دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
وحدة الاتحاديين ... بقلم الاستاذ فيصل محمد صالح
|
لا تنحصر الرغبة في توحيد الاتحاديين وتقوية الحزب الاتحادي الديمقراطي عند أعضاء الحزب بتياراته المختلفة، لكنها وبلا شك رغبة صادقة عند كل المنتمين للقوى الوطنية والديمقراطية، فعندما تستعيد الأحزاب الكبيرة والتاريخية عافيتها، تعود عافية الوطن، وتنتظم الحياة السياسية روح جديدة تنعكس إيجابا على كل جوانب الحياة في بلادنا. لقد كانت الحركة الاتحادية هي رمانة ميزان العملية السياسية في البلاد، ومؤشر اتجاهاتها الوسطية المعتدلة، ومختبر العلاقة الجدلية بين القديم والحديث، الطائفة والجمهور المدني الحديث، قطاعات الريف وأبناء المدن، وعندما اختلت الموازنة بدأت بالاختلالات والتمزقات داخل هذا الحزب العريق، ثم شاعت وعمت ولم يخل منها حزب أو تنظيم سياسي. أزمة الحزب الاتحادي الديمقراطي واضحة وغامضة، معقدة وبسيطة في نفس الوقت، فقد تبدو معالم الأزمة ومسبباتها ظاهرة وجلية لكل ناظر محلل ومدقق، وكذلك تظهر ملامح الحل في التجديد والمؤسسية وإشاعة الديمقراطية الداخلية وإيجاد موازنة للعلاقة بين الحزب والطائفة، لكن هذه العملية ليست بسيطة عند التطبيق، بل تبدو في غاية التعقيد والصعوبة. وهي أيضا تحتاج لصبر شديد وقدرات من رجال ونساء خلاقين ومبادرين، وأفكار جديدة ومبتكرة. ولست ممن يظنون أن وجود الطائفة وزعيمها هي الأزمة، وإلا كان الحل بسيطا، الخروج على الطائفة وزعيمها وتأسيس حزب بعيدا عن كل ذلك، لكن سيتبع ذلك التفريط في جماهير الطائفة، التي هي بالضرورة جماهير الحزب، وفي هذا خسارة كبيرة. وليست هناك حركة سياسية تبدأ بالتفريط في جماهيرها المحتملة، بل الأوجب هو البحث في كيفية المحافظة على جماهير الحزب، ثم الانفتاح على قطاعات جماهيرية أخرى. كذلك يحتاج الحزب لتجديد أفكاره وبرامجه، وربط نفسه بأفكار العصر الحديث وحاجياته المتطورة، فلا يمكن أن يقف عند أدبيات الخمسينات والستينات، وتجديد تعريف من هو "الاتحادي"، بناء على المواقف والمبادئ. في حين ان التعريف الحالي يحل صفة الاتحادي محل الجنسية. فكأن الشخص يولد اتحاديا، ثم لا بأس بعد ذلك أن يقف في مختلف المواقف ويؤيد ويعارض الحكومات، من منطلق فردي، ويدخل فيها ويخرج بناء على حسابات ومصالح شخصية، ثم يعد اتحاديا. وعند قراءة المحاولات السابقة لتوحيد الحركة الاتحادية- وأنظر للتناقض هنا- يبدو واضحا أنها انتهت من حيث بدأت، وغالبا لأنها لم تبدأ من عمل قاعدي منظم، وإنما اكتفت بلقاءات الصوالين المغلقة بين القيادات المعروفة وعجزت عن الوصول للقاعدة الجماهيرية الضخمة وتأمين طريق الاستمرارية وتحصين نفسها من الانشقاقات المستقبلية. وأخطر ما يواجه الحركة الاتحادية أيضا هي خلافات القيادات، ما دون مولانا، وصراعاتها فيما بينها وعلى أساس غير مبدئي، ولو لم تتجرد هذه القيادات من أهواء المصالح الشخصية والتطلعات المدمرة، وقدمت مصلحة الحزب والجماهير على مصالحها الشخصية، فلن يكون هناك معنى للمعارك التي خاضتها. هذا طريق طويل وشاق لمن يريد أن يخوضه، وعليه أن يوطن نفسه على ذلك، وأن يتوقع صعوبات ومشاق عظيمة، لكنه طريق يستحق أن يُمشى، وثمن يستحق أن يدفع واجتهاد يثاب فاعله. الاخبار نشر بتاريخ 17-08-2011
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وحدة الاتحاديين ... بقلم الاستاذ فيصل محمد صالح (Re: omer osman)
|
Quote: أزمة الحزب الاتحادي الديمقراطي واضحة وغامضة، معقدة وبسيطة في نفس الوقت، فقد تبدو معالم الأزمة ومسبباتها ظاهرة وجلية لكل ناظر محلل ومدقق، وكذلك تظهر ملامح الحل في التجديد والمؤسسية وإشاعة الديمقراطية الداخلية وإيجاد موازنة للعلاقة بين الحزب والطائفة، لكن هذه العملية ليست بسيطة عند التطبيق، بل تبدو في غاية التعقيد والصعوبة. وهي أيضا تحتاج لصبر شديد وقدرات من رجال ونساء خلاقين ومبادرين، وأفكار جديدة ومبتكرة. ولست ممن يظنون أن وجود الطائفة وزعيمها هي الأزمة، وإلا كان الحل بسيطا، الخروج على الطائفة وزعيمها وتأسيس حزب بعيدا عن كل ذلك، |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدة الاتحاديين ... بقلم الاستاذ فيصل محمد صالح (Re: omer osman)
|
Quote: وتجديد تعريف من هو "الاتحادي"، بناء على المواقف والمبادئ. في حين ان التعريف الحالي يحل صفة الاتحادي محل الجنسية. فكأن الشخص يولد اتحاديا، ثم لا بأس بعد ذلك أن يقف في مختلف المواقف ويؤيد ويعارض الحكومات، من منطلق فردي، ويدخل فيها ويخرج بناء على حسابات ومصالح شخصية، ثم يعد اتحاديا. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وحدة الاتحاديين ... بقلم الاستاذ فيصل محمد صالح (Re: omer osman)
|
Quote: وأخطر ما يواجه الحركة الاتحادية أيضا هي خلافات القيادات، ما دون مولانا، وصراعاتها فيما بينها وعلى أساس غير مبدئي، ولو لم تتجرد هذه القيادات من أهواء المصالح الشخصية والتطلعات المدمرة، وقدمت مصلحة الحزب والجماهير على مصالحها الشخصية، فلن يكون هناك معنى للمعارك التي خاضتها. |
| |
|
|
|
|
|
|
|