مليار دولار لانتخابات نتيجتها محسومة!.. وحكايات عن أن المبلغ لا يكفي.. وضرب أمثال بدول أصغر من دولتنا.. وأقل "تعقيدا" صرفت أموال طائلة على الانتخابات.. الأمم المتحدة كانت قد قالت قولتها مبكرا.. "يا جماعة الخير هذه الميزانية مبالغ فيها!" وكان السيد اليان لي روي مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام قد نبه الحكومة: "يا جماعة راجعوا المبلغ".. وأضاف: "شوفوا انتخابات الكونغو الديمقراطية.. كلفت نصف مبلغكم (500 مليون دولار).. رغم أن الظروف كانت أكثر تعقيداً". مفوضية الانتخابات وعلى لسان مسؤول بها قالت: "إذا أرادت الأمم المتحدة أن تمول مرحبا بها وإذا لم ترغب فلا توجد مشكلة فالحكومة تتولى الأمر". وهذا القول ظاهره فيه شيء من "الجعلنة" وإدعاءات الكرم.. وباطنه فيه "خدعة".. يعني أن الحكومة يا جماعة حريصة على التمويل والدفع إلى ما شاء الله من أجل النزاهة.. وهي ستدفع مهما كلف الأمر حتى تخرج الانتخابات في أبهى صورة.. مع الإشارة إلى أن أموال الحكومة.. تعني أموال الشعب السوداني التي يتحكم فيها المؤتمر الوطني.. ودجنت "الحكومة" جنودها من "الخبراء الاستراتيجيين" لكي يقولوا للناس في الإعلام: "يا جماعة يشهد الله انتخاباتنا دي انتخابات بركة (على وزن زواج البركة)". ومنهم على سبيل المثال "الخبير الاستراتيجي" المسمى بالدكتور مضوي الترابي، والذي نشر أرقاما "فلكية" عن كم كلفت الانتخابات في عدد من الدول.. ابتداء من نيجيريا إلى الكونغو.. وزاد على رقم الكونغو حيث رفعه من "500 مليون" إلى "720 مليون".. من الواضح الآن أن هناك مأزق فالمبلغ الذي سيأتي من الخارج ليس كما تتوقع الحكومة.. فهو بحسب التقديرات إلى الراهن لا يتعدى خمسة بالمائة من المليار المطلوب .. والذي تقول تقديرات أخرى أنه مليار زائدا مائة مليون دولار!..
في العادة عندما يكون هناك "عجز" في الميزانية فيعني هذا أن أمر العملية الانتخابية مهدد.. كما حصل في الكاميرون.. لكن رويدا فالانتخابات ستتم.. وسوف يوفر "المؤتمر الوطني" الأموال.. من "أموال الشعب".. ليس لأن الجماعة حريصون على النزاهة أو اختيار رئيس "حقيقي" للبلد.. ولكن لأن المسألة ببساطة "بزنس".. فوراء الانتخابات.. جيوش من السماسرة.. والتجار ومن يسمون بالموردين.. للورق والحبر السري والمواصلات والموظفين والكمبيوترات وو... الخ من المتطلبات.. هنا مربط الفرس.. ففي الوقت الذي ينشغل فيه الناس بموضوع النزاهة.. والتزوير - الذي لا أشك في حدوثه – ينسون الحديث عن ما وراء المشهد.. أي حكاية السمسرة والمتجرة.. والمعني هؤلاء الذين سوف يكسبون على الأقل 600 مليون دولار من المليار وربما أكثر.. وهؤلاء السمسارة والتجار من سيكونون.. الإجابة واضحة..
- يتبع -
08-07-2009, 03:04 AM
emadblake
emadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791
قد أثبتت عقلية "الكيزان" قبل أكثر من نصف قرن في إدارة المال أنهم يفكرون في كل شيء على أنه "متجرة".. ابتداء من الدين نفسه.. وينسب لشيخهم قوله: "نحن تجار دين.. فالله نفسه اشترى... "- في إشارة إلى الآية الكريمة.. "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة".. حتى فكرة الاستيلاء على الحكم في حد ذاتها لم تكن سوى مشروع تجاري.. وكما وصف ماركس الحكومة ذات يوم.. ينطبق الوصف.. "ما هي الحكومة إلا لجنة تنفيذية للتجار" – هذا قول ماركس".. يعني الحكومة هي التي تدير مصالح التجار، وهي التجار أنفسهم.
08-07-2009, 03:10 AM
emadblake
emadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791
الآن يكون السؤال.. من يراقب الانتخابات من حيث "النزاهة المالية".. وهل ستسمح الحكومة لتجار بعينهم للتوريد .. توريد الحبر السري وأقرانه من المتطلبات؟ أم أن الأمر سيكون مفتوح لكل سوداني.. ولا ننسى الشباب الذين سيتم توظيفهم.. وهذا يعني "جيش" من الشباب.. وما أكثر "العواطلية" في البلد.. ولكن من الآن نقول للشباب: "لا تحلموا الأمر محسوم.. فإذا لم تكن من الجماعة لن تعمل في الانتخابات.. ولن تسوق حافة ولا حتى ركشة".. ويخال لي أن أكبر مشروع استثماري في السودان على مدى العام الجاري والمقبل هو "مشروع الانتخابات" .. فخزان مروي بجلالة قدره كلف 850 مليون دولار.. وفي رواية أخرى مليار وستمائة مليون.. وفي بلد يفتقد لنزاهة الأرقام من الصعب أن تعثر على المعلومة الصحيحة..
08-07-2009, 03:15 AM
emadblake
emadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791
تخيلوا السيناريو التالي: منذ هذه اللحظة وقبلها ثمة اجتماعات "سرية" تعقد ومداولات لكبار العمم والجلاليب والبدلات التي تفكر في كم سوف تستفيد من حصة المليار.. هذا يفكر في توريد ورق.. وهذا يفكر في دولايب بمقاسات كذا.. وهذا يفكر في إنشاء شركة على عجل لاتمام الصفقة الفلانية.. وهكذا يستمر السيناريو.. فكل يحلم بنصيبه من الكعكة المقسمة لتجار بعينهم قبل أن تبدأ.. ولو ركزنا جيدا سنجد أن نجاح الانتخابات بالنسبة لـ "الجماعة" لا يتعدى الفهم "المبزنس" بمعنى كم سنكسب.. لان حكاية أن نكسب الانتخابات محسومة.. فآليات الاحتيال والتزوير ولو جيء بمنكر ونكير مراقبين، لن تجدي أمام "فهلوة" الكيزان وتاريخهم العريض مع التزوير..
08-07-2009, 03:26 AM
emadblake
emadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791
هذا الفهم "المبزنس" هو الذي قاد إلى صراع أبيي وهو الذي أرضى "المؤتمر الوطني" بالحكم الذي مكنهم من "النفط".. وهو نفس الفهم الذي سيفكرون فيه لماذا يمكن أن تكون هناك انتخابات في البلد؟ بعقلية: "يا جماعة إذا كنا سنربح قروش ما المانع !.. توكلوا على الله".. وإذا سرح المرء في خياله سوف يتخيل سنوات "الإنقاذ" على أنها دورات من هذا الفهم "المبزنس" الذي يبتز الشعب ويستخف به.. ففي بدايات الإنقاذ كانت المؤتمرات العريضة التي أطلق عليها "مؤتمرات الحوار الوطني" - لاحظ الإصرار على مفردة وطني منذ ذلك الوقت – كانت تلك المؤتمرات قاعدة ضخمة للبزنسة.. وإلى الآن لا أحد قدم دراسة حولها كم صرف فيها ومن استفاد وكيف تم تمويلها؟! وكانت فيما بعد "الحرب الجهادية" أكبر "بزنس" في عقد التسعينات.. تم من أجله استغلال كبار سماسرة "الحروب الجهادية" وعلى رأسهم أسامة بن لادن الذي جاء للسودان لهذا الغرض.. كان الكثيرون من "سذاج الآفاق" يظنون أن واجهة كـ "المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي " الذي أسس له الترابي، تهدف للم الشعوب الإسلامية.. أو أن الترابي كان يحلم بدولة الإسلام الكبرى.. هذا الحلم موجود لكن ما وراءه كان حلم "البزنسة".. إنشاء دولة "الجهاد الكبرى" التي سوف تتجار في كل شيء من السلاح إلى الأفيون إلى اليورانيوم المنضب وغير المنضب.. وثمة تقارير موثقة عن صفقات اليورانيوم السرية التي كان بن لادن يفكر فيها.. انطلاقا من السودان.
08-07-2009, 03:40 AM
emadblake
emadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791
انتهت فترة "الحروب الجهادية" بتجميع "أموال لا بأس بها" سواء من صفقات السلاح أو هبات "الأصدقاء" أو من تجارة "الأفيون" أو غسيل أموال "الإرهاب" أو غيرها.. كانت بعدها مرحلة البراغماتية بالتفكير في استغلال موارد البلد المنسية كالنفط.. وإقامة السدود التي أثبتت الدراسات أنها غير مجدية.. حتى أن دولا كالهند عرفت بأنها أرض السدود بدأت تراجع الأمر، حيث توصلت إلى أن السدود تكلف أكثر مما تفيد.. لكن الحكومة مضت في كل ذلك ومضى الأمر إلى بيع أراضي البلد .. بحيث بات السودان على قائمة الدول التي باعت أراضيها للأجانب.. وفي فترة ما قبل نيفاشا وبعدها كانت حيل جمع المال تتطور من السمسرة لصالح دول أجنبية بنقل السلاح وهي قصص مكشوفة إلى غيرها من الحيل التي بدأ ظاهرها الولاء للوطنية وللمشروع الحضاري "الإسلامي".. وعندما ضاق الخناق على "الجماعة" وأصبحت الكيكة شبه مقسمة.. كان أن فكرت الحكومة في بدائل واختراعات لن تكون الانتخابات أولها أو آخرها.. ومسألة إعادة العلاقة مع أمريكا والتخلي عن شعار "قد دنا عذابها" الذي برز في سنوات "الجهاد" ما هي إلا كشف حقيقي لمشروع "البزنسة".. ففي عالم البزنس لا توج قيم ولا أخلاق ولا ضمائر بل مصالح متجددة وأين ما وقفت المصلحة وقف التاجر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة