهب بالقضية مذهباً سياسياً ونسي الجانب القانوني والحق الخاص للأسرة المكلومة بفقد إبنها البكر .
ثالثاً :
ورد لديك في البوست مداخله بإسم عمار ولم يتم تعريف لإسمه كاملاً لدرجة أنني إندهشت من بعض الفقرات التي أوردها كاملةً وهي فقرات كنت قد شاركت بها أنا شخصياً في بوستات لسنين مضت ، فيا أخي مجدي هل هذا الشخص الذي قدمته في بوستك هو عمار باشري!! ؟ أم عمار آخر ؟ ولماذا يقوم بالسطو على معلومات خاصة بي وينسبها لنفسه ؟ ، وهل إذا كان هو عمار باشري تقدمه بهذه المقدمة (وردت مشاركة عبر البريد الاليكتروني من الأخ عمار ) وما جعلني أتشكك في إفادته وأنه يمكن أن يكون عمار باشري ما ورد في مداخلته أدناه (المهم لاحقاً تم اخطار اسرة الشهيد انه توفي في شجار طلابي وان القاتل احد زملاءه وهو شخصي!!) وأورد من ضمن مداخلته أن أصدقاء وزملاء الشهيد محمد من بينهم المرحوم وائل وهو شبه كفيف وهذا غير صحيح والأخ الأستاذ الصديق وائل عمر عابدين حي يرزق أمد الله في أيامه وهو العمود الفقري لمجموعة الأصدقاء التي تم إختطاف وإغتيال محمد عبد السلام من بين أظهرها .
رابعاً :
دعونا نبحث عن الحقيقة وعن القاتل الحقيقي بعيداً عن المتاجرات السياسية التي لم تقدمنا قيد أنمله قانونية واحده ولأكثر من عقد من الزمان ولنبدأ بتخصيص شهر أغسطس من كل عام لهذا الأمر حتى نصل للحقيقة وتوحيد جميع البوستات في بوست واحد حتى نصل لإقتراحات عملية وحسناً فعل الصديق العزيز خالد عويس بمداخلته التي أصابت كبد الحقيقةومضمونها ((شيراز لو تذكرين اجتماعنا بمدير الجامعة آنذاك، بروفسير الزبير بشير طه، ممثلين للتجمع، أنا وأنت وأيمن خالد وآخرين، أكد لنا البروفسير أنه يعلم عن اعتقال الشهيد محمدعبدالسلام، وأنه أرسل رئيس الحرس الجامعي لجهاز الأمن كي يُطلق سراحه. أعتقد أن البروفسير بكلامه هذا أكد بما لا يدع مجالا للشك أن محمد عبدالسلام كان معتقلا لدى جهاز الأمن.(وشهد شاهد من أهلها)) فكل من خالد وشيراز وأيمن يمكن أن يضافوا لقائمة شهود الإتهام لإثبات هذه القرينة القانونية الهامة وهي أن مدير الجامعة يعلم عن إعتقال محمد والجهة التي إعتقلته.
ختاماً أكرر شكري لك ولك المتداخلين في بوستك ونتمنى أن نرى خطوات عملية لتحريك هذا الملف أمام الجهات النيابية والقضائية |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: Amjed)
|
الأخ العزيز أمجد صديقي العزيز سعد سعي
لا مانع عندي أبدا من الادلاء بشهادتي متى عُقدت جلسات محكمة للمتهمين باغتيال الشهيد محمد عبدالسلام.هناك شهود في غاية الأهمية يا سعد أعرفهم وتعرفهم - دون ذكر الأسماء - كانوا قد أُعتقلوا مع الشهيد محمد عبدالسلام وأظن أن شهاداتهم ستكون مهمة عن هوية الذين نفذوا عملية الاعتقال في تلك الليلة. كما أن بروف الزبير بشير نفسه يجب أن يكون شاهدا لتكون شهادته في مواجهة شهادتي أنا وشيراز وأيمن خالد لأنه أعترف بأنه بعث رئيس الحرس الجامعي (من هو في تلك الفترة؟؟ وهو شاهد مهم جدا ليروي - تحت القسم - ماذا فعل في جهاز الأمن وماذا قالوا له؟) إلى جهاز الأمن لاطلاق سراح الشهيد محمد عبدالسلام. أشير هنا يا سعد إلى أنني أذكر تماما أنك اتصلت بي صباح يوم الإعلان عن استشهاد محمد عبدالسلام لتبلغني بالنبأ المفجع، وكنت قد قضيت ليلتي خارج داخليات جامعة الخرطوم..هل تذكر ذلك؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: خالد عويس)
|
Quote: لاحقا تم استدعائي للتحقيق ومعي اصدقاء الشهيد المقربون الي نيابة الخرطوم ورفضنا الذهاب بدون ورق رسمي من النيابة او امر تكليف وبالفعل تم ارسال امر التكليف لنا واذكر كان برفقتنا المرحوم وائل وهو شبه كفيف كان الشهيد دوماً برفقته ويساعده في الدراسة وهناك تعرضنا لأسوا معاملة من جهة عدلية حيث اجلسونا علي الارض واوجهنا الي الحائط لفترة طويلة ثم التحقيق معنا بصورة فردية وقد سالني المحقق عن جرح في صدري كان ظاهرا في حينها .. المهم لاحقاً تم اخطار اسرة الشهيد انه توفي في شجار طلابي وان القاتل احد زملاءه وهو شخصي وكنت قد تعرفت علي اسرة الشهيد اثناء الاحداث وقمت بنفسي بتسليمهم متعلقاته التي تركها بطرفي وقمت باسترداد بطاقاته القديمة من ادراة الكلية وهي بطرفي حتي الآن وكل الصور التي هي منشورة الان للشهيد هي التي تم استردادها مني |
من سياق الكلام - يا سعد- لا يمكن أن يكون مرسل الرسالة هو (عمار باشري)، لكن الغريب ذكره (المرحوم) وائل !! و(الشقيق) وائل على حد علمي على قيد الحياة ربنا يطول في عمره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أغسطس الدامي محمد ... رحيلك شلهت الدنيا (Re: خالد عويس)
|
محمد عبد السلام ولكنه وداع على غير المألوف وذهاب لا كالذي يدين للبقاء بعض التراجيديا من ازدهاره يوما ما في شكله ما.. فقط علينا أن نفتح قلوبنا على مصرعيها؛ ونعلن استقالتنا من فضيلة الإحساس السائد اعتناقا لخطئية التعلق بالبائد… كيف وقد تموضعت(محمد) يوما ما ؛ في كفوف الفأل ؛محفوفا بفيض اللهفة الطفلة التي في عمرك؛ الذي توارى خلف سرابات الزمن وأشياء من مواقف تقال...
كاااااااااااااااااان حين وصفك يعتلى تباشيرنا شي من الانطلاق .. احتراقا وانبثاقا وأضاءه لكن كيف وما مضيت إذ مضيت..؟! آه يا جيلا تعلم من قطرات دمه طعام الحب هذا الوريد... وموبؤ أنا بالصمت فقط آلاء الصمت ترسيخا لشرف الموقف الناطق...
| |
|
|
|
|
|
|
|