|
الحذاء والضمير
|
الحذاء والضمير
باطل هذا الزمن الذي نشبت به ولا يحقق لنا خلاصنا‚ يتلون في دمائنا المنهوبة عيون لا تخجل من رؤية زيفها‚ ويحاصرنا بأنين خافت‚ لا ندرك من أين تنبع أنهاره العكرة‚ ثمة نهر واحد يقود الأشياء نحو حتفها‚ هو الجنون في اتئاده‚ وفي خموله يبحث عن عقل ذكي يتفاهم معه‚ يتشكل على هيئة رجال مشوهين يحملون العصي‚ يدقون بها على صدور البائسين‚ في هنيهة تتشابه فيها الأحزان والافراح‚ لنتخيل ان ذلك النهر دخل الزمن الباطل‚ فحرك جمودنا بموتنا‚ هل سنكون راضين عنه؟ أم سنعلن رغبتنا في التمرد القاسي ضد هفواتنا وخجلنا‚ كم نحن بائسون ومعذبون‚ يعيشون على طريقة القوارب ترسم رحلتها في جنون النهر‚ لكنها لا تتعلم من رهق العواصف تضربها في ليل عابث الوجه‚ مكفهر الحقيقة‚ تقف القوارب كرات من لهب‚ أو عقارب لا تجد جحورا تندس فيها‚ ترتجف في البرد باحثة عن حقائق الغياب في لبس ثوب التخفي‚ اراها خفيفة‚ تسير كما انت‚ تلدغك عسلا زعافا‚ فترقص طربا لها‚ ألم تتعلم ان تكون عبدا لسادتك المغرورين بأحذيتهم الثقيلة‚ ذات الرباطات المعدنية‚ في الفجر تفكر ان تسبح حرا في ماء النهر على رائحة دم جثتك‚ هذا الدم المنهوب من زيفك‚ وغرورك‚ لا تدرك مغزى كونك هنا في مقصلة الرجال‚ يبصقون على ضميرك بحب اخرق‚ يسمونه مداد البقاء‚ وطعم الحرية المسلوبة‚ في اطراف الزمن الباطل اراك تعيش ملوثا بروح خطيئتك الصغيرة‚ تمازح فكرة الخلود‚ وتحاول ان تجتاز برق رؤياك المعبأة بالفوضى‚ تضحك مني‚ وتقول: أنت حثالة زمن الرداءة‚ لن ارد على لونك‚ أو شكلك السخيف‚‚ ثم نتصافح بعدها من جديد‚ نسير في واد من الصمت الاعرج‚ نظن بدايته ممحاة لسبورة سودها اصحاب الاحذية الثقيلة‚ وهم يغسلون رؤوسهم بدموعنا‚ استعدادا للنوم بعد يوم قصير من ايام الله ‚ كتبوا فيه على نوافذهم الصدئة‚ ان وجودنا منفي‚ وحلمنا مقتول‚ وقبل ان يستغرقوا في نومهم المحاط برائحة الموت دنسوا ثمن الاوجه الضاحكة‚ كنا لا نزال نشق دربنا في الوادي اللا مقدس‚ نهتف بكبرياء: لن نخجل مرة اخرى‚ فماذا أنتم فاعلون؟
|
|
|
|
|
|