|
من القاتـــل؟؟!
|
من القاتــــل ...؟! (منشور بصحيفة الاخبار عدد 6 يوليو 2009)
شهدت قاعة الشهيد الزبير الاسبوع الماضي احتفالية تأبين او الاحتفاء بذكرى مقتل (بلل و الاقرع) في منتصف الثمانينات من القرن الماضي اثر احداث عنف طلابية في جامعة القاهرة حينها. و قد سبق هذه الليلة انتشار اعلانات قماشية غطت وجه الخرطوم الكالح فيما يبدو انه محاولة سياسية مفضوحة لاستخدام هذه القضية على اعتاب الانتخابات المقبلة، فهي قد تسودت برسائل ذات مغزى مثل (لا كبير على القانون) و (قسماً لن يضيع دم الشهيدين هدراً) و تتحدث عن اشياء اخرى من قبيل الجناة و الثأر ... الخ. و عندما نقرأ هذه القماشات على ضوء الخبر الوارد في صحيفة الانتباهة عدد 7 مايو 2009م، و الذي يفيد بأن (أسرة الشهيد بلل حامد تشرع في ملاحقة عرمان قضائياً) يصبح المغزى من اثارة القضية جلياً حتى لغير المتفكر و المهتم بالسياسة في السودان و بدءاً يتفق كل صاحب ضمير حي على ان مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم و لا بغيره و أن القاتل يقتل و لو بعد حين ، لكن استخدام مثل القضايا و المتاجرة بدماء الراحلين بهذه الصورة الفجة لن يكون مقبولاً على الاطلاق. فالذي يشهد به تاريخ وقائع ما حدث، ان ياسر عرمان لم يكن متهماً على الاطلاق في تلك القضية التي نظر فيها القضاء و حكم بالبراءة على متهم واحد و هو الاستاذ عادل عبد العاطي حسب شهادته هو نفسه و الذي سلم نفسه طائعاً مختاراً لاجهزة الشرطة حين عرف ان الاتهام وجه اليه في هذه القضية. و تمت تبرئته بعد اجراءات و تحقيقات استمرت لمدة تقارب العامين لتصدر المحكمة حكمها بالبراءة في 21 مارس 1988 . بل و اكثر من ذلك فان الشهادات المتواترة من تلك الايام تفيد بان ياسر عرمان كان هو المستهدف بالقتل من قبل كوادر التنظيم الاسلامي (الذين ربما اختلط عليهم الامر فالمرحوم الاقرع كان حسب شهادة معارفه يشبه ياسر بنية و بنياناً) و ان ياسر كان حين وقوع حادثتي القتل في جهة اخرى بعيدة كل البعد من مكان وقوع الحدث و ظل بعد وقوع الحادث في شوارع الخرطوم حراً طليقاً لما يقارب العام . و هذه الشهادات و من بينها شهادة للقيادية بالحركة الاسلامية لبابــة الـفـضل في جريدة اخبار اليوم بنفس المحتوى و المدلول و تقول فيها صراحة ان اتهامهم لياسر كان من باب الكيد السياسي و سعيهم لتشويه سمعته بحسبانه كادر خطابي مفوه!!! اذن فالمقام ليس مقام دفاع عن ياسر لأن كل الاتهامات ضده هي نوع من الابتزاز و الكذب السياسي الرخيص و محاولة لمواصلة زراعة التاريخ المغاير و المغلوط في اذهان الشعب السوداني و ذلك الذي اجتهدت الجبهة الاسلامية فيه اول ايام تمكينها... و لكن الظلم ظلمات و الحق بين و لو بعد حين. أن التساؤل عن من الذي قتل بلل و الاقرع سيظل يقلق مضاجع قوم و يطعن ضمائرهم خصوصاً لو كانو يعلمون... لكن النفاج الذي فتحته هذه الجهة التي تولت كبر حديث الافك عن ياسر يفتح الباب لقضايا اخرى كثيرة، لاغتيال طلاب جامعيين داخل حرم جامعاتهم. و بعض هذه القضايا لم تتح له الفرصة التي اتيحت لقضية بلل و الاقرع من اجراء تحقيقات شرطة او وصول الي ساحات المحاكم مثل قضية اغتيال محمد عبد السلام بابكر الذي اوى في امسية الثلاثاء الرابع من اغسطس لعام 1998 كطالب يعج بالامال في المستوى الاخير لكلية القانون بجامعة الخرطوم الي سريره بسطح داخلية المناهل بمجمع وسط ينشد بعض من نسيم سماوءات الخرطوم كي تعينه على نوم بضع ساعات يستعين به في بدايات عامه الدراسي الاخير و رهق مغالبة الصندوق لانتزاع مرتبة و (لمبة نايلون) . و اصبح في فجر الاربعاء الخامس من اغسطس جثماناً محمولاً على عربة اسعاف تطوي الطريق مسرعة نحو ود مدني ، تحوي بداخلها اثار تعذيب همجي و تشوهات غائرة بدماء متخثرة على جسده النحيل. و بالرغم من رفع عريضة لفتح بلاغ بالرقم 1943/98 الا أن القضية ماتت.. و لم تصل الي سوح القضاء رغماً عن الملاحقة المستمرة من قبل المحامين و كأنما قتلت هي ايضاً. واما المتهمين في هذه القضية و الذين تعرف عليهم شهود واقعة اختطاف الشهيد(اثر اقتحام الداخلية) يتولى بعضهم مناصب دستورية و تنفيذية في الدولة اليوم. او فلنطرق باب قضية اخرى اقرب لطالب جامعة الجزيرة معتصم ابو القاسم ابو العاص الذي تم اغتياله نهاراً جهاراً في يوم 13/1/ 2008على مرأى زملائه الذين تم منعهم من اسعافه و تقديم المساعدة له، ويتم القبض على القتلة و يقدموا اثر ذلك للمحاكمة التي تحكم على قاتل النفس التي حرم الله الا بالحق بخمسة اعوام و على المتهمين الاخرين بالغرامة.!!! و لا يسعنا سوى التعجب ثم التعجب و التعجب مرة اخرى. ثم التوجه بالتساؤل الي تلك الجهات ان كانت بعض الدماء اغلى عندهم من بعضها و بعض الارواح اكثر تكريماً من غيرها.
و قبل ذاك الا يحق لنا ان نتساءل متى سنشهد حكم القصاص العادل في كل هذه الدماء التي سالت و تبقى تسيل ما دام البعض يتعامل مع ارواح الناس كمطية يتوسل بها ما تزينه له نفسه و مطامعه و مطامحه السياسية؟؟؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من القاتـــل؟؟! (Re: Amjed)
|
العزيز امجد
حسب معلوماتي فان المرحومين بلل والاقرع قد تم اغتيالهما - بالخطأ - من قبل مليشيات الجبهة الاسلامية وقتها .. حيث كان المرحوم بلل شبيها بياسر عرمان والمرحوم الاقرع شبيها بعادل فيصل .
الجدير بالذكر ان الشرطة كانت في اول يوم الحادث قد اعتقلت خمسة من اعضاء الاتجاه الاسلامي في تاكسي قرب سينما كلزيوم بعد مطاردتهم من مكان الحادث وكانت في حوزتهم اسلحة مضرجة بالدماء؛ ثم اطلق سراحهم في ظروف غامضة واختفت المعروضات من الشرطة؛ وقد ادلى العريف شرطة وقتها امين برير بتلك الاقوال امام المحكمة حيث كان من القوة التي قامت باعتقالهم.
كذلك سمع العشرات وانا من بينهم هتافات الكيزان وقتها : قتلنا رأس الكفر" ويقصدون ياسر عرمان؛ وقد سمعت هذه الهتافات في مستشفي الخرطوم وكان خبر اغتيال ياسر منتشرا حتى شاهدته في مساء ذلك اليوم وعرفت انه لم يقتل وانما قتل انسان يشبهه من كوادر الكيزان .
لقد سجلت شهادتي عن هذه القضية اكثر من مرة وارجو من اهل المرحومين بلل والاقرع الا يسمحوا لاحد باستغلالهم في قضية سياسية؛ فياسر عرمان لم يقتل احدا والقتلة هم في صفوف الكيزان لو ارادوا معرفة الحقيقة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من القاتـــل؟؟! (Re: Abdel Aati)
|
شكراً يا عادل على شهادة الحق التي كررتها مراراً لكن يأبى الذين في قلوبهم مرض الا ان يعاودوا اكاذيبهم كلما قاربت معابدهم على الانهيار فوق روؤسهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من القاتـــل؟؟! (Re: Amjed)
|
Quote: و قبل ذاك الا يحق لنا ان نتساءل متى سنشهد حكم القصاص العادل في كل هذه الدماء التي سالت و تبقى تسيل ما دام البعض يتعامل مع ارواح الناس كمطية يتوسل بها ما تزينه له نفسه و مطامعه و مطامحه السياسية؟؟؟ |
لا يحق لك يا دوكـ. ولا لي ولا لغيرنا ان نتساءل ان متى سنشهد حدثا نحن الأولى بالدفع به الى اطار الواقع لا انتظاره فلتبدأ حديثك بـ"ـكيف" لا بـ"ـمتى"
| |
|
|
|
|
|
|
|