رسالة الاستاذ فتحي شيلا الى السيد محمد عثمان الميرغني
بسم الله الرحمن الرحيم إلي من يهمه الأمر سلام (3-3) فتح الرحمن ابراهيم شيلا تطرقت في الحلقتين الماضيتين لتجربة الحزب منذ انتفاضة ابريل 1985م مروراً بفترة المعارضة في الخارج وتكوين التجمع الوطني الديمقراطي ومن ثم مساعي التنظيم في مؤتمر المقطم لقيادات الحزب بالخارج 1995م ومن بعده تجربة المرجعيات وكيف ان الفشل التنظيمي ظل يلازم كل هذه التجارب وكما قيل تتعدد الاسباب والموت واحد. المنعطف الاخير في تاريخ الحزب رسمت ملامحه الاجتماعات الاخيرة بالقناطر الخيرية وكنت قد تطرقت باسهاب لتلك الاجتماعات في سلسة من المقالات بعنوان (قراءة في اجتماعات الحزب الاتحادي) وملخص ماجاء فيها انه قد جري الاتفاق قبل الاجتماعات على ثلاث محاور هامة يجب البحث فيها واتخاذ قرارات حاسمة بشأنها وهي الخط السياسي والتنظيم والمال. الخط السياسي وجد نصيبه وحظه في النقاش ومن ثم تم اتخاذ قرار حاسم يمنع التجاوزات ويوقف التضارب. المحور الثاني المتعلق بالتنظيم لم يكن في يوم سعده ولم يجد الاهتمام الذي حظي به الاول ، المحور الثالث محور المال لم يكن حظه خيراً من سابقه ؟! وبالتالي فاقمت القرارات الاخيرة كل هذه المشاكل ولم تقدم الحلول هذه المحاور الثلاثة مرتبطة ببعضها ارتباط لايقبل التجزئة فتحديد الخط السياسي يلزمه تنظيم فاعل يعبر عنه ولايمكن ان تبني خط سياسي وتعَوم في ذات الوقت هيكلك التنظيمي المعبر عنه لذلك يجب على قيادة الحزب ان تعلم ان طريقة إدارة العمليه السياسيه تستوجب عدم التغافل عن هذه النقطة الحيوية والمهمة ألا وهي ضرورة إبقاء الهيكل التنظيمي في وضعه السليم بعيداً عن التجارب التى لم تورثنا إلا الفشل وغني عن القول مدي ارتباط محور المال بالمحورين السابقين. اخلص من حديثي بأن دوام الحال من المحال وأقول ان الدعوة لتوحيد الحركة الاتحاديه بنوايا وبعزيمه هي بدايه تصحيح مسارنا فالكل اتحادي ولابد من التوافق أولاً بضرورة القفز علي احداث الماضي وتناسي الجراحات والمرارات فالديمقراطية اساس الدعوة الاتحاديه ولاشئ غيرها و ما لم نتفق عليها يصبح الحديث لا معني له ولا طائل منه دون وصايه أو هميمنه ودون عزل أو اقصاء لاحد فالحزب الاتحادي الديمقراطي ماعون كبير يسع الجميع يصنَف باعتباره من الاحزاب البرجماتية لانه اتسم تاريخياً بوجود تنظيم حزبي له برنامج يتصف بالمرونة مع متغيرات الواقع. بمعنى إمكانية تغيير هذا البرنامج أو تغيير الخط العام للحزب وفقاً لتطور الظروف بكل شفافية ووضوح عبر آليات العمل في المكتب السياسي والمكتب التنفيذي. لقد ظللنا نقاتل النظام من اجل الديمقراطيه وخلافنا معه هو الديمقراطيه . نحن نؤمن باتاحه الحريات – الديمقراطية لجميع المواطنين – حريه العقيدة والنشر والتجمع وغيرها من الحريات – هكذا علمنا الشهيد الشريف حسين ولذا كان انتماؤنا لهذا الكيان فماذا يكون حالنا اذا افتقدنا الديمقراطية والحرية داخل احزابنا. الدعوة للديمقراطية وتوحيد الحركة الاتحادية أو لم الشمل تستلزم بالضرورة الاتفاق علي رمز يجسد هذه الوحده وقياده السيد محمد عثمان الميرغني لم تكن موضع خلاف أو تنازع وربما يكون الخلاف أو اختلاف وجهات النظر في أسلوب العمل وشكل التنظيم وعليه ان يتبني هذه الدعوة والتوافق علي قيادة مؤقته تنتهي مهمتها بانعقاد مؤتمر عام يجيز هياكل الحزب ودستوره ولوائحه وينتخب قيادة باراده الجماهير يراعي فيها الالتزام والكفاءه والقدره علي قيادة حزب حديث يرتكز علي ثوابت الماضي وتاريخه ويؤسس لتنظيم يراعي كل التحولات والتغييرات في العالم من حولنا ومن المهم الاشاره هنا ان جماهيرنا بعكس ما يشيعه خصومنا ظلت ثابته ومتماسكة وفي تزايد مستمر لم تتأثر بالصراعات كثيراً وما ندعو اليه هي اشواقهم وتطلعاتهم. ولدينا تجربة في منطقة الخرطوم عند افتتاح دار الحزب بالمنطقة التى تشمل محليتي (الخرطوم وجبل أولياء) فقد تدافعت جموع الاتحاديين شيباً وشباباً رجالاً ونساًء بصورة يعجز اللسان عن وصفها وكذا كان الحال عند انعقاد الاجتماع الاول لمركزية محلية الخرطوم. نحن نستقبل عاماً جديداً نستشرف فيه وضع حد لما نعيشه من خلل تنظيمي ويلزم ذلك القيام بجملة من الاجراءات حتى نكتب النهاية لحالة التشرذم والتشتت التى نعيشها. أولاً : دعوة المكتب السياسي للانعقاد بالخرطوم وذلك لمناقشة مشروع توحيد الحركة الاتحادية أو لم الشمل. ثانياً : وضع جدول زمني لانعقاد مؤتمرات المحليات والولايات توطئة لانعقاد المؤتمر العام. ثالثاً : مناقشة وتقييم أداء التجمع الوطني الديمقراطي وتحديد البرامج والعلاقات المستقبلية مع القوي السياسية والاعداد للانتخابات والمشاركة في مشروع الاحصاء القومي. رابعاً : البدء في تفعيل وتنفيذ اتفاق القاهرة من جانب المؤتمر الوطني. رسالتي إلي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الذي تربطني به علاقة متميزة خلال عقدين من الزمان نشأت منذ ايام الديمقراطية الثالثة عشنا جزءً منها في معتقلات الانقاذ بسجن كوبر وليالي حسوماً في جبهات القتال بشرق السودان واخري مليئة بالعمل والاجتماعات المضنية في أسمرا والقاهرة وجدة وأبوظبي وغيرها. القرآن الكريم يبين لنا في اكثر من موضع أن القائد ينبغي له أن يستأنس بذوي الخبرة ثم عليه أن يتخذ قراره متوكلاً على الله سبحانه وتعالى يقول سبحانه وتعالي (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) الآية (159) سورة آل عمران وهو ماطبقه عملياً الرسول صلي الله عليه وسلم عندما سأله الصحابي 'أمنزل أنزلكه الله أم هي الحرب والرأي والمكيدة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل هي الحرب والرأي والمكيدة فأشار عليه الصحابي بموقف آخر ليكون مقراً للجيش فاستمع النبي صلى الله عليه وسلم لكلامه ونزل عند رأيه . أن الامانة تقتضي مني تقديم النصح فحاضر ومستقبل هذا الكيان مسئوليتكم شخصياً أولاً وأخيراً عملاً بمبدأ "على الأعلى تقع المسؤولية " فالدعوة الصادقة المخلصة الشجاعة إلى توجيه نداء لكل الاتحاديين للتوحدة ولم الشمل واختيار آلية جادة وقادرة ومقتدرة خالية من الغرض والاهواء لجمع تراث المحاولات إبتداًء من لجنة الثمانية إلى آخر كل المحاولات ضروري وهام لقيام حزب اتحادي ديمقراطي موحد نتجاوز به هذا المنعطف التنظيمي فقد ازدادت التحديات والمهام الوطنية واصبح لابد من عمل يكفل للحزب القدرة على الاستمرار ومواجهة التحديات المطروحة. كثرت التساؤلات عن مضمون عنوان هذه المقالات وهي العبارة الشهيرة للرئيس اسماعيل الازهري لحسم خلافات بعض القيادات اردت ان اعيدها للاذهان فهي دعوة لمواجهة الامور بدلاً عن الهروب منها ولعلي اردت ان اوجهها لشخصي باعتباري واحداً من القيادات المسئولة عما جري ويجري وإن لم نحسن التعامل بمصير ومستقبل هذا الكيان فليس من الكرامة ان نشهد النهايات المحزنة لاقدر الله ويصبح مصيرنا كمصير حزب الوفد المصري ويكون لسان حالنا مقولة الزعيم الوفدي سعد زغلول (مافيش فايدة ياصفية).وأخيراً اردد ما ظل يذكره الشهيد الشريف حسين الهندي (ان الرجال والانفس والارواح كلها ذاهبه وتبقي الارض ويبقي الوطن ويبقي الشعب ويبقي التاريخ) اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.

01-27-2008, 01:06 PM

انعام عبد الحفيظ

انعام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 8738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين

Re: رسالة الاستاذ فتحي شيلا الى السيد محمد عثمان الميرغني (Re: omer osman)
اليفتح الرحمن أبراهيم شيلا سلام فقيري حمد [email protected] سلامي اليك دين مستحق * وقد اسيدت نصحا وهو حق أحي شجاعة الاخ الاستاذ فتح الرحمن ابراهيم شيلا وقد تحمل مسؤوليته التاريخية في الاخفاقات التي صاحبت مسيرة الحزب من أعلي جبل المقطم الي أدني القناطير . اعتراف الاستاذ فتحي بدوره في الأهترار الاتحادي أعتذار لجماهير الحزب وكوادره و رسالة لزملائه الذين صعدوا في المقطم وهبطوا في القناطر, أن اعتذروا . أضم صوتي للاستاذ وأطالب كل أعضاء المكتب التنفيذي بالاعتذار العلني للاتحاديين قاطبه بما ارتكبوه في حق الحزب والوطن وبما ضللوا القيادة وشرزموا القواعد وبما نسوا يوم الحساب بل أطالب الاتحاديين قاطبه بالاعتذار لبعضهم فقد تبذل ما بين الاشقاء بالدم في حرب البسوس الاتحادية ولا أبرئ نفسي فأعتذر.الأعتذار عن الأخطاء مسلك سياسي متحضر ومدخل لجبر الخواطر و تهئة لمصالحة شاملة بين الفرقاء. الاستاذ شيلا كان صريحا بما يكفي في تشخيص الداء. و شجاعا بما يثير الاعجاب اعترافا بفشل تجربته و زملائه من اعضاء المكتب التنفيذي المقال . شيلا برأ ذمته مطالبا رفاقه بتحمل مسؤولية الفشل بدلا من الهروب والادعاء الزائف. لم يكتفي شيلا بدق الناقوس بل كان دقيقا بما يشفي في وصف الدواء و هو : الالتزام بقيادة مولانا لرمزيته وحكمته وشعبيته ومواقفه الوطنية و الحزبية. التواضع علي قيادة مؤقتة تمثل كل الفصائل الاتحادية. ألاستعانة بلجنة خبراء اتحادية في المجالات المختلفة . البدء الفوري في المؤتمرات الحزبية صعودا من القاعدة الي القمة. التنافس الشريف بين كوادر الحزب دون عزل او شك او مؤامرة بتقديم الاصلح و الاقدر علي العطاء . أنا أضيف: تحديد سقف زمني للمؤتمر العام اقصاه يونيو . تزامن المؤتمر العام مع عودة مولانا لضرب عصفورين بحجر. أتفق تماما مع الاستاذ شيلا علي ضرورة ترتيب البيت الاتحادي قبل فوات الاوان علي الحزب والبلد والا سيسري علينا مقولة أم المعتمد آخر ملوك الاندلس من بني الاحمر, (أبكوا بكاء النساء علي ملك لم تحافظوا عليه حفاظ الرجال.) لابد ان ندرك بان تريب اوضاع الحزب يمكن القيادة من أتمام مشروع الوفاق الوطني و ضمان تنفيذ أتفاقية القاهرة و اعادة أحياء التجمع و الاستعداد للانتخابات النيابية والرئاسية . ترتيب اوضاع الحزب يمكن القيادة من تقيم أداء ممثلي الحزب في البرلمان المركزي وحكومات و برلمانات الاقاليم بل و استبدال ضعفي الاداء بالاقدر و الاصلح ترقية لاداء الحزب. أحي الاستاذ شيلا علي هذه الصحوة الشجاعة فالرجوع الي الحق فضيلة وتبرئة الذمة واجب ديني واخلاقي ووطني. الاستاذ فتح الرحمن شيلا عريق في الحركة الاتحادية و صاحب موقف مشهود ضد الانظمة الاستبداية وسياسي مقتدر واسع الصدر في الخلاف و الاتفاق. شيلا أخلص لمولانا و قاتل معه عشرون عام كل المعارك التي خاضها لذا ارجو ان تؤخذ نصائح واقتراحات الاستاذ بجدية و مسؤولية. حسنا فعل الاستاذ فتح الرحمن اذ ختم مقالاته بتورية للمولانا مفادها: أذا كنت قد بلغت عني وشاية* لمبلغك الواشي أغش و أكذب http://www.sudanile.com/sudanile1.html

[رد على الموضوع]

صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]