تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 10:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.امجد فريد(Amjed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2007, 05:57 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام

    تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام

    سألتهم( لماذا قتلوك؟؟) فجاءني الرد موحشاً و بارداً ( بأنهم يقتلون بلا سبب!!)...

    عذراً يا صديقي و انا اخاطبك و افرض عليك صداقتي من غير سابق معرفة تجمعنا ... و انا الذي انضويت تحت راية حزبنا قبل ايام قليلة... لعلها لا تكمل العشر ... من رحيلك ... ايام لا تعد على اصابع اليدين ثم عايشنا فجيعة حزبنا في رحيلك و نحن لا نزال يفعاً في قطاع الثانويات نتعرف على جراحات يوليو و نحسب بانا قد صرنا رفاق الشهداء و نحلم بالثأر لهم و نعد العصافير بانها ستغني يوماً ما لحن العدالة في وطن حر ... فاعتصرناك جرحاً جديداً على الامنا ... و طفقنا نندب في دواخلنا حظ جيلنا الذي لم يشهد عصر زملاء الزمان البهي ...ليُفجع في بدء رحيل الرائعيين من مجايليه. فغنياك زميلاً و اتخذناك رمزاً يمنحنا التماسك في لحظات التوجس و قبل الانهيار ... و نسينا دمك المهدور... و ما ابشع ما نسينا

    الم تكن انت ذاك الذي تقرأ كافكا و تحلم بأن للخرطوم قمر و أن للخرطوم شجر و ربيع سيأتي و تحب و تنسى ككل البشر ... فمالك تودعنا و تلوح مبتعداً قبل أن نأتي و تسند التعب الاخير فوق الحجر ... و نحن نهرول تجاه الجنازة نعد القبر و الزهر و الشاهدة .

    لكم تتشابه تلك الاغاني التي ودعتك نازفاً و كل الاغاني التي سيرت كل شهيد رسم بدمه خطوات جديدة في درب التقدم الي (المستقبل الرائع)... كل الرفاق... "الفاتو لحدي الموت قدامنا" و مروا على الباب اسرى و قتلى ... فاخبرنا هل وجدت مملكة الله احلى ؟؟ فما زال في الدربِ دربٌ طويل و زملاءٌ كثر يختزنون اشواقهم للقياك...

    كنت كما وردنا في سيرتك –عليك السلام– تحب تلك الاسترخاءة المسائية متنسماً بعض دعاش (سطوح الداخلية)...متأملاً نجوم سماءٍ حزينة لكن ... الا يقتلون هنا ايضاً يا صديقي ... او يقتلونك حين تمر ... او حين تحلم فانهم يقتلون بلا سبب ... و يبقى السؤال من هم يا صديقي او بالاصح (ما هم) ... أهم بشر مثلنا و (اولاد ناس)... تربوا مثلنا في هذه البلاد على اخلاق اهلها ... أخبرني يا صديقي هل ترعرعوا في (فريق) او (حلة) او (حوش) في هذه المليون ميل الممتدة. اخبرني يا محمد و انت في البرزخ وراء حجاب هل تنام اعينهم ليلاً و هل هم كبقية خلق الله لهم ضمير يسائلهم حين تخلو بهم نفوسهم ...عذراً يا صديقي لكن صمتك مستحيل.

    و اراك ... في عين الحقيقة متجلياً . واقفاً بين موتك معنا ، تحتسي كوباً من الشاي في شارع المين و( تخمس سيجارة) كي تزيح ظلال الموت بعيداً عن مجلسنا لبعض الوقت ... و على كتف معطفك تحتمي فراشة حمراء من رذاذ بعض المطر ، و نسمعك تشرح لها في صبر كيف ترحل الخرطوم جنوباً نحو الفاصل المداري في اغسطس و لذلك تحتجب الشمس و تسقط الازهار و لكن كل هذا لا يسلب منها حقها في الحياة و الحلم بالربيع ... فيعتصرنا الجرح و نشيح بوجهنا فنصطدم بصورتك مبتسماً في الملصقات في ثقة من عرف اليقين و تدهمنا اسماء القتلة ماثلة امامنا فيسحقنا الالم و يسحقنا الخجل...فاعذرنا يا صديقي فما انصفناك ...ما انصفناك ...ما انصفناك

    ألم نتسأل لماذا يريدون أن يقتلوه ... و على الخريطة يرتمي شهداءٌ كثيرون فوق الجدار ... الم يكن من حقه أن يسير على شارع من تراب و يسرق من الزمان الغضوب لحظة فرح حين التخرج ... اما كان له أن ينام ككل القطط على ظل حائط و هو الذي كان يرى ما نراه و ما لا يراه اولو الامر الطفيلي فينا و يقول الكلام الذي ينتقي من غموض الفصول وضوح النصال ليقول الكلام الذي لا يقال... و بوكد على الارض و عند ميقات الفعل الحقيقي بان سبيل النضال يمحو المحال و يصنع الغد رغم انف الصندوق ...
    و لكن ...ماذا في وسع الغستابو لمناضل غير الموت1


    أحقاً أن هذا الموت حقٌ و أن البحر يطويه الاصيل
    و أن مساحة الاشياء صارت حدود الروح مذ غاب الدليل
    صديقي يا صديقي يا صديقي أتعلم أن موتك مستحيل2
    أمجد فريد الطيب
    اغسطس 2007


    1- نجيب سرور في وصف مقتل فوتشيك على ايدي جهار الغستابو النازي
    2- محمود درويش (اللقاء الاخير في روما)
                  

08-24-2007, 07:23 PM

Abdelmoniem ALHAJ
<aAbdelmoniem ALHAJ
تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام (Re: Amjed)

    ماذا في وسع الغستابو لمناضل غير الموت
    أمجد
    لكن بوسع من بقي حياً الكثير
    هذا الثوري ما نشد سوى التغيير.. التغيير للأجمل
    بوسعنا أن نرتاد ذات الدرب ونوقد ذات الشموع
    ولنظل ماشين في ذات السكة نمد
    وحتماً سيأتي التغيير
    حينها يمكن أن نلتقي محمد عبدالسلام بذات الإبتسامة التي رسمها آخر مرة.
                  

08-25-2007, 10:23 AM

محمد عبدالغنى سابل

تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام (Re: Abdelmoniem ALHAJ)

    هادئا كان اوان الموت
    عاديا تماما
                  

08-25-2007, 12:42 PM

محمد عبدالغنى سابل

تاريخ التسجيل: 08-16-2007
مجموع المشاركات: 690

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام (Re: محمد عبدالغنى سابل)

    3 ( الثلاثاء ٧ أغسطس ٢٠٠٧ الموافق ٢٣ رجب ١٤٢٨ ه/ العدد ( ٢٠٣٦3 ( الثلاثاء ٧ أغسطس ٢٠٠٧ الموافق ٢٣ رجب ١٤٢٨ ه/ العدد ( ٢٠٣٦
    öO² ÁuHB½√ UË UÎ OÒ Š ÁuLKþ
    VeF« UHK
    خلفية المحنة
    كشفت الراسماليه الطفيلية الإسلامية
    بإنقلابها علي النظام الديمقراطي في ٣٠
    يونيو ١٩٨٩ عن وجهها الكالح وطبيعتها
    الإستغلاليه،عدائها المميت لجماهير الشعب
    السوداني المنتجة ومؤسساتها الديمقراطية
    التي بنتها في مسيرة نضالها الطويل
    والمستمر.سعت الطفيلية منذ إستيلائها
    علي مقاليد السلطة السياسية الي تأمين
    مصالحها السياسية والإقتصادية ، وانتهجت
    في ذلك اقبح واسوأ وابشع الاساليب الأمنية
    والعسكرية التي عرفها الإنسان السوداني في
    تاريخه الحديث.
    و كجزء من عمليات التخريب الممنهجة
    التى إتبعها النظام الاسلامي الطفيلي
    تجاه مؤسسات الشعب، كان لحركة الطلبة
    ومؤسساتها الديمقراطية نصيبها الوافر
    ، حيث كانت البداية في العام ١٩٨٩ ، وهو
    العام الذي انعقد فيه مؤتمر التعليم العالى
    الذى خرج منه منظروا النظام الفاشي باسوأ
    القرارات التي اضرت بحاضر ومستقبل
    التعليم في البلاد، خرج من سدنة النظام
    الطفيلي بالقضاء علي كافة الحقوق الاساسيه
    للطلاب .بدأوا بحرمانهم من حقهم المستحق
    في السكن والإعاشة والترحيل ...من توصيات
    ذلك المؤتمر سئ الذكر ، تم إنشاء صندوق دعم
    الطلاب كآلية ناجعة لتصفية السكن والإعاشة
    واذلال جماهير الحركة الطلابية ...ومن ثم آلت
    ملكية الداخليات إلي الصندوق بدلاً عن عمادة
    شئون الطلاب بالرغم من تاريخها المشرف في
    إدارتها بكفاءة مشهودٍ بها .
    تتغُير الأنظمة وتزول ، بهذه الطريقة أو
    تلك ، وحدها الأوطان تبقى . ولكن إستمرار
    إستهداف حركة الطلاب ومؤسساتها
    التاريخية يصبح جريمة , العقاب الصارم
    والبليغ فيها هو ماهو واقع وليس ما سيقال !
    فاستهداف حركة الطلبة التي نعيشها لم ولن
    تكون في مصلحة عموم أهل السودان ،بل
    هي لمصلحة بعض الطفيليين الخانغين علي
    أرثها شعبنا الحضاري وتقاليده الديمقراطية
    الراسخة ..
    بداية المواجهة ديسمبر ١٩٨٩
    لأن الطلاب هم أبناء هذا الشعب الأبي
    ،الشعب الذي قهر الظلم ودك حصون االطغاة
    في ١٩ ٦٤ و ١٩٨٥ ، الشعب الذي قال لا في
    وجه مغتصبي السلطة السياسية ، ولأن
    كل السياسات التي وضعتها السلطة كانت
    تستهدف منارات قلاع الوعي في البلاد . حتم
    علي الطلاب عبر منظماتهم الطلابية التصعيد
    والتعبير عن مواقفهم.
    اعلنوا الصدام المباشر مع السلطة الفاشية
    في مسيرات هادرة تجوب شوارع الخرطوم
    ( ديسمبر ١٩٨٩ ) معلنين رفضهم التام لكافة
    سياسات النظام وعلي وجه الخصوص التي
    خرج بها المؤتمر .
    فزع سدنة النظام الطفيلي فهرولوا الي
    وضع الأسترتيجيات الأمنية والعسكرية
    لمواجهة الطلاب وسخروا كافة إمكانيات
    الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية
    لكسر شوكة الحركة الطلابية، ٩٠ وبأي ثمن
    ؛ طالما ذلك يؤمن لهم مصالحهم السياسية
    والاقتصادية.واطلقو العنان للاجهزة الأمنية
    وعناصرها من طلاب الاتجاه الاسلامي لتفعل
    ماتشاء بالطلاب. و نتيجة لعنف الدولة
    والافراط في القوة الذي أتى بمباركة من طلاب
    الإتجاه الإسلامي (إتحاد التجاني المشرف).
    حصدت السلطة روح الشهيد بشير على يد
    أحد كوادرها والشهيد سليم و الشهيدة التاية
    بجامعة الخرطوم .
    صندوق دعم الطلاب
    انشاء الصندوق القومي لدعم الطلاب , فرض
    واقع جديد فى الجامعات والمعاهد العليا.
    وكان السكن (بالقروش) بدلاً عن السكن
    المجاني اولي المشكلات التي واجهت الطلاب
    ، وعانوا ويلاتها وعلي وجه الخصوص
    طالبات وطلاب الاقاليم، ووصلت قيمة رسوم
    ٢٥ الف جنية سودانى ( السكن حينها( ١٩٩٨
    ( وقد كانت ”مبلغ وقدره“ فى سنين الانقاذ
    الاولى) وهو رقم كبير جداً شكل عبئاً ثقيلا
    علي الاسر. وما هو معلوم أن الذين يسكنون
    الداخليات كانو من ابناء الاسر محدودة
    الدخل وهو الامر الذي لم يكن ذا إعتبار لسدنة
    الطفيلية .
    الواقع المرير
    هذا الواقع فرض مواجهات من قبل الطلاب
    بدأت بمذكرات بسيطة تطالب بتقسيط الرسوم
    او تاجيلها او صيانة الغرف والمرافق الصحية
    فلم تجد تلك المذكرات الا التجاهل التام من
    الصندوق وازاء هذه الاوضاع السيئة ومع
    مرور الزمن ابتدعت الحركة الطلابية فكرة
    اقتحام الداخليات بالقوة لانتزاع حقوقها من
    ادارة الصندوق، حدث هذا فى العام ١٩٩٧
    بنجاح كامل وتمكن الطلاب من السكن ذلك
    العام وتكرر نفس الموقف فى العام ( ١٩٩٨
    ) فاقتحموا مكاتب ومخازن إدارة الصندوق
    عنوة ليتوزعوا بينهم ”المَرَاتِب“ و“المراوح“
    و“لمبات النور“، ثم تفرقوا إلى غرف
    الداخليات .. .
    ليلة الغدر
    هزيمة سدنة واذيال النظام النكراء للمرة
    الثانية علي التوالي,في معركة اقتحام
    مكاتب ومخازن الصندوق وانتصار
    جماهير الحركة الطلابية بجامعة
    الخرطوم وانتزاع حقوقهم. ارعبت
    وزلزلت اركان النظامي الفاشي . قرر
    القتلة الانتقام من الطلاب فاتوا بقوات
    الأمن العام، قوات البوليس والطلبة
    الإسلاميين مدججين بالسلاح .أغارت
    هذه الجماعات على داخليات الطلبة
    حوالي الثالثة صباح الثلاثاء ٤ أغسطس
    ١٩٩٨ هدفها الإنتقام والتنكيل بالشرفاء
    من ابناء هذا الشعب من قاموا بعصيان
    قرار السلطة والسكن عنوة وإقتدار رغم
    انف الاسلاميين والطفيليين . في الوقت
    الذي انهالت هراوات الملثمين المأجورة
    على رؤوس الطلبة ضرباً مبرحاً بينما
    تلصص الطلبة الإسلاميون النظر بحثاً
    عن زملائهم من عضوية التنظيمات
    الديمريقراطية.
    وجد الإسلاميون الزميل محمد عبد
    السلام عضو مركزية الجبهة الديمقراطية
    بالجامعة نائماً غرير العين مرتاح
    الضمير منتشي بنشوة الانتصار فوق
    مرتبته التي انتزعها بقوة من سدنة
    النظام . بجوار محمد على سطح المناهل
    كان إثنان من رفاق دراسته، فاقتلعه
    القساة من مخدعه ذاك . ليقتاد رجال
    الأمن ثلاثتهم إلى غيهب عاد منه الإثنان .
    نحن البنون نحن البنون ...
    ولد شهيدنا في ٢٤ سبتمبر ١٩٧١ وتتلمذ
    في مدارس مدينة ود مدني: الدباغة الابتدائية،
    الهوارة المتوسطة، ومدني الثانوية حتى
    التحق بكلية القانون، جامعة الخرطوم في
    العام ١٩٩٥ . ما أكمل محمد دراسته فقد قعد
    به نضال مر ثمنه كان حياته عن نيل وثيقة
    البكالوريوس، لكنه نال مكاناً أبدياً في ذاكرة
    رفاقه وشعبه حيث انتهت حياته القصيرة
    نهار الثلاثاء ٤ أغسطس ١٩٩٨ في أحد بيوت
    الأشباح التابعة للسلطة جراء ضربات متتالية
    على رأسه بآلة حادة وتعذيب بدت آثاره على
    جسده حروقاً وجروحاً. ما ارتكب شهيدنا
    حاشاه جناية ولا استغل منصباً كان له، ما فسد
    فأفسد، ما رشى وارتشى، ولا نهب ولا سرق،
    ما اختلس، ولا ضر فأضر. الحق أن محمد عبد
    السلام اغتيل وهو يدافع عن ”مَرَاتِب“ للنوم.
    عز على الدولة السودانية أن تكون له ولزملائه
    وزميلاته من ساكني داخليات الوسط. هكذا
    في بلادي لا تتعدى قيمة المرء الفراش الذي
    عليه ينام، وهذا قياس لو تعلمون جد لئيم.
    القتلة يحيكون المؤامرة
    في الساعات الأولى من صباح الأربعاء ٥
    أغسطس ١٩٩٨ وصلت مدينة ود مدني سيارة
    اسعاف تابعة لمستشفى الخرطوم تحمل
    جثمان ابن المدينة الباسل الشهيد محمد عبد
    السلام بابكر. في صحبة الجثمان كان السيد
    مدير جامعة الخرطوم والسيد عميد الطلاب
    آنذاك يحملان لذويه تفسيراً لموت ابنهم
    مفاده أنه توفى ضحية أحداث عنف بين طلاب
    الجامعة أو هكذا قالوا. كان محافظ الجزيرة قد
    نقل خبر الموت إلى أسرة محمد آخر ساعات
    ليل الثلاثاء ٤ أغسطس ١٩٩٨ أما الأكاديميون
    كما هو دأبهم فتولوا الشرح والتبرير.
    لا نغنيك لكنا نناضل
    أما شهيدنا فآخر عهده بالدنيا التي نعرف
    كان شفق خرطومي أطل عليه فوق سطح
    أسمنتي يشرف منه على جامعة الخرطوم. لنا
    أن نتخيل ما الذي طاف بذهن شهيدنا والموت
    مطبق فكه عليه بفعل بني جلدته وزملاء
    دراسته، ذنبه ”مَرْتَبة“. عادت به خارطة حياته
    القصيرة ربما إلى حضن أم رحب في حي
    الدباغة وهو بعد يرتع في لهو الطفولة البديع،
    أو ربما إلى صوت ماكينة الخياطة خاصة أبيه
    الترزي المعروف في سوق ود مدني الكبير.
    لربما استعاد شيئاً من ”الدُعَاش“ الأسري بين
    شقيقات له وأشقاء، أو انغمس في ذكرى حب
    جاشت به نفسه حيناً من زمانه اللئيم.
    غاب عنه كل هذا ربما ومرت بذهنه غبطة
    الانتماء لنفر من الصديقات والأصدقاء
    يشاطرونه الخبرة والحياة، أو نشوة الجماعة
    في ”شلل“ الزملاء والزميلات. من يدري، أجالت
    بذهنه جمل القانون الرتيبة أو مقاطع شعر
    خصها لصراخ ”الكولنغ“ في ممرات الجامعة
    ودروبها، أو ربما استحضر بنوداً من اللائحة
    والبرنامج أو بعضاً من ”جارغون“ النشاط
    السياسي. عله كان النيل هادراً ذلك الحين
    في عقله الشاب أو صوراً تماثله لجمع الطلبة
    في ”الأركان“. لن نعلم أبداً، هل صرخ من ألم
    الحياة وضنك الحرية، هل غفر لحظة موته
    لقاتليه أم سمهم بعين النصر وراحة الأبدية.
    مهما كان، غادر شهيدنا على عجل تاركاً وراءه
    ”المَرْتَبة“ فقد استعجلوه وما كان في خاطره
    أنه آخر صباح.
    تصور ربما أن درب حياته طويل يصله إلى
    وطن خير ديموقراطي، وهو كذلك لا محالة فقد
    انتصر بزهو على موته الفردي ليسكن حياتنا
    الجماعية إلى الأبد. أكثر ما يحير شأن قاتليه،
    بما هم بشر لا بد تصوروا دافعاً ولو حتى
    فوضوياً لقتله. جردوه من إنسانيته وجعلوه
    في الخيال شيطاناً رجيماً يرجمونه بغرض
    العبادة إذ دنس لهم مقدساً، أو حائطاً هاملاً
    يهدمونه بغرض التوسعة إذ ضيق عليهم
    فسيحاً، أو حشرة كسول يدهسونها غرض
    الملهاة إذ بها ضجروا. بفعلتهم نفوا عن
    أنفسهم أسباب الانسانية وليس في خيالهم
    أو جرمهم ما ينزع عن شهيدنا ثوب بسالته
    ونبله فهو الإنسان على الحقيقة وهم محض
    قتلة وكفى. ومحمد في قبره ينعم بالأبدية،على
    جسده شهادة تعذيبه واغتياله، إتجه ذووه
    إلى الدولة التي فاضت روحه الكريم ثمناً
    ”لمَرْتَبَتها“ علهم يجدون في مؤسساتها
    انصافاً وعدلاً ليستقيم الميزان بين القتيل
    وقاتله.
    بلاغ جنائي
    عليه تقدم ”اولياء الدم“ ببلاغ إلى بوليس
    جنايات كوبر بموجب المادة ( ١٣٠ ) من القانون
    الجنائي السوداني لسنة ١٩٩١ م (القتل العمد)
    ٩٨ . إلى هذا البلاغ ضُمت عريضة / رقمه ١٩٤٣
    دعوى جنائية بتاريخ ١٢ اغسطس ١٩٩٨
    قدمت لدى نيابة الخرطوم شمال تحوي اتهاماً
    رسمياً إلى ١٢ فرد معلومة اسماءهم وجهاتهم
    مدونة. إثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيق من
    وزارة العدل وديوان النائب العام مهمتها
    المعلنة مباشرة التحري في حيثيات البلاغ.
    دون تطويل، انسدت عند هذا الحد دروب
    العدالة وأغلقت بوابتها رغم طلبات عديدة
    تقدمت بها هيئة الإتهام إلى لجنة التحقيق
    لتحديد ميعاد سماع الشهود ووكيل اولياء
    الدم، وشكاوى تقدمت بها ذات الهيئة إلى
    وزير العدل والنائب العام كان آخرها حسب
    ما علمت مذكرة بتاريخ ١٣ اغسطس ٢٠٠٣
    تطلب فيها هيئة الإتهام تشكيل لجنة تحقيق
    محايدة واستعجال السير في اجراءات البلاغ،
    مرفقة معها قائمة تضم توقيعات محامين
    وصحافيين وأصدقاء للشهيد.
    مشهد اخير
    نعود لشهيدنا في قبره لنقول دمت، ظلموك
    حياً وما انصفوك قتيلاً، ومن أنت، طالب فرد
    قضى دون حقه النوم على فراش داخليته،
    وهي بعض من خير شعبه الوفير. ما الدستور
    وما القضاء وما وثيقة الحقوق وما ثرثرة
    الديموقراطية وزعيق الحريات، ما الذقون
    والعمائم والملافح، ما الكارفتات والقبعات
    المعاطف، ما حلل التشريف وديباج السلطة
    وتاج الرئاسة، ما الحياة وما الموت والشهيد
    في قبره تنضح جروحه بميسم قاتليه وسأم
    الكلام، وفي الحلم ”مَرْتَبة“؟ أفيدونا جزاكم
    الله خيراً! لنا جميعاً، لقاتليه، ولظالميه حكمة
    صلاح المرسلة: آخر العمر طويل أم قصير،
    كفن من طرف السوق وشبر في المقابر.
    يوميات الأحداث
    ≠∫±ππΠØΠر X «
    رفع التجمع الوطني الديمقراطي مذكرة
    احتجاج لادارة الصندوق يطالبه فيها
    باسكان الطلاب دون رسوم , مع تحسين
    ظروف الداخليات وامهلته ٤٨ ساعة للرد
    علي هذه المطالبة ، محذرا من ان رد الطلاب
    سيكون قويا في حال تجاهل مطالبهم ٠
    ≠∫ ±ππΠØΠØ≥ sOMô«
    في الصباح خاطب التجمع الوطني
    الديمقراطي الطلاب , طارحا خيار الحركة
    الطلابية الوحيد اذا لم يستجب الصندوق
    للمطالب ٠ بعد انتهاء المخاطبة , تحركت
    جموع الطلاب في مسيرة هادرة الي مباني
    الصندوق لاستلام الرد،وكما هو متوقع لم
    يكن مسؤول الصندوق متواجدا وهرب صغار
    الموظفين من امام جماهير الطلبة . ولم يكن
    هناك بد من اقتحام المخازن والتي تكدست
    فيها عدة السكن، وتم توزيع المراوح ولمبات
    الاضاءة علي الطلاب ٠
    ±ππΠØΠØ¥≠∫¡Uö«
    الساعة الثالثة صباحا قامت مجموعة كبيرة
    من قوات الشرطة والامن بقيادة نقيب شرطة
    مصحوبة بعدد من طلاب الاتجاه الاسلامي ،
    باقتحام داخليات الوسط ٠ ايقظت الطلاب
    من نومهم بالضرب والبمبان وأحرقت بعض
    الغرف وقفز الطلاب المرعوبين من الطابق
    الثالث بالداخلية نهب العساكر محتويات
    الغرف ومتعلقات الطلاب ، ثم ارشد طلاب
    الاتجاه الاسلامي علي الزميل محمد عبد
    السلام فأقتيد مع طالبين – من سطوح داخلية
    المناهل , واعتقل في احد بيوت الاشباح
    التابعة لطلاب الاتجاه الاسلامي ، وعذب
    بقسوة وذلك بالضرب علي راسه بالة حادة
    مرات متكررة ، والكي بالنار علي اجزاء
    متفرقة من جسده حتي استشهد في منتصف
    نهار هذا اليوم ٠
    الساعة الثانية عشر ظهرا : خاطب التجمع
    الوطني الديمقراطي الطلاب , حاثا اياهم
    علي الوقوف بصلابة امام محاولات السلطة
    اليائسة لسلبهم انتصارهم ، بعدها سيرت
    مسيرة ضخمة ضمت معظم طلاب الجامعة
    الي مكاتب الادارة ، وسلمت مذكرة الي المدير
    الزبير بشير طه تطالبه بالتدخل لاطلاق
    سراح المعتقلين .اثناء انتظار الطلاب
    لخروج ممثليهم من لقاء المدير شوهد مدير
    الامن الطلابي يخرج من مكتب المدير ٠
    ٠٠ الساعة الثالثة عصرا : تم اطلاق سراح
    الطالبين الاخرين , دون معرفة مصير الزميل
    محمد عبد السلام ٠
    ٠٠ الساعة الحادية عشر مساء : نقل
    جثمان الزميل (سرا) بواسطة جهاز الامن
    الي حوادث مستشفي الخرطوم وعندما
    رفض الطبيب المناوب استلام الجثمان دون
    استخراج اورنيك ٨ ، تم ارغامه علي كتابة
    شهادة وفاة ناقصة دون فحص الجثة ٠
    ≠∫±ππΠØΠØμ ¡UF—ô اا
    ٠٠ الساعة الثانية والنصف صباحا : نقل
    الجثمان الي مدني في عربة اسعاف مستشفي
    الخرطوم بصحبة نائب مدير الجامعة انذاك
    عبد الملك ٠٠٠ وعميد الطلاب ، انذاك ،ابراهيم
    عبد السلام بالاضافة الي وكيل الجامعة ٠ تم
    اخبار اسرة الشهيد بواسطة نائب المدير
    انذاك عبد الملك أن ابنهم قد توفي في احداث
    عنف بين طلاب الجامعة ، ولم يصدق اهل
    الشهيد الرواية وعندما كشفوا الجثة وجدوا
    اثار الضربات علي الراس ،وتشوهات غائرة
    في الجسد ، ودماء متخثرة . رفض طبيب
    المستشفي الحضور للكشف علي الجثة تحت
    ضغط جهاز الامن ٠
    ٠٠ الرابعة والنصف صباحا : علمت الجبهة
    الديمقراطية بخبر الاغتيال ٠
    ٠٠ التاسعة صباحا : علقت الجبهة
    الديمقراطية نشرة حائطية لاعلام الطلاب
    بالحدث ٠ انتشر الخبر في الجامعة ٠
    ٠٠ الثانية عشر ظهرا: اعلنت الجبهة
    الديمقراطية عن مخاطبة ، فتحت لتنظيمات
    التجمع وتم ابلاغ الطلاب تفاصيل الاغتيال ٠
    وطرح التجمع الوطني الديمقراطي تكتيكاته
    لخوض المعركة ٠
    ٠٠ تم ابلاغ مكتب المحامي غازي سليمان
    واوكلت الجبهة الديمقراطية لمحامي التحالف
    الوطني لاسترداد الديمقراطية مهمة فتح بلاغ
    نيابة عن اولياء الدم ٠
    ٠٠ الواحدة والنصف ظهرا : خرجت الخرطوم
    في مظاهرة عنيفة تصدت باستبسال لقوات
    الشرطة واجبرتهم علي التراجع حتي مشارف
    السوق العربي ٠
    fD??? « s??? ”oeU??? « f???OL«
    الساعة التاسعة والنصف : مخاطبة
    طلابية كبيرة ,الثانية عشر ظهرا: حاول
    اذيال النظام التحرش بمخاطبة جماهرية
    للطلاب , تصدى لهم الطلاب بقوة وبسالة
    من ثم خرج الطلاب للشارع بالتضامن مع
    الجامعات الأخرى فى مظاهرة ضخمة فى
    السوق العربى ومنطقة البوستة امدرمان
    fD??? « s??? s???U« X ??? «
    تمت محاصرة الجامعة باعداد ضخمة من
    قوات الاحتياطى المركزى والامن ومنعت
    الطلاب من الدخول للجامعة.الثانية عشر
    والنصف ظهرا: مخاطبة طلابية فى كلية
    الطب بعدها خرج الطلاب فى مظاهرة
    كبيرة تحركت من الكلية والى السوق
    العربى وحتى جامعة النيلين (الفرع سابقا)
    fD??? « s??? l???U« b???ô«
    ١٩٩٨٠ امام نيابة / تم فتح بلاغ بالرقم ١٩٤٣٠
    جنايات كوبر ووجة الاتهام رسميا لاحدى
    عشر شخصا منهم اربعة طلاب من تنظيم
    السلطة .
    fD??? « s??? d???UF« s???OMô«
    تم احتلال الجامعة بواسطة كتائب من تنظيم
    السلطة وكانت تسمى بكتائب الطيارين
    وحوصرت من الخارج بالبوليس ،اقام اذيال
    النظام (الكيزان) مخاطبة وانكروا قتلهم
    للشهيد وادعوا انها تصفيات داخلية تخص
    الشيوعيين ولكنهم لاحقا اصبحوا يفتخرون
    بما تم لمحمد عبد السلام ويهددوا بتكراره
    لكل من تسول له نفسه بمقاومة النظام.
    fD??? « s??? d???A ÈoeU???« ¡U???ö«
    بمعاونة التجمع الوطنى الديمقراطى تم نقل
    المظاهرات للاحياء السكنية لفك الاختناق
    عن الجامعة وقامت العديد من المظاهرات
    فى الكلاكلة والحاج يوسف وامدرمان وكانت
    المظاهرات تستمر فى بعض الاحيان حتى
    وقت متاخر ليلا كما حدث فى حى العمدة
    وحى العرب وبيت المال وامبدة واستمرت
    هذة المظاهرات حتى الاسبوع الثالث من
    اغسطس مما ساهم فى نشر الخبر لوكالات
    الانباء العالمية.
    ودمدني
    اختارت ود مدنى طريقتها الخاصة فى
    استقبال جثمان ابنها، فلم تترك الامر للطلاب
    وحدهم وكأن الفجيعة والماساة صهرتهم
    فى قالب واحد خرجوا به الى الشارع، فمنذ
    لحظة سماع الخبر ظل المواطنون يرابطون
    بمنزل محمد عبد السلام، لينظموا المواكب
    والمظاهرات حتى منتصف الليل واشتد
    الغضب بالمواطنين لدرجة ان حاصروا مكتب
    ١١٤ او ( السراية) التابع لجهاز الامن العام
    وطالبتهم ان يطلقوا سراح الطلاب المعتقلين
    من جامعة الجزيرة (كانت السلطة قد اعتقلت
    طلاب من جامعة الجزيرة فى هذه الاحداث
    )وواصل المواطنون حصارهم الى ان تم
    اطلاق سراح الطلاب المعتقلين وفى هذه
    الاثناء واصل الطلاب فى جامعة الجزيرة
    مظاهراتهم حتى اضطرت ادارة الجامعة الى
    مصادرة النشاط السياسى فى الجامعة يوم
    . ١٩٩٨/٨/١٦
    مناشدات
    نناشد جميع الطلاب الذين كانو شهود اعيان
    للاحداث والطلاب الذين كانوا في سطوح
    داخلية المناهل والطالبان اللذان اعتقلا مع
    الشهيد محمد وزملاؤه واصدقاؤه والسيد
    نائب مدير الجامعة انذاك والسيد عميد كلية
    القانون أنذاك والسيد عميد شئون الطلاب
    والسيد قائد الحرس الجامعي والسيد سائق
    العربة التي نقلت الشهيد الي ودمدني والطبيب
    الذي قام بتشريح جثة الشهيد ...الخ
    نناشدكم ونستحلفكم بالله و بكل ماهو
    مقدس لديكم: بان تصفوا ضمائركم وأن
    تعلنوا شهادتكم امام القضاء متي ما إستدعي
    ذلك ونشرها الان للجميع عبر وسائل الاعلام
    المختلفة .
    مطالبات
    نطالب الدوائر العدلية بالكشف عن تفاصيل
    جريمة الاغتيال بفتح ملف القضية كما
    نطالب جميع المنظمات والمؤسسات
    الديمقراطية العالمية منها والمحلية بعدم
    التعامل باي شكل من الاشكل مع كل من ورد
    اسمه في ملف الجريمة البشعة . كما نطالب
    من جميع المنادين بالديمقراطية والسلام
    الاجتماعي بالأصطفاف حتي يتم تقديم
    الجناة الذين أزهقوا اروح الطلاب في
    الجامعات السودانية وأذاقوهم كافة انوع
    العذاب منذ ١٩٨٩ الي يومنا هذا .
    زول لى طريقوا اختار .... اختارو دغرى عديل
    غير الغبش ما اختار..... جيهة عليها يميل
    ونواصل
    المراجع :
    كتيب الذكري الخامسة لاستشهاد الزميل محمد
    عبدالسلام
    مجدي الجزولي - جريدة الايام
    في الذكري التاسعة لاشتشهاد محمد عبدالسلام ( لا نغنيك لكنا نناضل )
    هاهما الظلم والاستبداد ، عاريان تلفح سؤاتهما
    ذاكرة التاريخ التي لاترحم كل الطغاة، كل نظام
    معاد للشعب . بديهي أن هجاء الاستبداد وتصوير
    خلفيته البشعة ، انما هو تنديد، غني ، وشديد
    الاقناع ، بكل مظاهر الاستبداد والوحشية التي
    تنفجر في عصرنا، هذا عصر نضال الانسان من
    أجل حياة أفضل . ووراء ذكرى شهيدناالبسيطة
    و العميقة والقوية تربض القوى الشعبية التي
    لاتنثني ولاتلين ،رغم كل أعمال الفتك والتنكيل .
    إنه الشعب الكبير ، رجاله ونساؤه (يأكلون بذور
    الموت ولا يموتون)كما يقول غوركي.
    تحرير : بكري سليمان
    öO² ÁuHB½√ UË UÎ OÒ Š ÁuLKþ
    VeF« UHK
    خلفية المحنة
    كشفت الراسماليه الطفيلية الإسلامية
    بإنقلابها علي النظام الديمقراطي في ٣٠
    يونيو ١٩٨٩ عن وجهها الكالح وطبيعتها
    الإستغلاليه،عدائها المميت لجماهير الشعب
    السوداني المنتجة ومؤسساتها الديمقراطية
    التي بنتها في مسيرة نضالها الطويل
    والمستمر.سعت الطفيلية منذ إستيلائها
    علي مقاليد السلطة السياسية الي تأمين
    مصالحها السياسية والإقتصادية ، وانتهجت
    في ذلك اقبح واسوأ وابشع الاساليب الأمنية
    والعسكرية التي عرفها الإنسان السوداني في
    تاريخه الحديث.
    و كجزء من عمليات التخريب الممنهجة
    التى إتبعها النظام الاسلامي الطفيلي
    تجاه مؤسسات الشعب، كان لحركة الطلبة
    ومؤسساتها الديمقراطية نصيبها الوافر
    ، حيث كانت البداية في العام ١٩٨٩ ، وهو
    العام الذي انعقد فيه مؤتمر التعليم العالى
    الذى خرج منه منظروا النظام الفاشي باسوأ
    القرارات التي اضرت بحاضر ومستقبل
    التعليم في البلاد، خرج من سدنة النظام
    الطفيلي بالقضاء علي كافة الحقوق الاساسيه
    للطلاب .بدأوا بحرمانهم من حقهم المستحق
    في السكن والإعاشة والترحيل ...من توصيات
    ذلك المؤتمر سئ الذكر ، تم إنشاء صندوق دعم
    الطلاب كآلية ناجعة لتصفية السكن والإعاشة
    واذلال جماهير الحركة الطلابية ...ومن ثم آلت
    ملكية الداخليات إلي الصندوق بدلاً عن عمادة
    شئون الطلاب بالرغم من تاريخها المشرف في
    إدارتها بكفاءة مشهودٍ بها .
    تتغُير الأنظمة وتزول ، بهذه الطريقة أو
    تلك ، وحدها الأوطان تبقى . ولكن إستمرار
    إستهداف حركة الطلاب ومؤسساتها
    التاريخية يصبح جريمة , العقاب الصارم
    والبليغ فيها هو ماهو واقع وليس ما سيقال !
    فاستهداف حركة الطلبة التي نعيشها لم ولن
    تكون في مصلحة عموم أهل السودان ،بل
    هي لمصلحة بعض الطفيليين الخانغين علي
    أرثها شعبنا الحضاري وتقاليده الديمقراطية
    الراسخة ..
    بداية المواجهة ديسمبر ١٩٨٩
    لأن الطلاب هم أبناء هذا الشعب الأبي
    ،الشعب الذي قهر الظلم ودك حصون االطغاة
    في ١٩ ٦٤ و ١٩٨٥ ، الشعب الذي قال لا في
    وجه مغتصبي السلطة السياسية ، ولأن
    كل السياسات التي وضعتها السلطة كانت
    تستهدف منارات قلاع الوعي في البلاد . حتم
    علي الطلاب عبر منظماتهم الطلابية التصعيد
    والتعبير عن مواقفهم.
    اعلنوا الصدام المباشر مع السلطة الفاشية
    في مسيرات هادرة تجوب شوارع الخرطوم
    ( ديسمبر ١٩٨٩ ) معلنين رفضهم التام لكافة
    سياسات النظام وعلي وجه الخصوص التي
    خرج بها المؤتمر .
    فزع سدنة النظام الطفيلي فهرولوا الي
    وضع الأسترتيجيات الأمنية والعسكرية
    لمواجهة الطلاب وسخروا كافة إمكانيات
    الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية
    لكسر شوكة الحركة الطلابية، ٩٠ وبأي ثمن
    ؛ طالما ذلك يؤمن لهم مصالحهم السياسية
    والاقتصادية.واطلقو العنان للاجهزة الأمنية
    وعناصرها من طلاب الاتجاه الاسلامي لتفعل
    ماتشاء بالطلاب. و نتيجة لعنف الدولة
    والافراط في القوة الذي أتى بمباركة من طلاب
    الإتجاه الإسلامي (إتحاد التجاني المشرف).
    حصدت السلطة روح الشهيد بشير على يد
    أحد كوادرها والشهيد سليم و الشهيدة التاية
    بجامعة الخرطوم .
    صندوق دعم الطلاب
    انشاء الصندوق القومي لدعم الطلاب , فرض
    واقع جديد فى الجامعات والمعاهد العليا.
    وكان السكن (بالقروش) بدلاً عن السكن
    المجاني اولي المشكلات التي واجهت الطلاب
    ، وعانوا ويلاتها وعلي وجه الخصوص
    طالبات وطلاب الاقاليم، ووصلت قيمة رسوم
    ٢٥ الف جنية سودانى ( السكن حينها( ١٩٩٨
    ( وقد كانت ”مبلغ وقدره“ فى سنين الانقاذ
    الاولى) وهو رقم كبير جداً شكل عبئاً ثقيلا
    علي الاسر. وما هو معلوم أن الذين يسكنون
    الداخليات كانو من ابناء الاسر محدودة
    الدخل وهو الامر الذي لم يكن ذا إعتبار لسدنة
    الطفيلية .
    الواقع المرير
    هذا الواقع فرض مواجهات من قبل الطلاب
    بدأت بمذكرات بسيطة تطالب بتقسيط الرسوم
    او تاجيلها او صيانة الغرف والمرافق الصحية
    فلم تجد تلك المذكرات الا التجاهل التام من
    الصندوق وازاء هذه الاوضاع السيئة ومع
    مرور الزمن ابتدعت الحركة الطلابية فكرة
    اقتحام الداخليات بالقوة لانتزاع حقوقها من
    ادارة الصندوق، حدث هذا فى العام ١٩٩٧
    بنجاح كامل وتمكن الطلاب من السكن ذلك
    العام وتكرر نفس الموقف فى العام ( ١٩٩٨
    ) فاقتحموا مكاتب ومخازن إدارة الصندوق
    عنوة ليتوزعوا بينهم ”المَرَاتِب“ و“المراوح“
    و“لمبات النور“، ثم تفرقوا إلى غرف
    الداخليات .. .
    ليلة الغدر
    هزيمة سدنة واذيال النظام النكراء للمرة
    الثانية علي التوالي,في معركة اقتحام
    مكاتب ومخازن الصندوق وانتصار
    جماهير الحركة الطلابية بجامعة
    الخرطوم وانتزاع حقوقهم. ارعبت
    وزلزلت اركان النظامي الفاشي . قرر
    القتلة الانتقام من الطلاب فاتوا بقوات
    الأمن العام، قوات البوليس والطلبة
    الإسلاميين مدججين بالسلاح .أغارت
    هذه الجماعات على داخليات الطلبة
    حوالي الثالثة صباح الثلاثاء ٤ أغسطس
    ١٩٩٨ هدفها الإنتقام والتنكيل بالشرفاء
    من ابناء هذا الشعب من قاموا بعصيان
    قرار السلطة والسكن عنوة وإقتدار رغم
    انف الاسلاميين والطفيليين . في الوقت
    الذي انهالت هراوات الملثمين المأجورة
    على رؤوس الطلبة ضرباً مبرحاً بينما
    تلصص الطلبة الإسلاميون النظر بحثاً
    عن زملائهم من عضوية التنظيمات
    الديمريقراطية.
    وجد الإسلاميون الزميل محمد عبد
    السلام عضو مركزية الجبهة الديمقراطية
    بالجامعة نائماً غرير العين مرتاح
    الضمير منتشي بنشوة الانتصار فوق
    مرتبته التي انتزعها بقوة من سدنة
    النظام . بجوار محمد على سطح المناهل
    كان إثنان من رفاق دراسته، فاقتلعه
    القساة من مخدعه ذاك . ليقتاد رجال
    الأمن ثلاثتهم إلى غيهب عاد منه الإثنان .
    نحن البنون نحن البنون ...
    ولد شهيدنا في ٢٤ سبتمبر ١٩٧١ وتتلمذ
    في مدارس مدينة ود مدني: الدباغة الابتدائية،
    الهوارة المتوسطة، ومدني الثانوية حتى
    التحق بكلية القانون، جامعة الخرطوم في
    العام ١٩٩٥ . ما أكمل محمد دراسته فقد قعد
    به نضال مر ثمنه كان حياته عن نيل وثيقة
    البكالوريوس، لكنه نال مكاناً أبدياً في ذاكرة
    رفاقه وشعبه حيث انتهت حياته القصيرة
    نهار الثلاثاء ٤ أغسطس ١٩٩٨ في أحد بيوت
    الأشباح التابعة للسلطة جراء ضربات متتالية
    على رأسه بآلة حادة وتعذيب بدت آثاره على
    جسده حروقاً وجروحاً. ما ارتكب شهيدنا
    حاشاه جناية ولا استغل منصباً كان له، ما فسد
    فأفسد، ما رشى وارتشى، ولا نهب ولا سرق،
    ما اختلس، ولا ضر فأضر. الحق أن محمد عبد
    السلام اغتيل وهو يدافع عن ”مَرَاتِب“ للنوم.
    عز على الدولة السودانية أن تكون له ولزملائه
    وزميلاته من ساكني داخليات الوسط. هكذا
    في بلادي لا تتعدى قيمة المرء الفراش الذي
    عليه ينام، وهذا قياس لو تعلمون جد لئيم.
    القتلة يحيكون المؤامرة
    في الساعات الأولى من صباح الأربعاء ٥
    أغسطس ١٩٩٨ وصلت مدينة ود مدني سيارة
    اسعاف تابعة لمستشفى الخرطوم تحمل
    جثمان ابن المدينة الباسل الشهيد محمد عبد
    السلام بابكر. في صحبة الجثمان كان السيد
    مدير جامعة الخرطوم والسيد عميد الطلاب
    آنذاك يحملان لذويه تفسيراً لموت ابنهم
    مفاده أنه توفى ضحية أحداث عنف بين طلاب
    الجامعة أو هكذا قالوا. كان محافظ الجزيرة قد
    نقل خبر الموت إلى أسرة محمد آخر ساعات
    ليل الثلاثاء ٤ أغسطس ١٩٩٨ أما الأكاديميون
    كما هو دأبهم فتولوا الشرح والتبرير.
    لا نغنيك لكنا نناضل
    أما شهيدنا فآخر عهده بالدنيا التي نعرف
    كان شفق خرطومي أطل عليه فوق سطح
    أسمنتي يشرف منه على جامعة الخرطوم. لنا
    أن نتخيل ما الذي طاف بذهن شهيدنا والموت
    مطبق فكه عليه بفعل بني جلدته وزملاء
    دراسته، ذنبه ”مَرْتَبة“. عادت به خارطة حياته
    القصيرة ربما إلى حضن أم رحب في حي
    الدباغة وهو بعد يرتع في لهو الطفولة البديع،
    أو ربما إلى صوت ماكينة الخياطة خاصة أبيه
    الترزي المعروف في سوق ود مدني الكبير.
    لربما استعاد شيئاً من ”الدُعَاش“ الأسري بين
    شقيقات له وأشقاء، أو انغمس في ذكرى حب
    جاشت به نفسه حيناً من زمانه اللئيم.
    غاب عنه كل هذا ربما ومرت بذهنه غبطة
    الانتماء لنفر من الصديقات والأصدقاء
    يشاطرونه الخبرة والحياة، أو نشوة الجماعة
    في ”شلل“ الزملاء والزميلات. من يدري، أجالت
    بذهنه جمل القانون الرتيبة أو مقاطع شعر
    خصها لصراخ ”الكولنغ“ في ممرات الجامعة
    ودروبها، أو ربما استحضر بنوداً من اللائحة
    والبرنامج أو بعضاً من ”جارغون“ النشاط
    السياسي. عله كان النيل هادراً ذلك الحين
    في عقله الشاب أو صوراً تماثله لجمع الطلبة
    في ”الأركان“. لن نعلم أبداً، هل صرخ من ألم
    الحياة وضنك الحرية، هل غفر لحظة موته
    لقاتليه أم سمهم بعين النصر وراحة الأبدية.
    مهما كان، غادر شهيدنا على عجل تاركاً وراءه
    ”المَرْتَبة“ فقد استعجلوه وما كان في خاطره
    أنه آخر صباح.
    تصور ربما أن درب حياته طويل يصله إلى
    وطن خير ديموقراطي، وهو كذلك لا محالة فقد
    انتصر بزهو على موته الفردي ليسكن حياتنا
    الجماعية إلى الأبد. أكثر ما يحير شأن قاتليه،
    بما هم بشر لا بد تصوروا دافعاً ولو حتى
    فوضوياً لقتله. جردوه من إنسانيته وجعلوه
    في الخيال شيطاناً رجيماً يرجمونه بغرض
    العبادة إذ دنس لهم مقدساً، أو حائطاً هاملاً
    يهدمونه بغرض التوسعة إذ ضيق عليهم
    فسيحاً، أو حشرة كسول يدهسونها غرض
    الملهاة إذ بها ضجروا. بفعلتهم نفوا عن
    أنفسهم أسباب الانسانية وليس في خيالهم
    أو جرمهم ما ينزع عن شهيدنا ثوب بسالته
    ونبله فهو الإنسان على الحقيقة وهم محض
    قتلة وكفى. ومحمد في قبره ينعم بالأبدية،على
    جسده شهادة تعذيبه واغتياله، إتجه ذووه
    إلى الدولة التي فاضت روحه الكريم ثمناً
    ”لمَرْتَبَتها“ علهم يجدون في مؤسساتها
    انصافاً وعدلاً ليستقيم الميزان بين القتيل
    وقاتله.
    بلاغ جنائي
    عليه تقدم ”اولياء الدم“ ببلاغ إلى بوليس
    جنايات كوبر بموجب المادة ( ١٣٠ ) من القانون
    الجنائي السوداني لسنة ١٩٩١ م (القتل العمد)
    ٩٨ . إلى هذا البلاغ ضُمت عريضة / رقمه ١٩٤٣
    دعوى جنائية بتاريخ ١٢ اغسطس ١٩٩٨
    قدمت لدى نيابة الخرطوم شمال تحوي اتهاماً
    رسمياً إلى ١٢ فرد معلومة اسماءهم وجهاتهم
    مدونة. إثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيق من
    وزارة العدل وديوان النائب العام مهمتها
    المعلنة مباشرة التحري في حيثيات البلاغ.
    دون تطويل، انسدت عند هذا الحد دروب
    العدالة وأغلقت بوابتها رغم طلبات عديدة
    تقدمت بها هيئة الإتهام إلى لجنة التحقيق
    لتحديد ميعاد سماع الشهود ووكيل اولياء
    الدم، وشكاوى تقدمت بها ذات الهيئة إلى
    وزير العدل والنائب العام كان آخرها حسب
    ما علمت مذكرة بتاريخ ١٣ اغسطس ٢٠٠٣
    تطلب فيها هيئة الإتهام تشكيل لجنة تحقيق
    محايدة واستعجال السير في اجراءات البلاغ،
    مرفقة معها قائمة تضم توقيعات محامين
    وصحافيين وأصدقاء للشهيد.
    مشهد اخير
    نعود لشهيدنا في قبره لنقول دمت، ظلموك
    حياً وما انصفوك قتيلاً، ومن أنت، طالب فرد
    قضى دون حقه النوم على فراش داخليته،
    وهي بعض من خير شعبه الوفير. ما الدستور
    وما القضاء وما وثيقة الحقوق وما ثرثرة
    الديموقراطية وزعيق الحريات، ما الذقون
    والعمائم والملافح، ما الكارفتات والقبعات
    المعاطف، ما حلل التشريف وديباج السلطة
    وتاج الرئاسة، ما الحياة وما الموت والشهيد
    في قبره تنضح جروحه بميسم قاتليه وسأم
    الكلام، وفي الحلم ”مَرْتَبة“؟ أفيدونا جزاكم
    الله خيراً! لنا جميعاً، لقاتليه، ولظالميه حكمة
    صلاح المرسلة: آخر العمر طويل أم قصير،
    كفن من طرف السوق وشبر في المقابر.
    يوميات الأحداث
    ≠∫±ππΠØΠر X «
    رفع التجمع الوطني الديمقراطي مذكرة
    احتجاج لادارة الصندوق يطالبه فيها
    باسكان الطلاب دون رسوم , مع تحسين
    ظروف الداخليات وامهلته ٤٨ ساعة للرد
    علي هذه المطالبة ، محذرا من ان رد الطلاب
    سيكون قويا في حال تجاهل مطالبهم ٠
    ≠∫ ±ππΠØΠØ≥ sOMô«
    في الصباح خاطب التجمع الوطني
    الديمقراطي الطلاب , طارحا خيار الحركة
    الطلابية الوحيد اذا لم يستجب الصندوق
    للمطالب ٠ بعد انتهاء المخاطبة , تحركت
    جموع الطلاب في مسيرة هادرة الي مباني
    الصندوق لاستلام الرد،وكما هو متوقع لم
    يكن مسؤول الصندوق متواجدا وهرب صغار
    الموظفين من امام جماهير الطلبة . ولم يكن
    هناك بد من اقتحام المخازن والتي تكدست
    فيها عدة السكن، وتم توزيع المراوح ولمبات
    الاضاءة علي الطلاب ٠
    ±ππΠØΠØ¥≠∫¡Uö«
    الساعة الثالثة صباحا قامت مجموعة كبيرة
    من قوات الشرطة والامن بقيادة نقيب شرطة
    مصحوبة بعدد من طلاب الاتجاه الاسلامي ،
    باقتحام داخليات الوسط ٠ ايقظت الطلاب
    من نومهم بالضرب والبمبان وأحرقت بعض
    الغرف وقفز الطلاب المرعوبين من الطابق
    الثالث بالداخلية نهب العساكر محتويات
    الغرف ومتعلقات الطلاب ، ثم ارشد طلاب
    الاتجاه الاسلامي علي الزميل محمد عبد
    السلام فأقتيد مع طالبين – من سطوح داخلية
    المناهل , واعتقل في احد بيوت الاشباح
    التابعة لطلاب الاتجاه الاسلامي ، وعذب
    بقسوة وذلك بالضرب علي راسه بالة حادة
    مرات متكررة ، والكي بالنار علي اجزاء
    متفرقة من جسده حتي استشهد في منتصف
    نهار هذا اليوم ٠
    الساعة الثانية عشر ظهرا : خاطب التجمع
    الوطني الديمقراطي الطلاب , حاثا اياهم
    علي الوقوف بصلابة امام محاولات السلطة
    اليائسة لسلبهم انتصارهم ، بعدها سيرت
    مسيرة ضخمة ضمت معظم طلاب الجامعة
    الي مكاتب الادارة ، وسلمت مذكرة الي المدير
    الزبير بشير طه تطالبه بالتدخل لاطلاق
    سراح المعتقلين .اثناء انتظار الطلاب
    لخروج ممثليهم من لقاء المدير شوهد مدير
    الامن الطلابي يخرج من مكتب المدير ٠
    ٠٠ الساعة الثالثة عصرا : تم اطلاق سراح
    الطالبين الاخرين , دون معرفة مصير الزميل
    محمد عبد السلام ٠
    ٠٠ الساعة الحادية عشر مساء : نقل
    جثمان الزميل (سرا) بواسطة جهاز الامن
    الي حوادث مستشفي الخرطوم وعندما
    رفض الطبيب المناوب استلام الجثمان دون
    استخراج اورنيك ٨ ، تم ارغامه علي كتابة
    شهادة وفاة ناقصة دون فحص الجثة ٠
    ≠∫±ππΠØΠØμ ¡UF—ô اا
    ٠٠ الساعة الثانية والنصف صباحا : نقل
    الجثمان الي مدني في عربة اسعاف مستشفي
    الخرطوم بصحبة نائب مدير الجامعة انذاك
    عبد الملك ٠٠٠ وعميد الطلاب ، انذاك ،ابراهيم
    عبد السلام بالاضافة الي وكيل الجامعة ٠ تم
    اخبار اسرة الشهيد بواسطة نائب المدير
    انذاك عبد الملك أن ابنهم قد توفي في احداث
    عنف بين طلاب الجامعة ، ولم يصدق اهل
    الشهيد الرواية وعندما كشفوا الجثة وجدوا
    اثار الضربات علي الراس ،وتشوهات غائرة
    في الجسد ، ودماء متخثرة . رفض طبيب
    المستشفي الحضور للكشف علي الجثة تحت
    ضغط جهاز الامن ٠
    ٠٠ الرابعة والنصف صباحا : علمت الجبهة
    الديمقراطية بخبر الاغتيال ٠
    ٠٠ التاسعة صباحا : علقت الجبهة
    الديمقراطية نشرة حائطية لاعلام الطلاب
    بالحدث ٠ انتشر الخبر في الجامعة ٠
    ٠٠ الثانية عشر ظهرا: اعلنت الجبهة
    الديمقراطية عن مخاطبة ، فتحت لتنظيمات
    التجمع وتم ابلاغ الطلاب تفاصيل الاغتيال ٠
    وطرح التجمع الوطني الديمقراطي تكتيكاته
    لخوض المعركة ٠
    ٠٠ تم ابلاغ مكتب المحامي غازي سليمان
    واوكلت الجبهة الديمقراطية لمحامي التحالف
    الوطني لاسترداد الديمقراطية مهمة فتح بلاغ
    نيابة عن اولياء الدم ٠
    ٠٠ الواحدة والنصف ظهرا : خرجت الخرطوم
    في مظاهرة عنيفة تصدت باستبسال لقوات
    الشرطة واجبرتهم علي التراجع حتي مشارف
    السوق العربي ٠
    fD??? « s??? ”oeU??? « f???OL«
    الساعة التاسعة والنصف : مخاطبة
    طلابية كبيرة ,الثانية عشر ظهرا: حاول
    اذيال النظام التحرش بمخاطبة جماهرية
    للطلاب , تصدى لهم الطلاب بقوة وبسالة
    من ثم خرج الطلاب للشارع بالتضامن مع
    الجامعات الأخرى فى مظاهرة ضخمة فى
    السوق العربى ومنطقة البوستة امدرمان
    fD??? « s??? s???U« X ??? «
    تمت محاصرة الجامعة باعداد ضخمة من
    قوات الاحتياطى المركزى والامن ومنعت
    الطلاب من الدخول للجامعة.الثانية عشر
    والنصف ظهرا: مخاطبة طلابية فى كلية
    الطب بعدها خرج الطلاب فى مظاهرة
    كبيرة تحركت من الكلية والى السوق
    العربى وحتى جامعة النيلين (الفرع سابقا)
    fD??? « s??? l???U« b???ô«
    ١٩٩٨٠ امام نيابة / تم فتح بلاغ بالرقم ١٩٤٣٠
    جنايات كوبر ووجة الاتهام رسميا لاحدى
    عشر شخصا منهم اربعة طلاب من تنظيم
    السلطة .
    fD??? « s??? d???UF« s???OMô«
    تم احتلال الجامعة بواسطة كتائب من تنظيم
    السلطة وكانت تسمى بكتائب الطيارين
    وحوصرت من الخارج بالبوليس ،اقام اذيال
    النظام (الكيزان) مخاطبة وانكروا قتلهم
    للشهيد وادعوا انها تصفيات داخلية تخص
    الشيوعيين ولكنهم لاحقا اصبحوا يفتخرون
    بما تم لمحمد عبد السلام ويهددوا بتكراره
    لكل من تسول له نفسه بمقاومة النظام.
    fD??? « s??? d???A ÈoeU???« ¡U???ö«
    بمعاونة التجمع الوطنى الديمقراطى تم نقل
    المظاهرات للاحياء السكنية لفك الاختناق
    عن الجامعة وقامت العديد من المظاهرات
    فى الكلاكلة والحاج يوسف وامدرمان وكانت
    المظاهرات تستمر فى بعض الاحيان حتى
    وقت متاخر ليلا كما حدث فى حى العمدة
    وحى العرب وبيت المال وامبدة واستمرت
    هذة المظاهرات حتى الاسبوع الثالث من
    اغسطس مما ساهم فى نشر الخبر لوكالات
    الانباء العالمية.
    ودمدني
    اختارت ود مدنى طريقتها الخاصة فى
    استقبال جثمان ابنها، فلم تترك الامر للطلاب
    وحدهم وكأن الفجيعة والماساة صهرتهم
    فى قالب واحد خرجوا به الى الشارع، فمنذ
    لحظة سماع الخبر ظل المواطنون يرابطون
    بمنزل محمد عبد السلام، لينظموا المواكب
    والمظاهرات حتى منتصف الليل واشتد
    الغضب بالمواطنين لدرجة ان حاصروا مكتب
    ١١٤ او ( السراية) التابع لجهاز الامن العام
    وطالبتهم ان يطلقوا سراح الطلاب المعتقلين
    من جامعة الجزيرة (كانت السلطة قد اعتقلت
    طلاب من جامعة الجزيرة فى هذه الاحداث
    )وواصل المواطنون حصارهم الى ان تم
    اطلاق سراح الطلاب المعتقلين وفى هذه
    الاثناء واصل الطلاب فى جامعة الجزيرة
    مظاهراتهم حتى اضطرت ادارة الجامعة الى
    مصادرة النشاط السياسى فى الجامعة يوم
    . ١٩٩٨/٨/١٦
    مناشدات
    نناشد جميع الطلاب الذين كانو شهود اعيان
    للاحداث والطلاب الذين كانوا في سطوح
    داخلية المناهل والطالبان اللذان اعتقلا مع
    الشهيد محمد وزملاؤه واصدقاؤه والسيد
    نائب مدير الجامعة انذاك والسيد عميد كلية
    القانون أنذاك والسيد عميد شئون الطلاب
    والسيد قائد الحرس الجامعي والسيد سائق
    العربة التي نقلت الشهيد الي ودمدني والطبيب
    الذي قام بتشريح جثة الشهيد ...الخ
    نناشدكم ونستحلفكم بالله و بكل ماهو
    مقدس لديكم: بان تصفوا ضمائركم وأن
    تعلنوا شهادتكم امام القضاء متي ما إستدعي
    ذلك ونشرها الان للجميع عبر وسائل الاعلام
    المختلفة .
    مطالبات
    نطالب الدوائر العدلية بالكشف عن تفاصيل
    جريمة الاغتيال بفتح ملف القضية كما
    نطالب جميع المنظمات والمؤسسات
    الديمقراطية العالمية منها والمحلية بعدم
    التعامل باي شكل من الاشكل مع كل من ورد
    اسمه في ملف الجريمة البشعة . كما نطالب
    من جميع المنادين بالديمقراطية والسلام
    الاجتماعي بالأصطفاف حتي يتم تقديم
    الجناة الذين أزهقوا اروح الطلاب في
    الجامعات السودانية وأذاقوهم كافة انوع
    العذاب منذ ١٩٨٩ الي يومنا هذا .
    زول لى طريقوا اختار .... اختارو دغرى عديل
    غير الغبش ما اختار..... جيهة عليها يميل
    ونواصل
    المراجع :
    كتيب الذكري الخامسة لاستشهاد الزميل محمد
    عبدالسلام
    مجدي الجزولي - جريدة الايام
    في الذكري التاسعة لاشتشهاد محمد عبدالسلام ( لا نغنيك لكنا نناضل )
    هاهما الظلم والاستبداد ، عاريان تلفح سؤاتهما
    ذاكرة التاريخ التي لاترحم كل الطغاة، كل نظام
    معاد للشعب . بديهي أن هجاء الاستبداد وتصوير
    خلفيته البشعة ، انما هو تنديد، غني ، وشديد
    الاقناع ، بكل مظاهر الاستبداد والوحشية التي
    تنفجر في عصرنا، هذا عصر نضال الانسان من
    أجل حياة أفضل . ووراء ذكرى شهيدناالبسيطة
    و العميقة والقوية تربض القوى الشعبية التي
    لاتنثني ولاتلين ،رغم كل أعمال الفتك والتنكيل .
    إنه الشعب الكبير ، رجاله ونساؤه (يأكلون بذور
    الموت ولا يموتون)كما يقول غوركي.
    تحرير : بكري سليمانhttp://www.midan.net/nm/private/almidan/m2036/m2036.htm[/B]
                  

08-27-2007, 07:27 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام (Re: Amjed)

    ...


    تأبى الاحرف ان تردد المزيد يا صديقي
                  

08-27-2007, 08:43 PM

معاوية كرفس
<aمعاوية كرفس
تاريخ التسجيل: 03-18-2004
مجموع المشاركات: 1340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تداعيات رسالة الي الشهيد محمد عبد السلام (Re: Amjed)










                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de