|
بيان للشعب السوداني...جمعية اختصاصي النساء و التوليد السودانية
|
قال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ) صدق الله العظیم سورة التین الآیة ( 4) وقال صلى الله علیه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار " . إن جمعیة إختصاصي أمراض النساء والتولید ظلت تتابع بقلق شدید إضفاء الطابع الطبي والدیني على الممارسات الشائهة على الأجهزة التناسلیة التي خلقها الله في أحسن تقویم التي یشهد علیها الجمیع وتُبارك بزغارید النساء والضرب بالدفوف إحیاءاً لبدعة جاهلیة وإماتةً لسنة العفة والطهر والصحة الجنسیة والإنجابیة. علینا أن نوطن أنفسنا أن أحسن الناس أن نحسن وأن أساءوا التصرف جریاً وراء التقالید البالیة علینا أن نوطن أنفسنا. إن الطریق وعر ومصابیح الوعي بسیطة ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم. إن الرسول صلى الله علیه وسلم ترك لنا وصیةً ماضیة إلى یوم القیامة " استوصوا بالنساء خیرا "ً. بل إن القرآن الكریم أسمى سورة كاملة باسم النساء. إن ختان الإناث هو إعتداء على كرامة النساء شقائق الرجال. إن إبن حزم الظاهري على ظاهریة وتمسكه بظاهر النص قد أفتى في كتابه :( المحلى الجزء ( 10 ) ص ( 458 إن في قطع الشفرتین "وهي اللحمان المحیطان بموضوع الجماع" الدیة الكاملة وعللوا ذلك بأنه بهذین الشفرتین یقع الإلتذاذ بالجماع فكل فوات لهذا الإلتذاذ أو بعض منه یوجب هذه العقوبة التعویضیة. نحن لسنا بصدد الفتوى فلها أهلها ولم ترد آیة في القرآن تتحدث عن ختان الإناث وكل ما ورد هو إتباع سیرة سیدنا إبراهیم الذي ورد في الأثر ولیس في القرآن أنه أختتن وقد بلغ من الكبر عتیا ثمانین عاماً ولم یرد أنه ختن بناته ولم یرد حدیث عن النبي صلى الله علیه وسلم وكل ما ورد هو حدیث أم عطیة وقد ضعفه الثقات من العلماء بل ان عمل أهل المدینة المنورة هو أصلٍ متبع في المذهب المالكي لم یرد ما یفید أن أهل المدینة الذین عاشوا مع النبي صلى الله علیه وسلم أنهم ختنوا إناثهم بل أن الجاهلیة قبل الإسلام التي عرفت (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) لم تباشر ختان الإناث ولكن ما نشهده الآن هو مَوْءُودَةُ القرن الحادي والعشرین. وحسبنا فتوى العلامة الدكتور یوسف القرضاوي: (مرفق) ومن المقرر شرعاً: أن المباحات قد تمنع منع كراهة أو منع تحریم إذا ترتب علیها ضرر أو فساد. وهذا مرجعه إلى الخبراء وأهل الإختصاص. وبإعتبار أن الدراسة الموضوعیة من قبل الخبراء والمتخصصین المحایدین، الذین لا یتبعون هواهم، ولا أهواء غیرهم، أثبتت: أن الختان بصورة الحالیة یضرَُ بالإناث جسدیاً ونفسیاً، ویؤثر سلباً على مستقبل حیاتهن الزوجیة، لهذا وجب إیقاف هذا الأمر سداً للذریعة إلى الفساد، ومنعاً للضرر والضرار. وبهذا یكون لنا العذر في مخالفة من سبقنا من العلماء، لأن عصرهم لم یعطهم من المعلومات والإحصاءات ما أعطانا عصرنا. من أجل هذا قالوا: إن الفتوى تتغیَّر بتغیُّر الزمان والمكان والحال. ولو أن مَن قبلنا ظهر لهم ما ظهر لنا، لخیَّروا رأیهم، فقد كانوا یدورون مع الحقَّ حیث دار. وبناء على ما بیناه: یكون ختان الأنثى أو خفاضها بالطریقة التي یجري بها الآن، وبغیر مسوغ یوجبه: أمراً غیر مأذون به بل محظورا شرعاً، وداخلاً في (تغییر خلق الله) الذي هو من عمل الشیطان، ولیس هناك إذن من الله به. نهیب بجماهیر الشعب السوداني التوقف الفوري عن ممارسة ختان الإناث بشتى أنواعه ومسمیاته المضللة لما في ذلك من مضار صحیة وخیمة. إننا نخاطب عقولكم قبل أفئدتكم وضمائركم قبل عواطفكم ونناشدكم برفع الضرر عن بناتكم أمهات المستقبل. والله من وراء القصد
|
|
|
|
|
|