|
|
 شيلا واحاديث الافك - بقلم حاتم حسن محجوب - نقلاً عن صحيفة الاحداث
|
صحيفة الأحداث السودانية يومية سياسية شاملة مستقلة تصدر عن شركة نسق العالمية
العدد 257 - الخميس 3 يوليو 2008
شيلا ... وأحاديث الإفك
حاتم حسن محجوب
ربما تعجل البعض قبل أن يلج إلى جوف المقال وربط بلهجة الاستهجان بين ما خطه الأستاذ / فتح الرحمن شيلا فى رسالته التي اعتذر من خلالها لجماهير الحزب الاتح
ادي عن نفاد صبره فى طول انتظار الأمل المفقود فى صلاح حال الحزب الكبير بذلك الأسلوب الراقي والكلمات المنتقاة الرصينة والأدب الجم والذى هو رصيد تراكمي لهذا الرجل وبين العنوان الذى تصدر هذا المقال ( أحاديث الأفك ) باعتبارها _ أى الأحاديث _
لا تصدر من رجل فى قامة وأخلاقيات الأستاذ شيلا .
ويكفى العنوان أن يضع مقالي فى دائرة الضوء والمطالعة حتى نقف على ما بدأ يتخبط فيه بعض الكتاب بتلك المقالات التى تناولت عبر مواقع الشبكات الإلكترونية ( النت ) استقالة الأستاذ شيلا والأحاديث التي اتسمت بالافك عندما ذهب هؤلاء مذاهب شتى في تناولهم لهذا الأمر فمنهم من كان يسبح بقلمه عكس التيار الذي خطه نائب الأمين العام للحزب الاتحادي ( المستقيل ) مسلكاً ومنهجاً لمسيرته السياسية العامرة بالمواقف الصلبة التي لا تعرف الانكسار وآخرون كان الافك ومحاولة النيل من شيلا مداد يراعهم وهم يتحدثون عن صفقة تمت من تحت الطاولة وفى جنح الليل بين المؤتمر الوطني ونائب الأمين العام للحزب الاتحادي ( سابقاً ) منذ منع الأخير من مخاطبة الجماهير فى افتتاح دار الحزب بأم درمان .
لا غرو أن تأتي التحليلات والتوقعات لمستقبل أي شخص سياسي حال ابتعاده عن حزبه بهذا النسق إلا أن الغريب هو الجزم بحدوث صفقات لا وجود لها إلا فى خيال النافخين على الرماد ربما ناراّ استعرت .
معرفتنا التامة بالأستاذ شيلا تمنحنا التصريح ودون الرجوع إليه بأن الرجل الذي عاش طيلة حياته السياسية على الكفاف وشغف العيش بعيداً عن بلده مؤمناً بسلامة موقفه تجاه قضايا الوطن وحلها لا حاجة له في مسرحية تعرض فصولها من خلف الكواليس وتاريخه لا يسمح له يبيع ضميره وأخلاقه من أجل كرسي زائل .
هذا الحديث لا يعني مطلقاً أن يذهب الرجل وبعد كل هذه السنين التي عرك فيها السياسة وخبر دروبها وناضل من أجل وطن ديمقراطي معافى إلى منزله ويعتزل العمل وهو ما زال فى قمة العطاء والحيوية لذا ننتظر من الأستاذ فتح الرحمن شيلا أن يتحرك من المحطة التي لن يمر بها قطار الاتحادي الديمقراطي بعد أن انفصلت عرباته وتفرقت أيدي سبأ وقائدها السيد محمد عثمان الميرغني خارج البلاد وحزبه بالداخل حاله يغني عن سؤاله .
مثل الأستاذ شيلا تبقى كل الطرق ممهدة أمامه ليتبوأ مقعده الشاغر في مقدمة الصفوف خدمة لوطنه بكل تجرد ونكران ذات دون أن يستجدي أحداً .
وللذين ما زالت أقلامهم تنزف ( قدحاً ) للنيل من تاريخ شيلا نقول بأننا كمواطنين وخاصة أهله في الشمالية أكثر سعادة وحرصاً إذا انصاع الرجل لنداءاتنا ووضع كل إمكانياته وخبراته تحت تصرف الدولة أو الولاية الشمالية حتى يساهم فى تنميتها ونهضتها مع إخوانه الأستاذ عادل عوض ورفاقه والمركب يسع الجميع .
وشيلا الذي نعرفه من الصعب أن يتخذ مثل هذا القرار إلا اذا وصل الإحباط منزلة رفيعة وتوقفت دونه حبال الصبر وسدّت أمامه كل نوافذ الإصلاح وأيقن انه لا جدوى من الانتظار في ثلاجة الحزب الاتحادي وحاله الذي لا يسر اعداءه والشامتين عليه فما بال المنتسبين اليه؟
أصابه داء التشرذم والانقسام حتى أصبح الحزب كالجزر المتناثرة رغم اننا لسنا مختصون في الشأن الاتحادي إلا أن ما يطفو للسطح من خلافات سياسية لا تخطئه عين المتابع العادي وقراءة لهذه الأحداث خاصة وقد تم منع الأستاذ شيلا من القاء كلمته عند افتتاح دار الحزب بمدينة أم درمان كان دعوتنا الصريحة عبر إحدى الصحف أن يخرج فوراً من عباءة الحزب الاتحادي التي بدأت تضيق على أهلها, ويعيد قراءة المستجدات على الساحة السياسية وما فيها من تحالفات جديدة وصيغ توافقية وتنازلات ويقرر بالشجاعة المعهودة فيه عن "شيلا ما بعد الحزب الاتحادي" فالرجل بتاريخه السياسي والاداري والتربوي ليس له مع محطات الانتظار شأن وليس بدعة أن ينسلخ السياسي من عضوية الحزب الذي يعمل ضمن منظومته طالما اختل التوازن وتعددت منابر اتخاذ القرار وانهارت المؤسسية.
دون تكريس لجهوية أو قبلية مقيتة ومن واقع الحال السياسي الراهن الذي يسود البلاد وتوافقاً مع نظام الحكم في سائر ولايات السودان والذي منح الصلاحيات اللازممة لكل جهة أن تدير شؤونها بابنائها "حكومة الجنوب- جبهة الشرق- الحكومة الانتقالية بدارفور" تدعو الأستاذ فتحي شيلا ان يستمع لصوتنا ويستجيب لندائنا ويتجه صوب الشمال ويساهم مع إخوانه في نهضته مازال المقعد الذي تركه عند مغادرته وزارة المالية بالإقليم الشمالي شاغراً فقد قدم لأهله ما عجز عنه اللاحقون والسابقون.
كل الأبواب مشرعة أمامك شيلا وأوسعها الذي يؤدي الى "حوش" المؤتمر الوطني الفسيح.. لا للانتظار فنحن في انتظارك ودوننا ومن يقدح فيما ذهبنا اليه صناديق الانتخابات القادمة لنقدم لك صك النص مليون "صوتاً" قربانا لما قدمت لأهلك.
هذا هو نداؤنا الأول الأستاذ/ فتحي شيلا ويتبعه نداء ثم الزام حتى نجدك تمتطي صهوة الجواد تحمل معول البناء بيد وبالأخرى سيفك البتار على المرضى والسرطان وفشل الموسم الزراعي.
كل الأحزاب دخلت فى حوار مع المؤتمر الوطني ووصلت معه إلى اتفاقيات عدة مثل ( نيفاشا وأبوجا وجيبوتي والقاهرة وجدة ) وأخيراً التراضي الوطني مع حزب الأمة القومي وبموجب هذه الاتفاقيات شاركت فى السلطة التنفيذية والتشريعية على كل المستويات وكذلك الحزب الاتحادي الذى اعتذر منه الأستاذ شيلا شكل لجانا للحوار مع الأحزاب منها المؤتمر الوطني وبالتالي ليس من حرج أو جرم أو نكوص بعهد إذا انخرط الأستاذ شيلا فى حوار مع الأحزاب الأخرى وعلى رأسها المؤتمر الوطني فى ظل التطورات السياسية الحالية والبلاد تتعرض للمخاطر من مؤامرات الدول الأخرى وهى فى حاجة لجهود كل أبنائها المخلصين لتوحيد الكلمة والالتزام بالثوابت والمصالح العليا للوطن على كل الأحوال نحن نراهن على الأستاذ شيلا فى الانتخابات القادمة من أى الصناديق حملت رمزه
|
|
 
|
|
|
|
omer osman
osman righeem
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست