|
حجبوهو ما قدرو : منتع من الميدان ... ثورة المعاطف البيضاء
|
ثورة المعاطف البيضاء .. الأجتماع التحضيري لإستعادة نقابة الأطباء تقريراخباري في ذلك المساء لم يكن يحلم الحضور أكثر من تحسين أوضاع هذه الفئة من (أصحاب المعاطف البيضاء ) والخروج بتوصيات تجعل من هذه المهنة تلعب دورها الأنساني الذي وجدت من أجله . لذلك إلتقت جموع الاطباء في دار الامة في امسية الجمعة 21 نوفمبر الماضية ملبية لنداء لجنة استعادة النقابة للأجتماع التحضيري لعقد الجمعية العمومية لنقابة الاطباء السودانيين الشرعية . و قد حضر اللقاء عدد كبير من الأطباء ، الذين عبروا عن هموم المهنة و الالام التي يقاسونها في سلك الكادر الطبي و ذلك بحضور محجوب الزبير رئيس اتحاد نقابات السودان المعارض و قيادات بارزة وزارة الصحة (د. الصادق قسم الله – مساعد الوكيل للطب العلاجي و شئون التدريب) بدأ الاجتماع بترحيب د. والي الدين الفكي بالحضور في دار الامة الذي اكد على انه مفتوح لكافة الوان الطيف الاجتماعي السوداني و انه دار الامة و ليس دار حزب الامة مشدداً على الدعم الكامل لجهود استعادة نقابة الاطباء و كافة النقابات الشرعية. ثم خاطب الجمع الرمز النقابي الشامخ د. مأمون محمد حسين نائب تقيب الاطباء في اخر نقابة شرعية و الذي كانت السلطة قد حكمت عليه بالاعدام اثر حل النقابة في 1989 و اغتيال الشهيد د. علي فضل. حيا د.مأمون جهود التجمع النقابي الذي دفع بقانون النقابات الديموقراطي الي طاولة البرلمان لاستعادة الحياة النقابية الطبيعية في مسيرة النضال المطلبي و اكد على أن جهود لجنة استعادة النقابة الاجرائية متواصلة منذ عامين في تكوين الهيئات النقابية في المستشفيات و حتى الوصول لانتخاب ممثليها للجمعية العمومية للنقابة و ذلك حسب الالتزام المبدئي للجنة بدستور 72 المعدل 86 الذي اعتبره د.مأمون يحتاج الي تعديل لاستيعاب التغيرات المستجدة على وضع الاطباء و عددهم المتزايد. و اشار د. مأمون الي أن اتحاد الاطباء الحالي هو عبارة عن جمعية تعاونية ليس الا. و ليست تحمل أي طابع مهني او نقابي خصوصاً بعدما اثبتت فشلها الزريع في الوقوف مع قضايا الاطباء عند اختبارها بواسطة لجنة اطباء الامتياز و لجنة النواب و تهربها الفاضح من الوقوف مع الاطباء في قضايا السكن و الميزات و شدد د.مأمون في اخر حديثه على اهمية الشعار النقابي الفسيح بالتجرد من كل الانتماءات الحزبية تحت راية ان لكل حزبهو النقابة للجميع و على ضرورة النقابة في اصلاح الوضع الصحي المتردي في البلاد. ثم تحدث بروفيسير طه طلعت نقيب الاخصائيين الشرعي رافضاً مبدأ الحوار مع ما يسمى باتحاد اطباء السودان باعتباره جسماً معينا و يمثل الحزب الحاكم فحسب بعد اقصائيه لجميع الاطباء الاخرين و تجاهل خبراتهم المهنية و العلمية و النقابية و كما اشار لمأساة العطالة المتفشية بين الاطباء و التي تدفعهم الي الهجرة الجبرية ثم تحدث ممثل الولايات د. أحمد سردوب الذي تحدث عن المادة 40 –أ من الدستور باعتبار انها تعطي الاطباء الحق الدستوري في تكوين جسمهم النقابي الشرعي الذي يدافع عن مصالحهم كمهنيين و كما يساهم في الارتقاء بمهنتهم معتبراً كل الاجسام التي تكونت بعد 89 هي هياكل وهمية ساهمت في ضياع حقوق الاطباء و اهدارها. و على ذكر الحقوق قدم مدير الاجتماع د. أمجد فريـد من المنصة التحية لروح شهداء الاطباء الذين فقدوا ارواحهم على يد السلطة في صراعهم من أجل حقوق الاطباء د. علي فضل و د.ايهاب طه و قدم بعد ذلك بعض الاحصاءات عن الوضع الصحي في السودان من نسبة تغطية الاطباء 22 لكل 100,000 مواطن و نسبة العطالة بين الاطباء التي اصابت قرابة ال7000 طبيب و كل ذلك في ظل الوضع الصحي المتدني و المنهار في البلاد. ثم تحدث د.محمد عبد القادر هلال ممثلاً لاساتذة الجامعات معبراً عن ضرورة تغيير الدستور الحالي للاتحاد لاستيعاب التغير الكبير الذي حدث في وسط الاطباء و تحدث عن استعداد اساتذة الجامعات للشروع في تكوين هيئاتهم النقابية . و تحدثت د. شذى بلة عن شباب الاطباء مبينة ان المطالب لا يقوم بها غير اصحابها مشيرة الي الاستقطاعات المتوالية من المرتبات حتى اصبح الطبيب لا يعلم مقدار مرتبه الحقيقي. ثم تحدث د. ولاء من مدني محيياً لجنة الاطباء و نضالها المتواصل مذكراً بتجربة توحد الاطباء و انتزاعهم لحقوق المرتب من الوزارة قبل سنوات قليلة. و خاطب الجمع ايضاً الاستاذ محجوب الزبير محيياً جهود الاطباء لاستعادة نقابتهم الشرعية و معتبراً اياها دافعة لبقية القطاعات للسير في ذات الاتجاه و تكوين نقابتهم.
و طلب د. الشيخ الصديق الفرصة من المنصة ليتحدث عن أن الارقام التي وردت في بيانات و نصوص لجنة استعادة النقابة ليست صحيحة و أن الاتحاد يلعب دوراً مهماً في تحسين البيئة المهنية للاطباء و ظروفهم بينما أكد د. الصادق قسم الله مساعد الوكيل لشئون التدريب و الطب العلاجي على ان الارقام التي وردت هي مما يليه في الوزارة و انه يؤكد على صحتها و انهم في الوزارة يعلمونها و يعلمون اكثر منها و اكد انه يفخر بتقلده لمنصب وزير الصحة في ولاية البحر الاحمر و القضارف و انه يدعو مجموع الاطباء و لجنتهم للحوار المباشر معهم في الوزارة. و تحدثت د. احسان فقيري معقبة على حديث الشيخ الصديق الذي ورد اسمه في قرار الشعبة الصحية للمؤتمر الوطني بتعيينه اميناً عاماً لما يعرف باتحاد اطباء السودان و تحدثت عن انها لا تعرف بالتحديد الدور الذي يلعبه اتحاد الاطباء هذا في ظل غيابه عن قضايا الاطباء و مطالبهم الملحة . و إتفق معها د. اسامة الفيل في عدد من القضايا ، مضيفاً في رده على د. الصادق قسم الله مذكراً اياه ب د. عبدالله ابو سن وحسب . و دعا جميع الاطباء للتوحد و استعادة النقابة . اختتم د. مأمون اللقاء بدعوته للاطباء للالتقاء مجدداً بعد تكوين هيئاتهم النقابية و الالتقاء لعقد الجمعية العمومية لنقابتهم. المحرر: ترى هل تتحقق الرؤية تجاه ثورة (المعاطف البيضاء) أم تغدو رهانات على ماضي نقابة الأطباء ، وسحابات من الهموم تغطي أفاق مهنة الطب . وغياب لأتحاد أطباء يبتعد فراسخاً عن همومهم ومشاكلهم؟ وهل تأتي خطوة وزارة الصحة بقرارها تعيين 1300 طبيب خطوة لتخفيف هذه الأعباء ؟ أم هو إتكاء على حائط إسفنجي لأمتصاص هذه الثورة ؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|